الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الكريم وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية وكثر الاسلام بالمدينة وظهر ثم رجع مصعب بن عمير الى مكة ووافى الموسم ذلك ثم رجع مصعب بن عمير الى مكة ووافى الموسم ذلك العام خلق كثير من الانصار من المسلمين والمشركين وزعيم القوم البراء بن معرور رضي الله عنه فلما كانت ليلة العقبة الثلث الاول منها تسلل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم خفية من قومهم ومن كفار مكة على ان يمنعوه مما يمنعون منه نسائهم وابنائهم وازرهم فكان اول من بايعه ليلة اذن البراء بن معرور وكانت له اليد البيضاء اذ اكد العقد وبادر اليه وحضر العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم موثقا مؤكدا للبيعة مع انه كان بعده على دين قومه واختار رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم تلك الليلة اثني عشر نقيبا وهم اسعد بن زرارة بن عدس وسعد بن الربيع بن عمرو وعبدالله بن رواحة بن امرئ القيس ورافع بن بن مالك بن العجلان والبراء بن معرور بن صخر بن خنساء وعبدالله بن عمرو بن حرام وهو والد جابر وكان قد اسلم تلك الليلة رضي الله عنه وسعد بن عبادة بن دليم والمنذر والمنذر ابن عمرو ابن خنيش وعبادة ابن الصامت. فهؤلاء تسعة من الخزرج ومن الاوس ثلاثة وهم اسيد بن الحضير بن سماك وسعد بن خيثمة بن الحارث ورفاعة بن عبدالمنذر بن زبير وقيل ابو الهيثم ابن التيهام مكانه ثم الناس بعدهم والمرأتان هما ام عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو التي قتل مسيلمة ابنها حبيب ابن زيد ابن عاصم ابن كعب واسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي فلما فلما تمت هذه البيعة استأذنوا رسول الله فلما تمت هذه البيعة استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يميلوا على اهل العقبة فلم يأذن لهم في ذلك بل اذن للمسلمين بعدها من اهل مكة في الهجرة الى المدينة فبادر الناس الى ذلك فكان اول من خرج الى المدينة من اهل مكة ابو سلمة ابن عبد الاسد هو وامرأته ام سلمة فاحتبست دونه ومنعت سنة من اللحاق به وحيل بينها وبين ولدها ثم خرجت بعد السنة بولدها الى المدينة وشيعها عثمان بن ابي طلحة عثمان ابن طلحة وشيعها عثمان ابن طلحة ويقال ان ابا سلمة هاجر قبل العقبة الاخيرة فالله اعلم ثم خرج الناس ارسالا يتبع بعضهم بعضا الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى العقبة الثانية وكان رحمه الله ذكر قبل ذلك العقبة الاولى وايضا ذكر ما تقدم العقبة الاولى من بدايات في دخول اهل المدينة من الاوس والخزرج في دين الله سبحانه وتعالى في اخر كلامه رحمه الله في العقبة الاولى ذكر آآ القصة التي قال فيها عمل قليلا واجر كثيرا قال وهو عمرو قصة الاصيرم وهو عمرو ابن ثابت قال فانه تأخر اسلامه يوم احد الى يوم احد فاسلم يومئذ وقاتل فقتل قبل ان يسجد لله سجدة فاخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمل قليلا واجر كثيرا الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري في شرحه للحديث رقم الفين وست مئة وثلاثة وخمسين من صحيح البخاري ذكر رحمه الله ان هذا اللفظ عمل قليلا واوجر كثيرا ورد في قصة رجل اخر من ابي من اه بني المبيت من بني المبيت قبيل من الانصار وصاحب هذه القصة الاصير من بني عبد الاشهل كما مر معنا واما قصة الاصيرن فرواها ابن اسحاق من حديث ابي هريرة انه كان يقول اي ابو هريرة حدثوني عن رجل دخل الجنة ولم يصلي صلاة ثم يقول رضي الله عنه هو عمرو بن ثابت اي الاصيرم وروى ابن اسحاق قصته يوم احد عن محمد بن لبيد وفي اخرها قول النبي صلى الله عليه وسلم انه اي الاصير من اهل الجنة انه من اهل الجنة فهذا تنبيه ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله منبها الى ان هذا اللفظ عمل قليلا واجر كثيرا لما يرد في قصة الاصيلم وانما في قصة رجل اخر قال ابن كثير رحمه الله بيعة العقبة الثانية بيعة العقبة الثانية قال وكثر الاسلام بالمدينة وظهر ثم رجع مصعب بن عمير الى مكة وكان مر معنا ان النبي عليه الصلاة والسلام بعثه بعد البيعة الاولى للعقبة الى المدينة ليعلم الناس القرآن ومر معنا انه كان رضي الله عنه يؤمهم وانه جمع بهم قال رجع الى مكة ووافى الموسم ذلك العام خلق كثير من الانصار من المسلمين والمشركين وزعيم القوم البراء ابن معرور رضي الله عنه هذا في العام الثاني عشر من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا العام كانت هذه البيعة بيعة العقبة الثانية وساق ابن كثير رحمه الله تعالى خبر فهذه البيعة وقد رواها ابن اسحاق في سيرته ومن طريقه الامام احمد رحمه الله في مسنده باسناد صحيح وفق الخلاصة التي ذكرها ابن كثير رحمه الله تعالى هنا وهذه البيعة يسميها بعض الصحابة رضي الله عنهم بيعة الحرب يسمونها بيعة الحرب لانهم بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على النصرة والقتال في سبيل الله سبحانه وتعالى ولهذا جاء في مسند الامام احمد عن عبادة ابن الصامت وهو احد الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم هذه البيعة انه كان يسميها بيعة الحرب لانهم بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك بخلاف البيعة الاولى مر معنا انها انهم بايعوه كبيعة النساء. بايعوه كبيعة النساء مرة آآ ذلك في ذكر البيعة الاولى ولهذه البيعة الثانية مكان مكانة عظيمة. لانه على اثر هذه البيعة بدأت الهجرة الى المدينة وبدأ المهاجرون ينتقلون ويتحولون الى المدينة قبل النبي عليه الصلاة والسلام وسيأتي اشارة المصنف رحمه الله تعالى الى ذلك فهي بيعة مباركة وعظيمة وترتب عليها تحول عظيم وبدأت الهجرة الى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم جاء في الصحيحين عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال لقد شهدت مع رسول الله صلى الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين توافقنا على الاسلام وما احب ان لي بها مشهد بدر وما احب ان لي بها مشهد بدر وان كانت بدر اذكر في الناس منها. وان كانت بدر اذكر في الناس منها. وهذا مما يبين مكانة هذه البيعة بيعة العقبة قال فلما كانت ليلة العقبة الثلث الاول منها كان ذلك في اوساط ايام التشريق لما كان في الثلث الاول من الليل يعني لما مضى الثلث الاول من الليل تسلل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة وسبعون رجلا وامرأة تسللوا اي لما نام الناس تسللوا اي خفية تسللوا اي خفية ولواذا الى النبي عليه الصلاة والسلام عند العقبة ولهذا تنسب هذه البيعة كالبيعة الاولى الى العقبة لانها حصلت عندها وتنظر اسماء هؤلاء في تاريخ الاسلام للذهبي وفي غيره من المصادر تاريخ الاسلام للذهبي قال تسمية من شهد العقبة وذكرهم رحمه الله تعالى قال فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم خفية من قومهم ومن كفار مكة لاحظ الاستخفاء بهذه البيعة استخفاء من قومهم المشركين الذين جاءوا هم واياهم من المدينة وخفية ايضا من كفار مكة على ان يمنعوه مما يمنع منه نساءهم وابنائهم واوزورهم بايعوا النبي عليه الصلاة والسلام على ذلك اي على النصرة على نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وان يمنعوه مما يمنع منه نساءهم وابنائهم وازورهم. والمراد ازورهم اي انفسهم والازار معروف ويطلق ويراد به النفس. واحيانا يطلق ويراد به الاهل فالمراد بالازر هنا اي الانفس بايعوا النبي عليه الصلاة والسلام تلك الليلة على ان ينصروه وان يؤازروه مثل ما ينصر انفسهم ونسائهم قال فكان اول من بايعه ليلة اذ اي في تلك الليلة العظيمة البراء ابن معرور البراء ابن معرور رضي الله عنه وكانت له اليد البيضاء لانه سار في تلك الليلة لما تكلم النبي عليه الصلاة والسلام وتكلم قبل النبي العباس عم النبي. وكان وقتها تلك الليلة مشركا ولكنه ماض على النصرة مثل ما كان ابو طالب ماض الى اخر حياته على نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وكان حضر تلك الليلة ليستوثق ويطمئن هل هم فعلا سينصروه ويؤازروه فحضر لهذا الغرض وهذا من تمام نصرته وعنايته بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام. وكنا عرفنا فيما سبق ان العباس هو اصغر اعمام النبي صلوات الله وسلامه عليه وهو يكبر اه النبي عليه الصلاة والسن اه عليه الصلاة والسلام بالسن بثلاث سنوات تقريبا قال فكان اول من بايعه ليلة اذ البراء ابن معرور وكانت له اليد البيضاء اذ اكد العقد وبادر اليه جاء في اه هذا الخبر ان البراء اخذ بيد النبي لما طلب النبي صلى الله عليه وسلم او عرظ عليهم المبايعة بادر البراء رظي الله عنه واخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم وقال نعم اي نبايعك والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه ازرنا لنمنعنك مما نمنع منه اجورنا اي انفسنا فبايعنا اه قال فبايعنا يا رسول الله فنحن والله ابناء الحروب يعني مستعدين للقتال حتى انهم قالوا له تلك الليلة على اثر تلك البيعة قالوا ان شئت اه اذا اصبحنا ان نميل على اهل منى ان شئت اذا اصبحنا ان نميل على اهل منى اي هذا من اعلانهم الاستجابة والنصرة للنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال وحضر العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم موثقا مؤكدا للبيعة ليطمئن على حال النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا كما قدمت من المناصرة التي مضى عليها قرابة النبي صلى الله عليه وسلم وهي مناصرة له حمية وليست دينا امية وليست دينا مثل ابو طالب والعباس في في مثل هذه الحال هذه حمية لقرابة النبي صلى الله عليه وسلم ولمكانتهم لكن اكرم الله سبحانه وتعالى العباس فيما بعد ودخل في دين الله عز وجل رضي الله عنه وارضاه قال واختار رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم تلك الليلة اثني عشر نقيبا وقال لهم عليه الصلاة والسلام اخرجوا لي منكم اثني عشر نقيبا ليكونوا على قومهم اي ليكون لهم المسؤولية ليكون لهم المسؤولية على قومهم والمتابعة ثم ذكر النقباء قال وهم اسعد ابن زرارة ابن عدس بضم العين وفتح الدال وسعد بن الربيع بن عمرو عبد الله بن رواحة بن امرئ القيس ورافع بن مالك بن العجلان والبراء بن معرور بن صخر بن خنساء وعبدالله بن عمرو بن حرام قال وهو والد جابر وكان قد اسلم تلك الليلة وكان قد اسلم تلك الليلة اي جاء الى مكة حاجا على الشرك وفي تلك الليلة شرح الله سبحانه وتعالى صدره للاسلام. قال وسعد بن عبادة بن دليم والمنذر بن عمرو بن خنيص وعبادة ابن الصامت رضي الله عنه وعن الصحابة اجمعين وهو الذي مر معنا انه كان يسمي هذه البيعة بيعة الحرب كما جاء في مسند الامام احمد قال فهؤلاء تسعة من الخزرج ومن الاوس ثلاثة وهم اسيد بن الحضير ابن سماك وسعد ابن خيثمة ابن الحارث ورفاعة ابن عبد المنذر ابن الزبير وقيل بل هو ابو الهيثم ابن التيهان مكانه ثم الناس بعدهم قال والمرأتان هما ام عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو التي قتل مسيلمة ابنها حبيب ابن زيد ابن عاصم ابن كعب واسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي اسماء بنت عمرو هي ام معاذ ابن جبل رضي الله عنه ونصيبه بنت كعب وتظبط في بعظ المصادر نسيبها في فتح النون يحقق ذلك آآ التي قتل مسيلمة ابنها التي قتل مسيلمة ابنها حبيب ابن زيد ابن عاصم في قصة عجيبة وهي ان عيونا مسيلمة وهم الجواسيس لقوا حبيب فاخذوه الى مسيلمة فاخذوه الى مسيلمة فقال له مسيلمة الكذاب تشهد ان محمدا رسول الله قال نعم اشهد ان محمدا رسول الله اعادها عليه قال تشهد ان محمدا رسول الله؟ قال نعم قال له تشهد انني رسول الله تشهد انني رسول الله فاهوى بيديه الى اذنيه وقال انني اصم اهوى بيديه الى اذنيه وقال انني اصم يعني هذا الكلام لا اسمعه معلنا بذلك عدم القبول فقتله مسيلمة الكذاب ومثل به ولهذا اشار هنا ابن كثير رحمه الله الى هذه القصة قال قتله مسيلمة التي قتل مسيلمة ابنها حبيب ابن زيد ابن عاصم ابن كعب وايضا ينظر في ترجمتها هي رظي الله عنها فانها كانت مجاهدة وابلت بلاء حسنا في مقاتلة مسيلمة فيما بعد في قصة عجيبة ومواقف عظيمة جدا لهذه المرأة مشهودة وخرجت من تلك المرأة المعركة وهي مثخنة اه الجراح وكان يتابع حالها خالد ابن الوليد رضي الله عنه وكانت تذكر له ذلك رضي الله عن الجميع آآ قال فلما تمت هذه البيعة استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يميلوا على اهل العقبة ان يميلوا على اهل العقبة اين القتال وهذا من سرعة الاستجابة استجابتهم للنبي عليه الصلاة والسلام فلم يأذن لهم في ذلك بل قال لهم لم نؤمر بذلك ولكن ارجعوا الى رحالكم ولكن ارجعوا الى رحالكم لما اصبحوا كأن كفار قريش سمعوا بشيء من ذلك فجاؤوا الى الاوس والخزرج طبعا كفارهم ومسلميهم كانوا جاؤوا معا فسألوهم عن ذلك عن هذا الامر هل حصل شيء من ذلك؟ فنفى الكفار ذلك لانهم ما شهدوا ولا علموا بشيء من ذلك فنفى الكفار وكان المسلمون ينظرون ينظر بعضهم الى بعض يعني لم يتحدثوا بشيء وكانت الاجابة من الكفار بانه لم يحصل شيء من ذلك قال بل اذن للمسلمين بعدها من اهل مكة في الهجرة الى المدينة فبادر الناس الى ذلك فبادر الناس الى ذلك فكان اول من خرج الى المدينة من اهل مكة ابو سلمة ابن عبد الاسد ابو سلمة ابن عبد الاسد هو وامرأته ام سلمة من بني المغيرة رضي الله عنها وهي التي فيما بعد صارت زوجا للنبي عليه الصلاة والسلام واما للمؤمنين رضي الله عنها وارضاها فاحتبست دونه يعني لما اراد ان ان يهاجر احتبست اي منعت منعت من ان تهاجر معه منعها اهلها بنو المغيرة ومنعت سنة من اللحاق به. وحيل بينها وبين ولدها. في قصة عجيبة رواها ابن اسحاق في السيرة وهي التي ذكرت ذلك رضي الله عنها ذكرت ان لما ركبت الناقة وابنها معها تحمله وارادوا المضي جاء بنو المغيرة اهلها وقالوا لزوجها انت لا سبيل لنا عليك اذهب اين شئت لكن بنتنا لا يمكن ان تذهب فمنعوها انزلوها من البعير واخذوها الى البيت فعلم بنو عبد الاسد وهو مظى مهاجرا ابو سلمة لما منعوا زوجة مضى هو رظي الله عنه مهاجرا الى المدينة فجاء بنو عبد الاسد اهل الزوج الى بيتها وطلب الولد وقالوا ما يمكن ان يبقى ابننا عندها وقد منعتموه من ابيه فتجاذبوا الابن بنو المغيرة وبنو عبد الاسد تجاذبوا الابن تقول حتى خلعوا يده حتى خلعوا يده كل يقول يريد ان يبقيه عنده اهل الام واهل الزوج او الرجل حتى خلعوا يده وفي النهاية اخذه بنو عبد الاسد ولهذا يقول ابن كثير احتبست دون زوجها وحيل بينها وبين ولدها. ومضت على هذه الحال سنة كاملة سنة كاملة وهي تألم اشد الالم لفراق الزوج والبعد عن ابنها في قصة مؤلمة اشد الالم ثمان احد قرابتها رحمها وكلم اهلها فاذنوا لها ان تهاجر وايضا بنو عبد الاسد اذنوا لها ان تحمل ابنها معها فركبت بعيرها ولما وصلت التنعيم تريد ان تهاجر الى المدينة مرأة ووحدها ومعها ابنها وتريد ان تهاجر الى الى المدينة قال ثم خرجت بعد سنة بولدها الى المدينة وشيعها عثمان ابن طلحة وشيعها عثمان ابن طلحة العبدلي حاجب البيت كان وقتئذ مشركا كان وقت اذن في ذلك الوقت مشركا لقيها في التنعيم وقال لها الى اين قال قال لها الى اين قالت الى زوجي في المدينة قال لها لن اتركك يعني لن اتركه تذهبين وحدك تقول فاخذ بالبعير ومظى يقود البعير تقول والله ما رأيت مثله صاحب. لاحظ رجل مشرك في هذه الوقت رجل مشرك لكنه رأف رأف بهذه المرأة وعطف عليها ويريد ان يوصلها الى زوجها. والوقت الى من مكة الى المدينة يحتاج الى ايام. ربما خمسة عشر يوما وليلة تقول فكان اذا ادركنا الليل اناخ البعير وقال انزلي ثم اخذ البعير بعيدا عني وانزل عنه الرحل الذي عليه ثم تنحى بعيدا ونام واذا اصبح قرب البعير وشد عليه الرحل وادناه مني وقال اركبي ومضى تقول حتى وصلنا الى اشرفنا على قباء وقال زوجك في هذه المنازل ادخلي على بركة الله ادخلي على بركة الله ورجع الى مكة ورجع الى مكة رجل وهو في هذا الوقت على الشرك بالله سبحانه وتعالى لكن انظر ما جعل الله سبحانه وتعالى فيه من الرحمة وما جعل الله فيه من العفة ومثل هذه الاخلاق كانت كانت توجد في بعض المشركين التعفف عن مثل هذه المحرمات عن الفواحش بعضهم موجودة فيه مثل هذه الخصال ومما يذكر في هذا المقام قول احد المشركين عن نفسه يقول واغض طرفي ان بدت لي جارتي واغض طرفي ان بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها يقول لو بدت جارتي لي اغض طرفي حتى تدخل في بيتها ويتأذى في بعض الاماكن من بعض المسلمين يتلصص على بيت زوج على بيته جاره ويتأذى منه غاية الاذى ونلاحظ يعني في في في بعظ المشركين مع شركه بالله وكفره تجده اه متعفف عن ذلك والمسلم اولى ان يكون عفيفا وان يكون متنزها وبعيدا عن هذه المحرمات وان يكون متصفا بهذه الخصال ثمان الله سبحانه وتعالى اكرم عثمان آآ ابن طلحة رضي الله عنه فيما بعد فاسلم اه وكان اسلامه في هدنة الحديبية. كان اسلامه رظي الله عنه في هدنة الحديبية قال وشيعها عثمان ابن طلحة ابي زائدة ويقال ان ابا سلمة فهاجر قبل العقبة الاخيرة فالله اعلم قال ثم خرج الناس ارسالا يتبع بعضهم بعضا خرجوا ارسالا يتبعوا يتبع بعضهم بعضا نعم قال رحمه الله تعالى فصل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبق بمكة من المسلمين الا رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعلي رضي الله تعالى عنهما اقام بامره لهما والا من اعتقله المشركون كرها وقد اعد ابو بكر رضي الله عنه جهازه وجهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم منتظرا متى يأذن الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم في الخروج فلما كانت ليلة هم المشركون بالفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم وارصدوا على الباب اقواما اذا خرج عليهم قتلوه فلما خرج عليهم لم يره منهم احد وقد جاء في حديث انه ذر على رأس كل واحد منهم ترابا ثم خلص الى بيت ابي بكر رضي الله عنه فخرجا من خوخة في دار ابي بكر الليلة وقد استأجرا عبد الله ابن اريقط وكان هاديا خريطا ماهرا بالدلالة على ارض المدينة وامناه على ذلك مع انه كان على دين قومه وسلما اليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث فلما حصلا في الغار عم الله على قريش خبرهما فلم يدروا اين ذهب وكان عامر بن فهيرة يريح عليهما غنما لابي بكر وكانت اسماء بنت ابي بكر تحمل لهما الزاد الى الغار وكان عبد الله ابن ابي بكر يتسمع ما يقال بمكة ثم يذهب اليهما بذلك فيحترزان منه وجاء المشركون في طلبهما الى ثور وما هناك من الاماكن حتى انهم مروا على باب الغار وحاذت اقدامهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه وعم الله عليهم باب الغار ويقال والله اعلم ان العنكبوت سدت على باب الغار وان حمامتين عششتا على بابه كذلك تأويل قوله تعالى الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا. ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا انا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا. والله عزيز حكيم وذلك ان ابا بكر رضي الله تعالى عنه لشدة حرصه بكى حين مر المشركون وقال يا رسول الله لو ان احدهم نظر موضع قدميه لرآنا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله الله ثالثهما ولما كان بعد الثلاث جاءهما ابن اريقط بالراحلتين فركباهما واردف ابو بكر عامر بن فهيرة وسار الديني امامهما على راحلته وجعلت قريش لمن جاء بواحد من محمد صلى الله عليه وسلم وابي بكر رضي الله عنه مائة من الابل فلما مروا بحي مدلج بصر بهم سراقة بن مالك بن جعشم سيد مدلج فركب جواده وسار في طلبهم فلما قرب منهم وسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وابو بكر رضي الله عنه يكثر الالتفات حذرا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صلى الله عليه وسلم لا يلتفت فقال ابو بكر يا رسول الله هذا سراقة بن مالك قد رهقنا فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فساخت يدا فرسه في الارض فقال قد علمت ان الذي اصابني بدعائكما فادعوا الله لي ولكما علي ان ارد الناس عنكما فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطلق وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يكتب له كتابا فكتب له ابو بكر في اديم ورجع يقول للناس قد كفيتم ما ها هنا وقد جاء مسلما عام حجة الوداع ودفع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب الذي كتبه له توفى له رسول الله صلى الله عليه وسلم بما وعده وهو لذلك اهل ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره ذاك ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره ذلك بخيمة ام معبد فقال عندها ورأت من ايات نبوته في الشاة وحلبها لبنا كثيرا في سنة مجدبة ما بهر العقول صلى الله عليه وسلم ذكر رحمه الله تعالى في هذا الفصل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة بعد ان هاجر اه المسلمون من مكة الى المدينة ولم يبقى كما ذكر ابن كثير الا ابو بكر الا رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعلي وقام بامره لهما والا من اعتقله المشركون كرها والا البقية تكاملوا هجرة الى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا في شوق عظيم وتحر بالغ في ان يأذن الله سبحانه وتعالى له بالهجرة وكانوا يتحينون ويتحرون مجيئه صلوات الله وسلامه عليه وقد جاء في الصحيحين ان النبي عليه الصلاة والسلام قال رأيت في المنام اني اهاجر من مكة الى ارض بها نخل الى ارض بها نخل فذهب وهلي اي ظني الى انها اليمامة او هجر فاذا هي يثرب فاذا هي يثرب ويثرب كان اسما للمدينة وامر النبي صلى الله عليه وسلم عدم او نهى عن تسميتها صلوات الله وسلامه عليه بعد بهذا الاسم قال وقد اعد ابو بكر رضي الله عنه جهازه وجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم منتظرا متى يأذن الله عز وجل لرسوله في الخروج؟ فكانوا على علم ومعرفة بان الهجرة باذن الله سبحانه وتعالى تامة الى المدينة لكن يتحرون الاذن من الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم في الهجرة. قال فلما كانت ليلة هم المشركون بالفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم وارصدوا على على الباب اقواما اذ خرج عليهم اذا خرج عليهم قتلوه قال فلما خرج عليهم لم يره منهم احد حاصروا البيت واتفقوا وتمالؤوا على قتله صلوات الله وسلامه عليه فور خروجه اتفقوا على ذلك وخرج تلك الليلة عليه الصلاة والسلام ولم يروا. يعني خرج امامهم من البيت صلى الله عليه وسلم ولم يروه. قال ابن كثير وقد جاء في حديث انه ذر على رأس كل واحد منهم ترابا يعني لما خرج وكان البيت مطوق الرجال من هؤلاء الكفار متأهبين لقتله فخرج وما رأوه. قال جاء ان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ ترابا من الارض ويعني دار عليهم واحدا واحدا يظع على رأس كل واحد منهم التراب ولما اصبحوا رأوا التراب على رؤوسهم ووجدوا ان النبي عليه الصلاة والسلام قد خرج خبر وضع التراب على رؤوسهم واحدا واحدا هذا رواه او اورده ابن اسحاق ولم يسنده. يعني لم يذكر له اسناد فهو لم يثبت يعني لم يثبت ان النبي عليه الصلاة والسلام ذر على رؤوسهم التراب لكنه خرج وحماه الله سبحانه وتعالى منهم ووقاه منهم فلم يروه اعمى الله سبحانه وتعالى ابصارهم عن رؤيته صلوات الله وسلامه عليه قال ثم خلص الى بيت ابي بكر رضي الله عنه فخرجا اي هو وابو بكر من خوخة في دار ابي بكر ليلا وقد استأجر عبد الله ابن اريقط الديلي وكان هاديا خريجا ماهرا بالدلالة الى ارض المدينة ومعنى خريجنا اي عنده مهارة في الدلالة والمعرفة بالطرق واستأجراه وكان اه وكان مشركا وكان مشركا واستأجراه على ان يقوم بالدلالة فقام بما استأجراه لاجله آآ احسن قيام وامناه على ذلك اي لا يخبر احدا توفى بذلك وامناه على ذلك مع انه كان على دين قومه وسلم اليه راحلتيهما. وسلم اليه راحلتيهما مثل هذه القصة قصة اه عبدالله بن اريقط وقصة عثمان السابقة وقصص اخرى كثيرة يعرف من خلالها ان عددا من المشركين يكون متصفا ببعض الاخلاق مثل امانة يكون على امانة او يكون على عفة او تنزه من الحرام مع كونه على اه الشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى ولكن هذه الاعمال مهما كثرت وعظمت لا تنفعه عند الله اذا مات على الشرك لا تنفع الانسان عند الله سبحانه وتعالى اذا مات على على الشرك لقول الله تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا قال وامناه على ذلك مع انه كان على دين قومه وسلم اليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث اي بعد ثلاث ليالي وثور جبل جنوب مكة من جهة مكة آآ عن مكة من جهة الجنوب وكان متوقعا ان يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى جهة الشمال جهة المدينة ولكن هذا من حنكة النبي صلى الله عليه وسلم وحسن تدبيره وارادته التعمية على المشركين. فخرج من مكة من جهة لا يتوقعون انه عليه الصلاة والسلام يخرج اليها. المتوقع انه يخرج الى جهة المدينة. ولهذا لما انطلقوا في البحث عنه كان انطلاقهم الى جهة المدينة. الجهة التي يتوقع انه صلى الله عليه وسلم يخرج اليها قال فلما حصل في الغار عم الله على قريش خبرهما. عم الله على قريش خبرهما فلم يدروا اين ذهبا وكان عامر ابن فهيرة يريح عليهما غنما لابي بكر عليهما اي على النبي صلى الله عليه وسلم وابي بكر غنما لابي بكر ويقوم على اه رعاية الغنم وكان قريبا منهما وكانت اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهما تحمل لهما الزاد الى الغار وكان عبد الله ابن ابن ابي بكر يتسمع ما يقال بمكة ثم يذهب اليهما بذلك فيحترزان منه يعني يذكر لهم ما يكون من مؤامرات او تدبير او نحو ذلك ليحترزا من ذلك. وجاء المشركون في طلبهما الى ثور يعني الى الجبل وصلوا الى المنطقة التي كان النبي عليه الصلاة والسلام آآ ابو بكر مختفيان فيها وما هنالك من الاماكن حتى انهم مروا على باب الغار حتى انهم مروا على باب الغار وحاذت اقدامهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه وعم الله عليهم باب الغار يعني لم يروا باب الغار فلم ينظروا الى من بداخل الغار وهذا كله من نصرة الله سبحانه وتعالى وحمايته لرسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال ويقال ويؤتى بها للتضعيف ويقال والله اعلم ان العنكبوت سدت على باب الغار وان حمامتين عشعشتا على بابه وهذا لم يثبت وهذا لم يثبت باسناد صحيح ولهذا قال ابن كثير نفسه رحمه الله تعالى في السيرة من كتابه البداية والنهاية لما ذكر هذا الخبر قال غريب جدا قريب جدة مشيرا الى عدم ثبوت هذا الخبر قال فذلك تأويل قوله تعالى ذلك اي تعمية الله سبحانه وتعالى وحمايته لرسوله صلى الله عليه وسلم ولصاحبه وعدم اهتداء المشركين الى مكانهما مع انهما مروا على باب الغار قال فذلك تأويل قوله تعالى الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن قول لصاحبه اي ابي بكر وهذي منقبة كبرى لابي بكر رضي الله عنه نص على هذه الصحبة في كتاب الله سبحانه وتعالى ولم ينص آآ لاحد من الصحابة غيره رضي الله عنه في القرآن. اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وايده بجنود لم تروها قوله بجنود لم تروها هذا ايضا مما يستفاد منه ضعف آآ رواية العنكبوت والحمامة لان العنكبوت ترى والحمامة ايضا ترى العنكبوت ترى وكذلك الحمامة ترى والله عز وجل قال وايده قال وايده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم قال وذلك ان ابا بكر رضي الله عنه لشدة حرصه اي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وخوفه عليه بكى حين مر المشركون اي بكى خوفا على الرسول صلى الله عليه وسلم وخشي ان يطلعوا عليه وان يقتلوه صلوات الله وسلامه عليه وقال يا رسول الله لو ان احدهم نظر موضع قدميه لرآنا لانهم وقفوا على باب باب الغار وقفوا على باب القاء الغار قال لو نظر احدهم الى موضع قدميه لرآنا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا بكر ما ظنك الله ثالثهما ولما كان بعد الثلاث وكانوا واعدوا ابن اريقط بالراحلتين بعد ثلاث فلما كان بعد الثلاث يعني يأس المشركون وانتهى الطلب والبحث عن النبي صلى الله عليه وسلم جاءهما ابن اريقط بالراحلتين فركباهما واردف ابو بكر عامر ابن فهيرة وسار الذيل امامهما على راحلته على راحلته الديلي هو عبد الله بن اريقط الذي استأجراه هاديا اي دليلا لهما في الطريق قال وجعلت قريش لمن جاء بواحد من محمد صلى الله عليه وسلم او ابي بكر مئة من الابل مئة من الابل يعني دية الرجل من جاءهم بمحمد او بابي بكر حيا او ميتا لما مروا بحي مدلج بصر بهم سراقة بن مالك بن جعسم سيد مدلج فركب جواده اي طمعا في المئة ناقة طمعا في المئة ناقة وسار في طلبهم والخبر اه جاء بنحوه في الصحيحين صحيحي البخاري ومسلم قصة سراقة ابن مالك فلما قرب منهم وسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وابو بكر يكثر الالتفات حذرا على رسول الله اي خوفا على النبي عليه الصلاة والسلام وهو لا يلتفت اي الرسول عليه الصلاة والسلام فقال ابو بكر يا رسول الله هذا سراقة ابن مالك قد رهقنا اي ادركنا ودنا منا فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فساخت يدا فرسه في الارض ساخت يدا فرسه في الارض اي دخلت يد الفرس في الارض فاصبح لا يستطيع ان يتقدم ولا يستطيع ايضا ان يتأخر ثابتا في مكانه فقال اي سراقة قد علمت ان الذي اصابني بدعائكما فادعوا الله لي ولكما علي ان ارد الناس عنكما ولكما علي ان ارد الناس عنكما فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطلق وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يكتب له كتابا فكتب له ابو بكر في اديم اي في جلد ورجع يقول للناس قد كفيتم ما ها هنا. اي يعني لا يوجد احد في هذه الجهة وهذا من وفائه مع النبي صلى الله عليه وسلم. جاء في صحيح البخاري فسألته يعني سراقة يقول فسألته ان يكتب لي كتاب امن فسألته ان يكتب لي كتاب امن فامر عامر ابن فهيرة فكتب في رقعة من اديم فكتب في رقعة من اديم اي من جلد وقد جاء اي سراقة رضي الله عنه مسلما عام حجة الوداع اي تأخر اسلامه الى ذلك الوقت ودفع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب الذي كتب كتبه له فوفى له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما وعده وهو لذلك اهل اي الرسول صلى الله عليه وسلم اهل للوفاء صلوات الله وسلامه عليه قال ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره ذلك اي الى المدينة مهاجرا اليها بخيمة ام معبد بخيمة ام معبد فقال عندها اي من القيلولة وهو النوم وقت القائلة وقت الظهر فقال عندها ورأت من ايات نبوته في الشاة وحلبها لبنا كثيرا في سنة مجدبة ما ظهر العقول صلوات الله وسلامه عليه وقصة ام معبد التي يشير اليها ابن كثير رحمه الله وردت في المستدرك للحاكم وطبقات ابن سعد ودلائل النبوة لابي نعيم وللبيهقي وفي غيرها من المصادر وقال ابن كثير رحمه الله في كتابه البداية والنهاية قصتها مشهورة مروية من طرق يشد بعضها بعضا قال قصتها مشهورة مروية من طرق يشد بعضها بعضا وهي من دلائل نبوة نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام لانه لانها جاءت لهم بشاة هزيلة في سنة مجذبة وليس في الشاة حليب فمسح عليه الصلاة والسلام ودعا فاصبحت حلوبا كاحسن ما تكون الشاة حلبا فشرب منها وشربت وشرب ابو بكر وكان هذا امرا بهر هذه المرأة وهو اية من ايات نبوة نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه نعم قال رحمه الله تعالى فصل وقد كان بلغ الانصار مخرجه من مكة وقصده اياهم فكانوا كل يوم يخرجون الى الحرة ينتظرونه فلما كان يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول على رأس ثلاث عشرة ثلاثة عشرة سنة من نبوته صلى الله عليه وسلم وفاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الضحى وكان قد خرج الانصار يومئذ فلما طال عليهم رجعوا الى بيوتهم فكان اول من بصر به رجل من اليهود وكان على سطح اطمه فنادى باعلى صوته يا بني قيلة هذا جدكم الذي تنتظرون فخرج الانصار في سلاحهم فتلقوه وحيوه بتحية النبوة ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبا على كلثوم بنهدم وقيل بل على سعد بن خيثمة وجاء المسلمون يسلمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم واكثرهم لم يره بعد فكان بعضهم او اكثرهم يظمه ابا بكر لكثرة شيبه. فلما اشتد الحر قام ابو بكر بثوب يظلل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحقق الناس حينئذ رسول الله عليه الصلاة والسلام ثم عقد رحمه الله تعالى هذا الفصل في ذكر مقدم النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه المدينة ودخوله الى هذا البلد المبارك. قال وقد كان بلغ الانصار مخرجه اه مخرجه من مكة وقصده اياهم. يعني علموا ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج من مكة مهاجرا الى المدينة. فكانوا كل يوم يخرجون الى الحرة ينتظرونه يخرجون الى الحرة ينتظرونه ويبقون حتى تحتر الشمس فيرجعون كل يوم اذا اصبحوا خرجوا الى الحر ينتظرون النبي عليه الصلاة والسلام الى ان تشتد عليهم الشمس حرارتها فيعودون ثم من الغد يتكرر منهم ذلك شوق شوقا لمجيء النبي صلى الله عليه وسلم وحرصا على استقباله صلوات الله وسلامه عليه ولما وصل تلقوه يقولون جاء محمد جاء محمد فرحين بمجيئه ولم يثبت انهم كانوا يقولون طلع البدر علينا وانما الذي جاء انهم كانوا يقولون جاء محمد جاء محمد وقد بين ذلك ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد فلما كان يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول على رأس ثلاث عشرة سنة من نبوته وافاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الضحى ومثل هذا الوقت يكونون قد رجعوا الى المدينة لانهم يخرجون الصباح الباكر يتحرون مجيئه فاذا اشتد حرارة الشمس رجعوا فوصل عليه الصلاة والسلام في وقت كانوا قد رجعوا فيه الى بيوتهم قال حين اشتد الضحى في يوم الاثنين وعرفنا فيما سبق ان مولده عليه الصلاة والسلام يوم الاثنين وان مبعث يوم الاثنين وان ايضا خروجا من مكة كان يوم اثنين ومقدمه الى المدينة يوم الاثنين ووفاته صلوات الله وسلامه عليه كان كذلك في يوم الاثنين وفي هذا اثر يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما ذكر فيه هذه الامور الخمسة انها حصلت في يوم الاثنين قال وكان قد خرج الانصار يومئذ فلما طال عليهم رجعوا الى بيوتهم. آآ نؤجل الكلام على هذا الفصل الى اللقاء القادم وانبه الى ان الدرس يتوقف لمدة يومين واعود باذن الله سبحانه وتعالى الى التدريس يوم الاربعاء القادم فغدا وبعد غد يتوقف الدرس والعودة اليه باذن الله عز وجل يوم الاربعاء القادم وبمناسبة ما مر علينا من اه اه بيعة العقبة الاولى والثانية والجهود المباركة التي بذلها الانصار واستحقوا من حينئذ هذا الاسم المبارك الذي سماهم الله سبحانه وتعالى به احببت ان نسمع بعض الاحاديث التي تدل على فضل الانصار ومكانتهم ووجوب محبتهم وذكر مناقبهم وفضائلهم والاحاديث في هذا الباب اه كثيرة لكن نستمع الى بعضها تذكيرا بفظلهم رظي الله عنهم وارضاهم. نعم جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بعلمكم من فضائل الانصار رضي الله عنهم عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قالت الانصار يوم فتح مكة واعطى قريشا والله ان هذا لهو العجب ان سيوفنا تقطر من دماء قريش وغنائمنا ترد عليهم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فدعا الانصار. قال فقال ما الذي بلغني عنكم وكانوا لا يكذبون فقالوا هو الذي بلغك. قال اولا ترضون ان يرجع الناس بالغنائم الى بيوتهم؟ وترجعون برسول الله صلى الله عليه عليه وسلم الى بيوتكم لو سلكت الانصار واديا او شعبا لسلكت وادي الانصار او شعبهم متفق عليه وعن عبد الله بن زيد بن عاصم رضي الله عنه انه قال لما افاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة في قلوبهم ولم يعطي الانصار شيئا فكأنهم وجدوا اذ لم يصبهم ما اصاب الناس فخطبهم فقال يا معشر الانصار الم اجدكم ضلالا فهداكم الله بي وكنتم متفرقين فالفكم الله بي وعالة فاغناكم الله كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله امن قال ما يمنعكم ان تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كلما قال شيئا قاله الله ورسوله امن قال لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا اترضون ان يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم الى رحالكم لولا الهجرة لكنت امرأ من الانصار ولو سلك الناس واديا وشعبا تركت وادي الانصار وشعبها الانصار شعار والناس دثار. انكم ستلقون بعدي اثرة. فاصبروا حتى تلقوني على الحوض. متفق عليه وعن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم او قال ابو القاسم صلى الله عليه وسلم لو ان الانصار سلكوا واديا او وشعبا لسلكت في وادي الانصار ولو ولولا الهجرة لكنت امرأ من الانصار. فقال ابو هريرة ما ظلم بابي وامي هو نصروه او كلمة اخرى رواه البخاري وعن ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال اجتمعن اجتمع اناس من الانصار فقالوا اثر علينا غيرنا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فجمعهم ثم خطبهم فقال يا معشر الانصار الم تكونوا اذلة فاعزكم الله قالوا صدق الله ورسوله. قال الم تكونوا ضلالا فهداكم الله؟ قالوا صدق الله ورسوله قال الم تكونوا فقراء فاغناكم الله؟ قالوا صدق الله ورسوله ثم قال الا تجيبوني؟ الا تقولون ليتنا طريدا فاويناك واتيتنا واتيتنا خائفا فامناك الا ترضون ان يذهب الناس بالشاة والبقران؟ يعني البقر؟ وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فتدخلونه بيوتكم لو ان ان لو ان الناس سلكوا واديا او شعبا او شعبة وسلكتم واديا او شعبة لسلكت واديكم او شعبتكم لولا الهجرة لكنت امرأ من الانصار وانكم ستلقون بعدي اثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوظ. رواه احمد واسناده صحيح وعن اسيد ابن حضير رضي الله عنه ان رجلا من الانصار قال يا رسول الله الا تستعملني كما استعملت فلانا؟ قال ستلقون بعدي فاصبروا حتى تلقوني على الحوض. متفق عليه وعن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اية الايمان حب الانصار واية النفاق بغض الانصار متفق عليه. وعن البراء رضي الله عنه انه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الانصار لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق فمن احبهم احبه الله ومن ابغضهم ابغضه الله متفق عليه وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يبغض الانصار رجل يؤمن بالله واليوم الاخر رواه مسلم وعن الحكم ابن ميناء ان يزيد ابن جارية الانصاري اخبره انه كان جالسا في نفر من الانصار فخرج عليهم معاوية رضي الله عنه فسألهم عن حديثهم فقالوا كنا في حديث من حديث الانصار فقال معاوية الا ازيدكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا بلى يا امير المؤمنين. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من احب الانصار احبه الله عز وجل ومن ابغض الانصار ابغضه الله عز وجل. رواه احمد واسناده صحيح وعن انس رضي الله عنه انه قال رأى النبي صلى الله رأى النبي صلى الله عليه وسلم النساء والصبيان مقبلين قال حسبت انه قال من عرس فقام النبي صلى الله عليه وسلم ممثلا فقال اللهم اللهم انتم من احب الناس الي قالها ثلاث مرار عليه وقوله ممثلا اي قائما منتصبا وعن انس رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم وهو معصوب وهو معصوب الرأس. قال فتلقاه صاروا ونساؤهم وابناؤهم فاذا هو فاذا هو بوجوه الانصار فقال والذي نفسي بيده اني لاحبكم قال ان الانصار قد قضوا ما عليهم وبقي ما عليكم فاحسنوا الى محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم. رواه الامام احمد وابن خدمان باسناد صحيح. هذه بعض الاحاديث والا فالاحاديث في فضل الانصار ووجوب محبتهم وان حبهم ايمان وبغضهم نفاق كثيرة وصحيحة وثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورضي الله عن الانصار وعن الصحابة اجمعين. والحقنا جميعا بالصالحين من عباده وغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه ونسأله جل وعلا ان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات وان يصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل والله الله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين