بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الامام الحافظ ابو الفداء اسماعيل ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال رحمه الله فصل ولما استقر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بين اظهر الانصار وتكفلوا بنصره ومنعه من الاسود والاحمر رمتهم العرب قاطبة عن قوس واحدة وتعرضوا لهم من كل جانب وكان الله سبحانه قد اذن للمسلمين في الجهاد في سورة الحج. وهي مكية في قوله تعالى اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير. ثم لما صاروا في المدينة وصارت لهم شوكة وعضد كتب الله الجهاد كما قال تعالى في سورة البقرة كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا فصل عقده الامام ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه الفصول في بيان فرظية الجهاد وان الله عز وجل كتبه على المسلمين وهذه الفرضية انما كانت بعد مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة واما لما كانوا في مكة وكانت حالهم في ضعف عدم تمكن لم يفرض عليهم الجهاد الذاك وانما فرظ عليهم الجهاد بالقلب والجهاد باللسان اما جهاد السيف انما فرض في المدينة فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا اي بالقرآن. هذا في مكة المجاهدة بالقرآن والمجاهدة بالحجة والبيان والتعليم والدعوة اقامة الحجة على الناس هذا كان في مكة وفرضية الجهاد انما كانت في المدينة بعد ان حصل للمسلمين دولة وحصلت لهم قوة وهذا اخذ منه اهل العلم ان فرضية الجهاد جاءت على مراحل جاءت على مراحل لما كان المسلمون في بداية الاسلام وفي اوله وعدم وجود دولة وعدم وجود قوة لم يفرض عليهم الجهاد الذاك الذي هو جهاد السيف ولما صار لهم شوكة وقوة ودولة حينئذ جاءت فرظية الجهاد والامام ابن كثير رحمه الله تعالى عقد هذا الفصل لبيان ذلك بين يدي ذكره لغزوات وبعوثي وسرايا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. قال ولما استقر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بين اظهر الانصار وكانوا قد بايعوه على النصرة والمؤازرة والمعاضدة لا تأخذهم في الله تبارك وتعالى لومة لائم قال وتكفلوا بنصره ومنعه من الاسود والاحمر رمتهم العرب قاطبة عن قوس واحدة رمتهم العرب قاطبة عن قوس واحدة اي اصبحت العرب كلها معادية لمن بالمدينة لاهل الاسلام لهذه الدولة المسلمة الناشئة في في في هذه المدينة مدينة الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه لهم من كل جانب تعرضوا لهم من كل جانب اي بدأت تبرز العداوات من هنا وهناك واشد الناس ضراوة وعداوة للمسلمين كفار قريش الذين اخرجوا المسلمين من ديارهم لا لشيء الا لانهم يقولون ربنا الله لا لشيء الا لانهم اخلصوا دينهم لله تبارك وتعالى فاخرجوهم من ديارهم واموالهم وقتلوا منهم من قتلوا واذوا ومنهم من اذوا وتعرضوا اموالهم فهاجر المسلمون الى المدينة وصار لهم فيها دولة ففرظ الله سبحانه وتعالى عليهم الجهاد حينئذ قال وكان الله سبحانه قد اذن للمسلمين في الجهاد في سورة الحج وهي مكية. قد كان الله سبحانه قد اذن قيل للمسلمين في الجهاد في سورة الحج وهي مكية في قوله اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير لكن كما بين الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد ان سورة الحج وان كانت مكية الا ان فيها ايات مدنية لان فيها ايات مدنية ليست مكية. ومن بين الايات هذه الاية اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم وان الله على نصرهم لقدير وقال رحمه الله وقد قالت طائفة ان هذا الاذن بمكة والسورة مكية قال وهذا غلط من وجوه يعني ان يقال ان هذا الاذن انما كان بمكة وليس في المدينة قال هذا غلط من وجوه وساق رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد ستة وجوه بين فيها غلط قول من قال ان الاذن في هذه الاية انما هو بمكة لكون السورة مكية ثم قال رحمه الله ثم فرض عليهم القتال بعد ذلك لمن قاتلهم دون من لم يقاتله دون من لم يقاتلهم فقال وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ثم فرض عليهم قتال المشركين كافة الى اخر كلامه رحمه الله تعالى في ذكر مراحل الجهاد في ذكر مراحل الجهاد وفصل ذلك تفصيلا نافعا مفيدا للغاية في كتابه زاد المعاد ويمكن لطالب العلم ان يراجع ذلك فيه قال ابن كثير رحمه الله ثم لما صاروا في المدينة وصارت لهم شوكة وعضد كتب الله عليهم الجهاد كما قال الله تعالى في سورة البقرة كتب عليكم القتال وهو كره لكم. كتب اي فرض فرضه الله سبحانه وتعالى عليكم وقوله وهو كره لكم اي بحسب طبع الانسان لان الانسان يكره الموت ويكره ان يتعرض جسمه وبدنه للاذى والاصابة واذا دخل الجهاد فهو عرظة لهذا وهذا فبحسب طبع الانسان يكره الموت ويكره ان يتعرض بدنه للاصابة الاذى قال كتب عليكم القتال وهو كره لكم. وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون وهذه المغازي التي سيتحدث عنها المصنف رحمه الله ويسوق شيئا من تفاصيلها واخبارها هي كما قال ائمة السلف رحمهم الله تعالى مآثر الاباء ومآثر الاجداد ومآثر السلف الاولين من الصحابة رضي الله عنهم ومن التابعين لهم باحسان ممن كتب الله سبحانه وتعالى على ايديهم عز الاسلام ورفعة المسلمين وعلو كلمة لا اله الا الله الا الله سبحانه وتعالى وانتشار دين الله سبحانه وتعالى في الافاق وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فحصل على ايديهم من النصرة والاعزاز لدين الله والاعلاء لكلمة الله وضحوا في سبيل ذلك بمهجهم وانفسهم ودمائهم وجعلوها رخيصة في سبيل الله تبارك وتعالى وفي سبيل اعزاز دينه سبحانه وتعالى ولهذا مطالعة هذه الغزوات وفهمها وايضا فهم موضوعات الجهاد فهما صحيحا بعيدا عن غلو من غلا وجفاء من جفى بعيدا عن الافراط والتفريط وان تنزل ايات الجهاد منازلها. لان من الاخطاء الفادحة ان تنزل بعض ايات الجهاد في بعض الازمنة في غير موضعها قد مر معنا ان الجهاد مر بمراحل مر بمراحل ومرحلة الضعف وبداية الاسلام لم يفرظ عليهم الجهاد لانهم لا طاقة لهم به ولا قدرة لهم عليه ولا دولة لهم للقيام به فلم يفرض عليهم وانما فرض في المدينة ولهذا قال اهل العلم اخذا من هذه المراحل للجهاد ان الواجب النظر في احوال المسلمين في كل زمان وينظر في حالهم ومقدرة ومقدرتهم ومكنتهم وفي ضوء ذلك ينظر في باب الجهاد بينما بعض الناس يدخل في هذا الباب بدون اي ضابط شرعي وبدون فهم فهم لشروط الجهاد وضوابطه وقيوده فيقع على يديه امور هي من الافساد وهو يظنها جهادا في سبيل الله ونصرة لدين الله سبحانه وتعالى. وهذا امر من الخطورة جدا بما كان فباب الجهاد باب خطير للغاية وليس الكلام فيه لاحاد الناس وافرادهم وانما الكلام فيه والامر فيه للائمة الاكابر ولاهل العلم وان تكون المقاتلة من وراء السلطان وتحت لوائه وان يكون ذلك اه الرجوع الى الائمة الاكابر والعلماء الراسخين وفي ضوء كلامهم وبيانهم يكون ذلك الامر. قال الله تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطون منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا. نعم قال رحمه الله تعالى فصل وكانت اول غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الابواء وكانت في صفر سنة اثنتين من الهجرة خرج بنفسه صلى الله عليه وسلم حتى بلغوا الدان. فواد مع بني ضمرة بن كناء بن بكر بن عبد منات بن كنانة مع سيدهم مجدي بن عمرو ثم كر راجعا الى المدينة ولم يلق حربا وكان استخلف عليها سعد بن عبادة رضي الله عنه. عقد رحمه الله تعالى هذا الفصل وذكر فيه اول غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مهاجره الى المدينة واستقراره فيها صلوات الله وسلامه عليه. وهذه الغزوة تسمى غزوة الابواء وتسمى ايضا غزوة ودان والابواء وودان مكانان متقاربان مكانان متقاربان ليس بينهما مسافة ولهذا يقال لها غزوة الابواء ويقال لها غزوة ودان. وهي اول غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت في سفر من سنة اثنتين من الهجرة من سنة اثنتين من الهجرة فهذه اول غزوة غزاها عليه الصلاة والسلام وكانت في اول السنة الثانية من اه الهجرة وبداية السنة في شهر صفر آآ قال خرج بنفسه خرج بنفسه اي ان النبي عليه الصلاة والسلام خرج في هذه الغزوة بنفسه صلوات الله وسلامه عليه المغازي الاتي ذكرها عن في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام. وبعض اهل العلم افردوا فيها مصنفات خاصة. في مغازي الرسول صلى الله عليه وسلم منها ما قد شارك فيه صلوات الله وسلامه عليه بنفسه واول غزوة شارك فيها عليه الصلاة والسلام بنفسه هي هذه الغزوة غزوة الابواء غزوة الابواب وبعض الغزوات يبعث عليه الصلاة والسلام بعوثا يبعث بعوثا ولهذا بعض اهل العلم يفرق بينما شارك فيه النبي عليه الصلاة والسلام بنفسه فيسمونه غزوة. من شارك فيه صلى الله عليه وسلم بنفسه فيسمونه غزوة واما اذا لم يشارك وانما ارسل جماعة من الصحابة وامر عليهم اميرا يسمون ذلك بعثا ولهذا سيأتي معنا بعث حمزة وبعث عبيدة ابن الحارث واذا كان هذا الباعث خرج ليلا خفية يسمى سرية يسمى سرية والسرية هي التي تخرج في الليل فالنبي عليه الصلاة والسلام شارك في غزوات اه كثيرة اولها هذه الغزوة غزوة الابواء وبعث بعوثا وارسل سرايا صلوات الله وسلامه عليه ويأتي اه ذكر اه ذكرها عند الامام ابن كثير رحمه الله تعالى قال خرج بنفسه حتى بلغ ودان فوادع بني ضمرة ابن عبد مناف ابن كنانة مع سيدهم مجدي بن عمرو الضمري مع سيد مجدي بن عمرو الظمر اي انه لم يحصل قتال لم يحصل قتال وانما حصل اه موادعة بينه وبين سيد هؤلاء مجدي بن عمرو الضمري في بعض المصادر يقال مخشي بن عمر الضمري فلم يحصل فيه قتال في هذه الغزوة وانما ودعا النبي صلى الله عليه وسلم بني ضمرة مع سيدهم مجدي ابن عمرو الضمري. قال ثم كرر راجعا الى المدينة ولم يلقى حربا. ولم يلقى حربا اي ان هذه الغزوة لم يحصل فيها قتال وانما تم فيها موادعة بينه وبين بني ضمرة مع سيدهم مجدي بن عمرو. قال وكان استخلف عليهم سعدا ابن عبادة رضي الله عنه يعني استخلف على اهل المدينة لما خرج منها صلوات الله وسلامه عليه سعد ابن عبادة نعم قال ثم بعث عمه حمزة رضي الله عنه في ثلاثين راكبا من المهاجرين ليس فيهم انصاري الى سيف البحر فالتقى بابي جهل بن هشام وركب معه زهاء ثلاث مئة فحال بينهم مجدي بن عمرو المتقدم انه كان موادعا للفريقين ثم ذكر ان النبي عليه الصلاة والسلام بعث عمه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه في ثلاثين راكبا من المهاجرين في ثلاثين راكبا من المهاجرين وهذه تسمى بعث بعث النبي عليه الصلاة والسلام بعثا وكان هذا البعث عليهم حمزة عم النبي اه رضي الله عنه عم النبي صلوات الله وسلامه عليه ورظي الله عنه آآ ليس فيهم انصاري ليس فيهم انصاري وانما كان هذا البعث كلهم من المهاجرين وكان الغرض من هذا الباعث آآ قال الى سيف البحر سيف البحر يمر به التجار القادمين من الشام الى مكة والذاهبين من مكة الى الشام فكان هناك عير لقريش معهم ابو جهل بن هشام اه قادمين من الشام متجهين الى مكة فارسل النبي عليه الصلاة والسلام هذا البعث وعلى رأسهم عمه حمزة وكانوا كلهم من المهاجرين للتعرظ هذا العير من قريش قادمين بتجارة لهم من الشام مستهدفين هذه القافلة من قريش القادمة بتجارة من الشام وهذا فيه فيه فيه تنبيه لقريش ولفت نظر لهم لموقفهم المتعنت والمعادي لهذه الدعوة دعوة الاسلام وتربصهم بها وبالمسلمين الدوائر وكيدهم العظيم الكبار لهذه الدعوة وقد كانوا اخرجوا آآ المسلمين من مكة وتعرظوا لهم بانواع الاذى وصنوف آآ الاذى واخرجوهم من ديارهم واموالهم لا لشيء الا لانهم يقولون ربنا الله فهذا التعرض لهذا العير وكذلك الاتي بعده في بعث في بعث عبيدة ابن الحارث ايضا لنفس الهدف كله لانذار قريش بانها اصبحت على خطر من هذه المواقف المسيئة والمواقف المعادية والمواقف الظالمة الباغية على المسلمين تعرضهم لهم المسبق بانواع من الاذى فهذا فيه لفت النظر والتنبيه فار قريش انهم اصبحوا الان على خطر بعد العداوة الشديدة والايذاء المتمادي الذي تعرظ به هؤلاء الكفار للمسلمين قال ثم بعث عمه حمزة في ثلاثين راكبا من المهاجرين ليس فيهم انصاري الى سيف البحر. سيف البحر حافته. سيف البحر وهو الطريق الذي تمر به او منه القوافل القادمة من الشام او ذاهبة الى الشام قال الى ابي جهل ابن هشام اي لملاقاة ابي جهل ابن ابن هشام والقافلة التي كانت مع وكانوا قادمين في تجارة لهم من الشام قاصدين مكة قال وركب معه زهاء ثلاث مئة زهاة ثلاث مئة يعني عددهم يقارب الثلاث مئة رجل وارسل لهم النبي عليه الصلاة والسلام ثلاثين وارسل لهم صلى الله عليه وسلم ثلاثين رجلا يعني كل واحد يقابل عشرة كل واحد منهم يقابل عشرة من هؤلاء وان تقوا واصطفوا يعني حصل انهم التقوا التقى يعني هذا البعث وعلى رأسهم حمزة ابن عبد المطلب بهذه القافلة آآ معهم ابو جهل ابن هشام العدو اللدود للرسول صلى الله عليه وسلم وهو الشخص الذي كان اشد ضراوة وعنادا وصدا عن دعوة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم واشد الناس ايذاء آآ المسلمين في مكة ايذاء للمسلمين في مكة اصطف آآ تقابل الطرفان والصف متهيئين للقتال. متهيئين للقتال فمشى بينهم مجدي مشى بينهم مجدي بن عمر الضمري ومر معنا انه قريبا كانت بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم موادعة وكان موادعا للفريقين موادعا للمسلمين والموادع التي كانت بين وبين النبي صلى الله عليه وسلم عرفنا خبرها تمت قريبا من هذا الحدث وبينه وبين المشركين ايضا موادعة فاستغل اه هذه الموادعة التي كانت بينه وبين المشركين وبينه وبين المسلمين فاخذ يمشي بين الطرفين يصلح ويهدئ الامور. فكان يمشي الى هؤلاء ويمشي الى اه هؤلاء لم يزل بين هؤلاء وهؤلاء يمشي الى هؤلاء ويطلب منهم الكف عن القتال ويمشي ايضا الى الاخرين ويطلب منهم عن القتال حتى انصرف القوم وانصرف حمزة دون ان يكون هناك قتال دون ان يكون هناك قتال كل هذه آآ بحد ذاتها تعتبر ماذا تعتبر اه فيها اه تنبيه لكفار قريش وانهم اصبحوا الان على بوابة الخطر على بوابة الخطر بعد اداة الطويلة والاذى الشديد الذي كانوا يتعرضون اه به للمسلمين في مهد الدعوة ونشأتها في مكة نعم قال رحمه الله تعالى بعثوا عبيدة ابن الحارث رضي الله عنه وبعث عبيدة ابن ابن الحارث ابن المطلب في ربيع الاخر في ستين او ثمانين راكبا من المهاجرين ايضا الى ماء بالحجاز باسفل ثنية المرة فلقوا جمعا عظيما من قريش عليهم عكرمة بن ابي جهل وقيل بل كان عليهم مكرز ابن حفص فلم يكن بينهم قتال الا ان سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه رشق المشركين يومئذ بسام فكان اول سهم رمي به في سبيل الله. وفر يومئذ من الكفار الى المسلمين المقداد بن عمرو الكندي. وعتبة ابن رضي الله عنهما فكان هذان البعثان اول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن اختلف في ايهما كان اول وقيل انهما كانا في السنة الاولى من الهجرة وهو قول ابن جرير الطبري والله تعالى اعلم ثم ذكر الامام ابن كثير رحمه الله تعالى هذا البعث الثاني من بعوث النبي عليه الصلاة والسلام وبعث عبيدة ابن الحارث ابن المطلب رضي الله عنه في ربيع الاخر في ستين او ثمانين راكبا من المهاجرين ايضا. من المهاجرين ايضا وللغرظ الاول نفسه وللغرظ الاول نفسه يعني هذا البعث ايظا ارسل للغرظ الاول الذي ارسل له بعث حمزة ابن عبد المطلب فارسل هذا البعث للتعرظ لعير اخر لقريش وكان عليهم عكرمة بن ابي جهل وقيل بل كان عليهم مكرز ابن حفص ايضا الغرض من ارسال هذا البعث هو الغرض من من ارسال البعث الاول انذار كفار قريش في هذه العداوة آآ الظلم والعدوان والكيد الكبار للاسلام والمسلمين وتربص الدوائر بامة الاسلام فهذه بمثابة الانذار لهؤلاء قال فلم يكن بينهم قتال لم يكن بينهم قتال يعني حصل بدايات القتال لكن لم يتم قتال يعني حصل بينهم اه تراشق بالسهام وكان اول سهم رسق به المشركون يومئذ سهم اه من سعد ابن ابي وقاص سعد ابن ابي وقاص رضي الله ولهذا فكان هذا السهم اول سهم رمي به في سبيل الله كان اول سهم رمي به في سبيل الله سهم سعد بن ابي وقاص في هذا البعث بعث عبيدة ابن الحارث قال وفر يومئذ من الكفار الى المسلمين المقداد ابن عمرو الكندي وعتبة ابن غزوان رضي الله عنهما وبعض اه المسلمين ما كانوا متمكنين من الهجرة بسبب ضراوتي وشدتي عدوان عدوان الكفار وبعضهم كان يخفي اسلامه فهذان وجداها فرصة في هذا الموضع وفي هذا المكان ففر الى جهة المسلمين لينجو بدينهما ويلتحق باخوانهم من المسلمين رضي الله عنهم وارضاهم. قال الحافظ ابن كثير فكان هذان البعثان فكان هذان البعثان اي بعثوا حمزة رضي الله عنه و بعث عبيدة ابن الحارث رضي الله عنه اول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم اول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم المقصود باول راية اي للقتال في سبيل الله. اول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم اي للقتال في سبيل الله تعالى ولكن اختلف في في ايهما كان اول هل الاول بعث حمزة او الاول بعث عبيدة وقيل انهما كانا في السنة الاولى من اه الهجرة وهو قول ابن جرير الطبري. وهو قول ابن جرير الطبري وهذا ذكره ابن جرير في كتابه تاريخ الامم والملوك نعم. قال رحمه الله تعالى فصل غزوة بواط. ثم غزى رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة بواطة. فخرج بنفسه صلى الله عليه وسلم في ربيع الاخر من السنة الثانية واستعمل على المدينة السائب ابن عثمان ابن مظعون فسار حتى بلغ بواط من ناحية رضوى ثم رجع لم يلق حربا. قال اه رحمه الله فصل ثم غزى رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة بواط بظم الباء وايظا تفتح الباء يقال بواط هو جبل اه من ناحية جبل رضوى قريبا من جهة ينبع في في ذلك المكان وكان ايظا الغرض من هذه الغزوة التعرظ لعير لقريش قادم من الشام وكان فيهم ابي امية ابن خلف الجمحي وامية هذا من الاعداء الالداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الخصوم المعاندين للدعوة دعوة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ولعلنا نذكر ان النبي عليه الصلاة والسلام آآ ذكر ان تارك الصلاة تارك الصلاة ومن لم يحافظ عليها يا يا يحشر يوم القيامة مع صناديد الكفر واعمدة الباطل وعد منهم اربعة منهم امية هذا ابن خلف ذكرت الصلاة يوما عند النبي عليه الصلاة والسلام فقال من حافظ عليها اه كان له نور وبرهان ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة وحشر مع قارون وفرعون وهامان وامية ابن خلف وامية بن خلف هذا وكذلك اخوه ابي بن خلف كلاهما من الاعداء الاردة والخصوم المعاندين لدعوة الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وحصل منهم اذى كبيرا للمسلمين في مكة فخرج النبي عليه الصلاة والسلام في هذا العير للتعرظ لهذه خرج النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الغزوة للتعرظ لهذا العير من قريش الذين فيهم امية ابن خلف. وكان مع امية في عيره هذا مئة مئة رجل وكان معهم ايظا الفان وخمس مئة بعير قادمين في اه تجارة من الشام قال ابن كثير رحمه الله فخرج بنفسه في ربيع الاخر من السنة الثانية للهجرة. من السنة الثانية للهجرة خرج عليه الصلاة والسلام تنام معه مئتان من اصحابه رضي الله عنهم وارضاهم. ومعه مئتان من اصحابه صلوات الله وسلامه عليه واستعمل على المدينة السائب ابن عثمان ابن مظعون السائب ابن عثمان ابن مظعون فسار حتى بلغ بواط من ناحية رضوى رضوى وبواط جبلا رضوى وبواط كلاهما جبلان قريبان من جهة ينبع ورضوى جبل كبير يشرف على ساحل البحر في جهة ينبع قال ثم رجع ولم يلقى حربا ثم رجع ولم يلقى لم يلقى حربا اي لم يكن هناك في هذه الغزوة حرب لكنها ايضا تبقى مؤشرات خطر وانذار لكفار قريش في موقفهم المعادي وتصرفاتهم المتعنتة ضد دعوة الاسلام وضد المسلمين. نعم قال رحمه الله تعالى غزوة العشيرة ثم كانت بعدها غزوة العشيرة ويقال بالسين المهملة ويقال العشيراء خرج بنفسه صلى الله عليه وسلم في اثناء جمادى الاولى حتى بلغها وهي مكان ببطن ينبع واقام هناك بقية الشهر وليالي من جمادى الاخرة وصالح بني مدلج ثم رجع ولم يلقى ولم يلقى كيدا. وقد كان استخلف على المدينة ابا سلمة ابن عبد الاسد. وفي صحيح مسلم من ابي اسحاق السبيعي قال قلت لزيد ابن ارقم رضي الله عنه كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال تسع عشرة غزوة اولها العشير او العسيرة ثم قال رحمه الله ثم كانت بعدها غزوة العشيرة قال ويقال بالسين المهملة العسيرة وايضا يقال لها العسيراء وهي غزوة خرج النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه في هذه الغزوة في اثناء جمادى الاولى في اثناء جمادى الاولى وبواط كانت قبلها في ربيع الاخر اي ان بعدها في آآ الشهر الذي يلي آآ مع غزوة بواط خرج عليه الصلاة والسلام بنفسه صلى الله عليه وسلم الى العشيراء حتى بلغها. وهي مكان ببطن ينبع فاقام هناك بقية الشهر اي شهر جمادى الاولى وليالي من جمادى الاخرة. وليالي من جمادى الاخرة وصالح بني مدلج. ثم رجع ولم يلقى اذا يعني لم يحصل في هذه الغزوة اه قتال وقد كان استخلف على المدينة ابا سلمة ابن عبد الاسد وجميع هذه الغزوات التي كانت بداية الامر كلها اه مؤشرات لظهور هذه الدولة وبروز هذه القوة وضوح هذا التمكن لامة الاسلام التي بدأت تنطلق من هذا البلد بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال وفي صحيح مسلم من حديث ابي اسحاق السبيعي قال قلت ابن ارقم رضي الله عنه كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تسع عشرة غزوة اه قال تسع عشرة غزوة اولها العسير او العسير. اولها العسير او العسير يعني هي تنطق هذه منطقة بالسين المهملة او بالشين المعجمة العسير او العسير اي وايضا العسيراء قال لها العسيراء والحافظ ابن حجر رحمه الله اورد الحديث موضع من كتابه فتح الباري وقال لعل زيد ابن ارقم لم اه ما قبلها وهي بواط والابواء اه وهما قبل العشيراء لم يذكرها قال لعله لما يعني لصغر سنه لم يقف على هاتين الغزوتين وهما غزوتان سابقتان لهاته لهذه الغزوة غزوة العشيراء نعم قال رحمه الله تعالى غزوة بدر الاولى ثم خرج بعدها بنحو من عشرة ايام الى بدر الاولى وذلك ان كرز ابن جابر الفهري اغار على شرح المدينة فطلبه فبلغ واديا يقال له سفوان في ناحية بدر ففاته كرظ فرجع وقد كان وقد كان استخلف على المدينة زيد ابن حارثة رظي الله ثم ذكر الامام ابن كثير رحمه الله تعالى فهذه الغزوة غزوة بدر الاولى لان الغزو الى جهة بدر ثلاث كلها ستأتي عند الامام ابن كثير وهذه غزوة بدر الاولى وتأتي قريبا غزوة بدر الكبرى وهي اول الغزوات الكبرى التي هي التي هي من امهات غزوات النبي النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. لكن هذه الغزوة تسمى غزوة بدر الاولى وستأتي غزوة بدر الكبرى وتأتي ايضا فيما بعد لاحقا غزوة ثالثة تتعلق ببدر كل ذلكم يأتي عند ابن كثير رحمه الله تعالى قال ثم خرج بعدها بنحو بنحو من عشرة ايام بنحو من عشرة ايام الى بدر الاولى ولهذا الخروج سبب لهذا الخروج خروج النبي عليه الصلاة والسلام الى جهة بدر لهذا لهذا السبب وذلك ان كرز ابن جابر الفهري وكان رأسا من رؤوس المشركين. وكان رأسا من رؤوس المشركين اغار على سرح المدينة. اغار على سرح المدينة اي على مواسي لا لا للمسلمين من ابل وغنم اغار عليها وانتهب منها وذهب الى الى جهة بدر فطلبه يعني لحقه النبي عليه الصلاة والسلام وخرج في في هذه الغزوة التي تسمى غزوة بدر فبلغ واديا يقال له سفوان في ناحية بدر. يقال له سفوان في ناحية بدر ففاته كرز يعني لم يدركه النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. وفاته كرز فرجع اي النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد استخلف على المدينة زيد ابن حارثة. وكان قد استخلف على المدينة زيد ابن حارثة كرز الذي كان رأسا من رؤوس المشركين وجاء وانتهب من صرح المدينة مواشي ابل وغنم للمسلمين ذهب فارا بها ولحقه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدركه فات النبي صلى الله عليه وسلم ومضى معه هذه الابل ومعه هذه الغنم كتب الله سبحانه وتعالى له الاسلام كتب الله له الاسلام رضي الله عنه وارضاه ومن الامور آآ العجيبة والموافقات العجيبة ان آآ قصة العرانيين قصة العرنيين الذين جاؤوا الى المدينة وقد اصابهم المرض والاعياء الهزال فاذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يقيموا عند ابل الصدقة عند ابل الصدقة يشرب من البانها وابوالها فجلسوا عند ابل الصدقة بتلك الاجسام المريظة الهزيلة آآ الظعيفة حتى يؤاخذوا يشربون من الالبان والابوال حتى استصحت اجسامهم وقويت ابدانهم فماذا قابلوا هذا الاحسان وهذا الاكرام قاموا وقتلوا الراعي قتلوا الراعي وساقوا الابل وساقوا الابل فارين بها. بعد هذا الاحسان العظيم من النبي صلى الله عليه وسلم قاموا بهذا الصنيع. قتلوا الراعي ساق الابل فارين بها فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم آآ هذا الامر ارسل اليهم من اصحابه من يدركونهم ويأتون بهم وكان على رأسهم امر عليهم كرز هذا امر عليهم كرز آآ ابن جابر الفهري رضي الله عنه ارسله في اثر العورانيين فادركوهم واسروهم واتوا بهم فهذه سبحان الله من الموافقات العجيبة يعني قبلها قبل هذه القصة بوقت اقتاد هو آآ من ابل المسلمين وماشيتهم وفر بها. وطلبها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ولم يدركوه ولم يدركوه ثم يكتب الله سبحانه وتعالى له الاسلام ويسلم ويحسن اسلامه ثم تحصل هذه القصة وايضا تتعلق بابل المسلمين والفرار بها ويرسل هو يرسله النبي وسلم هو اميرا على اه اه البعث الذي بعثه في اثر هؤلاء الذين فروا بابل الصدقة ويدركهم ويأسرهم ويأتي بهم وقام النبي عليه الصلاة والسلام بالتنكيل بهم اه جزاء لهذا العدوان البغي العظيم الذي قاموا به ولم يقدروا الاحسان العظيم الذي اكرمهم به صلى الله عليه وسلم فقتلوا الراعي وفروا بالابل قام النبي عليه الصلاة والسلام سمل اعينهم والقائهم في الحرة حتى ماتوا اه عقوبة لهم على هذا العدوان العظيم والبغي الذي قاموا به ظد المسلمين وقتلهم لاحد افراد المسلمين وفرارهم بابل الصدقة. الشاهد من ذلك ان البعث الذي آآ بعثه النبي عليه الصلاة سلام للاتيان بهؤلاء كان الامير على خيل المسلمين هو كرز ابن جابر رضي الله عنه صاحب هذه القصة التي ذكرها ابن كثير هنا في قصة كغزوة بدر الاولى نعم قال رحمه الله تعالى بعث سعد ابن ابي وقاص وبعث سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه في طلب كرز ابن جابر فيما والله اعلم وقيل بل بعثه لغير ذلك ثم ذكر ابن كثير رحمه الله هذا البعث الذي بعثه النبي عليه الصلاة والسلام اه بعث سعد ابن ابي وقاص ولنسجل ملاحظة ان البعوث هذه تنسب للقائد الذي يجعله النبي صلى الله عليه وسلم اميرا فيقال بعث حمزة بعث عبيدة بعث سعد فينسب البعث الى من جعله النبي صلى الله عليه وسلم اميرا على ذلك البعث. قال وبعث سعد بن ابي وقاص في طلب كرز ابن جابر فيما قيل اه لان اه لانه اختلف في هذا البعث بعث سعد هل كان اه ادراك اه او طلب كرز بن جابر فهذا قول وقيل غير ذلك كما اشار ابن كثير وقيل بل بعثه لغير ذلك قال ابن اسحاق في السيرة بعثه اي سعد ابن ابي وقاص في ثمانية رهط من المهاجرين فخرج حتى بلغ الخرار من ارض الحجاز قرب من الجحفة ولهذا ايضا تسمى هذه السرية سرية الخرار في بعض المصادر. سرية الخرار فهل آآ كانت لطلب اه اه اه كرز ابن جابر الذي انطلق النبي صلى الله عليه وسلم الى في اثره الى بدر الموعد ولم يدركه وفاة النبي عليه الصلاة والسلام هلا بعث سعد لادراك كرز هذا او لامر اخر اه الله تعالى اعلم بذلك نعم قال رحمه الله تعالى فصل بعث عبد الله ابن جحش ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالله بن جحش بن لاب الاسدي وثمانية من المهاجرين وكتب له كتابا وامره الا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه. ولا يكره احدا من اصحابه. ففعل ولما فتح الكتاب وجد في اذا نظرت في كتابي هذا فامضي حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف وترصد بها قريشا وتعلم لنا من اخبارهم فقال سمعا وطاعة واخبر اصحابه بذلك وبانه لا يستكريهم فمن احب الشهادة فلينهض ومن كره الموت فليرجع. واما انا فناهض فنهضوا كلهم. فلما كان في اثناء الطريق اضل سعد بن ابي وقاص وعتبة ابن غزوان بعيرا لهما كانا يعتقدانه فتخلفا في طلبه وتقدم عبدالله بن جحش حتى نزل بنخلة فمرت به عير لقريش تحمل زبيبا وادما وتجارة فيها عمرو بن الحضرمي وعثمان ونوفل بن عبدالله بن المغيرة والحكى بن كيسان مولى بن المغيرة مولى بني المغيرة تشاور المسلمون وقالوا نحن في اخر يوم من رجب الشهر الحرام فان قاتلناهم انتهكنا الشهر الحرام تركناهم الليلة دخلوا الحرم ثم اتفقوا على ملاقاتهم. فرمى احدهم عمرو بن الحضرمي فقتله واسروا وعثمان والحكم وافلت نوفل. ثم قدموا بالعير والاسيرين قد عزلوا من ذلك الخمس. فكانت اول في الاسلام واول خمس في الاسلام واول قتيل في الاسلام واول اسير في الاسلام. الا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم انكر عليهم ما فعلوه. وقد كانوا رضي الله عنهم مجتهدين فيما صنعوا واشتد تعنت قريش وانكارهم ذلك. وقالوا محمد قد احل الشهر الحرام. فانزل الله عز وجل في ذلك يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه. قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام واخراجها ولي منه اكبر واخراج اهله منه اكبر عند الله. يقول سبحانه هذا الذي وقع وان كان خطأ لان في الشهر الحرام كبير عند الله الا ان ما انتم عليه ايها المشركون من الصد عن سبيل الله والكفر به وبالمسجد للحرام واخراج محمد واصحابه الذين هم اهل المسجد الحرام في الحقيقة اكبر عند الله من القتال في الشهر الحرام ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الخمس من تلك الغنيمة واخذ الفداء من ذيلك الاسيرين ثم عقد ابن كثير رحمه الله تعالى هذا الفصل في ذكر هذا البعث بعث عبدالله ابن جحش رضي الله عنه وسياق هذا البعث جاء في مسند ابي يعلى والطبراني باسناد حسن في المعجم الكبير للطبراني وهذا البعث بعث عبد الله بن جحش ارسله النبي عليه الصلاة والسلام الى نخلة جنوب مكة الى نخلة جنوب مكة وهذا يعتبر ايظا خطوة آآ ان صحت العبارة جريئة في التقدم الى اقرب مركز او مكان من جهة العدو في مكة. وهذا ايضا مما هؤلاء بالخطر العظيم البعوث الاولى كانت الى ساحل البحر تتعرض التجارة القادمة من الشام لكن هنا يتقدم هذا البعث الى جنوب مكة يتعرض ويستطلع للقادمين من جهة اليمن للقادمين من جهة اليمن فهذا ايضا مما ينذر آآ قريش وكفار قريش بالخطر آآ العظيم من آآ هذه الدولة المسلمة التي وقف منها هؤلاء الكفار موقف التعنت و المعاداة والعدوان الشديد قال ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش بن رئاب الاسدي رضي الله عنه وثمانية من المهاجرين. وثمانية من المهاجرين نلاحظ ايضا اه تقدم اه هؤلاء وهم قلة. يعني عدد قليل ويصلون الى منطقة قريبة من مكة الى منطقة قريبة من اه مكة فهذا فيه فيه مخاطرة في مخاطرة ويعني امر عظيم جدا الاقدام على هذا الامر يحتاج الى همة عالية وصدق مع الله سبحانه وتعالى وصبر ومصابرة وبذل فكان من النبي عليه الصلاة والسلام ان كتب كتابا واعطاه عبدالله ابن جحش الذي جعله اميرا على هذا البعث وامره الا ينظر فيه حتى يسير يومين حتى يسير يومين ثم ينظر فيه. قال هذا الكتاب لا تفتحه يبقى على اغلاقه حتى تمضي يومين من المدينة ثم تفتح الكتاب قال ولا يكره احدا من اصحابه. يعني بعد ان تفتح الخطاب وتطلع ما فيه لا تكره احدا من ممن معك على القيام بالمطلوب ففعل ولما فتح الكتاب ولما فتح الكتاب وجد فيه اذا نظرت في كتابي هذا فامضي حتى تنزل نخلة حتى تنزل نخلة. فتح عبدالله بن جحش رضي الله عنه آآ الكتاب ووجد فيه اذا نظرت في كتاب هذا فامضي حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف بين مكة والطايف هذا تحديد المكان والوجهة التي طلب منه النبي صلى الله عليه وسلم الاتجاه اليها. والهدف قال فترصد بها قريشا وتعلم لنا من اخبارهم فارسله النبي عليه الصلاة والسلام في هذا البعث للاستطلاع ورصد اه اخبار قريش عن كثب وعن قرب من مكانهم وهذا يعني اول بعث يوغل ويتقدم الى منطقة قريبة جدا من مكان الاعداء من مكان الاعداء وبعث النبي عليه الصلاة والسلام هذا الباعث لهذا الغرض قال فترصد به بها قريشا وتعلم لنا من اخبارهم فقرأ آآ رضي الله عنه لما قرأ الكتاب كتاب النبي عليه الصلاة والسلام قال سمعا وطاعة قال سمعا وطاعة يعني بالنسبة له هو تلقى مباشرة خطاب النبي عليه الصلاة والسلام السمع والطاعة وقال لو سمعنا واطعنا واخبر اصحابه بذلك اي قرأ واطلعهم على طلب النبي عليه الصلاة والسلام واخبر اصحابه بذلك وبانه لا يستكرههم اي لا يحملهم على هذا ويلجأهم اليه كرها وانما هم بالخيار في ذلك وبانه لا يستكرهم قال فمن احب الشهادة فلينهض من احب الشهادة في سبيل الله فلينهض ومن كره الموت فليرجع وهذا فيه اشارة الى ان الامر فيه اه مخاطرة وفي تعرض القتل لانه اه كما عرفنا قرب يعني شديد الى مكان اه العدو وذهاب الى هذه المنطقة منطقة نخلة جنوبي مكة عن مكة من جهة اليمن عرض عليهم وقال لهم واما انا فناهظ اي ناهظ قائم بهذا الامر. ناهظ اي قائم النهوظ القيام. انا ناهظ اي قائم بهذا الامر فامضوا فمضوا كلهم فمضوا كلهم في بعض النسخ فنهضوا كلهم يعني بهذا الامر قاموا به لم يتراجع منهم احد وهذا يدل على صدق هؤلاء وقوة ايمانهم وشدة طواعيتهم وامتثالهم آآ لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه. قال فلما كان في اثناء الطريق اظل سعد بن ابي وقاص وعتبة بن بعيرا لهما كانا يعتقدانه يعني لم يكن معهما الا بعير واحد سعد وعتبة يعتقدانه اي كل واحد يكون له نوبة في ركوب البعير ويمشي الاخر الى ان يتعب وهكذا فاضل بعيرا لهما فتخلفا في طلبه وهذا التخلف لم يؤخر الامير والقائد عبدالله بن جحش فمضى نفذ حتى نزل بنخلة ابن بالمكان المحدد الذي حدد له النبي صلى الله عليه وسلم ان يذهب اليه قال فمرت به عير لقريش غير تجارة قادمة من جهة اليمن تحمل زبيبا وادما وتجارة قادمة بتجارة من جهة اليمن فيها عمر اه الحظرمي ابن الحظرمي وعثمان ونوفل بن عبدالله بن المغيرة والحكم بن كيسان مولى بني المغيرة. فتشاور المسلمون وقالوا نحن في اخر يوم رجب في اخر يوم من رجب الان الامر يحتاج الى قرار سريع تحتاج الامر الى قرار سريع اتخاذ قرار سريع هم في اخر يوم من رجب ورجب من الاشهر الحرم والاشهر الحرم كما هو معلوم اربعة. ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم. هذه الثلاثة متصلة ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ثلاثة سرد ورجب فرج يعني ليس معه شهر اخر متصل به من الشهور الحرم فكانوا في اخر يوم منه من الغد لا يكونون في في شهر حرام لكن هذا العير ما ينتظره ماضي فاما ان يمضي اه هذا العير ولا يكون منهم شيء اه وتعرض له او انهم يقاتلونه في اخر يوم من الشهر الحرام قال فتشاور المسلمون وقالوا نحن في اخر يوم من رجب الشهر الحرام فان قاتلناهم انتهكنا الشهر الحرام انتهكنا الشهر الحرام وان تركنا تركناهما الليلة دخلوا الحرم يعني فاتنا الامر ثم اتفقوا على ملاقاتهم. اتفقوا على ملاقاتهم. فحصل تلاقي لاقاهم المسلمون في هذا الوقت في اخر يوم شهر رجب اه فرمى احدهم عمرو بن الحضرمي فقتله وهذا اول قتيل واسروا عثمان والحكم وهما اول اسير وافلت نوفل ثم قدموا بالعير والاسيرين قد عزلوا من ذلك الخمس؟ قال فكانت اول غنيمة في الاسلام واول خمس في الاسلام واول قتيل في الاسلام واول اسير في الاسلام هذي اربعة معدودة في الاوائل وبعض اهل العلم يهتم بهذا الامر وبعضهم افرده بالتصنيف الاوائل في الاسلام الاوائل في اول كذا واول كذا من اهل العلم من افرج اه ذلك بالتصنيف واظن منهم الامام ابن اه ابن ابي عاصم له كتاب مطبوع اسمه الاوائل وكله خاص بهذا يقول اول كذا هو كذا فهذه اربعة الان معدودة في اه الاوائل ومر معنا اه قبلها ايضا اول سهم في في الاسلام رماه سعد بن ابي رضي الله عنه قال ان الا ان نعم قال الا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم انكر عليهم ما فعلوه. انكر عليهم ما فعلوه. يعني انكر هذا الاقدام والانتهاك لحرمة الشهر وكفار قريش متقرر عندهم ومعلوم لديهم حرمة الشهر وكانوا لا يقاتلون في الشهر الحرام او في نعم لا يقاتلون في الحرام لادراكهم لحرمته وفي صحيح البخاري قصة وفد عبد القيس لما قدموا للنبي عليه الصلاة والسلام قالوا يا رسول الله ان بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر وانا لا نستطيع ان نأتيك الا في الشهر الحرام لانه في الشهر الحرام يضمنون ان الكفار مضر ما يتعرضون لهم فمرنا بقول فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة فمتقرر لدى الكفار ان الشهر الحرام لا يكون فيه قتال ولهذا والصحابة رضي الله عنهم كانوا مجتهدين والمجتهد كما هو معلوم اما ان يكون مجتهدا آآ مصيبا فله اجران واما ان يكون مجتهدا مخطئا فله اجر واحد وذنبه مغفور كما هو واضح في حديث النبي صلى الله عليه في قوله اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله اجران واذا اجتهد فاخطأ فله اجر واحد اي على اجتهاده وذنبه اه مغفور قال وقد كانوا رضي الله عنهم مجتهدين فيما صنعوا لكن ماذا ترتب على هذا اشتد تعنت قريش وانكارهم ذلك وقالوا محمد قد احل الشهر الحرام وقالوا محمد قد احل الشهر الحرام وبدأوا يروجون ذلك هنا وهناك وهل هذه حقيقة؟ هل هل النبي صلى الله عليه وسلم هلا احل الشهر الحرام الواقع ان هذا اجتهاد من هذا البعث الذين بعثهم النبي صلوات الله وسلامه عليه فانزل الله في ذلك يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه لانهم يستنكرون واخذوا يتحدثون ويلوكون هذا الامر وينشرونه في الافاق محمد انتهك الشهر الحرام فانزل الله قولا يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه. قتال فيه قل قتال فيه كبير يعني هذا في بيان ان هذا الامر خطأ ان هذا الامر خطأ قال قتال فيه كبير لانه شهر حرام قال وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام واخراج اهله منه اكبر عند الله يعني اذا كنتم تخطئون هذا الامر وتجرمون ووتعدونه خطأ انتم على اخطاء افظع وجرائم اكبر واعظم عددها الله سبحانه وتعالى في هذه الاية قال وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام واخراج اهله منه اكبر عند الله اي اكبر عند الله من القتال في الشهر الحرام. يوضح معنى الاية ابن كثير رحمه الله. يقول يقول سبحانه هذا الذي وقع وان كان خطأ لان القتال في الشهر الحرام كبير عند الله الا ان ما انتم عليه ايها المشركون من الصد عن سبيل الله والكفر به