بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الامام الحافظ ابو الفدا اسماعيل ابن عمر ابن كثير رحمه الله تعالى يقول في كتابه الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم قال ولما طال هذا الحال على المسلمين اراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يصالح عيينة بن حصن والحارث بن عوف رئيسي غطفان على ثلث ثمار المدينة وينصرفا بقومهما المراوضة على ذلك ولم يتم الامر حتى استشار صلى الله عليه وسلم السعدين في ذلك فقال يا رسول الله ان كان الله امرك بهذا فسمعا وطاعة. وان كان شيئا تصنعه لنا فلقد كنا نحن هؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الاوثان وهم لا يطمعون ان يأكلوا منها ثمرة الا قرا او بيعا اكرمنا الله بالاسلام وهدانا له واعزنا بك وبه نعطهم اموالنا والله لا نعطيهم الا السيف فقال صلى الله عليه وسلم انما هو شيء اصنعه لكم وصوب رأيهما في ذلك رضي الله عنهما ولم يفعل من ذلك شيئا. نعم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فالحديث عند الامام ابن كثير رحمه الله تعالى ماض في بيان غزوة الخندق والتي تسمى ايضا غزوة الاحزاب وهي التي فيها تحزب الاحزاب من مختلف القبائل اضافة الى اليهود وتجمعوا باعداد غفيرة حول المدينة لمقاتلة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه واصحابه الكرام ومر معنا ان النبي صلى الله عليه وسلم وباشارة من سلمان الفارسي رضي الله عنه حفر خندقا من الناحية الشمالية في المدينة وهي الناحية المكشوفة وذلك للحيلولة بين دخول الاعداء الى المدينة بيسر وسهولة وهي المنطقة التي يمكنهم الدخول منها بيسر وسهولة. اما الناحية الغربية والشرقية فهما حرتان يصعب على الخيل والابل راجلة ان يمشوا معها الا بصعوبة شديدة والناحية الجنوبية من المدينة فيها المساكن ولا سيما مساكن بني قريظة وكان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد على المناصرة والمؤازرة وان كان آآ وان كان هؤلاء اليهود نقضوا آآ هذا العهد الذي كان بينهم وبين رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ومر معنا ان المشركين لما وصلوا الى المنطقة ووجدوا هذا الخندق لم يتمكنوا من الدخول وانما تجرأ منهم اربعة تقريبا اه قفزوا بخيلهم الخندق وطلبوا البراز فقتل واحدا منهم ورجع البقية فارون الى جيش المشركين واصبح لم يكن هناك تلاحم وقتال وانما من وراء الخندق رمي بين النبال وتراشق من آآ جيش المسلمين وجيش الكفار بالنبال وكان المسلمون في سلامة بما يسره الله سبحانه وتعالى من حفر هذا الخندق الذي لم يحفر الا بجهد جهيد وتعب متواصل لان مسافته كما عرفنا طويلة جدا فهو يعادل كيلوين ونصف تقريبا في عمق ثلاثة امتار تقريبا في عرظ اربعة امتار ونصف تقريبا والالات التي كان بها الحفر بدائية جدا والوقت ووقت برد شديد وايضا قلة طعام فكانوا يمر عليهم آآ اليوم واليومين لا يجدون الا الشيء اليسير من الشعير ونحوه لكن يسر الله عز وجل بمنه وكرمه فحفروا هذا الخندق فكان حصنا بمن الله وفضله من دخول الاعداء وبقوا قرابة الشهر بقوا قرابة الشهر محاصرين المدينة يتحينون فرصة حتى يدخلوا المدينة والمسلمون من وراء الخندق في حماية مستمرة وحراسة دائمة في الليل والنهار يتناوبون على ذلك حماية لثغر المدينة من ان يدخل منه الاعداء في هذه الاثناء يقول المصنف رحمه الله ولما طال هذا الحال على المسلمين اراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يصالح عيينة ابن حصن والحارث بن عوف رئيسي غطفان وغطفان مجيئهم الى المدينة نوعا ما مختلف عن مجيء قريش فمجيئهم اضافة الى العداوة الدينية لديهم مطامع لديهم مطامع وايضا وعدهم اليهود بان يعطوهم نصف ثمر خيبر اذا شاركوا في هذه الغزوة التي قصدوا فيها بزعمهم استئصال المسلمين وقطع دابرهم فكانوا جاؤوا على اساس اطماع ووعود من اليهود فتجمع هذا العدد فاراد النبي عليه الصلاة والسلام ان يخفف على المسلمين من عدد الاعداء المقاتلين لهم فبدأ يعقد مفاوضات مع غطفان بدأ يعقد مفاوضات مع غطفان اراد ان يصالح عيينة ابن حصن والحارث ابن عوف رئيسي غطفان على ثلث ثمار المدينة بحيث ينصرفون ولا يشتركون مع الكفار في هذه الغزوة ويكون لهم ثلث الثمر يكون لهم ثلث الثمر من ثمار المدينة والمدينة مليئة بالنخيل المثمرة. وينصرفا بقومهما وينصرفا بقومهما وجرت المراوضة على ذلك المراوغة بين المتبايعين بحيث احدهما يزيد والاخر ينقص هذا يقلل وهذا يزيد هذه تسمى مراوغة تسمى مراوظة عندما يقول البائع مثلا قيمته كذا فيقول لا انا اريده بكذا. فيقول البائع بكذا فهذه تسمى مراوغة. تسمى مراوظة فجرت المراوظة على ذلك. جرت المراوظة على ذلك ولم يتم الامر يعني بينه وبينهم حتى استشار السعدين في ذلك حتى استشار السعدين في ذلك سعد بن معاذ سيد الاوس وسعد بن عبادة سيد الخزرج. فلم يتمم اما الامر صلوات الله وسلامه عليه حتى آآ استدعى سيدي القوس الاوس والخزرج سعد ابن معاذ وسعد ابن عبادة واستشارهما عليه الصلاة والسلام في هذا الامر ويمر علينا في سيرته وفي مغازيه عليه الصلاة والسلام استشارته لصحبه الكرام وكانوا معه في غاية الادب في ابداء الرأي وكثيرا ما يتكرر السؤال منهم في القضية التي يريدون ابداء الرأي للنبي صلى الله عليه وسلم فيها هل هذا امر من الله هل فيها وحي لان اذا كان الامر فيه نص وفيه وحي لا مجال لابداء الرأي اما اذا كان امرا ليس فيه وحي من الله وانما هو رأي للمصلحة فحينئذ يبدون رأيهم للنبي صلى الله عليه وسلم والامر في البت يكون اليه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فاستشار عليه الصلاة والسلام السعدين في ذلك فقال يا رسول الله فقال يا رسول الله ان كان الله امرك بهذا فسمعا وطاعة ان كان الله امرك بهذا يعني ان تعطيهم ثلث الثمر فسمعا وطاعة اذا كان هذا وحي من الله عز وجل وامر منه سبحانه وتعالى فليس هناك في هذا الا الوقوف عند قدم التسليم والطاعة لامره سبحانه وتعالى قال وان كان شيئا تصنعه لنا وان كان شيئا تصنعه لنا يعني انت قصدت به آآ التخفيف علينا الرفق بنا اه تهوين الامر ان كان شيئا تصنعه لنا فلقد كنا نحن وهؤلاء يعني قطفان على الشرك بالله وعبادة الاوثان نحن واياهم كنا على الشرك وعبادة الاوثان وهم في ذلك الوقت لا يطمعون ان يأكلوا منها ثمرة الا قرا او بيعا الا قرا او بيعا قرا اي ضيافة الكراهية هو الضيافة والبيع بثمن يدفعونه مقابل الثمر قال ما كانوا يطمعون الا قرا او بيعا فحين اكرمنا الله تعالى بالاسلام وهدانا له واعزنا بك وبه نعطيهم اموالنا نعطيهم اموالنا والله لا نعطيهم الا السيف والله لا نعطيهم الا السيف فابدوا للنبي عليه الصلاة والسلام هذا الرأي فقال انما هو شيء اصنعه لكم يعني ليس فيه امر من الله وانما هو شيء اصنعه لكم يعني اردت به ان اخفف عليكم جزءا كبيرا من من هؤلاء الاعداء اصالحهم على جزء من الثمر فينصرفون فيقل حجم الاعداء وهذا يكون ايضا فيه تفكيك للعدو وفك في عضده. عندما ينسحب عدد كبير من ممن تجمعوا معهم قاتلت المسلمين هذا يكون فيه فت في عضد المشركين من كفار قريش فقال انما هو شيء اصنعه لكم وصوب رأيهما. وصوب رأيهما في ذلك اي انه عليه الصلاة والسلام انقطع المفاوضة قطع المفاوضة مع غطفان وصوب رأي هذين الصحابيين الجليلين رضي الله عنهما ولم يفعل من ذلك شيئا. نعم ثمان الله سبحانه وله الحمد صنع امرا من عنده خذل به بينهم وفل جموعهم وذلك ان نعيمة بن مسعود بن عامر الغطفاني رضي الله عنه جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله قد اسلمت فمرني بما شئت. فقال صلى الله عليه وسلم انما انت رجل واحد. فخذل عنا ان فان الحرب خدعة فذهب من حينه ذلك الى بني قريظة وكان عشيرا لهم في الجاهلية فدخل عليهم وهم لا يعلمون يعلمون باسلامه فقال يا بني قريظة انكم قد قد حاربتم محمدا. وان قريشا ان اصابوا فرصة انتهزوها والا شمروا الى بلادهم وتركوكم ومحمدا فانتقم منكم. قالوا فما العمل يا نعيم؟ قال لا قاتلوا معهم حتى يعطوكم رهائن. قالوا لقد اشرت بالرأي. ثم نهض الى قريش فقال لابي سفيان ولهم تعلمون ودي ونصحي لكم؟ قالوا نعم. قال ان يهود ندموا على ما كان منهم من نقض عهد محمد واصحابه. وان انهم قد راسلوه انهم يأخذون منكم رهائن يدفعونها اليه ثم يمالئونه عليكم. ثم ذهب الى قومه غطفان فقال له مثل ذلك. فلما كان ليلة السبت في شوال بعثوا الى يهود انا لسنا بارض مقام فانهضوا بنا غدا نناجز هذا الرجل فارسل اليهم اليهود ان اليوم يوم السبت ان اليوم يوم السبت ومع هذا فانا لا سنقاتل معكم حتى تبعثوا الينا وهنا. فلما جاءهم الرسل بذلك قالت قريش صدقنا والله نعيم بن مسعود وبعثوا الى يهود انا والله لا نرسل لكم احدا فاخرجوا معنا فقالت قريظة صدق والله نعيم وابوا ان يقاتلوا معهم وارسل الله عز وجل على قريش ومن معهم الخور والريح تزلزلهم فجعلوا لا يقر لهم ولا تثبت لهم خيمة ولا طنب ولا قدر ولا شيء. فلما رأوا ذلك ترحلوا من ليلتهم تلك. نعم ثم قال المصنف رحمه الله تعالى قال ثم ان الله سبحانه وله الحمد صنع امرا من عنده خدل به بينهم وفل جموعهم صنع امرا من عنده وخذل بينهم وفل جموعهم وتأمل الان ولله سبحانه وتعالى المن والفضل وحده سبحانه وتعالى هذه الجموع التي تبلغ اعدادها عشرة الاف تجمعوا احتشدوا حول المدينة لمقاتلة النبي صلى الله عليه وسلم يسر الله عز وجل ان تفكك هذا الجمع وانفت عضدهم برجل واحد يسره الله سبحانه وتعالى فخلخل بين هذه الجموع واهتزت الكلمة ودخلهم الوهن والضعف بما يسره الله سبحانه وتعالى ومن به ولهذا يقول الحافظ ابن كثير ثمان الله سبحانه وله الحمد صنع امرا من عنده خدل به بينهم خدنا به بينهم كانوا يدا واحدة مجتمعين على مقاتلة النبي صلى الله عليه وسلم فاوجد بينهم هذا الرجل الواحد بمن الله وفضله تفككا وتخلخلا واصبحت يدهم ليست واحدة كما كانت فهذا اظعفهم وادخل عليهم الوهن وذلك ان نوعين ابن مسعود ابن عامر الاشجع الغطفان من غطفان وغطفان كما عرفنا لهم جموع اصطفوا حول المدينة ايضا للمهمة نفسها مقاتلة النبي الكريم صلوات الله صلوات الله وسلامه عليه ومقاتلة اصحابه الكرام والاجهاز على من بالمدينة من المسلمين فمن الله سبحانه وتعالى على هذا الرجل نعيم في ذلك اليوم وشرح الله صدره للاسلام وكان قبل ذلك على الشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى لكن الله من عليه وشرح صدره للاسلام وجاء الى النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه فقال يا رسول الله اني قد اسلمت اني قد اسلمت فمرني بما شئت الان اجتمع في هذا الرجل شرح صدره للاسلام وهمته العالية في نصرة الدين شرح صدره للاسلام وفي الوقت نفسه همته العالية في نصرة الدين فوجاء يعرض نفسه على النبي عليه الصلاة والسلام يقول اسلمت ومرني بما شئت يعني انا مستعد باي امر تأمرني به نصرة لهذا الدين فاجتمع له في ساعة اسلامه آآ هذا هذا المن الله سبحانه وتعالى عليه الذي هو شرح الصدر للاسلام والامر الاخر الاستعداد التام لنصرة هذا الدين بما يأمر به النبي عليه الصلاة والسلام وهذا واضح تماما من عرظه بقوله فمرني بما شئت فمرني بما شئت اي انا على اتم الاستعداد باي شيء تأمرني به فقال له عليه الصلاة والسلام انما انت رجل واحد انما انت رجل واحد فخذل عنا ان استطعت فخذل عنا ان استطعت فان الحرب خدعة فان الحرب خدعة خدل عنا ما استطعت وذلك ان الرجل لم يعلم عند القوم باسلامه. اسلامه كان في ذلك اليوم فقال له عليه الصلاة والسلام خدل عنا ما خذل عنا ما استطعت اتجه نعيم ابن نعيم ابن مسعود رضي الله عنه الى ايقاع الفتنة بين هذه الجموع الى ايقاع الفتنة بين هذه الجموع فاتجه اولا الى اليهود يهود بني قريظة واتى اليهم وقال تعلمون عني اني نديم لكم ومعاشر وجليس لكم وهو فعلا كان امره كذلك يعرفون منه ذلك فقال لهم انا ناصح لكم هذه الجيوش التي تجمعت ليسوا اهل بلد. بلدهم مكة وعند ادنى اي امر سيرجعون الى بلدهم اما انتم هذا بلدكم وهذه مساكنكم فما الذي يظمن لكم اذا رجعوا الى مكة عند ادنى انسحاب من من الموقع ان تسلموا من النبي عليه الصلاة والسلام وقد نقضتم العهد وليس بينكم وبين كفار قريش ليس بينكم وبين قريش شيء تضمنون به امركم فلا اقل من ان تطلبوا منهم ان يسلموكم رهائن بحيث لا يفرون ويتركونكم وحدكم في الساحة يكون بيدكم ضمانات بايديكم رهائن بحيث لا يفرون ويتركونكم وحدكم في الساحة فاعجبهم الرأي اعجبهم الرأي ان يكون عندهم رهائن يضمنون حقهم بحيث لو انه حصل ادنى شيء وانسحب قريش يكون بيده رهائن يضمن به بقاء نصرة هؤلاء معه ثم انتقل منهم وذهب الى قريش بعد ان اعطاهم هذا الامر اتجه الى قريش وقال ان العهد الذي كان من بني قريظة اليكم انتهى نقضت بنو قريظة العهد الذي كان بينكم وتصالحوا مع محمد صلى الله عليه وسلم واتفقوا معه من اجل آآ اثبات فعلا انهم يعني تابوا من عملهم ومن خطأ في نقض عهدهم معه اتفقوا معه ان يسلموه رهائن منكم اتفقوا معه انهم سيسلمونه رهائن منكم يأخذونها يأخذون رهائن ويسلمونها الى الى محمد كتبرئة وتكفير للخطأ الذي حصل منهم وهو نقض العهد ثم ايضا ذهب الى قومه غطفان واعطاهم مثل هذا الكلام ولما طال الامر بقريش عزموا على القتال فكلموا اه اليهود في هذا الامر وقالوا اننا سنبدأ المقاتلة وكان ذلك يوم سبت فقال لهم اليهود هذا يوم سبت ولا نقاتل في مثل هذا اليوم واصلا نحن ليس عندنا نية ان نقاتل معكم حتى تسلمون رهائن حتى تسلمون رهائن نظمن بها بقاء نصرتكم فقالوا في انفسهم صدق نعيم قال قال قريش في انفسهم صدق نعيم وامتنع قريش من ان يسلموهم الرهائن فقالت اليهود صدق نعيم فاختل الالتئام الذي كان بينهم وانتقض الامر بين هؤلاء وهؤلاء وايضا انتقض الذي بين اليهود وبين غطفان فحصل تفكك هذا التفكك يوهن اه الجيش ويلقي فيه الوهن والضعف فكانت هذه منة من الله سبحانه وتعالى ان تفككت هذه الجموع واصبح كل فريق من هؤلاء لا يثق بان مناصرة الاخر ومعاونة ومعاونته له هذا جانب مما صنعه الله سبحانه وتعالى ومن به حيث فكك بهذا الامر برجل واحد فكك هذه الجموع الامر الثاني وهو ان الله سبحانه وتعالى ارسل عليهم الريح وجنودا لم تروها وهم الملائكة وجنودا لم تروها وتحدث الله سبحانه وتعالى بهذه النعمة في القرآن في اول آآ ما ذكره سبحانه في سورة الاحزاب عن هذه الغزوة او هذه المعركة قال يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله تعملون بصيرا اذ جاءوكم من فوقكم ومن اسفل منكم واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زالا شديدا فارسل الله سبحانه وتعالى ريحا شديدة ارسل ريحا شديدة فكانت هذه الريح تقتلع الخيام وتكفأ القدور قدور الطعام وتؤذي الناس والماشية في ابشارهم واجسامهم فحصل لهم ظرر والجو كان باردا الجو كان باردا في في في البرد فاصبحوا لا يستطيعون المقام ولا يستطيعون الصبر ولا يتمكنون ايضا للدخول الى المدينة لان هذا الخندق حال بينهم وبين الدخول. ومن جهة اليهود من جهة اليهود انتقض الذي كان بينهم وبين يهود اه بني قريظة بما يسره الله سبحانه وتعالى على يد نعيم فمن طريق اليهود ما يستطيعون الدخول وهنا فيه الخندق والجو بارد والرياح شديدة وقد قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح نصرت بالصبا والصبا الريح التي تأتى تهب من مطلع الشمس من مطلع الشمس فاستمرت هذه الريح مؤذية لهم تكفأ القدور فاقتلع الخيام اه تؤذي اه دوابهم واصبحوا في اباء وليس عندهم استطاعة لدخول المدينة فاصبح المقام ليس له فائدة فرجعوا رجعوا الى مكة وانفلت تلك الجموع رد الله عز وجل كيدا بدون قتال بدون قتال وفي هذا قال الله سبحانه وتعالى في تمام هذا السياق ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا سبحانه وتعالى فرجعت هذه الجموع والجيوش والعتاد والخيل رجعت كلها خاسرة خائبة اوهن الله سبحانه وتعالى كيدهم وابطل مكرهم وردهم خاسرين. ذلك بان الله موهن كيد الكافرين. ابطل الله عز وجل كيد هؤلاء وردهم الى ديارهم بالخيبة الخسران ويعلن النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الاثناء وهي بشارة يسوقها عليه الصلاة والسلام للمؤمنين فيقول كما جاء في حديث سليمان ابن سرد في الصحيح قال ان القوم معنى كلامه نغزوهم ولا يغزوننا بعد اليوم نغزوهم ولا يغزوننا ونأتيهم ولا يأتوننا يعني ان الامر سيتحول بدل الاتيان جاؤوا الى النبي صلى الله عليه وسلم في بدر جاؤوا اليهم في احد جاءوا في الاحزاب من هذه المرة يتحول الامر الى ان ان جيش المسلمين هو الذي يغزو يغزو هؤلاء الكفار نعم وارسل صلى الله عليه وسلم حذيفة ابن اليمان يخبر له خبرهم فوجدهم كما وصفنا. ورأى ابا سفيان يصلي ظهره بنار ولو شاء حذيفة لقتله. ثم رجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا. فاخبره برحيله ثم اه ذكر قبل ذلك حرف واو ساقط في النسخ التي عند الاخوان في الصفحة سبعة وستين في وسط الصفحة والا انشمروا الواو ساقطة والا انشمروا الى بلادهم وتركوكم قال رحمه الله تعالى وارسل حذيفة ابن اليمان يخبر له خبرهم ارسل حذيفة ابن اليمان في اخر الامر لما جاءت هذه الرياح الشديدة وكان الجو باردا كان الجو باردا في تلك الليلة قال النبي عليه الصلاة والسلام من يخبر لي خبر القوم ويكون رفيقي في الجنة من يخبر خبر القوم ويكون رفيقا لي في الجنة يقول حذيفة فكلنا سكتنا الجو بارد الرياح شديدة والقوم في غاية التعب والمطلوب ان يذهب شخص الى وسط الكفار حتى يخبر خبرهم فاعادها عليه الصلاة والسلام قال من يخبر لي اه خبرهم ويكون رفيقي في الجنة ثلاث مرات يعيدها يقول وكلنا سكوت فقال عليه الصلاة والسلام قم يا حذيفة. يقول حذيفة فلما سماني باسمي قلت ليس لي من القيام بد لا بد ان اقوم ليس لي من القيام بد لا بد ان اقوم. فذهب حذيفة رضي الله عنه وتسلل من طريق وجاء بين الكفار وجاء بين الكفار حتى يستمع عن ماذا يتحدثون حتى جاء في بعض الروايات ان ابا سفيان اراد ان يصارح القوم بامر وحب ان يتأكد انه ليس بينهم احد ليس منهم فقال كل واحد يتعرف على من بجنبه كل واحد يعرف صاحبه يقول فبادرت يقول حذيفة فبادرت الذي بجواري قلت من انت؟ قال فلان تتخلص من اه ان يسأله عن نفسه فاخذ يستمع خبر القوم وجاء الى النبي عليه الصلاة والسلام واخبره اه بالذي رأى. لخص ابن كثير رحمه الله ذلك بقوله وارسل صلى الله عليه وسلم حذيفة ابن اليمان يخبر له خبرهم فوجدهم كما وصفنا ايا ان الرياح آآ اذتهم اذى شديدا لا تثبت لهم خيمة ولا طنب والطنب هو الحبل الذي تشد به الخيمة ويجمع على اطناب مثل عنق واعناق ولا قدر ولا شيء فلما رأوا ذلك ترحلوا من ليلتهم فجاء حذيفة وذكر له ان القوم في اذى شديد وانهم بهذه الصفة وانهم يتشاورون في فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فهذا الخبر ورأى ابا سفيان رأى حذيفة ابا سفيان يصلي ظهره بنار يصلي ظهره ظهره بنار ولو شاء حذيفة لقتله يصلي ظهره بنار لانه برد شديد فاشعل نارا وجعلها تدفي ظهره. هذا معنى يصلي ظهره بنار اي من شدة البرد الذي كان في تلك الليلة مع تلك الرياح ايضا وهذا يوضح ان القوم بما فيهم اه قادتهم في اذى شديد فكان يصلي آآ ظهره بنار وكان مع حذيفة القوس يقول ووظعت النبل ولو شئت لقتلته لكني ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تذعر علينا القوم يعني لا تهيجهم فامتنعت من ذلك ولهذا يقول ابن كثير ولو شاء حذيفة لقتله لكن الذي منعه من ذلك ان النبي عليه الصلاة والسلام نهاه ان يهيج القوم او يستثيرهم ثم رجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره برحيلهم هذا الذي ساقه هنا الحافظ ابن كثير رحمه الله ولا سيما آآ قوله فوجدهم كما وصفنا يعني الاوصاف التي تتعلق بحال اه كفار قريش هذي جاءت في رواية اه ابن اسحاق في رواية ابن اسحاق وذكر ابن كثير في البداية ان هذه الرواية منقطعة من هذا الوجه والحديث مخرج في صحيح مسلم عن حذيفة ابن اليمان عن نعم قبل ذلك عن ابراهيم التيمي عن ابيه يزيد ابن شريك التيمي قال كنا عند حذيفة فقال رجل لو ادركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلت معه وابليت قال رجل لو ادركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلت معه وابليت فلما قال هذه الكلمة هذا الرجل تذكر حذيفة ابن اليمان تلك الليلة عندما قال النبي عليه الصلاة والسلام من يذهب الى قوم يقول وكنا كلنا سكوت والرجل يقول لو كنت معه مع النبي صلى الله عليه وسلم لقاتلته وابليت فذكر له هذه القصة رضي الله عنه قال فقال حذيفة انت كنت تفعل ذلك انت كنت تفعل ذلك لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الاحزاب واخذتنا ريح شديدة وقر اي برد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا رجل يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة. جعله الله معي يوم القيامة. فسكتنا فلم يجبه منا احد ثم قال الا رجل يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة فسكتنا فلم يجبه منا احد ثم قال الا رجل يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة. فسكتنا فلم يجبه منا احد. فقال قم يا حذيفة تأتنا بخبر القوم. قم يا حذيفة فاتنا بخبر القوم. فلم اجد بدا اذ دعاني باسمي ان اقوم قال اذهب فاتني بخبر القوم ولا تذعرهم علينا اي لا تستثيرهم ولا تهيجهم فلما وليت من عنده جعلتك انما امشي في حمام يعني لا يشعر بالبرد لانه كان جوا باردا يقول فكانما امشي في حمام حتى اتيتهم فرأيت ابا سفيان يصلي ظهره بالنار فوضعت سهما في كبد القوس فاردت ان ارميه فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تذعرهم علي ولو رميته لاصبته فرجعت وانا امشي في مثل الحمام فلما اتيته فاخبرته بخبر القوم وفرغت قررت يعني احسست بالبرد احسست حينئذ بالبرد فالبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها. يعني ليدفئه صلوات الله وسلامه عليه. قال افلم ازل نائما حتى اصبحت فلما اصبحت قال قم يا نومان صلوات الله وسلامه عليه والحديث في صحيح مسلم. نعم. فلما اصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا الى مدينة وقد وضع الناس السلاح فجاء جبريل عليه الصلاة والسلام الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يغتسل في بيت ام سلمة فقال اوضعتم السلاح؟ اما نحن فلم نضع اسلحتنا انهد الى هؤلاء يعني في قريضة كفار قريش باءوا كما عرفنا بالخيبة والخسران وانفلت هذه الجموع ورجعوا جميعا خائبين خاسرين وكفى الله سبحانه وتعالى المؤمنين القتال ورد عز وجل الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا يعني لم يتمكنوا من مطامعهم ومآربهم ومقاصدهم التي جاءوا لاجلها الى المدينة فرجعت تلك الجموع وتفرقت بشر خيبة وخزي ورجعوا آآ كل الى آآ الى دياره والى اماكنهم فلما اصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا الى المدينة وانفضت تلك الجموع. غدا الى المدينة ووظع الناس السلاح ان انتهت المعركة انتهى القتال فجاء جبريل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يغتسل في بيت ام سلمة فقال اوضعتم السلاح فقال اوضعتم السلاح اما نحن اي الملائكة فلم نضع بعد اسلحتنا اما نحن اي الملائكة فلم نضع بعد اسلحتنا انهد الى هؤلاء اي انهض وقم الى هؤلاء يعني يهود بني قريظة فمباشرة بدأت غزوة بني قريظة مباشرة بدأت غزوة بني قريظة مع الجهد والتعب الشديد الشهر الكامل وحفر الخندق والجهود التي التي حصلت مباشرة ينهظ اه النبي عليه الصلاة والسلام ويأمر الصحابة الكرام رضي الله عنهم وارضاهم للنهوض لغزو يهود بني قريظة وانتهت آآ غزوة الاحزاب لم يصب المسلمون فيها بظرر ولما يقتل منهم الا ثمانية ثمانية اشخاص اه فقط شهداء في سبيل الله عز وجل وقتل من المشركين اربعة ومع ان الجموع التي تجمعت لمقاتلة المسلمين تزيد على او تقرب من العشرة الاف مقاتل ولم يقتل من المسلمين الا ثمانية. الا ثمانية اشخاص وهم شهداء اه اه قتلوا في سبيل الله ونصرة لدين الله عز وجل نعم. قال رحمه الله تعالى فصل نذكر فيه غزوة بني قريظة فنهض صلى الله عليه وسلم من وقته اليهم وامر المسلمين الا يصلي احد صلاة العصر وقد كان دخل وقتها الا في بني قريظة فراح المسلمون ارسالا وكان منهم من صلى العصر في الطريق وقالوا لم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك صلاة انما اراد تعجيل السير وكان منهم من لم يصلي حتى غربت الشمس ووصل الى بني قريظة ولم يعنف صلى الله عليه وسلم واحدا من الفريقين. قال ابن حزم وهؤلاء هم المصيبون واولئك مخطئون مأجورون وعلم الله لو كنا هناك لم نصلي العصر الا في بني قريظة ولو بعد ايام. قلت اما ابن حزم فانه معذور لانه من كبار الظاهرية. ولا يمكنه العدول عن هذا النص. ولكن في ترجيح احد هذين الفعلين على الاخر نظر وذلك انه صلى الله عليه وسلم لم يعنف احدا من الفريقين. فمن يقول بتصويب كل مجتهد فكل منهما مصيب ولا ترجيح. ومن يقول بان المصيب واحد وهو الحق لا شك فيه ولا مرية لدلائل من الكتاب والسنة كثيرة فلابد على قوله من من ان احد الفريقين له اجران باصابة الحق وللفريق الاخر اجر فنقول وبالله التوفيق الذين صلوا العصر في وقتها حازوا قصب السبق لانهم امتثلوا امره صلى الله عليه وسلم في المبادرة الى الجهاد وفعل الصلاة في وقتها ولا سيما صلاة العصر التي اكد الله سبحانه المحافظة عليها في كتابه بقوله تعالى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وهي العصر على الصحيح المقطوع به ان شاء الله من بضعة عشر قولا والتي جاءت السنة بالمحافظة عليها فان قيل كان تأخير الصلاة الجهاد حينئذ جائزا كما انه صلى الله عليه وسلم اخر العصر والمغرب يوم الخندق واشتغل بالجهاد والظهر وايضا كما جاء في حديث في حديث رواه النسائي من طريقين. فالجواب انه بتقدير تسليم هذا وانه لم يتركها يومئذ نسيانا فقد تأسف على ذلك. حيث يقول لما قال له عمر لما قال له عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله ما كدت اصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب فقال والله ما صليتها وهذا يشعر بانه صلى الله عليه وسلم كان ناسيا لها لما هو فيه من الشغل. كما جاء في الصحيحين عن علي رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاحزاب شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا. والحاصل ان الذين صلوا العصر في الطريق جمعوا بين الادلة. وفهموا فلهم الاجر مرتين فلهم الاجر مرتين والاخرين حافظوا على امره الخاص فلهم الاجر رضي الله عن جميعهم وارضاهم. نعم. ثم عقد الامام بن كثير رحمه الله تعالى هذا الفصل في ذكر غزوة بني قريظة وهذه الغزوة كما علمنا كانت على اثر آآ غزوة الاحزاب وهذه الغزوة هي غزو الطائفة الثالثة من طوائف اليهود التي بالمدينة. ولما قدم المدينة صلوات الله وسلامه عليه كان فيها ثلاث طوائف من اليهود وهم بنو قينقاع وبنو النظير وبنو قريظة كان بينه آآ وبينهم لما وصل الى المدينة عهد ولكنهم اه نقضوا هذا العهد. فاما يهود بني قينقاع فنقظوه على اثر غزوة بدر فقاتلهم عليه الصلاة والسلام بعدها وبنوا النظير ناقضوه بعد غزوة احد فقاتلهم النبي عليه الصلاة والسلام واجلاهم بعدها ويهود بني قريظة نقضوا عهدهم في غزوة الاحزاب فقاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم بعدهم وكان هؤلاء الذين هم يهود بنو قريظة اشد هؤلاء اليهود كفرا وعنادا وتكذيبا للرسول عليه الصلاة والسلام وبغضا له ولدينه ومعاندة للحق الذي جاء به صلوات الله وسلامه عليه ولهذا فعل بهم صلوات الله وسلامه عليه اي ما لم يفعله بالطائفتين الاوليين. الذين هم بنو اه قينقاع وبنوا النظير قال الحافظ ابن كثير فنهض صلى الله عليه وسلم من وقته اليهم اي الى آآ الى اليهود يهود بني قريظة وامر المسلمين الا يصلي احد صلاة العصر وقد كان دخل وقتها الا في بني قريظة الا في بني قريظة ومراده عليه الصلاة والسلام اه اه حث الجميع على الاسراع والمبادرة الى الذهاب الى بني قريظة لا يصلين احد العصر الا في بني قريظة المراد من ذلك حث الجميع على الاسراع وان يبادروا ويسارعوا الى الوصول الى بني قريظة بحيث يدركوا صلاة العصر هناك قال فراح المسلمون ارسالا يعني انطلقوا جماعات كل يجمع نفسه ويهيئ نفسه يهيئ سلاحه يهيئ كذا وانطلقوا وهذا فيه سرعة المبادرة مبادرة الصحابة رضي الله عنهم مع ما كانوا عليه من جهد واعياء ومشقة وتعب الا انهم لم يبالوا بشيء من ذلك وسارعوا مستجيبين لامر النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال فراح المسلمون ارسالا وكان منهم من صلى العصر في الطريق وقالوا لم يرد منا رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الصلاة انما اراد تعجيل السير وكان منهم من لم يصلي حتى غربت الشمس من لم يصلي حتى غربت الشمس لانه آآ اخذوا قوله لا يصلين احد العصر الا في بني قريظة اه اخذوا ظاهر الحديث بان تكون الصلاة في بني قريظة. ان تكون الصلاة في بني قريظة سواء خرج الوقت او لم يخرج الوقت لا تصلي العصر الا في بني قريظة سواء خرج الوقت او لم يخرج الوقت وحملوا ذلك على انهم في حال معركة وان لها وظع اصل اه استمروا وغربت الشمس ولم يصلوا العصر الا هناك. ومنهم من صلى العصر في الطريق وقالوا انما قصد النبي عليه الصلاة والسلام المسارعة انما قصد المسارعة واما العصر فتصلى في وقتها فكانوا يعني في في هذه المسألة على قولين منهم من رأى ان تصلي العصر في الطريق وفهم ان المقصود المسارعة ومنهم من اه قال انما المطلوب ان نصلي العصر سواء خرج وقتها او لم يخرج في بني قريظة كما امر صلوات الله وسلامه عليه. فلما وصلوا الى بني قريظة وهم على قولين في هذه المسألة منهم من صلى في الطريق ومنهم من لم يصلي الا في بني قريظة لم يعنف واحدا من الفريقين لم يعنف واحدا من الفريقين قال ابن حزم وهؤلاء هم المصيبون. يقصد الذين صلوا العصر في بني قريظة بعد خروج الوقت الذين صلوا العصر في بني قريظة بعد خروج الوقت قال وهؤلاء هم المصيبون واولئك مخطئون مأجورون. يعني الذين صلوا في الطريق يقول مخطئون مأجرون وعلم الله ان لو كنا هناك لم نصلي العصر الا في بني قريظة ولو بعد ايام يعني ولو كان طال الوقت لمدة ايام لا نصليها الا في بني قريظة قلت يقول ابن كثير رحمه الله اما ابن حزم فانه معذور لانه من كبراء الظاهرية من كبراء الظاهرية ولا يمكنه العدول عن هذا النص ولكن في ترجيح احد هذين الفعلين على الاخر نظر لان النبي عليه الصلاة والسلام لم يعنف الفريقين فمن يقول بتصويب كل مجتهد فكل منهما مصيب ولا ترجيح بناء على انه عليه الصلاة والسلام لم يعنف احد الفريقين قال ومن يقول بان المصيبة واحد وهو الحق الذي لا شك فيه ولا مرية لدلائل من الكتاب والسنة كثيرة فلا بد على قوله من ان احد الفريقين له اجران باصابة الحق وللفريق الاخر اجر واحد وخطأه مغفور لاجتهاده ثم بين رحمه الله تعالى ان الراجح من القولين هو فعل الذين صلوا في الطريق صلوا العصر في وقتها صلوا العصر في وقتها وقالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم انما اراد المسارعة قال فنقول وبالله التوفيق الذين صلوا العصر في وقتها حازوا قصب السبق لانهم امتثلوا امرهم في المبادرة الى الجهاد وفعل الصلاة في وقتها فجمعوا بين امتثال امرين له عليه الصلاة والسلام الاول المسارعة للجهاد وهذا كان مقصودا لا يصلين احد العصر الا في بني قريظة اي المسارعة على الجهاد. وامتثلوا امره في الصلاة لوقتها لان النبي عليه الصلاة والسلام امر بان تصلي الصلاة لوقتها فجمع هؤلاء بين هذين الامرين ولا سيما صلاة العصر التي اكد الله سبحانه وتعالى المحافظة عليها في كتابه بقوله حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وهي العصر على الصحيح المقطوع به ان شاء الله من بضعة عشر قولا لان الاقوال في الصلاة الوسطى تصل الى بضعة عشر قولا قال والتي جاءت السنة بالمحافظة عليها والحديث مخرج في الصحيحين لا يصلين احد العصر الا في بني قريظة ولفظ البخاري العصر ولفظ مسلم الظهر لا يصلين احد الظهر الا في بني قريظة والاسناد عند مسلم هو نفس اسناد الامام البخاري لكنه قال الظهر بدل العصر يقول الحافظ ابن حجر في الفتح واما اصحاب المغازي فاتفقوا على انها العصر فاتفقوا على انها العصر. ولهذا بعضهم تأخرت عليه صلاة العصر فلم يصلها في بني قريظة الا بعد غروب الشمس قال فان قيل كان تأخير الصلاة للجهاد حينئذ جائزا كان تأخير الصلاة حينئذ للجهاد جائزا بدليل ماذا؟ قال كما انه صلى الله عليه وسلم اخر العصر والمغرب يوم الخندق لشغل الجهاد والظهر ايضا كما جاء في حديث رواه النسائي من طريقين. والحديث مر معنا في صفحة ستين في كتاب الفصول عند المصنف رحمه الله قال فالجواب انه بتقدير تسليم هذا وانه لم يتركها يومئذ نسيانا فقد تأسف على ذلك يعني على هذا الامر الذي حصل حيث يقول لما قال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله ما كدت اصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب. قال فوالله ما صليتها قال ذلك عليه الصلاة والسلام تأسفا على هذا الامر. قال وهذا مشعر بانه صلى الله عليه وسلم كان ناسيا لها لما هو فيه من الشغل كما جاء في الصحيحين عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاحزاب شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله اجوافهم وقبورهم نارا. الشاهد من قوله شغلونا قال ابن كثير والحاصل اي خلاصة القول ان الذين صلوا العصر في الطريق جمعوا بين الادلة الادلة اي الادلة التي هي الحث على المسارعة للجهاد لا يصلين احد العصر الا في بني قريظة والادلة الاخرى التي فيها الامر بالصلاة لوقتها وفهموا المعنى فلهم الاجر مرتين اجرى الاجتهاد واجر الاصابة والاخرون حافظوا على امره الخاص فلهم الاجر رضي الله عنهم جميعا وارضاهم نحو هذا التقرير والاستدلال ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد. نعم واعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية علي ابن ابي طالب رضي الله عنه واستخلف على المدينة ابن ام مكتوم ونازل حصون بني قريظة وحصرهم خمسا وعشرين ليلة. وعرض عليهم سيدهم كعب بن اسد ثلاث خصال. اما ان ويدخل مع محمد في دينه. واما ان يقتلوا زواريهم وعرض عليهم سيدهم كعب بن اسد ثلاث ايصال اما ان يسلموا ويدخلوا مع محمد في دينه واما ان يقتلوا ذواريهم ويخرجوا جرائد جرائد فيقاتلوا حتى يقتل عن اخرهم او يخلص فيصيب بعض الاولاد والنساء. واما ان يهجموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه يوم سبت. حين يأمن المسلمون شرهم. فابوا عليه واحدة منهن. نعم. قال رحمه الله تعالى واعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية والراية كما عرفنا سابقا علم الجيش اه اعطى الراية علي ابن ابي طالب رضي الله عنه. واستخلف على المدينة ابن ام مكتوم رظي الله عنه ونازل حصون بني قريظة وحاصرهم خمسا وعشرين ليلة وحاصرهم خمسا وعشرين ليلة وهي مدة تقرب من المدة التي حوصر فيها اه المسلمون في المدينة ورجعت تلك الجيوش خائبة خاسرة اه لما اه ينالوا خيرا وكفى الله سبحانه وتعالى المؤمنين القتال فحاصرهم عليه الصلاة والسلام خمسا وعشرين ليلة في اثناء الحصار عرض عليهم سيدهم كعب بن اسد ثلاث خصال ولم يستجيبوا له في شيء منها قال لهم اما ان تسلموا وتدخلوا مع محمد في دينه. اما ان تسلموا وتدخلوا مع محمد في دينه فرفضوا اه منه هذا العرظ. وقال لهم انتم تعلمون انه جاء في اه كتابكم ما يدل على صدق ما جاء به. فاما ان تسلموا وتدخلوا مع محمد في دينه فابوا ذلك الخيار الثاني قال واما ان تقتلوا اه النساء والذرية ان تقتلوا النساء والذرية يعني يقتلوا نساء انفسهم وذريتهم ويخرج جرائد يعني مجرد المجرد من اه يخرج جرائد اي مجردين من الاموال والمتاع تخرج جرائد يعني يقال خرج جريدة او خرج نصلة يعني ليس معه متاع ولا معه شيء جرائد ويخرج جرائد فيقاتلوا حتى يقتلوا عن اخرهم. يعني تقاتل حتى تقتل عن اخركم او اه تخلص فيصيب بعض فتصيب بعض الاولاد والنساء. يعني تقتلون الان الاولاد والنساء وتدخلون معهم في معركة وانتم بين امرين اما انكم تقتلوا جميعا فان قتلتم لا يكون وراءكم اولاد وذرية تكون بايدي المسلمين واما ان تنتصروا عليهم فاذا انتصرتم عليهم اتخذوا فيما بعد نساء وذرية اتخذوا فيما بعد النساء والذرية فهذا الخيار الثاني ايضا قوبل من قومه بالرفض الخيار الثالث قال اما ان تهجموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه يوم سبت ومعروف عنهم انهم يوم السبت لا يقومون به بقتال ومر معنا قريبا انهم قالوا للمشركين اليوم يوم سبت لا نقاتل فيه اليوم يوم سبت لا نقاتل فيه ولكن هنا ايظا عرظ عليهم ان يقاتلوا في يوم سبت حين يأمن المسلمون شرهم لان المسلمون يعرفون عنهم انه في يوم السبت لا يقاتلون فيه فابوا عليه واحدة منهن يعني جميع هذه الخيارات الثلاثة قوبلت بالرفض نعم. وكان قد دخل معهم في الحصن ابن اخطب حين انصرفت قريش لانه كان اعطاهم عهدا بذلك حتى نقضوا العهد وجعلوا يسبون رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم ويسمعون اصحابه ذلك. فاراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يخاطبهم. فقال له علي رضي الله عنه لا تقرب منهم يا رسول الله خشية ان يسمع منهم شيئا فقال لو قد رأوني لم يقولوا شيئا فلما رأوه لم يستطع منهم احد ان يتكلم بشيء قال وقد كان دخل معهم في الحصن حيي ابن اخطب وهو من يهود بني النظير. وهو الذي آآ تسبب لهم في آآ هذا الاشكال ونقض العهد واحتال على سيدهم كعب واخذ يغريه حتى وافق على نقض العهد وقال له حيي ابن اخطب قال له لو حصل ان المشركين انهزموا انا ادخل معكم في آآ الحصن واكون معكم في الحصار لو حصل حصار من المشركين لكم فالتزم آآ ما وعدهم به وجاء ودخل معهم دخل معهم في حصونهم. هذا قول ابن كثير وقد دخل معهم في الحصن حيي بن اخطب وهو من يهود بني النظير. حين انصرفت قريش لانه وقد كان اعطاهم عهدا بذلك اعطاهم عهدا بذلك لانه لما اغرى كعب بهذا الامر الذي هو نقض العهد عاهده ان يدخل معهم لو آآ انسحبت قريش ان يدخل معهم في حصونهم قال حتى نقضوا العهد وجعلوا يسبون رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمعون اصحابه ذلك فاراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يخاطبهم فقال له علي رضي الله عنه لا تقرب منهم يا رسول الله خشية ان يسمع منهم شيئا حتى لا يريدون ان يسمع النبي عليه الصلاة والسلام شيئا من سبابهم وشتائمهم فقال اه عليه الصلاة والسلام لو قد رأوني لم يقولوا شيئا لو قد رأوني لم يقولوا شيئا فلما رأوه لم يستطع احد منهم ان يتكلم بشيء. لم يستطع احد منهم ان يتكلم بشيء ثم بعث اليهم صلوات الله وسلامه عليه ابا لبابة الاوسي رضي الله عنه ونواصل الحديث عن ذلك في لقاء غد باذن الله سبحانه وتعالى ونسأل الله عز وجل الكريم ان يتقبل منا جميعا بقبول حسن وان يمن علينا بالعلم النافع والعمل الصالح وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا شأننا كله والا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك