بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد. فيقول الامام الحافظ ابو الفدا اسماعيل ابن عمر ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم قال ثم وبعث صلى الله عليه وسلم ابا لبابة ابن عبد المنذر الاوسي. وكانوا حلفاء الاوس. فلما رأوه قاموا في يبكون رجالهم ونسائهم وقالوا يا ابا لبابة كيف ترى لنا اننزل على حكم محمد قال نعم فاشار بيده الى حلقه يعني انه الذبح ثم ندم على هذه الكلمة من وقته فقام مسرعا فلم ويرجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاء مسجد المدينة فربط نفسه بسارية المسجد وحلف لا كله الا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده. وانه لا يدخل ارض بني قريظة ابدا. فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك قال دعوه حتى يتوب الله عليه. وكان من امره ما كان حتى تاب الله عليه رضي الله عنه. نعم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد لا زلنا الفصل المتعلق بغزوة بني قريظة. وهي الغزوة التي وقعت على اثر غزوة احزاب وذلك ان هذه الطائفة من اليهود نقضوا عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تحزب الاحزاب وتجمهروا حول المدينة لمقاتلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي هذا ففي هذه الاثناء نقضت يهود بني قريظة عهدهم مع رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ومالؤوا الكفار على مقاتلة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه فكان من شأن نبينا عليه الصلاة والسلام لما من الله عز وجل عليه بتفرق الاحزاب ورجوعهم خاسرين ورد الله عز وجل كيدهم في نحورهم وكفى الله سبحانه وتعالى المؤمنين القتال لما يسر الله له ذلك توجه صلوات الله وسلامه عليه الى بني قريظة في ناحيتهم في المدينة لغزوهم ومحاصرتهم جزاء نقضهم لعهدهم مع رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. اسوة باخوانهم بني قينقاع وبني النظير الذين نقضوا عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذاقوا وبال امرهم يقول المصنف رحمه الله في اثناء حديثه عن هذه الغزوة بعد ان حاصرهم صلوات الله وسلامه عليه واستمر الحصار خمسا وعشرين يوما قال ثم بعث اليهم ابا لبابة ابن عبد المنذر الاوسي الانصاري رضي الله عنه وكان وكانوا حلفاء الاوس اي كان هؤلاء اليهود يهود بني قريظة حلفاء الاوس كما ان بني بني النظير كانوا حلفاء الخزرج وقد مر معنا ذلك. قال وكانوا حلفاء الاوس بني قريظة فلما رأوه قاموا في وجهي يبكون لما رأوه يعني لما رأوا ابا لبابة رضي الله عنه قاموا في وجهه يبكون اي يستعطفونه يسترحمونه ويطلبون منه ان يذكر لهم المخلص والمخرج من هذا المأزق الذي هم فيه فقاموا في وجهه يبكون رجالهم ونسائهم وقالوا يا ابا لبابة وقالوا يا ابا لبابة كيف ترى لنا؟ يعني ما المخرج؟ ما المخلص فانزل آآ اننزل على حكم محمد؟ كيف ترى لنا؟ اننزل على حكم محمد فقال نعم قال نعم ثم اشار رضي الله عنه بيده الى حلقه يعني انه الذبح فقال نعم وجاء في في بعض الروايات انه رفع صوته بها نعم يعني انزلوا الى حكم النبي عليه الصلاة والسلام لكن اشارة اليد الى الحلق فيها تنبيه لهم الى ان حكم النبي صلى الله عليه وسلم فيكم هو الذبح فهذه الاشارة اه تختلف نوعا ما عن ما نطق به حيث قال رضي الله عنه نعم وفي حينها ندم في حينها ندم يعني اخذته عاطفة وهم يبكون اجهس امامه بالبكاء الرجال والنساء قالوا ماذا ترى لنا؟ ننزل على محمد صلى الله عليه وسلم؟ فقال نعم يعني اه تنزلون على حكمه لكن اشار بيده تنبيها لهم انه حكمه الذبح اشار بيده ان حكمه الذبح وفور الندم على هذه الكلمة التي قالها وذكر لهم آآ سر رسول الله صلى الله عليه وسلم او ما خصهم بذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتجه رأسا الى المسجد النبوي نادما تائبا اه متأسفا على هذه الغلطة التي اه وقع فيها واتجه الى سارية من سواري المسجد وربط نفسه بها وربط نفسه بها وقال حلف ان لا يحل هذا الرباط الا ان يحله رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ما كان وقت الصلاة وقضاء الحاجة فيأتي بعض اهله فيحلون الرباط عنه ليقضي حاجته او يحلون عنه ليؤدي فرض الله سبحانه وتعالى وبقي على هذا وحلف انه لا يحل هذا الرباط الا ان يحله رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك عن ندم وتوبة وتأسف على ما حصل منه حيث قال لهم نعم واشار بيده ان فان حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم الذبح قال لا يحله الا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده. وايضا حلف الا يدخل ارض بني قريظة ابدا وهذا يستفاد منه مثل ما يستفاد من حديث الرجل الذي آآ قتل تسعة وتسعين نفسا ثم المئة براهب سأله فقال له ليس لك توبة. فسأل عالما قال هل لي من توبة؟ قال نعم. وما الذي يحول بينك وبينه؟ اذهب الى ارض كذا وكذا فان فيها قوما يعبدون الله فاعبد الله معهم فاخذ اهل العلم من هذا الحديث ان الانسان اذا وقع في في خطأ في مكان فمن المناسب توبة له من هذا الخطأ ان يبتعد عن مكان الخطأ. فحلف الا يدخل هذا المكان يعني حلف رضي الله عنها الا يدخل هذا المكان الذي وقع منه اه فيه هذا الخطأ قال وانه لا يدخل ارض بني قريظة ابدا لا يدخل ارض بني قريظة ابدا لانه وقع فيه منه وقع في هذا المكان منه رظي الله عنه اه هذا الذي ندم عليه وتاب منه رضي الله عنه وارضاه فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك قال دعوه حتى يتوب الله عليه. دعوه حتى يتوب الله عليه فكان من امره ما كان الى ان تاب الله عليه وعرفت هذه السارية فيما بعد بسارية التوبة او بسارية ابي لبابة رضي الله عنه بسارية التوبة او بسارية ابي لبابة رضي الله عنه. ولا اعرف في نصوص الشرع وفي المأثور عن سلف الامة تخصيص هذه السارية بعبادة معينة او او ان تقصد بطاعة معينة. او ان تخص بان يذهب اليها الانسان توبته الى الله عند هذه السارية او يصلي عندها صلاة تسمى التوبة او نحو ذلك كل ذلكم لا اعلم له اصلا في سنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ولا في المأثور عن السلف الصالح رظي الله عنهم وارضاهم وانما ذهب ابو لبابة رضي الله عنه على اثر هذا الخطأ الذي وقع منه الى سارية من سواري المسجد وربط نفسه فيها وحلف الا يفك هذا الرباط الى ان يتوب الله سبحانه وتعالى عليه ويحل الرباط رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ان تخص هذه السارية بعبادة معينة او صلاة معينة او دعاء معين يقال عنده فهذا ما لا اصل له آآ في هدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه فلا يغتر ببعض الكتب التي آآ تكتب في تخصيص بعض الامكنة ببعض الادعية او بعض العبادات ولا يكون على ذلك دليل اه واضح من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه ولا ايضا في المأثور من افعال السلف الصالح رظي الله عنهم وارظاهم نعم قال ثم ان بني قريظة نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسلم ليلة اذن ثعلبة واسيد ابنا سعية واسد بن عبيد وهم نفر من بني هدل بن من بني هدل من بني عمي قريظة والنظير وخرج في تلك الليلة عمرو بن سعداء القرضي فانطلق فلم يعلم اين ذهب وكان قد ابى الدخول معهم في نقض العهد ولما نزلوا على حكمه صلى الله عليه وسلم قالت الاوس يا رسول الله قد فعلت في بني قينقاع ما قد علمت وهم حلفاء اخوتنا وهؤلاء موالينا فقال الا ترضون ان يحكم فيهم رجل منكم؟ قالوا بلى قال فذاك الى سعد ابن معاذ وكان سعد اذ ذاك قد اصابه جرح في اكحله. وقد ظرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب فبعث اليه صلى الله عليه وسلم فجيء به وقد وطأوا له على حمار واخوته من الاوس له محيطون به وهم يقولون يا ابا عمر احسن في مواليك. فلما اكثروا عليه قال لقد ان لسعد الا تأخذه في الله لومة لائم. فرجع رجال من قومه الى بني عبد الاشهل فنعوا اليهم بني قريظة. فلما دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قوموا الى سيدكم فقام اليه المسلمون فقالوا يا سعد قد ولاك رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم في بني قريظة فقال عليكم بذلك عهد الله وميثاقه ان الحكم فيهم كما حكمت قالوا نعم قال وعلى من ها هنا واشار الى الناحية التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معرض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اجلالا له. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم. فقال سعد اني احكم فيهم ان يقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة ارقعة. فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقتل من انبت منهم. ومن لم يكن انبت ترك فضرب اعناقهم في خنادق حفرت في سوق المدينة اليوم. وكانوا ما بين الستمائة الى السبعمائة وقيل ما بين السبع مئة الى الثمان مئة. ولم يقتل من النساء احدا سوى امرأة واحدة. وهي بنانة امرأة الحكم القرظي لان كان اطرحت على رأس سويد ابن الصامت ضحى فقتلته لعنها الله. وقسم اموال بني على المسلمين للراجل سهم وللفارس ثلاثة اسهم. وكان في المسلمين يومئذ ستة وثلاثون فارسا ثم قال رحمه الله تعالى ثم ان بني قريظة نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم. نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم اي بعد هذا الحصار الذي آآ دام هذه المدة خمسا وعشرين ليلة فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسلم ليلة اذ اه ثلاثة وهم ثعلبة واسيد ابن سعية واسد ابن عبيد وهم نفر من بني هدل من بني عم قريظة والنظير وايضا خرج منهم رجل وهو عمرو بن سعد القرضي فانطلق ولا يعلم الى اين ذهب وكان قد ابت الدخول معهم في نقض العهد لما اعلنوا نقضهم للعهد اعلن اباءه وامتناعه عن النقض لعهد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. ولما نزلوا على حكمه صلى الله عليه وسلم قالت الاوس رضي الله عنهم وارضاهم يا رسول الله قد فعلت في بني قينقاع ما قد علمت. قد فعلت في بني قينقاع ما قد علمت اي انه لما الح عليه عبدالله آآ ابن ابي في اه في شأنهم لما الح عليه في شأنهم اه قبل اه شفاعته فيهم فاذن لهم في اه الجلاء من المدينة دون ان يقتلوا ولا يأخذوا معهم الا ما يحمله البعير دون السلاح والعتاد الذي يستعمل في الحرب فهذا الذي كان من النبي عليه الصلاة والسلام بشأن بني قينقاع لما الح عليه عبد الله ابن ابي في شأنهم وكانوا حلفاء للخزرج. فالاوس اه طالبوا اه لانفسهم مثل ما حصل للخزرج حيث شفع من احدهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن بني في شأن يهودي بين قينقاع وهم من حلفاء الخزرج. فقالوا آآ فقد فعلت في بني قينقاع ما ما قد علمت وهم حلفاء اخوتنا الخزرج وهم حلفاء اخوتنا الخزرج وهؤلاء موالينا يعني يهود اه بني قريظة موالينا فقال الا ترضون ان يحكم فيهم رجل منكم الا ترضون ان يحكم فيهم رجلا منكم اه اي من اه الاوس؟ قالوا بلى قال فذاك الى سعد ابن معاذ فذاك الى سعد ابن معاذ وكان سعد رضي الله عنه لما كانوا حول الخندق يحمون اه المدينة من الاحزاب اصابه سهم اصابهم سهم في اكحله رضي الله عنه والاكحل عرق في وسط الذراع وهو يعني عرق قاتل فاصابه سهم رضي الله عنه في اكحله فجرح في الاكحل وضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب. وهذا ايضا من عناية النبي عليه الصلاة والسلام العظيمة بصحبه الكرام رظي الله عنهم وارظاهم فبعث اليه صلى الله عليه وسلم فجيء به وقد وطأوا له على حمار. وقد وطؤوا له على حمار. وكان لقد سأل الله سبحانه وتعالى آآ الا يميت حتى يقر عينه في هؤلاء الذين هم يهود بني قريظة فجيء به وقد وطؤوا له على حمار يعني وضعوا له مكانا وطيئا وسهلا ومريحا لان الرجل مصاب وجيء به الى النبي عليه الصلاة والسلام واخوته من الاوس محيطون به يعني يستعطفونه تجاه هؤلاء في حكمه عليهم وهم يقولون يا ابا عمر احسن في مواليك فلما اكثروا فيه فلما اكثروا عليه لقد قال لقد ان لسعد الا تأخذه في الله لومة لائم. لقد ان لسعد الا تأخذه في الله لومة تلائم فرجع رجال من قومه الى بني عبد الاشهل فنعوا اليهم بني قريظة. عرفوا انه سيحكم عليهم بالقتل فلما دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قوموا الى سيدكم قال قوموا الى سيدكم والسيادة هنا الرئاسة والامرة التي كانت له عليهم اه رضي الله عنهم وارضاهم اه رضي الله عنه وارضاه فقال قوموا الى سيدكم وهذا القيام قيام للمعاونة والمساعدة اه انزاله من اه المكان الذي هو راكب عليه على الحمار فهذا القيام لا بأس به ومثله ايضا القيام للشخص لمعانقته او لمصافة لمصافحته او للترحيب به وادخاله الى المكان المناسب طب للبيت كل ذلكم اه اه كل ذلكم اه لا بأس به اذا كان لهذا القصد اما القيام الذي هو للتعظيم المجرد دون ان يكون هناك قصد مثل هذا القصد الذي هو القيام اليه لمعاونته او القيام اليه الترحيب به وادخاله للمكان المناسب في الظيافة والمكان المعد له في البيت او نحو ذلك هذا كله لا بأس به ولا حرج قال قوموا الى سيدكم فقام اليه المسلمون. فقالوا يا سعد قد ولاك رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم في بني قريظة قال عليكم بذلك عهد الله وميثاقه ان احكم فيهم كما حكمت ان احكم فيهم كما حكمت يعني ان انصف في الحكم واعدل والا اجور في حكم مع هؤلاء ولا تأخذني في حكمهم آآ في الحكم عليهم لومة لائم قال وعلى من قالوا نعم قال قال وعلى من ها هنا واشار الى الناحية التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معرض عنه اي سعد يشير الى جهة الرسول عليه الصلاة والسلام وهو معرظ عنه احتراما له صلوات الله وسلامه عليه واجلالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فقال وسعد اني احكم فيهم ان تقتل مقاتلتهم ان تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم تقتل المقاتلة وتسبى الدراري والنبي عليه الصلاة والسلام لما حكم بهذا الحكم قال لقد حكمت فيهم بحكم الله لقد حكمت فيهم بحكم الله. قول النبي عليه الصلاة والسلام لقد حكمت فيهم بحكم الله يعلم منه ان هذا الحكم الذي حكم به سعد ونفذ هو حكم الله فلا يجوز لمسلم ان يعترض على حكم الله سبحانه وتعالى فهذا حكم الله فيهم وهو حكم عدل فهو مستحقون لهذا الحكم تمام الاستحقاق وجديرون بان ينزل بهم هذا الحكم لانهم اعداء ومن اشد اليهود عداوة لله ولرسوله وللمسلمين الفعلة التي فعلوها هي من اشنع الافعال وافظعها لان بينهم وبين المسلمين عهد ان يتناصروا وان ينصروا المسلمين وان لا يخذلوهم ثم لما يكون المسلمون في هذه آآ الوقعة وهذا الجمع الكبير الذي احتشدوا لاستئصال المسلمين والقضاء عليهم في هذه الاثناء من الوراء ينقضون عهدهم للمسلمين ويتحالفون مع اليهود وهذا جرم فظيع ولولا لطف الله سبحانه وتعالى بعباده المؤمنين والا تكون كارثة عظيمة قال لي المشركون من الامام وهؤلاء ينهبون المسلمين من الوراء لكن لطاف الله سبحانه وتعالى بعباده ونصرهم وايدهم بتأييد منه سبحانه ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال انزل الله سبحانه وتعالى نصرا من عنده والا تكون كارثة عظيمة جدا بنقض هؤلاء العهد آآ الذي كان بينهم وبين المسلمين على النصرة تكون كارثة عظيمة جدا. فالحكم في هؤلاء ان تقتل مقاتلتهم هذا حكم عادل وهو حكم الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات. ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لسعد لقد حكمت فيهم بحكم من فوق سبعة ارقعة اي سبع سماوات. فوق سبع سماوات وهذا ايضا فيه اثبات علو الله. على عرشه المجيد وانه سبحانه وتعالى علي على عرشه مستو عليه بائن من خلقه تبارك وتعالى فقال عليه الصلاة والسلام لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سبعة ارقعة اي سبعة سماوات كما جاء في بهذا اللفظ في بعض روايات الحديث وابن القيم رحمه الله يقول في كتابه الزاد واما قريظة فكانت اشد اليهود عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم واغلظه واغلظهم كفرا ولذلك جرى عليهم ما لم يجري على اخوانهم اخوانهم بنو آآ قينقاع وبنو النظير الذي حصل لهم الاجلاء فقط من المدينة لكن هؤلاء قتلت المقاتلة منهم لان اغلظ كفرا واشد عداوة وجرمهم اعظم جرما من سابقيهم وعندما تعقد مقارنة بين جرم هؤلاء وجرم الطوائف الاخرى التي سبقتهم لنقض العهد تجد ان جرم هؤلاء افظع الامر الذي قاموا به اه اشد ظرر على المسلمين لولا ان الله سبحانه وتعالى لطف العباد وانزل عليهم سبحانه وتعالى نصرا من عنده. فبادر النبي عليه الصلاة والسلام الى تنفيذ الحكم وهو قتل المقاتلة. قتل آآ المقاتلة من هؤلاء فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقتل من انبت منهم من انبت منهم اي من خرج من من نعم نبت له شعر العانة من انبت له اه يعني من نبت له شعر العانة وهو الشعر الذي حول الذكر وهذا علامة على البلوغ هذا علامة على البلوغ فامر عليه الصلاة والسلام ان يقتل من انبت منهم ومن لم يكن انبت ترك ومن لم يكن انبت ترك ولهذا جاء في سنن ابي داوود وسنن الترمذي عن عبد الملك ابن عمير القرظي عن عبد الملك ابن عمير القرظي قال عرظنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة فكان من انبت قتل ومن لم ينبت خلي سبيله فكنت ممن لم ينبت فخلي سبيلي. فكنت ممن لم ينبت قل لي سبيلي قال ومن لم يكن انبت ترك فضرب آآ اعناقهم في خنادق حفرت في سوق المدينة اليوم. وكانوا ما بين الست مئة الى السبع مئة وقيل ما بين السبع مئة الى الثمان مئة وهذا الحكم الذي نفذ فيهم هو حكم عادل يستحقونه. وهو حكم الله سبحانه وتعالى. حكم عدل لا ظلم فيه ولا جور وهو حكم الله سبحانه وتعالى وهم يستحقونه لان الجريمة التي اه فعلها هؤلاء جريمة فظيعة جدا ولولا لطف الله سبحانه وتعالى لحصل المسلمين امر اخر لكن الله سبحانه وتعالى سلم ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال قال ولم يقتل من النساء احدا. لم يقتل من النساء اي من نساء بني قريظة احدا سوى امرأة واحدة وهي بنانة امرأة حكم القرظي لماذا؟ قال لانها كانت طرحت على رأس سويد ابن الصامت كذا في الفصول والصواب خلاج ابن سويد كما في البداية والنهاية وكتب السيرة طرحت عليه رحم فقتلته لعنها الله فهذه آآ الواحدة من نساء هي التي امر بها صلى الله عليه وسلم اه تقتل لقتلها هذا الصحابي حيث طرحت عليه رحى فقتلته. وقسم اموال بني قريظة على المسلمين للراجل اي الذي جاء على قدميه سهم وللفارس ثلاثة اسهم. وكان في المسلمين يومئذ ستة وثلاثون فارسا. نعم ولما فرغ منهم استجاب الله دعوة العبد الصالح سعد ابن معاذ وذلك انه لما اصابه الجرح قال اللهم ان كنت ابقيت من حرب قريش شيئا فابقني لها وان كنت رفعت الحرب بيننا وبينهم فافجرها ولا تمتني حتى من بني قريظة وكان صلى الله عليه وسلم قد حسم جرحه فانفجر عليه فمات منه رضي الله عنه وشيعه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون. وهو الذي اهتز له عرش الرحمن فرحا بقدوم بقدوم روحه رضي الله عنه وارضاه وقد استشهد يوم الخندق ويوم قريظة نحو العشرة رضي الله عنهم امين. قال ولما منهم يعني عليه الصلاة والسلام من قتل هؤلاء المقاتلة منهم واقر الله سبحانه وتعالى عيونا اه المؤمنين بهؤلاء العتات المجرمين اه نقضت العهد اعداء الله واعداء دينه واعداء رسوله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ منهم استجاب الله دعوة العبد الصالح سعد ابن معاذ آآ رضي الله عنه وارضاه سيد الاوس وذلك انه حين اصابه الجرح الذي كان اصابه في غزوة الاحزاب في اكحله قال اللهم ان كنت دعا بهذه الدعوة والحديث في الصحيحين قال اللهم ان كنت ابقيت من حرب قريش شيئا فابق لي لها فأبقني لها وان كنت رفعت الحرب بيننا وبينهم فافجرها. يعني افجر هذا الجرح آآ ليموت شهيدا في سبيل الله بهذه الاصابة التي اصابته في غزوة الاحزاب. ولا تمتني حتى تشفيني من بني قريظة ولا تمتني حتى تشفيني من بني قريظة اي اه اه سأل الله عز وجل ان يبقيه تتقر عينه في هؤلاء اليهود الذين نقضوا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تمتني حتى تشفيني من بني قريظة قال وكان صلى الله عليه وسلم قد حسم جرحه اي بالكي لئلا يسيل الدم ويتوقف من مكانه فانفجر عليه يعني بعد ان تم الامر في بني قريظة وقرت عينه رظي الله عنه بما رآه فانفجر عليه فمات منه رضي الله عنه. ولهذا هو يعد رضي الله عنه في شهداء غزوة الاحزاب. ولهذا هو معدود في شهداء غزوة الاحزاب وهم ثمانية من اصحاب الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال وشيعه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون قال وهو الذي اهتز له عرش الرحمن فرحا بقدوم روحه رضي الله عنه وارضاه وهذي منقبة من مناقب هذا الصحابي الجليل رظي الله عنه وارظاه لما مات اهتز لموته عرش الرحمن فرحا بقدومه وهذا فيه اثبات العرش وانه مخلوق من مخلوقات الله اه العظيمة والنبي عليه الصلاة والسلام اثبت له في هذا الحديث الصحيح اهتزازا اهتز لموت سعد ابن معاذ رضي الله عنه وهذا الاهتزاز كما ذكر المصنف فرحا بقدوم رح سعد ابن معاذ رضي الله عنه وفيه ان ارواح الشهداء ترفع الى عليين وعرش الرحمن اهتز فرحا بروح سعد بن معاذ رضي الله عنه وهذه منقبة وفضيلة لهذا الصحابي الجليل وعرش الرحمن اه هو اكبر المخلوقات واعظمها. والله سبحانه وتعالى وصفه بالقرآن وصفه في القرآن بانه العرش العظيم والعرش الكريم والعرش المجيد والمجد هو السعة ووصف بالمجيد لسعته لانه اوسع المخلوقات واكبرها. وقد جاء في حديث في مسند الامام احمد حسنه بعض اهل العلم يبين عظمة هذا العرش وكبره واتساعه حيث سأل ابو ذر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن الكرسي فقال عليه الصلاة والسلام ما الكرسي في العرش الا كحلقة من حديد القيت في فلاة ما الكرسي في العرش الا كحلقة من حديد القيت في فلاة. يعني قطعة من الحديد صغيرة رميت في صحراء فاذا اردت ان تقارن بين حلقة من حديد وصحراء ممتدة ما هي نسبة هذه الحديدة الى الصحراء فالكرسي نسبته الى العرش مثل نسبة الحلقة من الحديد الى الصحراء والله عز وجل قال في اية الكرسي وسع كرسيه السماوات والارض وفي الحديث نفسه نسبة السماوات والارض الى الكرسي مثل نسبة الكرسي الى العرش مثل نسبة الكرسي الى العرش فالعرش المجيد العظيم الكريم هو مخلوق ما وهو اكبر المخلوقات واوسعها والله سبحانه وتعالى خلقه سبحانه وتعالى ثم استوى عليه اي علا وارتفع عليه علوا يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه انا وهو غني عن العرش وما دونه. عز وجل فهو الغني الحميد عز وجل واستوى على العرش استواء يليق بجلاله فهذا العرش العظيم المخلوق الكبير لما مات سعد ابن معاذ اهتز فرحا بقدوم روحه فهذه منقبة عظيمة وفضيلة جليلة لهذا الصحابي العظيم رظي الله عنه وارظاه وعن الصحابة اجمعين قال رحمه الله وقد استشهد يوم الخندق ويوم قريظة نحو العشرة رضي الله عنه جميعهم. امين. نعم. قال رحمه الله تعالى فصل ولما قتل الله وله الحمد كعب بن الاشرف على يدي رجال من الاوس كما قدمنا ذكره بعد وقعة بدر وكان ابو ارافع سلام ابن ابي الحقير ممن قلب الاحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقتل مع بني قريظة كما قتل وصاحبه حيي بن اخطب رغبت الخزرج في قتله طلبا لمساواة الاوس في الاجر. وكان الله سبحانه قد جعل هذين الحيين يتصاولان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخيرات. فاستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتله فاذن لهم. فانتدب له رجال كلهم من بني سلمة. وهم عبدالله بن عتيك وهو امير القوم بامره صلى الله عليه وسلم. وعبد الله بن انيس وابو قتادة الحارث بن ربعي. ومسعود بن سنان وخزاعي بن اسود حليف لهم فنهضوا حتى اتوه في خيبر في دار له جامعة فنزلوا عليه ليلى فقتلوه ورجعوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم ادعى قتله. فقال اروني اسيافكم. فلما اروه قال لسيف عبدالله بن انيس هذا قتله ارى فيه اثر الطعام. وكان عبد الله ابن غنيس قد اتكأ عليه بالسيف حتى سمع صوت عظم ظهره وعدو الله يقول قطني قطني يقول حسبي. ثم عقد الامام ابن كثير رحمه الله تعالى هذا الفصل في ذكر قتل ابي رافع سلام ابن ابي الحقيك في قتل ابي رافع سلام ابن ابي الحقيق. واشار اه في اول هذا الفصل ومطلعه الى قصة قتل كعب ابن الاشرف الى قصة قتل كعب ابن الاشرف وقد مرت معنا صفحة سبعة واربعين في فصل ايضا افرده المصنف رحمه الله تعالى كان قتل كعب بن الاشرف على يد رجال من الاوس رضي الله عنهم وارضاهم. على يد رجال من الاوس رضي الله عنهم وارضاهم ان هذان الحيان من المسلمين الاوس والخزرج في منافسة عظيمة في نصرة دين الله وتباري في الخيرات وتسابق بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يطمع ان تتحقق على يديه الخيرات فضائل يتنافسون فلما فاز الاوس اه رضي الله عنهم وارضاهم بالقضاء على كعب ابن الاشرف والاجهاز عليه واراحة المسلمين من كيده ومكره وشره اراد الخزرج لانفسهم ان يكون لهم مثل مال الاوس في القضاء على رأس من رؤوس هؤلاء واسرارهم واشدهم عداوة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فاختاروا هذا العدو اللدود ابو رافع سلام ابن ابي الحقيق. اختاروا هذا العدو اه اللدود وجاؤوا الى النبي عليه الصلاة والسلام يستشيرونه ويستأذنونه في قتله وهذا من التنافس في الخيرات وهذا من التنافس في الخيرات رغبوا ان يكون لهم مثل ما كان للاوس قال المصنف رحمه الله وكان ابو رافع سلام ابن ابي الحقير وهو رأس من رؤوس اليهود وكان تاجرا مشهورا في ارض الحجاز كان ممن قلب الاحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا فيه دلالة على انه من كبار مجرمي اليهود ومن كبار المؤلفين لقريش على مقاتلة النبي عليه الصلاة والسلام. فقد ذهب اليهم مع بعض اليهود في مكة ذهب اليهم في مكة واخذ يستحثهم ويرغبهم ويغريهم ويعدهم ايضا بالمدد والمعونة بالمال والعتاد ودعمهم بماله وكان تاجرا مشهورا اولا ذهب اليهم في اماكنهم واللبهم وحرضهم فتجمعت الاحزاب وكان منا الاسباب الرئيسة والعوامل المؤثرة في تجمع الاحزاب لمقاتلة المسلمين وهذي جريمة كبرى ارتكبت فهذا اليهودي الماكر الغادر في حق المسلمين قلب عليهم الاحزاب وسعى في جمع هذه الحشود لاستئصال المسلمين والقضاء عليهم وايضا وعدهم بالمعونة بالمال والعتاد وفعلا وفى لهم بذلك قال وكان ممن الف الاحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقتل مع بني قريظة كما قتل صاحبه حيي ابن اخطب لماذا؟ لان صاحب حيي بن اخطب لما ذهب الى رئيس يهود بني قريظة وحثه على نقظ العهد وتردد كثيرا لكنه اطال عليه في الالحاح حتى قبل قال له لو فرض ان الاحزاب ذهبوا وحوصرت سادخل معك في الحصار فوفى بما عاهدهم به ودخل معهم الحصار وقتل مع هؤلاء الذين قتلوا من يهود بني قريظة. اما ابو رافع لم يدخل معهم وان انما لما انتهت اه الاحزاب ورجعت رجع الى مكانه في حصونه في خيبر. رجع الى مكانه في حصونه في في في خيبر. وله هناك حصون منيعة يأوي اليها ويظن ان حصونه كما يظن اليهود جميعهم ان حصولا مانعتهم من الله لكن اذا جاء امر الله سبحانه وتعالى ولو كانوا في بروج مشيدة وحصون منيعة فامر الله سبحانه وتعالى لا راد له قال آآ ورغبت الخزرج في قتله رغبت الخزرج في قتله طلبا لمساواة الاوس في الاجر لان الاوس فازوا بقتل كعب ابن الاشرف فطلبوا لانفسهم مساواة الاوس في الاجر وكان الله سبحانه يقول قد جعل هذين الحيين يعني الاوس والخزرج يتصاولان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخيرات يعني يتنافسان كل يسابق ويتبارون في الخير بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتله فاذن لهم قال فانتدب له رجال كلهم من بني سلمة من الخزرج وهم عبد الله بن عتيق وهو امير القوم بامر الرسول عليه الصلاة والسلام امره صلى الله عليه وسلم عليهم وعبدالله بن انيس وابو قتادة الحارث ابن ربعي ومسعود ابن سنان نعم خزاعي ابن اسود حليف لهم فنهضوا حتى اتوه في خيبر حتى اتوه في خيبر في دار الله جامعة فنزلوا عليه ليلا فقتلوه فنزلوا عليه ليلا فقتلوه ورجعوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم ادعى قتله كلهم ادعى قتله فقال اروني اسيافكم فلما اروه قال لسيف عبد الله بن انيس اهذا قتله؟ ارى فيه اثر الطعام وكان عبد الله ابن انيس قد اتكأ عليه بالسيف حتى سمع صوت عظم ظهره حتى سمع صوت عظم ظهره وعدو الله يقول قطني اي حسبي يعني يكفيني فهذا الذي اشار اليها الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى هو رواية ابن اسحاق لهذه القصة والقصة رواها الامام البخاري اه رحمه الله تعالى في كتابه الصحيح وافرد لها بابا وفي صحيح البخاري ان الذي قتله عبد الله ابن عتيك رظي الله عنه امير القوم وانه هو الذي آآ دخل اليه وتسلل الى الى بيته وانتظر حتى ذهب الاظياف الذين كانوا يسامرونه تلك الليلة ووصل الى الحجرة التي كان فيها وكانت مظلمة لا يرى شيئا يقول فقلت ابا رافع قال نعم فاتجهت الى حيث الصوت وضربته ولكن لم تصبها تلك الضربة يقول فخرجت وغبت قليلا ثم غيرت صوتي ودخلت عليه وقلت ما لك يا ابا رافع؟ ما الذي جرى لك فقال اما رأيت لئم لك رجل دخل علي يقول فاتجهت الى الصوت مرة ثانية وضربت المهم انه آآ قتله واتكأ عليه بسيفه كما هي في الرواية في صحيح الامام البخاري ثم اراد ان يخرج فظن ان امامه عتبة فلم تكن عتبة فهوى وسقط وانكسرت قدمه رضي الله عنه فلفها اه شيء كان معه ثم انطلق الى اصحابه وقال انطلقوا وبشروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بموته وقال لا لا لا اتحرك حتى اسمع الناعي وكانت طريقتهم ينعون الميت بصوت عالي فلما اه اصبحوا صاحوا اه بنعيه فلما سمع النعي انطلق يعدو سريعا وسبقهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشره بموت هذا اه العدو فهذه هذه الان كانت للخزرج رضي الله عنهم وتساووا بها مع الاوس في قتل عدوين لدودين للنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ولصحابته الكرام وهما كعب بن الاشرف و اه وابو رافع ام ابن ابي الحقير. وهنا ايها الاخوة الكرام ننتبه الى نقاط مهمة اه في سياق هذين اه الحدثين العظيمين والامرين الجليلين الذين حصل احدهما على يدي اه اه عالم من الاوس والاخر على يدي رجال من الخزرج. الامر الاول ان اه هذين الرجلين اعني كعب اه ابا رافع من الد الاعداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولدينه ومن اشدهم ضراوة في محاربة الاسلام وآآ المعاداة للدين وسب الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام والصد عنه وعداوتهم مشهورة للنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ولصحبه الكرام رظي الله عنهم وارضاهم هذا الامر الاول. الامر الثاني ان هذا الامر الذي نفذ في هذين الرجلين انما نفذ بامر الامام النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه فلم يفعلوه اه اه لم يفعله الاوس من قبل انفسهم وانما فعلوه لما قال من لي بكعب ابن الاشرف فقام رجال من الاوس وانتدبوا لهذا الامر والخزرج ايضا لم يفعلوا هذا الامر بهذا العدو الا بعد الاتيان الى النبي عليه الصلاة والسلام واستئذانه. فاذا هذا الامر انما كان ووقع باذن الامام الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. الامر الثالث ان هذين الى العدوين جريمتهما في حق المسلمين من اكبر الجرائم. جريمتهما في حق المسلمين من اكبر الجرائم. فكعب ابن الاشرف لما حصلت غزوة بدر وقتل فيها اه سبعون من كفار قريش ذهب كعب ابن الاشرف الى قريش في مكة واخذ ينعي موتاهم ويؤلبهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستحثهم على مقاتلته بذل حتى استخدم سعره في اغرائهم حتى خرجوا الى المسلمين في غزوة احد بتأليب من كعب ابن الاشرف فكان له دور فاعل وكبير في مجيء كفار قريش الى المسلمين في غزوة احد والثاني وهو ابو رافع ايضا كان له الدور المماثل لكعب بل اشد ذهب على اثر غزوة احد الى كفار قريش في مكة واخذ يؤلبهم على اه المسلمين ويستحثهم هو ونفر من اليهود حتى تجمع عشرة الاف مقاتل حول المدينة للقضاء على المسلمين. فكان له دور اه اه كبير في تجميع هذه الاحزاب لمقاتلة المسلمين. الامر الرابع ان كعب بن الاشرف و وابا رافع اضافة الى تأليبهم الكفار على المسلمين اه مدحوا دينهم وفضلوه على دين المسلمين ولما سألوهم كفار قريش اي الدينين افضل؟ ديننا او دين محمد؟ قالوا بل دينكم. مع ان هؤلاء اهل الكتاب وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجد والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا الامر الخامس ان قتل هذين الرجلين في مصلحة متحققة لما يأمر النبي عليه الصلاة والسلام بتنفيذ هذا القتل الا وفيه مصلحة متحققة وليس هناك مفسدة ففي نظر في في المصالح والمفاسد وهي قاعدة عظيمة من قواعد الشريعة. ولهذا ترتب على قتل هذين الرجلين مصلحة عظيمة كبيرة جدا وليس اه يترتب على ذلك ولم يترتب على ذلكم اه اي مفسدة. ومما يوضح لنا ذلك ان النبي عليه الصلاة والسلام وهذا مر معنا قريبا لما والحديث في صحيح مسلم لما ارسل حذيفة ابن اليمان لما ارسل حذيفة ابن اليمان لينظر له خبر القوم يعني الاحزاب المتجمعة فتسلى الحذيفة ودخل بينهم دخل بين المشركين وكان على مكان قريب جدا من ابي سفيان رأس المشركين وقائدهم في تلك المعركة فاخرج آآ نبله واراد ان يقتل ابا سفيان هذا الرأس في ذلك الوقت من رؤوس المشركين. لكنه تذكر ماذا تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم له لا تذعرنهم عليهم لا تهيجهم لا تستثيرهم. اذا قتله في مفسدة قتله في مفسدة وان كان في ذلك الوقت هو رأس من رؤوسهم وقائد لهذا الجيش الكبير الذي جاء لمقاتلة المسلمين لكن حذيفة لم يقتل آآ النبي لم يقتل آآ ابا ابا سفيان لان النبي صلى الله عليه وسلم قال له لا تذعرنهم عليه يعني لا تهيجهم ولا تستديرهم علينا فراعى هذه المصلحة ودرى المفسدة التي نبهه النبي عليه الصلاة والسلام فلم يفعل اذا لم يكن قتل الرؤوس رؤوس الاعداء اه امرا يفعله افراد المسلمين اه فعلا مجردا بدون اذن من الامام وبدون نظر للمصالح والمفاسد. فحذيفة ابن اليمان كان على مقربة. ويقول لو رميت قتلته لقتلت يعني هذا الرأس من رؤوس الكفار لكنه لم يفعل ذلك لان النبي عليه الصلاة والسلام نبهه ان لا يهيجهم ولا يستثيرهم على النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وعلى صحابته الكرام. الامر السادس لو مثلا يعني لو قال قائل لماذا لم يؤتى بهم علانية ويطربون علانية ويقتلون دون هذه الطريقة ان يرسل اليهم في آآ اماكنهم من يدخل عليهم ويتسلل ويقتلهم. هذا لو حصل يترتب عليه مفسدة لانه لو استدعوا علانية اصبحت بابا للتلاحم والقتال وذهاب ارواح لكن هنا يقتل فقط الرأس اه اه والاساس الذي يعني فعل هذه الجريمة الكبيرة فمثل هذه النقاط لابد من مراعاتها ولابد من التنبه لها لان بعض الناس في زماننا هذا وفي ازمنة سابقة ينظرون الى بعض النصوص في السنة ويطبقونها على غير وجهها وينزلونها على غير بابها ويرتكبون جرائم ويظنون انهم يأتسون بالصحابة رظي الله عنهم ويفعلون مثل فعل الصحابة. ويظن انه بقتله لاحد الكفار او لاحد الاعداء انه فعل مثل الاوس او انه فعل مثل الخزرج بينما هو لم يفعل مثلهم وانما ارتكب جناية وامرا لا يقره الاسلام فالصحابة رضي الله عنهم كانوا ينطلقون من قواعد الشريعة وينطلقون من اذن الامام الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه ويراعى في هذا الباب امور وضوابط عظيمة ومهمة ويأتي بعض الناس فينظر الى آآ السيرة نظرة بغير تبصر وبغير تعقل وبغير فهم لفقه الدين واصول الشريعة وقواعدها العامة وكلياتها فيزعم لنفسه او لاصحابه انه يطبق او يفعل هديا من هدي الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وهو في الواقع يمارس ضربا من الافساد لا الجهاد وفرق بين الجهاد في سبيل الله والافساد فكم من الاعمال التي يقوم بها بعض الناس يظنها جهادا في سبيل الله وهي نوع من الفساد في الارض لا يقره دين الله لانه عندما يعرض على قواعد وكليات الدين وضوابطها المعلومة يتبين ان هذا العمل لا يقوم على اصل ولا ينبني على دليل من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وان كان فاعله لجهله يظن انه يفعل مثل ما فعل الصحابة وشتان بين فعل الصحابة وفعل هؤلاء. نعم قال رحمه الله تعالى فصل ثم خرج صلى الله عليه وسلم بعد قريظة بستة اشهر وذلك في جمادى الاولى من السنة السادسة على الصحيح قاصدا بني لحيان ليأخذ بثأر اصحاب الرجيع المتقدم ذكرهم حتى نزل بلادهم في واد يقال له غران. وهو بين امد وعفان. فوجدهم قد تحصنوا في رؤوس فتركهم وركب في مائتي فارس حتى نزل عسفان وبعث فارسين حتى نزلا كراع الغميم ثم كر راجعين ثم قفل صلى الله عليه وسلم الى المدينة ثم عقد المصنف رحمه الله تعالى هذا الفصل في ذكر غزوة بني لحيان وبنوا لحيانهم قبيلة من عدنان وهم من هذيل ومساكنهم في ضواحي مكة مساكنهم في ضواحي مكة بين مكة ومر الظهران ومر الظهران عرفنا انه يبعد عن مكة اربعين كيلو متر تقريبا. فهم في هذه المنطقة ما بين مكة وبين مر الظهران يسكنون في تلك المنطقة. قال اه المصنف رحمه الله ثم خرج صلى الله عليه لم قال المصنف رحمه الله تعالى ثم خرج صلى الله عليه وسلم بعد قريظة بستة اشهر وذلك في جمادى الاولى من السنة السادسة على الصحيح قاصدا بني لحيان. ليأخذ بثأر اصحاب الرجيع المقدم ذكرهم. اصحاب الرجيع مر ذكرهم في صفحة خمسة وخمسين عند المصنف رحمه الله تعالى انا وذلك ان النبي عليه الصلاة والسلام بعث الى عضل والقارة بسؤال منهم وطلب اه وقالوا له ان عندنا اسلاما فطلبوا منه ان يرسل معهم من يعلمهم الاسلام ويقرئهم القرآن فبعث ستة من اصحابه في رواية ابن اسحاق وعشرة في رواية الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الصحيح فلما حاربوا مناطقهم غدروا بهم واستثاروا عليهم آآ آآ بنو هذيل وهيجوهم تجمعوا عليهم وقتلوهم الا اثنين منهم استأثر استأثروهم وباعوهم في مكة فالنبي عليه الصلاة والسلام اراد ان ينتقم من هذيل الذين غدروا آآ بالصحابة رضي الله عنهم قتلوهم قتلوا عمتهم الا اثنين منهم باعوهم استأسروهم وباعوهم في مكة وقتل هذان اه الاثنان في في مكة فاراد عليه الصلاة والسلام ان يثأر لاولئك قال ليأخذ بثأر لاصحاب الرجيع المقدم ذكرهم فصار حتى فسار حتى نزل بلادهم في واد يقال له غران واد يقال له غران على وزن غراب. غران على وزن غراب في واد يقال له غران وهو بين امج وعسفان وهي اماكن لهم وامج فيما قيل هي التي تعرف الان بخليص يعني بين خليص وعسفان وعسفان لا تزال معروفة بهذا الاسم ويقال ان امج هي خليصة التي تعرف بخليصة الان فكانت منازلهم في هذه المنطقة بين امج وعسفان فوجدهم قد تحصنوا في رؤوس الجبال وجدهم قد تحصنوا في رؤوس الجبال يعني لما علموا مجيء النبي عليه الصلاة والسلام تمنعوا وتحصنوا في اعالي الجبال والمنطقة تلك فيها جبال عالية فتركهم وركب عليه الصلاة والسلام في مئتي فارس حتى نزل عسفان وبعث صلى الله عليه وسلم فارسين بعث فارسين حتى نزل كراع الغميم ثم كر راجعين. قوله حتى وبعث فارسين هذا ابن اسحاق في السيرة واما ابن سعد فذكر انهم عشرة فوارس اما ابن سعد فذكر انهم عشرة فوارس قال وبعث فارسين حتى نزل آآ كراع الغميم يعني قريب من مكة وكان القصد كما جاء في بعض لكتب السيرة لارهاب المشركين وتهيبهم واخافتهم ولتسمع به قريش ثم كر راجعين ثم كرا راجعين ثم قفل صلى الله عليه وسلم الى المدينة. وجاء عن جابر رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قفل قال ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون وهذه سنة يشرع للمسلم ان يقولها عند الرجوع من سفر فاول ما يخرج من البلد الذي سافر اليه متجها الى بلده يسن له ان يقول ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون كما انه ايضا يسن له ان يقولها اذا اقبل على بلده اذا اقبل على بلده وشارف دخولها يقول ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون وبعد ذلك ذكر المصنف رحمه الله تعالى فصلا في غزوة ذي قرج والحديث عنها في لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى هنا تنبيه ان كتاب الفصول في سيرة الرسول للامام ابن كثير آآ يوزع في آآ في النبوي في الناحية الامامية آآ في مخرج ساحات المسجد النبوي بجوار الساحات آآ في الباب رقم سبعة وثلاثين. في الساحات عليها ابواب. احد الابواب رقمه سبعة وثلاثين الكتابي هناك والتوزيع مستمر الاخوة الكرام كل يعني يتكرم مشهورا باستلام نسخته والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق. نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. يقول السائل ما هو الخطأ الذي وقع فيه ابو لبابة ابو لبابة رضي الله عنه قال لهم نعم لما قال ننزل على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا نعم. قال نعم لكنه اشار بيده الى حلقه اشار بيده الى حلقه وقال يعني اشارة الى ان الحكم هو الذبح ان الحكم هو الذبح حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذبح فقال لهم نعم ورفع بها صوته واشار بيده منبها لهم ان الحكم حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم هو الذبح ولما حصلت منه هذه الاشارة ندم على ذلك وذهب الى المسجد وربط نفسه في سارية من سواري المسجد. نعم قل ما معنى قول المؤلف حتى اتوه في خيبر في دار له جامعة في دار له جامعة لعل المعنى انها دار وسيعة فيها حصون فيها يعني اماكن وكان يأتيه الاضياف ويسمرون عنده. وكان رأسا وتاجرا ورجلا ثريا وتلك الليلة ايضا كان عنده جمع سمروا عنده ثم لما اطمئن آآ عبد الله بن عتيك رظي الله عنه الى تفرقهم وانصرافهم عنه وآآ عدم بقاء احد منهم عنده دخل عليه في داره. نعم. يقول فضيلة الشيخ ما حكم موجودة في الروضة يقال لها سارية عائشة رضي الله عنها هل صحيح ان الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر لها فضل في الصلاة عندها؟ في آآ المسجد في الروضة يعني عدد من السواري يعني تسمى اه اسماء اه معينة وكثير من هذه السواري يعني لا نعلم لذلك اصلا في يعني عبادة معينة تقصد وتفعل عند تلك السواري. والصحابة رضي الله عنهم كما هو معروف من شأنهم. كانوا يبتدرون السواري اذا دخلوا المسجد ليتخذوها سترة لهم. يتخذوها اه سترة لهم في صلاتهم النافلة في صلاتهم للنافلة اما تخصيص سارية معينة لعبادة مخصوصة تقصد فهذا لا اعلم دليلا عليه من هدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. والروضة بقعة فاضلة. وجاء فيها قول نبينا عليه الصلاة كلام ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة فالمكان كله مكان فاضل وفيه هذا الفظل العظيم الذي ذكر النبي صلوات الله وسلامه عليه