بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فصل غزوة حنين. ولما بلغ فتح مكة هواز جمعهم ما لك بن عوف النصري فاجتمع اليه ثقيف وقومه بنو النصر بن معاوية وبنوا جشم وبنو سعد بن بكر ويسير من بني هلال بن عامر وقد استصبحوا معهم انعامهم ونساءهم لان لا يفروا. وقد وقد استصحب وقد استصحبوا معهم انعامهم ونساءهم لئلا يفروا فلما تحقق ذلك دريد ابن دريد ابن الصمة شيخ بني جشم وكانوا قد حملوه في هودج لكبره تيمنا برأيه انكر ذلك على مالك ابن عوف النصري وهجنه وقال انها ان كانت لك لم ينفعك ذلك وان كانت عليك فان المنهزم لا يرده شيء وحرضهم على الا يقاتلوا الا في بلادهم فابوا عليه ذلك واتبعوا رأي مالك ابن عوف فقال دريد هذا يوم لم اشهده ولم يغب عني وبعث صلى الله عليه وسلم عبدالله ابن ابي حدرد الاسلمي فاستعلم له خبر القوم وقصدهم فتهيأ رسول الله صلى الله عليه وسلم للقائهم واستعار من صفوان ابن امية اذراعا قيل مئة وقيل اربع مئة واقترض منه جملة من المال وسار اليهم في العشرة الالاف الذين كان الذين كانوا معه في الفتح والفين من طلقاء مكة وشهد معه صفوان ابن امية حنينة وهو مشرك وذلك في شوال من هذه السنة واستخلف على مكة عتاب ابن اسيد ابن ابي ابن ابي العيص ابن امية ابن عبد شمس وله نحو عشرين سنة. نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا فصل عقده الامام ابن كثير رحمه الله تعالى في ذكر غزوة حنين وهذه الغزوة وقعت على اثر فتح مكة لان فتح مكة كما مر معنا كان في رمضان في السنة الثامنة من الهجرة وغزوة حنين كانت في شهر شوال في شهر شوال فما ان فرغ عليه الصلاة والسلام من امر فك مكة ترتيب الامور فيها وجعل عليها عتاب رضي الله عنه اميرا خرج عليه الصلاة والسلام باصحابه الى هواز في حنين لمقاتلتهم وقد بلغ النبي عليه الصلاة والسلام انهم تجيشوا وتجمعوا قام على جمعهم مالك بن عوف النصري وتهيأوا وجاؤوا الى هذا الوادي لمقاتلة النبي عليه الصلاة والسلام فخرج اليهم صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت في شوال من العام الثامن للهجرة وحنين واد من اودية مكة يقع شرقها من جهة الطايف وجهة عرفات يعرف الان بوادي الشرائع خرج عليه الصلاة والسلام الى ذلك الوادي وكانوا قد سبقوا النبي عليه الصلاة والسلام الى الوادي واخذوا امكنتهم في الجبال وخلف الاشجار واختبأوا ومعهم النبال والسهام فتهيأوا واستعدوا مسبقا لملاقاة النبي صلوات الله وسلامه عليه قال ابن كثير رحمه الله ولما بلغ فتح مكة هوازن جمعهم ما لك ابن عوف النصري فاجتمع اليه ثقيف وقومه بنو نصر بن معاوية وبنوا جشم وبنو سعد بن بكر ويسير من بني هلال ابن عامر فتجمعت منهم اعداد كبيرة لمقاتلة النبي عليه الصلاة والسلام وكان القائم على تجميع هؤلاء وتأمرهم وترأسهم مالك ابن عوف النصري ومالك هذا الذي عمل على تجميع هؤلاء وتزعم هذا الامر من الله سبحانه وتعالى عليه بعد غزو الطائف بالاسلام وشهد بعض المشاهد مع اصحاب النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. شهد القادسية وشهد فتح دمشق فشهد بعض المشاهد مع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اسلم رضي الله عنه وحسن اسلامه قال ابن كثير رحمه الله وقد استصحبوا معهم انعامهم ونساءهم لان لا يفروا وكان هذا رأي رآه قائدهم مالك بن عوف رأى ان يأتوا معهم بالنساء بالذراري بالماشية وهو بزعمه يرى ان المقاتلة اذا علموا ان ورائهم نساءهم واولادهم وماشيتهم وانهم ان فروا في القتال صار ذلك وبالا ونكبة عظيمة على الذرية والنساء والماشية لكنه اصر على ذلك الرأي فعل ذلك لئلا يفروا فلما تحقق ذلك دريد ابن الصمة شيخ جسم وكان يعني رجلا مسنا كبيرا طاعنا في السن لا يستطيع ان يحمل معهم السلاح ويقاتل لكنهم جاؤوا به تيمنا برأيه لكبر سنه ومع ذلك لم يعتدوا برأيه ولم يأخذوا بمشورته قال وكانوا قد حملوه في هودج لكبره تيمنا برأيه انكر ذلك على مالك بن عوف وهجنه اي هجن هذا الرأي عده رأي مستهجن اي رأي قبيح ورأي غير مسدد وقال انها ان كانت لك ان كانت لك لم يقاتلوا الا في بلادهم ان كانت لك نعم قال انها ان كانت لك لم ينفعك ذلك. ان كانت لك يعني ان كنت انت المنتصر ان كنت انت المنتصر لا ينفعك ذلك يعني مجيء النساء والذرية وان لم تكن انت المنتصر وحصلت الهزيمة اصبح هؤلاء آآ سبيا قال وان كانت عليك فان المنهزم لا يرده شيء. فان المنهزم لا يرده شيء. اذا انهزم الانسان وخاف على نفسه لا يفكر في ذلك الوقت لا بنساء ولا بذرية ولا بشيء اخر وهذا فعلا هو الذي حصل فر هؤلاء وتركوا النساء والذرية وكانوا غنيمة عظيمة للمسلمين قال وحرضهم على الا يقاتلوا الا في بلادهم حرضهم اي دريد ابن الصمة الا يقاتلوا الا في بلادهم. قال تبقون في بلادكم على اعتبار انها محصنة ويعرفون امكنتها جيدا ومتحصنين فيها فابوا عليه ذلك واتبعوا رأي مالك ابن عوف فقال دريد هذا يوم لم اشهده ولم يغب عني هذا يوم لم اشهده ولم يغب عني وفي رواية ولم اغب عنه لم اشهده يعلن فيها عدم رضاه لم يشهده يعني يعلن فيها عدم رضاه بهذا الرأي فهو يوم لم يشهده اي انه يوم ليس له رأي فيه ولا يراه يعني يوما صالحا او الفكرة فيه صالحة فهو يوم لم يشهد قال ولم يغب عني او لم اغب عنه يعني انا حاظر بجسمي وبشخصي موجود بينهم لكنني لا ارتضي آآ من ذلك الرأي شيئا قال رحمه الله تعالى وبعث عبدالله بن بن ابي حدرد الاسلمي يستطلع خبر القوم ويتعرف على احوالهم فاستعلم له خبر القوم وقصدهم فتهيأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لقتالهم واستعار من صفوان ابن امية ادراعا استعار منه اذراعا جاء في مسند الامام احمد ان ثلاثين درعا وصححه اه الالباني رحمه الله وقيل مئة درع وقيل اربعمئة وهذا فيه جواز الاستعارة من آآ المشرك والاستعانة منه ببعض السلاح ونحو ذلك ومر معنا ان النبي عليه الصلاة والسلام استأجر في طريقه الى مكة هاديا خريجا لم يكن على الاسلام قال واقترض منه جملة من المال وسار اليهم في العشرة الالاف الذين كانوا معهم في الفتح وهذا ايضا يبين همة الصحابة العالية في اه الانتصار لدين الله عز وجل والذب عنه. فما ان فرغوا من فتح مكة الا ويدعوا الى قتال اخر وهو قتال هواز فهبوا اه مستجيبين ولدعوة النبي صلى الله عليه وسلم منقادين ومذعنين قال وسار اليهم في العشرة الالاف الذين كانوا معه في الفتح والفين من طلقاء مكة طلقاء مكة اي الذين قال لهم عليه الصلاة والسلام في خطبته يوم الفتح اذهبوا فانتم الطلقاء. اذهبوا فانتم الطلقاء عندما سألهم عليه الصلاة والسلام في خطبته تلك ما ترون اني صانع بكم قالوا كريم وابن اخ كريم لا نظن بك الا خيرا فجاء في بعض الروايات انه قال اذهبوا فانتم الطلقاء فلقبوا من ذلكم الحين بالطلقاء وجاء في بعض الروايات انه قال عليه الصلاة والسلام لا اقول لكم الا كما قال يوسف لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله وهو ارحم الراحمين قال وشهد معه صفوان ابن امية وشهد معه صفوان ابن امية حنينا وهو مشرك شهد حنين وهو على الشرك وكان واقفا في مؤخرة اه الجيش يراقب آآ الاحوال وينظر ماذا يحصل وهو على الشرك بالله سبحانه وتعالى وكان قد اعار النبي عليه الصلاة والسلام اه الادرع واستعار منه عليه الصلاة والسلام بعض او اقترض منه صلى الله عليه وسلم بعض المال وانبه هنا الى ان صفوان ابن امية لم يكن من النفر الذين اهدر النبي عليه الصلاة والسلام دمهم لم يكن من النفر الذين اهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمهم لكنه فر يوم الفتح فر يوم الفتح وكان فراره خوفا على نفسه لانه كان زعيما من زعمائهم وكبيرا من كبارهم وقائدا من قادتهم ففر لكنه لم يكن من النفر الذين اهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمهم. ومر معنا اه في اخر اللقاء السابق ان عمير ابن وهب الجمحي اه لحقه ورده واعطاه الامان وجاء به الى النبي عليه الصلاة والسلام امهله اربعة اشهر سيره كما ذكر ابن كثير اربعة اشهر يعني يتأمل في الامر. تلك المدة لا يتعرض له لا يتعرض له احد يفكر آآ في الامر ثم انه آآ اسلم آآ رضي الله عنه وارضاه ثم انه اسلم رضي الله عنه وارضاه ومن عجيب الامر ان عمير بن وهب الجمحي كان اسلامه بعد غزوة بدر فلما رجعوا الى مكة التقى بصفوان التقى عمير بن وهب بصفوان بصفوان بن امية وقال لصفوان لولا انني رجل فقير وعندي اولاد واهل واستبقي نفسي لانفق على اولادي واصرف عليهم لولا اني بهذه الحال لذهبت الى مكة متسللا الى محمد ومتذرعا بحاجة لي عنده يعلمها لاقتلنه فقال له صفوان اولادك عندي وانا متكفل بهم مثل تكفلي باولادي وشجعه على هذا الامر شجعه على هذا الامر ان يذهب الى النبي عليه الصلاة والسلام واشترط له صفوان انه يتكفل باولاده مثل ما يتكفل باولاد نفسه اعطاه سيفا له سنه وسمه صفوان واعطاه اياه واخذ السيف وانطلق الى المدينة وانطلق الى المدينة يريد بهذا الانطلاق قتل النبي عليه الصلاة والسلام فلما رآه عمر اعلم النبي عليه الصلاة والسلام بخبره وايضا طلب من الصحابة ان يكونوا حول النبي عليه الصلاة والسلام حماية له فدخل الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له وصلى الله عليه وسلم ما الحاجة التي جئت لها قال جئت لكذا وكذا. ذكر حاجة كانت له فقال ما جئت لشيء اخر؟ قال ما جئت الا لهذه الحاجة قال ولما هذا السيف؟ فايضا تعذر بعذر فقال له عليه الصلاة والسلام لم تأتي لشيء اخر قال لم اتي لشيء اخر قال والذي اشترط لك صفوان والذي اشترط لك صفوان فادرك ان النبي صلى الله عليه وسلم اطلعه الله على ذلك فرأسا قال اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله وكان صفوان ابن امية يتحرى الوافدين من المدينة ويخبر قريش يقول سيحصل هذه الايام حدثا عظيما ستسرون به ويذكر من هذا القبيل وكان يتحرى القادمين من المدينة يحملون له البشارة بهذه المهمة التي اطلع بها عمير فاستأذن عمير النبي صلى الله عليه وسلم ان يذهب الى مكة ليدعوهم الى الاسلام فرجع اليهم بوجه اخر هذا عمير ايضا جعله الله سبحانه وتعالى سببا لاسلام صاحبه صاحبه صفوان كان صاحبا له وصديقا فجعله الله سببا في اسلامه. لما اه فر يوم الفتح لحقه لحقه وادركه واعطاه الامان وجاء به النبي عليه الصلاة والسلام وامهل اربعة اشهر يفكر في الامر الى ان من الله سبحانه وتعالى عليه وشرح صدره للاسلام قال ابن كثير رحمه الله وذلك في شوال من هذه السنة واستخلف على مكة عتاب ابن آآ ابن اسيد اه رضي الله عنه وله نحو عشرين سنة وله نحو عشرين اه سنة يعني كان صغير سن هذي واحدة والثانية اسلامه كان يوم الفتح اسلامه رضي الله عنه وارضاه كان يوم الفتح فولاه النبي عليه الصلاة والسلام اه مكة وهنا حقيقة يعني انه لاحظ ملاحظة عظيمة جدا في السيرة ان بعض اصحاب الحنكة والرأي وحسن اه التدبير في القتال والامرة وغير ذلك كان عليه الصلاة والسلام فور اسلامهم يوليهم ولايات فهذا يكون قائدا وهذا يكون اميرا وهذا يكون واليا الى اخره مما يدل على اطمئنان النبي عليه الصلاة والسلام لهؤلاء الذين يمن الله سبحانه وتعالى عليهم بالاسلام وفعلا يكون هؤلاء اهلا فعتاب رضي الله عنه بقي واليا على مكة حتى توفي بقي واليا على مكة منذ ولاها النبي صلى الله عليه وسلم بقي واليا على مكة حتى توفي في نهاية خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عتاب ابن ظبطه ايش؟ ابن اسيد التاب ابن اسيد نعم نعم ومر صلى الله عليه وسلم في مسيره ذلك على شجرة يعظمها المشركون يقال لها ذات انواط فقال بعض جهال الاعراب اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط فقال قلت والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى اجعل لنا الها كما لهم الهة لتركبن سنن من كان قبلكم ثم اورد رحمه الله تعالى هذه القصة حصلت في الطريق وهم في في اتجاههم لحنين وعرفنا ان حنين خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم فيها اناس حدفاء عهد باسلام حدفاء عهد باسلام يعني بعظهم اسلم له اسبوع او اسبوعين فكان عدد منهم حدثاء عهد باسلام يعني كانوا الى وقت قريب اسبوعين او في حدودها على الشرك بالله فمن كان بهذه الصفة لا شك انه سيكون يجهل حقائق من الدين كثيرة لا يعلمها لا يعلمه وسيكون عرضة لان يخطئ او يطلب امورا خاطئة تكون ناشئة عن جهل بدين الله وهذا الحديث يرويه الامام احمد في المسند والترمذي عن ابي واقد الليثي رضي الله عنه ذكر انهم خرجوا مع النبي عليه الصلاة والسلام الى حنين ثم اعتذر قال ونحن حدثاء عهد باسلام اعتذر عن الخطأ الذي حصل منهم بهذه الكلمة قال ونحن حدثاء عهد باسلام يعني اسلامنا جديد فقال هذه الكلمة مقدمة للاعتذار يعتذر قال ونحن حدثاء عهد باسلام فمررنا بسدرة شجرة يقال لها ذات انواط شجرة للمشركين لكفار قريش يسمونها ذات انواط يسمونها ذات انواط من النوط وهو التعليق لانهم كانوا يعلقون اسلحتهم على تلك الشجرة قبل المضي للقتال تبركا بها واعتقادا منهم ان السيف او السلاح اذا اذا علق على تلك الشجرة عادات انواط يصبح مباركا يصبح مباركا ويبارك فيه فكانوا يحرصون على قصد هذه الشجرة قبل القتال ويعلقون عليها السلاح طلبا للبركة اضافة الى ذلك كانوا يعكفون عندها كانوا يعكفون عندها والعكوف هو المكث الطويل العكوف هو المكث الطويل على وجه التعظيم والتذلل فكان هؤلاء اجتمعت لهم عند هذه الشجرة جملة من الاخطاء منها تبرك بها وطلب البركة منها لهم ولاسلحتهم ومنها العكوف عندها ومن المعلوم ان العكوف عبادة وقربة لا يتقرب بها الا الى الله سبحانه وتعالى ومنها تعظيم تلك الشجرة تعظيما لا يليق الا بالله سبحانه وتعالى فاجتمعت هذه الشركيات لهؤلاء المشركين من كفار قريش ومن تشبه بهم في هذا العمل عند هذه الشجرة المعروفة عندهم بذات انواط فلما مر الصحابة من عندي هذه الشجرة ورآها هؤلاء الذين هم حدثاء عهد باسلام قالوا يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط اجعل لنا ذات انواط كمال ذات انواط. ما المعنى يعني حدد لنا شجرة اخرى تكون خاصة لنا نحن المسلمين نعكف عندها ونعلق عليها اسلحتنا تبركا ونعظمها مثلهم اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط والسبب في طرحهم لهذا السؤال قدمه ابو واقد الليثي رضي الله عنه قدمه قال ونحن حدثاء عهد باسلام يعني اسلامنا جديد وهذا يستفاد منه ان المسلم الجديد لا تستغرب اسئلته اسئلته الخاطئة لا تستغرب لانها نابعة من شخص لا يعرف حقيقة الاسلام فمن كان يعمل في الجاليات من كان يعمل في الجاليات مع المسلمين الجدد لا يستغرب اسئلة قد يطلب طلبا يريد فيه مثلا شركا بالله او يريد فيه كبيرة من كبائر الذنوب او عظيما من الامور العظائم فينبغي ان يترفق به وان يتلطف معه وان يحسن في التعامل معه ودلالته في الخير والا تؤخذ هذه الاسئلة من مثله مأخذها من الانسان الفاهم الم تعلم لانه حديث عهد باسلام فلما قالوا ذلك وطلبوا هذا الطلب كبر عليه الصلاة والسلام وفي رواية سبح قال سبحان الله كبر تعظيما لله وسبح في الرواية الاخرى تنزيها لله لان هذا مما ينزه الله عنه كما قال تعالى سبحانه وتعالى عما يشركون فالله سبحانه وتعالى ينزه عن شرك المشركين باطل المبطلين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ففي رواية انه كبر وفي رواية انه سبح قال الله اكبر انها السنن قال الله اكبر انها السنن السنن اي الطرق والمراد بالطرق هنا اي طرق من كان قبلنا طرق من كان قبلنا انها السنن اي انها الطرق التي كان عليها من قبلنا قال الله اكبر انها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة اجعل لنا الها كمالهم الهة ثم قال لتركبن سنن من كان قبلكم هذا خبر على وجه التحذير يا اخوان خبر على وجه التحذير قال لتركبن سنن من كان قبلكم هذا قاله عليه الصلاة والسلام محذرا امته وناصحا فاخبر ان التشبه في من قبلنا حاصل وموجود حتى انه قال عليه الصلاة والسلام في حديث اخر لتتبعن تتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه وجحر الضب من اكثر الجحور جحور الزواحف تلويا يعني جحره متلوي تلويا صعبا بحيث الذي يريد ان يصطاد الظب ويحفر عنه يصعب عليه ان يجده بخلاف كثير من الزواحف تحفر حفرة مستقيمة حفرة مستقيمة وتقف الحفرة عند هذا الحد او التواء قليل اما الظب فانه يحفر حفرة متلوية وعويصة ووعرة ولا يهتدى اليه لو انسان يريد ان يحفر يحفر حتى يهتدي اليه من كثرة التلوي الصعوبة التي يجعلها في حفره لحفرته يعصر ذلك قال حتى لو دخلوا جحر ضب يعني لو فعلوا اشياء ملتوية واشياء يعني شنيعة واشياء بغيضة وكريهة وعسرة ووعرة سيوجد في في المسلمين من يتشبه بهم احيانا وهذا كثر في زماننا احيانا بعض الكفار وهذا ينطلق من فراغ يعني قلبه خاوي من ايمانيات من تدين من طلب ثواب الاخرة قلبه خاوي فتجده ليس له مهمة الا العبث في شكله الظاهر العبث في شكله الظاهر يريد ان يملأ بذلك فراغا ولهذا يكثر فيهم انواع من القصات لشعر الرأس بعضها اذا رآها الانسان يكاد يستفرغ من قباحتها قبيحة جدا وايضا فيها وعورة وصعوبة وتكلف وصرف اموال الى اخره ثم تجد في في ابناء المسلمين من يتشبه من يتشبه بهم تماما ويحاكيهم في افعالهم تماما قل مثل ذلك في اللباس كن مثل ذلك في اللباس يفعلون امور قبيحة جدا وفيها اضاءة للمال وفسق ظاهر وتجد في الوقت نفسه من يتشبه بهم بكثرة وامثل ايضا لذلك بمثال كان بعض الشباب الذين هم على بعض الفسق اصلحهم الله وهدانا واياهم الى كل خير كانوا اذا رأوا بعض المتدينين يرفع ازاره فوق الكعب قليلا او شبرا او نحو ذلك يسخرون منه ويتهكمون بتصرفه ويلمزونه ويهمزونه ثم هؤلاء الهمازين اللمازين بعد وقت من الزمن جاء ما يسمى بموضة عند الكفار لبس بنطال الى نصف الساق او اسفل من الركبة بقليل فتبعوهم بدون تحرج وبدون تردد لان ما يأتي من اولئك اصبح معظما في النفوس واما ما يأتي في السنة فنفوسهم نافرة منه فنفوسهم نافرة منه تماما حتى ان احد الافاضل يحدثني يقول كنت مرة في متجر اشتري كنت في متجر اشتري حاجة وثوبي نازل يعني فوق الركبة بشبر تقريبا يقول فاحد هؤلاء الشباب دخل علي واصبح يضحك ويسخر ويسمعني بعض كلمات السخرية يقول ما كملت سنة الا وادخل نفس المحل واذا هو نفسه الشاب عليها بنطال والى اسفل الركبة بقليل الى اسفل الركبة بقليل تذكرته بكلامه لي في المكان نفسه يقول فاستحيا فعلى كل حال هذا يعني مصداق لقول النبي عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحرا فضب لدخلتموه حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه فهذا يقول عليه الصلاة والسلام محذرا وان الواجب على المسلم الذي يخاف الله سبحانه وتعالى ان يحذر اشد الحذر من التشبه باعداء دين الله وقد قال عليه الصلاة والسلام من تشبه بقوم فهو منهم وهذا يدل على خطورة التشبه البالغة قال لتركبن سنن من كان قبلكم اي تتبعن سنن من كان قبلكم كما يوضح ذلك ايضا الرواية الاخرى شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ثم هذا الصنيع الذي حذر منه عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث وهو التبرك بشجرة او نحوها لا يزال في بعض المناطق يصنع فمنهم من يتبرك بضريح يمسح ثوبه او عمامته على ضريح او على جدار او على باب مسجد احيانا يمر بعض الناس بمسجد معظم له مكانة في النفوس فيكون امامهم شخص فاذا مر مثلا بالباب ومسح يده كلهم يتجهون الى نفس المكان الذي مسحه حتى لا يفوتهم هذا الخير حتى لا يفوتهم هذا الخير وهذا يدل على سرعة هلكة كثير من الناس وانهم يتبع بعضهم بعضا بدون تمحيص وبدون تأمل وبدون تعقل وبدون معرفة بالادلة والبراهين وما علم هؤلاء انهم بهذه الاعمال يخالفون حقيقة دين الله سبحانه وتعالى ويرتكبون امورا هي من عظائم الامور حتى ان النبي عليه الصلاة والسلام شبه ذلك بقول اصحاب موسى لموسى. قلتم والذي نفسي بيده نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة نعم ثم نهض صلى الله عليه وسلم فوافى حنينة وهو واد حدور من اودية تهامة وقد كملت لهم هوازن فيه وذلك في عماية الصبح فحملوا على المسلمين حملة رجل واحد تولى المسلمون لا يلوي احد على احد فذلك قوله تعالى ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم انتم مدبرين وذلك ان بعضهم قال لن نغلب اليوم من قلة وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفر ومعه من الصحابة ابو بكر وعمر وعلي وعمه العباس وابناه الفضل وقسم وابو سفيان ابن الحارث ابن عبد المطلب وابنه جعفر واخرون وهو صلى الله عليه وسلم يومئذ راكب بغلته التي اهداها له فروة ابن نفاذة الجذامي وهو يركضها الى وجه العدو والعباس اخذ بحكمتها يكفها عن التقدم وهو صلى الله عليه وسلم ينوه باسمه يقول انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب ثم امر العباس وكان جهير الصوت ان ينادي يا معشر الانصار يا معشر اصحاب الشجرة يا معشر اصحاب السمرة فلما سمعه المسلمون وهم فارون كروا واجابوه لبيك لبيك. وجعل الرجل اذا لم يستطع ان يثني بعيره لكثرة منهزمين نزل عن بعيره واخذ درعه فلبسها واخذ سيفه وترسه ويرجع رجلا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اذا اجتمع حوله عصابة منهم نحو المئة استقبلوا هوازن فاجتلدوا هم واياهم واشتدت الحرب والقى الله في قلوب هوازن الرعب حين رجعوا فلم يملكوا انفسهم ورماهم صلى الله عليه وسلم بقبضة حصباء بيده فلم يبق منهم احد الا ناله منها وفسر قوله تعالى وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى بذلك وعندي في ذلك نظر لان الاية نزلت في قصة بدر كما تقدم. نعم ثم ذكر الامام ابن كثير ان النبي عليه الصلاة والسلام نهض فوافى حنينا اي وصل اليها وهي واد حدور اي منحدر واد منحدر من اودية تهامة وقد كمنت لهم هوازن فيه اي جعلوا لانفسهم اماكن مختفية ثمنوا فيها خلف الاشجار خلف صخور الجبال في اماكن مختفين فيها وكان الوقت ايضا الذي دخل عليه الصلاة والسلام الوادي في عناية الصبح يعني لم يسفر جدا في عماية الصبح يصبح الانسان لا يرى بوضوح بخلاف ما اذا اسفر الوقت فان الرؤيا تكون حينئذ واضحة قال وذلك في عماية الصبح فحملوا على المسلمين حملة رجل واحد حمل حملوا على المسلمين حملة رجل واحد وايضا ذكر انهم فعلوا ايضا حيلة وهو انهم قدموا نفرا منهم قدموا نفرا منهم وبدأوا يبادلون الصحابة الرمي ثم فروا اضطروا فانطلق الصحابة في اثرهم سريعا فتعمقوا في الوادي فكان البقية في المكامن والاخبية وراء الاشجار فانهالوا على الجميع بالنبل وكان امرا مفاجئا لانهم رأوا ان جيشهم قد انهزم وانهم فروا هؤلاء انطلقوا في اثرهم ثم فوجئوا بنبل كثيف من الجبال وخلف الاشجار فكان امرا اه مفاجئا قال فحملوا على المسلمين حملة رجل واحد تولى المسلمون لا يلوي احد على احد لا يلوي احد على احد اي لا يلتفت احد الى الاخر كل على وجهه منطلق فار من اه آآ النبل والسهام لا ينوي احد على احد قال فذلك قول الله سبحانه ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئا الم تغني عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم وليتم مدبرين وليتم اي آآ وليتم مدبرين اي فررتم واعطيتم ساحة القتال الدبر فارين من المكان ثم وليتم مدبرين قال وذلك ان بعضهم قال لن نغلب اليوم من قلة قال لن نغلب اليوم من قلة هذا يوضح معنى قوله سبحانه وتعالى في الاية اذ اعجبتكم كثرتكم اذا اعجبتكم كثرتكم فبعض المسلمين اعجبته الكثرة الكافرة لجيش المسلمين وقالوا لن نغلب اليوم من قلة وكانت هذه الكلمة صدرت على وجه الاعجاب الكثرة بالكثرة والعدد عدد جيش المسلمين فاتاهم هذا الدرس العظيم المبارك الذي ينبغي ان يعيه كل مسلم الا وهو ان النصر منة الله وفضله ومن نصره الا من عند الله وكان حقا علينا نصر المؤمنين ولهذا حقق الله سبحانه وتعالى نصر المؤمنين على قلة صمدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم قلة قليلة صمدوا وجعل الله سبحانه وتعالى النصر على ايديهم وفي هذا درس عظيم وبليغة جدا في وجوب التوكل على الله والثقة به وحسن الالتجاء اليه والا يعجب الانسان لا بعدد ولا عدة ولا سلاح ولا غير ذلك وانما يتخذ الاسباب ويتوكل على الله ويلتجأ اليه سبحانه وتعالى ويعتمد عليه وحده قال وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفر ومعه من الصحابة ابو بكر وعمر وعلي وعمه العباس وابنه الفضل وقسم وابو سفيان ابن الحارث ابن عبد المطلب وابنه جعفر واخرون وابن جعفر واخرون وتأمل هنا في من ثبت مع النبي عليه الصلاة والسلام ابو سفيان ابن الحارث واسلامه متى كان اسلامه متى كان؟ مر معنا ومر معنا قصة ايظا اسلامه العجيبة فاسلامه قريب لكن يدل هذا الحدث ان الله سبحانه وتعالى مكن للاسلام في نفسه ومكن له في النصرة للنبي عليه الصلاة والسلام فكان باقيا مع النبي عليه الصلاة والسلام وكان من جملة النفر الذين لم يفروا قال صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ راكب بغلته التي اهداها له فروة ابن نفافة الجذامي وهو يركضها الى وجه العدو ذكر هنا بعض اهل العلم ان لركوبه عليه الصلاة والسلام البغلة في هذه المعركة لركوبه عليه الصلاة والسلام البغلة في هذه المعركة ومن المعلوم ان البغلة ليست كالخيل الخيل سريع جدا في الكرب والفر اما البغلة ليست مثل الخيل فقالوا ان ركوب النبي عليه الصلاة والسلام للبغلة اشعار الى ان دخوله المعركة كله تقدم كل تقدم وبثبات وثقة بالله سبحانه وتعالى فلم يركب خيلا وانما ركب بغلة والبغلة بطيئة عن الخيل في سيرها وسرعتها اشعارا الى ان دخوله في هذه المعركة ودخوله لهذا الوادي لمقاتلة هواسم هو تقدم ولهذا لما فر آآ الجميع الا قلة قليلة كانوا حول النبي عليه الصلاة والسلام لم يرجع. استمر يتقدم استمر يتقدم وطلب من العباس ان ينادي بصوته الجهوري ينادي الانصار وينادي اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام قال والعباس اي عم النبي عليه الصلاة والسلام اخذ بحكمتها والحكمة اللجام والخطام فاخذ بحكامتها اي بلجامها يكفها عن التقدم يكفها عن التقدم جاء في اه في صحيحي البخاري ومسلم من حديث البراء ان ابا سفيان هو الاخذ بلجام بغلة النبي عليه الصلاة والسلام هو الاخذ في في بلجام بغلة النبي عليه الصلاة والسلام. وجاء في مسلم من حديث العباس قال وانا اخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو سفيان يقول العباس اي يقول انا اخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو سفيان اخذ بركاب رسول الله ممسك بالطرف المكان الذي يركب عليه النبي صلى الله عليه وسلم في الناقة واما اللجام فكان بيد العباس قال الحافظ في فتح الباري يمكن الجمع بان ابا سفيان كان اخذا اولا بزمامها فلما ركضها النبي عليه الصلاة والسلام اي جعلها تسرع وتتقدم الى جهة المشركين خشي العباس فاخذ بلجام البغلة بكفها يكفها واخذ ابو سفيان بالركاب وترك اللجام للعباس اجلالا له لانه كان عمه فبهذا وفق الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى بين اه الروايتين قال ابن كثير رحمه الله وهو صلى الله عليه وسلم ينوه باسمه فيقول انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب وهذا فيه اعلان ان هذه المعارك كلها دعوة للدين الذي يحمله هذا النبي عليه الصلاة والسلام والنصرة له وان هذا القتال ليس له غرض الا اعلاء دين الله الذي بعث به هذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه فهو نبي لا كذب بل ونبي صادق مرسل من ربي العالمين صلوات الله وسلامه عليه قال ثم امر العباس وكان جهير الصوت ان ينادي يا معشر الانصار يا معشر اصحاب الشجرة يا معشر اصحاب السمرة يعني اهل بيعة الرضوان ويذكرهم بهذه النداءات الانصار اصحاب الشجرة اصحاب السمرة يذكرهم على معاني عظيمة وعرفنا انهم تحت شجرة آآ آآ شجرة الرضوان التي حصل تحتها البيعة بايعهم عليه الصلاة والسلام على القتال فكأنه رضي الله عنه وارضاه وهو يقول يا اصحاب الشجرة يذكرهم بتلك المبايعة التي تمت منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتال. فلما سمعه المسلمون وهم فارون كروا واجابوه. وهذا فيه ان الذكرى تنفع فيه ان الذكرى تنفع وان الوعظ ينفع وان الانسان قد يقع في تفريط او في تقصير فاذا جاءته موعظة من ربه آآ رأى رجا وعاد لا يلزم ان يستمر في فراره لا يلزم ان يستمر في غلطه فرجع واجابوه كروا واجابوه لبيك لبيك اي استجبنا لان لبيك معناها استجابة وجعل الرجل اذا لم يستطع ان يثني بعيره لكثرة المنهزمين لم يستطع ان يثني يعني يجعله يرجع لان البعير مع مع الابل الاخرى يفر معها فقد لا يستطيع صاحبه ان يفنيه ليرجع فكان الواحد منهم ينزل عن بعيره ويأخذ درعه فيلبسها ويأخذ سيفه وترسه ويرجع رجلا اي على قدميه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اذا اجتمع حوله عصابة منهم نحو المئة انظر العدد الذي جاوز العشرة الاف العدد الذي جاوز العشرة الاف صفى منهم مئة صفى منهم مئة قال اجتمع حوله عصابة منهم نحو المئة استقبلوا هوازن مئة استقبلوا هوازن واجرى الله سبحانه وتعالى النصر على يد هذه القلة وكم من فئة قليلة هزمت فئة كثيرة باذن الله استقبلوا هوازن اجتلدوا هم واياهم واشتدت الحرب. والقى الله في قلوب هوازن الرعب حين رجعوا فلم يملكوا انفسهم ان دخل في قلوبهم خوف ورعب واذا القي في قلب العدو الرعب انهزم اذا القي في قلب العدو الرعب انهزم وفر قال ورماهم صلى الله عليه وسلم بقبضة حصباء بيده اخذ حصباء من الارض ورماها الى جهتهم فلم يبق منهم احد الا ناله منها وجاء في بعض الروايات انه قال شاهت الوجوه جاء في بعض الروايات انه صلى الله عليه وسلم قال شاهت الوجوه وايضا جاء انه قال انهزموا ورب محمد انهزموا وربي محمد يقسم بربه سبحانه وتعالى الذي النصر بيده عز وجل وهذا رواه مسلم في صحيحه من حديث العباس وفي هذا المقام انزل الله سبحانه وتعالى السكينة على قلوب المؤمنين وانزل جندا من جنده سبحانه وتعالى كما قال ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وانزلا جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا قال رحمه الله وفسر قول الله تعالى وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى بذلك وما رميت اذ رميت. اخذ الحصباء من الارض ورماها فقال الله سبحانه وتعالى وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى ولاحظونا في الاية اثبت رميا ونفى رميا الاية فيها اثبات رمي وفيها ايضا نفي رمي قال وما رميت هذا ما هو اثبات هذا اثبات نعم هذا نفي قال وما رميت؟ هذا نفي قال اذ رميت هذا اثبات فنفى رميا واثبت رميا في الوقت نفسه واذا اثبت الشيء ونفي نفسه في النصوص فالمثبت غير المنفي هذي قاعدة فالمثبت غير المنفي فالرمي المثبت غير الرمي المنفي الرمي المثبت هو اخذ الحصباء والقائها في وجوه وجوه الاعداء هذا مثبت للنبي عليه الصلاة والسلام اما الاصابة وهو ان لم يبق احد منه الا اصابه من هذه الحصباء هذا تسديد من الله فالرمي المنفي هو التسديد والاصابة الرمي المنفي هو التسديد والاصابة والرمي المثبت هو القاء الحصباء بيده الشريفة صلوات الله وسلامه عليه في وجوه الاعداء. وضح هذا المعنى ابن القيم في كتابه الزاد قال ان الله عز وجل اثبت لرسوله صلى الله عليه وسلم ابتداء الرمي اثبت لرسوله صلى الله عليه وسلم ابتداء الرمي ونفى عنه الايصال الذي لم يحصل برميته فالرمي يراد به الحذف والايصال فالحذف فعل النبي عليه الصلاة والسلام والايصال تسديد الله وتوفيقه سبحانه وتعالى قال الحافظ ابن كثير وفسر قول الله تعالى وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى بذلك يعني بهذه الرمية التي كانت من النبي عليه الصلاة والسلام قال وعندي في ذلك نظر لان الاية نزلت في قصة بدر كما تقدم. نعم قال وتفر هوازن بين يدي المسلمين ويتبعونهم يقتلون يقتلون ويأسرون فلم يرجع اخر الصحابة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الا والاسارى بين يديه وحاز صلى الله عليه وسلم اموالهم وعيالهم وانحازت طوائف من هواز الى اوطاس فبعث صلى الله عليه وسلم اليهم ابا عامر الاشعري واسمه عبيد ومعه ابن اخيه ابو موسى الاشعري حامل راية المسلمين في جماعة من المسلمين فقتلوا منهم خلقا وقتل امير المسلمين ابو عامر رماه رجل فاصاب ركبته فكان فيها حتفه فقتل ابو موسى الاشعري قاتلة وقيل بل اسلم قاتله بعد ذلك وكان احد اخوة عشرة قتل ابو عامر التسعة قبله فالله اعلم ولما اخبر ابو موسى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك استغفر استغفر صلى الله عليه وسلم لابي عامر وكان ابو عامر رابع اربعة استشهدوا يوم حنين والثاني ايمن ابن ام ايمن والثالث يزيد ابن زمعة ابن الاسود والرابع سراقة ابن الحارث ابن عدي من بني العجلان من الانصار رضي الله عنهم واما المشركون فقتل منهم خلق كثير وفي هذه الغزوة قال صلى الله عليه وسلم من قتل قتيلا فله سلبه. في قصة ابي قتادة رضي الله عنه نعم قال رحمه الله تعالى وتفر هوازن بين يدي المسلمين اعطوا المسلمين اكتافهم فارين منهزمين قال وتفر هوازا بين يدي المسلمين ويتبعونهم يقتلون ويأسرون. يتبعونهم اي المسلمون يتبعون هوازن يقتلون ويأسرون فلم يرجع اخر الصحابة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الا والاسارى بين يديه وحاز صلى الله عليه وسلم اموالهم وعيالهم وحاز اموالهم وعيالهم وكانت اعداد كبيرة من السبي الاموال والابل والماشية اعداد كبيرة جدا بالالاف وانحازت طوائف من هوازن الى اوطاس واوطاس هذا وادي في ديار هوازن انحازوا اليه فبعث صلى الله عليه وسلم اليهم ابا عامر الاشعري يعني الذين انحازوا الى او طاس بعث اليهم ابا عامر الاشعري في في عدد من الصحابة وطائفة منهم فيهم رئيسهم مالك ابن عوف النصري فلجأوا الى الطايف فلجأوا الى الطائف فروا اه فلجأوا الى الطائف فتحصنوا بها كما سيأتي في غزوة الطائف عند المصنف قال فبعث صلى الله عليه وسلم اليهم اي الذين ذهبوا الى اوطاس ابا عامر الاشعري واسمه عبيد. عبيد بن سليم الاشعري رضي الله عنه ومعه ابن اخيه ابو موسى الاشعري حامل راية المسلمين في جماعة من المسلمين فقتلوا منهم خلقا يعني في اوطاس وقتل امير المسلمين ابو عامر رماه رجل فاصاب ركبته رماه رجل فاصاب ركبته فكان فيها حتفه فكان فيها حتفه قال قتل ابو موسى الاشعري قاتلة قتل ابو موسى الاشعري قاتلة قدم هذا القول لانه هو الاقوى قال وقيل بل اسلم قاتله وقيل بل اسلم قاتله. والقول بان اسلم قاتله هذا جاء في رواية ابن اسحاق في المغازي وفي الاسناد انقطاع وجهالة. في الاسناد انقطاع وجهالة والقول الاول هو الصحيح ان ابا موسى الاشعري قتل قاتله كما ثبت ذلكم في الصحيحين كما ثبت ذلكم في الصحيحين من حديث ابي موسى الاشعري نفسه رضي الله عنه قال فلحقته فاختلفنا ضربتين فقتلته وهذا ثابت في الصحيحين صحيحي البخاري ومسلم قال ولما اخبر ابو موسى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك استغفر لابي عامر سافر لابي عامر ابو عامر رظي الله عنه لما اتته تلك الاصابة وشعر انه في الموت اعطى الراية لابي لابي موسى الاشعري وطلب منه ان يبلغ سلامه للنبي عليه الصلاة والسلام ويطلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يستغفر له وان يطلب من النبي عليه الصلاة والسلام ان يستغفر له قال وقل له استغفر لي وقل له اقرأ النبي صلى الله عليه وسلم السلام وقل له استغفر لي فلما رجع ابو موسى الاشعري بلغ الرسالة للنبي عليه الصلاة والسلام قال يقرئك السلام ويطلب منك ان تستغفر له فاستغفر له النبي عليه الصلاة والسلام فقال ابو موسى واستغفر لي انا ايضا. فاستغفر النبي صلى الله عليه وسلم لابي موسى وجاء في رواية الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام لما قال له ابو موسى انه يقرئك السلام ويطلب منك ان تستغفر له جاء في الحديث انه دعا بماء فتوضأ دعا عليه الصلاة والسلام بماء فتوضأ ثم رفع يديه ودعا ابي عامر ثم دعا لابي موسى رضي الله عنهما وهذا فيه ان اه الوضوء ورفع اليدين من اداب الدعاء من اداب الدعاء. فالنبي عليه الصلاة والسلام اختار في الدعاء لهما هذه الحالة الكاملة اه مد توضأ ثم مد يديه ودعا لهما بالمغفرة قال وكان ابو عامر الاشعري رضي الله عنه رابع اربعة استشهدوا يوم حنين رابعة اربعة استشهدوا يوم حنين والثاني ايمن ابن ابي ابن ام ايمن والثالث يزيد ابن زمعة ابن الاسود والرابع سراقة ابن الحارث ابن عدي من بني العجلان من الانصار قال واما المشركون فقتل منهم خلق كثير فقتل منهم خلق كثير قال رحمه الله وفي هذه الغزوة اي غزوة حنين قال صلى الله عليه وسلم من قتل قتيلا فله سلبه والحديث في الصحيحين في قصة ابي قتادة رضي الله عنه لانه قتل قتيلا وتركه ثم لما سمع بالنبي عليه الصلاة والسلام يقول ذلك اتى بالشهود اه اه الذين يشهدون انه اه هو الذي قتله. فسأل النبي صلى الله عليه وسلم من الذي اخذ سلبه فقال رجل انا يا رسول الله فطلب منه عليه الصلاة والسلام ان يأتي بسلبه وان يعطيه للصحابي الجليل اه ابي قتادة اه رضي الله عنه. والسلب هو ما يكون مع آآ المقتول من المشركين من سلاح وعتاد ونحو ذلك يكون ذلك لقاتله. من قتل قتيلا فله سلبه ثم ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى آآ فصل في غزوة الطائف ونكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين