بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام الحافظ ابو الفدا اسماعيل ابن عمر ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم قال فصل واما ملك هواز وهو مالك بن عوف النصري فانه حين انهزم جيشه دخل مع ثقيف حصن الطائف. ورجع صلى الله عليه وسلم من حنين فلم يدخل مكة حتى اتى الطائف فحاصرهم فقيل بضع وعشرون ليلة وقيل بضع عشرة ليلة قال ابن حزم وهو صحيح بلا شك قلت ما ادري من اين صحح هذا؟ بل كانه اخذه من قوله صلى الله عليه وسلم هواز حين اتوه مسلمين بعد ذلك لقد كنت استأنيت بكم عشرين ليلة. وفي الصحيح عن انس بن مالك رضي الله عنه انه قال فحاصرناهم اربعين يوما يعني ثقيفا فاستعصوا وتمنعوا وقتلوا جماعة من المسلمين بالنبل وغيره. وقد خرب صلى الله عليه وسلم كثيرا من اموالهم الظاهرة وقطع اعنابهم ولم ينل منهم كبير شيء. فرجع عنهم فاتى الجعرانة. نعم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا الفصل يتعلق بغزوة الطائف ومر معنا في الفصل السابق في غزوة حنين ان هوازن لما انهزموا وفروا ولحقهم المسلمون اسرا وقتلى ومر معنا ان طائفة منهم فرت الى اوطاس فارسل عليه الصلاة والسلام آآ جماعة وعددا من اصحابه صلى الله عليه وسلم وجعل عليهم ابا عامر الاشعري رضي الله عنه وطائفة منهم فروا الى الطائف. وتحصنوا في اه حصون الطائف عند الثقيف بعد ان انتهى عليه الصلاة والسلام من امر هوازن اتجه صلى الله عليه وسلم الى الطائف وكان من جملة من فر الى الطائف من هوازن ملك هوازن وهو مالك ابن عوف النصري مالك ابن عوف النصري فانه حين انهزم جيشه دخل مع حصن الطائف دخل مع ثقيف حصن الطائف وكان ايضا دخل معه هذا الحصن جماعة من هوازم فخرج النبي عليه الصلاة والسلام الى الطائف لمحاصرتهم وسلك صلى الله عليه وسلم في طريقه الى الطائف من من الجهة السهلة حتى جاء الى الطائف من جنوبها لان الطائف جنوب مكة الطائف جنوب مكة ومكة جنوب الطائف فالنبي عليه الصلاة والسلام سلك من آآ الناحية السهلة وجاء الى الطائف من الوراء. جاء الى الطائف من الوراء اي من جهة الجنوب. جاء الى الطائف من جهة الجنوب لا من جهة الشمال لان شمال الطائف هو الذي الى جهة مكة فهو عليه الصلاة والسلام جاء من جهة الجنوب الى الطائف اما جهة الشمال وهي الجهة القريبة الى الى مكة فهي صعبة جدا بينما في زماننا هذا من اسهل ما يكون مع الطريق المزفلت الملتوي الذي اه يصعد منه اه السائر الى الى مكة بيسر وسهولة مع قرب ايضا بالمسافة لانها اختصرت المسافة اختصارا شديدا فاصبح التسعين كيلا لكنه عليه الصلاة والسلام جاء من الطائف من جهة الوراء من جهة الجنوب ثم تقدم الى اه حصون اه ثقيف في الطائف وحاصرهم صلوات الله وسلامه عليه يقول ابن كثير رحمه الله ورجع صلى الله عليه وسلم من حنين فلم يدخل مكة حتى اتى الطائفة فحاصرهم فقيل بضع وعشرون ليلة اي مدة الحصار وقيل بضع عشرة ليلة قال ابن حزم وهو الصحيح بلا شك. قلت ما ادري من اين صححه بل كانه اخذه من قوله صلى الله عليه وسلم لهواز ان حين اتوه مسلمين بعد ذلك لقد كنت استأنيت بكم عشرين ليلة. فيقول قد يكون ابن حزم اخذ تصحيح هذا القول من هذا الحديث قال وفي الصحيحين عن انس بن مالك رضي الله عنه قال فحاصرناهم اربعين يوما يعني ثقيفا فاستعصوا وتمنعوا وقتلوا جماعة من المسلمين بالنبل وغيرهم اختلف اهل العلم كما اشار ابن كثير رحمه الله تعالى الى مدة الحصار الى اقوال والمهم في الامر ان النبي عليه الصلاة والسلام حاصر ثقيفا وكان قد اتاهم كما عرفنا من جهة الجنوب واستمر محاصرا لهم وهم متحصنين في حصونهم المنيعة ولم يتمكن صلوات الله وسلامه عليه من اختراق تلك الحصون فبقي تلك المدة على خلاف بين اهل المغازي والسير في قدر هذه المدة ثم رجع صلوات الله وسلامه عليه من غير ان يفتح الطائف. رجع صلوات الله وسلامه عليه من غير ان يفتح الطائف لكن حصل لهم الخوف والارهاب الارهاب وحصل ايضا آآ لهم آآ اه تخوف من النبي عليه الصلاة والسلام واصبح النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمين آآ هيبة في آآ في نفوس هؤلاء وهذا البلد الذي عرفنا سابقا ان النبي عليه الصلاة والسلام اتى اليهم وعرض نفسه عليهم ليقبلوا دين الله ولينصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلطوا عليه سفهائهم يرمونه بالحجارة فخرج عليه الصلاة والسلام ماضيا آآ واتاه ملك الجبال وعرض عليه ان يطبق الاخشبين فقال عليه الصلاة والسلام لا لعل الله ان يخرج من اصلابهم من يعبد الله فاستأنى بهم صلوات الله وسلامه عليه واستأن بكفار قريش حتى من الله سبحانه وتعالى بهذا الفتح العظيم ثم هذا الحصار الذي ايضا يعد نصرا عظيما المسلمين. المهم انه عليه الصلاة والسلام رجع آآ من الطائف آآ دون ان يفتحها وكانوا يرمون المسلمين بالنبال فاصابوا بعضهم قتل بعض المسلمين واصيب بعضهم ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم فبعض الصحابة جاءوا الى النبي عليه الصلاة والسلام وقالوا يا رسول الله ادعوا الله عليهم ادعوا الله عليهم فمد صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم اهد ثقيفا فمد عليه الصلاة والسلام يديه وقال اللهم اهد ثقيفا وهذا من شواهد كثيرة ودلائل غفيرة انه عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين انه صلوات الله وسلامه عليه رحمة للعالمين. وايضا في هذا دلالة على اهمية الدعاء للشخص المقصود بالدعوة الدعاء لهم بظهر الغيب هذا من المهم جدا اذا اتجهت همة الانسان الى شخص ليدعوه الى الله عز وجل او لجماعة ليدعوهم الى الله سبحانه وتعالى فان من المناسب ان يقدم بين يدي دعوتهم الى الاسلام دعاء الله سبحانه وتعالى ان يهديهم الى الاسلام وان يشرح صدورهم لهذا الدين واعرف شخصا معاصرا له عناية بدعوة غير المسلمين في بلاده في ذكر لي انه يقوم اخر الليل ويصلي ما يسر الله سبحانه وتعالى له من صلاة ثم يقول اناجي ربي والح عليه ان يخرج على يدي اقوام من النار يقول فما يخيبني يقول واذا اصبحت مشيت واخذت ادعو هذا وذاك يقول في اليوم الواحد ثلاثة اربعة خمسة يقول ما يخيبني رب العالمين فالدعوة ينبغي ان يكون بين يديها دعاء دعاء لمن قصد بالدعوة بان يهديه الله سبحانه وتعالى وان يشرح صدره للاسلام حتى العصاة يعني عصاة المسلمين اذا وقع انسان في معصية ينبغي على اقاربه اخوانه زملائه رفقائه ال حية ان يعتنوا بالدعاء له بالهداية حتى وان اصابه منهم اذى. فها هو نبينا عليه الصلاة والسلام اذاه كفار قريش واذاه آآ ثقيف اهل الطائف اذى شديدا والصحابة رضي الله عنهم يطلبون منه عليه الصلاة والسلام ان يدعو عليهم فيدعو عليه الصلاة والسلام لهم بالهداية يدعو لهم بالهداية وللمسلمين اسوة وقدوة في رسولهم صلوات الله وسلامه عليه لهم اسوة وقدوة في رسولهم صلوات الله وسلامه عليه ومن القصص المفيدة في هذا الباب وقد اوردها ابن كثير رحمه الله في كتابه التفسير ان رجلا كان يرتاد مجلس عمر ابن الخطاب ثم افتقده عمر ثم افتقده عمر رضي الله عنه فسأل عنه فقالوا ان حاله تغير واصبح يتعاطى الشراب واصبح كذا وكذا ذكروا له من حاله فقال رضي الله عنه ادع الله ان يقبل بقلب اخيكم قال رضي الله عنه ادعو الله ان يقبل بقلب اخيكم ثم كتب له كتابا يعظه ويذكره بالله سبحانه وتعالى فجاء الرجل تائبا فجمع رضي الله عنه له بين الدعاء له بان يقبل الله سبحانه وتعالى بقلبه و دعوته ومناصحته فهذه حقيقة من الفوائد العظيمة المهمة التي ينبغي ان يعتني بها المسلم في دعوته الى الله في دعوته لابنائه في دعوته لقرابته يقدم بين يدي الدعوة الدعاء والسؤال والالحاح على الله سبحانه وتعالى. والامر كله بيد الله عز وجل قال وقد خرب صلى الله عليه وسلم كثيرا من اموالهم الظاهرة وقطع اعنابهم ولم ينل منهم كبير شيء فرجع عنهم فرجع عنهم ايادون ان يكون هناك فتح للطائف. ولله سبحانه وتعالى حكمة في هذا الامر وسيأتي اه قريبا بعد غزوة تبوك ان ثقيفا اه اقبل الله سبحانه وتعالى بقلوبهم على الاسلام وارسلوا وفدا قيل النبي عليه الصلاة والسلام واسلمت ثقيف وكان اسلامهم بعد غزو النبي صلى الله عليه وسلم اتبوكا وهذا سيأتي بيانه عند المصنف رحمه الله تعالى. قال فاتى آآ الجعرانة ويقال الجعرانة اتى عليه الصلاة والسلام هذا المكان وهو آآ من آآ الحل القريب من اه الحرم آآ صلوات الله وسلامه عليه واحرم منه صلى الله عليه وسلم قال قال فاتاه وفد هوازن فاتاه وفد هوازن هناك مسلمين يعني جاؤوا الى النبي عليه الصلاة والسلام وايضا مع اسلامهم جاؤوا يطلبون من النبي عليه الصلاة والسلام ما سبي منهم في غزو النبي صلى الله عليه وسلم لهم قال جاءوا قبل ان يقسم الغنائم جاءوا قبل ان يقسم الغنائم وكان عليه الصلاة والسلام اخرت قسمة الغنائم مستأنيا لعلهم يرجعون قال قبل ان يقسم الغنائم فخيرهم صلى الله عليه وسلم بين ذراريهم وبين اموالهم قال اختاروا احد الامرين اما الاموال او الذراري فاختاروا الذرية فقال صلى الله عليه وسلم اما ما كان لي ولبني المطلب فهو لكم اما ما كان لي ولبني المطلب فهو لكم وقال المهاجرون والانصار وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم لان النبي عليه الصلاة والسلام خطب الناس وذكر لهم هذا الامر ان ما كان له ولبني عبد المطلب فهو لهم الانصار والمهاجرون بادروا لا لمثل ما فعل صلى الله عليه وسلم. قال وامتنع الاقرع ابن حابس قال وامتنع الاقرع ابن حابس والاقرع ابن حابس هو من المؤلفة قلوبهم وممن اعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم عطاء جزلا من اه غنائم اه حنين تأليفا لقلوبهم فكان من الاقرع بن حابس انه امتنع امتنع من اعادة ما كان له وكذلك عيينة ابن حصن امتنع وهو ايضا من المؤلفة قلوبهم وقد مر معنا ذكر عيينة بن حصن في غزوة الاحزاب كان هو الذي على غطفان كان هو الذي على غطفان في غزوة الاحزاب ففي هذا الموضع كان من المؤلفة قلوبهم وقد اسلم رضي الله عنه قبل اه فتح مكة قال وامتنع الاقرع ابن حابس وعيينة ابن حصن وقومهما حتى ارظاهما صلوات الله وسلامه عليه وعوضهما واراد العباس ابن مرداس السلمي ان يفعل كفعلهما فلم توافقه بنو سليم لم توافقه بنو سليم وامتنعوا من موافقته بل رفضوا ذلك وقالوا اه رضينا بما رضي به رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انه قال العباس لقومه او انتموني اي اظعفتموني لكنهم لم يقبلوا رأيه ورضوا بما رضي به رسول الله صلى الله عليه وسلم بل طيبوا ما كان لهم لرسول الله اي طابت به نفوسهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قال فردت الذرية الى على هوازن. ردت الذرية على هوازن وكانوا ستة الاف ردت الذرية على هوازن وكانوا ستة الاف اهذا نستفيد منه فائدة عظيمة ان الغزوات في الاسلام ليس مقصودها المال والغنائم وجمع ذلك وانما المقصود هو الاسلام. والدعوة الى دين الله سبحانه وتعالى ليس مقصودها الغنائم ولو كان المقصود هو الغنائم لم تعاد هذه ابدا لم تعد لكن اعادها النبي عليه الصلاة والسلام واكد على اصحابه رظي الله عنهم بان يعيدوا ذلك فاعيدت لهم. وكل ذلك مما يؤكد ان الاسلام ليس همه ذلك وانما اهمه نشر دين الله وادخال الناس في دين الله عز وجل قال وكان فيهم الشيماء بنت الحارث بن عبدالعزى من بني سعد بن بكر بن هوازن. وهي اخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة وهي اخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة قال فاكرمها واعطاها ورجعت الى بلادها مختارة لذلك. يعني يرى بين ان تبقى معه او ان ترجع الى بلادها فاختارت الرجوع الى بلادها قال وقد كانت هوازن متوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم برظاعتهم اياه. متوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم رضاعتهم اياه اي ذكروا له امر الرضاعة وانه عليه الصلاة والسلام يربطه بهم الرضاعة التي كانت حصلت له صلوات الله وسلامه عليه في صغره نعم ثم قسم صلى الله عليه وسلم بقيته على المسلمين. وتألف جماعة من سادات قريش وغيرهم. فجعل يعطي يعطي الرجل المئة بعير والخمسين ونحو ذلك. وفي صحيح مسلم عن الزهري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعطى فيومئذ صفوان بن امية ثلاث مئة ثلاث مئة من الابل. وعتب بعظ الانصار فبلغه فخطبهم وحدهم وامتن عليهم بما اكرمهم الله من الايمان به. وبما اغناهم الله به بعد فقرهم. والف بينهم بعد العداوة التامة فرضوا وطابت انفسهم رضي الله عنهم وارضاهم. وطعن ذو الخويصر التميمي واسمه حرقوص. فيما قيل على النبي صلى الله عليه وسلم في قسمته تلك وصفح عنه صلى الله عليه وسلم وحلم. بعدما قال له بعض الامراء الا نضرب عنقه؟ فقال لا ثم قال انه سيخرج من ضئضئ هذا قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم فاينما لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجرا لمن قتلهم. واستعمل صلى الله عليه وسلم ما لك بن عوف على من اسلم من قومه وكان قد اسلم وحسن اسلامه وامتدح رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصيدة ذكرها ابن اسحاق واعتمر صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ودخل مكة فلما قضى عمرته ارتحل الى المدينة واقام للناس الحج عام اذ واقام للناس الحج عام اذ عتاب ابن اسيد رضي الله عنه فكان اول من حج بالناس من امراء المسلمين قال رحمه الله تعالى ثم قسم صلى الله عليه وسلم بقيته على المسلمين قسم صلى الله عليه وسلم بقيته على المسلمين وتألف جماعة من سادات قريش وغيرهم. تألفهم اعطاهم من الغنائم عطاء جزلا تأليفا لقلوبهم فمنهم من كان حديث عهد باسلام ومنهم من لم يسلم بعد اعطاه مثل صفوان ابن امية كان لم يسلم فاعطاه عليه الصلاة والسلام وذكر المصنف رحمه الله تعالى انه اعطاه ثلاث مئة من الابل اعطاه ثلاث مئة من الابل وكان لم يسلم بعد لكنه عليه الصلاة والسلام كان له مقصد في ذلك وله مصلحة وهي تأليف القلوب فكان العطاء والقسم راعى فيه صلى الله عليه وسلم المصلحة ولم يراعي الحاجة وقد كان في المشاركين في هذه الغزوة المهاجرون والانصار وهم افضل واعلى مكانة وارفع منزلة واشد حاجة بعظهم كان اشد حاجة الى ذلك المال ولهم اه يد طولى في نصرة الرسول عليه الصلاة والسلام ونصرة دين الاسلام فلم يعطهم شيئا صلوات الله وسلامه عليه فكان يركز في العطاء وينظر في العطاء الى المصلحة مصلحة الاسلام وخدمة الدين وتأليف القلوب وخاصة الزعماء والرؤساء والاعيان ومن لهم مكانة قوية في اقوامهم كان يعطيهم عطاء يتألفهم به يعطيهم عطاء يتألفهم به ولهذا كان هذا العطاء له تأثيره البالغ على من اسلم منهم قبل العطاء فكان ذلك سببا لتمكن اسلامه وايضا من لم يسلم منهم كان ايضا لهذا اثر عليه في ان اسلم ودخل في هذا الدين وقد جاء في صحيح مسلم ان صفوان قال والله لقد اعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اعطاني وانه لابغض الناس الي لقد اعطاني والله رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اعطاني؟ يعني اعطاه عطاء جزلا وانه لابغض الناس الي قال فما برح يعطيني حتى انه لاحب الناس الي فما برح يعطيني حتى انه لاحب الناس الي فكان عليه الصلاة والسلام يراعي بهذا العطاء وفي هذا القسم تأليف اه اه القلوب وجذبها الى الاسلام وتحبيبها آآ هذا الدين فكان يراعي المصلحة ولم يراعي صلى الله عليه وسلم في هذا القسم آآ الحاجة كما لذلك وبينه اهل العلم اه رحمهم الله تعالى قال ثم قسم صلى الله عليه وسلم بقيته على المسلمين وتألف جماعة من سادات قريش وغيرهم فجعل يعطي الرجل مئة بعير والمئة بعير والخمسين بعير و نحو ذلك وجاء الاعراب وتزاحموا حول النبي عليه الصلاة والسلام يطلبون منه ايضا ان يقسم لهم وان يعطيهم حتى انه جاء في صحيح البخاري انهم جاؤوا يسألونه حتى اضطروه عليه الصلاة والسلام الى سمرة شجرة فخطفت رداءه يعني من اقترابهم اليه وتزاحمهم عليه صلى الله عليه وسلم حتى اضطروه الى سمرة خطفت رداءه صلى الله عليه وسلم فقال اعطوني ردائي فقال عليه الصلاة والسلام اعطوني ردائي فلو كان عدد هذه العظة يعني عدد هذه الاشجار اه نعما لو كان عدد هذه الاشجار نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا. صلوات الله وسلامه عليه فكان عليه الصلاة والسلام يعطي عطاء من لا يخشى الفقر ويعطي عطاء يخدم به دين الله سبحانه وتعالى ويتألى به قلوب الناس لينتشر الاسلام وعليه يمتد دين الله سبحانه وتعالى في ارجاء الارض ويتسع اه في اه انحائها ويقبل الناس على دين الله تبارك وتعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وفي صحيح مسلم عن الزهري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعطى يومئذ صفوان اه ابن امية ثلاث مئة من الابل ووقتها لم يكن صفوان على الاسلام لكن كان يعطيه عليه الصلاة والسلام يتألفه وهذا العطاء كان في وقت المهلة التي مرت معنا المهلة التي مرت معنا سيره اربعة اشهر هذا العطاء كان في اثناء هذه المهلة التي امهله فيها النبي عليه الصلاة والسلام في في اثناء هذه المهلة كان ايضا عليه الصلاة والسلام يتألفه بهذا العطاء لعل الله سبحانه وتعالى يشرح صدره للاسلام فشرح الله عز وجل صدره للاسلام فاسلم قال وعاتب بعض الانصار فبلغه صلى الله عليه وسلم عاتب بعض الانصار ان ما اعطاهم انه عليه الصلاة والسلام لم يعطهم وكان هذا العتب ليس من فقهائهم وانما من حدثاء الاسنان فيهم والصغار منهم فحصل من بعضهم عتب فجمعهم النبي عليه الصلاة والسلام وحدهم وخطبهم وامتن عليهم بما اكرمهم الله عز وجل به من الايمان بما اكرمهم الله سبحانه وتعالى به من الايمان وبما اغناهم الله به بعد فقرهم والف بين بينهم بعد العداوة التامة فرضوا وطابت نفوسهم وكان هذا العتب ليس من فقهاء الانصار وانما من حدثاء الاسنان ولهذا في اه قصة هذا الخبر وهي في صحيح الامام البخاري رحمه الله فيها ان ان فقهائهم قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام اما ذوو الرأي منا فلم يقولوا شيئا. هكذا قال فقهاء الانصار. قالوا اما ذو الرأي منا فلم يقولوا شيئا. واما اناس حديثة فقالوا يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشا ويترك الانصار وسيوفنا تقطر من دمائهم وسيوفنا تقطر من دمائهم. هذه الكلمة لم يقلها ذوو الرأي من انصار والفقهاء منهم. وانما قالها اه اناس هم من حدثاء اه الاسنان اه عتبوا بهذه الكلمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعهم عليه الصلاة والسلام وذكرهم بنعمة الله عليهم بالاسلام والهداية لهذا الدين وان الله سبحانه وتعالى الف بين قلوبهم وذكرهم ان هذا العطاء كان يقصد به عليه الصلاة والسلام مصلحة الاسلام وختم حديثه معهم بان قال عليه الصلاة والسلام اما ترضون ان يذهب الناس بالاموال اما ترضون ان يذهب الناس بالاموال وترجعون الى رحالكم برسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به فوالله ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به. ثم ذكر عليه الصلاة والسلام منزلة الانصار عنده ومكانتهم وقال لو سلك الناس شعبا وسلك الانصار شعبا لسلكت شعب الانصار ولولا الهجرة لكنت رجلا من الانصار وذكر امورا يبين لها فيها فضل القوم ومكانتهم عنده صلوات الله وسلامه عليه فبكى القوم رضي الله عنهم وارضاهم وقالوا رضينا برسول الله صلى الله عليه وسلم قال وطعن ذو الخويصرة وطعن ذو الخويصر التميمي واسمه حرقوص فيما قيل على النبي صلى الله عليه وسلم في قسمه ذلك طعن في في قسم النبي عليه الصلاة والسلام وجاء في بعض الروايات انه قال تلك قسمة ما اريد بها وجه الله هكذا قال في حق الرسول صلى الله عليه وسلم لكن النبي عليه الصلاة والسلام صفح عنه وحلم وكان بعض الامراء وجاء في بعض الروايات انه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال الا نضرب عنقه قال الا نضرب عنقه؟ قال لا صلوات الله وسلامه عليه قال لا ثم قال انه سيخرج من ضئضي هذا قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يخرج من بئضه هذا قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم فاينما لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجرا لمن قتلهم. وهذا الحديث في صحيح في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري وهو من جملة احاديث كثيرة جاءت في ذم الخوارج وفي الصحيحين وفي الصحيحين اه من الاحاديث في ذم الخوارج ما يبلغ عشرة احاديث هذا واحد منها يبين فيها عليه الصلاة والسلام خطورة اه الخوارج وشدة آآ ضررهم على الناس في عقائدهم في ايمانهم في آآ اخلاقهم في سلوكهم يحذر منهم عليه الصلاة والسلام اشد التحذير. ثم يبين ان القوم يقرأون القرآن وايضا جاء في بعض الروايات تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامهم مع صيامهم ويقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يعني فيهم من يحفظ القرآن وفيهم من يقوم الليل وفيه من يصوم النهار فهل عبادة لكنهم ليسوا اهل علم وفقه في دين الله سبحانه وتعالى ويقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم اي انهم لا يفقهون القرآن ولا يعون دلالات كلام الله سبحانه وتعالى ولا يفقهون دين الله عز وجل ويبين عليه الصلاة والسلام في احاديث كثيرة خطورة هؤلاء على الناس البالغة فالشاهد ان هذا الرجل فقال هذه الكلمة طعنا في قسم النبي عليه الصلاة والسلام لكن النبي صلى الله عليه وسلم صفح عنه وحلم وآآ لما طالبه بعض الصحابة بضرب عنقه لهذه الكلمة الشنيعة التي قالها قال لا صلوات الله وسلامه عليه قال الحافظ آآ بن حجر رحمه الله في الذيل الخويصرة هذا قال اه ذكره ابن الاثير في الصحابة مستدركا على من قبله ولم يورد في ترجمته سوى ما اخرجه البخاري قال وعندي في ذكري في الصحابة وقفة. قال الحافظ بن حجر في كتابه الاصابة. وعندي في ذكره في الصحابة وقفة قال رحمه الله تعالى واستعمل صلى الله عليه وسلم ما لك بن عوف النصري على من اسلم من قومه. استعمله على من اسلم من قوما. نلاحظ هنا ان هوازن لما جاءوا الى النبي عليه الصلاة والسلام وذكر خبر مجيئهم اليه ابن كثير رحمه الله قبل قليل لما جاءوا الى النبي لم يكن معهم آآ مالك هذا لم يكن معهم وانما كان في الطائف مع تقييم في حصونهم لم يكن معهم فسألهم صلى الله عليه وسلم عنه قال اين مالك اين مالك بن عوف فذكروا له عليه الصلاة والسلام انه في الطائف مع تقييد في حصونهم فقال له لهم عليه الصلاة والسلام اخبروه ان جاء مسلما اعطيه اعطيه اهله وذريته واعطيه ايضا مئة من الابل واعطيه مئة من الابل ترغيبا له في الاسلام ترغيبا له في الاسلام فذهب آآ وفد منهم الى مالك واخبروه بما قال النبي عليه الصلاة والسلام فجاء مسلما فجاء مسلما تألف النبي صلى الله عليه وسلم قلبه وتأليف القلوب هذا باب مهم جدا في الدعوة يغفل عنه كثير من الناس كثير من الناس يريد ان ينتشر الاسلام فقط المعاملة الغليظة حتى مع ابناءه ومع اولاده ومع جيرانه يريد ان يعالج المنكرات ويعالج الاخطاء والمخالفات الشدة بينما تأليف القلوب باب عظيم في جذب الناس وتحبيبهم لدين الله سبحانه وتعالى. يعني عندما تريد ان تدعو شخصا وبين يدي دعوتك له تقدم له هدية جزلة وهدية اخرى مثلا وثالثة تجد ان لكلامك فيما بعد وقع على على نفسه وتجد ان قلبه يميل اليك ويصغي الى كلامك ويطيب له ان تحدثه لانك يعني اوجدت شيئا يجذبه اليك ويحببه الى سماع حديثك وهذا ما يسمى في الشرع تأليف القلوب من من اه ممن يعطون من الزكاة المؤلفة قلوبهم الاصناف الثمانية الذين يعطون من الزكاة المؤلفة قلوبا حتى من الكفار يعطون تأليفا لقلبه للاسلام يعطى من الزكاة ليؤلف قلبه لان دخوله في الاسلام هذا مكسب عظيم وغنيمة كبيرة جدا وفي انقاذ له لهذا الانسان الانقاذ له من النار ومن سخط الجبار سبحانه وتعالى فكان عليه الصلاة والسلام يعتني عناية عظيمة جدا في في هذا المسلك تأليف القلوب للاسلام فالشاهد ان مالك ابن عوف النصري جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام مسلما فاعطاه ما وعد اعطاه اهله واعطاه ذريته واعطاه مئة اهملنا الابل وزيادة على ذلك استعمله جعله اميرا صلى الله عليه وسلم على من اسلم من قومه جعله اميرا على من اسلم من قومه والرجل رضي الله عنه وارضاه اسلم وحسن اسلامه واصبح نصرا الاسلام اه نصرا للمسلمين قال واستعمل صلى الله عليه وسلم ما لك بن عوف النصري على من اسلم من من قومه وكان قد اسلم وحسن اسلامه وامتدح رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصيدة ذكرها ابن اسحاق كيف يا سيرته قال واعتمر صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ودخل مكة ودخل مكة فلما قضى عمرته ارتحل الى المدينة لما قضى عمرته ارتحل الى المدينة واقام اه للناس الحج عامئذ عتاب ابن اسيد رضي الله عنه فكان اول من حج بالناس من امراء المسلمين اول من حج بالناس من امراء المسلمين ابن اسيد آآ رضي الله عنه وارضاه وبهذا يكون المصنف انهى ما يتعلق بغزو الطائف وعرفنا ايضا فيما سبق ان ثقيف اه رجع عنهم اه صلوات الله وسلامه عليه دون ان يفتح الطائف وبقى وبقى الثقيف متحصنة في الطائف لكنه دعا صلوات الله وسلامه عليه لهم بان يهديهم الله سبحانه وتعالى فكان ذلك وجاءوا في العام المقبل ارسلوا وفدا الى النبي عليه الصلاة والسلام في رمضان من العام المقبل واسلموا وستأتي قصة اسلامهم عند آآ المصنف آآ رحمه الله تعالى بعد ذكره لغزوة اه تبوك ونكتفي اه يومنا هذا بهذا القدر. ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اه جميعا اه بما لبن وان يجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم انا نسألك ايمانا دائما وعلما نافعا وهديا قيما والتوفيق لما تحبه وترضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا انا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت لنا من كل شر. اللهم واصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا. واهدنا سبل السلام. واخرجنا من الظلمات الى النور وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وازواجنا وذرياتنا واموالنا واوقاتنا واجعلنا مباركين اينما اكنا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله. نبينا محمد واله وصحبه اجمعين فهذا ايها الاخوة تنبيه كتاب الفصول في سيرة الرسول للامام ابن كثير اه يوزع اه يوميا بمكاتب التوعية المجاورة آآ للباب الذي في مخرج الساحات الباب رقم سبعة وثلاثين ومخرج الساحات رقم واحد وعشرين بعد صلاة الفجر وبعد صلاة التراويح يوميا بعد صلاة الفجر وبعد صلاة التراويح يوميا الباب اه آآ رقم سبعة وثلاثين وايضا رقم واحد وعشرين بعد صلاة الفجر وبعد اه صلاة التراويح يوميا ومن لم يكن اه معه نسخة من هذا الكتاب يتفضل باستلام نسخته جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والهمكم الله الصواب وفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك