بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام الحافظ ابو الفداء اسماعيل ابن عمر ابن كثير رحمه الله تعالى يقول في كتابه الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم قال فصل ولما انزل الله عز وجل على رسوله قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدوا وهم صاغرون. ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم اهل المدينة ومن حولهم من الاعراب الى الجهاد واعلمه بغزو الروم وذلك في رجب من سنة تسع. وكان لا يريد غزوة الا ورى بغيرها الا غزوته هذه. فانه صرح لهم بها ليتأهبوا لشدة عدوهم وذلك حين طابت الثمار وكان ذلك في سنة مجدبة فتأهب المسلمون لذلك انفق عثمان ابن عفان رضي الله عنه على هذا الجيش وهو جيش العسرة مالا جزيلا. فقيل الف دينار وقال بعضهم انه حمل على الف بعير ومئة فرس وجهزها اتم جهاز حتى لم يفقدوا عقاله ولا خطاما رضي الله عنه. ونهض رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحو من ثلاثين الفا على المدينة محمد بن مسلمة وقيل سباع بن عرفطة وقيل علي ابن ابي طالب رظي الله عنه والصحيح ان عليا كان خليفة له على النساء والذرية. ولهذا لما اذاه المنافقون فقالوا ترك على النساء والذرية لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكى اليه ذلك. فقال الا ترضى ان تكون من بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبي بعدي. وقد خرج معه عبدالله بن ابي رأس النفاق ثم رجع من اثناء الطريق وتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء والذرية ومن عذره الله من الرجال قال ممن لا يجد ظهرا يركبه او نفقة تكفيه. فمنهم البكاؤون وكانوا سبعة ابن عمير وعلبة ابن زيد وابو ليلى عبدالرحمن ابن كعب وعمرو بن الحمام وعبدالله بن المغفل المزني وهرمي بن عبد الله وعرباض ابن سارية الفزاري رضي الله عنهم. وتخلف منافقون كفرا وعنادا وكانوا نحو الثمانين رجلان وتخلف عصاه مثل مرارة بن الربيع وكعب بن مالك وهلال بن امية ثم تاب الله عليهم بعد قدومه صلى الله عليه وسلم بخمسين ليلة. فسار صلى الله عليه وسلم. نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فهذا الفصل عقده المصنف رحمه الله تعالى للحديث عن غزوة تبوك وهي اخر غزوة غزاها رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وكانت هذه الغزوة في السنة التاسعة من الهجرة في شهر رجب وكانت بعد حصار الطائف بستة اشهر تقريبا. لما رجع النبي عليه الصلاة والسلام بعد حصار الطائف الى المدينة امضى ما يقرب من ستة اشهر ثم خرج صلى الله عليه وسلم لغزو تبوك وهذه الغزوة تسمى غزوة تبوك لان البلد المقصود بهذه الغزوة هو تبوك وهو يقع شمال جزيرة العرب الى جهة الشام وتسمى ايضا غزوة العسرة لان الناس في تلك الايام في شدة وجهد وحاجة وقلة زاد ونهضوا مستجيبين لنداء الله عز وجل دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال الله سبحانه وتعالى الذين اتبعوه في ساعة العسرة فتسمى هذه الغزوة لهذا السبب غزوة العسرة. كما انها ايضا تسمى غزوة تبوك وكانت كما ذكرت هي اخر غزوة غزاها رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وترتب على هذه الغزوة المباركة توطيد الاسلام في تلك النواحي والتمكين له هذا من جهة ومن جهة ثانية تمهيد لما ويسره الله سبحانه وتعالى فيما بعد من فتح للشام وما وراء تلك الديار فهي من جهة توطيد للاسلام في تلك المناطق تهيئة لما سيكون بعدها من فتوحات في الشام فما ورائها قال المصنف رحمه الله تعالى ولما انزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون لما نزلت هذه الاية الكريمة ندب صلى الله عليه وسلم اهل المدينة ومن حولهم من الاعراب الى الجهاد وبهذا يعلم ان سبب هذه الغزوة هو هذه الاية نزول هذه الاية على النبي عليه الصلاة والسلام وفي كتب المغازي تذكر اسباب لكن السبب الواضح لقيام النبي عليه الصلاة والسلام بهذه الغزوة انه لما نزل عليه لما نزلت عليه هذه الاية الكريمة الامرة او المشتملة على الامر بمقاتلة اهل الكتاب قام النبي عليه الصلاة والسلام بذلك وندب صلى الله عليه وسلم اهل المدينة ومن حولهم من الاعراب الى الجهاد قال واعلمهم بغزو الروم يعني عين لهم الجهة التي هو ذاهب اليها وكان من عادة عليه الصلاة والسلام يندب للجهاد ولا يعين الجهاد حتى لا يعلم بامره وبخبره الا هذه الغزوة اعلمهم بان الجهة المقصودة بالغزو الروم وكان ذلك في رجب من سنة تسع للهجرة قال الحافظ ابن حجر بلا خلاف وكان لا يريد غزوة الا وراء بغيرها وكان لا يريد بغزوة الا وراء بغيرها اذا كان يريد مثلا جهة الشمال في غزوه يسأل عن الطريق وقد بدأ يهيئ الجيش يسأل عن الطريق في جهة الجنوب من اين الطريق؟ ويسأل عن امور حتى يظن الناس ان وجهته الى الجنوب وليست الى الشمال الا هذه الغزوة اعلن في الناس ان الوجهة الروم والمقصد في هذا القتال غزو الروم قال وكان لا يريد غزوة الا ورى بغيرها الا الا غزوته هذه فانه صرح لهم بها لماذا؟ قال ليتأهب لشدة عدوهم وكثرته مسافة طويلة جدا والعدو ايضا شديد وكثير فاعلمهم حتى يستعدوا استعدادا تاما ويتهيأ تهيؤا عظيما لملاقاة هذا العدو قال وذلك حين طاب الثمار وهذا ايضا امتحان اخر حين طابت ثمار والنفس في مثل هذا الوقت تتشوف الى ان تستمتع بالرطب التمر حين يطيب فتتشوف لذلك فكان الخروج من المدينة حين طابت طابت الثمار وهذا امتحان اخر ولم يكن معهم زاد على قلة من الزاد ومع ذلك نهضوا مستجيبين لامر الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه. قال وكان ذلك في سنة مجدبة فتأهب المسلمون لذلك تأهب المسلمون لذلك وهذا من اوضح الدلائل وابينها على سرعة استجابة الصحابة رضي الله عنهم لامر الله وامر رسوله عليه الصلاة والسلام وعظم رغبتهم فيما عند الله سبحانه وتعالى من عظيم الثواب وكريم المآب ودعا النبي عليه الصلاة والسلام الصحابة الى الجهاد بالمال اولا بذل المال جهادا في سبيل الله وانفاقا منه في سبيل الله فدعا عليه الصلاة والسلام الى النفقة في سبيل الله وانفق عثمان بن عفان انفق عثمان بن عفان على هذا الجيش وهو جيش العسرة مالا جزيلا انفق عثمان على هذا الجيش جيش العسرة مالا جزيلا فانفق الف دينار وبدأت منافسة عظيمة جدا في الانفاق كل ينفق مستطاعة وجهده جاء عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وانفق نصف ماله قدمه في في سبيل الله وعثمان انفق نفقة سخية حتى ان النبي عليه الصلاة والسلام قال له على اثر تلك النفقة ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم؟ وكانت منافسة عظيمة حتى ان الفقراء من الناس والذين لا يجدون شيئا الا قلة كانوا يأتون يعني كان بعض الفقراء يأتي بنصف صاع من الطعام نصف صاع من الطعام او صاع من الطعام يأتي به في هذه المنافسة العظيمة في الانفاق في سبيل الله وبهذه المناسبة اشير وافيد بادرة مباركة من خادم الحرمين حفظه الله الملك عبد الله البارحة ليلا وجه دعوة للتبرع لاخواننا المنكوبين في باكستان وتعلمون ان باكستان في هذه الايام اصيبت بفيضانات عظيمة ومهيلة جدا حتى انه الى الاحصائية بالامس عدد المنكوبين الذين هم خارج البيوت تجاوز العشرين مليون عدد المنكوبين الذين هم خارج البيوت تجاوز العشرين مليون خارج البيوت ليس عنده شيء يعني اجتاحت السيول والمياه البيوت فطمرتها ودمرت فخرج بنفسه فقط لا متاع ولا ثم هذه المياه وركودها يسبب الامراظ ويسبب اوبئة ويسبب ولا يجد ايظا الكثير منهم المأوى والمكان الذي ينام فيه فالبارحة ليلا وجه خادم الحرمين حفظه الله تعالى فالتبرع المالي والعين وحددت اماكن للتبرع المالي والتبرع العيني وبدأ هو بنفسه بعشرين مليون ثم انهالت التبرعات الى مبالغ لا تتوقعونها ما اموال والملاعب الرياظية يوظع فيها ايظا التبرعات العينية. والان الدولة تعمل عملا جادا في لجان جدا لايصال هذه المساعدات والوقوف مع هؤلاء المنكوبين اقول ذلك ذكرا لهذا العمل المبارك ولندعو هذا الاحسان العظيم والبذل المبارك والتوجيه والناس في موسم خيرات وموسم بركة وموسم بذل وجود وعطاء فالبارحة ولله الحمد حصل آآ خير عظيم ودعم مبارك يقر به عين المسلم ويفرح لان هذه باذن الله تبارك وتعالى سيكون بها تفريج لكربات ووقوف مع اخوة في محنة عظيمة العدد ليس بالقليل. العدد ليس بالقليل والمصاب ليس بالهين عشرين مليون هذا ليس عددا قليلا والمصاب ايضا ليس بالهين الجميع اصبحوا في العراء في السيول في الامطار بدون اي آآ بدون اي شيء يمتلكونه الا اللباس الذي على الانسان ونسأل الله الكريم في هذه الساعة المباركة ان يكون لاخواننا حافظا ومعينا وان يفرج كربتهم وان ينفس فعليهم في مصابهم وان ييسر امرهم وان يجعل ما اصابهم كفارة لهم ورفعة وان يأتيهم بالفرج من حيث لا يحتسبون وان يرزقهم سبحانه وتعالى من واسع فضله وجزيل منه وان يجزي خير الجزاء خادم الحرمين وولاة الامر وكل من دعم وساهم وبذل في هذا الباب المبارك باب البذل العطاء في هذا الشهر المبارك شهر الجود والسخاء قال المؤلف رحمه الله تعالى وانفق عثمان ابن عفان على هذا الجيش وهو جيش العسرة مالا جزيلا فقيل الف دينار وقال بعضهم انه حمل على الف بعير مائة فارس وجهزها اتم جهاز حتى لم يفقدوا عقالا ولا خطاما يعني جهزها جهازا كاملا ايضا كما اشرت قبل قليل الفقراء قدموا يعني بعظ الفقراء بعض الفقراء قدموا جاء بعضهم بنصف ساعة يحمله ويضعه لان هذا جهده والذين لا يجدون الا جهدهم. هذا الذي عنده فقدمه قد يكون الفقير عنده صاعان من الطعام فان انفق صاعا منها يكون قد انفق نصف ما له يكون قد انفق نصف ماله وفي هذا المعنى يقول عليه الصلاة والسلام غلب درهم الف درهم غلب درهم الف درهم ثم بين ذلك وهو ان رجل لم يكن عنده الا درهمان فانفق احدهما في سبيل الله واخر انفق الف درهم من عرظ ماله اموال طائلة عنده فاخذ منه الف وانفقه فقال غلب درهم الف درهم ولهذا لا يتقال للانسان نفقة يعطيها هذا النصف الصاع قد يغلب اشياء كثيرة جدا لان هذا النصف الصاع قد يكون هو رأس مال الانسان او ما يملكه او يكون نصف مال الانسان وقد قال عليه الصلاة والسلام اتقوا النار ولو بشق تمرة اتقوا النار ولو بشق تمرة يعني نصف تمرة تفيد الانسان وتنفعه وجاء في الحديث في الصحيحين اذا انفق العبد من كسب طيب عدل تمرة اذا انفق عدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله الا طيب عدل تمرة اذا انفق العبد عدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله الا طيبا اخذها الله منه بيمينه ثم رباها له كما يربي احدكم فلوه او فصيلة. ثم يجدها يوم القيامة مثل الجبل ثم يجدها يوم القيامة مثل الجبل تمرة مثل الجبل تكون يوم القيامة فلا يتقال الانسان العطاء. الشاهد ان بعظ المسلمين من الفقراء جاءوا في ذلك اليوم وقدموا الشيء القليل الذي يجدونه الشيء القليل الذي يجدونه فجاء بعضهم بصاع وبعضهم بنص صاع فكان من المنافقين الهمازين اللمازين الوقيعة في هؤلاء وفي هؤلاء فلما جاء اصحاب اليسار وقدموا الاموال الطائلة قال المنافقون هؤلاء يراؤون قال المنافقون هؤلاء يقدمون هذه الاموال رياء ثم لما جاء الفقراء وقدموا القليل قالوا ان الله عن صدقة هؤلاء غني نصف ساعة قالوا ان الله عن صدقة هؤلاء لغني والله غني عن العالمين والله سبحانه وتعالى غني عن العالمين والعالمون كلهم فقراء الى الله. سبحانه وتعالى اشتغلوا باللمز تهوينا من اعمال البر واعمال الخير واعمال العطاء ولهذا يستفاد من هذا فائدة ان الاعمال المشروعة الاعمال المشروعة المأمور بها لا يجوز للانسان ان يخوض فيها لمزا وهمزا ووقيعة نحن لنا ظاهر الانسان اذا انفق في عمل نعلم انه مشروع لنا ظاهره اما اذا اشتغل انسان بالنوايا والخبايا وقال لعله مرائي يمكن انه كذا احتمال انه كذا هذا دخول في النوايا التي بينه وبين وهذا لا يحل وهو الذي صنعه المنافقون في مثل هذه الوقعة بل الواجب على الانسان ان يقبل ظاهر الناس فاذا انفق قل او كثر في عمل مبارك يحمد له ويثنى عليه ويدعى له على عمله وصنيعه اما ان يقع الانسان في عرظه ويتهم نية ويطعن في عمله او نحو ذلك فهذا كله مما حرمه الله وهو من اعمال اهل النفاق ومن اعمال اهل النفاق نعم ونهض صلى الله عليه وسلم في نحو من ثلاثين الفا واستخلف على المدينة محمد بن مسلمة وقيل تباع بن عرفطة وقيل علي ابن ابي طالب رضي الله عنه والصحيح ان عليا كان خليفة له على النساء والذرية ولهذا هذا لما اذاه منافقون فقالوا تركه على النساء والذرية لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكى اليه ذلك فقال الا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبي بعدي. وخرج وقد خرج معه عبد الله ابن ابي رأس النفاق ثم رجع من اثناء الطريق. وتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء والذرية ومن عذره الله من الرجال ممن لا يجد ظهرا يركبه او نفقة تكفيه فمنهم البكاؤون وكانوا الثاني بن عمير وعلبة ابن زيد وابو ليلى عبدالرحمن ابن كعب وعمرو بن الحمام وعبدالله بن المغفل المزني ابن عبد الله وعرباض بن ساري الفزاري رضي الله عنهم. وتخلف منافقون كفرا وعنادا. وكانوا نحو الثمانين رجلا وتخلف عصاة مثل مرارة ابن الربيع وكعب ابن مالك وهلال ابن امية ثم تاب الله عليهم بعد بعد قدومه صلى الله عليه وسلم بخمسين ليلة. نعم قال رحمه الله ونهض صلى الله عليه وسلم في نحو بنحو من ثلاثين الفا. في نحو من ثلاثين الفا هذا العدد الكبير الذي خرج مع النبي عليه الصلاة والسلام في مثل هذا الوضع الصعب والسنة المجذبة والمسافة الطويلة والعدو ايضا الشديد هذا يدل على صدق الرغبة وسرعة الاستجابة وعظم الهمة وعلوها في نصرة دين الله جل وعلا والاستجابة لداعي الجهاد لنصرة دين الله سبحانه وتعالى. فنهض آآ رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحو من ثلاثين الفا وهذا اكبر جيش قاده النبي عليه الصلاة والسلام في حياته الجيوش التي مرت هذه اخر غزوة غزاها عليه الصلاة والسلام والجيوش التي مرت معنا لما تصل هذا العدد ولم اه تقاربه اه في فتح مكة عشرة الاف وفي اه غزوة حنين زاد على ذلك الفان تقريبا. اما هنا ثلاثون قال واستخلف على المدينة محمد ابن مسلمة وقيل سباع بن عرفطة وقيل علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال والصحيح ان عليا كان خليفة له على النساء والذرية استخلفه عليه الصلاة والسلام على النساء والذرية وطاله في هذا الامر اذى المنافقين وتكلموا في علي رضي الله عنه ولهذا لما اذاه المنافقون فقالوا تركه في النساء والذرية ونحن نعرف اه من هو علي رضي الله عنه في القتال ومواقفه المشيدة المشرفة العظيمة التي كانت منه في غزوات النبي عليه الصلاة والسلام وعندما يدعى للبراز اول من يتقدم رضي الله عنه وكم من رؤوسهم من آآ آآ قتل على يده رضي الله عنه وارضاه وبقي مستجيبا للنبي عليه الصلاة والسلام فاذاه المنافقون بالكلام قالوا تركه مع النساء والذرية فلحق رسول الله صلى الله عليه وسلم في اول الطريق في الجرف باول الطريق لحق النبي عليه الصلاة والسلام لعله يأذن له في المضي معه صلى الله عليه وسلم في قتال وذكر له ما تحدث به من تحدث من قول من ترك مع النساء والذرية ونيلهم منه رضي الله عنه وارضاه فقال عليه الصلاة والسلام كذبوا ثم قال له صلى الله عليه وسلم الا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون؟ من موسى غير انه لا نبي بعدي غير انه لا نبي بعدي وهذي منقبة وفضيلة لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه والحديث بهذا مخرج في الصحيحين صحيحي البخاري ومسلم قال وما وخرج معه عبد الله ابن ابي رأس المنافقين خرج مع النبي عليه الصلاة والسلام ثم رجع من اثناء الطريق ثم رجع من اثناء الطريق وايضا حدث انه بعد غزوة تبوك كانت وفاة هذا المنافق وايضا جاء في النصوص ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى وثم جاء النهي ثم جاء النهي عن الصلاة على من كان على هذه الصفة ولا تصلي على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره قال وتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء والذرية وتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء والذرية ومن عذره الله من الرجال ومن عذره الله من الرجال ممن لا يجد ظهرا يركبه او نفقة تكفيه فهؤلاء عذرهم الله يعني معذورون نساء وذرية ورجال معذورون لانه ليس عنده ظهر يركبه وليس عنده ايضا نفقة ينفقها والصحابة الذين خرجوا لتبوك كان بعضهم يعتقد الثلاثة على البعير الواحد تعتقد الثلاثة على البعير الواحد فهؤلاء آآ معذورون قال فمنهم البكاؤون وكانوا سبعة ومنهم البكاؤون وكانوا سبعة بكاؤهم ماذا لهفا وشغفا في المضي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن لا حيلة لهم ولا يجدون لا يجدون شيئا يقومون به حتى يمظون لا نفقة ولا ظهر وجاؤوا للنبي عليه الصلاة والسلام ليحملهم فما كان عنده عليه الصلاة والسلام ما يحملهم عليه فرجعوا يبكون يبكون من شدة لها في الرغبة عدد اسماؤهم قال وكانوا سبعة سالم بن عمير علبة ابن زيد وابو ليلى عبد الرحمن ابن كعب وعمرو ابن الحمام وعبدالله ابن فالمزني وهرمي بن عبدالله واعراض بن سارية ولنستمع الى قصة احد هؤلاء علبة ابن زيد لما رجع ويبكي لهفا وشوقا وطمعا في ان يكون من من هؤلاء لما رجع وهو في بكاءه اخذ يناجي ربه سبحانه وتعالى بهذه المناجاة يقول اللهم انك قد امرت بالجهاد اللهم انك قد امرت بالجهاد ورغبت فيه ورغبت فيه ولم تجعل عندي ما اتقوى به مع رسولك ولم تجعل عندي ما اتقوى به مع رسولك الان يريد ان يتصدق يريد ان يتصدق بصدقة في هذا المقام لا مال عنده ولا قدرة للذهاب وفي شوق عظيم ليذهب مع هؤلاء فانظر الى هذه الصدقة التي تصدق بها قال واني اتصدق واني اتصدق على كل مسلم بكل مظلمة اصابني بها في جسدي او عرظي واني اتصدق على كل مسلم ما عنده مال ولا عنده ولا قدرة ولا قوة على الجهاد هو يريد ان ينفق يريد ان يتصدق قالوا اتصدق على كل مسلم بكل مظلمة اصابني بها في جسدي او عرظي في جسدي او عرظي وجاء ان النبي عليه الصلاة والسلام اخبره ان الله غفر له اخبره ان الله غفر له وهذا يدل ان باب آآ الدرجات العلى ونيل المغفرة ورحمة الله سبحانه وتعالى وفضله باب واسع وهؤلاء الذين حبسهم العذر شريكون لمن ذهبوا في الاجر هؤلاء الذين حبسهم العذر شريكون للذين ذهبوا في الاجر ولهذا جاء في صحيح البخاري من حديث انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من غزوة تبوك ودنا من المدينة قال عليه الصلاة والسلام ان بالمدينة ان بالمدينة لاقوام ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا كانوا معكم قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة؟ قال نعم وهم بالمدينة حبسهم العذر فهم مع الصحابة في شوقهم في رغبتهم في لكن العذر هو الذي حبسهم والعذر هو الذي منعهم فهذا يدلنا على ان فظل الله سبحانه وتعالى واسع وان الانسان بنيته الصالحة يبلغ الدرجات العلا والمنازل الرفيعة اذا كان الذي حبسه عن العمل العذر اذا كان الذي حبسه عن العمل العذر قال رحمه الله وتخلف منافقون كفرا وعنادا وكانوا نحو الثمانين رجلا تخلفوا كفرا وعنادا هؤلاء نوع تخلفهم كفر وعناد وكانوا نحو الثمانين رجلا قسم اخر تخلفوا قال وتخلف عصاة تخلفهم كان معصية مثل اه مرارة او مرارة ابن الربيع وكعب بن مالك وهلال ابن امية ثم تاب الله عليهم بعد قدومه صلى الله عليه عليه وسلم خمسين ليلة بخمسين ليلة لو نلاحظ في ضوء السرد الذي سرده الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى لمن تخلفوا عن الذهاب لغزوة تبوك نجد انهم على اربعة اقسام من تخلفوا عن الذهاب الى غزوة تبوك على اربع اربعة اقسام. القسم الاول من تخلفوا بامره القسم الاول من تخلفوا مأمورين بذلك امرهم عليه الصلاة والسلام ويدخل تحت هذا الصنف علي بن ابي طالب رضي الله عنه والصنف الثاني من تخلفوا لعذر من تخلفوا لعذر وهم من ذكرهم بقوله وتخلف عن رسول الله النساء والذرية ومن عذره الله من الرجال والصنف الثالث من تخلفوا كفرا وعنادا وهم المنافقون والصنف الرابع من تخلفوا عصيانا من تخلفوا عصيانا وسمى منهم اه وذكر هؤلاء الثلاثة آآ ما ضبطه مرارة او مرارة اه مرارة ابن الربيع وكعب ابن مالك وهلال ابن امية مرارة ابن الربيع وكعب ابن مالك وهلال ابن امية وهؤلاء الثلاثة تخلفوا اه معصية تخلفهم نوع التخلف معصية اخذوا يسوفون ليس رغبة جميع هؤلاء لهم مشاهد عظيمة جميع هؤلاء لهم مشاهد عظيمة يعني مرارة وكعب شهدوا بدرا مرارة شهدوا بدرا آآ نعم مرارة وهلال شهدوا بدرا وكعب شهد ما بعد بدر فكان لهم مشاهد لم يتخلفوا رغبة عن عن نصرة دين الله ولكن اخذوا يسوفون ويعني استجذبهم الظلال والثمار وهذه الامور واخذوا يصوفون ويسوفون ويؤخرون الى ان ذهب الجيش فبقوا في المدينة فبقوا في المدينة وستأتي قصة توبتهم في تمام الحديث حديث المصنف رحمه الله وتوبة الله عليهم ونزول الايات الكريمة في ذكر توبة الله سبحانه وتعالى عليهم لصدقهم مع الله وسلوكهم مسلك الصادقين فتاب الله عليهم كما سيأتي آآ ذكر حديثهم بذلك نعم فسار صلى الله عليه وسلم فمر في طريقه بالحجر. فامرهم الا يدخلوا عليهم بيوتهم الا ان باكين والا يشربوا الا من بئر الناقة وما كانوا عجنوا به من غيره فليطعموه للابل وجازها صلى الله عليه وسلم مقنعا. نعم. قال فسار يعني في الطريق متجها الى تبوك صلوات الله وسلامه عليه فمر في طريقه بالحجر الحجر مدائن صالح التي تعرف الان بمدائن صالح ديار ثمود وتعرف الان بمدائن صالح فهذه هذا المكان هو ديار المعذبين هذا المكان هو ديار المعذبين وامرهم عليه الصلاة والسلام ان يسرعوا في المرور لا لا يبقى في هذه الاماكن اماكن معذبين وانما يمرون منها سريعا مثل ما فعل عليه الصلاة والسلام في وادي محسر اسرع وادي محسر هو المكان الذي عذب الله سبحانه وتعالى فيه ابرهة واصحابه الذين جاءوا لهدم بيت الله الحرام فالسنة والهدي عند المرور بديار المعذبين ان يمر الانسان سريعا. لا يبقى فيها يطبخ الطعام ويجلس وانما يمر سريعا فلما مر عليه الصلاة والسلام في طريقه بالحجر امرهم الا يدخلوا عليهم بيوتهم الا ان يكونوا باكين الا ان يكونوا باكين والا يشربوا الا من بئر الناقة وقوله الا ان يكونوا باكين اي خوفا استعاذة بالله وخوفا من هذا البلاء والعذاب الذي نال هؤلاء في هذه الديار فهي ديار عذاب عذب فيها اقوام واهلكوا عن اخرهم فيها فلا يمر الانسان الا الا باكيا لا يقف لا يمر الا مسرعا ولا يقف الا باكيا قال والا يشربوا الا من بئر الناقة وما كانوا عجنوا به من غيره يطعموه للابل يعني لا يأكل منه شيئا لا يأكل منه شيئا وجازه صلى الله عليه وسلم آآ وجازها صلى الله عليه وسلم اه مقنعا اه اي مطمئنا رأسه ومسرعا صلوات الله وسلامه عليه في مروره بهذه الديار ديار المعذبين نظير اسراعه صلى الله عليه وسلم في وادي محسر نعم فبلغ صلى الله عليه وسلم وجازها صلى الله عليه وسلم قنع مقنعا آآ علق عليها عندك اه غطى وجهه مقنعا يعني آآ غطى وجهه وضع على وجهه صلى الله عليه وسلم القناع الغطاء. نعم. يوجد في تعليق الحديث يقول اخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر وليس عند مسلم وجازها مقنعة قال النووي في شرح مسلم وفيه الحث على المراقبة عند المرور بديار الظالمين وواضع العذاب ومثله الاسراع في وادي محسر ذكرت تقنيع مجانبة ابار الظالمين. نعم. قال فبلغ صلى الله عليه وسلم تبوك وفي عين تبض بشيء من ماء قليل. فكثرت ببركته مع ما شوهد من بركة دعائه في هذه الغزوة من تكثير الطعام الذي كان حاصل الجيش جميعه منه مقدار العنز الباركة. فدعا الله عز وجل فاكلوا منه وملأوا كل او وعاء كان في ذلك الجيش وكذا لما عطشوا دعا الله تعالى فجاءت سحابة فامطرت فشربوا حتى رووا واحتملوا ثم وجدوها لم تجاوز الجيش في ايات اخر كثيرة احتاجوا اليها في ذلك الوقت. نعم قال رحمه الله تعالى فبلغ صلى الله عليه وسلم تبوك وفيها عين تبظ بشيء من الماء قليل يعني تسيل تبيض اي تسيل يخرج منها آآ ماء قليل فكثرت ببركته يعني بركة دعائه صلى الله عليه وسلم مع شوهد من مع ما شوهد من بركة دعائه في هذه الغزوة من تكفير الطعام الذي كان حاصل الجيش جميعه منه مقدار العنز الباركة يعني لما طلب من الناس كل يأتي بما عنده من طعام ووضع على نطع في الارض فكل يأتي بالطعام الذي عنده الجيش كم كان عددهم ثلاثون الف الطعام الذي جمع من هذا العدد لا يساوي او لا يوازي عنز باركة لا يوازي عنز باركة هذا العدد الذي هو ثلاثون الف قيل لهم كل واحد عنده طعام يأتي به اجمعوا لنا ما عندكم من الطعام فجمعوا ووضع نطع في الارض وكل يأتي بالتمرة يعني حتى جاء في بعض الاثار انهم الجماعة منهم يتناوبون على تمرة واحدة يمصونها يمصها الواحد منهم ثم يعطيها صاحبه ويشرب ماء بعدها فقط يمص التمرة ثم يعطيها الثانية يمصها قليلا ويشرب الماء ويعطيها الثالث يمصها قليلا ويشرب الماء فطلب منهم عليه الصلاة والسلام الجميع ثلاثون الف كل يأتي بما عندهم من الطعام فجمعوا الطعام الذي عند الجميع فوظع على النطع فكان لا لا يساوي او لا يوازي عنز باركة. عنز واحدة باركة قال مع ما شوهد من بركة دعائه في هذه الغزوة من تكفير الطعام الذي كان حاصل الجيش جميعه من مقدار العنز الباركة فدعا صلى الله عليه وسلم دعا الله فاكلوا منه يعني اكلوا جميعا وملأ وملأوا كل وعاء كان في ذلك الجيش يعني كل اكل حتى شبع وايضا كل ملأ الوعاء الذي معه دعا الله سبحانه وتعالى لهذا الطعام الذي يعني لا يساوي قدر عنز باركة دعا بالبركة فصار الجميع يأكلون ثلاثين الف ولما سمعوا ايضا كل يحمل منه يملأ وعاءه وهذا من بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو من ايات اه النبوة قال وكذلك لما عطسوا دعوا دعا الله عز وجل دعا الله عز وجل فجاءت سحابة فامطرت دعا الله فجاءت سحابة فامطرت فشربوا حتى رووا واحتملوا اي في الاوعية التي معهم ثم وجدوها لم تجاوز الجيش لما انتهوا وتحركوا من المكان وجدوا ان السحابة التي امطرت كانت فقط صبت على المكان الذي فيه الجيش وهذا ايضا من الايات ايات نبوة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال في ايات اخر كثيرة احتاجوا اليها في ذلك الوقت ومثل هذه الايات تأتي كما قال اهل العلم للحجة وللحاجة تأتي للحجة وللحاجة. فهذه الايات هنا جاءت للحاجة ومن الايات ما يأتي الحجة اي اقامة الحجة على المعاند واظهار البرهان على صدق الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. نعم ولما انتهى الى هناك لم يلقى عدوا ورأى ان دخولهم الى ارض الشام بهذه السنة يشق عليهم هزم على الرجوع وصالح صلى الله عليه وسلم يوحنا ابن رقبة صاحب ايلة ومعه امر بهدم مسجد الضرار وكان قد اخرج من دار خزام ابن خالد وهدمه بامر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك بن الدخشم اخو بني سالم احد رجال بدر واخر معه اختلف فيه وهو المسجد الذي نهى الله رسوله ان يقوم فيه وكان رجوعه من هذه الغزاة في رمضان من سنة تسع وانزل فيها عامة سورة التوبة عاتب الله عز وجل من تخلف عنه صلى الله عليه وسلم. فقال عز وجل ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلف عن رسول الله ولا يرغب بانفسهم عن نفسه. الاية والتي تليها ثم قال وما كان المؤمنون ينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم هم يحذرون فبان لك من هذا واتضح ما اختلف فيه وهو ان الطائفة النافرة هم الذين يتفقهون في الدين بصحبتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة. واذا رجعوا انذروا قومهم ليحذروا مما تجدد بعده من الدين والله سبحانه وتعالى اعلم. ثم قال رحمه الله تعالى ولما انتهى الى هناك لم يلقى عدوا لان الروم لما جمعوا جموعهم للمقاتلة لما علموا بمقدم النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الجيش القى الله سبحانه وتعالى في قلوبهم الرعب قد جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال نصرت بالرعب انه قال نصرت بالرعب وهذه الغزوة من شواهد كثيرة لنصره صلى الله عليه وسلم بالرعب والا جيش هؤلاء وعتادهم وعددهم لكنهم القى الله سبحانه وتعالى في قلوبهم الرعب قذف الله في قلوبهم الرعب ففروا ورجعوا الى حصونهم وديارهم وتركوا الاماكن التي كانوا فيها متهيئين لمقاتلة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال ولما انتهى الى هناك لم يلقى عدوا ولان العدو كما ذكرت فروا ودخلوا الى ديارهم والى حصونهم والى امكنتهم ورأى ان دخولهم الى ارض الشام هذه السنة يشق عليه يشق عليهم اه عزم على الرجوع صلوات الله وسلامه عليه لكن هذا الذي حصل هو بحد ذاته نصر عظيم. وتمكين للاسلام في تلك المناطق وتهيأ ايضا بفتح ما وراء تلك البلاد ونشر دين الله سبحانه وتعالى في الارجاء. قال وصالح صلى الله عليه وسلم يوحنا ابن رؤبة صاحب ايلة وبعث خالدا الى اكيدر دومة فجيء به قيل انه كان خارج الحصون لان الحصون التي لهم في اه دومة الجندل حصوم منيعة جدا فكان في الصيد فادركه خالد ابن الوليد وجماعة معه اسره وجاء به الى النبي عليه الصلاة والسلام فصالحه ايضا ثم رجع صلى الله عليه وسلم اي الى المدينة قال وبعد رجوعه صلى الله عليه وسلم امر بهدم مسجد الظرار وهو مسجد بناه جماعة من المنافقين بقصد الظرار والارصاد لمحاربة دين الله سبحانه وتعالى. وكان قد اخرج من دار خزام ابن خالد وهدمه بامر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك بن الدخشم اخو بني سالم احد رجال بدر واخر معه اختلف فيه اي اختلف في اسمه. وهو المسجد الذي نهى الله رسوله صلى الله عليه وسلم ان يقوم فيه ابدا. في قوله عز وجل لا تقم فيه ابدا لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه وكان رجوعه صلى الله عليه وسلم من هذه الغزوة في رمضان من سنة تسع وانزل الله فيها عامة عامة سورة التوبة وعتب الله عز وجل على من تخلف عنه صلى الله عليه وسلم فقال عز وجل ما كان لاهل المدينة ومن حوله هم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بانفسهم عن نفسه الاية هو التي تليها ثم قال وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا وفي الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون. قال رحمه الله فبان لك من هذا واضح ما اختلف فيه وهو ان الطائفة النافرة هم الذين يتفقهون في الدين لصحبتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة واذا رجعوا انذروا قومهم ليحذروا مما تجدد آآ بعدهم من الدين والله تعالى اعلم. ايضا نزل في هذا السياق توبة الله سبحانه وتعالى على الثلاثة الذين خلفوا ومرت معنا اسماء هذه هؤلاء الثلاثة وقصة هؤلاء ولا سيما كعب رضي الله عنه قصة عجيبة جدا ومؤثرة وحتى ان عبد الله ابن الامام احمد رحمه الله يقول ما رأيت ابي باكيا الا عند قراءة قصة توبة الله على كعب ابن مالك الا قراءة قصة توبة الله على كعب ابن مالك والقصة هي في صحيح البخاري وفي صفحتين او في ثلاث صفحات واخونا الشيخ عبد الرحمن الرشيدان حفظه الله تعالى صائم فما ادري تحملنا يقرأ علينا هذه القصة العظيمة واه استعين الله جزاك الله خيرا. قصة حقيقة عظيمة جدا ومليئة الفوائد وقراءة الشيخ عبدالرحمن العذبة الطيبة تزيدنا ان شاء الله حسن استفادة من هذه القصة. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبدالرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ان بن كعب بن مالك وكان قائد كعب من بنيه حين عمي. قال سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن قصة تبوك قال قال كعب لم اتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها الا في غزوة تبوك غير اني كنت تخلفت في غزوة بدر ولم يعاتب احدا تخلف عنها انما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد عير قريش حتى جمع الله بينه وبين عدوهم على غير ميعاد ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين توافقنا على الاسلام وما احب ان بها مشهد بدر وان كانت بدر اذكر في الناس منها كان من خبر اني لم اكن قط اقوى ولا ايسر وحين تخلفت عنه في تلك الغزوة والله ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة الا والرا بغيرها حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد. واستقبل سفرا بعيدا. ومفازا كثيرا فجلى للمسلمين امرهم ليتأهبوا اهبة غزوهم فاخبرهم بوجهه الذي يريد مسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير. ولا يجمعهم كتاب حافظ. يريد الديوان. قال كعب فما رجل يريد ان يتغيب الا ظن ان سيخفى له ان سيخفى له ما لم ينزل ما لم ينزل فيه وحي وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه فطفقت اغدو لكي اتجهز معهم فارجع ولم شيئا فاقول في نفسي انا قادر عليه فلم يزل يتمادى بي حتى اشتد بالناس الجد اصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه ولم اقض من جهازي شيئا فقلت اتجهز بعده يوم او يومين ثم الحقهم فغدوت بعد ان فصلوا لاتجهز فرجعت ولم اقض شيئا ثم ثم رجعت ولم اقضي شيئا فلم يزل بي حتى اسرع وتفارق الغزو وهممت ان وهممت ان قيل فادركهم وليتني فعلت فلم يقدر لي ذلك. فكنت اذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفت فيهم احزنني اني لا ارى الا رجلا مغموصا عليه النفاق او رجلا من من عذر الله من الضعفاء ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوك فقال وهو جالس في القوم بتبوك ما فعل كعب. فقال رجل من بني سلمة يا رسول الله حبسه برداه ونظره في عطفه فقال معاذ بن جبل بئس ما قلت بئس ما قلت والله يا رسول الله ما علمنا عليه الا خيرا فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كعب بن مالك فلما بلغني انه توجه قال حضرني همي وطفقت وطفقت اتذكر الكذب واقول بماذا اخرج من سخطه غدا واستعنت على ذلك بكل ذي رأي من اهلي. فلما قيل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اظل قادما زاح عني الباطل وعرفت اني لن اخرج منه ابدا بشيء فيه كذب. فاجمعت صدقه واصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادما. وكان اذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فيركع فيه ركعتين. ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون اليه ويحلفون له وكانوا بضعة وكانوا بضعة وثمانين رجلا فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانية وبايعهم لهم ووكل سرائرهم الى الله فجئته فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب ثم قال قال تعال فجئت امشي حتى جلست بين يديه فقال لي ما خلفك؟ الم تكن قد ابتعت ظهرا الم تكن قد ابتعت ظهرك؟ فقلت بلى اني والله لو جلست عند غيرك من اهل الدنيا لرأيت ان اخرجوا من سخطه بعذر. ولقد اعطيت جدلا. ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ارضى به عني ليوشكن الله ان يسخطك علي. ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه. اني لارجو وفيه عفو الله لا والله ما كان لي من عذر والله ما كنت قط اقوى ولا ايسر مني حين تخلفت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما هذا فقد صدق فقم حتى يقضي الله في فقمت وصار رجال من بني سلمة فاتبعوني فقالوا لي والله ما علمناك كنت اذنبت ذنبا قبلها هذا ولقد عجزت الا تكون اعتذرت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذر اليه المتخلفون قد انا فيك قد كان قد كان كافيك ذنبك قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لك فوالله ما زالوا يؤنبوني حتى اردت ان ارجع فاكذب نفسي ثم قلت لهم هل لقي هذا معي احد؟ قالوا نعم رجلان قال مثلما قلت فقيل لهما مثل ما قيل لك. فقلت من هما؟ قالوا مرارة بن الربيع العمري وهلال بن امية الواقفي. فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا. فيهما فمضيت حين ذكروه ما لي ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا ايها الثلاثة من بين من تخلف عنه فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت في نفس الارض فما هي فما اهي التي اعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة فاما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان واما انا فكنت اشد القوم واجلدهم فكنت اخرج فاشهد الصلاة مع المسلمين واطوف في الاسواق ولا يكلمني احد واتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة فاقول في نفسي هل حرك شفتيه برد السلام علي ام لا؟ ثم اصلي قريبا منه فاسارقه النظر فاذا اقبلت على صلاتي اقبل اليك. واذا التفت نحوه اعرض عني حتى اذا طال علي ذلك من جفوة الناس مشيت حتى تصورت حتى تصورت جدار حائط ابي قتادة وهو ابن عمي واحب الناس الي سلمت عليه فوالله مارد علي السلام فقلت يا ابا قتادة انشدك بالله هل تعلمني احب ورسوله فسكت فعدت له فنشدته فسكت فعدت له فنشدته فقال الله ورسوله اعلم ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار. قال فبين انا امشي بسوق المدينة اذا نبطي من انباط اهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدل على كعب ابن مالك فطفئ فالناس يشيرون له حتى اذا جاءني دفع الي كتابا من ملك غسان. فاذا فيه اما بعد فانه قد بلغني ان صاحبك قد شفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسك فقل لما قرأتها وهذا ايضا من البلاء فتيممت بها التنور فسجرته بها حتى اذا مضت اربعون ليلة من الخمسين اذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني فقال ان رسول الله صلى الله عليه سلم يأمرك ان تعتزل امرأتك. فقلت اطلقها ام ماذا افعل؟ قال لا بل اعتزلها ولا تقربها وارسل الى صاحبي مثل ذلك. فقلت لامرأتي الحقي باهلك فتكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الامر. قال كعب فجاءت امراة هلال ابن امية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان هلال ابن امية شيخ ضائع ليس له قادم فهل تكره ان اخدمه؟ قال لا ولكن لا يقربك. قالت انه والله ما به حركة الى شيء والله ما زال يبكي منذ كان من امره ما كان الى يومه هذا. فقال لي بعض اهلي لو استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأتك كما اذن لامرأة هلال ابن امية ان تخدمه. فقلت والله لا استأذن فيها رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريني ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا استأذنته فيها وانا رجل شاب فلبثت بعد ذلك عشر عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا فلما صليت صلاة الفجر فلما صليت صلاة الفجر الصبح خمسين ليلة وانا على ظهر بيت من بيوتنا. فبين انا جالس على الحال التي ذكر الله قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الارض بما رحبت سمعت صوت صارخ اوفى على جبل سلع باعلى صوته يا كعب ابن مالك ابشر قال فخربت ساجدا وعرفت ان قد جاء فرج واذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروننا وذهب قبل صاحبي مبشرون وركض الي رجل فرسا وسعى من اسلم فاوفى على الجبل وكان الصوت اسرع من الفرس. فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوته اياهما ببشراه. والله ما املك غيرهما يومئذ. واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئوني بالتوبة يقولون لتهنك توبة الله عليك. قال كعب حتى دخلت المسجد فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس فقام الي طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني والله ما قام الي رجل من المهاجرين غيره ولا انساها لطلحة. قال كعب فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور ابشر ابشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك امك قال قلت امن عندك يا رسول الله؟ ام من عند الله؟ قال لا بل من عند الله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه فلما جلست بين يديه قلت يا رسول الله ان من توبتي ان انخلع من مالي صدقة الى الله والى رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امسك عليك بعض ما فهو خير لك. قلت فاني امسك سهم الذي بخيبر. فقلت يا رسول الله ان الله انما جاني بالصدق وان من توبتي الا احدث الا صدقا ما بقيت فوالله ما اعلم احدا من المسلمين ابتلاه الله في صدق الحديث. منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم احسن مما ابلاني ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم الى يومي هذا كذبا واني لارجو ان يحفظني الله فيما بقيت. وانزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم. لقد تاب الله على النبي والمهاجرين الى قوله وكونوا مع الصادقين. فوالله ما انعم الله علي من نعمة قط بعد ان هداني للاسلام اعظم في نفسي من صدقي لرسول الله صلى الله عليه وسلم الا اكون كذبته فاهلك فاهلك كما هلك الذين كذبوا فان الله قال للذين كذبوا حين انزل وحي شر ما قال لاحد. فقال تبارك وتعالى سيحلفون بالله لكم اذا انقلبتم الى قوله فان الله الا يرضى عن القوم الفاسقين؟ قال كعب وكنا تخلفنا ايها الثلاثة عن امر اولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حين حلفوا له فبايعه واستغفر لهم وارجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم امرنا حتى قضى الله فيه حتى قضى الله فيه فبذلك قال الله وعلى الثلاثة الذين خلفوا وليس الذي ذكر الله مما خلفنا عن الغزو انما هو تخليفه ايانا وارجاؤه امرا عمن حلف له واعتذر اليه فقبل منه والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والصواب رجل الحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك