بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام الحافظ ابو الفداء اسماعيل ابن عمر ابن كثير رحمه الله تعالى يقول في كتابه الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم قال فصل في ذكر شيء من خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم التي لم يشاركه فيها غيره قد اكثر اصحابنا وغيرهم من ذكر هذا الفصل في اوائل كتب النكاح من مصنفاتهم. تأسيا بالامام ابي عبد الله صاحب المذهب فانه ذكر طرفا من ذلك هنالك. وحكى الصيمري عن ابي علي بن خيران انه منع من في خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم في احكام النكاح. وكذا في الامامة ووجهه ان ذلك قد انقضى فلا ما لا يتعلق به وليس فيه من دقيق العلم ما يقع به التدريب. فلا وجه لتضييع الزمان برجم الظنون فيه. قال الشيخ ابو عمر ابن الصلاح بعد حكايته ذلك. وهذا غريب مليح. والله اعلم. وقال امام الحرمين. قال المحققون وذكر وخلافه في مسائل الخصائص خبط لا فائدة فيه. فانه لا يتعلق به حكم ناجز تمس الحاجة اليه. وانما يجري الخلاف فيما لا نجد بدا من اثبات حكم فيه. فان الاقيسة لا مجال لها والاحكام والاحكام الخاصة تتبع فيها لصوص وما لا نص فيه فالخلاف فيه هجوم على الغيب من غير فائدة. وقال الشيخ ابو زكريا النووي الصواب الجزم بجواز ذلك بل باستحبابه ولو قيل بوجوبه لم يكن بعيدا. اذ لم يمنع منه اجماع. وربما رأى جاهل بعض الخصائص ثابتا في الصحيح. فيعمل به اخذا باصل التأسي. فوجب بيانها لتعرف فلا يشاركه فيها واي فائدة اعظم من هذه واما ما يقع في اثناء الخصائص مما لا فائدة فيه اليوم فقليل جدا لا تخلو ابواب فقه من عن مثله للتدرب ومعرفة الادلة. واما جمهور الاصحاب فلم يعرجوا على ما ذكره ابن خيران وامام بل ذكروا ذلك مستقصى لزيادة العلم. لا سيما الامام ابو العباس احمد بن ابي احمد بن القاص الطبري صاحب كتاب التلخيص وقد رتب الحافظ ابو بكر البيهقي على كلامه في ذلك سننه الكبير. ولكن فرع كثيرا من ذلك على احاديث فيها نظر ساذكر ساذكرها ان شاء الله تعالى. وقد رتبوا الكلام فيها على اربعة انحاء ما وجب عليه دون غيره. الثاني ما حرم عليه دون غيره. الثالث ما ابيح له دون غيره. الرابع ما اختص به من الفضائل دون غيره. فذكروا في كل منها احكام النكاح وغيرها. وقد رأيت ان ارتبها على نوع اخر اقرب تناولا مما ذكروا ان شاء الله تعالى فاقول وبالله التوفيق. الخصائص على قسمين احدهما مختص به عن سائر اخوانه من الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. الثاني ما اختص به من الاحكام دون امته. نعم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله طوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا فصل موسع بعض الشيء في ذكر خصائص النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه والمراد بالخصائص اي الامور التي لا يشركه صلى الله عليه وسلم فيها احد اما لا يشركه فيها احد من الانبياء او لا يشركها لا يشركه فيها احد من امته عليه الصلاة والسلام ولهذا فان الامام بن كثير رحمه الله ارتضى في اخر حديثه عن هذا الموضوع تقسيم الخصائص الى قسمين قسم منها لا يشركه معه صلى الله عليه وسلم فيها احد من الانبياء والقسم الثاني لا يشركه فيها احد من امته صلوات الله وسلامه عليه وسيأتي التمثيل رحمه الله تعالى لكل من القسمين وهذه الخصائص وهي كثيرة جدا تدل بلا ريب على فظل نبينا عليه الصلاة والسلام ومكانته العظيمة ومنزلته الرفيعة وما ميزه الله سبحانه وتعالى به عن غيره من الانبياء وما ميزهم به عن امته صلى الله عليه وسلم من خصائص عظام وفضائل جسام تدل على مكانته العلية صلوات الله وسلامه عليه ومنزلته الرفيعة وباب الخصائص من ابواب العلم النافع التي تزيد المسلم حبا لهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ومعرفة بقدره ومكانته العلية ومنزلته الرفيعة صلوات الله وسلامه عليه ومعرفة بما هو من خصائصه عليه الصلاة والسلام التي لا يشركه فيها غيره صلى الله عليه وسلم سواء في باب الفضائل او في باب الاحكام والشرائع العلم بهذا الباب من العلم لا شك انه نافع ومفيد للغاية وفوائده عديدة ومن اهل العلم من افرده بالتصنيف من اهل العلم من افرد اهذا الموضوع بالتصنيف في قديم الزمان وحديثه هناك مؤلفات عديدة افردت في خصائص المصطفى عليه الصلاة والسلام ومن اهل العلم من جعله بحثا ملحقا بالسيرة النبوية وهذا سلكه غير واحد ممن الف في السيرة جعلوا هذا بحثا ملحقا بسيرة النبي عليه الصلاة والسلام لان من تمام معرفة سيرته عليه الصلاة والسلام معرفة ما اختص به صلى الله عليه وسلم ولهذا جرت عادة بعض المصنفين في السيرة افراد فصل آآ يذكر فيه خصائص النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ومن اهل العلم من يتحدث عن موضوع الخصائص في كتب الاحكام في كتب الاحكام كتب الفقه وخاصة عند كتاب النكاح خاصة عند كتاب النكاح وذلكم لكثرة خصائص النبي عليه الصلاة والسلام المتعلقة بالنكاح لكثرة خصائصه عليه الصلاة والسلام المتعلقة بالنكاح فعند كتاب النكاح في كثير من كتب الاحكام يتحدث عن الخصائص يبدأ بخصائصه في النكاح ثم يذكر تذكر خصائصه الاخرى صلوات الله وسلامه عليه وهذا ما اشار اليه ابن كثير رحمه الله تعالى هنا قال ان اكثر اصحابنا يعني الشافعية وغيرهم من آآ قد اكثر اصحابنا وغيرهم من ذكر هذا الفصل في اول كتب النكاح من مصنفاتهم باول كتب النكاح من مصنفاتهم وعرفنا السبب في ذلك وهو كثرة الخصائص الامور المختصة بنبينا عليه الصلاة والسلام في النكاح كان من المناسب عدوا خصائصه عليه الصلاة والسلام في النكاح في هذا الموضع ثم يلحقون بها تبعا لذلك خصائصه عليه الصلاة والسلام الاخرى قال تأسيا بالامام ابي عبدالله يعني الامام الشافعي رحمه الله تعالى صاحب المذهب فانه ذكر طرفا من ذلك هنالك. يعني عند كتاب النكاح ايضا تلميذ تلميذه المزني تلميذه المزني فعل مثله وتتابع آآ اصحاب آآ المذهب مذهب الامام الشافعي على ذلك وايضا في المذاهب الاخرى اه كذلك مثل ما اشار الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى ثم نقل رحمه الله تعالى عن بعض الشافعية نقل عن بعض الشافعية انه منع من الكلام في خصائص الرسول عليه الصلاة والسلام في احكام النكاح في احكام النكاح منع من الكلام على خصائص الرسول في احكام النكاح والمنع هنا ليس منعا مطلقا من الحديث في خصائص الرسول عليه الصلاة والسلام وانما منع من الحديث عن خصائصه في كتاب احكام النكاح لماذا؟ لان كتب الاحكام تتخص تختص بالاحكام العملية يعني ذكر الامور التي يترتب عليها عمل ذكر الامور التي يترتب عليها عمل واما خصائص النبي عليه الصلاة والسلام فهي امور مختصة به عليه الصلاة والسلام ولهذا رأى مثل ما ذكر ابن كثير رحمه الله وان كان رد هذا القول كما سيأتي ولم يلتفت له كثير من اهل العلم كما ذكر ذلك ذلكم ابن كثير لكن وجه هذا القول ان اه خصائص النبي عليه الصلاة والسلام التي في النكاح امور تختص به فلا يترتب عليها حكم عملي يناسب ايراده في كتب الاحكام. يناسب ان يورد لاجله في كتب آآ الاحكام نقل عن بعضهم انه منع من الكلام في خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم في احكام النكاح وكذا في الامامة ووجهه ان ذلك قد انقضى فلا عمل يتعلق به ان ذلك قد انقضى فلا عمل يتعلق به. وليس فيه من دقائق من دقيق العلم ما يقع به التدرب. لان مسائل الفقه التي فيها استنباط الاحكام من الادلة في مجال لطالب العلم ان يتدرب على الاستنباط واستخراج الاحكام من ادلتها اما ما كان من هذا النوع فلا مجال فيه للتدرب والتمرن على استنباط الاحكام. قال فلا وجه لتضييع الزمان برجم الظنون فيه فلا وجه لتضييع الزمان برجم الظنون فيه وهذا الكلام آآ محمله كما ذكرت مختص بايراد الخصائص في كتب الاحكام اما ان يعتنى بالخصائص من حيث هي وان يكون بابا من ابواب معرفة فضل النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة مكانته ومنزلته العلية فهذا مما لا يتنازع فيه بل هو باب شريف من ابواب العلم التي يعرف بها فضل نبينا عليه الصلاة والسلام ويعرف بها ايضا خصائصه اه العظام التي امتاز اما امتاز بها اما عن غيره من الانبياء او امتاز بها عن غيره من اه سائر امته صلوات الله وسلامه عليه ثم نقل عن بعض اهل العلم انتقادهم لهذا القول مثل استغراب ابن الصلاح له نقل ايظا اه نقولات اخرى آآ منها نقله عن ابي زكريا النووي في كتابه تهذيب الاسماء واللغات قال الصواب الجزم بجواز ذلك والصواب الجزم بجواز ذلك بل باستحبابه ولو قيل بوجوبه لم يكن بعيدا ان وفي بعض النسخ اذ لم يمنع منه اجماع ولم يمنع منه اجماع لانه ربما رأى جاهل بعض الخصائص ثابتا في الصحيح فيعمل به اخذا باصل التأسي وهذا ايضا وجه عظيم نبه عليه الشافعي والعلماء رحمهم الله ذكروا ايضا ان الخصائص على قسمين قسم يتعلق بالتشريع بالاحكام بالتكليف بالفعل والترك وقسم اخر لا يعني قسم اخر يتعلق بالفظائل يعني قسم اخر هو في الفظائل والمناقب وبيان مكانة النبي عليه الصلاة والسلام. ليس مما يترتب عليه عمل لا فعل امر ولا ترك نهي والامام الامام النووي رحمه الله هنا يتحدث عن القسم الاول. يعني ما كان من خصائص النبي عليه الصلاة والسلام الذي هو من قبيل الاعمال من قبيل الامور التي كلف بها وخص بها عليه الصلاة والسلام دون امته يكون مثل هذا النوع ان لم ينبه عليه في كتب الاحكام ان لم ينبه عليه في كتب الاحكام فانه يترتب على ذلك انه ربما بعض الناس وقف على حديث في ذلك فعمل به بناء على اصل التأسي بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام فيقع في الخطأ يعني يكون يفعل امرا هو من خصائص النبي عليه الصلاة والسلام ولهذا يرى النووي رحمه الله تعالى ان المناسب ان تذكر الخصائص التي من هذا القبيل في كتب الاحكام حتى يعلم في كتب الاحكام انها امور اختص اختص بها النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فلا يشرع لاي احد من امته ان يفعلها لانها من خصائصه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. ثم اشار الى ان جمهور الاصحاب اي من الشافعية لم يعرجوا على ما ذكره اه ابن خيران وامام الحرمين بل ذكروا بل ذكروا ذلك مستقصى. يعني في كتب الاحكام. ذكروا ذلك مستقصى لزيادة العلم لا سيما الامام ابو العباس احمد بن ابي احمد ابن القاص الطبري صاحب كتاب الترخيص. ثم اشار الى ان البيهقي رحمه الله تعالى في كتابه السنن رتب ذلك وفرع عليه تفريعات كثيرة اه واورد ايضا احاديث اشار ابن كثير رحمه الله الى ان فيها نظرا. وهنا ينبغي ان ينتبه الى ان الاحاديث التي تورد في الخصائص الاحاديث التي تورد في الخصائص عدد منها لا يصح عدد منها لا يصح ويكون مبالغة وبعضها وضع وكذب واختلاق لا اساس له فايضا هذا مما يؤكد على ان معرفة الخصائص الصحيحة الثابتة تبعد الانسان عن الوقوع في المغالاة وفي اثبات خصائص هي نوع من الباطل والضلال والكذب والافتراء فالعناية بمعرفة خصائص النبي عليه الصلاة والسلام الصحيحة الثابتة تفيد فائدة عظيمة في هذا الجانب ان اه يعرف فظائل النبي عليه الصلاة والسلام الثابتة وفي الوقت نفسه ان يسلم من الاشياء الباطلة المختلقة التي لا اصل لها هذا من ناحية من ناحية اخرى ان باب الخصائص كغيره من ابواب العلم الناس فيه ثلاثة اقسام الناس في ثلاثة اقسام طرفان ووسط طرف من الناس غلوا في باب خصائص النبي عليه الصلاة والسلام غلوا في باب خصائص النبي عليه الصلاة والسلام وغلوا في ذكر ما اختص به صلى الله عليه وسلم فوصل الحال ببعضهم ان اضفى للنبي عليه الصلاة والسلام من الخصائص ما لا يليق الا بالله رب العالمين ما لا يليق الا بالله رب العالمين وهذا من ابطل الباطل والنبي عليه الصلاة والسلام انكر مثل هذا اشد الانكار. ونهى عنه اشد النهي. وقال عليه الصلاة والسلام في بعظ احاديث اذا جعلتني لله ندا اجعلتني لله ندا؟ هذا امر لا يرضاه عليه الصلاة والسلام ولا يقبله وهو امر يخالف اساس دعوته ومقصود رسالته صلوات الله وسلامه عليه. فقسم من الناس في باب المصطفى عليه الصلاة والسلام غلوا في في باب الخصائص فاخذوا يضيفون ويضفون عليه عليه الصلاة والسلام من الخصائص والاوصاف امورا هي مختصة بالله رب العالمين مختصة بالله رب العالمين ولا تليق الا بالله ذي الجلال سبحانه وتعالى فهذا نوع من الباطل وهو من الغلو في دين الله عز وجل والنبي عليه الصلاة والسلام حذر من الغلو اشد التحذير وحذر من الغلو في شخصه هو صلوات الله وسلامه عليه قال لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله نهى عن الاطراء ولهذا باب الخصائص دخل انزلق فيه اقوام فاخذوا يطرون النبي عليه الصلاة والسلام ويغالون في مدحه وذكر اوصاف له له عليه الصلاة والسلام فذكروا امورا تليق الا بالله رب العالمين. لا تليق الا بالله رب العالمين. قسم اخر من الناس جفوا في باب الخصائص قسم اخر من الناس جفوا في باب الخصائص وربما جعلوا امورا هي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم اشركوا معه فيها من الاوليا او الصالحين او حتى قل الطالحين فهذا ايضا داخل في باب الجفاء في حق نبينا صلوات الله وسلامه عليه. ايضا يدخل هنا الاحاديث والروايات الواهية والقصص المختلقة هذه كلها ايضا داخلة في اه في في هذا الجانب والحق قوام بين ذلك الحق قوام بين ذلك وسط بين ضلالتين الحق قوام بين ذلك لا غلو ولا جفاء ولا افراط ولا تفريط ولا زيادة ولا تقصير والحق في هذا الباب ان تثبت له عليه الصلاة والسلام الخصائص الثابتة في النصوص الصحيحة ولا ينكر شيء منها لان انكار شيء منها جفاء ولا يزاد عليها شيئا لا يثبت فالزيادة غلو والغلو مذموم والجفاء مذموم. والحق وسط بين ذلك والحق وسط بين ذلك. اذا المطلوب في هذا الباب الاعتدال وهو ان يثبت المسلم للنبي عليه الصلاة والسلام من الخصائص ما كان ثابتا في النصوص الصحيحة فلا يزيد على ذلك لان الزيادة مغالاة ولا ينقص عن ذلك بجحد شيء من خصائصه عليه الصلاة والسلام فهذا يدخل في باب الجفاء في حقه صلوات الله وسلامه عليه والغلو مذموم والجفاء مذموم. وخيار الامور اوساطها لا تفريطها ولا افراطها. خيار الامور اوساطه لا تفريطها ولا افراطها كما قال الله سبحانه وتعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا يعني لا غلو ولا جفاء ولا افراط ولا تفريط. فالحق الذي ينبغي ان يكون عليه المسلم في هذا الباب وفي كل باب من ابواب الدين ان يتوسط فلا يغلو ولا ايظا يجفو لا يغلو ولا يجفو واعيد ثانية الوسطية والاعتدال في باب الخصائص ان نثبت لنبينا عليه الصلاة والسلام من الخصائص ما ثبت في النصوص الصحيحة فنقول من خصائصه كذا لثبوته في كذا. ومن خصائصه كذا لدليل كذا ونمضي بهذه الطريقة نذكر ما اختص به مع دليله. الصحيح الثابت فمن زاد على ذلك دخل في جانب الغلو ومن جحد شيئا من ذلك دخل في جانب الجفاء ثم اشار الامام بن كثير رحمه الله ان كثيرا ممن تكلموا في الخصائص قسموها الى اقسام اربعة قسم ما وجب عليه دون غيره قسم ما وجب عليه دون غيره وقسم ما حرم عليه دون غيره وقسم ما ابيح له دون غيره وقسم ما اختص به من الفضائل دون غيره. وهذا التقسيم الرباعي يمكن ان يقسم الى قسمين. يمكن ان يقسم الى قسمين فيقال الخصائص تنقسم الى قسمين قسم يتعلق بالاحكام قسم يتعلق بالاحكام وهذا يدخل تحته الامور الثلاثة الاولى وقسم يتعلق بالفظائل وقسم يتعلق بالفظائل وتحت كل قسم يورد اهل العلم اه امثلة على ذلك ومنها اشياء اه منها اشياء تأتي في نصوص غير ثابتة منها اشياء تأتي في نصوص غير ثابتة فمثل ذلك لا يحل ان يورد الا على بيان اه الا على وجه بيان عدم ثبوته وخاصة ما جاء في الاحاديث الواهيات الروايات المكذوبات فهذه لا يحل ان تروى الا على وجه بيان آآ عدم ثبوته وعدم صحته قال ابن كثير رحمه الله تعالى وقد رأيت ان ارتبها على نوع اخر. وقد رأيت ان ارتبها على نوع اخر اقرب تناولا مما ذكروه اقرب تناولا مما ذكروه ان شاء الله. فاقول وبالله التوفيق الخصائص على قسمين احدهما ما اختص به عن سائر اخوانه من الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. والثاني ما اختص به من الاحكام دون امته ما اختص به من الاحكام دون امته. وفي ضوء هذين القسمين آآ اخذ يعرظ رحمه الله تعالى خصائص المصطفى صلى الله عليه وسلم نعم قال اما القسم الاول ففي الصحيحين عن جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام الانصاري رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعطيت خمسا لم يعطهن احد من الانبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الارض مسجدا فايما رجل من امتي ادركته الصلاة فليصلي واحلت لي الغنائم ولم تحل لاحد قبلي واعطيت وكان النبي يبعث الى قومه خاصة وبعثت الى الناس عامة. فقوله صلى الله عليه وسلم نصرت بالرعب مسيرة شهر قيل كان اذا هم بغزو قوم ارهبوا منه قبل ان يقدم عليهم بشهر. ولم يكن هذا لاحد سواه وما روي في صحيح مسلم في قصة نزول عيسى عليه الصلاة والسلام الى الارض. وانه لا يدرك نفسه كافرا الا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي بصره فان كان ذلك صفة له لم تزل من قبل من قبل ان يرفع فليست نظير هذا والا فهو بعد نزوله الى الارض احد امة محمد صلى الله عليه وسلم. يعني انه يحكم بشرعه ولا يوحى اليه ولا يوحى اليه بخلافها. والله تعالى اعلم. واما قوله صلى الله عليه وسلم وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا. فمعنى ذلك في الحديث الذي رواه الامام احمد في مسنده. ان من كان قبلنا كانوا لا يصلون في مساكنهم وانما كانوا يصلون في كنائسهم وقوله وطهورا يعني به التيمم فانه لم يكن في امة قبلنا وانما شرع له صلى الله عليه وسلم ولامته توسعة ورحمة وتخفيفا. وقوله صلى الله عليه وسلم واحلت لي الغنائم فكان من قبله اذا غنموا شيئا اخرجوا منه قسما فوضعوه ناحية فتنزل نار من السماء تفريقه. نعم آآ شرع هنا الامام بن كثير رحمه الله تعالى في ذكر القسم الاول من الخصائص وهو ما اختص به صلى الله عليه وسلم دون غيره من الانبياء. فذكر اولا حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما في الصحيحين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اعطيت خمسا لم يعطهن احد من الانبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا. فايما رجل من امتي ادركته الصلاة فليصل واحلت لي الغنائم ولم تحل لاحد قبلي واعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث الى قومه خاصة وبعثت الى الناس عامة فهذه آآ خمس خصائص اختص بها صلوات الله وسلامه عليه آآ عن غيره من الانبياء. والحديث صريح في اختصاصه عليه الصلاة والسلام بذلك لانه قال لم يعطهن احد من الانبياء قبلي لم يعطهن احد من الانبياء قبلي فهذا صريح ان هذه الخمس خصائص له عليه الصلاة والسلام دون سائر الانبياء لم يعطى اي نبي من الانبياء قبله شيء من هذه الامور الخمس فهي خاصة به دون سائر الانبياء فهي خاصة به صلى الله عليه وسلم دون سائر الانبياء واخذ رحمه الله تعالى يشرح فهذه الخصائص واحدة واحدة قال اما قوله نصرت بالرعب نصرت بالرعب مسيرة شهر فمعناه انه عليه الصلاة والسلام كان اذا هم كان اذا اذا هم مقاتلة احد من اعدائه القى الله سبحانه وتعالى في قلوبهم في قلوبهم الرعب القى الله سبحانه وتعالى في قلوبهم الرعب قبل ان يقدم عليهم بشهر يعني قبل ان يقدم عليهم بشهر وهم تبدأ الا يبدأ الخوف ينتاب قلوبهم والقلق يشغل نفوسهم فهذا معنى قوله نصرت بالرعب مسيرة شهر يعني قبل ان يقدم على من اراد ان يقدم عليه من عدوه عليه الصلاة والسلام بشهر يلقي الله الله سبحانه وتعالى في قلوب اعدائه صلى الله عليه وسلم آآ الرعب. يلقي في قلوب اعدائه الرعب. هذا معنى قوله الصلاة والسلام نصرت آآ بالرعب مسيرة شهر. ثم اورد رحمه الله تعالى امرا قد يستشكل. وهو وان انه ثبت في الصحيح في صحيح مسلم من حديث النواس ابن سمعان اه رضي الله عنه ان عيسى اذا نزل اه اخر اه الزمان جاء في الحديث انه لا يدرك نفسه كافرا الا مات انه لا يدرك نفسه كافرا الا مات. فهل هذا يعارظ قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث نصرت بالرعب هل هذا يعارض قوله نصرت بالرعب؟ يعني انني خصصت دون الانبياء انني نصرت بالرعب. وقد ثبت في مسلم ان عيسى اعليه السلام آآ لا يدرك نفسه كافرا الا مات ونفسه ينتهي حين ونفسه ينتهي حيث ينتهي بصره. عليه السلام فبين ابن كثير رحمه الله بيانا بينا ان هذا الذي اه ذكر في شأن عيسى عليه السلام لا يخلو من حالتين. هذا الذي ذكر في في عيسى عليه السلام لا يخلو من حالتين. الحالة الاولى ان يكون صفة له لم تزل له من قبل ان يرفع ان تكون صفة له لم تزل صفة له من قبل ان يرفع الى السماء عليه السلام فاذا كانت كذلك فهي ليست نظير هذا يعني ليس هي هي تعتبر باب اخر غير باب نصرت بالرعب وانما هذا باب اخر وهو ان نفسه باذن الله سبحانه وتعالى اذا اه بلغ الكافر مات في مكانه ونفسه ينتهي حين ينتهي بصره. فان كان هذا ثابتا لعيسى قبل ان يرفع فانه يقال فيه انه نوع اخر غير قول النبي عليه الصلاة والسلام نصرت بالرعب واما ان كان شيئا يحصل لعيسى فيما بعد عندما ينزل في اخر الزمان ان كان شيئا يحصل لعيسى عليه السلام فيما بعد عندما ينزل في اخر الزمان فانه في في حين نزوله في اخر الزمان باعتبار اه واحد من امة محمد عليه الصلاة والسلام ولا يحكم بالانجيل وانما يحكم بالقرآن المنزل على محمد صلوات الله وسلامه عليه قال والا فهو بعد نزوله الى الارض احد امة محمد صلى الله عليه وسلم يعني انه يحكم بشرعه ولا يوحى اليه بخلافها والله اعلم فاذا الجواب عن ذلك واضح على اه الحالتين قال واما قوله صلى الله عليه وسلم وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا جعلت لي الارض مسجدا وطهورا قال فمعنى ذلك في الحديث الذي رواه الامام احمد في مسنده ان كان ان من كان قبلنا كانوا لا يصلون الا في مساكنهم وانما ان من كان قبلنا كانوا لا يصلون في مساكنهم وانما كانوا يصلون في كنائسهم. يعني هناك اماكن مخصصة وهي اماكن العبادة هي التي يصلى فيها ومطلوب من كل مصل اذا جاء وقت الصلاة ان ان تكون الصلاة في مكان العبادة. هذا فيمن كان قبلنا. وآآ في امة محمد عليه الصلاة والسلام قال جعلت لي الارض مسجدا آآ وطهورا. والحديث الذي اورده رحمه الله وهو في المسند اه ان من كان قبلنا الى اخره اورده رحمه الله تعالى في كتابه التفسير وقال اسناده جيد قوي. وقال رحمه الله تعالى جيد وقوي وهو يوضح معنى قوله عليه الصلاة والسلام وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا مسجدا اي حيثما ادركتك الصلاة صل في اي مكان حيثما ادركتك الصلاة الانسان في سفر في اه طريق في نحو ذلك يصلي واما اه اه حيث ينادى بالصلاة ويسمع المرء النداء فيجب عليه ان ان يجيب النداء ومن سمع النداء فلم يجب يعني لم يجب الصلاة في المساجد التي دعي الى الصلاة فيها فلا صلاة له الا من عذر. كما قال ذلكم عليه الصلاة والسلام قال واما قوله طهورا يعني بالتيمم. حتى ولو لم تجد الماء فتيمم. الارض جعلت صعيدا طيبا آآ جعلت لي الارض مسجدا يعني اصلي في اي موضع منها ادركتني فيه الصلاة وجعلت لي الارض طهورا اذا لم اجد الماء اتيمم واصلي قال فانه لم يكن في امة قبلنا يعني هذا من من من خصائص امة محمد عليه الصلاة والسلام من خصائص محمد صلى الله عليه وسلم وامته ان جعلت اه كلها مسجدا وطهورا. قال وانما شرع له صلى الله عليه وسلم ولامته توسعة ورحمة وتخفيفا فلله سبحانه وتعالى الحمد اولا واخرا وله جل وعلا الشكر ظاهرا وباطنا. قال رحمه الله تعالى وقوله صلى الله عليه وسلم احلت لي الغنائم واحلت لي الغنائم اه يقول رحمه الله فمن كان قبله عليه الصلاة والسلام اذا غنموا شيئا اخرجوا منه قسما فوضعوه ناحية فتنزل نار من السماء فتحرقه فتنزل نار من السماء فتحرقه اما محمد عليه الصلاة والسلام فاحلت له عليه الصلاة والسلام الغنائم ان نعم. وقوله صلى الله عليه وسلم واعطيت الشفاعة اريد بذلك صلوات الله وسلامه عليه. المقام محمود الذي يغبطه به الاولون والاخرون. والمقام الذي يرغب اليه الخلق كلهم ليشفع لهم الى ربهم. ليفصل بينهم ويريحهم من مقام المحشر وهي الشفاعة التي يحيد عنها اولو العزم لما خصه الله به من الفضل والتشريف فيذهب ويقاطع باب الجنة فيقول الخازن من انت؟ فيقول محمد فيقول بك امرت الا افتح لاحد قبلك وهذه خصوصية ايضا ليست الا له من البشر كافة. فيدخل الجنة فيشفع الى الله تعالى في ذلك. كما جاء في احاديث الصحاح وهذه هي الشفاعة الاولى التي يختص بها دون غيره من الرسل. ثم تكون له بعدها شفاعات في القاضي من شاء الله في انقاذ من شاء الله من اهل الكبائر من النار من امته. ولكن الرسل يشاركونه في هذه الشفاعة فيشفعون في عصاة اممهم وكذلك الملائكة بل والمؤمنون كما في الصحيح من حديث ابي هريرة وابي سعد وابي سعيد فيقول الله تعالى شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبقى الا ارحم الراحمين وذكر الحديث وقد استقصى هذه الشفاعات الامام ابو بكر بن خزيمة في اخر كتاب التوحيد وكذلك ابو بكر ابن ابي عاصم في كتاب السنة له. وكذلك هي مبسوطة بسطا حسنا. في حديث الصور الذي رواه الطبراني في وابو موسى المديني الاصبهاني وغيرهما ممن صنف في المطولات. وقد جمع الوليد بن مسلم عليه مجلدا. قد اسناده في جزء فاما رواية اصحاب الكتب الستة كالصحيحين وغيرهما فانه كثيرا ما يقع عندهم اختصار في حديث او تقديم وتأخير ويظهر ذلك لمن تأمله والله اعلم. ثم رأيت في صحيح البخاري شيئا من ذكر الشفاعة العظمى فانه قال في كتاب الزكاة باب من سأل الناس تكثرا. قال حدثنا يحيى ابن بكير قال حدثنا الليث عن عبيد الله بن ابي جعفر قال سمعت حمزة بن عبدالله بن عمر قال سمعت عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم. وقال ان الشمس يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف نصف الاذن. فبينما هم كذلك استغاثوا بادم ثم بموسى ثم وزاد عبدالله بن يوسف قال حدثني الليث عن ابن ابي جعفر فيشفع ليقضى بين الخلائق فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده اهل الجمع كلهم. فهذه هي الشفاعة العظمى التي يمتاز بها عن جميع الرسل اولي العزم. بعد ان يسأل كل واحد منهم ان يقوم فيها فيقول لست هناكم الى فلان فلا يزال الناس فلا يزال الناس من رسول الى رسول حتى ينتهوا الى محمد صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها فيذهب فيشفع في اهل الموقف كلهم عند الله تعالى ليفصل بينهم ويريح بعضهم من بعض. نعم ثم قال رحمه الله تعالى وقوله صلى الله عليه وسلم واعطيت الشفاعة اي في حديث جابر المتقدم يريد بذلك صلوات الله وسلامه عليه المقام المحمود الذي يغبطه به الاولون والاخرون والمقام الذي يرغب اليه الخلق كلهم ليشفع لهم الى ربهم. ليفصل بينهم ويريحهم من مقام المحشر وهي الشفاعة العظمى التي يحيد عنها اولو العزم آآ من الرسل عليهم صلوات الله وسلامه لما خصه الله به من التفظيل والتشريع. لما خصه الله به صلى الله عليه وسلم من آآ والتشريع فقوله عليه الصلاة والسلام اعطيت الشفاعة قوله اعطيت الشفاعة المراد بالشفاعة هنا الشفاعة العظمى المراد بالشفاعة الشفاعة العظمى. لان هناك شفاعات هناك شفاعات يوم القيامة يشركوا فيها الانبياء والملائكة والصالحين من عباد الله فتشفع الملائكة ويشفع الانبياء ويشفع ايضا الصالحون من عباد الله كما سيأتي اشارة ابن كثير رحمه الله تعالى لذلك اذا قوله اعطيت الشفاعة هذا امر خاص به هذا امر خاص به صلوات الله وسلامه عليه والمراد به الشفاعة العظمى الشفاعة العظمى التي يتدافعها الانبياء يوم القيامة وهي ان يشفع الله سبحانه وتعالى لاهل المحشر في ان يبدأ الله سبحانه وتعالى بالحساب لان الناس يقفون يوم الحشر موقفا عصيبا وموقفا عظيما يوم يطول بهم يوم يطول بهم اطالة شديدة جدا والشمس تدنو من الخلائق ويقفون على ارض عفراء مستوية لا انخفاض فيها ولا ارتفاع ولا بناء ولا اشجار ولا غير ذلك ويقفون يقفون يوما مقداره خمسين الف سنة يقفون يوم مقدار خمسين الف سنة ويكون يوما عصيبا يبدأ الناس من هول ذلك اليوم وشدته وعظم الكرب فيه فيذهبون الى الانبياء ويطلبون منهم الشفاعة عند الله سبحانه وتعالى ان يبدأ بالفصل بين العباد والقضاء بين الخلائق فيذهبون الى ادم عليه السلام فيعتذر ويحيلهم الى نوح فيذهبون الى نوح عليه السلام ويعتذر ويحيلهم الى ابراهيم فيذهبون الى ابراهيم عليه السلام ويعتذر ويحيلهم الى موسى فيذهبون الى موسى عليه السلام ويعتذر ويحيلهم الى عيسى ويذهبون اليه ويعتذر ويحيلهم الى محمد عليه الصلاة والسلام فيقول انا لها فيقول عليه الصلاة والسلام انا لها فهذه خاصة به عليه الصلاة والسلام. الانبياء كلهم يعتذرون والناس يتوجهون الى الانبياء يطلبون منهم من يشفع عند الله فيعتذر كل واحد منهم الى ان يأتوا الى محمد عليه الصلاة والسلام فيقول انا لها وهذا هو المراد بقول الله سبحانه وتعالى عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا يعني هذا امر خاص به عليه الصلاة والسلام والشفاعة للخلائق في ان يبدأ الله سبحانه وتعالى الحساب وفصل الفصل بين العباد قال عليه الصلاة والسلام فاخروا ساجدا يعني عندما يطلب منه الخلائق ان يشفع لهم عند الله سبحانه وتعالى قال فاخروا ساجدا تحت العرش واحمد الله سبحانه وتعالى بمحامد يعلمني اياها في ذلك الوقت لا اعلمها الان قال احمده بمحامد حسن الثناء عليه بشيء يعلمني اياه في ذلك الوقت لا اعلمه الان ثم يقال ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع فيشفع عليه الصلاة والسلام وحين اذ يجيء الرب سبحانه وتعالى للفصل بين العباد كما قال الله عز وجل في سورة الفجر وجاء ربك والملك صفا صفا. وجاء ربك والملك صفا صفا فيجيء الرب سبحانه وتعالى مجيئا يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى لا نعلم كيفيته يجيء عز وجل للفصل بين الخلايا. والملك صفا صفا. اي الملائكة محيطة بالخلائق صفوف من وراء صفوف وفي ذلك اليوم ايضا يجاء بجهنم وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم وهذا المجيء بين في صحيح مسلم يقول عليه الصلاة والسلام يجاء بجهنم يوم القيامة يجرها سبعون ولها سبعون الف ملك نعم آآ ولها سبعون الف زمام ومع كل زمام سبعون ملك. سبعون الف ملك يجرونها يؤتى بجهنم يوم القيامة ولها سبعون الف زمام ومع كل زمام سبعون الف ملك يجرونه يؤتى بها تجر يوم القيامة ويجرها الملائكة وعدد الملائكة الذين يقومون بجر جهنم في في ارظ المحشر سبعون الف في سبعين الف هذا عددهم سبعون الف في سبعين الف فيؤتى بجهنم وحينئذ يكون الفصل بين العباد وتنشر الدواوين وتتطاير الصحف واخذ كتابه بيمينه واخذ بكتابه كتابه بشماله من وراء ظهره فهذه الشفاعة العظمى وهي خاصة بنبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه وهذا معنى قوله عليه الصلاة والسلام اعطيت الشفاعة من الشفاعة التي اعطيها وخص بها عليه الصلاة والسلام الشفاعة لجميع اهل الجنة في دخول الجنة فهو عليه الصلاة والسلام اول من يستفتح باب الجنة ويقعقع باب الجنة فيقول الجنة من؟ فيقول محمد؟ يقول بك امرت ان افتح ولا افتح لاحد قبلك ولا افتح لاحد قبلك فله عليه الصلاة والسلام الشفاعة التي هي لعموم الخلائق في ان يبدأ الله سبحانه وتعالى بالفصل بين العباد. وايضا له شفاعة خاصة به عليه الصلاة والسلام اخرى وهي الشفاعة لاهل الجنة في دخول الجنة وله ايضا شفاعات اخرى خاصة سيأتي الاشارة لها عند المصنف رحمه الله تعالى قال وهذه خصوصية ايضا ليست الا له من البشر فيدخل الجنة فيشفع الى الله في ذلك كما جاء في الاحاديث الصحيحة. اذا هاتان شفاعتان اتان شفاعتان الشفاعة لعموم الخلق في ان يبدأ الله سبحانه وتعالى البدء في الحساب هذه خاصة به عليه الصلاة والسلام والشفاعة الثانية الشفاعة لعموم اهل الجنة في ان يدخل الجنة يشفع لهم عند الله سبحانه وتعالى بذلك فهذه ايضا خاصة به عليه الصلاة والسلام قال وهذه هي الشفاعة الاولى التي يختص بها دون غيره من الرسل ثم تكون له بعد ذلك شفاعات تكون له بعد ذلك شفاعات من انقاذ من شاء الله من اهل الكبائر من النار من امته. الشفاعة لعصاة الموحدين الشفاعة لعصاة الموحدين. قال ولكن الرسل يشاركونه في هذه الشفاعة فيشفعون في عصاة اممهم وكذلك الملائكة. وكم من ملك لا تغني شفاعتهم وكم من ملك في السماوات لا تغني شيئا الا من بعد ان ياذن الله لمن يشاء ويرضى. فالملائكة ايضا تشفع وايضا المؤمنون يشفعون وشاهدوا ذلكم يقول ما جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة عن ابي سعيد يقول الله تعالى شفعت الملائكة وشفع النبيون نفع المؤمنون ولم يبق الا ارحم الراحمين وذكر الحديث. ثم قال رحمه الله تعالى وقد استقصى هذه الشفاعات استقصى يعني ذكر هذه الشفاعات والادلة عليها الامام ابو بكر ابن خزيمة في اخر كتابه التوحيد وهو كتاب عظيم نافع في بابه وهو مطبوع متداول بين اه اهل العلم وطلابه. قال وكذلك ابو بكر ابن ابي عاصم في كتابه السنة له وهو ايضا مطبوع وكذلك هي مبسوطة بسطا حسنا في حديث الصور حديث الذي رواه الطبراني في المطولات من حديث ابي هريرة وابو موسى المدين الاصفهاني وغيرهما ممن صنفا في المطولات حديث طويل في ذكر انواع الشفاعات يروى من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال وقد جمع الوليد بن مسلم عليه مجلدا وقد اسناده في جزء هذا الحديث هذا الحديث ذكر الامام بن كثير رحمه الله تعالى في كتابه البداية والنهاية عندما اشار الى هذا الحديث واشار الى من رواه ذكر انه روي من طرق متعددة روي من طرق متعددة عن إسماعيل بن رافع قاص اهل المدينة وقد تكون لما فيه بسببه قال وقد تكلم فيه بسببه وفي بعض سياقه سياقاته نكارة واختلاف. وفي بعض سياقاته واختلاف وقد نص على نكارة متنه غير واحد من الائمة كاحمد ابن حنبل وابي حاتم الرازي ومحمود بن علي الفلاس واما سياقه فغريب جدا ويقال ويقال انه جمعه من احاديث كثيرة جعلها سياقا واحدا فانكر عليه فانكر عليه بسبب ذلك قال وسمعت شيخنا الحافظ ابا الحجاج المجزي يقول انه رأى للوليد ابن مسلم مصنفا قد جمع فيه كل الشواهد لبعض مفردات هذا الحديث وابن كثير رحمه الله يشير هنا الى انه ايضا افرد اسناده في جزء قال فاما رواية اصحاب الكتب الستة كالصحيحين وغيرهما فانه كثيرا ما يقع عندهم اختصار في الحديث او تقديم وتأخير ويظهر ذلك لمن تأمله والله تعالى اعلم قال ثم رأيت في صحيح البخاري شيئا من ذكر الشفاعة العظمى فانه قال في كتابه الزكاة باب من سأل الناس تكثرا قال حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عن عبيد الله بن ابي جعفر قال سمعت حمزة ابن عبد الله ابن عمر قال سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم وقال ان الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الاذن. فبينما هم كذلك استغاثوا بادم ثم بموسى ثم بمحمد ومعنى استغاثوا اي طلبوا منهم ان يشفعوا لهم عند الله سبحانه وتعالى في البدء في اه القضاء والفصل بين الناس. قال ابن كثير رحمه الله زاد عبدالله ابن يوسف زاد عبدالله ابن يوسف هكذا ذكر اه رحمه الله تعالى قال زاد عبدالله ابن يوسف والذي في صحيح البخاري وزاد عبد الله وزاد عبد الله حدثني الليث الى اخره هكذا غير منسوب هكذا غير منسوب وجاء في الفتح لابن حجر رحمه الله تعالى قال وزاد عبد الله ابن صالح وزاد عبدالله ابن صالح قال ابن حجر كذا عند ابي ذر وسقط قوله ابن صالح من رواية الاكثر وسقط قوله ابن صالح من رواية الاكثر ثم ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى من رواه من طريق عبد الله بن صالح وهو المصري ومن تابعه على هذه الزيادة قال رحمه الله زاد عبدالله حدثني الليث عن ابي جعفر عن ابن ابي جعفر فيشفع ليقضى بين الخلائق فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده اهل الجمع كلهم وهذه اللفظة التي ذكرها ابن كثير رحمه الله جمعت الامرين جمعت اه الامرين في اه مقام الشفاعة العظمى شفاعته عليه الصلاة والسلام لعموم الخلائق ان يبدأ الله سبحانه وتعالى في الفصل بين الخلائق والامر الثاني اه انه عليه الصلاة والسلام يمشي حتى يأخذ بحلقة الباب يعني باب الجنة فهذه ايضا شفاعة خاصة به صلوات الله وسلامه عليه وهي شفاعته لاهل الجنة في دخول الجنة. ونسأل الله المنان الكريم. ان يمن علينا جميعا بذلك ممن نحظى بهذه الشفاعة ونكون مع نبينا صلوات الله وسلامه عليه الى جنات عدن من بمن الكريم وجوده وفضله سبحانه وتعالى. قال فهذه هي الشفاعة العظمى فهذه هي الشفاعة العظمى التي يمتاز بها عن جميع الرسل اولي العزم بعد ان يسأل كل واحد منهم اه ان يسأل كل واحد منهم ان يقوم فيها فيقول لست هناك كل نبي يطلب منه ان يشفع يقول لست هناكم. اي لست اهلا لذلك لست اهلا لذلك لست هناكم. اذهبوا الى الى فلان يعني يحيلهم الى نبي اخر قال الى اه نعم فلا يزال الناس من رسول الى رسول حتى ينتهوا الى محمد عليه الصلاة والسلام سيد آآ الاولين والاخرين فيقول انا لها فيذهب فيشفع في اهل الموقف كلهم عند الله تعالى ليفصل بينهم ويريح بعضهم من بعض. نعم ثم له بعد ذلك شفاعات اربع اسر منها في انقاذ خلق ممن ادخل النار. ثم هو اول اول شفيع في الجنة كما رواه الامام احمد في مسنده اعد ثم له بعد ذلك. ذكر النسخ ايوة يقول في الاصل ثم له بعد ذلك شفاعات اخر منها اربع في انقاذ. ايوه هذا في نصفه. ايه. نعم. يقول الذي اثبتناه من شرح المواهب وعبارة النووي ثم له بعد ذلك شفاعات اربع اسر منها في انقاذ خلق ممن ادخل النار. نعم. ثم هو اول شفيع في الجنة. كما رواه الامام احمد في مسنده عن المختار ابن فلفل عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا اول شافع في الجنة وهو شفيع في رفع درجات بعض اهل الجنة. وهذه الشفاعة اتفق عليها اهل السنة والمعتزلة. ودليلها ما في صحيح البخاري من رواية ابي موسى ان عمه ابا عامر لما قتل باوطاس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لعبيد لعبيد ابي عامر واجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك. وقال عليه الصلاة والسلام لما مات ابو سلمة ابن عبد الاسد اللهم ارفع درجته وسنفرد ان شاء الله تعالى في الشفاعة جزءا لبيان اقسامها وتعدادها وادلة ذلك ان شاء الله تعالى. اه ثم قال رحمه الله ثم له بعد ذلك شفاعات آآ آآ اعد العبارة شفاعات اربع نعم منها في انقاذ خلق منهم من ادخل نعم العبارة عندنا فيها شيء من الاضطراب عندنا ثم له بعد ذلك شفاعات اخر منها اربع من انقاذ خلق ممن ادخل النار لكن العبارة التي في في اه اه فيما قرأ علينا الشيخ عبدالرحمن كأنها اولى ثم له بعد ذلك شفاعات اربع اخر اه منها في انقاذ في انقاذ خلق ممن ادخل النار. في انقاذ خلق ممن ادخل النار. يعني لما ذكر رحمه الله تعالى الشفاعتين اللتين هما خاصتان به عليه الصلاة والسلام الشفاعة العظمى لاهل الموقف في البدء بالحساب والشفاعة لاهل الجنة في دخول الجنة قال له شفاعات اربع اخر منها ما هي خاصة به عليه الصلاة والسلام مثل شفاعته لعمه ابي طالب في ان يخفف الله سبحانه وتعالى عانوا من العذاب هذه خاصة به عليه الصلاة والسلام ومنها ما ليس خاصا به مثل الشفاعة لعصاة الموحدين الشفاعة عصاة الموحدين ومثل ايضا اه الشفاعة في رفعة الدرجات في الجنة شفاعته لابي عامر الاشعري رضي الله عنه اه بان يرفع اه ان يجعله فوق كثير من من خلقه هذي رفعة درجات في الجنة فله اربع اخر صلوات الله وسلامه عليه منها ما هي خاصة به صلى الله عليه وسلم ومنها ما يشترك معه فيها غيره اه من اه اه النبيين والشافعين. قال ثم هو اول شفيع في الجنة ثم هو اول شفيع في الجنة كما رواه الامام احمد في مسنده عن المختار ابن فلفل عن انس قال رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا اول شافع في الجنة والحديث رواه مسلم في صحيحه قال وهو شفيع في رفع درجات بعض اهل الجنة وهذه الشفاعة اتفق عليها اهل السنة والمعتزلة اتفق عليها اهل السنة والمعتزلة الشفاعة لبعض اهل الجنة في رفعة الدرجات في الجنة قال وهذه الشفاعة اتفق عليه اهل السنة والمعتزلة هنا اريد ان ننتبه الى ان ذكر موافقة المعتزلة لاهل السنة في هذه الشفاعة لا يذكر هنا من باب قيمة ابراز قيمة موافقتهم يعني هم يوافقون او لا لا يوافقون لا لا لا يعطي الامر اي مكانة او قيمة ومخالفتهم او موافقتهم ليست بشيء ولا يلتفت اليها لانهم قوم من اهل البدع والضلال واصحاب عقول ولا يعظمون نصوص ولا يعولون على الادلة يحكمون عقولهم ويقدمونها على كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام فاذا ما فائدة قوله هنا رحمه الله تعالى وهذه الشفاعة اتفق عليها اهل السنة والمعتزلة اتفق عليه اهل السنة والمعتزلة مراده بذلك ان ينبه على الفساد العريض الذي عند هؤلاء. الفساد العريض الذي عند هؤلاء ان العظيمة هذه والخصائص العظيمة والتي ثبتت بالادلة وهي من خصائص نبينا عليه الصلاة والسلام هؤلاء المبطلة لا يوافقون عليها ولا يقبلونها ولا يثبتون من الشفاعة الا هذا. فاذا ذكر موافقتهم هنا لا لان موافقتهم تعطي قيمة في في الامر او لان موافقتهم لها مكانة لا مكانة لها ولا قيمة لكن لبيان ان القوم في في هذا الباب انكروا الشفاعات وانكروا ما اختص به نبينا عليه الصلاة والسلام من مناقب وكرامات وفضائل وهم في هذا الباب باب الخصائص في باب الجفاء داخلون في باب الجفاء ينكرون من الخصائص للمصطفى عليه الصلاة والسلام ما هو ثابت بالنصوص الصحاح والادلة الثابتة الواضحة البينة. فهم في حق نبينا عليه الصلاة والسلام قوم جفاة ويقابلهم اقوام اخرون من الطرقية ويغانون في باب الشفاعة فيثبتون في في باب الشفاعة امورا باطلة بل يدخلون في باب الشرك والتعلقات الباطلة والاستغاثات المحرمة وصرف العبادة لغير الله سبحانه وتعالى ويعدون ذلك في باب ماذا الشفاعة او الاستشفاء فهذا غلو وباطل وهؤلاء المعتزلة واضرابهم داخلون في باب الجفاف في انكار آآ خصائص النبي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال ودليلها ما في صحيح البخاري من رواية ابي موسى الاشعري ان عمه ابا عامر الاشعري لما فقتل باوطاس مما قتل باوطاس ونحن عرفنا ان بعد حنين لما فروا لما فر المشركون قسم منهم فروا الى الطائف وقسم منهم فروا الى اوطاس فامر النبي صلى الله عليه وسلم ابا عامر الاشعري رضي الله عنه مع جماعة من الصحابة ولحقهم في اوطاس و قاتلهم واصيب رضي الله عنه بسهم في ركبته اصيب رضي الله عنه اصيب ابو عامر الاشعري رضي الله عنه اصيب في سهم في في ركبته فاتاه ابو موسى الاشعري فقال له من الذي اصابك؟ فاشار الى رجل فانطلق كما جاء في الصحيح ابو موسى الاشعري في اثره ولحقه وقتله ورجع الى ابي عامر وبشره بانه قتل قاتله ثم قال انزع هذا السهم فنزعه من ركبته فبدأ الماء اه ياسين وشعر انه اه اه في في في نهاية الامر فقال رضي الله عنه ابلغ او اقرأ آآ النبي صلى الله عليه وسلم مني السلام واسأله ان يستغفر لي اقرئه مني السلام واسأله ان يستغفر لي فلما ذهب ابو موسى الاشعري رضي الله عنه الى النبي عليه الصلاة والسلام واقرأه سلام ابو عامر وطلبه الاستغفار طلب عليه الصلاة والسلام الماء وتوضأ ومد يديه قال حتى رأينا بياظي بطي صلوات الله وسلامه عليه ومد يديه وقال عليه الصلاة والسلام اللهم اغفر لعبيد ابي عامر اللهم اغفر لعبيد ابي عامر واجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك واجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك فهذا دعوة في ماذا رفعة الدرجات دعوة في دعوة لرفعة آآ الدرجات فهذا نوع من الشفاعة الشفاعة في في رفعة آآ الدرجات لبعض اهل الجنة لبعض اهل الجنة. وقد قال عليه الصلاة والسلام لما اتى ابو سلمة ابن عبد الاسد اللهم ارفع درجته اللهم ارفع درجته في عليين والحديث في صحيح مسلم عن ام سلمة رضي الله عنها قال رحمه الله تعالى وسنفرد ان شاء الله جزءا لبيان اقسامها وتعدادها وادلة ذلك. وفي بعظ النسخ للفصول لابن كثير ومنها نسختها نسختنا هذه اه افرد او يوجد فيها فصل اه اه في اه الشفاعة واقسام الشفاعة وبها ختم الكتاب وستأتي معنا باذن الله تبارك وتعالى لاحقا نعم واما قوله صلى الله عليه وسلم وكان النبي يبعث الى قومه خاصة وبعثت الى الناس عامة فمعناه في الكتاب العزيز وقوله عز وجل وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم وقوله تعالى وان من امة الا خلى فيها فيها نذير فكان النبي ممن كان قبلنا لا يكلف من اداء الرسالة الا ما يدعو به قومه الى الله. واما محمد صلوات صلاة الله وسلامه عليه فقال الله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. وقال تعالى انذركم به ومن بلغ وقال تعالى ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده. وقال تعالى وقل للذين اوتوا الكتاب والاميين ااسلمتم فان اسلموا فقد اهتدوا وان تولوا فانما عليك البلاغ والله بصير بالعباد وفي اية كثير من القرآن تدل على عموم رسالته الى الثقلين. فامره الله تعالى ان ينذر جميع خلقه انسهم وعربهم وعجمهم فقام صلوات الله وسلامه عليه بما امر وبلغ عن الله رسالته. اه عندكم اه وفي اية وفي اية يظهر انها زائدة في اية كثيرة من القرآن. آآ قال رحمه الله تعالى واما قوله وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث الى قومه وبعثت الى الناس عامة ايضا هذا من خصائص عليه الصلاة والسلام من خصائصه عليه الصلاة والسلام انه بعث للناس عامة ومن قبله من النبيين والمرسلين كل منهم يبعث الى قومه خاصة. اما نبينا عليه الصلاة والسلام فانه بعث رحمة للعالمين. بعث للعالمين فليست رسالته خاصة بالعرب ليست خاصة بقومه ولا خاصة بالعرب وانما هي للناس كافة بعث للناس صلى الله عليه وسلم كافة بشيرا ونذيرا وسيذكر المصنف رحمه الله تعالى جملة من الادلة على ذلك قال اه واما قوله وكان النبي يبعث الى قومه وبعثت الى الناس عامة فمعناه في الكتاب العزيز. فمعناه في الكتاب العزيز وهو وقوله عز وجل وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم وقوله تعالى وقوله تعالى وان من امة الا خلى فيها نذير الا خلى فيها نذير. فكان النبي ممن كان قبلنا لا يكلف من اداء الرسالة الا ما يدعو به قومه الى الله الا ما يدعو به قومه الى الله. هذا فيما يتعلق بالانبياء السابقين. اما نبينا عليه الصلاة والسلام قد قال الله تعالى يا قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. وقال تعالى لانذركم به ومن بلغ وقال تعالى ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده وقال تعالى وقل للذين اوتوا الكتاب والاميين اسلمتم فان اسلموا فقد اهتدوا. وان فان اسلموا فقد اهتدوا وان تولوا فانما عليك البلاغ والله بصير بالعباد. في اية كثيرة من القرآن تدل على عموم الى الثقلين تدل على عموم رسالته الى الثقلين. فامره الله تعالى ان ينذر جميع خلقه انسهم وجنهم وعربهم وعجمهم فقام صلى الله عليه وسلم بما امر به وبلغ عن الله رسالته اتم البلاغ صلوات الله وسلامه عليه. ومن شواهد عموم رسالته من شواهد عموم رسالة ما نراه الان في زماننا الحاضر من انتشار الاسلام بكافة اللغات بكافة اللغات. فرسالة النبي عليه الصلاة والسلام للناس جميعا على اختلاف لغاتهم ولهذا تجد الاسلام مبين وموضح ومشروح بلغات كثيرة ويقيض الله سبحانه وتعالى مع الازمنة والاوقات من اهل البلدان من يتعلم اللسان العربي ويبدأ ينقل معاني الاسلام وحقائق الدين الى قومه وينتشر دين الله سبحانه وتعالى في الافاق وفي ارجاء المعمورة هذا كله من الشواهد شواهد الواقع على ان اه نبينا عليه الصلاة والسلام اه رحمة للعالمين رحمة للعالمين ولما يرسل للعرب خاصة او لقومه خاصة بل ارسل للعالمين. ولهذا جاء في حديث صحيح في في صحيح مسلم انه قال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي جئت به ثم لا يؤمن بالذي جئت به الا كان حقا على الله ان يدخله النار الا كان حقا على الله ان يدخله النار وابن القيم رحمه الله تعالى يذكر مرة انه جمعه مجلس بنفر من اهل الكتاب يقول قلت لهم قلت لهم انكم قد سببتم محمدا صلى الله عليه وسلم سبة ما سبه بها احد من العالمين ما سبه احد بها من العالمين. قالوا وما ذاك قال منذ ظهر ودينه في علو ولا يزال الله يؤيده ولا يزال كذا ويذكر من فضائله وخصائصه ويعدد من مناقبه عليه الصلاة والسلام ثم تقولون انه نبي كاذب ثم تقولون اه عنه انه نبي كاذب وهذه سبة لله رب العالمين ما سبه بها احد اذ كيف يكون نبي كاذب ولا يزال يؤيده ولا يزال دينه في ظهور ولا يزال في علو ولا يزال في تمكن ولا يزال اعوانه في تأييد فاما ان يكون الله عالما به او او ليس عالما به او قادرا عليه او ليس قادرا عليه فان كان الله عالما به اليس قادرا عليه وان كان الله سبحانه وتعالى عالما به وقادرا عليه اليس قد قال الله ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم قطعنا منه الوتين فناقشهم حول هذا المعنى رحمه الله تعالى فقالوا حاشا ان نقول انه كاذب والعقلاء منا والعقلاء منا ايضا يقولون انه نبي صادق وليس وليس بنبي كاذب ويقولون ان اتباعه سعداء يقول فقلت لهم اذا كان العقلاء منكم يقولون ذلك وانتم ايضا تقولون حاشاه ان يكون كاذبا وان اتباعه سعداء ما الذي يمنعكم ان تظفروا بهذه ما الذي يمنعكم ان تظفروا بهذه السعادة قالوا ونحن نقول ايضا اتباع موسى سعداء واتباع عيسى سعداء ونحن نقول ان اتباع موسى سعداء واتباعه سعداء قال ان كنتم تقولون انه نبي صادق فانه قد ثبت عنه انه كفر من لم يتبعه وقال ان انه لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي جئت به الا كان حقا على الله ان يدخله النار فان كان ترون انه صادق لزمكم اتباعه في هذا وان اعتقدتم انه ليس بصادق رجعتم الى باطلكم السابق فماذا قالوا قالوا حدثنا في غير هذا حدثنا في غير هذا يعني لن اغلق الان يعني اغلق عليهم آآ رحمه الله تعالى الابواب وما اصبح لهم اي كلام يستطيعون التحدث به فقالوا حدثنا في في غير هذا فالشاهد ان اه بعثة اه رسالة نبينا عليه الصلاة والسلام هي للثقلين وللعالمين وبعث عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين وبلغ عليه الصلاة والسلام البلاغ المبين فما ترك صلى الله عليه وسلم خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذر منه صلوات الله وسلامه عليه ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يمن علينا اجمعين بالعلم النافع والعمل الصالح وان يهدينا اليه صراطا مستقيما اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. الهمكم الله الصواب وفركم للحق. نفعنا الله بما سمعنا غفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. امين. يقول السائل قوله صلى الله عليه وسلم نصرت بالرعب مسيرة شهر. هل هذه الفظيلة تحصل امته آآ ظاهر كلام كثير من اهل العلم انها تكون وكلام ابن كثير رحمه الله تعالى يفهم منه ذلك الكلام المتقدم لانه لما ذكر الاحتمالين اه عن عيسى عليه السلام وذكر الاحتمال الثاني قال اما اذا كان اه شيئا يقع له في اخر الزمان فهو واحد من امة محمد صلوات الله وسلامه عليه. نعم قل هل للعلماء شرح في اليوم الذي مقداره خمسين الف سنة من ناحية التوقيت الزمني؟ ام هو شيء غيبي هو اه يوم اه مقداره خمسين الف سنة. يوم مقدار خمسين الف سنة. يوم يعني بهذا الطول وبهذا المقدار وهو لا شك انه امر غيبي لكن اه لكن اليوم طوله هذا كما اخبر اه اه صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الذي صح في الصحيحين في سياق طويل وذكر فيه قال ما من صاحب ذهب لا يؤدي زكاته الا احمية صفائح يوم القيامة فيكوى بها جبينه وجنبه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة حتى يقضى بين الخلائق وينظر في اه في امره اما الى الجنة او الى النار كما جاء في الحديث. قال في يوم كان مقداره خمسين الف سنة فهذا مقدار ذلك اليوم وقد جاء في حديث آآ اه حسنه جماعة من اهل العلم وهو في مستدرك الحاكم وغيره. وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى على اهل الايمان ان الله عز وجل يهونه على اهل الايمان يهون ذلك على اهل الايمان فيكون كمقدار ما بين صلاة الظهر والعصر فيكون كمقدار ما بين صلاة الظهر والعصر ذلك اليوم العصيب ذلك اليوم الطويل يهونه على اهل الايمان هذا نوع من التهوين ومن ايضا انواع التهوين ان الله في ذلك اليوم يظلهم اه في ظله سبحانه وتعالى يوم لا ظل الا الا ظله ومثل استشعار المسلم لهذا اليوم وطوله واستذكاره لذلك ينفعه لان اذا تأملت الان في حياتك التي تعيشها في هذه الدنيا مقارنة بذلك اليوم كم تكون يوم مقداره خمسين الف سنة قارن قارن هذا بحياتك انت وتفكر في المدة التي ستعيشها في هذه الحياة الدنيا. وحقيقة من يدخل في هذه الحياة الدنيا في المعاصي والاثام والمحرمات وترك الطاعات يجني على نفسه جناية عظيمة جدا ويهلك نفسه هلكة عظيمة ويندم يوم القيامة ندامة لا تفيده. ولا تنفعه فاذا قارنت الان يعني خمسين الف سنة بالمدة التي تعيشها في في هذه الحياة الدنيا كم تعيش يعني كم تعيش في هذه الحياة الدنيا؟ الان مثلا في الحديث الصحيح قال عليه الصلاة والسلام اعمار امتي ما بين الستين والسبعين اذا قلنا عمر انسان ستين سنة اذا قلنا عمر انسان ستين سنة ستين سنة هذي احذف منها عشرين سنة كاملة نوم عشرين سنة نوم لان اللي عاش ستين سنة نام نام عشرين سنة لكنها راحت مع مع في الايام والليالي ثمان ساعات مقطعة ما يشعر بها. لكن من عاش ستين سنة وكان ينام في الاربعة وعشرين ساعة ثمان ساعات وهو معدل النوم الطبيعي يكون في الستين سنة نام ثلثها عشرين سنة لكن ما يشعر بها فهذه عشرين سنة من الستين راحت نوم والنائم مرفوع عن القلم. ايضا خمسة عشرة سنة فهذه قبل التكليف ما بقي شيء ما انتهت راحت فيه نوم وقبل التكليف ما بقي الا شيء قليل يشد الواحد عزمه ويستعين بربه سبحانه وتعالى ويجاهد نفسه على على طاعة الله سبحانه وتعالى والا هي انتهت خمسطعشر قبل التكليف وعشرين هذي في النوم اذا ما بقي الا ثنيات قليلة جدا ثنيات قليلة جدا يأخذها الانسان بالاستعانة بالله والعزم والحرص على ما ينفعه وتمضي سريعا ثم يسعد سعادة لا يشقى بعدها بعد ابدا. نسأل الله عز وجل ان يكتب لنا جميعا حياة السعداء اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة كزيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات والله اعلم. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله. نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا