بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام الحافظ ابو الفدا اسماعيل ابن عمر ابن كثير رحمه الله تعالى يقول في كتابه الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم قال فصل في الاشارة الى انواع الشفاعة التي يعطاها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فاعلاها واعظمها واوسعها المقام المحمود الذي يرغب الخلق كلهم فيه ليشفع لهم عند الله تبارك وتعالى. ليأتي لفصل القضاء وانقاذ المؤمنين من مقام محشر يوم القيامة ويخلصهم من مجاورة الكفار في العرصات بعد ما يسأله بعد ما يسأله ادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم. فكل يقول لست بصاحب ذلك فيأتون الى محمد صلوات الله وسلامه عليه. فيسألونه ذلك فيقول انا لها انا لها. فينطلق فيشفع عند الله في ذلك وقد تقدم بسط ذلك. نعم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا فصل عظيم ختم به الامام ابن كثير رحمه الله تعالى كتابه الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم. وختمه هذا الكتاب بذكر شفاعات او انواع شفاعات النبي عليه الصلاة والسلام. مناسب في هذا الموضع غاية المناسبة لانه بعد ان ذكر سيرته العطرة عليه الصلاة والسلام واخباره الكريمة وحياته العظيمة المجيدة صلوات الله وسلامه عليه. العامرة بالجد والجهاد والنصرة لدين الله تبارك وتعالى ثم ذكره رحمه الله تعالى لخصائص المصطفى صلى الله عليه وسلم كان من المناسب ان يذكر كرامة الله سبحانه وتعالى لهذا النبي الكريم العظيمة ورفعه لمقامه عليه الصلاة والسلام في ارفع مقام واعطائه عليه الصلاة والسلام المقام المحمود الذي يغبطه عليه الاولون الاخرون تشريفا لقدره عليه الصلاة والسلام وتعلية لمكانه لمكانته صلى الله عليه وسلم وبيانا لما تميز به عن العالمين صلوات الله وسلامه عليه. فذكر هذا الفصل في انواع شفاعات النبي عليه الصلاة والسلام في خاتمة هذا الكتاب المبارك مناسب غاية المناسبة. قال رحمه الله تعالى فصل في الاشارة الى انواع الشفاعة التي يعطاها نبينا صلى الله عليه وسلم. وعرفنا فيما سبق والمصنف سبق ان ذكر فصلا في الشفاعة عند كلامه عن عرفنا هناك ان الشفاعات يوم القيامة على نوعين شفاعات مختصة بنبينا عليه الصلاة والسلام لا يشاركه فيها احد. ومن ذلكم الشفاعة العظمى وكذلك الشفاعة لاهل الجنة في دخول الجنة. وهناك شفاعات يشاركه فيها غيره من الانبياء والملائكة والصالحين من عباد الله وهي الشفاعة لاهل الكبائر. الشفاعة لاهل الكبائر الذين استحقوا العذاب عقوبة على اقترافهم تلك الكبائر وفعلهم لتلك الذنوب فهؤلاء ادفع فيهم نبينا عليه الصلاة والسلام وتشفع الملائكة ويشفع الانبياء ويشفع ايضا الصالحون. من عباد الله تبارك انا لكن نبينا عليه الصلاة والسلام تعلية لمقامه من بين سائر العالمين من النبيين وغيرهم خص عليه الصلاة والسلام بشفاعات لا يشاركه فيها احد. قال رحمه الله فاعلاها واعظمها واوسعها المقام المحمود المقام المحمود الذي ورد ذكره في قوله تبارك وتعالى عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا وكما قال ائمة التفسير رحمهم الله تعالى كل عسى في القرآن فهي واجبة. فقوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا اي ان الله سبحانه وتعالى يفعل ذلك يبعثه يوم القيامة المقام المحمود الذي يغبطه عليه النبي ويغبطه عليه الاولون والاخرون. قال اعلاها واعظمها واوسعها المقام المحمود الذي اليه الخلق كلهم فيه. الذي يرغب اليه الخلق كلهم فيه ليشفع لهم عند الله تعالى تبارك وتعالى ليأتي لفصل القضاء وانقاذ المؤمنين من مقام المحشر يوم القيامة ويخلصهم من مجاورة الكفار في العرصات. فهذه هي الشفاعة العظمى حيث يقف الناس في ارض المحشر يوم القيامة وقفة طويلة. وزمنا طويلا وجاء في القرآن والسنة ان مقداره خمسين الف سنة يوم مقداره خمسين الف سنة يقفون ذلك اليوم الطويل المهيل العصيب بالاهوال والشدائد والكربات يذهب الناس الى الانبياء. يطلبون منهم ان يشفعوا عند الله سبحانه وتعالى انا في الفصل في القضاء. ان يأتي سبحانه وتعالى للفصل بين الناس والقضاء بينهم فيذهبون الى الانبياء يبدأون بادم عليه السلام مرورا بغيره من الانبياء وكلهم يعتذرون ولهذا قال المصنف رحمه الله ويسألها ويسأله ادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم وكلهم يعتذرون. فكل يقول لست بصاحب ذلك. كل يقول لست بصاحب اي بذلك الى ان ينتهوا الى عيسى عليه السلام فيعتذر ويقول لست بصاحب ذلك ويحيلهم الى محمد صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها. صلوات الله وسلامه عليه. قال فيأتون الى محمد صلوات الله وسلامه عليه فيسألونه ذلك فيقول انا لها انا لها فينطلق فيشفع عند الله في ذلك. فينطلق فيشفع عند الله في ذلك وقد جاء في حديث انه يخر ساجدا اه لله سبحانه وتعالى تحت عرش الرحمن ويحمد الله سبحانه وتعالى بمحامد ويثني على الله بحسن الثناء عليه مما يعلمه الله اياه في ذلك الوقت ثم يقول الله جل وعلا له ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع. قال وقد تقدم بسط ذلك. والحديث في اه صحيح الامام البخاري وغيره من حديث انس وايضا جاء من حديث غيره من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقبل ان نواصل نستمع الى نص حديث انس بن مالك رضي الله عنه وارضاه. عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يحبس المؤمنون يوم القيامة حتى يهموا بذلك فيقولون لو استشفعنا الى ربنا فيريحنا من كاننا فيأتون ادم فيقولون انت ادم ابو الناس خلقك الله بيده واسكنك جنة واسجد لك ملائكته وعلمك اسماء كل شيء لتشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا اهذا؟ قال فيقول لست هناك. قال ويذكر خطيئته التي اصاب اكله من الشجرة وقدره نهي عنها ولكن ائتوا نوحا اول نبي بعثه الله الى اهل الارض. فيأتون نوحا فيقول لست هناك ويذكر خطيئته التي اصاب سؤاله ربه بغير علم. ولكن ائتوا ابراهيم خليل الرحمن قال فيأتون ابراهيم فيقول اني لست هناك ويذكر ثلاث كلمات كذبهن. ولكن موسى عبدا اتاه الله التوراة وكلمه وقربه نجيا. قال فيأتون موسى فيقول اني لست هناك ويذكر خطيئته التي اصاب قتله النفس. ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وروح الله وكلمته. قال فيأتون عيسى فيقول لست هناك. ولكن ائت محمدا صلى الله عليه وسلم عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فيأتوني فاستأذن على في داره فيؤذن لي فيؤذن لي عليه. فاذا رأيته وقعت ساجدا. فيدعني ما الله ان يدعني فيقول ارفع محمد وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعطى فارفع رأسي فاثني على ربي بثناء وتحميد يعلمني يعلمني فيحد لي حدا فاخرج فادخلهم الجنة. قال قتادة وسمعته ايضا يقول فاخرج فاخرجهم من النار وادخلهم الجنة ثم اعود فاستأذن على ربي في داره. فيؤذن لي عليه فاذا رأيته وقعت فيدعني ما شاء الله ان يدعني ثم يقول ارفع محمد وقل يسمع واشفع تشفع فسل تعطى؟ قال فارفع رأسي فاثني على ربي بثناء وتحميد يعلمني. قال ثم فيحد لي حدا فاخرج فادخلهم الجنة. قال قتادة وسمعته يقول فاخرج فاخرجه من النار وادخلهم الجنة. ثم اعود الثالثة فاستأذن على ربي في داره. فيؤذن لي عليه فاذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله ان يدعني ثم يقول ارفع محمد وقل اسمع واشفع تشفع وسل تعطى. قال فارفع رأسي فاثني على ربي بثناء وتحميد يعلمني قال ثم اشفع فيحد لي حدا فاخرج فادخلهم الجنة. قال قتادة وقد سمعته يقول فاخرج فاخرجهم من النار وادخلهم الجنة حتى ما يبقى في النار الا من حبسه القرآن وجب عليه الخلود قال ثم تلا هذه الاية عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا قال وهذا المقام المحمود الذي وعده وعده نبيكم صلى الله عليه وسلم هذا الحديث وله في السنة نظائر من غير حديث انس ابن مالك في ذكر الشفاعة العظمى لنبينا عليه الصلاة والسلام وهي المقام المحمود الذي يغبطه عليه الاولون والاخرون وشفاعته صلى الله عليه وسلم للخلائق بان يبدأ الله سبحانه وتعالى بالحساب والفصل بين العباد. على اثر هذه الشفاعة والاستجابة من الله سبحانه وتعالى لشفاعة نبيه عليه الصلاة والسلام يأتي الرب جل جلاله سبحانه وتعالى بين العباد وذلك قوله عز وجل في سورة الفجر وجاء ربك والملك صفا صفا. وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وانا له الذكرى. يقول يا ليتني قدمت لحياتي. فيجيء جل وعلا بنفسه مجيئا يليق بجلاله وكماله وعظمته للفصل بين العباد. وتنصب اه الموازين وتنشر الدواوين واخذ كتابه باليمين واخذ كتابه بالشمال من وراء الظهر نسأل الله عز وجل لنا جميعا العافية والسلامة. فهذه الشفاعة العظمى المقام المحمود لنبينا عليه الصلاة والسلام وهو من خصائصه دون سائر العالمين. ثم ذكر رحمه الله على المقام الثاني. نعم. المقام الثاني من مقامات الشفاعة شفاعته في اقوام من امته قد امر بهم الى النار الا يدخلوها. وذلك بين في الحديث الذي رواه الحافظ وابو بكر عبد الله بن محمد بن ابي الدنيا رحمه الله في كتابه اهوال القيامة في فصل الشفاعة من اخره حيث قال حدثنا سعيد بن محمد الجرمي قال حدثنا ابو عبيدة الحداد قال حدثنا محمد بن ثابت البناني عن عبيد الله بن ابن الحارث ابن نوفل عن ابيه عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تنصب للانبياء منابر من ذهب. فيجلسون عليها ويبقى منبري لا اجلس عليه. قائما بين يدي الله بين يدي الله عز وجل منتصبا بامتي مخافة ان يبعث بي الى الجنة وتبقى امتي بعدي. فاقول يا رب امتي فيقول الله تبارك وتعالى يا محمد وما تريد ان اصنع بامتك؟ فاقول يا ربي عجل تابهم فيدعا بهم فيحاسبون. فمنهم من يدخل الجنة برحمة الله. ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي. فما ازال اشفع حتى اعطى سكاكا برجال قد بعث بهم الى النار. حتى ان مالكا خازن جهنم يقول يا محمد ما تركت للنار لغضب ربك لامتك من نقمة. وقال ايضا حدثنا اسماعيل بن عبيد بن عمير بن ابي كريمة. قال حدثني محمد ابن سلمة عن ابي عبد الرحيم قال حدثني زيد ابن ابي انيسة عن المنهال ابن عمرو عن عبدالله ابن الحارث عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال يحشر الناس يحشر الناس عراة فيجتمعون شاخصة ابصارهم الى السماء ينتظرون فصل قضاء قياما اربعين سنة فينزل الله تعالى من العرش الى الكرسي فيكون اول من يدعى ابراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم فيكسى قبطيتين من الجنة ثم يقول ادعوا لي ثم يقول ادعوا لي النبي الامي محمدا صلى الله عليه وسلم قال فاقوم فاكسى حلة من ثياب الجنة. قال ويفجر لي الحوض وعرضه كما بين ايلة الى الكعبة. قال فاشرب واغتسل وقد تقطعت اعناق الخلائق من العطش. ثم اقوم عن يمين الكرسي ليس احد يومئذ قائما ذلك المقام غيري. ثم يقال سل تعطه واشفع تشفع. قال فقال ترجو لوالديك شيئا يا رسول الله؟ قال اني لشافع لهما اعطيت او منعت وما ارجو لهما شيئا ثم قال المنهال حدثني عبد الله ابن الحارث ايضا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال امر بقوم من امتي قد امر بهم الى النار فيقولون يا محمد ننشدك الشفاعة. قال فامر الملائكة ان يقفوا بهم. قال سانطلق فاستأذن على الرب عز وجل فيؤذن لي فاسجد واقول يا ربي قوم من امتي قد امرت بهم الى النار قال فيقول انطلق فاخرج منهم قال فانطلقوا فاخرجوا من شاء الله ان اخرج. ثم ينادي الباقون يا محمد ننشدك الشفاعة فارجع الى الرب عز وجل فاستأذن فيؤذن لي فاسجد فيقول فيقال لي ارفع رأسك سل تعطى واشفع تشفع فاقول قوم من امتي قد امر بهم الى النار. قال فيقول انطلق فاخرج منهم قال فانطلق فاخرج من شاء الله ان اخرج. ثم ينادي الباقون يا محمد ننشدك الشفاعة الى الرب عز وجل واستأذن فيؤذن لي فاسجد فيقول ارفع رأسك سل تعطى واشفع تشفع فاقوم يثني على الرب بثناء لم يثني عليه احد ثم اقول قوم من امتي قد امر بهم الى النار فيقول انطلق اخرج منهم قال فاقول ربي اخرجوا منهم من قال لا اله الا الله ومن كان في قلبه مثقال قالوا حبة من ايمان قال فيقول يا محمد ليست تلك لك تلك لي. قال فانطلق فاخرج من الله ان اخرج. قال ويبقى قوم فيدخلون النار. فيعيرهم اهل النار فيقولون انتم كنتم تعبدون الله ولا تشركون به ادخلكم في النار؟ قال فيحزنون لذلك. قال فيبعث الله عز وجل ملكا بكف من فينضح بها في النار فلا يبقى احد من اهل لا اله الا الله الا وقعت في وجهه منها قطرة قال يعرفون بها ويغبطهم اهل النار ثم يخرجون فيدخلون الجنة فيقال لهم انطلقوا فتضيقوا الناس فلو ان جميعهم نزلوا برجل واحد كان لهم عنده سعة ويسمون المحررين. ففي هذا الحديث والذي قبله ما يدل على انه صلى الله عليه وسلم يشفع في قوم قد امر بهم الى النار لئلا يدخلوا الى النار وفي هذا الحديث الثاني انه كرر فيهم الشفاعة فيشفع في طائفة منهم ثم في اخرين ثم في اخرين بعد اخرين كل هذا قبل دخولهم النار. ولهذا قال في اخر الحديث ويبقى قوم فيدخلون النار. وهذا حديث مرسل نعم. ثم ذكر رحمه الله تعالى المقام الثاني من مقامات الشفاعة شفاعته صلى الله عليه وسلم في اقوام من امته قد امر بهم الى النار الا يدخلوها. شفاعته لاقوام من امته امر بهم الى النار الا يدخلوها. فهذا نوع من انواع الشفاعات اصنف رحمه الله تعالى ذكر هذا النوع من الشفاعة دليلين من السنة. وكلاهما ضعيف لم يثبت اما الاول فضعيف الاسناد كما سيأتي بيانه والثاني مرسل فاستدل رحمه الله تعالى لهذه الشفاعة بحديثين وكلاهما اه ليس بثابت. ولكن اه يمكن ان يستدل بهذا النوع من الشفاعة وهو شفاعته عليه الصلاة والسلام وكذلك شفاعة الانبياء اممهم في من استحق دخول النار الا يدخلها يمكن ان يستدل لذلك بالحديث الصحيح الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام والانبياء على جنبتي الصراط يقولون اللهم سلم سلم اللهم سلم سلم هذه شفاعة شفاعة فالانبياء على جنبتي الصراط يقولون سلم سلم هذي شفاعة منهم. في اه حق من استحق الدخول الا يدخل سلم اي سلم من الدخول. ونجي من الدخول. فيمكن ان يستدل لهذا النوع من الشفاعة بهذا الحديث وحديث صحيح ثابت واما اه الحديث ان اللذان ساقهما اه المصنف اه رحمه الله تعالى كل منهما آآ اسناده آآ لا يثبت. اما الاول اما الاول اه اما الاول حديث عبد الله ابن عباس اه رظي الله عنهما ففيه محمد ابن ثابت البناني متفق على ظعفه. محمد ابن متفق على ضعفه الذهبي رحمه الله ذكر الحديث في سير اعلام النبلا وقال هذا حديث قريب منكر تفرد به محمد ابن ثابت احد الضعفاء. تفرد به محمد ابن ثابت احد الضعفاء فالحديث اه ليس بثابت والحديث الاخر الحديث الاخر اه موضع الشاهد منه في ما ارسله عبد الله ابن الحارث وهو تابعي. قال ثم قال المنهال حدثني عبد الله ابن الحارث ايضا ان نبي الله. فموضع الشاهد من في هذا الذي ارسله عبد الله ابن الحارث وهو تابعي ولهذا اعله ابن كثير رحمه الله تعالى في تمام ذكره بقوله وهذا الحديث مرسل وهذا الحديث مرسل لانه من رواية عبد الله ابن الحارث عن النبي عليه الصلاة والسلام وعبد الله اه ابن الحارث احد التابعين فالحديث مرسل. وخلاصة القول ان ما اورده المصنف رحمه الله تعالى ضعيف من حيث آآ الاسناد الاول فيه رجل متفق على ضعفه والثاني آآ مرسل لكن كما اسلفت يمكن ان يستدل او يحتج لهذا النوع من الشفاعة بالحديث الثابت الذي فيه اه وقوله عليه الصلاة والسلام والانبياء على جنبتي الصراط يقولون اللهم سلم سلم. وبعض جمل الحديث مثل كون ابراهيم الخليل اول من يكسى. يعني بعض جمل حديث لها بعض الشواهد لكن اه تخصيصا ما استشهد المصنف رحمه الله بالحديثين اه لاجله وهو الشفاعة لاقوام استحقوا دخول النار الا يدخلوها اه اه جاء في هذين الحديثين وفيهما اه ما اشرت اليه من ضعف. نعم. وقوله في الحديث الاول فمن منهم من يدخل الجنة برحمة الله ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي. دليل على المقام الثالث وهو الشفاعة لاقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم. هذه اه يعني جعل الطابع لها في سطر جديد ليس واضح يعني الاصل ان يكون لان هذا خبر وقوله وقوله في الحديث الاول دليل هذا خبر الاصل ان تكون جملة متصلة نعم وقوله في الحديث الاول فمنهم من يدخل الجنة برحمة الله ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي دليل على المقام الثالث وهو الشفاعة لاقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم فلم يستحقوا دخول الجنة ولم يستوجبوا الدخول الى النار فيشفع او في ان يدخلوا الجنة. ثم ذكر رحمه الله تعالى هذا المقام المقام الثالث من مقامات الشفاعة وهو الشفاعة لاهل الاعراف. واهل الاعراف الذين تساوت حسناتهم هم فيحبسون بين اه الجنة بين النار الى ان يشفع لهم فيدخلون الجنة ينجيهم تبارك وتعالى من النار. نعم. واما المقام الرابع من مقامات الشفاعة. فهو الشفاعة لاهل الكبائر الذين ادخلوا النار ليخرجوا من النار. وقد تواترت بذلك الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في والمسانيد وغيرها من كتب الاسلام. وقد اجمع على قبولها ائمة الاسلام في قديم الدهر وحديثه. ولم يخالف في ذلك الا الخوارج ومن تابعهم في بدعتهم من المعتزلة وغيرهم. وهم محجوجون بالحديث المتواتر الذي القول به ولكن لم يحط علمهم بتواتره. فقد قد كذبوا بما فقد كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه. فلا عذر لهم ولكن من كذب بكرامته من كذب بكرامته لم ينلها. بلى والله له وفي ذلك المقام الاعظم ويشفع في خروج اصحاب الكبائر مرة بعد مرة حتى تبلغ اربع مرات كما جاء بذلك الاحاديث ويشفع النبيون في اممهم والمؤمنون في اهاليهم في اهاليهم واصحابهم من العصاة ويشفع الملائكة ايضا ثم بعد ذلك كله يخرج الله من النار من لم يعمل خيرا قط. وكان في قلبه من الايمان ما يزن قال ذرة ومن قال يوما من الدهر لا اله الا الله مخلصا. ثم ذكر رحمه الله تعالى المقام من مقامات الشفاعة وهو الشفاعة لاهل الكبائر. الذين ادخلوا النار فيشفع لهم يخرج منها والشفاعة لاهل الكبائر هذه ليست خاصة به عليه الصلاة والسلام لكن له منها اعظم مقام واعظم قدر صلوات الله وسلامه عليه لان جاهه ومكانته عند الله اعظم جاه واعظم كان صلوات الله وسلامه عليه. ويشاركه في هذه الشفاعة الانبياء. وكذلك الملائكة كما قال الله عز وجل وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى وكذلك الصالحون من عباد الله فانهم يكونون شفعاء كما انهم ايظا يكونون شهداء يوم القيامة وقد صح في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال ان الطعانين واللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة. لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة لان الشهادة الذكر بالخير. والشفاعة دعا الدعاء بالخير والطعان اللعان. الطعان اللعان الذي كان يشتغل في الدنيا بالطعن واللعن فطعنه فيه عدم سلامة الناس له من الذكر بالخير. عدم السلامة الناس لهم منه من الذكر بالخير فهو يطعن ويلمز آآ يقع في اعراض الناس الامر الثاني الشفاعة ايضا ليس اهلا لها لانه كان لعانا لم يكن يدعو للناس بالخير والرحمة. ولهذا ينبغي ان يعلم ان الانسان الذي بهذه الحياة شغله اللمز والهمز والوقيعة الاعراب واللعن للناس والسب لهم ولا يدعوا لهم بالرحمة ولا بالمغفرة ولا بالخير ليس اهلا يوم القيامة ان يكونوا شهيدا او شفيعا. ليس اهلا ان يكون يوم القيامة شهيدا او شفيعا لانهم في الدنيا ما سلموا من لسانه. ولم يسلم من اذاه ولهذا من كان همازا لمازا لعانا طعانا فانه يوم القيامة ليس اهلا ان يكون اذا للناس ولا شفيعا لهم عند الله. وانما هذا يختص به من كان صالحا من عباد الله مستقيما على طاعة الله يرحم الناس عليهم ويدعوا لهم بالخير ويسأل الله سبحانه وتعالى لهم بالخير ويريد نجاتهم ويريد صلاحهم ويريد فلاحهم فاذا هذه حاله في الدنيا كان اهلا يوم القيامة ان يشهد لهم بالخير عند الله وان يشفع لهم ايضا الخير النجاة من عذاب الله سبحانه وتعالى. الشاهد ان هذه الشفاعة تكون لنبينا وتكون كذلك الانبياء وتكون كذلك الملائكة وللصالحين من عباد الله جل وعلا يشفعون لمن دخلوا النار اي بذنوبهم والمراد بهؤلاء الذين دخلوا النار اي دخلوها بذنوب دون الكفر بالله عز وجل. لان الكافر لا تنفعه شفاعة الشافعين. كما قال الله سبحانه وتعالى فما تنفعهم شفاعة الشافعي. ولو كان اقرب قريب ولو كان اقرب قريب لا تنفعه شفاعة الشافعين وان قدر ان ان شفجع له لا تنفعه الشفاعة لا تنفعه الشفاعة قال قال الله تعالى فما تنفعهم شفاعة الشافعين. ولهذا جاء في صحيح البخاري ان ابراهيم الخليل عليه السلام وجاهه عند الله عظيم ومكانته عند الله علية وهو خليل الرحمن فجاء في صحيح البخاري ان ابراهيم الخليل عليه السلام يلقى اباه يوم القيامة يلقى اباه يوم القيامة فيقول لابيه الم اقل لك لا تعصني؟ الم اقل لك لا تعصني؟ فيقول له ابوه الان لا اعصيك فيقول له ابوه الان لا اعصيك. فيقول ابراهيم عليه السلام يا رب انظر الى هذه الشفاعة يا رب الم تعدني الا تخزني يوم يبعثون؟ واي خزي اخزى من ابي الى ابعد يا رب الم تعدني الا تخزني يوم يبعثون واي خزي اخزى من ابي الا بعد. فماذا يكون الجواب الرحمن يشفع عند الله سبحانه وتعالى لوالده والحديث في صحيح البخاري. فماذا يكون الجواب يقول الله سبحانه وتعالى اني حرمت الجنة على الكافرين. اني حرمت الجنة على الكافرين. قال فيقال انظر فيلتفت إبراهيم الخليل الى جهة والده فاذا بذيخ الديخ ذكر الضباع يتحول على هذه الهيئة فاذا بديخ ملطخ بدمه قال فيؤخذ بقوائمه ويطرح في النار. قال فيؤخذ بقوائمه ويطرح في النار فهذا شاهد من الشواهد والدلائل على ان الكافر لا تنفعه الشفاعة لا تنفعه الشفاعة كما قال الله سبحانه على فما تنفعهم شفاعة الشافعين. لان الشفاعة تكون نافعة بامرين الامر الاول ابن الله تبارك وتعالى للشافع. فالشافع مهما علت مكانته وارتفعت منزلته على قدره لا يشفع عند الله الا اذا اذن الله له قال الله سبحانه وتعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وقال الله تعالى ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. وقال الله جل وعلا وكم من ملك في السماوات اخواتي لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى. فالامر الاول ابن الله وتعالى للشافع ولا يمكن ان يشفع احد عند الله ابتداء لان الشفاعة ملك الله. جل وعلا كما قال الله عز وجل قل لله الشفاعة جميعا واللام في لله للملك الشفاعة لله اي ملك لله سبحانه وتعالى هو المالك للشفاعة ولا يمكن لاحد مهما كانت مكانته وعلت منزلته ان يشفع عند الله سبحانه وتعالى الا اذا اذن الله له بالشفاعة وقد مر معنا ان نبينا عليه الصلاة والسلام في المقام المحمود لا يشفع الا بعد ان يؤذن له يخر ساجد ويحمد الله ثم لا يشفع حتى يقول الله له ارفع رأسك وسل تعطى. هذا اذن من الله سبحانه وتعالى له بالشفاعة فهذا الشرط الاول والشرط الثاني ان يرظى سبحانه وتعالى عن المشفوع له ان يرظى عن المشفوع له. والله سبحانه وتعالى لا يرضى الا عن اهل التوحيد. اما الكفار لا يرظى الله عنهم. ولا يرظى لعباده الكفر من مات كافرا لا مطمع له اطلاقا في مغفرة الله ولا رحمته ولا ثوابه ولا نجاة له من عقابه سبحانه وتعالى بل ليس له الا النار خالدا مخلدا فيها ابد الاباد. كما قال الله سبحانه وتعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور. وهم يصرخون فيها. ربنا اخرجنا عمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير الظالمين اي الكافرين. فالكافر ليس له نصير وليس له حميم وليس له ولي. ليس له الا النار مخلدا فيها ابد الان هذا شأن كل من مات على الكفر بالله سبحانه وتعالى. ولهذا قال الله جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما فدون ذلك لمن يشاء اي ان من مات مشركا لا مطمع له اطلاقا في مغفرة الله سبحانه وتعالى وان قدر ان وشفع له شافع عند الله ومهما علت مكانته ومنزلته لا تنفعه اه الشفاعة كما قال ربنا جل وعز فما تنفعهم شفاعة الشافعين. الخلاصة ان هؤلاء الذين ينالون هذه الشفاعة هم عصاة الموحدين. اهل الكبائر والذنوب التي هي دون الكفر بالله سبحانه وتعالى فهذه دلت الدلائل الصحيحة وجاءت الاحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم يشفع لهم الانبياء تشفع لهم الملائكة ويشفع لهم الصالحون من عباد الله فتنفعهم هذه الشفاعة ويخرجون من النار. وقد جاء ايضا في الصحيحين وغيرهما صفة صفة خروج هؤلاء من النار. وان هؤلاء اذا اه اراد الله سبحانه وتعالى ان يخرجهم من النار بشفاعة الشافعين بشفاعة الشافعين فان الله سبحانه وتعالى يأذن للنار فتميتهم اماتة حتى يصبحون فحما اماتة حتى يصبحون فحما ثم يخرجون من النار ظبائر ظبائر اي جماعات جماعات ويلقون في نهر الفردوس قال عليه الصلاة والسلام فيحيون بمائه كما تنبت الحبة في حميل السيل. كما تنبت الحبة في بحميل السيل اذا جاء السيل في الوادي يحمل البذور التي في الوادي ويلقيها على جنبتيه فتنبت تخرج صفراء ملتوية ما قال عليه الصلاة والسلام فهؤلاء ينبتون في نهر الفردوس ويحيون بماءه كما تنبت آآ الحبة في حميد السيل ويخرجون من النار دفعات دفعات دفعات لانهم في الكبائر متفاوتون وليسوا في الكبائر على واحدة فيخرجون فدفعات دفعات من النار بعد ان دخلوا النار دخول تطهير وتمحيص. لان دخول اهل الكبائر اهل النار ليس دخول تخليد وتأبيد وانما هو دخول تطهير وتمحيص. اما الكافر المشرك فالنار لا تطهره. النار لا تطهره. ولا تنقيه. ولهذا يدخل النار دخول تخليدا وتأبيد ابد الاباد. اما عصاة الموحدين فان دخولهم للتطهير. لان الجنة دار الطيب المحض كما قال ربنا عز وجل طبتم فادخلوها. فعطف الدخول بالفاء على ذكر الطيب الذي وصف لهم استحقوا به دخول الجنة. طبتم فادخلوها. اما اذا كان طيب شابه خبث فان دخوله للجنة يكون بعد ان يطهر من هذا الخبث والمطهرات كثيرة. منها مطهرات في الدنيا مثل المصائب المكفرة والحسد الماحية والتوبة النصوح هذه كلها مطهرات ومكفرات للذنوب ومن لم يتطهر بها بهذه المطهرات الدنيا ولقي الله سبحانه وتعالى موحدا مخلصا فانه اه يطهر بنهر جهنم يوم القيامة جارنا قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في الجنة قال في الدنيا ثلاثة انهر من تطهر بها طهرته ومن لم يتطهر بها طهره الله سبحانه قال رحمه الله تعالى في الدنيا ثلاثة انهر من تطهر بها طهرته وهي الحسنات الماحية والمصائب المكفرة والتوبة النصوح ومن لم يتطهر بها طهره الله يوم القيامة بنهر بنهر جهنم طهره الله بنهر جهنم وذلك ان الجنة دار الطيب بالمحض الطيب الخالص الطيب النقي. طبتم فادخلوها. اذا كان هناك خبث لا بد ان يطهر منه حتى ان يكون مؤهلا لدخول الجنة لان الجنة دار الطيب المحض. والناس يوم القيامة على ثلاثة اقسام. قسم اهل الطيب وهؤلاء الى الجنة بدون حساب ولا عذاب. نسأل الله الكريم من فضله. القسم الثاني اهل الخبث الذي لا طيب فيه وهم الكفار لان الكفر مبطن للاعمال محبط لها برمتها. فهؤلاء الى النار مخلدين فيها ابد الاباد. والقسم اهل طيب شابه خبث اهل طيب شابه خبث وهؤلاء هم الذين يتحدث عنهم المصنف رحمه الله تعالى انهم يدخلون النار ثم تشفع لهم الانبياء وتشفع لهم الملائكة ويشفع لهم الصالحون ويخرجون من النار ظبائر ظبائر كما صحت بذلكم الاحاديث المتواترة عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه. قال المصنف رحمه الله وقد تواترت بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحاح والمسانيد وغيرها من كتب الاسلام. كحديث انس الذي مر معنا قريبا وحديث انس ايظا ان النبي عليه الصلاة والسلام قال شفاعتي لاهل الكبائر من امتي. رواه الامام اه وكذلك حديث آآ ابي سعيد الخدري آآ رضي الله عنه في الصحيحين وفيه يقول الله شفعت الملائكة النبيون وشفع المؤمنون ولم يبقى الا ارحم الراحمين. ولم يبقى الا ارحم الراحمين. فهذه الشفاعة لهؤلاء ثابتة والاحاديث بها متواترة عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. قال وقد اجمع على قبولها اي هذه الاحاديث ائمة الاسلام في قديم الدهر وحديثه ولم يخالف في ذلك الا الخوارج ومن تابعهم في بدعتهم من المعتزلة وغيرهم. ولم يخالف في ذلك الا الخوارج ومن تبعهم في اه بدعتهم من المعتزلة وغيرهم. لان الخوارج يكفرون بالكبيرة يكفرون بالكبيرة ويوجبون على صاحبها الخلود في النار. يكفرون بالكبيرة على صاحبها الخلود في النار. فيقولون مرتكب الكبيرة كافر. ويقولون هو يوم القيامة مخلد في نار جهنم. ولهذا بسبب فساد بدعة عقيدتهم وفساد آآ نحلتهم كفروا خيار الصحابة بل كفروا علي بن ابي طالب والنبي عليه الصلاة والسلام شهد له بالجنة. النبي عليه الصلاة والسلام شهد له بالجنة وهم يكفرونه. ويخرجونه من ملة الاسلام الا ما اسخف عقولهم وابعدها عن الحق والهدى والصواب والمعتزلة يوافقون هؤلاء في ان مرتكب الكبيرة خارج من الايمان ويوافقونهم كذلك انه مخلد آآ يوم القيامة في النيران لكنهم يقولون لا نقول كافر بل نقول في منزلة بين المنزلتين وهي بدعة احدثها اه المعتزلة هي ضلالة من جملة ضلالاتهم التي اه ابتعدوا بها عن الحق والصواب الذي دل عليه كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام قال وهم محجوجون يعني هؤلاء اهل البدع من الخوارج والمعتزلة بالحديث المتواتر بالحديث الذي يلتزمون القول به. هم يزعمون انهم يقبلون الحديث المتواجد المتواتر ويحتجون به والمعتزلة تقول اه اه الحديث المتواتر يقبل في الاعتقاد لكن لا يقبلون احاديث الاحاد وهذي بدعة هم آآ آآ اخترعوها لرد ما لا يوافق اهواءهم من الاحاديث. ولهذا يرد المعتزلة احاديث متواترة يردون احاديث متواترة زعما منهم انها اخبار احاد وهم لا لا خبرة لهم بالصناعة الحديثية فلا يميزون هنا بين متواتر ولا احاد لكنهم انشؤوا هذه المقالة لرد ما لا يوافق اهواءهم من احاديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. قال ولم ولكن لم يحط علمهم بتواتره. لم يحط علمهم بتواتره. قد يكون قد يكون بعض هؤلاء على علم بتواتره لكنها تكأة يتكئون عليها لرد ما لا يوافق اهواءهم من حديث رسول الله ولهذا نرى في كثير من كتب هؤلاء يردون احاديث متواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم زعما منهم انها احاد فجعلوا ذلك تكأة لهم لرد ما لا يوافق اهواءهم من احاديث رسول الله قال فقد كذبوا او بما لم يحيطوا بعلمه فلا عذر لهم. قال ولكن من كذب بكرامته لم ينلها هذي فائدة ثمينة. هذه فائدة ثمينة ذكرها ابن كثير رحمه الله وهي مستنبطة من كلام السلف رحمهم الله في غير ما موضع. فيقول من كذب بكرامته لم ينلها لم ينلها. فهنا كرامة الله سبحانه وتعالى لهؤلاء فالعصاة لهؤلاء العصاة اهل الكبائر يكرمهم الله بالخروج من النار ويسرف الانبياء والصالحين والملائكة بان يكون خروج هؤلاء بشفاعتهم فيجتمع في الامر تكرمة الله لهؤلاء بالخروج من النار وتشريف الله للانبياء والاولياء والصالحين من عباده بان يكون خروج هؤلاء من النار بشفاعة هؤلاء في ظهر شرف هؤلاء ومكانتهم على الخلائق. وتميزهم على الخلائق فيجتمع مع هذان الامران فمن كذب كرامة الله لم ينلها. ان كان من اهل المعاصي لم يكن من اهل الشفاعة لا يحظى بها لانهم كذب بها وجاحد وان كان ليس من اهل المعاصي ليس اهلا ان يكون شافعا يوم القيامة لانه ينكر اصلا الشفاعة. لانه ينكر اصلا الشفاعة فمن كذب بكرامة الله سبحانه وتعالى لم ينلها. وهذا قاعدة في الباب ويذكره العلماء رحمهم الله من السلف في مقامات ومن ضمن المقامات التي يذكره السلف رحمهم الله فيها تكذيب اهل البدع من المعتزلة وغيرهم برؤية الله يوم القيامة برؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة. يجحدون ذلك. ولهذا قال الشافعي وايضا غيره من السلف قالوا من جهد رؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة فهو حقيق الا ينالها. حقيق الا ينالها لانه جاحد لها. ومكذب بها ومنكر لها ولا لم يقم في قلبه يوم طمع ولا شوق ان يرى الله لانه ينكر رؤية الله. بخلاف المؤمن. المؤمن يقول في دعائه اللهم اني اسألك لذة النظر اللهم اني اسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة فالمؤمن من قام في قلبه طمع عظيم وشوق كبير للقاء الله والنظر الى وجه الله سبحانه وتعالى الكريم في غير ظراء مضرة ولا فتنة مظلة وصاحب البدعة من معتزلة واضرابهم يجحدون ذلك وينكرون فمن كان ينكر هذه الكرامة حقيق الا ينالها يوم والا يكون من اهلها وان يحرمها. لانه جاحد لها ولم يقم في قلبه يوم من الايام طمع في ان ينال ذلك ولا يزال اهل البدع الى زماننا هذا يكتبون الكتب ويؤلفون في انكار رؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وفي الحكم على مرتكب الكبيرة بالنار واحد رؤوس اهل البدع في زماننا يطلب المباهلة على ذلك. يقول انا اباهل على هذه الامور وهذا من شدة اغراقه في البدعة والظلالة وبعده عن كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه. فهذه كلمة عظيمة من ابن كثير رحمه الله تبارك وتعالى قال ومن ولكن من كذب بكرامته لم ينلها. ولكن من كذب بكرامته لم ينلها. ثم قال بلى والله له في ذلك المقام الاعظم صلوات الله وسلامه عليه اي الشفاعة لاهل الكبائر. يعني يشاركه فيها الانبياء ذلك هو الصالحون من عباد الله لكنه صلاة الله وسلامه عليه وبها للمقام الاعظم قال ويشفع في خروج اصحاب مرة بعد مرة حتى تبلغ اربع مرات كما جاء بذلك الاحاديث. قال ويشفع النبيون في اممهم والمؤمنون في اهليهم واصحابهم من العصاة ويشفع الملائكة ايضا ثم بعد ذلك كله يخرج الله سبحانه وتعالى من النار من لم يعمل خيرا قط وكان في قلبه من الايمان ما يزن مثقال مثقال ذرة ومن قال يوما من الدهر لا اله الا الله مخلصا بشرط الاخلاص لله سبحانه وتعالى كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح حديث ابي هريرة لما سأله من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه وايضا في الحديث الاخر وهو في صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام ان لكل نبي آآ دعوة مستجابة. فتعجل كل نبي دعوته واني ادخرت دعوتي ساعة لامتي يوم القيامة وانها نائلة ان شاء الله من لا يشرك بالله شيئا وانها نائلة ان شاء الله من لا يشرك به بالله شيئا لاحظ الشرطان اللذان لا تصح فاعل بهما ابن الله للشافع قال انها ان شاء الله ورضا الله عن المشفوع له قال من لا يشرك بالله شيئا اما اهل الشرك فلا مطمع لهم في الشفاعة وهذا مقام عظيم في هذا الباب ينبغي التنبه له وكما يعبر ابن القيم فصول ثلاثة عظيمة في هذا الباب ينبغي التنبه لها الفصل الاول ان انه لا شفاعة الا باذن الله والفصل الثاني لا شفاعة الا لمن رضي الله قوله وعمله والفصل الثالث ان الله لا يرضى الا عن اهل التوحيد فهذه الفصول الثلاثة اذا فهمت حاز الانسان حصل باذن الله تبارك وتعالى جماع الخير في هذا الباب العظيم باب الشفاعة نعم المقام الخامس شفاعته للمؤمنين بعد ما يجوزون الصراط في ان يؤذن لهم في دخول الجنة فذكر انهم يأتون ادم ثم نوحا وابراهيم وموسى ثم عيسى ثم يأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيشفع لهم فيشفع صلوات الله وسلامه عليه الى يوم الدين. ويشهد له حديث انس في صحيح مسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انا اول شفيع في الجنة ثم ذكر رحمه الله تعالى المقام الخامس من مقامات الشفاعة وهي شفاعته صلى الله عليه وسلم للمؤمنين بعد ما يجوزون الصراط بعد ما يجوزون الصراط والله سبحانه وتعالى يقول فمن زحزح ضحى عن النار وادخل الجنة فقد فاز. فاذا جازوا الصراط وعبروه آآ في ذلك كالمكان يشفع عليه الصلاة والسلام لاهل الجنة في دخول الجنة وهو اول من يستفتح باب الجنة وهو اول من يفتح له صلوات الله و السلام عليه وهو ايضا كما جاء في الحديث في صحيح مسلم قال انا اول شفيع في الجنة. اول شفيع في الجنة وايضا يدل لذلك حديث انس في المتقدم نعم المقام السادس من مقامات الشفاعة شفاعته عليه الصلاة والسلام في رفع درجات في بعض المؤمنين في الجنة وهذا مما وافق عليه المعتزلة وغيرهم. ودليله حديث ام سلمة الذي في صحيح مسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مات ابو سلمة قال اللهم اغفر لابي سلمة وارفع درجته في المهدي واخلفوا في عقبه في الغابرين. واغفر لنا وله يا رب العالمين. وافتح له في قبره. ونور له فيه وهكذا الحديث الاخر عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه انه لما اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بان ابا قتل باوطاس توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رفع يديه وقال اللهم اغفر لعبيد ابي عامر واجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك. رواه الشيخان في الصحيحين. ثم ذكر رحمه الله تعالى مقام السادس من مقامات الشفاعة شفاعته عليه الصلاة والسلام في رفعة درجات بعض المؤمنين في اه الجنة. اه رفعة الدرجات بعض المؤمنين في الجنة قال وهذا مما وافق عليه المعتزلة وغيرهم اي من اهل البدع. والاشارة هنا على موافقة هؤلاء ليس من باب ان هذه الموافقة تعطي قيمة. وانما لبيان ان القوم اهل اهواء. فيوافقون ويقبلون من الاحاديث يقبلون من الاحاديث ما لا يخالف اهواءهم. واما ما يخالف اهواءهم فانهم يردونه ولو كان متواترا وما يوافق اهواءهم يقبلون وان كان احادا بل وان كان ضعيفا بل وان كان موضوعا وهذا يعلم بمطالعة كتب فكم من الاحاديث الموضوعة المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجون بها. لكونها توافق اهوائهم. وهناك احاديث كثيرة متواترة عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه لا يقبلونها لانها لا توافق اهواءهم. فهذا مقام من مقامات الشفاعة الشفاعة لاهل الجنة في لبعض المؤمنين في الجنة في رفعة الدرجة. قال ويستدل له حديث ام سلمة في دعائه عليه الصلاة والسلام لابي سلمة والشاهد منه قوله وارفع درجته في المهديين يرفع درجته في المهديين وكذلك الحديث الذي بعد حديث ابي موسى في دعائه لابي عامر آآ الاشعري رضي الله عنه وموضع منه واجعل واجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقه. والحديثان مرة معنا عند اه المصنف اه رحمه الله تعالى وايضا هناك مقامان اخران في الشفاعة يعني سابع وثامن شفاعته عليه الصلاة والسلام في اقوام ان يدخلوا الجنة بغير حساب في من ان يدخلوا الجنة بغير حساب ويمكن ان يستشهد له حديث اه اه الذي فيه دعاء النبي عليه الصلاة والسلام لعكاشة ابن محصن لما ذكر عليه الصلاة والسلام السبعين الف الذين يدخلون الجنة بدون حساب قال عكاشة رضي الله عنه ادع الله ان يجعلني منهم ادعوا الله اه ان ان يجعلني مؤمنون فقال اللهم اجعله منهم وفي رواية قال اه انت منهم فلما سألها ايضا رجل اخر قال سبقك بها عكاشة. الثامن شفاعته صلى الله عليه وسلم ما في عمه ابي طالب خاصة ان يخفف الله سبحانه وتعالى عنه من اه العذاب وهذا ثبت به اه الحديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. وبهذا الحديث النافع المفيد عن الشفاعات كما اه اه الامام اه ابن كثير اه رحمه الله تعالى اه السيرة اواخر ما وجد من اه سيرة اه اه ابن كثير رحمه الله الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لابن كثير ولجميع علمائنا وارفع درجتهم في المهديين واخلفهم في عقبهم في الغابرين واغفر لنا ولهم يا رب العالمين اللهم افتح لهم وفي قبورهم ونور لهم فيها يا ذا الجلال والاكرام. اللهم والحقنا جميعا بالصالحين من عبادك ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين واصلح لنا شأننا كله انك سميع قريب مجيب. قبل ان اختم هذا المجلس آآ اشير الى امرين الاول سبق ان اعلنت في بداية آآ دراستنا لهذا الكتاب الفصول آآ في سيرة الرسول اه للامام ابن كثير رحمه الله تعالى. والمجالس التي جلسناها من فضل الله سبحانه وتعالى ومنه في دراسة هذا الكتاب جاوزت الخمسين مجلسا نسأل الله ان يتقبلها منا جميعا بقبول حسن وان يجعلها في موازين حسناتنا اه اجمعين وان يجعلها لنا جميعا من العلم اه النافع انه تبارك وتعالى سميع مجيب. اعلنت عن مسابقة علمية في شرح الارجوزة المائية في شرح الارجوزة اه المائية في حال خير البرية اه فالامام ابن ابي العز الحنفي رحمه الله وهي ارجوزة عظيمة مباركة وايضا شرحتها في هذا المكان في خمسة جالس وهي ارجوزة عظيمة وعدد من الاخوة الكرام حفظوها ونفع الله سبحانه تعالى بها اه بمنه وفضله من شاء من عباده فاعلنت عن مسابقة وظعت ظوابط وشروط فقدمت من عدد من الاخوة الكرام بحوث قيمة ونافعة بذلت فيها جهود طيبة ومن البحوث المقدمة ما من لا من لم تتوفر فيه شروط اه المسابقة وكل مشارك له جائزة تقديرية على مشاركته لكن آآ الذي آآ من البحوث تميز وانطبقت فيه شروط آآ المسابقة بحثا اه اثنان الاول منهما للاخ اه الفاضل علي جغنى السنغالي من السنغال وحقيقة بذل جهدا جيدا كبيرا في شرح هذه المنظومة وراجع آآ كثير من الكتب والمراجع الحديثية واللغوية وكتب الرجال وبذل جهدا يشكر عليه ووعدته آآ اذا اعتنى مزيد عناية وتنقيح لشرحه و تهذيب له واهتمام به بشكل اكبر ان اه يطبع باذن الله تبارك وتعالى على نفقة احد المحسنين وينفع الله سبحانه وتعالى به وجهده متميز والاخ علي آآ طالب في مرحلة الدراسات العليا في اكلية الحديث في مرحلة الماجستير. والثاني هو محمد آآ ابن جمعة الليبي محمد ابن جمعة الليبي وهو ايضا بذل جهدا طيبا في بحثه يشكر عليه وجهده دون جهد الاخ علي وفق الله جميع وللباحث الاول جائزة قدرها ثلاثة الاف ريال وللباحث الثاني جائزة قدرها الفان ريال وجميع اصحاب البحوث يراجعون اه الاخ عبد الحكيم لاستلام البحوث وايضا استلام الجوائز التقديرية فالامر الثاني هذي اه الاخ عبد عبد الحكيم يقول يقابلونه بمكتب الصنيان باب ها مكتب الصيانة باب رقم ثمانية بعد صلاة التراويح مباشرة يقول يقابلونني في مكتب الصيانة باب رقم ثمانية بعد صلاة التراويح مباشرة. الامر الثاني مما انبه عليه اننا فيما تبقى من ان شهرنا المبارك آآ سنقرأ باذن الله عز وجل آآ في رسالة لابن القيم آآ رحمه الله عظيمة النفع كبيرة الفائدة وهي موعظة مؤثرة ونصيحة بالغة قدمها لاحد اخوانه فسنقرأ هذه الرسالة وهي مطبوعة بعنوان رسالة ابن القيم لاحد اخوانه رسالة ابن القيم لاحد اخوانه ولست ادري هل هي متوفرة في اه المكتبات او لا وكما اشرت هي رسالة حقيقة فيها موعظة مؤثرة وكلام اه فيه نصح عظيم جدا وجماع ونحتاج اليها ولا سيما في هذه اللحظات المباركة الثمينة في هذه في هذه الايام والليالي المباركة اخيرة من شهر رمضان المبارك ونسأل الله عز وجل ان يتقبل منا جميعا اه صالح اعمالنا وان يغفر لنا فذنبنا كله اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن حينما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. الهمكم الله الصواب وفقكم للحق. نفعنا الله بما سمعنا غفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين