بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى في كتابه اخلاق حملة القرآن وقال عز وجل وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين. ولا ازيد الظالمين الا خسارا. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذه الاية الكريمة قول الله عز وجل وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا. فيها من بيان مكانة القرآن وعظيم شأنه ان الله سبحانه وتعالى جعل فيه الشفاء للمؤمنين وخص المؤمنين لانهم يقبلون على هداياته ويحرصون على الانتفاع به والاستشفاء بكتاب الله تبارك وتعالى بخلاف الظالم اما بالاعراض عن الايمان بالقرآن اصلا او بالاعراض عن العمل بكتاب الله عز وجل فانه لا ينتفع ولهذا قال سبحانه وتعالى ولا يزيد الظالمين الا خسارا لان قلبه لم يقبل على القرآن ولم يحرص على الاستشفاء والانتفاع بالقرآن ولهذا لا لا ينتفع بكتاب الله وانما الذي ينتفع بكتاب الله هو المؤمن وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين فالمؤمن هو الذي ينتفع بكتاب الله عز وجل لانه هيأ نفسه واقبل بقلبه على كتاب الله سبحانه وتعالى مستشفيا بالقرآن ومجاهدا نفسه على الانتفاع بالقرآن نعم وقال عز وجل يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور. وهدى ورحمة للمؤمنين وهذا ايضا مما يبين مكانة القرآن وان القرآن موعظة فيه ايقاظ للقلوب وفيه بيان الاحكام مع الترغيب والترهيب لان الوعظ هو بيان الحكم مقرونا بالترغيب والترهيب هذه موعظة لان فيها ايقاظ للقلوب وتنبيه لها ترغيبا وترهيبا فالقرآن موعظة لان فيه اوامر ونواهي وفي الوقت نفسه فيه الترغيب والترهيب فيه البشارة والنذارة فيه الرجاء والخوف فهو كتاب موعظة كما قال الله سبحانه وتعالى موعظة من ربكم وقوله من ربكم هذا فيه شرف هذا الكتاب العظيم وان ما في القرآن من وعظ وترغيب وترهيب ورجاء وخوف كله من الله عز وجل نصحا للعباد وهداية لهم وصلاحا موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور اي شفاء لما في الصدور من اسقام وامراض وتتلخص في مرضين مرض الشبهات ومرض الشهوات اما الشبهات فهو مرض قادح في علم الانسان وايمانه واما الشهوات فهو مرض قادح في ارادة الانسان وعمله وفي القرآن شفاء من هذا وهذا. شفاء لما في الصدور اي من اسقام وامراض وهدى ورحمة للمؤمنين هدى اي بما يدل عليه هذا الكتاب من علم وعمل ورحمة اي بما يترتب على العلم بالقرآن والعمل به من اثار طيبة وثمار مباركة وعوائد حميدة على اهل القرآن العاملين به في الدنيا والاخرة نعم وقال عز وجل يا ايها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا واما الذين امنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم اليه صراطا مستقيما نعم وقال عز وجل واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. الاية وحبل الله هو القرآن اورد هذه الاية يا ايها الناس قد جاءكم برهان من ربكم اي هذا القرآن ويوصف بانه برهان لان فيه الحجج الساطعات والبينات الواضحات التي تقوم بها الحجة وتزول المعذرة ولهذا من بلغه القرآن قامت عليه الحجة لينذركم به ومن بلغ فالقرآن برهان بين وحجة واضحة على وجوب توحيد الله سبحانه وتعالى واخلاص الدين له وافراده وحده جل وعلا بالعبادة وهذا هو مقصود القرآن الذي لاجله انزل وتضمن القرآن من تقرير ذلك بالبراهين الواضحة والدلائل البينة ما يجلو الامر فلا خفاء فيه ولا التباس قد جاءكم برهان من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا وصف القرآن بانه نور اي ضياء يهتدى به ويستبين به صاحبه الطريق وتنجلي عنه به الظلمات ظلمات الجهل وظلمات الضلال وظلمات الباطل فهو نور لصاحبه. وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا. فالقرآن نور اي ضياء لاهله وحملة والعاملين به يهديهم الى صراط الله المستقيم فاما الذين امنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم اليه صراطا مستقيما ذكر جل وعلا الايمان بالله والاعتصام به سبحانه وتعالى مثلها مثل قوله جل وعلا واعتصموا بالله هو مولاكم. فنعم المولى ونعم النصير والاعتصام بالله هو صدق اللجوء الى الله وتمام التوكل على الله وتفويض الامر اليه سبحانه وتعالى والقرآن فيه امر بنوعين من الاعتصام القرآن فيه امر بنوعين من الاعتصام اعتصام بالله كما في هذه الاية واعتصام بحبل الله كما في الاية التي اوردها بعدها واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وحبل الله قيل هو القرآن وقيل هو دين الله سبحانه وتعالى والاعتصام بحبل الله اي بدينه وبكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يعني الاستمساك بهذا الدين ولزومه وعدم التفريط فيه ولا نجاة للخلق الا بهذين الاعتصامين اعتصام بالله تفويض للامور اليه وحسن توكل عليه سبحانه وتمام استعانة به جل في علاه واعتصام بحبله اي كتابه وسنة نبيه ودينه وصراطه المستقيم ولا نجاة الخلق الا بهذا بهذا الاعتصام وبهذا الاستمساك. نعم بحول الله جميعا نعم واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. قال وحبل الله هو القرآن فهذه الاية فيها الاعتصام بحبل الله والاية التي قبلها هي الاعتصام بالله فهما نوعان من الاعتصام امر الله بهما. الاول الذي والاعتصام بالله هو التوكل على الله وتفويظ الامور اليه والثاني وهو الاعتصام بحبل الله الذي هو القرآن ودين الله فهو الاستمساك به والمحافظة عليه نعم وقال عز وجل الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله. ذلك هدى الله يهدي به من يشاء. ومن يضلل الله ما له من هادئ ثم ذكر هذه الاية في بيان شأن القرآن وعظيم مكانته وانه وحي منزل على العباد بالخير والبركة والرفعة في الدنيا والاخرة الله نزل احسن الحديث بهذا وصف كتابه جل وعلا فلا احسن حديثا من القرآن في حسن مبانيه وتمام معانيه ودلالاته وكمال هداياته وكونه لا يتطرق اليه خطأ ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فهو كتاب عظيم مشتمل على احسن الحديث واكمله واتمه كتابا متشابها متشابهة هذا وصف للقرآن كله بانه متشابه مع انه مر علينا قريبا قول الله سبحانه منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات في فيها وصف الله بعض ايات القرآن بانها متشابهة وهنا في هذه الاية وصف القرآن كله بانه متشابه وعليه فان التشابه الذي وصف به القرآن نوعان تشابه خاص وتشابه عام ولكل من النوعين معنى ومدلول اما التشابه العام فهو ما وصف به القرآن كله في قوله كتابا متشابها هذا وصف القرآن وصف للقرآن كله بانه متشابه ومعنى كون القرآن متشابه اي متجانس يؤيد بعضه بعضا ويشهد بعضه لبعض وليس فيه تناقض ولا اضطراب افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا اما القرآن متشابه ليس فيه اختلاف ولا تناقض ولا اضطراب بل يؤيد بعضه بعضا ويشهد بعضه لبعض. هذا هو معنى التشابه العام الذي وصف به القرآن اما التشابه الخاص في قوله واخر متشابهات المراد به التشابه في المعنى بخفائه وان من القرآن ايات محكمات اي بينات المعاني واضحات الدلالات وايات اخر متشابهات اي معناها ليس ظاهر لكل احد فيها شيء من الخفاء انما يعلمها الراسخون في العلم انما يعلمها الراسخون في العلم فاذا وصف القرآن هنا بانه متشابه اي متجانس متماثل ليس فيه تناقض ولا تعارض ولا اضطراب مثاني اي تثنى فيه القصص والاخبار والاوامر واوصاف الرب وبيان عظمته وجلاله لتفهم وتعقل فهو مثاني اي تثنى فيه الاوامر والاخبار والاحكام والقصص تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله اي ان القرآن فيه مواضع فيها التخويف والتهديد والقوارع والزواجر وذكر العقوبات وذكر السخط والانتقام والنار والاهوال والشدائد فاذا قرأ تلك الايات اهل الايمان لحق قلوبهم من الخوف ما لحقها حتى ان جلودهم تكون بهذا الوصف تقشعر جلود الذين يخشون ربهم اي من خشية الله وخوف من الله وخوفهم من عقوبة الله ثم تلين جلودهم اي بما في القرآن من ايات الرجاء والرحمة والثواب والاجر والانعام ولذا فهم مع القرآن وفي تلاوة القرآن بين الرجاء والخوف بين الرغبة والرهبة تمر عليهم الاية فيخافون والاخرى يرجون ترجون رحمته ويخافون عذابه. نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد. وهذا فيه ان الهداية منة الهية وتوفيق رباني وتفضل من الله سبحانه وتعالى يتفضل به على من شاء من عباده فهو عز وجل يختص برحمته من يشاء. نعم وقال عز وجل كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب هذا ايضا مما يدل على مكانة القرآن وصفه الله عز وجل بانه مبارك اي عظيم البركة كثير الخير والفائدة والمنفعة وما فيه صلاح العباد ورفعتهم في دنياهم واخراهم فهو كتاب مبارك كتاب مبارك انزله الله تبارك وتعالى مليئا بالبركة من اجل ان يتدبر العباد اياته ان يتأملوا في دلالاته ليتحقق لهم الانتفاع والارتفاع فالقرآن لا تتحقق الفائدة المرجوة منه الا بالتدبر فبالتدبر يعقل الخطاب ثم تأتي الثمرة وهي العمل بهذا القرآن فيكون المرء بذلك من اهل القرآن كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب اي من يعملون البام وعقولهم تذكرا وتفكرا وتأملا في معاني القرآن ودلالاته نعم وقال عز وجل وكذلك انزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون او يحدث لهم ذكرا. وهذا ايضا مما يدل على شأن القرآن وانه كتاب منزل بلسان عربي مبين وصرف الله سبحانه وتعالى فيه من الوعيد بين ونوع من ذكر انواع الوعيد والتهديد والتخويف لعلهم يتقون اي بوقوفهم على ما في القرآن من وعيد وتهديد وتخويف يتقون اي الله ويتقون عقوبته ويتقون يوم الوقوف بين يديه ويتقون النار التي اعدها الله سبحانه وتعالى للظالمين فصرف فيه من الوعيد لعلهم يتقون او يحدث لهم ذكرا او يحدث لهم ذكرا اي ما في القرآن من بينات وزواجر وقوارع وتخويف وترهيب يحدث لهم ذكرا اي تغيرا وصلاحا بذكر الله والاقامة على طاعته سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى ثم ان الله عز وجل وعد لمن استمع الى الى كلامه فاحسن الادب عند اجتماعه بالاعتبار الجميل ولزوم الواجب لاتباعه والعمل به ان بشره منه بكل خير ووعده على ذلك افضل الثواب. فقال عز وجل فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون ما احسن اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب وقال عز وجل وانيبوا الى ربكم واسلموا له من قبل ان يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون. واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم من قبل ان يأتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون قال محمد بن الحسين وكل كلام ربنا حسن لمن تلاه ولمن استمع اليه وانما هذا والله اعلم صفة قوم اذا سمعوا القرآن احسن ما يتقربون به الى الله تعالى من ما دلهم عليه مولاهم الكريم يطلبون بذلك رضاه ويرجون رحمته. سمعوا الله قال واذا قرئ قرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون. فكان حسن استماعهم يبعثهم على التذكر فيما له عليهم وسمعوا الله قال فذكر بالقرآن من يخاف وعيد قال رحمه الله تعالى ثمان الله عز وجل وعد لمن استمع الى كلامه فاحسن الادب عند استماعه بالاعتبار الجميل ولزوم الواجب لاتباعه والعمل به ام بشره منه بكل خير ووعده على ذلك افضل الثواب اي ان من اكرمه الله بحسن الاستماع والانصات والتأمل لمعاني القرآن ودلالاته وهداياته ثم عقل عن الله الخطاب وفهم المراد ثم جاهد نفسه على العمل بالقرآن الكريم كان بذلك من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته الذين وعدهم الله سبحانه وتعالى بكل خير وفضل وثواب في الدنيا والاخرة ومن ذلكم ما جاء في هذه الاية فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه فبشر عباد بشرهم بماذا القاعدة عند اهل العلم ان حذف المتعلق يفيد العموم فبشر عباد لم يقل مثلا بالجنة او النجاة من النار او مثلا الراحة في الدنيا والسعادة في الدنيا او نحو ذلك. وانما اطلق فيشمل فيشمل هذا البشارة بكل خير ورفعة وفلاح وسعادة في الدنيا والاخرة فبشر عباد الذين يستمعون القول اي القرآن فبشر عباد الذين يستمعون القول اي القرآن الكريم اي يحسنون في استماعهم للقرآن وتدبرهم لمعانيه مجاهدتهم لانفسهم لعقل دلالاته وهداياته الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه فيتبعون احسنه القرآن كله كلام الله وكله حسن وعظيم لكن هذا التفاضل من حيث المأمور به فالدين فيه واجبات وفيه مستحبات وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه واهل الدين فيهم السابقون وفيهم المقتصدون ففيه حسن وفيه احسن من حيث العمل ومن حيث العاملين وهذا فيه ان الموفق من عباد الله من يجاهد نفسه على حسن الاستماع والانصات العقل لكلام الله سبحانه وتعالى ليرتقي في درجات الكمال بفعل الاعمال الصالحة متبعا احسن الحديث اي مجاهدا نفسه لفهم كلام الله ليرتقي من خلال هدايات القرآن واوامره ونواهيه لكل رفعة في الدنيا والاخرة وسيأتي من كلام المؤلف رحمه الله تعالى ما يوضح المدلول والمراد بقوله فيتبعون احسنه اولئك اي الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب اي هؤلاء هم الذين من الله سبحانه وتعالى عليهم بهذه الهداية فالعظيمة وهم اولو العقول الرصينة والالباب قال وقول الله عز وجل وانيبوا الى ربكم واسلموا له من قبل ان يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم ساق هذه الاية توظيحا لقوله فيتبعون احسنه فيتبعون احسنه قال واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم من قبل ان يأتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون قال محمد ابن الحسين وكل كلام ربنا حسن هذا توضيح لما سبق وكل كلام ربنا حسن لمن تلاه ولمن استمع اليه وانما هذا اي التفضيل في قوله احسنه وانما هذا والله اعلم صفة قوم اذا سمعوا القرآن احسن ما يتقربون به الى الله مما دلهم عليه مولاهم الكريم لان ما في القرآن من من اوامر ونواهي متفاضلة فهم يجاهدون انفسهم اولا على ظبط الواجبات والفرائض والبعد عن المحرمات ثم لا يكتفون بذلك بل يبحثون عن ايضا الرفعة والعلو في هذا الباب فيجاهدون انفسهم على المسابقة بالخيرات والمنافسة في بفعل الرغائب المستحبات فهم يستمعون القول فيتبعون احسنه قال صفة قوم اذا سمعوا القرآن احسن ما يتقربون به الى الله تعالى مما دله مما دلهم عليه مولاهم الكريم. يطلبون بذلك رضا ويرجون رحمته قال سمعوا الله قال واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون فحققوا ذلك استماعا وانصاتا فكان حسن استماعهم يبعثهم على التذكر فيما لهم وعليهم اذا بداية الخطوة لحسن الاهتدى بهداية القرآن وحسن الانتفاع بهذا الكتاب العظيم ان يحسن الانصات والاستماع وان يحسن التدبر والتأمل في معاني القرآن فهذه الخطوة الاولى اما اذا هد القرآن هد الشعر وسيأتي ذم من كان كذلك ولم يفكر اصلا في ان يعقل عن الله الخطاب فمثل هذا لا تتحقق له هدايات القرآن لان هداية القرآن تحتاج من العبد الى حسن الانصات وحسن تدبر لكلام الله سبحانه وتعالى ليتم له بذلك الاهتداء بالقرآن ليتم له بذلك عقل معاني القرآن ومن ثم الاهتداء بهدايات القرآن فيعرف ما له وما عليه نعم وقد اخبرنا الله عن الجن في حسن استماعهم للقرآن واستجابتهم لما ندبهم اليه ثم رجعوا الى قومهم فوعظوهم بما سمعوا من القرآن باحسن ما يكون من الموعظة قال الله عز وجل قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فامنا به. ولن نشرك بربنا احدا وقال عز وجل واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن. فلما حضروه قالوا انصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم. يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا وبه يغفر لكم ذنوب يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب اليم. ثم اورد الامام جري رحمه الله هذا المثال العظيم في بيان اهمية حسن الاستماع للقرآن وكيف ان حسن الاستماع يفتح للعبد باذن الله سبحانه وتعالى باب الهداية والرفعة في الدنيا والاخرة فذكر قصة هؤلاء النفر من الجن الذين صرفهم الله الى نبيه صلى الله عليه وسلم ليستمعوا القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم مبعوث للثقلين الانس والجن اما دعوة الانس اما دعوة اما دعوته عليه الصلاة والسلام للانس فالامر فيها واضح يأتيهم في انديتهم في مجالسهم في بيوتهم في اماكن اجتماعهم ويدعوهم لدين الله يدعوهم لدين الله سبحانه وتعالى اما الجن خلق اخر يرون الانس والانس لا يرونهم ولهذا لما كان مبعوثا الى الثقلين مطلوب منه دعوة الثقلين هيأ الله سبحانه وتعالى ما تتحقق به بلوغ دعوته في صرف اليه من الجن من يستمعون تلاوته وكلامه عليه الصلاة والسلام ويرجعون رسلا ودعاة الى اقوامهم قال قد اخبرنا الله عن الجن في حسن استماعهم للقرآن واستجابتهم لما ندبهم اليه ثم رجعوا الى قومهم فوعظوهم بما سمعوا من القرآن باحسن ما يكون من الموعظة سبحان الله لو تتأمل هي لحظات قلائل اكرم الله هؤلاء النفر من الجن لكنهم احسنوا الاستماع كم من انسان سمع القرآن لكن لم يحسن استماع القرآن لم يحسن التأمل التدبر فهؤلاء في مجلس واحد احسن باستماع القرآن فبقي عملهم العظيم وموقفهم الجليل ذكرا يتلى في كلام الله سبحانه وتعالى وتحولوا من ذلك المجلس دعاة الى دين الله والى توحيد الله بقوة مثل ما سترى في الايات التي ساقها رحمه الله تعالى قل اوحي الي انه استمع نفر من الجنة اي الى تلاوته صلوات الله وسلامه عليه. استمع نفر من الجن اي الى تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم القرآن. فماذا قالوا؟ على اثر الاستماع قال استمع نفر ماذا كان على ماذا كان من هؤلاء على اثر هذا الاستماع فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا بهذا وصفوا القرآن من ايات وفقهم الله لحسن استماعها قرآنا عجبا اي عجيبا في جمال مبانيه وكمال معانيه وعظم دلالاته وجمال مقاصده وغاياته بما يظهر العقول ويدعو من يستمع اليه الى حسن الايمان والتصديق وتمام الانقياد والقبول قرآنا عجبا يهدي الى الرشد يهدي الى الرشد وصفوه انه كتاب هداية هداية الى الرشد والرشد هذه كلمة جامعة هذه كلمة جامعة في مدلولها فهي دالة على آآ الكمال في العلم والعمل الكمال في العلم في هداياته فيما يدعو اليه من علم وما يدعو اليه من عمل لان الرشد تارة يذكر مقرونا بالهداية او الهدى. وتارة يذكر وحده كما في هذه الاية فاذا ذكر مقرونا بالهداية الهداية او الهدى يراد به العلم النافع في الرشد يراد به العمل الصالح ما ظل صاحبكم وما غوى. نفي الضلال ثبوت الهداية. ونفي الغواية ثبوت الرشاد فهذا فيه وصف النبي بكمال علمه وكمال عمله. ما ضل صاحبكم وما غوى اي من الله عليه بكمال العلم وكمال العمل فالرشد والهداية مثل وصف الخلفاء وصف الخلفاء الراشدين المهديين وصفهم بالرشاد والهداية. اي كمال العلم وكمال العمل واذا ذكر الرشد وحده شمل الامرين معا فكلمة الرشد كلمة جامعة تجمع تمام العلم وتمام العمل يقولون اه قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فامنا لم يقولوا ثم امنا عطفوا بالفاء التي تفيد الفورية اي انهم بسرعة اقبلوا على هذا القرآن والايمان به وتحقق لهم التأثر الفوري والانتفاع الفوري بهذا الكتاب فامنا به ولن نشرك بربنا احدا انظر قوة الايمان وانظر ايضا تمكن الايمان الذي ترتب عليه هذا الوعد من هؤلاء النفر. ولن نشرك بربنا احدا هذا ايمان البراهين وهو يختلف عن ايمان العادة وايمان المربى والتقليد فرق بين ايمان البرهان الذي له سلطة على القلب ولهذا سميت الحجة سلطانا وله تمكن وثبات بخلاف الايمان ايمان المربى وايمان العادة لان الله سبحانه وتعالى وصف بعظ الناس بانه يعبد الله على حرف يعني ليس عنده ذاك الرسوخ او ذاك تلك البراهين فالايمان القائم على الحجة والبرهان استيلاء البرهان على القلب استيلاء البرهان على القلب بحيث يتمكن يصبح الامام قويا وهذا ايضا نستفيد منه ان الايمان قد قد يبلغ قوة في القلب عظيمة جدا في لحظات قد يبلغ قوة عظيمة في القلب قوة عظيمة جدا في القلب في لحظات اذا من الله عليه وفتح على هذا القلب الاهتداء حسن الاهتداء بهدايات القرآن والوقوف على البراهين التي تستولي على القلب. ويكون لها سلطة عليه فهؤلاء النفر ما ان استمعوا الى القرآن الا ووجد عندهم هذا الايمان القوي وجد عندهم هذا الايمان القوي المبني على البرهان. انظر مثالا شبيها بهذا وقريبا منه وهو ايمان السحرة الذين جمعهم فرعون عجب ايمانه في قوته وكانوا خلقا كثيرا بعض المفسرين قال والله اعلم بذلك ان عدد من جمعهم من السحرة ثلاثين الف ومن كبار السحرة وعتاولتهم واهل الباع الطويل والسحرة من شرار الخلق واخبثهم وافسدهم واكثرهم بالله ولكن لما رأوا تلك الاية الباهرة والحجة الظاهرة والبرهان القاهر الساطع البين وهم يميزون اهل خبرة ودراية بين السحر والتخييل امورهم التي هم عليها وبين هذا الحقيقة التي بهرت ورأوها فتحولوا من ساعتهم الى مؤمنين في اول النهار لانهم حصروا ضحى وكان النزال ضحى يوم الزينة قيل يوم العيد فكانوا في الضحى اول النهار كفر شرار من اخبث الناس وفي اخر النهار مؤمنين بررة ايمان قوي من اقوى ما يكون حتى ان فرعون لما تهددهم بالقتل وتقطيع الايدي والاطراف وتصليبهم في جذوع النخل من قوة الايمان الذي مكنه الله سبحانه وتعالى في قلوبهم لم يبالوا بذاك التهديد. وثبتوا على ايمانهم وقالوا لفرعون اقظ ما انت قاظ انما تقظي هذه الحياة الدنيا لم يبالوا بتهديده من قوة الايمان الذي مع انهم في الصباح كفر اسرار من اخبث الناس وفي المساء مؤمنين من من اقوى الناس ايمانا بقوة في الايمان فهذا يفيد ان القرآن له تأثير وهداية القرآن وحجز القرآن لها تأثير عظيم جدا على القلوب وان الحجة والبرهان يستولي على القلب فيتمكن الايمان تمكنا عجيبا يتمكن تمكنا عجيبا وانظر ايضا في تقرير هذا المعنى في الموضع الثاني من القرآن في ذكر قصة هؤلاء النفر في سورة الاحقاف قال جل وعلا واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا وهذا بداية التوفيق. حسن الانصات هذا بداية التوفيق وبداية الانعام حسن الانصات. انصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين من مجلس واحد ولوا الى قوم مندودين دعاة وبقوة انظر دعوتهم تأتيك في قوتها قال ولوا الى قوم منذرين قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه. يهدي الى الحق والى طريق مستقيم. بهذا وصفوا القرآن يهدي الى الحق والى طريق مستقيم وصفوه بانه كتاب هداية وهدايته للحق والى الطريق المستقيم المفضي الى جنات النعيم يهدي الى الحق والى طريق مستقيم. يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا به اجيبوا داعي الله وامنوا به. يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب اليم. ومن لا يجب داعي الله ليس بمعجز في الارض وليس له من دونه اولياء اولئك في ضلال مبين فتحولوا الى دعاة دعاة حق وهدى معهم قوة ايمان ويقين وثقة بالله سبحانه وتعالى ونصرة لدينه هذا ساقه المصنف رحمه الله تعالى بيانا لعظم تأثير القرآن لمن يكرمه الله سبحانه وتعالى بحسن الاستماع لهذا القرآن نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله وقد قال الله عز وجل في سورة قاف والقرآن المجيد ما دلنا على عظم ما خلق من السماوات والارض وما بينهما من عجائب حكمته في خلقه ثم ذكر الموتى وعظم شأنه وذكر النار وعظم شأنها وذكر الجنة وما اعد فيها لاوليائه فقال عز وجل لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد الى اخر الاية ثم قال بعد ذلك كله ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد فاخبر جل ذكره ان المستمع باذنيه ينبغي ان يكون مشاهدا بقلبه ما يتلو وما يستمع لينتفع بتلاوته للقرآن وبالاستماع ممن يتلوه. نعم. يقول اه رحمه الله تعالى قال الله عز عز وجل في سورة قاف والقرآن المجيد هذه السورة صدرت بقوله جل وعلا والقرآن المجيد هو القرآن المجيد والمجيد هنا وصف للقرآن والمجد في اللغة معناها السعة ففيه سعة القرآن في معانيه ودلالاته وحجزه وبيناته وخيراته وبركاته ومنافعه العظيمة وفوائده الغزيرة فهو كتاب مجيد كتاب مجيد بعد ذلك بين مثل ما اشار المصنف ما في في هذه السورة ما يدل على عظم عظمة الله من خلق السماوات والارض وما بينهما من عجائب حكمته في خلقه فعدد سبحانه وتعالى انواعا من المخلوقات دعوة للعباد ان يتفكروا في هذه المخلوقات. تفكرا يهديهم عظمة خالقها وكمال مبدعها سبحانه وتعالى ثم ذكر الموت ثم ذكر الموت وعظم شأنه وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد. فذكر الموت وعظم شأنه وذكر النار وعظم شأنها في قوله سبحانه وتعالى يوم نقول لجهنم هل امتلأت؟ وتقول هل من مزيد يوم نقول لجهنم فهل امتلأتي وتقولي هل من مزيد؟ وهذا فيه بيان لسعة النار. وانها مهما يلقى فيها تطلب الزيادة ولا تزال يلقى فيها يوم القيامة ويلقى فيها ويلقى فيها وهي تقول هل من مزيد والله وعدها ان يملأها وعدها سبحانه وتعالى ان يملأها ووعد الجنة ان يملأها ولكن حق القول مني لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين وعدها بان يملأها ويوم القيامة يلقى فيها ويلقى فيها ويلقى فيها وهي لا تزال تقول هل من مزيد؟ وهذا بيان سعة النار اعاذنا الله سبحانه وتعالى اجمعين من هذا وجاء في الحديث الصحيح الثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال لا يزال او لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع الجبار عليها قدمه فينزوي بعضها الى بعض فتقول قط قط اي حسبي يكفيني فامتلاؤها يكون بانزواء اطرافها بعضها ببعض فتمتلئ بمن فيها بان ينزوي اطرافها بعضها الى بعض واما الجنة فانه يبقى فيها فضل في خلق الله سبحانه وتعالى خلقا يسكنهم فظل الجنة قال وذكر الجنة وما اعد فيها لاولياءه وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد. هذا ما توعدون لكل اواب حفيظ. من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد الى اخر الاية ثم قال بعد ذلك كله يعني بعد هذا البيان من اول السورة والدعوة الى التأمل التفكر بهذه المعاني الموقظة للقلوب قال ان في ذلك لذكرى ليس لكل احد وانما انما ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ان يعقل او القى السمع بالانصات وحسن الاستماع وهو شهيد اي حاضر القلب منتبه متيقظ فاخبر جل ذكره ان المستمع باذنيه ينبغي ان يكون مشاهدا بقلبه ينبغي ان يكون مشاهدا بقلبه مثل ما يقول والصحابة رضي الله عنهم في وصف هذا المعنى يقولون كنا آآ في في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالجنة والنار كانها رأي العين كانها رأي العين هذه مشاهدة بالقلب مشاهدة بالقلب يقول ان ان يكون مشاهدا بقلبه ما يتلوه وما يستمع ما يتلو وما يستمع لينتفع بتلاوة القرآن وبالاستماع من من يتلوه نعم ثمان الله عز وجل حث خلقه على ان يتدبروا القرآن فقال عز وجل افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها؟ وقال عز وجل افلا يتدبرون وقال ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. نعم هذا وما بعده في لقاء الغد نسأل الله كريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين فاللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها ميعادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما انت اعلم به منا انت المقدم وانت المؤخر. لا اله الا انت. اللهم انا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العليا ان تصرف عنا وعن المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن. وان تهدينا واياهم اليك صراطا مستقيما يا ذا الجلال والاكرام اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون وبه علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والهمكم الله الصواب وفقكم للحق. نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين سؤال هذا طيب ها طيب احسن الله اليك يقول السائل ما حكم العمرة عن الميت العمرة عن فالميت لمن اعتمر عن نفسه مريدا بها الاحسان الى اميتا من قريب ام او اب او خال او عم او نحو ذلك هذا من الاحسان للميت وهي تنفع الميت باذن الله سبحانه وتعالى ويؤجر عليها الحي وهي من البر وهي من البر والصلة ولكن يشترط ان يكون قد اعتمر عن نفسه نعم يقول احسن الله اليكم شيخنا هل سبب اضلال العبد وعدم توفيقه للحق نجاسة قلبه التي اثمرت فساد اخلاقه القلب هو الاساس مثل ما قال فالنبي عليه الصلاة والسلام الا ان في الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فالقلب هو الاساس في الخير والشر وهو المنبع المنبع للخير والمنبع ايضا للشر ولا شك ان نجاسة القلب وتأصل الشر فيه يحول بينه وبين الانتفاع بايات الله سبحانه وتعالى وحسن الاستفادة من هدايات القرآن واذا اراد الله سبحانه وتعالى بعبد هداية ايقظ قلبه وازال عنه نجاسته لان القلب حتى وان كان ملوثا نجاسة الشرك قد يفتح الله عليه ويهديه وتتحول تلك النجاسة الى هداية وطهارة فضلا من الله سبحانه وتعالى ومن؟ والقصص التي مرت معنا فيها ما يشهد لذلك ويدل عليه. لكن تلوث القلب و نجاسة القلب حائل بين العبد وبين الانتفاع بهدايات القرآن ولهذا ينبغي على العبد ليستفيد وينتفع ان يجاهد نفسه على صلاح قلبه. واصلاح قلبه ويكثر من دعاء لله سبحانه وتعالى ان يصلح قلبه والتوفيق بيد الله وحده لا شريك له نسأل الله عز وجل ان يوفقنا اجمعين لكل خير سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي لم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه