بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى في كتابه حملة القرآن قال ثم اقول انه ينبغي لمن كان يقرأ القرآن لله ان نفسه عن استقضاء الحوائج ممن يقرأ عليه القرآن. والا يستخدمه ولا يكلفه حاجة يقوم فيها واحب له اذا عرضت له حاجة ان يكلفها لمن لا يقرأ عليه واحب ان يصون القرآن عنه. نعم. واحب ان يصون القرآن عن ان تقضى له به الحوائج. فان عرضت له حاجة سأل مولاه الكريم قضاءها فاذا ابتدأه احد من اخوانه من غير مسألة من غير مسألة منه. فقضاها شكر الله اذ صانه عن المسألة والتذلل لاهل الدنيا. واذ سهل الله له قضاءها. ثم يشكر من اجرى ذلك على يديه فان هذا واجب عليه. وقد رويت فيما ذكرت اخبارا تدل على ما قلت وانا اذكرها ليزداد الناظر في كتابنا بصيرة ان شاء الله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى على اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد لا يزال الامام الاجر رحمه الله في هذا الباب يعدد ما يتعلق من الصفات باخلاق المقرئ فيمن او مع من يقرؤهم كتاب الله سبحانه وتعالى. فذكر جملة من الاداب منها قوله رحمه الله ينبغي لمن كان يقرأ القرآن لله ان يصون عن الاستقظاء او عن استقظاء الحوائج ممن يقرأ عليه القرآن. وان لا يستخدمه والا يكلفه يقوم فيها هذا من جملة الاداب التي ينبغي ان يتحلى بها من يقرئ القرآن لوجه الله سبحانه وتعالى ان يجانب تكليف من يقرؤهم القرآن من طلابه وتلاميذه صالح وحاجاته وشؤونه. وان ذلك من كمال اخلاصه. وكمال نصحه ورعه بحيث يكون اقرؤهم اقرؤه لهم لكتاب الله سبحانه وتعالى امرا لا يبتغي عليه منهم اي مصلحة او منفعة. وانما يريد بذلك وجه الله. اما اذا التفتت نفسه الى استغلال من يقرؤهم بقضاء مصالحه وحاجاته ربما ايضا تتحول المعاملة من كان اكثر نفعا له وقضاء لمصالحه كان احظى عنده واولى بالاهتمام فهذا كله من اه الخلل في امر النية فبين رحمه الله تعالى ان المقرئ ينبغي عليه الا يستقضي حوائجه من هؤلاء الذين يقرؤهم والا يستخدمهم الا يجعلهم خدما له في قضاء مصالحه وحاجاته ولا يكلفهم بالقيام بشيء من حاجاته. وانما اذا اراد ان يكلف يكلف اشخاصا اخرين ليسوا من ممن جاؤوا يأخذون عنه القرآن ويتلقونه عنه قال واحب له اذا عرضت له حاجة ان يكلفها لمن لا يقرأ عليه. واحب ان يصون القرآن ان عن ان تقضى له به الحوائج اي ان مقام القرآن اجل واعلى من ان ان يستعمله حامله او من يقرؤه لغيره لقضاء حوائجه واموره ومصالحه. قال فان عرضت له حاجة سأل مولاه الكريم قضاءها. توجه الى الله سبحانه وتعالى بان ييسر له قضاء حاجته فاذا ابتدأه احد من اخوانه من غير مسألة منه فقضاها الله اذ صانه عن المسألة والتذلل لاهل الدنيا واذ سهل له قضاءها ثم من اجرى ذلك على يديه. من اجرى اي الله سبحانه وتعالى ذلك على يديه اي من الناس. فان هذا واجب عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يشكر الله من لا يشكر الناس. قال وقد رويت فيما ذكرت اي من اداب اخبارا تدل على ما قلت وانا اذكرها ازداد الناظر في كتاب بصيرة. نعم. قال حدثنا ابو الفضل العباس ابن يوسف الشكلي قال حدثنا اسحاق بن الجراح الاذني قال حدثنا الحسن بن الربيع البوراني قال كنت عند عبدالله بن ادريس فلما قمت قال لي سل عن سعر الاشنان. فلما مشيت ردني فقال لا تسأل فانك تكتب مني الحديث وانا اكره ان اسأل من يسمع مني الحديث حاجة. اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر وهو سيسوق نماذج من حال السلف رحمهم الله تعالى في هذا الادب الرفيع والخلق العظيم الذي ذكره الا وهو انهم ما كانوا يستقضون حوائجهم بالعلم ولا باقراء القرآن او تعليم الناس الحديث او نحو ذلك. فذكر نماذج من آآ حال السلف منها ما رواه عن الحسن ابن الربيع قال كنت عند عبد الله ابن ادريس فلما قمت قال لي سل عن سعر الاسنان. سل عن عن سعر الاسنان. الاسنان نبات كانت العرب تستعمله في النظافة في الاغتسال النظافة قام مقامه في الاستعمال الصابون بانواعه. فكانوا يستعملون الاسنان. وهو نبات مفيد في جانب النظافة والاغتسال والتنظف. فقال سلني عن سعر الاسنان. هذي مسألة بسيطة جدا كم هو في السوق؟ ما طلب منه يحمل متاعا ولا ينزل اغراظا ولا وانما يسأل فقط عن سعر كم هو في السوق؟ سلي عن سعر الاسنان فلما مشيت ردني قال لا ارجع لا تسأل فانك تكتب مني الحديث. فانك تكتب مني الحديث وانا اكره ان اسأل من يسمع مني الحديث حاجة وانا اكره ان اه اسأل ممن يسمع مني الحديث حاجة وهذا كله من كمال ورعه. السلف رحمهم الله ورضي عنهم ومما ايضا روي في هذا الباب عن منصور ابن المعتمر كان لا يستعين باحد يختلف اليه. يعني في قراءة الحديث والاخذ عنه ان لا يستعينوا باحد يختلف اليه في حاجة اي في حاجة من حاجاته. نعم. قال وحدثنا ابو الفضل قال حدثنا اسحاق بن الجراح قال قال خلف بن تميم مات ابي وعليه دين فاتيت حمزة الذيات فسألته ان يكلم صاحب الدين ان يضع عن ابي من دينه شيئا. فقال لي حمزة ويحك انه يقرأ علي القرآن وانا اكره ان اشرب من بيت من يقرأ علي القرآن الماء ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن خلف ابن تميم قال مات ابي وعليه دين فاتيت وحمزة الزيات. وحمزة الزيات من الائمة المعروفين. ائمة القراءة والاقراء. من القراء المشاهير رحمه الله تعالى فيقول اتيت حمزة الزيات فسألته ان يكلم صاحب الدين ان يضع عن ابي من دينه شيئا فقال لي حمزة ويحك انه يقرأ علي القرآن يعني صاحب الدين. وانا ان اشرب من بيتي من يقرأ علي القرآن الماء. لان ان ذهب اليه في في في هذه الحاجة ودخل عليه في بيته حصل الطعام والشراب ويقول انا اكره اشرب الماء فقط. فظلا عن ما هو اكبر من ذلك. وروى عنه الخطيب البغدادي في الجامع لاداب اه الراوي والسامع قال عن جرير بن عبد الحميد مر بنا حمزة الزيات فاستسقى الماء وقعد ودخلت البيت فلما اردت ان انا اي الماء نظر الي فقال انت هو يعني من طلبت منه ان يحضر الماء قال انت هو قلت نعم. قال اليس تحظرنا في القرآن؟ اليس تحضرنا في القرآن قلت نعم. قال رده وابى ان يشرب وقام ومضى. قال رده وابى ان يشرب وقام ومضى نعم هذا اورده وجملة من الاثار حول هذا المعنى الخطيب البغدادي في كتابه الجامع في باب ورع في ان يستقضوا بالعلم حوائجهم وامورهم الخاصة نعم. قال جعفر بن محمد الصندلي قال حدثنا الفضل ابن زياد قال حدثنا عبد الصمد ابن يزيد قال سمعت الفضيل ابن عياض يقول ينبغي لحامل القرآن الا يكون له حاجة الى احد من الناس الى الخليفة فمن دونه. وينبغي ان تكون حوائج الخلق اليه. واورد رحمه الله هذا الاثر عن فضيل ابن عياض وقد مر معنا بالاسناد نفسه برقم سبع وثلاثين ومر الكلام على معناه هناك والشاهد منه لهذا الموضع انه لا ينبغي لحامل القرآن ان لا يكون له حاجة الى احد من الناس. لا الى الخليفة ولا الى من دونه نعم قال حدثنا حامد بن شعيب البلخي قال حدثنا شريح بن يونس قال حدثنا اسحاق بن سليمان الرازي وابو النضر عن ابي جعفر الرازي عن الربيع ابن انس قال مكتوب في التوراة علم جانا كما علمت مجانا. ثم اورد هذا الاثر عن الربيع ابن انس قال مكتوب في التوراة علم مجانا كما علمت مجانا اي كما انك تعلمت عن غيرك بلا مقابل فايضا الم الاخرين انفعهم بلا مقابل. نعم. قال اخبرنا ابو عبد الله احمد بن الحسن بن عبدالجبار الصوفي قال حدثنا شجاع بن مخلد قال حدثنا اسماعيل ابن ابراهيم عن هشام الدستوائي عن يحيى ابن ابي كثير عن راشد الحبراني قال قال عبد الرحمن بن شبل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم اقرأوا القرآن ولا تغلوا فيه. ولا تجفوا عنه ولا تأكلوا به. ولا تستكثروا ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اقرأوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه. اي كونوا وسطا بين الغلو والجفاء. والافراط والتفريط وخيار الامور اوساطها لا تفريطها ولا افراطها. قد جاء في الحديث الاخر عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ان من اجلال الله اكراما للشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه. والحاكم المقسط. فمن كان شأنه مع القرآن وسط لا غلو ولا جفاء ولا افراط ولا تفريط فله حرمة ومكانة عليا واكرامه من اجلال الله سبحانه وتعالى. لانه وفى واتى بالامر كما ينبغي فكان مع كتاب الله سبحانه وتعالى وسطا لا غلو ولا جفاء. وفي هذا الحديث قال اقرؤوا القرآن ولا تغلوا ولا تجفوا عنه. اياكم والغلو ومجاوزة الحد. واياكم ايظا والجفاء وهو القصور تقصير وما من امر من امور الشريعة والدين الا والناس في ثلاثة اقسام اهل غلو واهل جفا واهل توسط واعتدال وخيار الامور اوساطها لا تفريطها ولا افراطها. قال ولا تأكلوا به ولا تستكثروا لا تأكلوا به اي لا تجعلوا القرآن بضاعة لكم. لا تجعلوا القرآن بضاعة لكم تأكلوا به وتسأل به المال المصالح ونحو ذلك لا تأكلوا به اي بالقرآن ولا تستكثروا به اي لا يكن لا تكن عنايتكم القرآن من اجل الاستكثار. من اجل الاستكثار. والله سبحانه وتعالى يقول فالهاكم التكاثر التكاثر كما انه يكون بالمال يكون بالعلم. كما انه يكون بالمال يكون بالعلم اذا كان هم الانسان ان يحفظ لا لشيء الا ليقول لزميله انا احفظ منك وانا اكثر منك حفظا هذا تكاثر او مثلا في في باب الكتب انا كتبي اكثر من كتبك ومكتبتي اكثر من مكتبتك وانا عندي كتب اكثر وانا احفظ اكثر منك. وجلست على الشيوخ عددهم اكثر من الشيوخ الذين جلست عندهم هذا تكاثر تكاثر بالعلم. لا تستكثروا بالعلم. القرآن لا يحفظ من اجل التكاثر. وانما يحفظ من للتقرب لله القرآن لا يحفظ من اجل التكاثر. انا اكثر منك وانت اقل مني. وانا احفظ منك وانت اقل مني حفظا. وانا كذا وانت كذا. القرآن ليس لاجل هذا. القرآن قربة. حفظ القرآن قربة لله قربى يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى يرجو بهما عند الله. ولهذا نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الاكثار. عن الاستكثار بالقرآن. قال ولا تستكثروا به. لا تستكثروا به وانما كلما ازداد المرء نصيبا وحظا من القرآن يحمد المولى على منه ويجاهد نفسه على العمل بهدايات القرآن ليزداد بذلك ايمانا. فالقرآن ليس للتكاثر وانما زيادة الايمان. وقوة الصلة بالله سبحانه وتعالى. واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا زادتهم ايمانا فهم يستبشرون. وآآ من كان همه في القرآن التكاثر لا يزداد بذلك ايمانا. لا يزداد بذلك ايمانا. لان نيته لم تصح ولم تستقم. فلا يتحقق له حسن الانتفاع بكتاب الله سبحانه وتعالى نعم. قال حدثنا ابو العباس هذا الحديث اورده الالباني رحمه الله في السلسلة برقم ثلاث الاف وسبعة وخمسين. في السلسلة الصحيحة قال حدثنا ابو العباس احمد بن سهل الاشناني قال حدثنا بشر بن الوليد قال اخبرنا فليح ابن سليمان عن عبد الله ابن عبد الرحمن ابن معمر عن سعيد ابن يسار عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعلم علما من مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه الا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله وهذا فيه ان العلم على نوعين علم وصفه جاء وصفه بهذا الحديث بانه مما فيبتغى به وجه الله وهذا علم الشريعة. علم الشريعة. فعلم الشريعة علم يبتغى به وجه الله والنوع الاخر من العلم علم دنيوي. علم دنيوي. العلم الدنيوي اذا تعلمه المرء للدنيا لا حرج مثلا شخص يتعلم علم الهندسة وهو يريد ان يكون تعلمه لعلم الهندسة باب لتحصيل المال. او يتعلم الميكانيكا. او يتعلم النجارة. او يتعلم او غير ذلك من العلوم الدنيوية يتعلمها من اجل ان يحصل المال. ليس له غرظ في لمي لها الا تحصيل المال لا حرج عليه. هذي علوم دنيوية. لكنه ان نوى نية طيبة ان يتعلم هذه العلوم الدنيوية من اجل نفع المسلمين افادتهم كفايتهم حاجتهم فان يثاب على نيته اما ان تعلمها لا لشيء الا من اجل آآ الدنيا ومصلحة الدنيوية لا خرج عليه لانه دنيوية لانها علوم دنيوية. لكن العلم الذي يبتغى به وجه الله علم الشريعة قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا العلم لا ينبغي ان يكون المرء له الا بنية خالصة. وقصد التقرب الى الله سبحانه وتعالى. اما شخص مثلا تعلم القرآن يتعلم القرآن وليس له غرظ في تعلم القرآن الا مثلا ان يحصل الدنيا. يريد مثلا بتعلم القرآن الشهرة والسمعة او يريد المال او يريد غير ذلك من الاغراض الدنيوية. او يحفظ الاحاديث من اجل لهذا الغرض او نحو ذلك. ففي هذا الصنف من الناس جاء هذا الوعيد. قال عليه الصلاة والسلام من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله. لا يتعلمه الا ليصيبه وبه عرظ عرظا من الدنيا ما له نية في التعلم الا عرظ من الدنيا. اما مال او شهرة او سمعة او غير ذلك فله هذا الوعيد في الحديث. قال لم يجد عرف الجنة يوم القيامة. لم يجد عرف الجنة وعرف العرف والريح. يعني لا يجد ريح الجنة. يوم القيامة. فهذا فيه وعيد شديد ودليل على ان هذا الامر من كبائر الذنوب وعظائم الاثام ان الشخص يتعلم يجلس يتعلم علم الشريعة هو لا يريد بتعلم الا الدنيا ما يريد الاخرة. لا يريد بتعلم العلم الا الدنيا. ليس له غرظ بتعلم ان الشريعة في الاخرة وما عند الله سبحانه وتعالى. فهذا له هذا الوعي. له هذا الوعيد من يتعلم ليكون مدرسا يتعلم علم الشريعة ليكون مدرسا ويأخذ على ذلك الراتب المخصص لذلك هل يتناوله الحديث؟ هذا يرجع الى النية. اذا كان نتعلم العلم ليكون في مدارس المسلمين ويعلم ويفيد ويسد ثغرة وينفع الله به ويأخذ هذا المخصص لمن قام بهذه المهمة فهذا لا يتناوله الحديث. اما من كان لا غرض له في التعليم تعلم الشريعة لا غرظ له في علم الشريعة ولا في اه اه الانتفاع ولا نفع ابناء المسلمين وانما غرظه ان يكون هذا العلم بابا من ابواب تحصيل المال واكتساب المال وليس له لذلك نية في ثواب الاخرة مثوبة الله سبحانه وتعالى وقصد التقرب الى الله فله هذا الوعيد فله هذا الوعيد. قال عليه الصلاة والسلام لم يجد عرف الجنة. لم يجد عرف الجنة وليس معنى ذلك ان حكمه حكم الكفار. ليس معنى ذلك ان حكمه حكم الكفار اهل النار الذين يخلدون فيها ابد الاباد. ولكن الشأن في هذا النص كالشأن في نصوص الوعيد الاخرى التي جاءت تتعلق بكبائر الذنوب وعظائم الاثام. نعم قال اخبرنا ابو عبدالله محمد بن مخلد قال حدثنا محمد بن اسماعيل الحساني قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن واقد مولى زيد بن خليدة عن زادان قال من قرأ القرآن يتأكد به ناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن زادان زادان مر معنا قريبا وهو ابو ابو عمر الكندي الضرير مر معنا قريبا قصته لما دخل على مجلس عبدالله بن عباس لما دخل على مجلس عبدالله بن مسعود آآ رضي الله عنه وكان سبقه الى المجلس اهل الثياب الفاخرة وكانوا قريبين من مجلسه. مر معنا قريبا فيقول ابو عمر زادان من قرأ القرآن يتأكل به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم. من قرأ القرآن يتأكل به الناس جاء يوم القيامة وجهه عظم ليس عليه لحم. يعني يأتي يوم القيامة وليس على وجهه مزعة لحم. ليس على وجه مزعة لحم وانما عاظم لا لحم عليه. هذا الاثر عن زاد ان روي مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم في السنن للبيهقي من حديث بريدة لكن سنده لا يثبت سنده لا يثبت. لكن من حيث المعنى ان من يتأكد من قرأ القرآن يتأكد به الناس يعني يسأل به الناس فانه يجيء يوم القيامة وعلى وجه وليس على وجهه الا العظم ليس لحم المعنى صحيح دل عليه الحديث الذي في الصحيحين دل عليه الحديث الذي في الصحيحين عن النبي عليه الصلاة والسلام قال ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم ما زال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم. هذا من يسأل الناس مطلقا فكيف من يسألهم بالقرآن هذا الذي في الحديث الذي في الصحيحين من يسأل الناس مطلقا هكذا فكيف بمن يسألهم بالقرآن ويتأكد بالقرآن ويجعل القرآن وسيلة يسأل بها الناس. وذكرت بعض الامثلة من الواقع في بعض الامكنة عند المقابر وعند المحافل وعند ابواب المساجد ربما بعضهم يضع قفة او منديلا امامه ثم يقرأ القرآن ثم يقرأ آآ القرآن ومراده بالقراءة سؤال الناس. ومراده بهذه القراءة سؤال الناس فهذا فيه وعيد. واذا كان جاء الوعيد لمن اه كان هذا شأنه لا يزال يسأل الناس ويعرض حاجته عن الناس ويستجدي فانه يأتي يوم القيامة ليس في وجه مزعة لحم فكيف من كان يفعل ذلك اي السؤال بالقرآن. نعم. الامر في ذلك اشد واعظم. نعم. قال حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا شعيب بن ايوب قال حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا معاوية النصري عن الضحاك عن الاسود بن يزيد وقال غير شعيب وعلقمة ولم ارى شعيبا شر علقمة قال قال عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه لو ان اهل العلم صانوا العلم ووضعوه اهله سادوا به اهل زمانهم. ولكنهم بذلوه لاهل الدنيا. لينالوا من دنياهم. فهانوا على اهلها سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول من جعل الهم هما واحدا هم اخرته كفاه الله هم دنياه. ومن تشعبت به الهموم في احوال الدنيا لم يبالي الله من اي اوديتها هلك ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر وفيه ايضا المرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال لو ان اهل العلم صانوا العلم. ووظعوه عند اهله. لو ان اهل العلم صانوا العلم ووظعوه عند اهله صيانة العلم بان لا يجعل الا عند اهله. من جعل العلم عند غير اهله اهان العلم. اهان العلم. احيانا بعض المجالس تلقى فيها المسألة. من مسائل علم ويكون من القيت عليهم تلك المسألة ليسوا من اهل العلم او ليسوا ممن يوقرون العلم فتجد مثلا في المجلس من يستخف او يستهزئ او يتهكم او نحو ذلك فالقاء العلم او جعله في غير اهله هذا من عدم صيانته هذا من عدم بصيانة العلم. يقول لو ان اهل العلم صانوا العلم ووظعوه عند اهله سادوا به اهل زمانهم ولكنهم بذلوه لاهل الدنيا لينالوا من دنياهم وهذا ليس من صيانة العلم. يذهب احد ارباب الدنيا ويعطيه من مسائل العلم لا لشيء الا ليحصل من دنياه. هذا من اهانة العلم هذا من اهانة العلم والانتقاص من مكانته وشأنه وقدره. ولكنهم بذلوه لاهل في الدنيا لينالوا من دنياهم فهانوا على اهلها. فهانوا على اهلها. وحول هذا المعنى يقول الجرجاء في ابيات الله يقول ولو ان اهل العلم صانوه صانهم ولو عظموه في النفوس لعظم ولكن اهانوه فهان ودنسوا محياه بالاطماع حتى تجهما قال ابن مسعود رضي الله عنه سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول من جعل الهموم هما واحدا هم اخرته كفاه الله هم دنياه. ومن تشبى تشعبت به هموم عموما اه هموم احوال الدنيا لم يبالي الله في اي اوديتها هلاك. هذا الحديث بالاسناد لنفسه سبق ان مر معنا في كتاب اخلاق العلماء للمصنف رحمه الله تعالى برقم ستة هو السبعين. ومر التنبيه هناك الى ان اه الاسناد في جميع مصادر التخريج ذكر نهشا ابن سعيد بين معاوية والضحاك. نهشل ابن سعيد بين معاوية والضحاك وسقط عند الاجر رحمه الله تعالى. ونقلت هناك قول في الزوائد اسناده ضعيف فيه نهش الابن سعيد قيل انه يروي المناكير وقيل بل الموضوعات فهذا الاسناد غير ثابت وعلته نهشل هذا وهو ساقط آآ هنا من الاسناد عند الامام الاجري رحمه الله تعالى. واما الحديث المرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم فقد صح في المسند وغيره من حديث زيد ابن ثابت بلفظ من كانت همه الاخرة جمع الله له شمله وجعل غناه في قلبه واتته الدنيا وهي راغمة. ومن كانت همه الدنيا فرق الله عليه امره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا الا ما كتب الله له. نعم قال حدثنا ابو عبدالله محمد بن مخلد قال حدثنا ابراهيم بن مهدي قال حدثنا احمد بن عبدالله بن فيروز قال حدثنا ابو العباس ابن بكار الضبي ابو زائدة حدثنا العباس ابن بكار الضبي قال حدثنا عيسى ابن عمر النحوي قال اقبلت حتى اقمت عند الحسن فسمعت يقول قرأ هذا القرآن ثلاثة. ثلاثة رج دجلة ثلاثة رجالة وزن عنبة. نعم. فرجل قرأه فاتخذه بضاعة ونقله من بلد الى بلد. ورجل فاقام على حروفه وضيع حدوده. يقول اني والله ما اسخط من القرآن حرفا. كثر الله بهم القبور واخلى منهم الدور. فوالله لهم اشد كبرا من صاحب السرير على سريره. ومن صاحب المنبر على منبره ورجل قرأه فاسهر ليلة واظمأ نهاره ومنع شهوته في برانسهم وركدوا في محاريبهم بهم ينفي الله عنا العدو وبهم يسقينا الله الغيث وهذا الدرب من اهل القرآن اعز من الكبريت الاحمر. ثم اورد رحمه الله وتعالى هذا الاثر عن الحسن البصري رحمه الله تعالى قال قرأ هذا القرآن ثلاثة رجالة. رجلة جمع رجل. يجمع رجل على رجال ورجالات ورجلة وفي بعض النسخ كتاب الاجر رحمه الله قرأ القرآن ثلاثة رجال. وعلى كل الرجال او رجله كله جمع صحيح. قال فرجل قرأ قرأه فاتخذه بضاعة. قرأه اي القرآن فاتخذه بضاعة ونقله من بلد الى بلد مثل التاجر الذي يتنقل بالسلع والبضائع التي معه من بلد الى بلد هذا كذلك. جاء القرآن بضاعة له ينتقل به من بلد الى بلد من اجل تحصيل المال والاكل بالقرآن. جعله بظاعة ورجل قرأه فاقام على حروفه. فاقام على حروفه وضيع حدوده. يعني حظه ونصيبه من القرآن حروف القرآن. واما حدود القرآن فهو مضيع لها وظيع حدوده. زاد في فظائل القرآن لابي عبيد. واستطالوا به على اهل بلاده استطالوا به على اهل بلادهم يعني اه اخذوا يفخرون ويتكبرون على اهل بلادهم بما عندهم من القرآن وهم ان عندهم من القرآن الحروف. مضيعين لحدود القرآن. مضيعين لحدود القرآن اي الواحد منهم اني والله ما اسقط من القرآن حرفا يعني قراءتي له وحفظي له وظبطي له متقن ما يسقط منه حرفا. قال الحسن كثر الله بهم القبور. قال كفر الله بهم القبور واخلى منهم الدور. لان هذا الصن مظرة على اهل بلادهم. لان هذا الصنف من من هؤلاء الذين هذا حظهما وهذا نصيبهم الاستطالة على الناس والتفاخر والتعالي بعيدين عن العمل بالقرآن والاهتداء بهداية القرآن وانما حظ من القرآن مجرد الظبط والاتقان لحروفه فهؤلاء مظرة على الناس وعلى البلدان البلد الذي يكونون فيه. ولهذا قال رحمه الله كثر الله بهم القبور واخلى منهم الدور فوالله لهم اشد كبرا من صاحب السرير على سريره ومن صاحب المنبر على منبرهم اشد كبرا من صاحب السرير يعني من عنده سلطان. من عنده سلطان وولاية الصنف الثالث قال ورجل قرأه فاسهر ليلة. اي بالقيام اظمأ نهاره اي بالصيام. ومنع شهوته. فحنوا في برانسهم وركدوا في محاريبهم. اي انهم في خشوع واقبال على العبادة والصلاة والذكر لله قال بهم ينفي الله عنا العدو. وبهم يسقينا الله الغيث اي بما جعلهم الله سبحانه وتعالى عليه من صلاح وبما يبذلونه من دعوات اه المسلمين. ودعوات امثال هؤلاء دعوات مستجابات. قال وهذا الدرب من اهل القرآن اي هذا الصنف اعز من الكبريت الاحمر. الكبريت الاحمر جوهر ثمين وفي الوقت نفسه عزيز ولهذا يظرب به المثال بالندرة تظرب به العرب المثال بالندرة الشيء النادر يقال اعز ما الاحمر يعني نادر الوجود قليل الوجود. و مر ومعنا في الاسناد العباس كتبت ابو العباس الصاوي العباس ابن بكار الظبي هذا متهم بالكذب وكذلك ابراهيم بن مهدي كذبوه فالاسناد اسناد هنا غير فقيم لكن الاثر يروى ايضا باسانيد اخرى تنظر في فضائل القرآن لابي عبيد وفي كتاب والحزن لابن ابي الدنيا نعم. هنا بارك الله فيك في النسخ المطبوعة تو في في برانسهم جفوا. نعم في بعض النسخ جثوا. جثوا في برانسم اللباس آآ فجثوا اي جلسة آآ التعبد والخشوع لله والتقرب الى الله وفي في بعض النسخ فحنوا في برانسهم نعم. قال محمد بن الحسين رحمه الله والاخبار في هذا المعنى كثيرة ومرادي من هذا النصيحة لاهل القرآن لئلا يبطل سعيهم انهم طلبوا به شرف الدنيا حرموا شرف الاخرة. اذ بذلوه لاهل الدنيا طمعا في دنياهم. اعاذ الله وحملة القرآن من ذلك. فينبغي لمن جلس يقرئ المسلمين ان يتأدب بادب القرآن اقتضي ثوابه من الله. يستغني بالقرآن عن كل احد من الخلق. متواضع في نفسه ليكون رفيعا عند الله عز وجل قال حدثنا علي ابن اسحاق بن زاطيا قال حدثنا عبيد الله ابن عمر قال حدثنا حماد بن زيد قال سمعت ايوب يقول ينبغي للعالم ان يضع الرماد على رأسه تواضعا لله عز وجل. قال رحمه الله تعالى والاخبار في هذا المعنى كثيرة يعني انما اجتزى شيئا منها واورد بعضها قال ومرادي من هذا النصيحة لاهل القرآن مرادي بايراد هذه النصوص والاثار والتنبيه على هذه المعاني النصيحة لاهل القرآن لئلا يبطل سعيهم لان لا يبطل سعيهم. وقد قال عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة. والامام الاجري رحمه الله تعالى من يطالع كتبه يرى فيها نفس النصح العجيب وفيها نفس النصح العجيب. وتجده يتكلم بمواعظ مؤثرة جدا نحسبها صادرة من قلب رجل ناصح رحمه الله. وجزاه خيرا واعلى درجته في فردوسه الاعلى هم يقول انهم طلبوا به شرف الدنيا يقول انا انصحهم واحذرهم انهم طلبوا به شرف الدنيا حرموا شرف الاخرة. حرموا شرف الاخرة. اذ بذلوه لاهل الدنيا طمعا في دنياهم اعاذ الله حملة القرآن من ذلك. انظر هذا هذه الدعوة من نصحه رحمه الله. اعاد الله حملة القرآن من ذلك فجمع بين النصيحة والدعاء جمع بين النصيحة والدعاء وهذا شأن العلماء ورثة الانبياء يعلمون الناس الخير ويدعون لهم بالخير. يعلمون الناس الخير ويدعون لهم بالخير فيبينون المعاني للناس المعاني الصحيحة المعاني العظيمة يحذرون من الامور السيئة نصحا للعباد وفي الوقت نفسه يدعون الله. سبحانه وتعالى لهم ان ينفعهم الله سبحانه وتعالى بذلك هذه المعاني الجليلة التي ذكرها رحمه الله تمس الحاجة اي والله ان تعمم وان تنشر وان يقف عليها ابناء المسلمين في المقارئ واماكن حفظ القرآن الكريم وان يقف عليها معلمي القرآن ان يقفوا على هذه المعاني على هذه الاخلاق لان كثير منهم ربما ما مرت عليه ولا سمع بها. وهو على خير عظيم. لو نبه وبينت له لعمل وسارع فتحتاج هذه المعاني فعلا الى ان تنشر وان تعمم من ابناء المسلمين في حلق التحفيظ في اماكن الاقراء وبين المقرئين تنشر رجاء ينفع الله سبحانه وتعالى بها وان تكون بابا الصلاح وان يكونوا وان يكون الجميع من اهل القرآن باذن الله سبحانه وتعالى. ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يوفق ابنائنا اين اينما كانوا في حلق الحفظ واماكن القراءة وقراءتهم للقرآن ان يوفقهم اجمعين لان يكونوا من اهل القرآن حقا وصدقا. وان يوفقهم التحلي اداب اداب القرآن واخلاقه العظيمة وان يجعل ما حفظوه من القرآن قليلا كان او كثير حجة لهم لا عليهم. وان ينفعهم بما حفظوا من كتاب الله سبحانه وتعالى. وان يرفعه قم بما حفظوا من كتاب الله تبارك وتعالى وان يجعل حفظهم للقرآن عزا لهم ورفعة. وعلو درجة وان الهم اجمعين ممن يقال له يوم القيامة اقرأ وارقى. فان منزلتك عند اخر اية تقرأها. ان يجعل ما تعلموه من كتاب الله حجة لهم لا عليهم نسأل الله عز وجل لنا اجمعين ولابنائنا وابناء التوفيق لذلك والتوفيق لكل ما يحبه الله. ويرضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال. وان يعيد من سيء الاخلاق ورديئها وسفسافها. قال رحمه الله تعالى فينبغي لمن بس يقرأ المسلمين ان يتأدب باداب القرآن. يقتضي ثوابه من الله. يتأدب باداب القرآن ويقتضي ان يطلب وينشد ثواب ذلك من الله سبحانه وتعالى يستغني بالقرآن عن كل احد من الخلق. متواضع في نفسه ليكون رفيعا عند الله عز وجل ثم ختم هذا الباب بهذا الاثر عن ايوب السخطيان رحمه الله قال ينبغي للعالم ان يضع الرماد على رأسه تواضعا لله عز وجل. تواضعا لله عز وجل. والاثر مر معنا في كتاب اخلاق العلماء للاجر بالاسناد نفسه صفحة سبعة وعشرين ومر هناك التعليق عليه. وان الاقرب في المعنى والله تعالى اعلم ليس وظع الرماد ذاته على الرأس وانما تحقيق التواضع تكميل التواضع وتتميمه من جميع اه الوجوه لا ان المراد وضع الرماد ذات او ذر الرماد او التراب على الرأس. وان كان هذا هو المراد فان فانه يبقى امرا يحتاج الى ان يستدل له. على قاعدة اهل العلم المعروفة كل يستدل لقوله لا به الا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. آآ قبل ان اختم نرجع قليلا لاثر الحسن ومر معنا له نظائر عند قوله رحمه الله عن الصنف الثاني قال فاقام على حروفه وظيع حدوده. يقول انه والله ما اسقط من القرآن حرفا. يعني ان حظ حظه من القرآن انما هو في اقامة الحروف. واهل العلم جاء عنهم نقولات كثيرة في التحذير ممن كانت هذه حاله ومر معنى الاشارة الى شيء منها لكنني اضيف هنا نقلا عظيما عن الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى حول هذا الموضوع يقول رحمه الله وهو يبين حال صاحب القرآن الذي رفيع الدرجات وعالي المنازل يصف حاله فيقول فهو دائم التفكر في معانيه فهو دائم التذكر في معانيه. والتدبر لالفاظه. واستغنائه بمعاني القرآن وحكمه عن غيره من كلام الناس. واذا سمع شيئا من كلام الناس وعلومهم عرظه على القرآن فان شهد له بالتزكية قبله والا رده. وان لم يشهد له بقبول ولا رد وقفه وهمته عاكفة على مراد ربه من كلامه. وهمته عاكفة على مراد ربه من كلامه ولا يجعل همته فيما حجب به اكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن اما بالوسوسة في خروج حروفه. وترقيقها وتفخيمها وامالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك فان هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه يقصد رحمه الله من يستغرق في هذا الباب مع ما يتعلق والمخارج والغنم وتكون همته منصبة لذلك. ان تكون همته منصبة لذلك فانصباب الهمة لهذا الامر يجعل النفس ليست متجهة الى فهم المعاني وعقل الدلالات فيصبح حظ المرء من القرآن انما هو في حدود اقامة الحروف. وبعضهم قد يقيم الحروف بشيء من التكلف. قد يقيم الحروف بشيء من اه التكلف. المذموم فالحاصل ان المرء حتى وان قام اقام الحروف اقامة صحيحة لا تكلف فيها وكان وكان هذا هو حظه من القرآن فهو مذموم. لان القرآن انزل ليعمل به. لا ان يكون حظ المرء منه مجرد اقامة حروفه ومن اقام حروفه اقامة صحيحة مع الفهم والعمل فهذا بلغ علي الرتب ورفيع منازل والماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة كما جاء بذلكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن هذا الماهر بالقرآن الذي هو مع السفرة الكرام البررة ليس المراد به من كانت مهارته في القرآن قاصرة على حروف القرآن دون اقامة لحدوده. وانما المراد بالماهر في القرآن مع الفهم والعمل بكتاب الله تبارك وتعالى. والامام ابن القيم رحمه الله تعالى له وصية مختصرة ونافعة يوصي بها من اراد ان ينتفع بقراءته للقرآن. فيقول رحمه الله اذا اردت الانتفاع بالقرآن قال فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه. فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه والقي سمعك واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه اليه واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه اليه. اي من الله الى العبد. هذه هي جدا نافعة للامام ابن القيم رحمه الله تعالى نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزاد علما واصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم اجمعين امين. يقول ما هي صلاة التسابيح. الصلاة التسابيح صفة اه جاءت في حديث يروى عن النبي صلى الله الله عليه وسلم وصفتها تختلف فيها اختلاف عن الصلاة في ما يقرأ فيها وعدد ما فيقرأ وما يكون ايضا في اه الركوع والسجود وجاء فيها حديث يرفع الى النبي صلى الله عليه وسلم لكن الصحيح كما بين آآ غير واحد من مشايخنا وعلمائنا انه غير ثابت عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فلا تكونوا الصفة التي جاءت في ذلك الحديث مشروعة نعم. يقول كيف للموظف الذي يرغب الاعتكاف ان يجمع بين الوظيفة والاعتكاف اذا كان عنده وظيفة ولا يتمكن من الحصول على اجازة مدة الاعتكاف فانه يكثر من الجلوس في المسجد في الوقت الزائد عن مدة الدوام والعمل يكثر من الجلوس في المسجد. وهو على خير عظيم. وان تيسر له ان يأخذ اه اجازة ويعتكف فهذا لا شك انه اكمل وان لم يتيسر فانه يؤدي وظيفته كاملة وما زاد من الوقت يلازم فيه المسجد نعم. يقول هل المواقف السفلية للسيارات تعتبر من الحرم فيمكن للمعتكف ان يقضي فيها شيئا من الوقت؟ لا ليست من الحرام المواقف خارج الحرم ومن نزل الى المواقف ثم عاد لابد ان يصلي تحية المسجد لانه خرج من الحرم. في المواقف السفلية ليست من الحرم لكن المعتكف اذا احتاج ان ينزل اه اليها لاخذ ثوب من سيارته او طعام فيها او ليأكل طعاما في المواقف في حدود مدة اكل الطعام ويرجع فانه لا حرج عليه في ذلك. لا حرج عليه لذلك نعم. يقول اه يوجد بعض الناس من لا يأكل مما يقدم هنا في المسجد افطار الصائمين ويقول بانه لا يأكل الصدقة. فهل هذا الاشياء التي تقدم من الصدقة التي ينبغي التنزه عنها الذي يظهر والله تعالى اعلم انها لم لم تقدم من باب الصدقة وانما من باب تفطير الصائم وهي تقدم للغني والفقير فقير يعني ليست مخصصة صدقة للفقراء وانما هي من باب تفطير اه الصائم واذا كان عنده آآ يسار جاء بشيء من الطعام من تمر او نحوه وشارك تقديمه واطعم وطعم من طعام اخوانه. فهذا حسن وطيب ان اكل فلا حرج لان هذه آآ تفطير للصائم قدمه من قدمه يرجو ثواب الله سبحانه وتعالى. نعم لو اهدى رجل لمدرس يحفظ اولاده القرآن وابتغى بهذه الهدية وجه الله عز وجل هل في هذا شيء؟ لا ليس في ذلك بأس. ولو ايضا خصص له مرتبا معينا يقضي به اه حاجاته ومصالحه او اهدى له او كافأه على احسانه او نحو ذلك هذا كله لا حرج فيه. نعم يقول حين يعتمر الشخص بدلا عن ميت فمتى يذكر اسمه؟ آآ تعيد لي السؤال الاول المدرس آآ خاص والا مدرس لو اهدى رجل لمدرس يحفظ اولاده القرآن. نعم يعني مدرس خاص نعم. متى اه يقول حين يعتبر الشخص بدلا عن ميت. فمتى يذكر اسمه من اراد ان ان يعتمر عن الميت فان فان ذكره لاسمه عند عقد النية في الميقات ولا يكرر ذلك عند الطواف او السعي او نحو ذلك وانما يذكر اسمه عند عقد النية في الميقات لبيك اللهم عمرة عن فلان ابن فلان او لبيك اللهم حجا عن فلان ابن فلان نعم. يقول اه اه من يقول مدد يا رسول الله ما حكم هذا القول منه؟ هذا القول شرك بالله ودعاء لغير الله سبحانه وتعالى. لان طلب المدد لا يكون الا من الله لا يكون الا من الله. فالله سبحانه وتعالى هو الممد. الممد هو الله سبحانه وتعالى اني ممدكم فالممد هو الله والمدد لا يطلب الا من الله سبحانه وتعالى. النبي صلى الله عليه وسلم يطلب المدد من الله يطلب المدد من الله وهو القائل صلوات الله وسلامه عليه اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء كتبه الله عليه. فطلب المدد من غير الله من النبي او من الاولياء او المقبورين او غير ذلك هذا كله من الشرك الاكبر الناقل من الملة. والله سبحانه وتعالى يقول ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. ويقول قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا السؤال والطلب طلب المدد طلب العون طلب الشفاء هذا كله لا يكون الا من الله سبحانه وتعالى اياك نعبد واياك نستعين. والمصيبة في بعض الناس انه يقرأ الايات من القرآن يعني ربما تجده قرأ قبل قليل اياك نعبد واياك نستعين ثم اذا رفع يديه قال مدد يا رسول الله او مدد يا فلان اين اياك نعبد واياك نستعين اين اياك نعبد واياك نستعين اذا كان يتوجه في طلب المدد وطلب العون من غير من غير الله سبحانه وتعالى فالدعاء عبادة الدعاء عبادة بل قال عليه الصلاة والسلام الدعاء هو العبادة. وتلا قول الله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. فمن دعا غير الله فقد عبد غير الله وهذا شرك اكبر ناقل من اه الملة. ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا قينما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في اننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد. واله وصحبه. جزاكم الله وهو خير