بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول امام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى في كتابه اخلاق حملة القرآن باب في حسن الصوت بالقرآن. قال اخبرنا الفريابي قال حدثنا صفوان بن صالح قال حدثنا محمد ابن شعيب قال اخبرنا الاوزاعي عن اسماعيل ابن عبيد الله انه حدثه عن فضالة ابن عبيد رضي الله الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله اشد اذنا الى الرجل الحسن الصوت قرآن من صاحب القينة الى القينة. قال الاوزاعي يعني اذنا استماعا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله رسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم يا ربنا علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم يا ربنا اجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا. اما بعد فهذا الباب الذي ختم به او ختم به المصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى كتابه اخلاق اخلاق حملة القرآن قال باب في حصن الصوت. بالقرآن. حسن الصوت بالقرآن. والمراد بحسن الصوت اي تزيين الصوت وتحسينه وتجميله في تلاوة المرء للقرآن كريم ويكون المراد بهذا التحسين والتزيين للصوت بالقرآن التقرب الى الله سبحانه وتعالى لانه آآ تقرب اليه بتلاوة كلامه. لانه تقرب اليه سبحانه وتعالى بتلاوة كلامه. ومن يتقرب الى الله عز وجل بهذه القربة العظيمة فان عليه ان يكون ان تكون قراءته للقرآن دينه لايات القرآن باحسن ما يكون عنده من صوت يحسن صوته تحسينا بمقتضى طبيعته دون خروج عن حد الاعتدال الى تكلف مذموم. وانما يحسن صوته جمل صوته بالقرآن ولا يخرج به عن حد الاعتدال. الى التكلف ولهذا مما ينقل عن الامام احمد رحمه الله تعالى ان سائلا سأله عن التكلف في القراءة بالخروج عن الحد قال له ما اسمك؟ قال للسائل ما اسمك؟ قال اسمي محمد قال ما رأيك لو ان من يناديك يقول لك يا محمد يا محمد يعني يزيد مدودا او نحو ذلك خارجة عن حد الطبيعة وحد الاعتدال فالشاهد ان التكلف مذموم والمراد بتزيين الصوت وتحسينه بالقرآن الكريم ان يكون ذلك في حدود الطبيعة طبيعة كل انسان وصوته. لا ان يتكلف لا ان يتكلف صوتا مثلا ليس بصوته او يتكلف امورا في الحروف والغنن او نحو ذلك خارجا عن حد الاعتدال وعن الضوابط المعروفة عند اه اهل العلم رحمهم الله تعالى فان من فعل ذلك خرج بالتحسين الى التكلف الذي خرج عن التحسين تحسين الصوت بالقرآن الى التكلف الذي ذمه آآ اهل العلم رحمهم الله تعالى. فهذا الباب في بيان آآ في بيان ما يتعلق بحسن الصوت بالقرآن. اورد حديث فضالة ابن عبيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله اشد اذنا الى الرجل حسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة الى القينة. لله اشد اذنا اي استماعا. لان الاذان هو ومنه قوله تعالى واذنت لربها وحقت اذنت استمعت لربها وحقت اي حق لها ان تستمع اذنت اي استمعت قوله في الحديث ان الله اشد اذنا في معنى قال الاوزاعي اذنا اي استماعا. فالاذن هو الاستماع لله اشد اذنا اي اشد استماعا الى الرجل الحسن الصوت بالقرآن فهذا فيه حث على تحسين الصوت بالقرآن. وتجميل الصوت بالقرآن تقربا الى الى الله سبحانه وتعالى. ومما يعين العبد على تحقيق هذا المطلب ان يستحضر كل مرة يتلو فيها كلام الله ان الله يسمع تلاوته. ان الرب العظيم سبحانه وتعالى الذي تكلم بهذا الكلام يسمع تلاوة عبده ولهذا في صحيح مسلم يقول الله سبحانه وتعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين. فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي. يسمع الله تلاوته قال حمدني عبدي فاذا قال الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي فاذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي وفي رواية فوض الي عبدي الى تمام الحديث فيستحظر العبد ان الله سبحانه وتعالى يسمع تلاوته فيحسن صوته تقربا الى الله اما اذا كان تحسين الصوت للمراءات وطلب محمدة الناس وثنائهم وان مثلا صوت فلان احسن من صوت فلان والمفاخرة ونحو ذلك فهذا كله مما مما يذم ولا يحمد وانما تحسين الصوت يكون تقربا الى الله سبحانه وتعالى يحسن صوته على وجه التقرب على وجه التقرب الى الله عز وجل. ولا ينافي التقرب الى الله عندما يصلي بالناس ويعتني بتحسين صوته من اجل ان ينتفع هو والناس بالتلاوة. ويحصل التأثر لان حسن الصوت بالقرآن معين للعبد على حسن التأمل والتدبر لكلام الله سبحانه وتعالى. فاذا فعل ذلك فانه ايضا يدخل في باب القرب لكن ان ان ان انتقل عن هذا المقصد الى المفاخرة والرياء والسمعة والشهرة وغير ذلك من المقاصد التي الله سبحانه وتعالى عليم بها مطلع على قلوب اهلها واصحابها فهذا ينتقل به الامر الى آآ الحد الذي جاءت الشريعة والتحذير منه. قال لله اشد اذنا الى الرجل الحسن الصوت بالقرآن. من صاحب الى القينة. القينة الجارية اه المغنية التي تغني بين يدي صاحبها يكون صوت لها صوت جميل او نحو ذلك. يسمع لها قال لله اشد اذنا اي اشد استماعا. اشد اه جماعا وهذا فيه اثبات فالسمع صفة لله في اثبات السمع صفة لله قال الله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما فالسمع صفة ثابتة لله والله سبحانه وتعالى متصف بسمع وسع الاصوات كلها دعاء الاصوات كلها. ولهذا لو ان الناس اجمعين. من اولهم الى اخرهم. بل الانس والجن. اجتمعوا كلهم في صعيد واحد وكل تكلم بحاجته وكل تكلم بلغته ولهجته لسمعهم رب العالمين دون ان يختلط عليه صوت بصوت او لغة بلغة او حاجة بحاجة ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها في قصة المجادلة قالت سبحان من وسع سمعه الاصوات سبحان من وسع سمعه الاصوات والتالون لكلام الله في المساجد وفي بيوت الله في انحاء الدنيا كل واحد منهم رب العالمين يسمعه كل واحد منهم يسمع تلاوته جل وعلا. كل ما كان آآ كل ما كانت التلاوة اجود واحسن صوتا واداء واعظم تقربا الى الله سبحانه وتعالى فهذا امكن في هذا الامر كما هو الحديث لله اشد لله اشد اذنا الى الرجل الحسن الصوت بالقرآن ام من صاحب القينة الى القينة؟ آآ الاسناد هنا اسماعيل بن عبيد الله آآ يروي عن فضالة رضي الله عنه. وهذا فيه انقطاع بين اسماعيل وفضالة. وجاء في بعض المصادر بذكر واسطة بينهما ميسرة مولى فضالة. عن اسماعيل بن عبيد الله عن ميسرة مولى فضالة عن فضالة ابن عبيد ولكن ميسرة هذا لا يعرف. في الطريق الاول في الانقطاع والثاني فيه اه جهالة ميسرة نعم قال واخبرنا الفريابي قال حدثنا ابو قدامة وعمرو بن علي قال حدثنا يحيى ابن سعيد عن شعبة قال حدثني طلحة بن مصرف عن عبدالرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب رضي الله عنهما عن رسوله الله صلى الله عليه وسلم قال زينوا القرآن باصواتكم. قال آآ اورد رحمه الله حديث البراء ابن عازب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال زينوا القرآن اصواتكم والحديث رواه الامام احمد وابو داود في السنن هو حديث صحيح ورواه الحاكم ايضا وزاد فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا وازدياده حسنا لا في نفسه. وانما في سماع السامع اهو انما في سماع السامع له. وانت ترى من نفسك اذا قرأ فمرء قراءة ضعيفة قراءة ضعيفة تجد ان قراءته لا تعينك على التدبر والانصات واذا قرأ اخر قراءة متقنة صحيحة مرتلا للقرآن ترتيلا مبينا له تبيينا في مخارجه وادائه وصوته فهذا يعين على ذلك. ولهذا جاء وفي هذه الرواية عند الحاكم قال فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا. يزيد القرآن حسنا والمراد بزيادة الحسن هنا اي في سماعه المستمع للقرآن الكريم في سماع المستمع القرآن الكريم يزداد حسنا كونوا هذا آآ اعون له في التدبر لكلام الله والتفكر في معانيه ودلالاته قال زينوا القرآن باصواتكم. زينوا القرآن باصواتكم. مر الاشارة الى ان التزيين للقرآن بالصوت ينبغي ان يكون في حدود طبيعة صوت الانسان لا ان يخرج بذلك عن الاعتدال الى التكلف الى التكلف فان هذا مما يذم. ولهذا قسم العلماء رحمهم الله تعالى قسموا التزيين للصوت الى قسمين. قسم في حدود ما اقتضته الطبيعة. طبيعة كل انسان به من غير تكلف. والقسم الاخر ما كان صناعة من الصنائع ليس في الطبع ما يسمح به بل لا يحصل الا بتكلف بل لا يحصل الا بتكلف. فالاول محمود والثاني مذموم الاول محمود والثاني مذموم. مطلوب ان يزين المرء صوته بالقرآن الكريم. لكن لا يخرج عن حد آآ الاعتدال الى ان يتكلف مثل ان يتكلف صوتا ليس صوته. يعني مثلا احد القراء صوته رخيم الصوت ايه بالقرآن رحيم. واخر صوته ليس مثله. فيحاول ان يحاكيه ويقلد صوته. يقلد نظرة الصوت فمثل هذا ذمه السلف. مثل هذا ذمه السلف الذي يعرف بتقليد القراء يعني حتى ان بعضهم يعني في في صلاته يعني يقولون اليوم صلى بنا بصوت فلان. وامس صلى بنا بصوت ويطلبون منه اليوم نريد ان تصلي بنا بصوت فلان. وتصبح كلها تقليد وتكلف. هذا مذموم ولا يعرف احد عن اه عن احد من السلف رحمهم الله تعالى انهم فعلوا ذلك. ولم ينقل عنهم مثل هذا وانما كل يقرأ بالصوت الذي اعطاه الله سبحانه وتعالى. اما القراء كل وحنجرته التي اعطاه الله اياها وكل مخارجه و يتفاوتون في ذلك فلا يذهب الانسان بصوته الى صوت يقلد فيه هذا تارة ويقلد فيه هذا تارة هذا مما آآ ذمه سلف رحمهم الله تعالى الشيخ الجليل رحمه الله بكر ابو زيد رحمه الله له رسالة اسماها بدع القراء. في القديم والحديث. بدع القراء. في القديمة معاصرة هذا عنوان كتابة وهو كتاب جدير بان يقف عليه القراء حتى يحذروا من تلك البدع ومما حذر منه هذا التقليد لاصوات القراء ومما قال رحمه الله لا يرى حرفا واحدا في اننا الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم بمحاكاة حسن الصوت. تسنن الصحابة بمحاكاة حسن في صوته بالقرآن ولو كان ذلك واقعا لنقل ولو كان ذلك واقعا لنقل فالشاهد ان مثل هذا التقليل يسمع معروف عن الصحابة و التابعين ومن اتبعهم باحسان وانما هذا شيء من التكلفات التي جاءت في ازمنة من متأخرة فتزيين الصوت بالقرآن يكون كل وما اتاه الله سبحانه وتعالى من صوت ويجتهد في تجميل صوته وتحسينه بالقرآن الكريم دون تكلف نعم. قال حدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال حدثنا صالح بن احمد بن حنبل عن ابيه قال قلت له قوله صلى الله عليه وسلم زينوا القرآن باصواتكم ما معناه قال التزين ان يحسنه. ثم اورد هذا الاثر عن صالح بن احمد بن حنبل يسأل والده عن معنى هذا الحديث زينوا القرآن باصواتكم. فقال احمد رحمه الله التزين ان يحسنه. تزين ان صوته بالقرآن هو ان يحسن صوته ان يجمل صوته بالقرآن. والمراد بالتحسين والتجميل اي في حدود الطبيعة بدون تكلف نعم. قال محمد بن الحسين رحمه الله ينبغي لمن رزقه الله حسن الصوت بالقرآن ان يعلم نعم ان يعلم ان الله. ان يعلم ان الله قد خصه بخير عظيم فليعرف قدر ما خصه الله به وليقرأ لله لا للمخلوقين. وليحذر من الميل الى ان يستمع منه ليحظى به عند السامعين رغبة في الدنيا والميل الى حسن الثناء والجاه عند ابناء والصلاة عند الملوك دون الصلاة بعوام الناس. فمن مالت نفسه الى ما نهيته عنه خفت وان يكون حسن صوته فتنة عليه. وانما ينفعه حسن صوته اذا خشي الله عز وجل في السر علانية وكان مراده ان ان يستمع منه القرآن لينبه اهل الغفلة عن غفلتهم. فيرغب فيما رغبهم الله عز وجل وينتهوا عما نهاهم. فمن كانت هذه صفته انتفع بحسن صوته وانتفع به الناس قال رحمه الله ينبغي لمن رزقه الله حسن الصوت بالقرآن. ان الم ان الله قد خصه بخير عظيم. ان الله قد خصه بخير عظيم. وهذا يتعلق بامر سبق ان اشار اليه اشارة جميلة جدا ووقفنا عنده وقفة وهو ما سماه رحمه الله بعلم النعم ما سماه بعلم النعم فمن اتاه الله حسن صوت بالقرآن فليستحضر هذا الفضل وهذه النعمة اولا نعمة ان له صوت يوجد ناس ما عنده صوت يوجد ناس ما عنده صوت ابكم اتكلم فالله اعطاه صوت فيستحضر هذه النعمة ان الله من عليه بصوت اخرين لا صوت لهم اصلا لا صوت لهم اصلا ثم زادك سبحانه وتعالى في النعمة ان صوتك صوتا حسنا جميلا. فهذه نعمة اخرى. فهذا علم النعم علم شريف جدا اذا غاب عن ذهن الانسان خرج الى الغرور والى العجب والى امور ما تحمد. لكن اذا استحضر هذا العلم علم النعم اولا له صوت ميز بانه متكلم وايضا ميزه بان مثلا كلامه سليم بعض الناس نعم متكلم لكن في لسانه شيء من اللدغة او شيء من الاعوجاج في لسانه او عدم القدرة على اخراج مثلا بعض الكلمات او بعض الاحرف اولا الصوت وثانيا سلامة الصوت وثالثا حسن الصوت هذي نعم. اذا اجتمعت العبد عليه ان يشكر المنعم ويعرف لله فضله ومنه سبحانه وتعالى ولا والا يغتر بهذا الصوت. بل يحمد الله عليه. ويحرص على ان يكون هذا الصوت الطيب قربة يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى. بعض الناس اعطاه الله صوت جميل. لكن ضيعه في اعوذ بالله اعطاه الله صوتا جميلا فظيعه في الغنى فتن الناس فتن الناس بالغنى والتغني امور واذهب صوته اذهب صوته فيما حرمه الله سبحانه وتعالى عليه ومن ناس من طريقنا هو الحديث ضيعه في ذلك وهذا والله الحرمان. والتضييع للنعمة نعمة المنان سبحانه وتعالى فيما يسخطه ويغضبه جل في علاه. ومن اعظم النعم على العبد اذا اوتي صوتا حسنا ان يحسن التقرب الى الله به بتلاوة كلامه. بتلاوة كلامه وان يزين صوته بالقرآن كما جاء في الحديث المتقدم قال ان يعلم ان الله قد خصه بخير عظيم. قد خصه بخير عظيم متى الصوت وسلامة الصوت وحسنه؟ ثلاثة امور خصه بخير عظيم فليعرف قدر ما خصه الله به وهذا هذه المعرفة بوابة الشكر. مثل ما جاء في حديث اه اه اه سيد الاستغفار قال وابوء بنعمتك اي اعترف واقر. فالاعتراف بالنعمة هو بوابة الشكر لي المنعم سبحانه وتعالى. قال فليعرف قدر ما خصه الله به. اي من نعمة عظيمة بهذا الصوت الحسن جميل وليقرأ لله لا للمخلوقين وليقرأ لله اي ليرتل القرآن وليزين صوته القرآن لله اي متقربا اليه وحده جل وعلا وليقرأ لله لا للمخلوقين. وليحذر من الميل الى ان يستمع منه ليحظى به عند السامعين. ليحظى به عند السامعين رغبة في الدنيا والميل الى حسن الثناء والجاه عند ابناء الدنيا والصلاة عند الملوك دون الصلاة بعوام الناس. فهذا خرج عن باب التقرب الى الله سبحانه وتعالى الى باب المراءات والسمعة. المراة والسمعة محبطة للعمل مبطلة له والله سبحانه وتعالى لا يقبل عمل العامل الا اذا قصد به وجه الله كما في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه. قال رحمه الله تعالى فمن مالت نفسه الى ما نهيته عنه. اي من الميل بالقراءة الى او النظر الى الثناء الناس والسمعة والشهرة وما الى ذلك من مالت نفسه الى ما نهيته عنه خفت ان يكون حسن صوته فتنة. ان يكون حسن فتنة فتنة لا هو فتنة ايضا للاخرين. وانما ينفعه حسن صوته اذا خشي الله في السر والعلانية. اذا خشي الله اذا كان من اهل الخشية فانه فعلا ينتفع هو بحسن صوته انتبه ايضا الاخرين بذلك. وسيأتي من الاثار ما يدل على هذا المعنى. قال وكان مراده ان منه القرآن لينبه اهل الغفلة عن غفلتهم. وهذا ايضا من القرب يصلي بالناس اماما يزين صوته راجما من الله ان ينتفع ما وراءه بهذه القراءة. ولهذا كم من كم من انسان تاب الى الله سبحانه وتعالى من ذنب كان يمارسه بقراءة سمعها من امام فاضل امام الخير سمعها فوقعت الاية موقعها من قلبه اقبل الى الله واناب اليه سبحانه وتعالى حتى ان بعض الناس يذكر من نفسه انه كان تاركا للصلاة بامور الدين ويوما من الايام مر بجوار مسجد والصلاة قائمة وهو تارك لها فاستمع الى اية وهو مار. فوقعت موقعها في قلبه فكانت سبب هدايته. وهذا حصل لبعض الناس فالحاصل ان ان هذه ايضا نية طيبة يتقرب الى الله ويزين صوته لعل الله سبحانه وتعالى ينفع الناس من وراءه تدبر وانصاتا وخشوعا وتأثرا القرآن. ومن هذا القبيل قول ابو موسى الاشعري لان لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم كان يستمع قال لو كنت اعلم لحبرته لك تحذيرا لحبرته لان تحذير القرآن بهذا القصد يعني لمزيد التدبر والتأمل في معاني القرآن ونحو ذلك هذا امر يحمد للقارئ ولا يذم وانما الذي يذم اذا خرج الى اه اه طلب الشهرة والسمعة والرياء والله عليم بالمقاصد والنيات قال وكان مراده ان يستمع منه القرآن لينبه اهل الغفلة عن غفلتهم فيرغب فيما رغبهم الله عز وجل عما نهاهم. فمن كانت هذه صفته انتفع اي هو بحسن صوته وانتفع به الناس. نعم قال حدثنا عمر ابن ايوب السقطي قال حدثنا عبيد الله ابن عمر القواريري قال حدثنا عبد الله ابن جعفر قال حدثنا ابراهيم عن ابي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان احسن الناس صوتا الذي اذا سمعته يقرأ حسبته يخشى الله عز وجل. نعم. قال حدثنا بي قال حدثنا محمد بن الحسن البلخي قال حدثنا ابن المبارك قال اخبرنا يونس ابن يزيد عن الزهري قال بلى غنى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من احسن الناس صوتا بالقرآن من اذا سمعته اريت انه يخشى الله. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث ان رسول الله اي صلى الله عليه وسلم قال ان احسن الناس صوتا اي بالقرآن الذي اذا سمعته يقرأ حسب يخشى الله عز وجل وفي الرواية الاخرى قال من من احسن الناس صوتا بالقرآن من اذا سمعته يقرأ اريت بمعنى انا حاسبت وظننت انه يخشى الله انه يخشى الله. وتوصف مثل هذه القراءة بانها قراءة خاشعة توصف بانها قراءة قراءة خاشعة. ومن يستمع اليها يحس فيها بخشوع اه التالي ويكون لها اثرها على السامع خشوعا ايضا. يكون لها اثرها على السامع خشوعا. ومما جاء في هذا المعنى عن طاووس قال احسن الناس صوتا اخشاهم لله. لانه كلما كان اكثر خشية كان هذا اكثر اه اثرا على قراءته. كل ما كان اكثر خشية لله كل ما كان هذا اكثر اثرا على قراءته من حيث من حيث آآ خشوعه وتأثره بالقرآن مما ينتفع هو به وينتفع به من يستمع الى اه الى تلاوته. وتجده وهو يتلو يعيش مع معاني الايات. يعني من الناس من يقرأ ولكنه يزين صوته بالقرآن غير ملتفت اصلا المعاني و الدلالات غير ملتفت ومن ومن حوله ومن حوله ايضا ينتبهون فقط للصوت مثل ما يذكر يعني احيانا بعض القراء يجلس امامه حاشية ويقرع امامهم بصوت اما في مسجد او في غيره ثم اذا رفع صوته باية معينة مثلا يكبرون ويقول الله او نحو ذلك. ولا ولا يتدبرون في المعنى وانما يعيشون مع نبرات الصوت ارتفاعا وانخفاضا. فيذكرون ان احدهم قرأ في سورة البقرة آآ قرأ اه في الاية يتعلق اه اه النمرود واذ قال ابراهيم اه لم تر الى الذي حاج ابراهيم الم ترى الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت وهو يقرأ ووصل الى قوله قال انا احيي واميت وجاء بها بالصوت عالي قوي يهز الحاضرين. قال انا احيي واميت. فرفع عدد من الحاضرين صوتهم قالوا قادر استغفر قادر ما اصلا ما نظروا للمعنى ما وانما هذي انا احيي واميت بصوت قوي فقالوا قادر مثل هؤلاء ما ليسوا لا التالي السامع ليسوا مع المعاني اصلا وانما الصوت يرفع ويخفض وكذا مراعاة للنبرات فقط بخلاف الخاشعة بخلاف القراءة الخاشعة المتدبرة اذا وصل ايات العقوبة العذاب ايات السخط اذا وصل ايظا الايات التي فيها النعيم والثواب اذا وصل الايات اللي هي الثناء على الرب والتمجيد والتعظيم وذكر اسم وصفاته سبحانه وتعالى احسن الناس صوتا بالقرآن اخشاهم لله. احسن ناس صوتا يقول طاووس بالقرآن اخشاهم لله وهذا في معنى هذا الحديث. احسن الناس صوتا الذي اذا سمعته يقرأ حسبته هو يخشى الله عز وجل حسبته او اريته يخشى الله سبحانه وتعالى. وهذا الحديث ساقه من طريقين الاول طريقة موصولة ولكن الاسناد ضعيف والثانية مرسلة عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا مرسل والطريق الاول فيه عبد الله بن جعفر ظعيف وشيخ ابراهيم وابن اسماعيل ظعيف وفيه ايظا عنعنة آآ ابي الزبير الاسناد ضعيف لكن آآ قواه بعض اهل العلم بالشواهد له شاهد من حديث ابن عباس ومن حديث عائشة ومن حديث ابن عمر وله بعض الشواهد المرسلة مثل هذا الذي عن الزهري نعم. قال محمد ابن الحسين رحمه الله واكره القراءة بالالحان والاصوات المعمولة المطربة. فانها مكروهة عند كثير من العلماء مثل يزيد ابن هارون والاصمعي واحمد ابن حنبل وابي عبيد القاسم ابن سلام. نعم الواو زايدة هذي. وسفيان بن عيينة وغير واحد من العلماء ويأمرون قارئ اذا قرأ ان يتحزن ويتباكى ويخشع بقلبه. ثم قال رحمه الله تعالى القراءة بالالحان والاصوات المعمولة المطربة. المعمولة المتكلفة. معمولة ان يعملها عن تكلف يعملها صاحبها عن التكلم. والمظربة التي تقوم على الالحان وعلى الطرب والتطريب فهذا ذمه السلف ذمه السلف رحمهم الله تعالى وسمى عددا من ائمة السلف انهم كانوا يكرهون ذلك ويأمرون القارئ اذا قرأ ان يتحزم ان يتحزن يعني يقرأ بحزن بخشوع ويتباكى ويخشع بقلبه. ويخشع بقلبه. والخشوع بالقلب هو اهم ما يكون في هذا الباب. الخشوع بالقلب هو اهم ما يكون في في في هذا الباب. وهو مبني على قوة الخشية. خشية القلب لله سبحانه وتعالى. وهذا يعيد الى المعنى السابق ان احسن الناس صوتا بالقرآن اه اكثرهم او اخشاهم اخشاهم لله عز وجل ومثل هذا الصوت القائم على خشية قلب من صاحبه لله هو الذي يحرك القلوب هو الذي يحرك القلوب ويحرك فيها حسن الانتفاع المعاني ويعين على التدبر للدلالات والتفكر في معاني آآ كلام الله سبحانه وتعالى. وقوله اكره القراءة بالالحان بالالحان ونقله عن عدد من السلف كراهيتهم لذلك وذمهم له. هذا فيه ايضا اه ما استجد في الازمنة المتأخرة ما استجد في الازمنة المتأخرة بما يسمى علم المقامات. ما يسمى علم اه المقامات. وهذا العلم علم مستحدث لا وجود له في الصدر الاول عند الصحابة والتابعين لهم باحسان وكان الصحابة من اتبعهم باحسان احسن الناس اداء القرآن واحسن الناس ايضا نداء بالاذان. وما كان هذا العلم له اي وجود عندهم ولا له اي ذكر عندهم لكن لكن هذا العلم علم مستحدث. علم حدث في الازمنة هذه المتأخرة. واين حدث؟ اين ولد هذا العلم اين ولد هذا العلم في اي محضن؟ اين نشأ؟ علم المقامات هذا نشأ في دور والموسيقى. هذا العلم نشأ في دور الفن والموسيقى نشأ فيها. ويقسمون هذه المقامات الى حسب البلدان التي اه تميل الى نوع معين من الطرب او الموسيقى او نحو ذلك ولهذا يقال مقامه مقامه فمثلا بغدادية مقامه مثلا كذا بحسب البلدان التي اه نشأت فيها تلك المقامات. المصيبة ان تلك المقامات وهي طريقة معينة في رفع الصوت وخفضه ونبرة الصوت الى اخره استجلبها بعضهم الى اه الى القراءة قراءة القرآن والى الاذان والى الاذان. صار هذا العلم يعني يحاول البعض ان يدخله في القراءة وان يدخل ايضا في الاذان وايضا ادخلوه في الدعاء الذي يفعلونه الجماعي المتكلف وهذا كله من البدع. هذا كله من البدع ومن التكلف الذي ذمه السلف وهو وداخل تحت ما اه قرره المصنف هنا بقوله اكره القراءة بالالحان والاصوات المعمولة المطربة مما يدخل تحت قوله ما يسمى بعلم المقامات ما يسمى بعلم المقامات. نعم قال حدثنا في الايابي قال حدثنا الهيثم ابن ايوب الطلق طالق طالقان قال حدثنا الوليد بن مسلم عن ابي رافع اسماعيل ابن رافع قال حدثني ابن ابي مليكة الاحول عن عبدالرحمن ابن السائب قال قدم علينا سعد ابن مالك بعدما كف بصره رضي الله عنه فأتيته مسلما وانتسبني فانتسبت فانتسبت له فقال مرحبا بابن اخي بلغني انك حسن الصوت بالقرآن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان هذا القرآن نزل بحزن. فاذا قرأتموه فابكوا فان لم تبكوا فتباكوا وتغنوا به فمن لم يتغنى به فليس منا. نعم. قال واخبرنا الفريابي قال حدثنا اسماعيل في اخطاء ابن سيف ابن عطاء الرياحي. نعم قال حدثنا عون ابن عمرو اخو رياح القيسي. قال حدثنا سعيد الجريري عن عبد عون ابن عمرو ها؟ عون ابن عمرو نعم. اخو رياح القيسي. نعم. قال حدثنا سعيد الجريري عن عبدالله بن بريدة عن ابيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأوا القرآن انا بحزن فانه نزل بحزن. قيل لابن ابي مليكة فان لم يكن حسن الصوت؟ قال يحسنه استطاع وقال وكيع وابن عيينة من لم يتغنى به يعني يستغني به. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان هذا القرآن نزل بحزن ان هذا القرآن نزل بحزن اي نزل مصحوبا بما يؤثر في قلوب مثل ما سيأتي معنا آآ في قول الله سبحانه وتعالى مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم فنزل هذا القرآن بحزن اي مصحوب بما يجعل قلوب آآ حزينة خائفة خاشعة نزل بحزن فاذا قرأتموه فابكوا. فاذا قرأتموه فابكوا فان لم تبكوا فتباكوا وتغنوا به فمن لم يتغنى به فليس منا. فمن لم يتغنى به فليس من منا والحديث اسناده فيها اسماعيل ابن رافع قال انهى الذهبي ظعيف واه وقال عنه البوصيري ظعيف متروك. فالحديث اسناده ظعيف الاسناد الاخر فيه اسماعيل كاسماعيل ابن سيف اتهم بسرقة الحديث وعون ابن عمرو قال عنه البخاري منكر الحديث مجهول فالحديث ضعيف جدا لكن المسلم مطلوب منه ان يقرأ بالخشوع ومر معنا ان ان الاحسن صوتا بالقرآن الاكثر خشية لله سبحانه وتعالى. قال قيل لابن ابي مليكة فان لم يكن حسن الصوت. ان لم يكن حسن الصوت. قال يحسنه ما استطعت طيب يحسنه ما استطاع لكن دون ان يخرج به الى حد آآ التكلف. وقوله في الحديث المتقدم فمن لم يتغنى به فليس منا هذا اللفظ ثبت في صحيح البخاري قال ليس منا من لم يتغنى بالقرآن ليس منا من لم يتغنى بالقرآن. ونقل عن وكيع وابن عيينة انهما قال في معنى من لم يتغنى به يعني يستغني به. من لم يتغنى به اي يستغني به. وهذا قول قيل في معنى الحديث والقول الاخر وهو وهو الاصوب والصحيح ان معنى يتغنى بالقرآن ان صوته بالقرآن يتغنى بالقرآن ان يزين صوته بالقرآن. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في تعليق منه على هذا الحديث قال وتفسيره عند الاكثرين كالشافعي واحمد بن حنبل وغيرهما هو سين الصوت به لم يتغنى بالقرآن اي اي يحسن ويزين صوته بالقرآن. هذا تفسيره عند الاكثرين كالشافعي واحمد بن حنبل وغيرهما هو تحسين الصوت به. وقد فسره ابن عيينة ووكيع وابو عبيد على الاستغناء به. مثل ما نقل قال فاذا حسن الرجل صوته بالقرآن كما كان السلف يفعلون مثل ابي وسل اشعري وغيره فهذا حسن. واما ما احدث بعدهم من تكلف القراءة على الحان الغنى فهذا ينهى عنه عند جمهور العلماء لانه بدعة. هذا واحد لانه بدعة ولان ذلك فيه تشبيه القرآن بالغنى هذا اثنين ثلاثة ولان ذلك يورث ان يبقى قلب القارئ مصروف الى وزن اللفظ بميزان الغنى. لا يتدبره ولا يعقله. لا يتدبره ولا يعقله ولهذا لما قال القارئ قال انا احيي واميت؟ قالوا قادر. لانه اصلا لا لم يتأملوا معنا ولم يعيش مع المعنى. انظر قول شيخ الاسلام قال يبقى قلب القارئ مصروفا الى وزن اللفظ بميزان الغناء لا دبره ولا يعقله وان يبقى المستمعون يصغون اليه لاجل الصوت الملحن. كما يصغى الى الغنى لا لاجل استماع القرآن وفهمه وتدبره والانتفاع به. وهذا كلام عظيم جدا للامام شيخ الاسلام ابن رحمه الله تعالى نعم. قال وروي او وروى ابو هريرة رضي الله عنه عن النبي الله عليه وسلم انه قال ما اذن الله لشيء ما اذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به وهذا الحديث متفق عليه خرجه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة يقول عليه الصلاة والسلام ما اذن الله لشيء معنى اذن ان يستمع مثل ما مر معنا ما اذن لشيء اي من كلام الناس ما استمع الله لشيء من كلام الناس هذا معنى ما اذن الله لشيء اي ما استمع الله لشيء من كلام الناس ما اذن اي مثل استماعه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به. يتغنى بالقرآن يجهر به. وقوله يجهر به تفسر بالقرآن. وانه ليس المراد كما قال وقيع وابن عيينة ان ان التغني بالقرآن الاستغناء به. وانما التغني القرآن تزيين الصوت مع رفع الصوت. قال يا يتغنى بالقرآن يجهر به. يعني يرفع الصوت او بالقرآن محسنا لصوته زينا لصوته مجملا لصوته وهو يقرأ القرآن نعم. قال محمد بن الحسين رحمه الله واحب لمن قرأ القرآن ان يتحزن عند قراءته. ويتباكى ويخشع قلبه. ويتذكر في الوعد والوعيد ليستجلب بذلك الحزن. الم يسمع الى ما نعت الله عز وجل من هو بهذه الصفة؟ واخبر بفضلهم فقال عز وجل الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله. الاية ثم ذم قوما استمعوا القرآن فلم تخشع له قلوبهم. فقال عز وجل افمن افمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون اولا تبكون وانتم سامدون؟ نعم قال رحمه الله فاحب لمن قرأ القرآن ان يتحزم عند قراءته ويتباكى ويخشع قلبه ويخشع قلبه. يعينه على ذلك قال تذكر في الوعد والوعيد يتذكر في الوعد والوعيد ليستجلب بذلك الحزن يعني يعيش مع معاني ويتأمل في معاني الايات وما القرآن من وعد وعيد وترغيب وترهيب وانذار وتخويف وبشارة ونذارة يتأمل في هذه المعاني ثم ذكر مثالا قال الم يسمع الى ما نعت الله عز وجل من هو بهذه الصفة واخبر بفظلهم لقوله الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تليق تلين جلود مقلوب الى ذكر الله. وهذا موضع الشاهد من الاية. ولا هي مرت معنا في صدر هذا الكتاب اوردها رحمه الله تعالى هناك لكن موضع الشاهد هنا قوله تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم. قوله تقشعر ثم قوله امة لين هذا راج الى اه الايات نفسها ودلالاتها لانه وهو يقرأ يمر بايات فيها التخويف والانذار وذكر النار وذكر السخط وذكر العقوبة فيقشعر الجلد خوفا من الله وخوفا من هذه العقوبات. ثم ينتقل الى ايات فيها ماذا النعيم والرحمة والثواب والانعام الى اخره فتلين آآ الجلود. فراجع هذا الى الترغيب والترهيب في ايات القرآن الرجاء والخوف البشارة والنذارة. وانما يتحقق مثل هذا المعنى بحسن التدبر كلام الله سبحانه وتعالى قال ثم ذم قوما استمعوا القرآن فلم تخشع له قلوبهم. قال افمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وانتم سامدون. اي لاهون غافلون. فذمهم الله سبحانه وتعالى بذلك نعم مثلها قولها في سورة المؤمنون قد كانت اياتي تتلى عليكم كنتم على اعقابكم تنكسون مستكبرين به سامرا تهجرون افلم يتدبروا القول اي انهم لو تدبروا القول لما نكس على الاعقاب ولا ما رجعوا الى الوراء. ولعقلوا عن الله الخطاب فتأثروا بالقرآن وانتفعوا لكنهم تركوا التدبر القول فكان هذا امرهم مما وصفهم الله سبحانه وتعالى به نعم. قال ثم ينبغي لمن قرأ القرآن ان يرتل القرآن. كما قال الله تعالى ورتل القرآن ترتيلا. قيل في التفسير بينه تبيينا واعلم انه اذا رتله وبينه انتفع به من يسمعه منه وانتفع هو لذلك لانه قرأ كما امر قال الله تعالى وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث فقال على تؤدة قال حدثنا ابو محمد يحيى ابن محمد قال حدثنا ابو زياد ابن يحيى قال حدثنا مالك بن شعير قال حدثنا ابن ابي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الاية ورتل القرآن ترتيلا. قال بينه تبيينا. قال حدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال اخبرنا ابو بكر ابن زنجوية قال حدثنا عبد الرزاق قال اخبرنا سفيان عن عبيد المكتب عن مجاهد في قول الله عز وجل وقرآن فرقناه لتقرأه على الناس على مكث قال على تؤدة. قال رحمه الله تعالى ينبغي لمن قرأ ان يرتل القرآن. ينبغي لمن قرأ القرآن ان يرتل القرآن. كما امر الله. قال ورتل القرآن ترتيلا قال نقل في اه تفسير الاية عند السلف رحمهم الله معنى رتل القرآن ترتيلا بينوا تبيينا بحيث تخرج الكلمات بينة واضحة الاحرف تخرج بينة كل حرف يخرج من مخرجه واضحا بينا بينه تبيينا واعلم انه اذا رتله وبينه انتفع به من يسمع منه وانتفع هو بذلك لانه قرأ كما امر. لانه قرأ كما امر كما امره الله. رتل القرآن ترتيلا. فيحصل الانتفاع له وللسامعين قال الله تعالى وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث وتقرأه على الناس على مكث. قرآنا فرقناه. اي نزل مفرقا. او فرقناه فرقانا الحق والباطل لتقرأه على الناس على مكث معنى على مكث اي على تؤدة على مهل لا يهده هذا الشعر ولا ينثره نثر الدقل كما مر معنا وانما يرتله ترتيلا. هذا معنى على مكث اي على تؤدة. ثم روى عن ابن عباس في معنى قوله ورتل القرآن ترتيلا. اي بينوا وتبينا وروى عن مجاهد في معنى قوله وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث قال على تؤدة فمطلوب من المرء ان يقرأ القرآن بالتؤدة بالاناة بالهدوء ويبين الكلمات والاحرف وهذا معنى آآ قراءة القرآن على مكث وهو معنى قراءة القرآن الترتيل ورتل القرآن ترتيلا نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله والقليل من الدرس للقرآن مع الفكر فيه. وتدبره احب الي من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبر ولا تفكر فيه. فظاهر القرآن يدل على ذلك والسنة وقول ائمة المسلمين. قال حدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال اخبرنا الحسن بن محمد الزعفراني قال حدثنا اسماعيل بن علية عن ايوب عن ابي جمرة الضبعي قال قلت لابن عباس رضي الله عنهما اني سريع القراءة اني اقرأ القرآن في ثلاث. قال لان اقرأ لان اقرأ البقرة في ليلة فاتدبرها وارتلها احب الي ان اقرأ كما تقول. قال حدثنا جعفر ايضا. قال حدثنا ابو بكر بنجوية قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا سفيان عن عبيد المكتب قال سئل مجاهد عن رجل قرأ البقرة وال عمران ورجل قرأ البقرة قراءتهما واحدة وركوعهما واحد وسجودهما. ايهما افضل قال الذي قرأ البقرة ثم قرأ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث. نعم. قال رحمه والله تعالى القليل من الدرس للقرآن مع الفكر فيه والتدبر احب احب الي من قراءة الكثير القرآن بغير تدبر ولا تفكر فيه. قليل من الدرس يعني قليل من الايات. من القرآن يقرأها ويتأمل في معانيها ودلالاتها وتدبر مجتهدا في ان يعقل عن الله سبحانه على الخطاب وان ينتفع بما يتلو من كلام الله افضل من ان يقرأ الكثير. حتى لو لم يقرأ الا اية واحدة. حتى لو لم يقرأ والا اية واحدة يرددها يرددها ويفهمها هذا افضل من ان يقرأ مثلا سورة كاملة لا يفهم منها شيئا. ولا يحرص ان يفهم منها شيئا يقول رحمة الله عليه مستشهدا على صحة ما ما قال والصواب ما قال يقول فظاهر القرآن يدل على ذلك والسنة وقول ائمة المسلمين. اما ظاهر القرآن فالايات التي بها الامر بالتدبر واضحة في الدلالة على ذلك افلا يتدبرون هنا القرآن افلا يتدبرون القرآن افلم يتدبروا القول ليتدبروا اياته لعلهم يتفكرون فالقرآن جاء في ايات كثيرة الحث على التدبر وعقل المعاني وفهم الدلالات. وهكذا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة الكرام في المروي عنهم ومما ساق في ذلك هذا الاثر عن ابن عباس ان رجلا آآ آآ ان ابا جمرة الضبعي قال قال له اني اني سريع القراءة اني سريع آآ القراءة اني اقرأ القرآن في بثلاث اني اقرأ القرآن في ثلاث قال لان اقرأ البقرة في ليلة فاتدبرها وارتلها اي احب الي من ان اقرأ كما تقول احب الي من ان اقرأ كما تقول فقراءة سورة واحدة او حتى اية واحدة النبي صلى الله عليه وسلم امضى ليلة واحدة يردد ان تعذبهم فانهم عبادك. يرددها عليه الصلاة حتى اصبح. يقرأ هذه الاية الواحدة فقراءة اية بتدبر لها ولمعانيها خير من ان يقرأ سورة او اكثر بلا تدبر واذا قرأ من آآ سورة او اكثر بالتدبر فهذا لا شك انه افضل لكن المقارنة بين قراءة بلا تدبر مثلا سورة البقرة او قراءة بعض الايات بالتدبر ايهما افضل؟ هذا معنى كلام ابن عباس رضي الله عنهما قال لان اقرأ قرأ في ليلة فاتدبرها وارتلها احب الي ان اقرأ كما تقول. وفي هذا المعنى يقول الامام ابن القيم فقراءة اية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة. قراءة اية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم. وانفع للقلب. وادعى لحصول الايمان وذوق حلاوة القرآن. انتهى كلامه رحمه الله تعالى. ثم اورد المصنف ان مجاهد رحمه الله سئل عن رجل قرأ البقرة وال عمران ورجل قرأ البقرة لكن مدة زمنية للقراءتين في صلاتهما واحدة. وهذا معنى قوله قراءتهما واحدة وركوعهما واحد وسجودهما واحد. يعني كلهم بدأوا في وقت واحد وانتهوا في وقت واحد. المدة الزمنية لصلاة الرجلين واحدة. لكن واحد منهم قرأ في تلك المدة اهل البقرة وال عمران والثاني قرأ البقرة وحدها. سئل عن هذين الرجلين ايهما افضل؟ قال الذي قرأ البقرة ثم قرأ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث مر معنا قوله هو اي مجاهد اي على تؤدى على تؤدة. فالقراءة بالتؤدة والتأني لا شك ان انفع واعون لي العبد على حسن التدبر لكلام الله. نعم. قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى جميع ما قلته لاهل القرآن ان يتخلقوا بجميع ما حدثتهم عليه. من جميع الاخلاق وينزجروا عما كرهته لهم من دناءة الاخلاق والله الموفق لنا ولهم الى سبيل الرشاد بمنه وكرمه انه على كل شيء قدير وبالاجابة جدير. ثم ختم رحمه الله تعالى بهذه الخاتمة وصية منه وهو رجل نحسبه الله حسيبا من الناصحين. ومن الائمة المصلحين ومن الواعظين وما موعظته قائمة على السنة وعلى العناية بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فختم رحمه والله بهذه الوصية حثا لمن وقف على هذا الكتاب ان يعنى بجميع ما تقدم من وصايا اه اداب اخلاق قال جميع ما قلته ينبغي لاهل القرآن ان يتخلقوا بجميع ما حثثتهم عليه من جميع الاخلاق وينزجر عما كرهته لهم من دناة الاخلاق. فختم رحمه الله بهذا الحث. قال والله الموفق لنا ولهم الى سبيل الرشاد بمنه وكرمه انه على كل شيء قدير وبالاجابة جدير. والذي احب اقوله ونحن في خاتمة هذا الكتاب ان هذا الكتاب كتاب عظيم جدا وكتاب مبارك بالفوائد الثمينة والاخلاق العظيمة والاداب الكريمة التي ينبغي ان يعنى بها اهل القرآن وحملة القرآن وان يعنى ايضا تنشئة الابناء والاجيال فى المقارئ واماكن تحفيظ القرآن على هذه الاداب الفاضلة ولهذا ينبغي ان تتظافر الجهود من اهل الفضل والخير واليسار والاحسان بنشر هذا الكتاب تعميمه على الحلقات وعلى المقرئين وفي حلق العلم في انحاء الدنيا يكون هناك تعاون حتى يصل اه هذا الكتاب المبارك وحتى ينتفع اه به من شاء الله سبحانه وتعالى واراد ان ينتفع به من عبادة ولكن لابد من من جهود وتعاون في ايصال ذلك وكذلك مما يوصى به في هذا المقام ان ان هذا الكتاب يتضمن وصايا عظيمة فيمكن ايضا ان تفرد مثل هذه الوصايا او ما اشرت اليه مسبقا ان يختصر الكتاب وان تلخص هذه المضامين المهم ان يكون هناك جهود في نسخ ترى هذا الخير العظيم والفوائد الثمينة التي ضمنها هذا الامام الناصح رحمه الله تعالى كتابه هذا آآ اخلاق حملة آآ القرآن. ونسأل الله الكريم آآ متوسلين اليه باسمائه الحسنى جل في علاه وصفاته اه العليا ان يعظم البركة في هذا الكتاب وان ييسر وصوله الى ابناء المسلمين والى حلق القرآن وطلاب العلم ونسأل الله عز وجل ان ينفع به الجميع وان يجعله باب صلاح وهداية ورشاد وتوفيق ومزيد عناية على بكتاب الله بكتاب الله على اساس صحيح. ونهج قوي مستمدا آآ من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. ونسأل الله الكريم ان يبارك في الحلق المعقودة في بلادنا وخارجها لتحفيظ القرآن الكريم. وان يجعلها مباركة على امة الاسلام وان ييسر اه ان يتخرج فيها من الابناء البررة الاوفياء امتهم العناية بالقرآن والتأدب باداب القرآن والتخلق باخلاقه العظيمة فيكونون نفعا لانفسهم ونفعا لامتهم باذن الله تبارك وتعالى والله سبحانه وتعالى وحده المرجو والمعين نسأله ان يوفقنا اجمعين خير وان يهدينا اه اجمعين اليه صراطا مستقيما انه تبارك وتعالى اه سميع قريب مجيب. اعيد التنبيه ان درس الغد سيكون في كتاب فظل قيام الليل والتهجد للمصنف نفسه رحمه الله تعالى سيقرأ باذن الله سبحانه وتعالى في في مجالس يختم فيها اه الكتاب باذن الله عز وجل. واشرنا بالامس الى ان الكتاب يوزع اه مجانا في قسم الاهداء في المسجد النبوي فلعل الجميع يظفر بنسخته وتكون بيده فان وجود النسخة في اليد وقت الدرس ابلغ في الفائدة وامكن في حصول الانتفاع ونسأل الله الكريم ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين لما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. الهمكم الله الصواب وفقكم للحق. نفعنا الله بما سمعنا غفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين