بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه المنظومة هي لابي اسحاق ابراهيم ابن مسعود البيري الاندلسي فقيه شاعر وشعره غالبه وعامته في الزهديات وواعظ بشعره وعظا مؤثرا نافعا للغاية وهذه المنظومة كتب فيها رحمه الله وصية حافلة بالمعاني العظيمة ولا سيما في باب الحث على العلم والحظ على العناية به وبيان فضل ذلك واهمية اغتنام الاوقات وعدم اضاعتها وحفلت هذه المنظومة بوصايا عظيمة وتوجيهات مسددة من هذا العلم الفقيه رحمه الله تعالى وكان رجلا زاهدا ومتواضعا ويظهر ذلك فيما نقف عليه من مضامين هذه الابيات التي كتبها رحمه الله تعالى نصحا رجل يقال له ابو بكر وقد اشتهر بل كتب على بعض طبعا هذه الوصية او هذه المنظومة ان هذه الوصية لابن له يقال له ابو بكر لولده ولكن هذا ليس بصحيح ليست هذه الوصية لابن للناظم وانما هي لرجل وايضا شاعر كان معاصرا له قد يكون ايضا زامله او رافقه في الصبا في مرحلة الصبا ثم انه في وقت ما هجا هذا الذي يقال له ابو بكر ابا اسحاق الاليبيري اخذ يتكلم عليه ويذمه فكتب له ابو اسحاق هذه الوصية وتجاهل كل ما قاله عنه واغفله واشتغل بمناصحته وتذكيره وهذا من فظله ونبله وجميل خلقه ولا كل احد يحتمل ذلك بل انه قال له انك مهما قلت في نقدي وانتقاصي لن تبلغ ما اعرفه من نفسي من تقصير لن تبلغ ما اعرفه من نفسي من تقصير وهذا ضمنه آآ ابيات هذه المنظومة لكنها قطعا ليست وصية لابنه لابن له يقال يقال له ابو بكر كما هو شائع يعني تأمل في البيت السابع والثمانين وما بعده وهو يقول له ولا تنكر فان الامر جد وليس كما حسبت ولا ظننت ابا بكر كشفت اقل عيبي واكثره ومعظمه سترت فقل ما شئت في من المخازي وضاعفها فانك قد صدقت ومهما عبتني فلفرط علمي اي لشدة علمي بباطنتي كانك قد مدحتها. يعني ما قلت آآ كل ما اعرفه عن نفسي من آآ تقصير وتفريط ثم استمر آآ يوصيه ايضا تأمل قوله له وكنت مع الصبا اهدى سبيلا. فمالك بعد شيبك قد نكثت وكنت مع الصبا اهدى سبيلا هذا ايضا البيت يشعر انه كان يعرفه او على معرفة به منذ الصبا ولا يمكن ابدا ان يكون هذا اه ابنا لابي اسحاق البيري رحمه الله. اذا هذه وصية منه لشخص ربما انه زامله او رافقه في مرحلة الصبا ثم نال ذلك الشخص الذي يقال له ابو بكر من ابي اسحاق الالبيري وتكلم فيه وعابه فلم يلتفت لذلك واشتغل بكتابة هذه الوصية الجامعة واشير الى امر اظنه واحسبه ان الاخلاص والصدق فمررته تبقى وعائدته تستمر تنظر الى شخصين احدهما اخذ يعيب الاخر ويلمزه ويطعن فيه ويعدد معائبه في ابيات كتبها فلم يعرف ولم تعرف ابياته لم يعرف من هو ولم تعرف ابيات والاخر تغافل عن ذلك الطعن واللمز والوقيعة واشتغل بالنصح ديانة تذكيرا وتعليما ونصحا لشخص اقدع في الطعن فيه وعد المعائب وتجرد في المنظومة لم ينضمها ليدافع عن نفسه ولا ولا يبرئ ساحة نفسه وانما نظمها نصحا لذلك الشخص فانظر هذه الثمرة لمثل هذه الطريقة التي تعد في جلائل ابواب النصح ومآثره العظام فبقيت نصيحته نافعة مع مر الاجيال وتوالي الاعوام ويستفيد منها السابق واللاحق فهذا فيما احسب واظن من ثمار الاخلاص والصدق المخلص الصادق ليس له اهتمام بنفسه نبينا عليه الصلاة والسلام كان لا يغضب لنفسه واذا انتهكت حرمات الله لا يقوم لغضبه شيء صلوات الله وسلامه عليه مما مدح الله به المؤمنين المتقين كظم الغيظ والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين فالرجل تغافل عن ذلك كله واشتغل بتحرير ونظم ابيات رائعة جميلة لطيفة في حث هذا الرجل على العلم والاخلاق الفاضلة والاداب الرفيعة واغتنام الاوقات وعظه وعظا مؤثرا ونافعا للغاية والمرجو ان يكون ذاك قد انتفع بهذه الوصية اما عموم نفعها فهذا امر ظاهر عموم نفعها فهذا امر ظاهر آآ فيما حصل من خير عظيم وانتشار واسع لهذه الابيات الحسنة اللطيفة الجامعة وابو بكر رحمه الله توفي في نحو الستين والاربع مئة توفي في نحو ابو اسحاق عفوا توفي في نحو الاربع مئة للهجرة نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الناظم ابو اسحاق البيري رحمه الله تعالى في منظومته في الحث على طلب العلم والتحلي بالاخلاق الفاضلة تفت فؤادك الايام فتا وتنحت جسمك الساعات نحتا وتدعوك المنون دعاء صدق الا يا صاحي انت اريد انت اراك تحب عرسا ذات خدر ابت طلاقها الاكياس بتا تنام الدهر ويحك في غطيط بها حتى اذا مت انتبهت فكم ذا انت مخدوع وحتى متى لا ترعوي عنها وحتى نعم بدأ رحمه الله تعالى هذه المنظومة بتذكير المنصوح بان مرور الايام يترتب عليه ضعف الانسان وضعف قواه الى ان يصل الى المرحلة التي تأتيه فيها منيته ويغادر هذه الحياة فالانسان خلق من ضعف ثم من بعد هذا الضعف قوة ثم من بعد القوة ظعفا فهو بدأ منظومته بالحديث عن هذه المرحلة التي هي مرحلة الضعف والله خلقكم من ظعف ثم جعل من بعد ظعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة فبدأ رحمه الله يتحدث عن هذه المرحلة تفت فؤادك الايام فتا وتنحت جسمك الساعات نحتا تفت ايامك فتش الشيء تكسيره ونحت الشيء تنحت جسمك النحت ينبهه ان مرور الايام وتوالي السنون والاعوام يترتب عليه ضعف الانسان وضعف بنيته وضعف قواه ثم يقول له وتدعوك المنون والمنون المراد بها هنا المنية وتدعوك المنون اي المنية وكانه ينبهه انك في هذه المرحلة لا تدري متى تفجأك المنية ومتى يقدم عليك الاجل وتدعوك المنون دعاء صدق الا يا صاحي ترخيم صاحب اي يا صاحبي انت اريد انت ان يقول له وما يدريك ان المنية قريبة منك ودنت اليك وتقول اريدك انت دون غيرك هل انت مستعد لها؟ هل انت متنبه وهذا فيه المعنى الذي جاء في الحديث اذا كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل قال ابن عمر اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء قال اراك تحب عرسا ذات خدر اراك تحب عرسا ذات خدر ابت طلاقها الاكياس بتا يعني اراك منشغل بهذا الامر عرسا العرس الزوجة ذات خدر يعني البكر التي لا لا تزال في اه خدرها ويضرب بها المثل في الحياء والحسن الادب فيقول اراك آآ مشغولا بهذا الامر وقصد اه العرس التي ذات خدر الذي شغل بها هذا الرجل الدنيا والافتتان بها والانشغال بملهياتها قال ابت طلاقها الاكياس بتة اي الاكياس من الناس وهم الفطناء والكيس هو النبية الفطن في الحديث وفي سنده مقال الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني الكيس هو الفطن وفي الحديث وهو في صحيح مسلم كل شيء بقدر حتى العجز والكيس الكيس هو الفطنة والنباهة فالاكياس هم الفطنا النبها العقلاء اولوا النهى فيقول ابت طلاقها الاكياس بتا اي طلقوها طلاقا باتا والطلاق البات هو الطلاق البائن الذي لا رجعة فيه طلاق البائل الذي لا رجع لا رجعة فيه لانهم ادركوا انها متاع الغرور وانها فانية فلم تغرهم لم تغرهم الحياة الدنيا ولم يغتروا بها فطلقوها طلاقا باتا نظير هذا المعنى ما يروى عن علي بن ابي طالب وقد رواه ابو نعيم في الحلية في ترجمة علي ابن ابي طالب انه قال يا دنيا غري غيري يا دنيا يخاطب الدنيا يا دنيا غري غيري الي تعرضتي ام الي تشوفتي؟ هيهات هيهات غر غيري قد بنتك ثلاثا قد بنتك ثلاثا فعمرك قصير ومجلسك حقير الى اخر ما يروى عنه الشاهد قوله بانتك ثلاثة هذا معنى قول الناظم ابت طلاقها الاكياس بتا اي طلقوها بالثلاث بنتك ثلاثا اي طلقوها بالثلاث فلم تأخذ قلوبهم ولم تسلب البابهم ولم تشغل نفوسهم بل همتهم عالية ومقاصدهم سامية فلم تغرهم هذه الحياة تنام الدهر ويحك في غطيط بها حتى اذا مت او مت انتبهت تنام الدهر ويحك المراد بالنوم اي الاستمرار في الغفلة مراد بالنوم الاستمرار في الغفلة ولهذا تسمى الاستقامة من بعد الغفلة يقظة يسمى يقظة وتعد في منازل السائلين وذكرها ابن القيم رحمه الله في المدارج فالاستقامة والتوبة تعد يقظة وما قبلها يعد نوما فالغافل نائم فيقول تنام الدهر ويحك في غطيط تنام الدهر ويحك في غطيط وويحك هذه كلمة زجر بها اي بهذه الحياة الدنيا والغطيط هو صوت النائم المستغرق في النوم يقال له غطيط ويقال له شخير ويقال له خرير وله اسماء كثيرة كلها حكاية للصوت ويقال له نخير له اسماء كثيرة لهذا الصوت يقول في غطيط بها اي مستغرق في النوم حتى سمع منك ذلك الصوت الدال على استغراقك في النوم ويقصد آآ بالنوم الاستمرار في الغفلة والانكباب على هذه الحياة البقاء على هذه الرقدة رقدة الغفلة تنام الدهر ويحك في غطيط بها حتى اذا مت انتبهت حتى اذا مت انتبهت يعني اذا مت وغادرت هذه الحياة وودعتها انتبهت انك كنت مخطئا والانتباه اذ ذاك لا يفيد الانسان والندامة في ذلك الوقت لا تنفعه وحتى اذا مت انتبهت هذا المعنى روي في حديث حديث رفع الى النبي عليه الصلاة والسلام لكن كما نبه العلماء انه لا اصل له ولا يصح ان ينسب الى النبي عليه الصلاة والسلام الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا وهذا المعنى هو الذي اشار اليه حتى اذا مت انتبهت. فالناس نيام حتى اذا ماتوا انتبهوا فهو مرفوعا الى النبي عليه الصلاة والسلام لا اصل له ولا يصح ان ينسب الى النبي عليه الصلاة والسلام ويعزى في بعض كتب التخريج لعلي بن ابي طالب اه رضي الله عنه ولم اره في اه شيء من اه الكتب المسندة الاجزاء الاحاديثية والاجزاء الاحاديثية لم اره في شيء منها وعندما يقول مثلي لم اره في آآ شيء منها ليس هذا على طريقة الائمة الاول عندما يقول لم اره فانه يعني انه استقرأ تلك الكتب واستظهرها وتتبعها فلم يره فيها لكن عندما اقول لم اره اي من خلال التتبع بالاجهزة الحديثة الاجهزة الحديثة الوسائل الحديثة للفهرسة معرفة مواضع الحديث ففرق بين من حاله هذه وحال اه اهل العلم الاول واستظهارهم معرفتهم بالاحاديث ومظانها واستظهارهم مواضعها وامكنتها ووجدته في الحلية لابي نعيم في ترجمة سفيان الثوري من قوله بترجمة سفيان الثوري من قوله آآ الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا وايضا اه يذكر منسوبا لسهل التستر والى اه الى اخرين لكن من حيث المعنى المعنى واضح المعنى واضح الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا الناس نيام اي في غفلة واذا ما تنتبه لكن لا يفيد الانتباه بعد الممات ثم يقول له فكم ذا انت مخدوع كم ذا انت مخدوع؟ الى متى تستمر وكم يؤتى بها للتكفير يعني كم هذا الخداع الذي تمادى بك استمر معك دون ان تفيق ودون ان تنتبه فكم ذا انت مخدوع وحتى متى لا ترعوي عنها وحتى لا ترعوي اي لا تكف لا ترعوي اي لا تكف يعني حتى متى انت مستمر في اكبابك عليها انشغالك بها دون ان تكف عن ذلك وتستيقظ من هذه الغفلة والرقدة نعم قال رحمه الله ابا بكر دعوتك لو اجبت الى الى ما فيه حظك لو عقلت الى علم تكون به اماما مطاعا ان نهيت وان امرت ويجلو ما بعينك من عشاها ويهديك الطريق اذا ضللت وتحمل منه في ناديك تاجا ويكسوك الجمال اذا عريت. ينالك نفعه ما دمت حيا ويبقى ذخره لك ان ذهبت هو العضب المهند ليس ينبو تصيب به مقاتل من اردت تصيب به مقاتلا تصيب به مقاتل من اردت وكنز لا تخاف عليه لصا خفيف الحمل يوجد حيث كنت فيفو وكنز لا تخاف عليه لصا خفيف الحمل يوجد حيث كنت يزيد بكثرة الانفاق منه وينقص ان به كفا ان شددت فلو قد ذقت من حلواه طعما لاثرت التعلم واجتهدت ولم يشغلك عنه هوى مطاع ولا دنيا بزخرفها فتنت ولا الهاك عنه انيق روض ولا خدر بزينتها كلفتا فقوت الروح ارواح المعاني وليس بان طعمت ولا شربت فواظبه وخذ بالجد فيه فان اعطاك الله انتفعت وان اوتيت فيه طويل باع وقال الناس انك قد علمت فلا تأمن سؤال الله عنه بتوبيخ علمت فهل علمت فهل عملت فرأس العلم تقوى الله حقا وليس بان يقال لقد رأست. نعم ثم خاطبه بكنيته وهذا ايضا من التلطف في اه الخطاب لا سيما وقد عرفنا ان هذا الشخص المعني قد آآ تكلم في ابي اسحاق ونال منه واخذ يعدد مع معائبه ونحو ذلك فخاطبه بهذا الخطاب بكنيته وبهذا اللطف وايضا الحث على الاقبال والسماع والاصغاء يقول له ابا بكر دعوتك لو اجبته الى ما فيه حظك لو عقلتها دعوتك اي دعوة ناصح ومشفق لامر عظيم وخير عميم لو عقلته يعني لو فهمته واجبتني الى ما دعوتك اليه لنلت خيرا عظيما وحظا وافرا دعوتك لو اجبت الى ما فيه حظك لو عقلته. يعني دعوتك الى امر فيه خير لك ونفع عظيم لو اجبتني الى ذلك نلت حظا عظيما وخيرا وافرا ما هو هذا الذي دعاه اليه بينه في البيت الذي يليه ثم اخذ يعدد فظائله قال الى علم اي الذي ادعوك اليه العلم والمراد بالعلم الشرعي العلم بالكتاب والسنة الى علم تكون به اماما تكون به اماما ومعنى اماما اي قدوة للناس ومن دعوات عباد الرحمن واجعلنا للمتقين اماما ومن الاسس التي تنال بها الامامة العلم الاسس التي تنال بها الامامة العلم قال الله تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون فقوله بامرنا هذا فيه تنبيه على ان من الاسس التي تبنى عليها الامامة وتنال بها العلم والفقه في دين الله تبارك وتعالى والبصيرة بشرع الله الى علم تكون به اماما مطاعا ان نهيت وان امرت اي نهيك وامرك يكون مسموعا عند الناس ومقبولا لما علموه منك من دراية وفهم وقصيرة بدين الله تبارك وتعالى ايضا من فوائده قال ويجلو ما بعينك من غشاها وفي نسخة عشاها يجلو ما بعينك من غشاها اي ما عليها من غشاء وغطاء اصبحت لا تبصر وهذا فيه تنبيه على ان الانسان لا يكون مبصرا حقيقة الا بالعلم فهو بدون العلم اعمى لا يبصر ولهذا قالوا مثل العالم في الناس مثل اناس في صحراء مظلمة فاخذ مصباحا ومظى امامه يضيء لهم الطريق ويجنبهم الحفر والمهالك ونحو ذلك والعلم نور وحملة حملة النور ولكن جعلناه نورا هكذا وصف الله الوحي قال يجلو ما بعينك من غشاها يعني يزيل يجلو اي يزيل ما بعينك من غشاها اي ما عليها من غطاء فالجاهل لا يبصر الطريق لا يبصر الطريق الا بالعلم ويهديك ويهديك الطريق اذا ظللت اذا ضللت فان العلم يهديك الى الطريق ويدلك على الجادة الى صراط الله المستقيم ويهديك الطريق اذا ظللت وتحمل منه في ناديك تاجا ويكسوك الجمال اذا عريته من فوائده ان انك تحمل في ناديك يعني في مجالسك تاجا وايضا يكسوك الجمال اذا عريته وهذا تنبيه منه الى الامور التي تنال لكنها ليست هي غرض العالم ولا قصده لكن اشياء تحصل وتتحقق لكنها العالم الصادق المخلص ليست همته ولا غرضه ليس غرض الترأس ولا غرضها الشهرة ولا غرضها آآ ان يعظم في المجالس او نحو ذلك هذه كلها ما قامت في قلبه ان كان مخلصا ينالك وهذه من فوائد ايضا العلم ينالك نفعه ما دمت حيا ويبقى ذكره لك ان ذهبته وفي بعض النسخ ذخره ينالك نفعه ما دمت حيا اي تنتفع بهذا العلم ما دمت حيا وايضا ينتفع به من شاء الله من عباده ممن يستفيدون منك ويتلقون على يديك تنتفع به ما دمت حيا. ويبقى ذكر او ذخره لك ان ذهبت يعني بعد موتك يبقى ذكر آآ ذكرك اه لسان الخير والذكر الجميل في الناس اذا ذهبت اي اذا مت وغادرت هذه الحياة وانظر سير العلماء كيف انها باقية واخبارهم ومآثرهم كيف انها متجددة وبعضهم مات من مئات السنين ولا يمر على الناس يوم الا وذكروه بالجميل والثناء والترحم خذ على سبيل ذا المثال الامام ابن تيمية رحمه الله ومكانته في قلوب الناس وافادتهم من علومه ثناؤهم عليه وذكرهم له بالجميل وغيرهم من اهل العلم قبله وبعده رحم الله الجميع ثم ذكر ايظا من فوائد العلم قال هو العظب المهند ليس ينبو اي السيف الماضي البتار الذي لا ينبو هو العضب المهند ليس ينبو ونبأ السيف اي ما لعن الضريبة او الموضع المقصود بالضرب فلا ينبوء اي لا يخطئ ولا يميل اي انه سيف بتار هو العظم المهند ليس ينبو تصيب به مقاتل من اردت وهذا فيه ان حامل العلم الراسخ فيه اذا رد على اهل الباطل باطلهم اصابهم في مقتل اصابهم في مقتل لا تقوم لهم قائمة باذن الله وكم من اه انواع من الاباطيل والضلالات ابطل ابطلها الله سبحانه وتعالى بان هيأ جل وعلا علماء راسخون هيأ علماء راسخين ردوا ذلك الباطل وذبوا عن حمى اه الشرع فكان الامر كما وصف رحمه الله تصيب به مقاتل من اردت. من اردت اي من اهل الضلال والباطل والشبهات والافساد ثم قال رحمه الله في بيان ايظا فظائل العلم وكنز لا تخاف عليه لصا خفيف الحمل يوجد حيث كنت ومراده بالعلم هنا اي الذي في الصدر لا الذي في القمطر او في الكتاب او في الاجهزة فمراده به اي العلم الذي في صدر الانسان هو عبارة عن كنز لا تخاف عليه لصا لا تخاف عليه عادة الكنز ينشغل صاحبه دائما بالخوف عليه من السرقة وكل ما ذهب الى مكان وهو يهتم ويحتاط لهذا الكنز الا يصرف الا العلم كنز متنقل معك اينما ذهبت ولا تخشى عليه لصا ما تخاف عليه من السراق خفيف الحمل يوجد حيث كنت محمله خفيف لا يكلفك بخلاف الكنوز الاخرى خاصة اذا كانت كثيرة تحتاج الى آآ مشقة في حملها او تحتاج الى من يساعدوك على حملها اما العلم مهما كثر عند صاحبه فانه لا يعد خفيفا الحمل وليس ثقيلا على صاحبه يزيد بكثرة الانفاق منه وينقص ان به كفا شددته من فوائد العلم انك كلما انفقت منه زاد لان الله يبارك بعلم العالم الذي يحرص على نفع الناس به وايصاله للاخرين فيبارك له الله سبحانه وتعالى في العلم ويفتح له من ابواب المعرفة والحكمة والفهم والاستنباط ما لا يحتسب وما لا يدور له في بال وايضا ينقص ام به كفا شددته ينقص ان به كفا شددتا اي اذا لم تعتني بتعليمه وايصاله للاخرين ينقص ولهذا يوجد اناس عكفوا على العلم فترة ما من حياتهم وحصلوا فيه تحصيلا كبيرا جدا ولم يحرص على نفع الناس وايصال العلم الى الاخرين فنقصت علومهم نقصت علومهم وظعف تحصيلهم ودرايتهم بالعلم فلو قد ذقت من حلواه طعما لاثرت التعلم واجتهدت وهذا ايضا حث لطيف لهذا الشخص ان يدخل وان يخطو في التحصيل والطلب حتى يذوق الحلاوة ويقول له انك ان حصلت هذه الحلاوة وذقت طعم العلم لن تتوقف عن السير الحثيث في نيله وتحصيله ولم يشغلك عنه هوى مطاع ولا دنيا بزخرفها فتنته. اذا ذقته حلاوة العلم وطعمه فان الاهواء المطاعة لن تشغلك والدنيا بزخرفها لن تشغلك ولا الهاك عنه انيق روض ولا الهاك عنه انيق روض انيق الروض اي جماله وحسنه وانيق الروظ قد يشغل الانسان واهل العلم العلم يعدونه روضا مربعا ورياضا للناظرين ولهذا ترى جماعة كبيرة من اهل العلم سموا مصنفاتهم بما يدل على ما قام في قلوبهم من هذا الاحساس وهذا الشعور فهو يحس ان العلم روضة وبستانا انظر مثلا رياض الصالحين الروضة المربع الروضة الانف بستان العارفين اه الرياضة الناظرة كتب كثيرة لاهل العلم سموها بما يشعر بهذا الاحساس الذي قام في قلوبهم تجاه العلم وانه مثل الروضة والحديقة الغناء كامل انواع آآ الاشجار الجميلة والزهور آآ الطيبة والروائح الحسنة وهذا كله انما يكون للانسان اذا ذاق حلاوة العلم ولو كان ولو كان ذلك في صبا الصغير ان ذاق حلاوة العلم ان ذاق حلاوة العلم يفضله على النزهة وعلى المتع التي اقرانه يحفلون بها ويهتمون بها ومما اذكر في هذا المقام قصة طريفة لطيفة قرأتها في ترجمة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قبل البلوغ اراد اهله ان يذهبوا الى نزهة اسرته ارادوا ان يذهبوا الى نزهة وكانوا في دمشق وهناك اماكن في من احسن ما يكون جمالا وحسنا من اشجار وانهار وغير ذلك فارادوا ان يذهبوا نزهة وقال انا افضل ان ابقى في البيت قبل ان يبلغ قال انا اريد ان ابقى في البيت واعتذر وبقي في البيت لما انتهت النزهة ورجعوا اخوانه وهذا معروف في البيوت يغايرونه رأينا كذا وشفنا كذا وانت ما رأيت فلما رجعوا الى البيت اخذوا يغايرونه يذكرون لها الاشياء التي رأوها في النزهة قال قد ذهبتم وما جئتم بشيء واما انا ففي غيابكم حفظت الكتاب الفلاني كتاب في النحو استغلها فرصة هدوء البيت وسكون البيت وعكف عليه وحفظه فقال ذهبتم وما جئتم بشيء ذهبتم وما جئتم بشيء وانا في غيبتكم حفظت الكتاب الفلاني كتابا في النحو كان ذلكم قبل بلوغه فالذي يذوق العلم وحلاوته فعلا لا يقدم على هذه الحلاوة اي شيء اخر ولا يعني ذلك لا يعني ذلك ان طالب العلم يحرم نفسه ولا يتنزه لا يعني ذلك لكن المقصود انها لا تشغل وليست هي اكبر همه ولا مبلغ علمه ولا ايظا آآ مسيطرة على اهتمامه وفكره ولا ولا الهاك عنه انيق روض ولا خدر بزينتها كلفتا خدر اي ذوات الخدور اي لم يشغلك عنه ذات خدر بزينتها وجمالها كلفت اي شغلت ولهيت وانشغلت ولا خضر بزينتها كلفتا ايضا اؤكد على المعنى السابق لا يعني ذلك ان آآ طالب العلم اه يعرض تماما بل يأخذ حظه ونصيبه من ذلك لكن هذه الاشياء لا لا تشغله عن المقصد الاعظم والغاية الكبرى ولهذا في الدعاء لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علما قال لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا وهذه الدعوة تفيد ان الانسان يهتم بالدنيا ويتعلم ايضا من امورها لكن ليس ليست الدنيا اكبر همه ولا مبلغ علمه فقوت الروح ارواح المعاني القوت الحقيقي للروح للنفس الذي لا تشبع النفس الا به ولا تهنأ الا بتحصيله ارواح المعاني اي المعالي العظيمة والمعارف السديدة والعلوم النافعة وليس بان طعمت ولا شربت ليس قوة الروح الطعام والشراب هذا قوت البدن اما الروح قوته العلم النافع الذي تزكو به النفوس وتطيب به القلوب فواظبه وخذ بالجد فيه واظبوا اي واظب عليه واحرص على العناية به وخذ بالجد فيه فالجد بالجد والحرمان بالكسل وخذ بالجد فيه فان اعطاك الله انتفعت ان اعطاك الله انتفعت ان من الله عليك بالعلم واكرمك بذلك انتفعت اي حصلت نفعا عظيما وقوله اعطاكه فيه التنبيه الى ان العلم منة الهية وفضل رباني يتفضل به على من يشاء وقل ربي زدني علما وعلمك ما لم تكن تعلم او منة وفضل من الله المصنف نبه في هذا البيت على تنبيه غاية في النفع الا وهو ان العلم يحتاج من العبد الى امرين الاول الجد والاجتهاد فيه وبذل الاسباب والامر الثاني الاستعانة بالله قد قال عليه الصلاة والسلام في الجمع بينهما احرص على ما ينفعك واستعن بالله اما الحرص على ما ينفع فمأخوذ من قوله خذه وخذ بالجد فيه وقوله واظبوا واما الاستعانة ففي قوله ان اعطاك الله وعطية الهية ومنة ربانية قال وان اعطيت فيه طول باع وفي بعض النسخ ان اوتيت فيه طويل باع وان اعطيت فيه طول باع اي حصلت في العلم تحصيل واسع ونلت منه نصيبا كبيرا وقال الناس انك قد علمت اي اشتهرت بين الناس بانك قد علمت وحصلت فلا تأمن سؤال الله عنه بتوبيخ علمت فهل عملت؟ اي اياك ان يغرك ذلك لو انك حصلت نصيب من العلم نصيبا وافرا واشتهرت بين الناس العالم الفلاني وفلان يحفظ كذا وحصل كذا الى اخره كل هذه الاشياء لا تغرك لا تغتر بذلك فلا تأمن سؤال الله عنه بتوبيخ علمت فهل عملت وفي الحديث لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع ومنها عن علمه ماذا عمل به ثم قال فرأس العلم تقوى الله حقا رأس العلم تقوى الله حقا رأس العلم خشية الله كما قال الله كما قال الله سبحانه انما يخشى الله من عباده العلماء فرأس العلم تقوى الله حقا هذا هو رأس العلم ان تكون فعلا تتقي الله وتخاف الله وتراقب الله وتخشى الله سبحانه وتعالى هذا رأس العلم العلم الخشية يقول اهل اهل العلم العلم الخشية خشية الله فرأس العلم تقوى الله حقا وليس بان يقال لقد رؤست ليس بان يقال لقد رؤست وفي بعض النسخ رأست ليس العلم بان يقال لقد رأسته يعني ليس العلم ان يشار اليك بالبنان ويقال فلان هو المبرز وهو الكذا ليس هذا هو العلم. العلم خشية الله العلم مخافة الله من كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كلاما معناه كل علم لا يزيد صاحبه ايمانا فهو علم مدخول فهو علم مدخول اي داخله شيء فالعلم النافع هو الذي يثمر وخشية والخوف ويثمر العمل الصالح ويثمر تجنب اه المعاصي وتجنب ما يسخط الله سبحانه وتعالى فرأس العلم تقوى الله حقا وليس بان يقال لقد رؤست نعم قال رحمه الله وافضل ثوبك الاحسان لكن نرى ثوب الاساءة قد لبست اذا لم يفدك العلم خيرا فخير منه ان لو قد جهلت وان نلقاك فهمك في مهاو فليتك ثم ليتك ما فهمت ستجني من ثمار العجز جهلا وتصغر في العيون اذا كبرت وتفقد ان جهلت وانت باق وتوجد ان علمت وقد فقدت وتذكر قولتي لك بعد حين اذا حقا بها يوما عملت. وان اهملتها ونبذت نصحا وملت الى حطام قد جمعت لسوف تعض من ندم عليها وما تغني الندامة ان ندمت اذا ابصرت صحبك في سماء قد ارتفعوا عليك وقد سفلت فراجعها ودع عنك الهوينا فما بالبطء تدرك ما طلبت نعم قبل ان اواصل اه اذكر لكم خاطرة جالت في نفسي الان سبحان الله هذه النصائح وهذا البسط وهذا البسط تنويع النصح وايضا تلمس في نصحه حرص على جذب المنصوح وتقريبا الخير وتفتيح ابواب ومعاني الخير له هذا هذا السخاء في البيان والبسط يكتبه لشخص نال منه في ابيات وتكلم فيه وقع فيه واخذ يعدد معائبه فمن الذي ينهض لمثل هذا ومن الذي يبلغ مثل هذا المبلغ؟ شخص عرفته من الصبا وترافقت انت واياه ثم فوجئت يوم واذا به يكتب اوراقا في ذمك او شعرا في القدح فيك وتعديد معائبك وان فلان فيه كذا وفيه كذا وفيه كذا وفيه كذا شخص او عملت منه بهذه المعاملة هل تستطيع ان تبسط له النصح هذا البسط وبهذا السخاء وبهذا التنويع والترفق والتلطف والتودد هل تستطيع ذلك تأمل وامر لا يصل ولا يبلغه كل احد وانما يبلغه ويصل اليه اهل النفوس الكبار اهل النفوس الكبار اما من كانت نفسه صغيرة لا يمكن ان تبلغ ذلك النفس الصغيرة تفكيراتها دون ذلك بكثير لكن النفوس الكبار نظرها اخر فتأمل هذا جيدا ينفعك الله سبحانه وتعالى به في تعاملك لانها لابد ان تفاجأ لابد ان تفاجئ بمواقف بامور فاحرص على ان تكون نفسك نفسا كبيرة وكن ناصحا كن ناصحا وتعلم من مثل هذه المآثر العظيمة والاخلاق الرفيعة كيف تكون ناصحا وكيف تعامل الاخرين من الناس من لو نيل منه بكلمة واحدة من نيل منه لو بكلمة واحدة ولو بامر هو فيه فعلا لكن تكلم فيه ربما نال من الاخر بمئات الكلمات مما ليس فيه كذبا وطعنا وافتراء تضخيما لبعض الامور وشتما ووقيعة وغيبة ونميمة وعدد من ذلك ما لا حد له ولهذا عندما نقرأ مثل هذه الاخلاق ومثل هذه الاداب الرفيعة العالية حقيقة ينبغي ان نستفيد هذي تربية هذا تعليم هذه مآثر تراها بين يديك واخلاق رفيعة جدا تراها ماثلة امامك عندما تقرأ مثل هذه المعاني ومثل هذه المآثر لا شك انها خاصة اذا حرصت على اه ان يكون لك نصيب من ذلك مع المجاهدة تنال ذلك او اكثر. والفضل بيد الله سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء وهنا يحضرني قول القائل كرر علي حديثهم يا حادي فحديثهم يجلو الفؤاد الصادق فعلا عندما تقرأ هذه المآثر تجلو عن نفسك معاني ليست جيدة وتحاول مجاهدا نفسك ان تتحلى بمثل هذه المعاني العالية الرفيعة اللهم اهدنا اجمعين لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا انت يقول رحمه الله وافضل ثوبك الاحسان افضل ثوبك الاحسان اي افضل ثوب تلبسه وتكتسي به هو الاحسان واجمل ثوب واحسن حلية والله يقول ولباس التقوى ذلك خير وفي الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين وافضل ثوبك الاحسان لكن ترى ثوب الاساءة قد لبست انتبه لنفسك افظل ثوب تلبسه هو ثوب الاحسان فلماذا تجني على نفسك هذه الجناية وتترك هذا الثوب الجميل الحسن وتلبس ثوب الاساءة ما لك وللاساءة؟ وما لك ولثياب الاساءة تعك عنها والبس ثوب الاحسان فانه اجمل لباس واحسن لباس ثم يقول له اذا ما لم يفدك العلم خيرا ماء زائدة لكن وضعت هنا للنظم اذا ما لم يفدك العلم خيرا اذا لم يفدك العلم خيرا يعني تعلمت وتفقهت وحصلت علما لكن لم يفدك خيرا اي لم تنتفع بعلمك فخير منه ان لو قد جهلته فخير منه ان لو قد جهلت لان مقصود العلم العمل لان مقصود العلم العمل والعلم وسيلة العمل والتقرب الى الله سبحانه وتعالى بما يرضيه سبحانه وتعالى والناظم هنا لا يحث على البقاء على الجهل وانما يحذر من التفريط العمل بالعلم ويحذر من نوعين من الخطأ النوع الاول ان يبقى الانسان جاهلا لا يتعلم وهذا خطر على الانسان والنوع الثاني ان يتعلم ولا يعمل وهذا ايضا خطر على الانسان والنجاة والسلامة تكون آآ العلم والعمل الهدى ودين الحق العلم النافع والعمل الصالح وان القاك فهمك في مهاو فليتك ثم ليتك ما فهمت اي لو انك اشتغلت في العلم وحصلت منه شيئا من النصيب ثم دخلت بفهمك مدخلا معوجا واخذت افهم من نصوص نصوص الكتاب والسنة فهوما خاطئة فمن كان هذه حاله فكما قال ليتك ثم ليتك ما فهمته لان هذا الفهم تجني به على نفسك وتجني به على غيرك عندما يفهم الانسان اية فهما خاطئا او يحرفها يحرفها عن معناها او حديثا يسيء في فهمه ثم ينشر هذا الفهم الخاطئ بين الناس كم يكون قد جنى على نفسه وجنى على الاخرين واوضح في مثال في ذلك بل اشده خطورة حال علماء الكلام الذين اشتغلوا في الايات التي اعظم اه الايات ايات القرآن شأنا واعلاها مكانة ايات الصفات اشتغلوا فيها تحريفا لها عن معانيها وتأويلا لها عن دلالاتها وقل مثل ذلك في احاديث الصفات ثم قال ستجني من ثمار العجز جهلا وتصغر في العيون اذا اذا كبرت اذا مضى الانسان بهذه الحياة بالعجز والكسل والفتور والتواني الثمرة التي سيحصلها الجهل ثمرة التي يحصلها الجهل ستجني من ثمار العجز جهلا وتصغر في العيون اذا كبرت اذا كبر سنك ولا نصيب لك من العلم ولا حظ فصغر في العيون تصغر في العيون يعني لا تكون لك تلك المكانة وربما يقال هنا الكلمة التي تنقل ولا ادري عن صحتها عن ابي حنيفة ان لابي حنيفة ان يمد رجليه قال وتفقد ان جهلت وانت باق وتفقد ان جهلت وانت باق وتوجد ان علمت ولو فقدت يعني ان الانسان الجاهل في حكم المفقود يعني وجوده وعدمه سواء لا اثر له ولا ينتفع منه قال وتوجد ان علمت ولو فقدته انظر علماء لا يكونوا في المجالس حاضرين احياء منهم الاحياء منهم والاموات لا يكونون باشخاصهم حاضرين. بعضهم قد مات وبعضهم حي لكنهم في كثير من المجالس لهم حضور كيف اذا تحدث الناس في مسألة ما قال قال الشيخ ابن باز قال الشيخ ابن عثيمين قال الشيخ ابن تيمية قال هذا حضور ووجود وتوجد ان علمت ولو فقدت. فقدت بان لم تكن حاضرا ذلك المجلس او فقدت بان كنت ميتا فلك حضور في المجالس والناس لا يزالون يستفيدون من علومك وتذكر قولتي لك بعد حينا اذا حقا بها يوما عملته وهذا يحثه ويقول له انتبه وان عملت بما اقول لك سترى فائدة عظيمة جدا وتذكر قولي لك بعد حين اذا حقا بها يوما عملته هذا الكلام منه رحمه الله يشبهه يعني كلام بعض الدعاة اذا حث انسان على عمل ما وقال له واظب عليه ستنتفع به وان واظبت عليه ستذكر كلامه بعد سنوات ستذكر كلامي بعد سنوات. يقول له ذلك ايضا آآ حثا له على الاهتمام بهذا الامر وانه فعلا سيرى ثمرة عظيمة جدا هذا ان عمل لكن ان لم يعمل ماذا سيكون قال وان اهملتها ونبذت نصحا وملت الى حطام قد جمعت لسوف تعض من ندم عليها وما تغني الندامة ان ندمت اي ان اهملت هذه الوصايا وضيعت هذه النصائح وملت الى حطام الدنيا وانشغلت بها جمعا لها واكبابا عليها فسوف تندم قال فسوف لسوف وفي بعض النسخ فسوف تعظم الندم عليها قال عض اصابع الندم يعني عندما يتحسر على تفريطه في امر ما وما تغني الندامة ان ندمت الندامة لا تفيد اذا ندم الانسان على شيء فات اوانه لا يفيده الندم يؤكد له هذا المعنى ان الندامة لا تفيده يقول اذا ابصرت صحبك في سماء قد ارتفعوا عليك وقد سفلت يعني عندما ترى اصحابك واقرانك وزملائك اصبحوا في علو وفي سماء وفي رفعة بما نالوه من علوم وحصلوه من خير وندمت فان الندامة لا تفيدك شيئا اذا ابصرت صحبك في سماء قد ارتفعوا عليك وقد سفلت فراجعها ودع عنك الهوينة فما بالبطء تدرك ما طلبت؟ راجع نفسك وهذه دعوة من الناظم للمنصوح ان يحاسب نفسه وان يزن اعماله فراجعها ودع عنك الهوينة يعني دع التراخي والفتور التواني والكسل فما بالبطء تدرك ما طلبته لان المقام هنا مقام مسارعة ومسابقة سارعون في الخيرات هذا مقام مسابقة فالبطء فيه ما فيه اه فائدة ولا يدرك به مطلوبا اما بالبطء تدرك ما طلبت ثم مضى رحمه الله تعالى في آآ نصحه ووصاياه العظيمة ونكتفي يومنا هذا بهذا القدر ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين قصة شيخ الاسلام ابن تيمية التي ذكرت هي مكان او موضع بحث اه الاخوة يبحثون عنها في كتب التراجم لشيخ الاسلام ولعل احدكم يتحفنا بها غدا بنصها موثقة من كتب التراجم