بسم الله الرحمن الرحيم فالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الناظم ابو اسحاق رحمه الله تعالى في منظومته في الحث على طلب العلم والتحلي بالاخلاق الفاضلة لقد صاحبت اعلاما كبارا ولم ارك اقتديت بمن صحبت وناداك الكتاب فلم تجبه ونبهك المشيب فما انتبهت ويقبح بالفتى فعل التصابي واقبح منه شيخ قد تفتى ونفسك ثم لا تذمم سواها لعيب فهي اجدر من ذممت وانت احق بالتفنيد مني ولو كنت اللبيب لما نطقت ولو بكت الدماء عيناك خوفا لذنبك لم اقل لك قد امنت ومن لك بالامان وانت عبد وامرت فما اتمرت ولا اطعت فقلت من الذنوب ولست تخشى لجهلك ان تخف اذا وزنت وتشفق للمصر على المعاصي وترحمه ونفسك ما رحمت. رجعت القهقرى وخبطت عشوا لو وصلت لما قطعت لعمرك لو وصلت لما رجعت ولو وافيت ربك دون ذنب ونوقشت الحساب اذا هلكت ولم يظلمك في عمل ولكن عسير ان تقوم بما حملت ولو قد جئت يوم الحشر فردا وابصرت المنازل فيه شتى لاعظمت الندامة فيه لهفا على ما في حياتك قد اضعت تفر من الهجير وتتقيه فهلا من جهنم قد فررت ولست تطيق اهونها عذابا ولو كنت الحديد بها لذبت ولا تنكر فان الامر جد وليس كما حسبت ولا ظننت. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه الابيات هي تتمة عود الناظم رحمه الله تعالى على نفسه بالعتب واللوم حيث بدأ ذلك من قوله فيما سبق وقل يا ناصحي بل انت اولى بنصحك لو لفعلك قد نظرت فمن هذا البيت عاد باللوم على نفسه تذكيرا لها وتنبيها لحاجتها الى ذلك حيث مر معنا قوله تقطعني على التفريط لو ما وبالتفريط دهرك قد قطعته فمن هنا بدأ واوعاد باللوم والعتب على نفسه رحمه الله تعالى وتذكيرها الحاجة الشديدة الى المحاسبة محاسبة النفس ولومها على تقصيرها وتفريطها والمحاسبة هي من يقظة القلب وانتباهه ولا يوفق لها الا الموفق لان المحاسبة هي بوابة الندم والانابة وصلاح الحال والاستقامة على الطاعة كلما كان المرء اشد محاسبة لنفسه ووزنا لاعماله كان ذلك اتم في استقامته والمؤمنون الكمل جمع جمع الله لهم بين احسانا في العمل وشفقة من التفريط بحيث لا يزال يرى نفسه مقصرا مفرطا كما قال الله جل وعلا والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون اي خائفة الا يتقبل منهم عملهم وفي هذا المعنى يقول الحسن البصري رحمه الله ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة والمنافق جمع بين اساءة وامن شاهد القول ان الناظم رحمه الله تعالى دخل مدخلا جميلا وعظيما يلوم نفسه ويعاتبها وينبه وينبهها باحقيته احقيتها بالعتب واللوم ويذكرها ما قد يكون ثمة من تفريط او تقصير فيقول وهو ماض في ذلك لقد صحبت اعلاما كبارا ولم ارك اقتديت بمن صحبته يعني كانه يقول على لسان من كان يعاتبه من كان يعاتبه في في نظمه انه عاد بالعتب على الناظم ابي اسحاق نفسه فكانه يقول له لقد صاحبت اعلاما كبارا اي تيسر لك صحبة اعلام كبار لزمتهم وجالستهم وحظرت مجالسهم لقد صحبت اعلاما كبارا ولم ارك اقتديت بما صحبت يعني لم ارك قد تأثرت بتلك المجالسة وتلك الصحبة لاولئك الاعلام الكبار والمظنون به رحمه الله انه استفاد من الصحبة. لكن هذا من كمال اللوم والمحاسبة للنفس شأن آآ الصالح الحريص على كمال نفسه العائد عليها بالعتب واللوم مهما كانت اعماله ومهما كانت عبادته لقد صحبت اعلاما كبارا ولم ارك اقتديت بمن صحبته وناداك الكتاب فلم تجبه ونبهك المشيب فما انتبهت اتاك موقظة عظيمتان وما اراك انتبهت واستيقظت الاولى الكتاب كتاب كتاب الله عز وجل وما فيه من ايات النذر والتخويف والتهديد والتذكير والامر الثاني المشيب والمشيب في حد ذاته نذير لصاحبه قد قيل في بعض اقوال المفسرين ان انه المراد بقوله جل وعلا وجاءكم النذير بعض المفسرين قالوا اي الشيب لان الشيب نذير لصاحبه ومؤذن ومعلم بدنو الاجل بدنو الاجل وفي الحديث اعذر الله الى رجل من امتي بلغ الستين فيقول جاءك الكتاب واعظا من جهة وجاءك الشيب نذيرا لك وما انتبهت فما انتبهت ويقبح بالفتى فعل التصابي هذا يقوله على لسان من كان يعاتبه يقول على لسان من كان يعاتبه لانه فيما سبق قال ذلك الشاب ولا تقل الصبا فيه امتهال ولا تقل الصبا فيه امتهان فعاد على لسان ذلك الشاب وواضح من هذا ان المعاتب بهذا النظم شاذ ليس من اقران ابي اسحاق كما كنت اظن في اول كلامي على شرح هذه المنظومة وانما هو شاب اه فتى كما واضح من الابيات التي مرت ولا سيما قوله ولا تقل الصبا فيه امتهان فجاء ابو اسحاق وعلى لسان ذلك الشاب ويعيد العتب على نفسه ويقول ويقبح بالفتى فعل التصابي يعني نعم كما قلت لي ان ان ان لا تقل الصبا في امتهال وانه يقبح بالفتى فعل التصابي لكن ثمة امر اخر اقبح من هذا ما هو قال واقبح منه شيخ قد تفتى التصابي بالفتى عيب ومذمة وامر قبيح لكن اقبح من ذلك واشد مذمة عندما يكون الشيخ الكبير تفتى اي يعمل عمل الفتيان تفتى ان يعمل عمل الفتيان الصغار ولا يراعي فارق السن الذي وصل اليه فيقول هذا اشد قبحا ثم يقول ونفسك ذمة لا تدمم سواها انت الان من بداية النظم تذمني وتنقدني هذا النقد و الواجب ان تذم نفسك ولا تذمم سواها. انظر الى نفسك الى تقصيرك ونفسك ذم لا تذمم سواها لعيب فيها لعيب فهي اجدر من ذممته اجدر من اتجهت اليه بالذم والمعاتبة نفسك وانت احق بالتفنيد مني كل هذا يقوله على الانسان الشاب الذي كان يعاتبه وانت احق بالتفنيد مني التفنيد اي التخطئة تفنيد اي التخطئة والنقد فيقول له انت احق بالتفنيد مني اي احق بالنقد والتخطئة ولو كنت اللبيب لما نطقته ولو كنت اللبيب اي لو كنت صاحب لب لما نطقت اي بما نطقت به من عتب ولو بكت الدماء عينك خوفا لذنبك لم اقل لك لم اقل لك قد امنت لو بكت عينك دما من ذنوبك وتفريطك لا استطيع ان اقول لك انك بهذا البكاء امنت اي من العذاب وكل هذا يتضمن الحث على التوبة والانابة قوة الاقبال على الله سبحانه وتعالى وملك بالاماني وانت عبد امرت فما ائتمرت ولا اطعت كيف تأمن وانت عبد لله عز وجل امرك بطاعته ونهاك عن معصيته ولم تاتمر ولم تطع اي حصل منك التفريط والتقصير في كثير مما امرك الله سبحانه وتعالى به فقلت من الذنوب ولست تخشى لجهلك ان تخف اذا وزنته فقلت من الذنوب اي الذنوب التي فعلتها ذنوب ثقيلة ومع ذلك لست تخشى لجهلك ان تخف اذا وزنت اي ان ان يخف ميزانك مشيرا الى قوله فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينهم. فاولئك الذين خسروا انفسهم قال ولست تبالي ولست تخشى لجهلك ان تخف ان تخف اذا وزنت اي ان يخف آآ ميزانك بما عندك من سيئات وذنوب كثيرة وتشفق للمصر على المعاصي وترحمه ونفسك ما رحمته اشفقت علي ورحمتني واخذت تبين لي اخطائي ونفسك لم ترحمها اتجه لنفسك بهذه الرحمة ونفسك ما رحمت رجعت القهقراء وخبطت عشوا وجاءت القهقرة اي مشيت الى الخلف والى الوراء وخبطت عشوا قبض العشواء هو الذي لا يبصر ولا يرى فيخبط دون ان يميز بلا بصر فيخبط الامور اي خبطا لا يميز فيه بين هدى من ضلال حق او باطل صحة او فساد لعمرك لو وصلت لما رجعت لو كنت فعلا قد وصلت وبلغت المبالغ العالية الرفيعة في العبودية والطاعة لما رجعت يعني لما حصل لك هذا الرجوع القهقرة الذي حصل منك كل هذا يقوله في لومه الشديد لنفسه ومعاتبته لها وهذا بخلاف من هو مقصر في العمل ويرى نفسه قد كمل الامور وتممها فاهل الاستقامة فعلا يجد ويجتهد في تتميم الاعمال وتكميلها وهو يرى نفسه من المقصرين المفرطين ولو وافيت ربك دون ذنب ونوقشت الحساب اذا هلكت ولو وافيت ربك دون ذنب ونوقشت الحساب اذا هلكت يشير الى حديث ام المؤمنين عائشة في الصحيح في الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام من نوقش الحساب هلك هذا لفظه في الصحيح من نوقش الحساب هلك الى هذا المعنى يشير بقوله ونوقشت الحساب اذا هلكت من نوقش الحساب هلك قال ولو وفيت ربك دون ذنب ونوقشت الحساب اذا هلكت لماذا قال ولم يظلمك بعمل ولكن عسير ان تقوم بما حملته انت حملت امانة عظيمة وعسير ان تقوم بها على التمام والكمال الا اذا دلل الله لك ذلك ويسره لك واعانك عليه فالامانة حمل عظيم جدا عسير ان تقوم بحملها والوفاء بها والقيام بها ولم يظلمك في عمل ولكن عسير ان تقوم بما حملتها اي الامانة التي تحملتها وحملها الانسان انا عرظنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا ولو قد جئت يوم الحرث ويوم الحشر فردا ولو قد جئت يوم الحشر فردا كما قال الله سبحانه وتعالى وكلهم اتيه يوم القيامة فردا اي بلا ناصر ولا مؤازر ولا معين يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ولو قد جئت يوم الحشر فردا وابصرت المنازل فيه شتى وابصرت المنازل اي منازل الناس شتى اي متفاوتة ومتباينة ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم اعمالهم وهم لا يظلمون. عندما تبصر ذلك وتبصر تلك المنازل المتباينة ثم ترى نفسك في ذلك الوقت جئت مفرطا مضيعا مقصرا ولم يكن لك منها حظ او نصيب ماذا يفيدك الندم الذاكر ماذا يفيدك الندم اذ ذاك؟ ولهذا يقول لاعظمت الندامة فيه لهفا على ما في حياتك قد اضعته اعظمت الندامة ان تقول نفس ان تقول نفس يا حسرة على ما فرطت في جنب الله اذا ابصر ورأى وعايا وشاهد المنازل والدرجات والتفاوت بين العباد ورأى انه جاء مقصرا ومضيعا قال يا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله لكن هذا التحسر الندم لا يفيد لاعظمت الندامة فيه اي في ذلك اليوم لهفا على ما في حياتك اي الدنيا قد اضعت تفر من الهجير تفر من الهجير وهذا يكون في الصيف والقيظ الشديد الانسان في الصيف يتحاشى الشمس الهجير هو حرارة الشمس تفر من الهجير اي في الصيف الشديد تتحاشى وتتجنب حرارة الشمس وتجتهد في اتقائها اما كل بيت او ظل شمسية او ايواء الى شجرة او غير ذلك تتقي الهجير اي انت حريص اشد الحرص على سلامة جسمك من الهجير. حرارة الشمس فتجسد في اتقائه تفر من الهجير وتتقي فهلا من جهنم قد فررت جهنم اعظم من الهجير جهنم اعظم من الهجير وحرها اشد فاذا كنت فعلا هذا شأنك تعتني بجسمك وتحافظ عليه بحيث ان حرارة الشمس لا تصيبه بظرر وتجتهد في ذلك فاولى من ذلك ان تجتهد في وقاية جسمك من النار يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون ولست تطيق اهونها عذابا هذه النار لا تطيق اهونها اي اقل ما في النار عذابا لا تطيقه ولا تحتمله وجاء في الصحيحين عن النعمان ابن بشير ان اهون ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اهون اهل النار عذابا يوم القيامة لرجل توضع في اخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماؤهم فيقول لا لا لست تطيق اهونها عذابا ولو كنت الحديد بها لذبت لو كان جسمك حديد لذاذ في النار فكيف بهذا الجسم المكون من شحم ولحم وعظام كيف سيكون شأنه في النار؟ لو كنت الحديد لذبت لصهرتك من شدة حرارتها فكيف اذا بهذا الجسم ثم يؤكد ما سبق لقوله ولا تنكر فان الامر جد الامر جد ليس بالهزل لا تنكر فان الامر جد وليس كما حسبت ولا ظننت وليس كما حسبت ولا ظننت نعم قال رحمه الله ابا بكر ابا بكر كشفت اقل عيبي واكثره ومعظمه سترت فقل ما شئت في من المخازي وضاعفها فانك قد صدقت ومهما لعبتني فلفرط علمي بباطنه كانك قد مدحت فلا ترضى المعايب فهو عار عظيم يورث المحبوب مقتا. ويهوي بالوجيه من الثريا. ويبدله مكان الفوق تحتا. كما الطاعات تبدلك وتجعلك القريب وان بعدت وتنشر عنك في الدنيا جميلا وتلقى البر فيها حيث شئت وتمشي في مناكب بها عزيزا وتجني الحمد فيما قد غرست وانت الان لم تعرف بعيب ولا دنست ثوبك مذ نشأتا ولا ولا سابقت في ميدان زور ولا في ميدان ولا سابقت في ميدان زور ولا اوضعت فيه ولا خببت فان لم تنأ عنه نشبت فيه ومن لك بالخلاص اذا نشبت تدنس ما تطهر منك حتى كانك قبل ذلك ما طهرت وصرت اسير ذنبك في وثاق وكيف لك كاكو وقد اسرت فخف ابناء جنسك واخش منهم كما تخشى الضراغم والسبنت وخالطهم وزايلهم حذارا وكن كالسامري اذا لمست وان جهلوا عليك فقل سلام لعلك سوف تسلم ان فعلت ومن لك بالسلامة في زمان تنال العصمة الا ان صمت ولا تلبث بحي فيه ضيم يميت القلب الا ان كبلت وغرب فالتغرب فيه خير وشرق ان بريق قد شرقت فليس الزهد في الدنيا خمولا لانت بها الامير اذا زهدت ولا فوق الامير تكون فيها سموا ولو فوق الامير تكون فيها سموا وارتفاعا كنت انت فان فارقتها وخرجت منها الى دار السلام فقد وان اكرمتها ونظرت فيها لاكرام فنفسك قد اهنت جمعت لك النصائح فامتثلها حياتك فهي ظلما امتثلت وطولت العتاب وزدت فيه لانك في البطالة قد لانك في البطالة قد اطلت ولا يغررك تقصيري وسهوي وخذ بوصيتي لك ان رشدت. فقد اردفتها تسعا وكانت قبل ذا مائة وستة وصلي على تمام الرسل ربي وعترته الكريمة ما ذكرت اللهم صلي وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد. يقول رحمه الله ابا بكر وابو بكر هذا هو من انشأ ابو اسحاق البيري رحمه الله تعالى هذه القصيدة الجميلة المتينة المليئة بالوصايا العظيمة نصحا له وتحذيرا له وتوجيها له الى الاستقامة والسداد واللزوم لطاعة الله تبارك وتعالى من السياق الذي نراه هنا يعلم ان ابا بكر كان قد تكلم في بعض معايب ابي اسحاق وانتقده في اشياء وتجرأ عليه في في بعض الامور فيقول له ابو اسحاق هنا ابا بكر كشفت اقل عيبي ابا بكر كشفت اقل عيبي يعني الكلام الذي قلته عني هو في الحقيقة كشف لاقل عيبين واكثره ومعظمه سترته اكثر المعايبي واخطائي سترتها ما ما نشرتها ولا تكلمت فيها عندما تكلمت في معائبي فقل ما شئت في من المخازي فقل ما شئت في من المخازي تحدث آآ ما شئت في من المحازيق عدد ما شئت من العيوب والاخطاء عدد ما شئت من ذلك وظائفها يعني الذي تقول ايضا زد عليه وظاعف فانك قد صدقت لان التفريط الذي عندي كبير وعظيم جدا كل هذا يقوله هظما لنفسه كل ذلك يقول هظما لنفسه اه رحمه الله تعالى شأن الصالحين ومهما عاتبتني يعني مهما قلت في من عتاب فلفرط علمي يعني لشدة علمي بباطنة هكذا في بعض النسخ وهو اولى ومهما ومهما فلفرط علمي بباطنة كانك قد مدحته باطنتي اي سريرتي مهما قلت في من الذنوب مهما قلت في من الذنوب فلما اعلمه من نفسي وتفريط وتقصيري والامور التي في اه اعلمها من سري وباطنتي كانك في تلك الابيات او الكلمات التي كنت تذمني كانك تمدحني لانها في مقابل ما اعرفه عن نفسي انما قلت شيئا قليلا انما قلت شيئا قليلا اذكر قريبا من هذا المعنى احد الدعاة جاءه شخص وهذا يجري من بعظ الشباب والناشئة يحبون نقل الاقوال مما يوغر الصدور ويوجد في النفوس الضغينة فاحد الدعاة جاءه شاب وقال ان فلان قال فيك كذا وكذا ان فلانا قال فيك كذا وكذا وذكر له اشياء قالها فيه فقال ذلك الداعية لذلك الشاب الذي قاله فلان فيا مبني على عدم علمه ومعرفته بحالي ولو كان يعرف من حالي ما اعلم منها ولو كان يعلم من تقصيري ما اعلمه من تقصيري لادرك ان الذي قاله في شيء قليل من الخطأ والتقصير لكن الله عز وجل يسر على العباد والا هذا الذي قاله في وانتقده في مبني على عدم علمه بحاله فذكر هذا الشيء القليل ذكر هذا الشيء القليل والا لو يعرف من نفسي ما اعلموا منها من تقصير وتفريط لكان كلامه اشد واشنع من هذا يقول ذلك الداعية فبكى هذا الشاب الوسيط بكى ذلك الشاب آآ الوسيط الذي كان ينقل هذا الكلام والذي ينبغي فعلا على على الجميع ان ينظر الانسان لتفريط نفسه وتقصيرها كم فرطنا في جنب الله وكم قصرنا في طاعة الله وكم آآ ارتكبنا من الاخطاء وكم وكم ينظر الانسان في نفسه لا يكون حاله فقط مهتم باخطاء الاخرين وينسى نفسه وتفريطه يعني بعض الناس بلغ به الحال ان يضيع صلاة الفجر واذا اصبح بدأ ينتقد فلان وفلان بدأ ينتقد فلان وفلان ويخطي فلان وعلان وهو مفرط مضيع لفرائض واجبات ومقصر في جنب الله فاذا هذا الكلام حقيقة يستفيد منها طالب العلم واذا انتقدت اذا انتقدت لا تتألم لانك لو نظرت في نفسك فعلا ستجد ان الذي نقدت به قليل من كثير مما تعلمه عن نفسك مما تعلمه عن نفسه وستره الله عليك لكن اجعلها بابا لك لتزداد اقبالا وتوبة وانابة اه الى الله عز وجل وبمثل هذا يصلح الانسان في نفسه ويصلح ايظا من حوله ويتحقق الخير بخلاف حال الشغب التي يبتلى بها بعض الناس وربما ان الشخص ينتقد انتقاد فينسى نفسه واخطأها ويبدأ يفكر بماذا يتهجم على منتقده ولو بالكذب عليه والافتراء وتقويله ما لم يقل او تضخيم الامور او نحو ذلك فمثل هذه مثل هذا التواضع ومثل اه هذا الهضم للنفس وقوف طالب العلم عليه من نعم الله الكبار حتى يستفيد من مناهج آآ هؤلاء العلماء ابن القيم رحمه الله ينقل عن شيخ الاسلام ابن تيمية انه يقول ما انا بشيء ولست بشيء ما انا بشيء ولست بشيء ما كانوا يرون انفسهم ولا كانوا يعظمون آآ انفسهم بل لا يزال يرى نفسه اه مقصرا اقرأ مثل ذلك بابلغ ما يكون في هذا الباب في سير الصحابة رضي الله عنهم ماذا قال عبد الله بن ابي مليكة ماذا قال عبد الله ابن ابي مليكة وهو تابعي جليل قال ادركت اكثر من ثلاثين صحابيا كلهم يخاف النفاق على نفسه ادركت اكثر من ثلاثين صحابيا كلهم يخاف النفاق على نفسه قال رحمه الله فلا ترضى المعايب فهو عار فلا ترضى المعايب فهو عار عظيم يورث المحبوب مقتا اي لا تشتغل في هذا الجانب تشغل نفسك به فعار عظيم يعني هذا الامر عار عظيم يورث المحبوب مقتا الانسان الذي له مكانة ومحبة في الناس اذا اشتغل بهذا الامر اورثه ذلك مقتا بخلاف من يعمل على اصلاح نفسه واصلاح الاخرين ويهوي بالوجيه من الثريا الانسان الوجيه عالي المكانة رفيع المنزلة يهوي به مثل هذا المسلك الى من الثريا الى الثرى يهوي بالوجيه من الثريا ويبدله مكان الفوق تحته اي بدل ان كانت منزلته فوق عالية في النفوس تصبح منزلته تحت كما الطاعات تبدلك الدراري كما الطاعات ان اشتغلت بها واعتنيت بها واظبت عليها تبدلك الدراري اي تبدلك المنزلة آآ الدنيا الى المنزلة العالية الرفيعة والدراري هي الكواكب العالية في السماء وتجعل وتجعلك القريب وان بعدت لان الطاعة والعبادة هي التي تقرب وتحبب ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا اي مودة ومحبة وتنشر عنك في الدنيا جميلا عنايتك بالطاعات ومحافظتك عليها واهتمامك بها تنشر عنك في الدنيا جميلا اي الذكر الجميل الطيب الحسن وتلقى البر فيها حيث شئت تلقى البر فيها حيث شئت اي انك لا تنال منها ومن اشتغالك بها الا البر. اينما توجهت وفي اي امر شئت بمعنى ان الطاعات تفتح للعبد ابواب الخير وترقيه في منازله ودرجاته وتمشي في مناكبها عزيزا اذا كنت من اهل الطاعة تمشي في مناكبها اي الارظ عزيزا وتجني الحمد فيما قد غرست اي تجني العاقبة الحميدة فيما غرسته من طاعات وعبادات عنيت بها في حياتك ثم يعود بالوصية لذلك الشاب فيقول وانت الان يا ابا بكر لم تعرف بعيب وانت الان لم تعرف بعيب وانظر هذا الكلام ما اجمله في باب النصيحة والوعظ يعني حتى لو كان تعلم منه بعظ التفريط او التقصير في مثل هذا المقام احسسه بانه لا زال في سلامة وعافية لم يدخل بعد اذا كان عنده ذنوب قل له مثلا اذا كنت تعلم عنه ذنوب آآ تريد ان تعالجها فيه تقول له يا اخي انت ما شاء الله بعافية الان وفي سلامة نجاك الله ووقاك من كذا وكذا من ذنوب كبار تعلمه سلمه الله منها فها انت تصلي ها انت مثلا بار بوالديك عدد له مثل هذه الاشياء التي تكون باذن الله سبحانه وتعالى عون للشاب بخلاف ان تنسى مثل هذه المعاني تجتهد في سرد ما تعلمه من جوانب التقصير حتى يحس من سردك لما عنده من تقصير انه آآ تماما آآ جاني ومعتدي وليس فيه اي جانب من جوانبه فانظر كلامه الجميل حيث يقول وانت الان لم تعرف بعيب لم تعرف باي يعني ان كان عندك معائب لم تبلغ مبلغ انك عرفت بها واشتهرت ويتحدث عنك بها ما زلت في عافية من ذلك وانت الان لم تعرف بعيب ولا دنست ثوبك مذ نشأت ولا دنست ثوبك مذنساته ما دنست ثوبك يعني الوقوع في العظائم قبائح الامور وشنائع الاعمال لم تدنس ثوبك بذلك مذن شأنه ولا سابقت في ميدان زور لم يحصل منك ان سابقت في ميدان الزور والزور هو المنكر والذين لا يشهدون الزور ما سابقت في ميدان زور ولا اوظعت فيه اي ميدان الزور ولا خببته والخبب نوع من العدو والسير يقول انت ما سلكت به لا بسرعة ولا ببطء لم تسلكه ولم تسر فيه لا بسرعة ولا ببطء ولا سابقت في ميدان زور ولا اوظعت فيه ولا خببت فان لم تنأ عنه نشبت فيه انتبه يقول لا. انت الان في عافية لا ان لم تنأ عنه تبتعد عن مشهد الزور ان لم تنأ عنه نسبت فيه لانك ان دخلت ووضعت قدمك في في مشهد الزور نشبت اي تورطت وكم انسان كان في عافية ثم وظع قدمه فتورط وورط نفسه فيقول انت الان في عافية واياك ان تظع قدمك لانك ان وظعتها نسبت وتورطت فان لم تنأ عنه نسبت فيه وملك بالخلاص اذا نسبت احمد الله على العافية وانك ما دخلت مشهد الزور لكن ان دخلت ونسبت ملك بالخلاص كيف تظمن لنفسك انها تخلص من ذلك وملك بالخلاص اذا نسبته تدنس ما تطهر منك حتى كانك قبل ذلك ما طهرته يعني ان دخلت في في في مسلك الزور ونشبت فيه ما الذي سيحصل الذي سيحصل انك تدنس ما تطهر منك انت في طهارة وعافية ان دخلت مشهد الزور وخطوت فيه تدنست وتلطخت وتلوثت كانك قبل ذلك ما طهرته يعني من يراك ما يشعر او يحس انك قبل ذلك كنت طاهرا الامام احمد رحمه الله ظرب لهذا المعنى مثلا عجيبا نقله عنها ابن مفلح في الاداب الشرعية مثلا للذنوب وكيف انها تلوث الانسان قال مثل ذلك وهذا معنى كلامه رحمه الله مثل ذلك مثل رجل جاء في طريق وعليه ثياب نظيفة واذا الطريق فيه وحل طين وانت تعرف ان الانسان اذا جاء في طريق وفيه وحل وطين ماذا يصنع؟ وهو محتاج ان يمر تجده في اول الامر يحاول ان يلم ثيابه وان ينظر جيدا في الارض ينظر بدقة وين يوجد فيها صخرة؟ وين يوجد فيها ارض يابسة فيسير بدقة جيدة بحيث لا يتلوث منه شيء ولا يضع قدمه الا في مكان واضح تماما انه لا لا يلوثه ويمشي بحذر ثم قد يضعف الحذر فيلامس الشيء من الطين ثم يلامس شيء من الطين ماذا يصنع بعد ذلك الا مساطين هنا وهنا؟ وهو كان يتوقى لكنه يخطو ولامسه شيء من الطين تيمشي في الطين ولا يبالي بعد ذلك لا يبالي بعد ذلك هذا مثل الذنوب اذا وظع الانسان وهذا معنى قول الناظم من لك بالخلاص اذا نشبت لانه شبت في الطين ودخلت من لك بالخلاص فما دمت في عافية لا تلوث نفسك ولا تلطخها والسلامة يقولون لا يعدلها شيء وصرت اسير ذنبك في وثاق اي ان دخلت هذا المدخل ستصبح اسير الدم لان الذنب هو الذي سيكون مسيطرا عليك وكيف لك الفكاك وقد اسرت فاذا من الخير لك قبل ان تكون اسيرا لا تدخل الاسر اسر الذنوب واجتهد ان لا تورط نفسك لذلك ثم يحذره من قرناء السوء وخلطاء الفساد فيقول فخف ابناء جنسك واخشى منهم فخف ابناء جنسك واخشى منهم اي احذر من الاصحاب الذين تعلم ان في صحبتك لهم شر عليك وفي الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل فلينظر احدكم من يخالل فاذا يقول له تنبه لمسألة الاصحاب والرفقاء ليس لك ان تمشي مع كل احد فخف ابناء جنسك واخش منهم كما تخشى الدراغم والسبنت بمثل ما تخشى الاسود والنمور مثل ما تخشى آآ الاسود والنمور اي مثل خشيتك للحيوانات المفترسة احذرهم وانئى عنهم وابتعد بنفسك حتى لا يورطوك فيما تورطوا فيه ومصيبة الفاسد مصيبة الفاسد انه دائما يجتهد في افساد من حوله ولا يريد ان يكون وحده المشار اليه بالبنان في الفساد وهذا المعنى اوضحه عثمان ابن عفان رضي الله عنه في قوله ودت الزانية لو زنى النساء جميعا ودت الزانية لو زنا النساء جميعا يعني لا تريد ان تكون وحدها التي يشار اليها ويتحدث عنها في حيها او في منطقتها فلانة كيت وفلانة اذا يكون معها مئة او اكثر في ذلك ولهذا الفاسد حريص على ان يفسد من حوله وان وان يطيح بعدد ممن حوله فيما تورط فيه وتجده يزين لهم امورا هو يعرف انها لا فائدة فيها وانها مضرة بحتة لكنه يزينها ويحسنها ليورطهم كما تورط ويوقعهم فيها كما وقع فيقول احذر هؤلاء اشد الحذر قال وخلطهم وزايلهم حذارا يعني في فيما اضطر الانسان اليه من مخالطة يقول اصلا احذر انك تقترب منهم لكن ان اضطررت للمخالطة فخالطهم وزايلهم المزايدة هي المفارقة والمباينة خالطهم وزايلهم حدارا يعني كن حذرا عندما تخالطهم خالطهم بالحذر وخالطهم مزايلهم حذارا وكن كالسامري اذا لمست وكن كالسامري اذا لمست قال فاذهب فان لك في الحياة ان تقول لا مساس قال موسى عليه السلام للسامر بعد جريمته الشنيعة وضلالة العظيمة التي سنها واوجدها في بني اسرائيل عندما دعاهم الى عبادة العجل وقال هذا الهكم واله موسى فنسي قال اذهب فان لك في الحياة ان تقول لا مساس لا مساس قيل في كتب التفسير اي لا احد يمسني لانه ان مسه احد اصيب بحمى شديدة ومن مسه اصيب به مجرد ان يمس او يلمس احد يصاب بحمى شديدة وايضا من مسه يصاب بها قيل ذلك فكان اذا اذا خالط الناس هذا السامري يحذرهم ان احد يلمسه لان اي لمس له يترتب عليه معاناة شديدة لا هو لللامس فيقول آآ خالطهم وزايلهم حذارا وكن كالسامري اذا لمست يعني في في مخالطتك لهم احذر ان يصيبك شيء من اوبئتهم وفسادهم ظلالهم الاصل ان تبتعد لكن فيما اضطررت اليه من مخالطة فليكن ذلك عن حذر شديد وان جهلوا عليك ان جهلوا عليك فقل سلام وان جهلوا عليك فقل سلام اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما هذا شأن عباد الرحمن يعني لا لا تخاطب الجاهل بمثل جهله سب بسب شتم بشتم وانما اعرظ عن الجاهلين وقل سلام وان جهلوا عليك فقل سلام لعلك سوف تسلم ان فعلت لعلك سوف تسلم ان فعلت اي باعراضك عن الجاهلين وتقول سلام ولا لا تحرص على المصادمة اه معهم لعلك تسلم باعراضك عن الجاهلين وملك بالسلامة في زمان تنال العصمة الا ان عصمت ملك بالسلامة في زمان تنال العصمة يعني كيف تنال العصم يعني العصمة والسلامة من الشر والاشرار الا ان عصمت الا ان عصمك الله ووقاك ونجاك سبحانه وتعالى هذا يقوله في زمانه وملك بالسلامة في زمان تنال العصمة الا ان عصمت الا ان عصمك الله الا ان نجاك الله ووقاك وسلمك نسأل الله لنا اجمعين السلامة والعافية الدنيا والاخرة قال ولا تلبث بحي فيه ظيم يميت القلب الا ان كبلت يعني اضطررت على البقاء فيه اذا كان الحي الذي انت فيه فيه ضيم وظلم وعدوان لك يميت القلب لا تبقى فيه انتقل الى منطقة اخرى او بلد اخر او مكان اخر الى اين؟ قال وغرب فالتغرب فيه خير وشرق ان بريغي ان بريقك قد شرقت يعني تخير من جهة الغرب او من جهة الشرق الامكنة التي اه تجد فيها من الاخيار واهل الفضل والنبل من يعينونك على الخير ويؤازرونك فيه فليس الزهد في الدنيا خمول فليس الزهد في الدنيا خمولا لانت بها الامير اذا زهدت حث هنا على الزهد حث على الزوج ورغب فيه قال انت الامير اذا زهدت حقا وصدقا والزهد ليس هو الخمول ليس الخمول لان من الناس من يفهم الزهد هو الخمول والبطالة والكسل والانقطاع ان المصالح والامور فليس هذا الزهد ليس الزهد في الدنيا خمولا لانت بها الامير اذا زهدت وقيل في تعريف الزهد ترك ما لا يحتاج اليه من الدنيا ترك ما لا يحتاج اليه من الدنيا قال ولو فوق الامير تكون فيها سموا وارتفاعا كنت انت ولو فوق الامير تكون فيها سموا وارتفاع كنت انت. يقول فليس الزهد في الدنيا خمولا لانت بها الامير اذا زهدت يعني الامارة في الزهد لان الزاهد حقا وصدقا يجعل الله له مكانة ومنزلة ومحبة في اه القلوب قال ولو فوق الامير تكون فيها سموا وارتفاعا كنت انت وهذا ينبه فيه ان الزهد هو بان لا تكون الدنيا في قلب الانسان مسيطرة عليه ولا يمنع ان تكون في يد الزاهد لا يمنع ان تكون في في يد الزائد لكنها لا تكون في قلبه فقد يكون لهم مثلا منصب عالي او له مال ويكون زاهد وهذا امر يعرف ويعلن قد يكون عند اتاه الله مال او اتاه الله مثلا اه رئاسة او نحو ذلك ويكون زاهدا خذ اقرب مثال عمر ابن عبد العزيز. امير المؤمنين مع الامرأة التي كان عليها يضرب بها المثل في الزهد يضرب به المثل في الزهد وقد يكون تاجرا واعطاه الله مالا كثيرا ويضرب به المثل ايضا في الزهد فيقول ولو فوق الامير تكون فيها سموا وارتفاعا كنت انت فان فارقتها وخرجت منها الى دار السلام فقد سلمت يعني اجعل همتك بالخروج من هذه الحياة بالسلامة والعافية فان فارقتها وخرجت منها الى دار السلام فقد سلمت وان اكرمتها ونظرت فيها لاكرام فنفسك قد اهنته يعني انشغلت الدنيا قلبك وسيطرت على على على نفسك فانك في هذه الحالة قد اهنت نفسك قد اهنت نفسك وهذا تنبيه على معنى عظيم في اه في الزهد اه وبيان حقيقته على خلاف ما قد يظن ان الزهد هو مجرد الخمول ان ان الزوج مجرد الخمول فنبه ان الزوج الا تكون الدنيا في قلبك الا تكون الدنيا في قلبك شاغلة نفسك مسيطرة على فؤادك هي اكبر همك ومبلغ علمك حتى لو كان الانسان وفي قلبه هذه المعاني مرقع الثياب ليس زاهدا ليس زاهدا حتى لو كان ثيابا مرقعة ومظاهرة آآ فيها تقشف الى اخر ذلك وقلبه مسيطر عليه اه الدنيا ومطامعها ويا همه ومبلغ علمه لا ليس زاهدا فهذا تنبيه على معنى عظيم قال وان اكرمتها ونظرت فيها لاكرام فنفس فنفسك قد اهنت ثم ختم هذا النظم بقوله جمعت لك النصائح فامتثلها يعني هذه المنظومة جمعت لك نصائح ثمينة وصايا مهمة فامتثلها حياتك اي مدة حياتك فهي افضل ما امتثلت وهو بهذا الكلام لا يثني على نظمه ولا يثني على جمعه لا يسمع ليس هذا مراده وانما يريد ان يؤكد على المنصوح ان يهتم بهذا الكلام يعني عندما تقدم لشخص نصائح وتشعر انه بحاجة لها وتعبت مثلا في جمعها ثم قلت يا يا اخي الكريم هذه النصائح التي قلت لك والله عظيمة جدا ومهمة وفيها علم عظيم وانت بحاجة اليها هل انت بهذا تمدح نفسك انت تريد ان ينتبه تريد ان ينتبه ان يشعر بقيمة هذا الكلام وان ان يهتم به ويعتني به جمعت لك النصائح فامتثلها حياتك فهي افضل ما امتثلت وطولت العتاب وزدت فيه لانك في البطالة قد اطلت في البطالة يعني في التقصير وعدم اخذ نفسك بمأخذ الحزم والجد والعزم فلاجل ذلك انا اطلت عليك في الكلام وهذا ايضا جميل وهو من حسن التودد وجميل الخطاب ان تقول لمن تناصحه في نهاية نصحك له ارجو المعذرة ان كنت اطلت عليك او اثقلت عليك في الكلام او اوقفتك كثيرا في هذا المكان فمثل هذا الكلام جميل جدا ويزيد اه في انشراح صدر المنصوح واقباله على النصح الذي قدمته له وطولت العتاب وزدت فيه لانك في البطالة قد اطلت ثم يعود على نفسه اه رؤية تقصيرها وتفريطها فيقول له ولا يغررك تقصيري وسهوي لا لا يغررك تقصيري وسهوي يعني لا تنظر الي وما انا فيه من تقصير وما انا علي من سهو لا تغتر بذلك وخذ بوصيتي لك ان رشدت لا تنظر اليه ولا الى تقصيره ولا الى تفريطه خذ هذه الوصية التي جمعتها لك واعمل بها ولا يغررك تقصيري وسهوي وهذا كما اشرت اهل اهل المنازل في الفضل والعبادة لا يزالون يهضمون انفسهم ويرونها مقصرة ومفرطة بخلاف عكس هؤلاء من المقصرين تجده يرى نفسه بماذا بمرأى المكمل للعمل المتمم له الذي لا احسن منه فيه وذكرت كلام الحسن البصري رحمه الله حول هذا المعنى قال رحمه الله في هذا البيت وقد اردفتها تسعا حسانا وكانت قبل وكانت قبل ذا مئة وستة هذا ذكر فيه عدد ابيات هذه اه المنظومة وان عددها مئة وخمسة عشر بيتا فيقول كانت مئة وستة وزدتها تسعة ابيات وزدتها تسعة ابيات فكان المجموع مئة وخمسة عشر بيتا ثم ختم رحمه الله بالصلاة والسلام على النبي والصحب والال ونسأل الله عز وجل ان يجزي هذا الناظم على هذه المنظومة النافعة الماتنة الماتعة المفيدة وان يغفر له لابي اسحاق وان يغفر لابي بكر ايضا الذي مر معنا ذكره في هذه الابيات وجعله الله سببا لهذه الابيات النافعة فغفر له غفر الله له وللناظم وغفر لنا اجمعين لوالدينا ومشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات واصلح الله لنا شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا الى انفسنا طرفة عين واصلح لنا شأننا كله لا اله الا انت اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين احب ان انبه ان الدرس يتوقف اه الى يوم الاحد ان شاء الله الى يوم الاحد القادم اه اعود باذن الله عز وجل اما درس الخميس فهو باق على ما هو عليه ان لم يكن لي آآ للوالد مجيء في ذلك آآ اليوم الذي هو يوم الخميس وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد