الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول ابو الفتح علي ابن محمد ابن الحسين البستي رحمه الله تعالى في منظومته عنوان الحكم من عاشر الناس لاقى منهم لان سوسهم بغي وعدوان ومن يفتش عن الاخوان يقليهم فجل اخوان هذا العصر خوان. من استشار صروف الدهر قام له على حقيقة طبعه الدهر برهان من يزرع الشر يحصد في عواقبه ندامة ولحصد الزرع ابان من استنام الى الاشرار نام وفي قميصه منه موصل وثعبان كن ريق البشر ان الحر همته صحيفة وعليها البشر عنوان ورافقي الرفق في كل الامور فلم يندم رفيق ولم يذممه انسان ولا يغرنك حظ جره خرق فالخرق هدم ورفق المرء بنيان. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يواصل الناظم ابو الفتح البستي رحمه الله في قصيدته هذه عنوان الحكم نثر هذه الحكم في نظم بديع وبيان جميل معددا الحكم واحدة تلو الاخرى يقول رحمه الله تعالى من عاشر الناس لاقى منهم نصبا لان سوسهم بغي وعدوان في هذا البيت يتحدث ويبين رحمه الله تعالى عن مساوئ واضرار المعاشرة معاشرة الناس عموما اي دون مراعاة في من يصاحب ومن يخالل فهذا ولا شك فيه خطورة على المرء المسلم اذ ليس للمسلم ان يمشي مع من شاء كما قال ذلك السلف رحمهم الله وفي الحديث المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل فمن عاشر الناس خالطهم وصاحبهم رافقهم لاقى منهم نصبا لاقى منهم نصبا اي سيجد على اثر هذه المخالطة والمصاحبة والمعاشرة سيلقى من الناس نصبا اي انهم فيهم من سيسيء اليه ومنهم من يظلمه ومنهم من يحسده ومنهم من يبغي عليه ومنهم ومنهم الى اخر ذلك فسيلقى منهم نصبا ولهذا شرع لنا في السنة كل مرة نخرج فيها من البيت ان نقول اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل او اذل او اذل او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل علي لان الانسان اذا خرج من بيته سيلاقي الناس ويختلط بهم وفيهم المحسن والمسيء وفيهم الظالم والعدل وفيهم الجاهل والعالم فهم اخلاق واجناس وهو عرظة في مخالطته لهم ومعاشرته لهم ان يلقى النصب اي الجهد والعناء والمشقة بسبب مخالطة الناس لماذا قال لان سوسهم بغي وعدوان والسوس في اللغة هو الاصل والطبع السوس في اللغة هو الاصل والطبع اي ان طبعهم البغي والعدوان الا من رحم الله ونجاه ووقاه وسلمه من ذلك وكان الانسان ظلوما جهولا الا من نجاه الله وسلمه ووقاه سبحانه وتعالى من ذلك ثم قال رحمه الله ومن يفتش عن الاخوان يقلهم فجل اخواني هذا العصر خوان فجل اخواني هذا العصر خوان وان شئت ايضا قل خوانوا بضم الخاء جمع خائن وكل منهما يستقيم به اه السياق والمعنى وخوان مصدر وخوان جمع خائن يقول من يفتش عن الاخوان يقليهم قلاه يقليه اي ابغضه اي يبغضهم من يفتش عن الاخوان يبغضهم هذه الكلمة تحتمل احد امرين يفتش عن الاخوان اي بحثا عنهم يفتش عن الاخوان اي بحثا عن الاخوان تحريا لمن يصاحب عملا بالحديث المرء على دين خليله ينظر احدكم من يخالل وقوله فلينظر فيه امر بالتحري والتنقيب لا ان يخالط هكذا دون ان يتحرى ودون ان يطمئن لمن يصاحبهم فاذا قوله من يفتش اي من يبحث عن اخوانا ورفقاء يصاحبهم ويخالطهم يقليهم لماذا؟ لان جل يقول اخوان هذا العصر خوان لانها جل اخوان هذا العصر خوان ويحتمل ان المراد بيفتش عن الاخوان ان يفتش عن اخلاق اموري واعمال من يصاحب ومن يرافق وهذا مذموم كون الانسان يعني له اخوة وله رفقاء وله اصحاب ثم يشتغل بتفتيش عن معائب وبحث عن اشياء تنقيب هذا لا ينبغي لكن له الظاهر ما يراه منهم في تعاملاته ومصاحباته لا ينقب ولا يفتش والاقرب ان مراد الناظم هو الاول يعني ان من يبحث عن الاصحاب ويفتش عن رفقائه وصاحبهم في الغالب ان كل من يراهم يقليهم اي يبغضهم بمعنى ان انهم قلة بمعنى انهم خلة ولهذا قال في الشطر الثاني فجلوا اخواني هذا العصر خوان وهذا يقوله في القرن الرابع يقول في القرن الرابع فكيف ما بعد هذا القرن الذي يتحدث عنه بعشرة قرون ولكن الخير باق وقد قال عليه الصلاة والسلام لا تزال طائفة من امتي على الحق وقال عليه الصلاة والسلام لا يزال الله يغرس لهذا الدين او في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته. لا يزال تبيد الاستمرار فمثل هذه المعاني لا تقنط الانسان ولا تيأسه ولا ايضا تدخله في نظرة متشائمة فان مثل هذا لا لا يحمد بل الخير موجود واهله لهم وجود من بحث عن الاخوان والرفقاء الاخيار وجدهم ولا ينتظر في من يصاحب كمالا النقص موجود والخطأ موجود والضعف فالانسان موجود لكن الاخيار لهم وجود لهم آآ اعمالهم الخيرة ومآثرهم الحميدة وجهودهم اه الطيبة المقصود ان مثل هذا البيت لا يجعل الانسان ينظر نظرة متشائمة او نظرة يائس بل الخير ولله الحمد لا يزال باق ولا يزال الله عز وجل يغرس لهذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته كما جاء في الحديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ثم قال رحمه الله من استشار صروف الدهر قام له على حقيقة طبع الدهر برهان قام له على حقيقة الطبع الدهر برهانه مراده بقوله من استشار صروف الدهر يعني استكشف من خلال النظر في التاريخ ومر العصور واحوال الامم وتقلبات الايام من استشار صروف الدهر اي نظر نظرة عبر التاريخ ومسار الامم واحوالها تقلبات التي آآ تحصل قام له على حقيقة طبع الدهر برهان اي انه من خلال هذه النظرة سيكتشف وسيبرز له برهان واضح على حقيقة طبع الدهر على حقيقة طبع اه الدهر ومراده انه جلاب المعاطب المهالك والدواهي هذا المراد بقوله قام له على حقيقة طبع الدهر برهان وهو في هذا جرى مجرى عدد من الشعراء في ذم الدهر ونسبة المصائب المحن والفتن والمهالك والدواهي اليه على وجه الذم له والدهر كما يعلم ولا يخفى لا يملك شيئا وليس بيده اي شيء من الامر فهو مقلب يقلبه الله سبحانه وتعالى كيف يشاء ويصرفه كيف يشاء لا يملك شيئا ولهذا فان مثل هذه العبارات وتأتي كثيرا في الشعر من الالفاظ التي لا ينبغي ان تقال وهي تندرج تحت النهي الذي دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار لان الدهر مقلب ولا يملك من امر التقلب شيء فالسب له سب لمقلبه سب لمقلبه لانه مقلب لا يملك شيئا فالسب له سب لمقلبه ومثل هذا لا يجوز بل يجب آآ ان يجتنب وان يبتعد عنه لانه داخل في ما نهي عنه في هذا الحديث عن رسولنا صلوات الله وسلامه عليه ثم قال رحمه الله من يزرع الشر يحصد في عواقبه ندامة من يزرع الشر يحصد في عواقبه ندامة لان كل زرع له حصاد لان كل زرع له حصاد فمن حصد فمن زرع خيرا حصد يوم الحصاد ثوابه واجره ومن زرع شرا حصد يوم الحصاد عقابه ووزره وزرع اليوم كما يقال حصاد الغد وزرع اليوم حصاد الغد اي ما يزرعه الانسان في يومه يحصده في غده ومن زرع حصد حصد اي ما زرع ان خيرا حصد خيرا وان شرا حصد شرا كما قال الله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يراه ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ويوم القيامة يوم الحصاد اي يحصد فيه الناس ثمار واثار اعمالهم ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ عندما قال معاذ للنبي عليه الصلاة والسلام او انا مؤاخذون بما نتكلم به قال ثكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم قصائد السنتهم فما يقوله الانسان بلسانه وما يفعله بجوارحه وما يقترفه في هذه الحياة يحصد ثماره واثاره يوم لقاء الله ان كان خيرا لقي الثواب والاجر وان كان شرا لقي العقاب والوزر قال تعالى وهل جزاء الاحسان الا الاحسان وقال تعالى ثم كان عاقبة الذين اساءوا السوء هذا معنى قوله من يزرع الشر يحصد في عواقبه ندامة يحصد في عواقبه اي فيما يعقبه آآ الشر من ثمار واثار ندامة قال ولحصد الزرع ابان ولحصد الزرع ابان اي له وقت ابان اي وقت فالحصاد له وقت الذي يزرع زرعا ينتظر ثمار زرعه متى ابان الحصاد او وقت الحصاد لحصاد الزرع ابان كانه ينبه رحمه الله تعالى الى ان يوم القيامة هو يوم الحصاد ووقت الحصاد وان كل انسان سيلقى في ذلك اليوم ما قدم في هذه الحياة ان كل انسان سيلقى في ذلك اليوم ما قدمه في هذه الحياة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة ان شرا يراه ثم قال رحمه الله من استنام الى الاشرار من استنام الى الاشرار نام وفي قميصه منهم صل وثعبان من استنام الى الاشرار اي ركن اليهم وسكن اليهم وجالسهم واطمأن الى صحبتهم وحرص على رفقتهم سيجني من هذه المجالسة حصادا مرا وثمارا مؤلمة ونتائج مريرة من السنام الى الاشرار اي من يعرفون بالشر والخبث والسوء والفساد والانحلال والانحراف من استنام الى الاشرار نام وفي قميصه منهم صل وثعبان والصل الحية القاتلة الحية القاتلة التي اذا نهشت او نهشت احدا قتلته والثعبان الحية العظيمة الظخمة فمعنى ذلك انه لن يحصل في سكونه اليهم ومصاحبته لهم ومجالسته اياهم الا النتيجة المرة الا النتيجة المرة لانهم سيضعون له ماذا السم الصل والثعبان ليس فيهما الا السم المهلك والاسرار لن يضعوا لمن يصاحبهم الا سما والمراد بالسم هنا الذي يناله الانسان بمصاحبة الاشرار هو ما يفتحونه عليه من ابواب الشر التي فيها عطبه وهلاكه وكم من انسان نشأ في بدء حياته نشأة نظيفة وجميلة ونزيهة ثم استناما الى بعض الاشرار مال اليهم احب مجالستهم وصاحبتهم ملاعبتهم الاستمتاع بمرافقتهم ثم دخل في امور معاطب مهلكة مثل الدخول والعياذ بالله في المخدرات والخمور والفواحش والدخول في الجرائم والبغي والعدوان يكون في بداية الامر نشأ نشأة نظيفة ثم استنام الى بعض الاشرار فتخرج على يديه مجرما مفسدا باغيا ظالما معتديا بسبب مجالسته مرافقته للاشرار وهؤلاء الاشرار الذين يحذر الناظم رحمه الله اشد التحذير من مصاحبتهم ومجالستهم والركون اليهم قد ظهر في زماننا نوع من الاصحاب والرفقاء الاشرار لم يكن لهم وجود في اي زمان مضى من ازمنة التاريخ وهم اولئك الذين يصاحبهم كثير من الناس مصاحبة طويلة من خلال جلوس امام القنوات الفضائية ومواقع الانترنت الشبكة العنكبوتية هذا صاحب من نوع جديد وكم اهلك هذا الصاحب من صحبه وجالسه وكم هي الشرور التي زرعت في نفوس كثير ممن نشأوا على الخير والفضل والادب بسبب مجالسة هذا النوع من الاصحاب واصبح كثير من الناس والشباب ذكورا واناثا يجلس في غرفة واحدة ويغلق الباب ويطمئن انه لا يراه احد من الناس ثم يدخل في متاهات من اه الاصحاب الاشرار من ارباب الشهوات او الشبهات ومع طول هذه المصاحبة وادمان هذه المجالسة يفسد قلب هذا الانسان ويعطب قلبه وهذا حصل لكثير من الناس حصل لكثير من الناس فهذه القنوات وتلك المواقع ينطبق عليها انطباقا تاما قول الناظم من استنام الى الاشرار نام وفي قميصه منهم صل وثعبان كم والله من السموم بثت في نفوس اناس نشأوا نشأة خيرة ونشأة طيبة فتحولوا تحولا جذريا الى انواع من الشرور والمفاسد بسبب استنامتهم لهؤلاء الاشرار من خلال القنوات الفضائية ومواقع الانترنت وفي زمن مضى لم يكن لاعداء الدين طريق للوصول الى افكار الشباب والناشئة الا بصعوبة بالغة لكن لما وجدت هذه الالات والوسائل وسائل الاتصال السريع اصبح هؤلاء الاعداء يدخلون على العقول والافكار من خلال هذه الوسائل التي اضرت بكثير من الشباب وقتلت كثيرا من الفضائل وخلخلت كثير من العقائد واثارت الكثير من الشبهات واججت الكثير من الشهوات وامرظت الكثير من القلوب وجرت الى كثير من المصائب فهذا البيت ينطبق تماما على هذه الالات وهي نوع من الاصحاب استجد في زماننا هذا ولم يكن له وجود في زمن سابق والعاقل ينجو بنفسه ويربى بها ان تهلك مع الهالكين وقد قيل قد هيؤوك لامر لو فطنت له فاربأ بنفسك ان ترعى مع الهمل ثم قال رحمه الله تعالى كن ريق البسر كن ريقا البسر اي كن جميل البشر وطيبة في ملاقاتك للناس تلقاهم بالوجه الطليق ولو ان تلقى اخاك بوجه طليق فكن ضيق البشر اي تلقى الناس ببشر طيب ووجه طليق لا ان تلقاهم مقطبا او عابسا او نحو ذلك بل تلقاهم بالوجه الطليق كن ريق البشر ان الحر وما المراد بالحر عرفنا ذلك قريبا في بيت مضى الحر من نعم من نعم الحر يطلق على خيار الناس الحر خيار الناس او من كثر خيره ومن عرف اه الخير فالحر خيار الناس يطلق على ضد العبد ويطلق على خيار الناس والمراد هنا خيار الناس. ان الحر همته صحيفة وعليها البشر عنوان من كان من خيار الناس همته في ملاقاة الناس ان يكون وجهه صحيفة مثل الصحيفة البيضاء التي عنوانها البسر التي عنوانها البشر بحيث انه دائما يحرص في كل وقت وكل حين ان يلقى الناس البشر وطلاقة الوجه ثم قال رحمه الله تعالى ورافق الرفق اي صاحبه ولازمه وكن من اهله في كل الامور في كل الامور اي في جميع امورك تعامل بالرفق ابتعد عن الاندفاع الرعونة التهور الطيش العجلة العنف ابتعد عنها ولازم الرفق في كل الامور فلم يندم رفيق لم يندم رفيق يعني من يتعامل مع الناس برفق لم يندم يوما من الايام لكونه تعامل بالرفق لماذا لان الرفق كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام خير كله ولا يأتي الا بخير فاذا من يتعامل مع الناس بالرفق لا يندم لكن من يتعامل مع الناس بظد الرفق كثيرا ما يندم ليتني وليتني فلم يندم رفيق ولم يذممه انسانهم يعني لم يذم احد لرفقه وهدوءه ورزانته وتؤدته ولكن الناس دائما يذمون العجل الطائش المتهور المندفع هذا دائما يذمونه الناس فهو يندم من جهة والناس يذمونه من جهة اخرى بينما الرفيق سلم من هذين الامرين لا يندم على قراراته والاجراءات التي اتخذها وايضا في الوقت نفسه لا احد يذمه لا احد يذمه ثم قال ولا يغرنك حظ جره خرق اياك ان تغتر لحظ اي نصيب حصل لبعض الناس بسبب نوع من الخرق يعني تعامل معاملة فيها شيء من الخرق وحصل نتيجة مثلا جيدة فلا تغتر بذلك لان بعظ الناس قد يرى شخصا من الاشخاص مثلا اندفع في امر ما وحصل ربحا مثلا او غنيمة فيغتر في سلك مسلكه ثم يقع في الهلاك فيقول لا لا تغتر بحظ جره خرق فالخرق هدم والخرق والخرق بمعنى واحد وهو الحماقة والتهور والاندفاع خرق هدم اي دائما التعامل خرق اي بالتهور والاندفاع والطيش هدم اي النتائج التي تترتب على التعامل مع الامور بالخرق هي في الحقيقة هدم لا بناء ورفق المرء بنيانه اذا هذا معنى جميل جدا الرفق يبني يبني معاني جميلة قيم رفيعة امور سامية نتائج ايظا مفرحة والخرف يهدم لا يحصل صاحبه من ورائه آآ ثمارا جميلة واثارا حميدة فهذا كله تأكيد من الناظم رحمه الله على العناية بالرفق والحذر من الخرق والخرق وقد جاء في الحديث في مسند الامام احمد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من يحرم الرفق يحرم الخير من يحرم الرفق يحرم الخير اي من يتعامل في الامور آآ التهور والاندفاع يحرم الخير لا يحصل نتائج خيرة وثمار جميلة وطيبة نعم قال رحمه الله تعالى احسن اذا كان امكان ومقدرة فلن يدوم على الاحسان ان كانوا فالروض يزدان بالانوار فاغمة والحر بالعدل والاحسان يزدان صن حر وجهك لا تهتك غلالته فكل حر لحر الوجه صوان فان لقيت عدوا فالقه ابدا والوجه بالبشر والوجه بالبشر والاشراق غضبان دع التكاسل في الخيرات تطلبها فليس يسعد بالخيرات كسلان لا ظل للمرء يعرى من تقى ونهى وان اظلته اوراق وافنان والناس اعوان من والته دولته وهم عليه اذا عادته اعوان سحبان من غير مال باقل حصر وباقل في ثراء المال سحبان لا تودعي السر والشاء يبوح به فما رعى غنما في الدوس سرحان لا تحسب الناس طبعا واحدا فلهم فلهم لا تحسب الناس طبعا واحدا فلهم غرائز لست لست تحصيهن الوان ما كل ماء كصداء لوارده نعم ولا كل نبت فهو سعدان لا تخدشا بمطل وجه عارفة لا تخدشن لا تخدشن بمطل وجه عارفة فالبر يخدشه مطل وليان لا تستشر غير ندب حازم يقظ لا لا تستشر غير ندب حازم يقظ قد استوى فيه اصرار واعلان فلتدابير فرسان اذا ركضوا فيها ابر كما للحرب فرسان. نعم ثم قال رحمه الله تعالى احسن اذا كان امكان ومقدرة احسن اذا كان امكان ومقدرة احسن اي في المجال الذي فتح لك باب الاحسان فيه وهذا لا يختص بامر معين وانما يتناول كل ابواب الاحسان انفتح انفتح لك باب بالعلم والتعلم والتحصيل احسن في ذلك انفتح لك باب في العبادة والنوافل احسن في ذلك في البر والصلة احسن في ذلك في النفقة والبذل فيقول احسن اذا كان امكان ومقدرة احسن اذا كان امكان ومقدرة كل ما وجدت ان كانوا مقدرة على الاحسان فاحسن لا تؤجل ولا تؤخر قد ينفتح لك باب احسان اليوم وتؤجله الى الغد فلا ينفتح لك في الغد بل ربما لا ينفتح لك الى ان تموت هذا تنبيه من الناظم ان ان العاقل يغنم مباشرة اذا حصل بابا من ابواب الخير و مجالا من مجالاته يغنم ذلك وقد قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين وقلبه يعني اه اخذ من ذلك اهل العلم ان من لا يستجيب ولا يبادر ولا يسارع للخير قد يحال بينه وبين ذلك ويعاقب بالحرمان منه ولهذا ينبغي على الانسان اذا انفتح له باب من ابواب الخير ان يحرص على اغتنامه وتحصيله قبل ان يحال بينه وبينه ما كل وقت ينشرح صدرك لطلب العلم مثلا ولا كل وقت ينشرح صدرك للنوافل فاذا حصل من النفس اقبال وامكان وقدرة اغتنم ذلك لعل ذلك يكون هو البوابة والمدخل للمظي في هذا الطريق المبارك. بخلاف من يؤجل قد يكون هو قد يكون التأجيل هو التأجيل الذي لا عودة بعده الى ان يموت الانسان احسن اذا كان امكان ومقدرة لماذا يأتيك الجواب والتعليل في البيت الثاني في الشطر الثاني قال فلن يدوم على الاحسان ان كانوا فلن يدوم على الاحسان امكانه يعني هذا الامكان الذي حصل لك في وقت ما لن يدوم لك ولن يستمر اما بضعفك او ظعف همتك او كثرة المثبطات من حولك او كثرة الشواغل او عدم وجود المعين او غير ذلك يعني قد مثلا يتهيأ لك حلقة علم على عالم فاضل تتعلم على يديه ثم تؤجل ذلك سنة سنتين ثلاث ثم يموت ذلك العالم فلا يكون عندك امكان قد فوت على نفسك الخير وقت الامكان فهذا معنى قوله احسن اذا كان امكان ومقدرة اذا كان امكان ومقدرة فلن يدوم على الاحسان امكان اي هذا الامكان لا يدوم لك. لان الامور والايام اه تتغير فما كان ممكنا اليوم قد لا يكون ممكنا الغد يعني اعطيك مثالا حضرني الان انت في فترة من الفترات فترات حياتك عندك امكان ان تقرأ الكتب بدون زجاجة تعينك على القراءة بدون ان تحتاج الى زجاجة تعينك على القراءة ربما يأتي عليك مرحلة لا تتمكن من قراءة الكتب الا بالزجاجة واذا لم تكن معك ما تستطيع تقرأ وربما يأتي على الانسان فترة لا يستطيع لا يقرأ لا بزجاجة ولا بغيرها لانه الامكان الذي هو البصر قد يكون ضعف لا يتمكن الا بزجاجة وقد يذهب البصر فلا تنفع لا زجاجة ولا غيره فاذا وقت الامكان يغتنمه الانسان يحرص عليه يحرص عليه وسبحان الله من فضل الله سبحانه وتعالى ان العمل الصالح اذا حال بين الانسان وبينه مرض صحي كتب له ما كان يعمل كتب له ما كان يعمل مثل قراءة الانسان ببصره الكتب وعنايته بحفظ بصره رعاية ثم فقد بصره ويكتب له وفضل الله سبحانه وتعالى واسع اذا قوله احسن اذا كان امكان ومقدرة فلن يدوم على الاحسان امكان وهذا يدخل تحته معاني اه كثيرة جدا مثلا اه ايظا مثال اخر حضر في ذهني وجود الابوين عند الانسان هدف آآ امكان عظيم جدا مهيأ للعبد للبر بر الوالدين من اجل الاعمال واعظمها وقرن حق الله في ايات كثيرة جدا ان اشكر لي ولوالديك اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا قد يكون عندك فرصة عظيمة للبر ثم يأتي عليك زمان ربما تفقد الوالدين او تفقد احدهما ويندم المفرط يندم المفرط لماذا؟ لضياع الامكان كان عنده امكانا يبر والديه وضيع ثم فقد والديه فلم يعد عنده امكان لذلك. اذا ما دام الامكان موجود اغتنم ذلك اغتنم ذلك ولا تضيع على نفسك الفرصة وهذا البيت تحته معاني كثيرة جدا جدا معاني كثيرة قد يأتي انسان الى بلد ويكون في مجالس علم حافلة بالعلم. وتكون مدته في هذا البلد مثلا ثلاث سنوات اربع سنوات فكان عنده امكان في تلك المدة ان يحصل على اكابر من اهل العلم ثم تنتهي الثلاث سنوات ويرجع مثلا الى بلده فينتهي ذلك الامكان ويندم فكما قال فلن يدوم على الاحسان ان كانوا لن يدوم على الاحسان ان كانوا اذا ما دامت فرصة مواتية والامكان آآ متيسر ومتهيأ ينبغي على الانسان ان ان يقدم على ذلك وقد قال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن ثم قال رحمه الله فالروض الروظ تعرفونه او لا تعرفونه الروظ الارض المرضعة المعشبة كثيرة النبات والزهر والشجر لا تمل من النظر اليها والجلوس فيها فالروض يزدان بالانوار اذا جئت الى روض ارض روضة فيها العشب والنبات الكثير اذا رأيت في هذا النبات النور وهو الازهار اذا رأيت الانوار يعني جمع نور وهو الزهر فاذا رأيت الازهار ذات الرائحة الجميلة ماذا يحصل بوجود هذه الازهار في الروض يزدان يزدان الروظ بالازهار فاغمة اي متفتحة اذا جئت الى الروظ وفيه الازهار متفتحة وتنبعث منها تلك الرائحة الجميلة فهذا اه اه امر يزدان به الروظ يزدان به الروض ويجمل ويطيب والحر بالعدل والاحسان يزدان يعني مثل ما ان الروظ يزدان بالازهار فالحر الخير من الناس والفاضل منهم يزدان ايضا بالعدل والاحسان كل ما كان متحليا بالعدل والاحسان متصفا بهما كان ذلك زينة وجمالا له. مثلما ان الارض تجمل وتزين. بالازهار المتفتحة ذوات الروائح الجميلة الطيبة فكذلك الانسان الفاضل الخير يزينه ويجمله عدله واحسانه عدله واحسانه صن حر وجهك لا تهتك غلالته صن حر وجهك لا تهتك غلالته حر وجهك اي حسنه وطيبه ضياؤه وجماله صنه اي جنبه وابعده عن كل امر يبعد عنه هذا هذه النظارة وهذا الحسن وهذا الجمال صن حر وجهك لا تهتك غلالته قالوا الغلالة الثوب الرقيق الثوب الرقيق فكان الوجه الطيب الحسن البهي كان عليه غطاء رقيق جميل يزدان به الوجه ويجمل فاذا دنسه صاحبه بما لا يجمل وما لا يطيب هتك تلك الغلالة وازال ذلك الستر عن وجهه. فذهبت عن وجهه نظارته وحسنه وجماله ذهب عن وجهه نظارته وحسنه وجماله صن حر وجهك لا تهتك غلالته فكل حر لحر الوجه صوان كل حر من الرجال اي صاحب المآثر والاخلاق والصفات الحميدة الجميلة لحر وجهه صوان ان يصون حر وجهه يصون حر وجهه عن كل ما يشينه ويقبحه بمعنى انه لا يريق دم وجهه وبهاء وجهه لتوافه الامور الدنيوية بعض الناس لا يبالي بذلك بعض الناس لا يبالي بذلك يعني لا يبالي بان يريق دم وجهه بحيل بكذب بافتراب الى اخره الى غير ذلك ما يبالي بهذا لا يبالي ان اذا لقاه الناس يرون في وجهه مثلا الكذب والشر والاذى والفجور وغير ذلك لا يبالي بهذه المعاني لانه هتك قلادة وجهه هتك غلالة وجهه ولم يصنه واراق دم وجهه فاذا الحر يصون حر الوجه اي جمال الوجه وحسنه وبهائه عن كل امر يشينه واذا كان الحديث حديثا عن حر الوجه الذي هو جمال الوجه وزينة الوجه امام هذا الامر قول النبي عليه الصلاة والسلام نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فحفظها واداها كما سمعها هذا امام هذا الامر وجماعه نظارة الوجه وزينته وحسنه وجماله وبهاؤه انما يكون بالعناية بالسنة علما وعملا وقد دعا النبي عليه الصلاة والسلام لمن كانوا كذلك بهذه الدعوة الميمونة المباركة نضر الله امرأ ومعنى نظره اي كسا وجهه جمالا وحسنا وبهاء ثم قال رحمه الله تعالى فان لقيت عدوا فالقهوا ابدا والوجه بالبشر والاشراق غظان ومعنى غظان يعني مشرق وطلق ففي هذا البيت يوضح كيف يتعامل الانسان مع الاعداء واهل الشر اذا لقيهم وابتلي بهم فيقول عليك ان تلقاهم بماذا ان تلقاهم ابدا يعني دائما وباستمرار بالوجه والبشر نعم والوجه بالبشر والاشراق تلقاهم بالبشر والاشراق لتدفع بذلك شرهم وعدوانهم عملا بقوله تعالى ادفع بالتي هي احسن بالتي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم فمن كان بينك بين وبين عداوة او من كان صاحب عدوان فاحرص على ان تلقاه بالبشر واشراقة الوجه وطلاقة الوجه قد جاء في الحديث حديث في الصحيح حديث ام المؤمنين عائشة ان رجلا استأذن على النبي عليه الصلاة والسلام فقال بئس ابن العشير او قال بئس اخو العشير ثم لما دخل الرجل الى النبي عليه الصلاة والسلام تطلق النبي عليه الصلاة والسلام في وجهه وانبسط اليه وكان قبل قليل قد قال بئس اخو العشير ولما دخل رجل تطلق النبي عليه الصلاة والسلام في وجهه وانبسط اليه ثم لما خرج سألته عائشة في ذلك فقال عليه الصلاة والسلام ان شرار الناس من اتقاه الناس خشية شره او كما قال عليه الصلاة والسلام اذا هذه الوصية التي ذكر الناظم مستمدة من اه هذا الحديث وان الانسان ينبغي ان يلقى عدوه ابدا يعني دائما وباستمرار بالبشر والاشراق وطلاقة الوجه لماذا اولا انت بمثل هذا الاسلوب تكف شره عنك وهذا يسمى دفع بالتي هي احسن يسمى دفع بالتي احسن فانت تكف شره عنك والناحية الثانية قد تفيده هو قد تفيده هو بان يتأثر بتعاملك واخلاقك. وكم من الناس الذين عرفوا بالعدوان تحولوا الى افاضل اخيار بمعاملة عملوا بها فاثرت فيهم وانظر شواهد ذلك الكثيرة في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام كيف كان يلاقي خصومه واعدائه وكيف ان تلك الملاقاة تحول بسببها الى حالا هي احسن حال ثم قال رحمه الله دع التكاسل في الخيرات تطلبها فليس يسعد بالخيرات كسلان هذا بيت فيه التحذير من الكسل وكثيرا ما جاء التعوذ من الكسل مأثور الادعية المأثورة عن النبي عليه الصلاة والسلام اللهم اني اعوذ بك من العجز ومن الكسل العجز يختلف عن الكسل من جهة عدم القيام بالشي لعدم القدرة عليه اما الكسل هو عدم القيام بالشيء مع القدرة عليه مع القدرة عليه يعني قادر بدنيا وجسديا وصحيا على ان يقوم بالشيء فلا يقوم بسبب الكسل فيقول دع التكاسر اذا عنت لك ابواب من ابواب الخير لا تقابلها بالتكاسل دع التكاسل في الخيرات دع التكاسل في الخيرات يعني اذا انفتحت لك ابواب الخيرات لا تتكاسل ولا تقابلها بالكسل دع التكاسل في الخيرات تطلبها معنى تطلبها اي تحب ان تحصلها وان تكون من اهلها لكن لا تفعلها كسلا وتترك فعلها بسبب الكسل وانت تطلبها تحبها وتحب ان تكون من اهلها ولكنك لا تفعلها بسبب الكسل والوقوع في التكاسل فليس يسعد بالخيرات كسلان الخيرات لا يسعد بها بان يكون من اهلها والقائمين بها من كان من اهل الكسل قال لا ظل للمرء يعرى لا ظل للمرء يعرى من تقى ونهى وان اظلته اوراق وافنان اي ان الانسان اذا كان ليس فيه تقوى وليس فيه نهى النهى العقل يعني ليس عنده تقوى وليس عنده عقل اذا كان عاريا من التقوى ومن العقل اذا تعرى من التقوى ومن العقل لا ظل له بمعنى لا عز له لا ظل له اي لا عز له ولا منعه حتى وان اضلته اوراق واثنان حتى وان اضلته اوراق واثنان يعني حتى لو كان في ظل الاوراق اوراق الاشجار والافنان التي هي الغصون غصون الاشجار لو كان في ظل جميل للشجر هو في الحقيقة لا ظل له لان ظل المرأة الحقيقي تقاه ونهاه اي عقله تقاوم النهى والنهاء هو العقل واولي النهى اي اولي العقول لا ظل للمرء يعرى من تقى ونهى اي من من عري من التقى والنهى اي لم يكن متحليا بهما متصفا بهما لا ظل له اي لا عز له ولا منعه حتى وان كان في ظلال الاشجار اه ذات الغصون الجميلة والناس اعوان والناس اعوان من والته دولته الناس اعوان من والته دولته. معنى والته دولته اي اقبلت عليه دنياه وانفتحت عليه الدنيا من كان بهذه الصفة اصبحت بيده دنيا ومال والى كذا الى اخره اعوان لا كل يعرض نفسه لماذا؟ لخدمته وكل وكل يقول له اي خدمة في اي لحظة ولا تتردد في اي ساعة من ليل او نهار انا جاهز اعوان اعوان من والته دولته من والته دولته وهم عليه اذا عادته اعوان اعوان عليه يعني ظده نفس الشخص يعني اذا كان صاحب مال وثراء وكذا كل يبدي له استعدادا تاما لخدمته ومعاونته في اي وقت واذا تغير الامر اذا عادته يعني اصبح ليس عنده شيء من ذلك المال والثراء فانهم اعداء له قل قل مثل ذلك تماما فيمن كان يوما ما عنده رئاسة عنده رئاسة جميع من تحته ومنسوبي كل واحد منهم تحت الخدمة واعوان له واذا انتهت تلك الرئاسة او تلك الزعامة ولم يبقى منها شيء لا لا يبقى شيء من ذلك بل ربما يتحول عدد منهم الى اعداء له فالامر كما قال والناس اعوان من والته دولته وهم عليه اذا عادته اعوان وهم عليه اذا عادته اعوان ان يتكالبون عليه يتكالبون عليه عدوانا واذى سحبان من غير مال باقل حصر صحبان هذا من اه وائل كان يظرب به المثل في الفصاحة والبلاغة والبيان رجل فصيح جدا يظرب به المثل فاذا يريد مدح شخص فصاحته وحسن بيانه قالوا سحبان وائل سحبان وائل فصاحة كفصاحة سحبان يضرب به المثل في الفصاحة يقول سحبان اي هذا الفصيح البليغ من غير مال اذا ما كان عنده مال باقل حصر باق رجل اخر باقي رجل اخر من بني اياد يظرب به المثل في العي يعني ما يستطيع يفصح عن شيء يريد ان يقوله الكلام عنده عسر جدا حتى مما ذكر منعية انه اشترى ظبيا باحد عشر درهما باحد عشر درهما فلقيه قوم وقالوا له يا باقل بكم اشتريته فترك الظبي واشار لهم يديه الاثنتين عشرة واخرج لسانه ليبين لهم انه اشتراه باحدى عشر فانطلق الظبي وهرب انطلق الظبي الذي معه وهرب قالوا بكم؟ ما احسن يعني ان يقول باحدى عشر درهم عنده علم في الكلام والافصاح عما يريد فكان يضرب به المثل بالعي يعني عدم القدرة على الافصاح الا والبيان. فيقول الناظم سحبان هذا الفصيح البليغ من غير مال باق ينحصر يعني عند الناس عند الناس اذا كان الشخص فصيح وبليغ وليس عنده مال يعتبرونه باقن الحصر ولا يعتبرون كلامه وباقل وباقل في ثراء المال سحبانه باقل يعني الرجل اه العيي الذي لا يحسن ان يفصح ولا يحسن ان يتكلم. اذا كان صاحب كلام اذا كان صاحب مال واخذ يتكلم ما الذي يحدث صاحب المال والثراء الذي هو في الحقيقة عنده عي في البيان ولا يحسن ان ان يتكلم اذا اخذ يتكلم الذين حوله كيف يكون استماعهم له كيف يكون استماعهم له كلهم ينصتون واذا تكلم كل واحد يقول لهم ما احسن بيانك وما اجمل كلامك وما اروع فصاحتك وكلامك هذا كله ذهاب وكله درر وما رأيت مثلك في البيان ايش الجمال هذا؟ وايش العبارات الحلوة وهو لا يعتبر اصلا الكلام والفصاحة التي لا ينظر اليها وانما من اجل ما عنده من المال من اجل ما عنده من المال فيمدحه حتى يقرب منه وحتى يحصل منه شيئا هذا غالب يعني غالبا في نظرة يعني كثير من الناس اه بهذه الحال سحبان من غير مال باقل حصر وباقل في ثراء المال سحبانه ثم قال لا تودع السر والشاء ان يبوح به سرك لا تودعه شخصا والشأن والوشاء هو المذياع الذي لا يحفظ السر ولا يحسن كتمة ويقولون ان السر اذا جاوز الاثنين شاحنة السر اذا جاوز الاثنين شاع ما المراد بمجاوزته الاثنين قيل المراد بمجاوزة الاثنين اي الشفتين. اذا اخرجته انت يا صاحبه من شفتيك لم تحفظه ولم تتمكن من حفظه فمن اودعته عنده لن يتمكن الا من رحم الله الا من رحم الله وكتمان السر امر عزيز جدا اتمان السر امر عزيز ولا يوفق لذلك الا من وفقه الله سبحانه وتعالى. بعظ الناس ايظا معروف افشاء السر وعدم كتمانه فيحذر من افشاء السر لمن يبوح به وان الانسان ينبغي ان يحفظ سره يقول لا تودع السر والشأن يبوح به يبوح بي ان يعلنه ويظهره وهذا تحذير من ائتماني من لا يؤتمن فما رعى غنما في الدوي سرحان ما رعى غنما في الدوي سرحان سرحان هذا اسم للذئب من اسمائه سرحان بكسر السين والدو الصحراء والمفازة فهل يتصور ان الذئب يرعى الاغنام في الصحراء هل يتصور ان الذئب يرعى الاغنام في الصحراء الجواب لا لا يرعاها فمثله تماما يعني هذا مثل ذكره للوشاء اذا اودع السر لا يحفظ السر وهو مثل الذئب لو اودع الغنم لا يحفظها بل يبطش بها آآ ويجعلها ما بين قتيل وجريح ثم قال لا تحسب الناس طبعا واحدا فلهم غرائز لست تحصيهن فلهم غرائز لست تحصيهن الوان يعني لا تظن ان الناس على معدن واحد وعلى مستوى واحد في الاخلاق لا لا تظن في الناس انهم بهذه الصفة بل الناس معادن وفي الحديث الناس معادن وفي الصحيحين فالناس ليسوا على طبع واحد ولا على معدن واحد ولا على خلق واحد فلا لا لا تحسب الناس طبعا واحدا لو لو انك ظننت ان الناس طبع واحد تتعب الى انك تفاجأ في مخالطتك للناس بماذا بطباع مختلفة يعني شخص تعامله معاملة جيدة ما ينساها لك ابدا ثم اخر تعامله بنفس تلك المعاملة الجيدة فتجده يحفر لك من اه بالخفاء وانت قد احسنت اليه اناس لا ينسون الجميل واناس لا ينفع فيهم الجميل بل يعني هم آآ اه طبعوا على اللؤم وسوء الطبع لكن يد المعروف يد المعروف والاحسان لا تضيع اينما وضعت وما ضاع في الدنيا لا يظيع عند الله سبحانه وتعالى ولهذا ينبغي على المسلم انه عندما يقدم صنائع المعروف يقدمها رجاء ما عند الله اما ان قدم صنائع المعروف يرجو بها ممن احسن اليهم شيئا فهذا يتعب جدا الاصل في صنائع المعروف ان تقدم قربة يتقرب بها المسلم الى ربه سبحانه وتعالى ويد المعروف غنم حيث كانت كما قال ذلك عبد الله ابن مبارك يد المعروف غنم حيث كانت يعني سواء كانت في شكور او او كفر سواء كانت في شكور او كفور هي غن لكن متى تكون غنما لك ان صنعتها تقربا لله وطلبا لثوابه سبحانه وتعالى ورضاه ولهذا قال الله عز وجل خذ العفو وامر بالمعروف. قيل في معنى خذ العفو اي خذ من الناس ما سمحت به طباعهم ولا تنتظر منهم لا تنتظر منهم جميعا ان يعاملوك بالمعاملة اه الكريمة التي ترى انت انك تستحقها وتستحق ان تعامل بها لا تنتظر ذلك. حتى من اولادك واقرب الناس اليك واقرأ كلاما جميلا عظيما مفيدا جدا في معنى هذه الاية في تفسير الامام السعدي رحمه الله تعالى وايضا اقرأ له كلاما جميلا حول معنى هذه الاية في كتابه الرياظ الناظرة قال فلهم غرائز لست تحصيهن الوان اي طباع الناس وغرائزهم اه معادنهم واصناف اخلاقهم هذي لا تحصى كثيرة جدا آآ الناس في هذا الباب متفاوتون تفاوتا كبيرا هدانا الله اجمعين لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا هو وصرف عنا اجمعين سيئها لا يصرف عنا سيئها الا هو ثم قال لتقرير ما سبق وتوضيحه بالمثال قال ما كل ماء كصداء لوالده وصدى هي عين عذبة مشهورة بعذوبتها وحسن مائها وطيبه فيقول ما كل ماء كصداء يعني ما كل عين تكون في العذوبة مثل صداء اي مثل تلك العين المعروفة بهذا الاسم هذا جاء به شاهد لتفاوت الناس في ماذا في آآ طبائعهم كما انه ما كل ماء كصداء فايظا ما كل الاخلاق خلقا واحدا ولا كل الطباع طبعا واحدا ما كل ماء كصداء لوارده؟ نعم. ولا كل نبت فهو سعدان وسعدان نبت جيد نافع جدا للابل. وهو مرعى للابل نافع لها ويدر اه لبنها ويفيدها فائدة عظيمة جدا ولا كل نبت فهو سعدان. يعني لا ليس كل النباتات بمستوى هذا النبت المعروف بسعدان. بفائدته وجودته وحسن نفعه للابل التي ترعاه هذان مثلا جاء بهما رحمه الله توظيحا لما سبق ثم قال لا تخدشن بمطل وجه عارفة لا تخدشن بمطل وجها عارفة مراده بقوله عارفة اي معروف عندما تقدم معروف لانسان او تهم بتقديم معروف لانسان او تعد احدا بمعروف فاياك ان تخدش وجه معروفك له بمطل اياك ان تخدش وجه معروفك له بمطل يعني مثلا شخص آآ وعدته بشيء وقلت حاجتك الفلانية عندي واعتبرها منتهية على يدي وانا ساتولاها ثم جاءك اليوم وقلت له مرني بعد اسبوع وبعد اسبوع قلت له تعال لي بعد اسبوع القادم ثم بعد اسبوعين ثلاثة وترديد وكذا الى اخره قمت بماذا بالمعروف الذي وعدته فيه تكون بذلك ماذا صنعت خدشت وجه المعروف يعني جماله وحسنه خدشته بالمطل التأخير والتأجيل آآ عدم سرعة الوفاء بما وعدته به لا تخدشن بمطل وجه عارفة فالبر يخدشه مطل وليان البر الذي هو المعروف والاحسان يخدشه اي يجرحه الخدش الجرح يخدشه نطل وليان. واللي هو المطل الليل هو المطل ومنه الحديث وحديث حسن في المسند وغيره ان النبي عليه الصلاة والسلام قال لي الواجد يحل عرظه وعقوبته ثم قال رحمه الله لا تستشر غير ندب حازما يقظا لا تستشر غير ندب حازم يقظ هؤلاء هذه ثلاث صفات نبه عليها الناظم رحمه الله تراعى في الشخص الذي يستشار انت تعرف ان الشريعة حثت على الاستشارة ورغبت فيها وقال الله عز وجل وشاورهم في الامر وفي المأثور عن اهل العلم ما خاب من استشار فالاستشارة هي زيادة في العقل لانك ضممت الى عقلك عقل غيرك ممن عنده بصيرة ورأي لكن ليس كل احد يصلح ان يستشار والاستشارة هذه امر خطير جدا واحيانا يدخل الانسان بسبب الاستشارة في منعطف خطير في حياته ربما يبقى عليه الى ان يموت وربما ايضا بالاستشارة يدخل مسلكا جميلا حميدا يحمد سيره عليه الى ان يموت فالاستشارة امرها مهم جدا وليس كل احد يصلح ان يستشار اذا من الذي يصلح ان يستشار يأتيك الجواب في هذا البيت حيث يقول لا تستشر غير ندب حازم يقظ اي احصر استشارتك في من هذه صفاتهم الندب قالوا في اللغة رجل ندب اي خفيف في الحاجة يعني معروف آآ سرعته في خدمة الناس والاحسان اليهم امور البر والعمل في ابواب الاحسان يعني رجل مبادر ومسارع الى اه الخيرات والندب الذي هو صاحب همة عالية اه جد ونشاط في العمل الخيري تستفيد من هذه الصفة التي فيه لان ان استشرت كسول ان استشرت شخصا كسولا يقول لك لا تستعجل الان ارتاح لك شهر شهرين ثلاثة والدنيا ان شاء الله فيها خير يعني الذي ما تحصله اليوم تحصله الشهر القادم وتحصله السنة القادمة واترك الان العمل وخلك تجلس جسمك يرتاح ومن هذه المعالي الكسول من طبيعة كسله يعطي مشورته والندب الشخص النشيط بنشاطه وهمته وعزيمته ايضا يعطي من يستشيره دفعة مفيدة جدا فاذا ان استشرت ندبا استفدت منه في هذا الجانب استفدت منه في هذا الجانب والحازم الظابط حازم الضابط يعني ضابط للامور وعنده تمييز لها بين الحسن والسيء والطيب والرديء معروف بظبطه و آآ اتقانه للامور. والصفة الثالثة يقظ اي نبيه فيه نباهة ويعرف كيف يبدي الرأي المناسب في الوقت المناسب في المجال المناسب فهذه ثلاث صفات ذكرها رحمه الله جميلة جدا فيمن يصلح فعلا ان يستشار ثم اضاف لها في الشطر الاخر صفة رابعة وهي قوله قد استوى فيه اصرار واعلان قد استوى فيه اصرار واعلانه يعني لا يعرف عنه والاصرار بين الانسان وبين الله لكن لا يعرف عنه من خلال ظاهرة خبث وشر اه بطانة شر وكيد لان اه مثل هذه المعاني قد تنكشف بفلتات اللسان ولتعرفنهم في محن القول فقد استوى فيه اصرار اعلان ثم قال رحمه الله فلتدابير فرسان فللتدابير فرسان اذا ركضوا فيها ابر بالتدابير يعني تدابير الامور ما كل احد يصلح وفي الحديث الناس كابل مئة لا تجد فيها راحلة واقرأ شرحا جميلا جدا لهذا الحديث في جزء مفرد لابن رجب رحمه الله تعالى وهو مطبوع فللتدابير فرسان يعني للامور آآ وفي الاعمال والمصالح ولا سيما المصالح مصالح الامة العامة ومنافع الناس لها فرسان اذا ركضوا فيها ابروا اذا استلموها وكانت ايديهم ابروا اي فازوا وظفروا وحمدوا وحمد غيرهم العاقبة بل التدابير فرسان اذا ركضوا فيها ابروا كما للحرب فرسان مثل ما ان الحرب لها فرسان ايضا تدابير الامور لها ايضا فرسان اذا كانت بايديهم حصلوا وحصل الناس معهم النتائج الحميدة اه الطيبة. نقف عند هذا البيت ولنا مع هذه المنظومة مجلس واحد تنتهي بهذه المنظومة في لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى. نسأل الله ان ينفعنا واياكم اجمعين بما سمعنا وان يجعل ما سمعناه نافعا لنا غير ظار وان يهدينا اجمعين اليه صراطا مستقيما. اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا انت اللهم انا نعوذ بك من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا قوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا. وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا. ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين