الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول ابو الفتح علي ابن محمد ابن الحسين البستي رحمه الله تعالى في منظومة عنوان الحكم وللامور مواقيت مقدرة وكل امر له حد وميزان فلا تكن عجلا بالامر تطلبه فليس يحمد قبل نضج بحران كفى من العيش ما قد سد من عوز ففيه للحر ان حققت غنيان وذو القناعة راض من معيشته وصاحب الحرص ان اثرى فغضبان حسب الفتى عقله خلا يعاشره اذا تحماه اخوان وخلان هما هما رضيع لبان حكمة وتقى وساكن وطن مال وطغيان اذا نبى بكريم موطن فله وراءه في بسيط الارض اوطان. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه تتمة منظومة عنوان الحكم لا بالفتح البستي رحمه الله تعالى وقد عرفنا مكانة هذه الابيات وحسن ما اشتملت عليه من حكما عظيمة ووصايا نافعة ضمنها رحمه الله تعالى ابيات هذه المنظومة واتت ابياتها في الغالب كل بيت منها يحمل حكمة وتوجيها مسددا قال رحمه الله وللامور مواقيت مقدرة وكل امر له حد وميزان ينبه الناظم رحمه الله تعالى الى مراعاة مواقيت الاشياء وايضا حدودها وموازينها بحيث يزن المرء كل امر في ميزانه المناسب وقته وحده ميزانه يراعي ذلك لان الامور ان لم توزن بموازينها ولم تعتبر فيها موازينها وقع الخلل وقع الخلل فمثلا من حيث الوقت يقول وللامور مواقيت مقدرة ان لم تراعى في الامور مواقيتها وقع الخلل فكما قيل من استعجل الشيء قبل اوانه عوقب بحرمانه فاذا هذا بيت فيه توجيه من الناظم رحمه الله لوزن الامور بموازينها من حيث الوقت ومن حيث الحد من حيث المكان كل امر يعتبر في الامور لا بد ان يراعى احجاما او اقداما سواء كان المرء يريد اقداما على امر او يريد احجاما على عن امر لابد من مراعاة ما اشار اليه الناظم الا وهو وزن الامور بموازينها وحدودها واوقاتها ولهذا يقول بناء على ما سبق فلا تكن عجلا العدل من الناس هو من لا يراعي مواقيت الامور المقدرة فتراه يأتي الامور بطيش وعجلة فيقع حينئذ الخلل والزلل قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل فالامور لا بد ان تؤخذ بالاناة وبالرفق وعدم العجلة خاصة في الامور التي لا تتضح للانسان ولا تستبين له حدودها وموازينها لا يجوز له ان يستعجل ومن يستعجل في الفتن باتخاذ القرارات يظل ويظل الاخرين ولهذا يقول ابن مسعود رضي الله عنه انها ستكون امور مشتبهات فعليكم بالتؤدة التؤدة هي الاناة وعدم العجلة فعليكم بالتؤدة فانك ان تكون تابعا في الخير خير من ان تكون رأسا في الشر ولما تحدث علي رضي الله عنه ان الفتن خطورتها قال فلا تكونوا عجلا مذاييع بذرا فلا تكونوا عجلا مذايع بذرا رواه البخاري في الادب المفرد عجل من العجلة مذايع اشاعة الكلام دون تثبت ودون روية بذر اي من يبذرون الفتن ويبذرون بذور الشر فحذر رضي الله عنه من العجلة قال فلا تكن عجلا في الامر تطلبه لا تكن عجلا في الامر تطلبه اي اذا طلبت امرا من الامور تعرف على حده تعرف على وقته تعرف على ميزانه تعرف على سبل تحصيله ثم اسلك الطريق سواء كانت الطريق طويلة او قصيرة لا تستعجل تعرف اولا على الوقت الحد الزمان الطريقة تعرف على ذلك ثم تسلك الطريق بخطى واضحة ولا تستعجل شيئا قبل وقته فلا تكن عجلا في الامر تطلبه فليس يحمد قبل النضج بحران ليس يحمد قبل النضج بحران قالوا بحران هذه كلمة مولدة ليست عربية وتستعمل في الطب قديما وهي تعني تغير المريض السريع التغير السريع يعني قبل النضج يحصل تغير مثلا مريظ اه اخذ معه المرض شدة ومعاناة والما وفجأة قال انا احس الان انني مرتاح تماما التغير السريع يقال عنه بحران هذا يتخوف منه الاطباء لانه قبل النضج قبل النضج فلا يحمدونه فليس يحمد قبل النضج بحرا يعني هذا التغير السريع لا يحمد بل يتخوفون منه لانه جاء قبل النضج ذكر ذلك رحمه الله مثلا التحذير من استعجال الامر قبل اوانه اضرب مثلا اخر لعله يوضح الامر بشكل اوضح. شخص يريد ان يبني بيتا من ادوار لكنه مستعجل جدا في البناء ويريد ان ينتهي بسرعة اذا كانت العادة ينتهي مثل هذا البيت في سنة هو يقول اريد ان انيه في شهرين باي طريقة كانت المهم ينتهي ثم يأتي على الاساسات بسرعة ولا يعتني بقواعد البنيان واصوله والامور المعتبرة فيه مهم اهتمامه كله منصب على ان ينتهي بسرعة ينتهي بسرعة او لا ينتهي ينتهي بسرعة لكن هل يحمد مجرد ما يسكن او يسكن غيره يفاجئون الخلل تلو الخلل يفاجئون بالخلل تلو الخلل فليس يحمد قبل النضج بحرانه. يعني الامور قبل ان تنضج قبل ان تستوي قبل ان تأخذ مأخذها الصحيح فانها لا تحمد. هذا في كل باب ولما كان الان المثال الذي اورده يتعلق الطب في قولهم ليس يحمد قبل النضج بحران. الطبيب نفسه عندما يستعجل التطبب قبل ان يتقن العمل حرصا على ممارسة العمل بوقت سريع يحمد ذلك او لا فليس يحمد قبل النضج بحران كفى من العيش ما قد سد من عوز كفى من العيش ما قد سد من عوز اي يكفي الانسان في ما يتعلق بقوته العيش هو ما يقتاته اه الانسان ويحتاجه لقوته فيكفي من العيش ما قد سد من عوز اي سد من حاجة يعني يكفيه الشيء الذي يكون به قوته وغذاؤه وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام من اصبح امنا في سربه عنده قوت يومه معافا في بدنه فكأنما اوتي الدنيا بحذافيرها عنده قوت يومه فاذا يكفيه ما سد من عوز يعني ما يسد حاجته ما زاد عن ذلك فهو فضله وزيادة لكن الكفاية تكون بما سد من عوز عنده يقول عليه الصلاة والسلام قوت يومه اي طعام اليوم الذي هو فيه قال ففيه للحر ان حققت غنيان الحر عرفنا المراد به وانه المراد خيار الناس وافاضلهم فالحر فيما سد من عوز بنيان اي آآ يغنيه ويكفيه ويجد انه اه مغنيا له وكافيا له ففيه للحر ان حققت بنيان ان حققت في الامر وتبصرت فيه وجدت ان الحر من الناس اي اهل الفضل والخير يعتبرون وجود قوت الانسان اه غنية وكفاية لان ما زاد على ذلك فظله وذو القناعة راض من معيشته يعني حتى وان قلت ذات يده فهو راض عن معيشته لان الغنى غنى النفس الغنى غنى النفس فذو القناعة راض من معيشته يعني حتى ولو كانت امور قليلة فهو راض وصاحب الحرص ان اثرى فغضبان الشخص الحريص على الدنيا والذي ليس عنده قناعة حتى وان كان ثريا ثراء فاحشا غضبا ولو كان عند ابن ادم واد من ذهب لتمنى واديا اخر فذو الحرص وان اثرى غضبان يعني لا يقنع حسب الفتى عقله خلا يعاشره حسب الفتى ان يكفيه عقله اذا كان صاحب عقل راشد وفهما ثاقب حسبه عقله خلا يعاشره اذا تحاماه اخوان وخلان. اذا ابتعد عنه تجنبه الاخوان والخلان يكفيه العقل اذا كان صاحب عقل حصيف رأي سديد حسب الفتى عقله خلا يعاشره اذا تحماه اخوان وخلان وذلك لان صاحب العقل الصحيح حسن التدبير للامور وحسن المعالجة لها واتيانها من ابوابها والتعامل مع الاشياء بخلاف من لا عقل عنده بخلاف من لا عقل عنده فهو ينبه بهذا البيت مكانة العقل السديد وانه يكفي صاحبه باذن الله سبحانه وتعالى هما رضيع لبان حكمة وتقى الحكمة والتقى متلازما تلازم رضيع لبن اي تلازم من رضع من سد واحدة تجمعهم الاخوة وتربطهم بالرابطة الوثيقة وهذا يظرب به المثل في الامرين المتلازمين يقال عنهما رظيع لبان كذلك المال والطغيان المال والطغيان هما ايضا ربيع لبان اي متلازما كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى فالمال يجر للطغيان الا من سلمه الله هذا الغالب في المال انه يجر صاحبه للطغيان الا من سلمه الله تبارك وتعالى ووقاه هما ربيع لبان حكمة وتقى وساكن وطنها مال وطغيان يعني الحكمة والتقى رضيع لبان وساكن وطن وايضا المال والطغيان رضيع لبان وساكن وطن. بمعنى ان كلا منهما ملازم الاخر لا ينفك عنه اذا نبى بكريم موطن فله وراءه في بسيط الارض اوطانه اذا نبأ موطن كان في موطنا ما فقلاه اهله وعادوه وابغضوه او ربما ايضا طردوه او غير ذلك اذا نبى بكريم موطن فله وراءه في بسيط الارض اوطانه الم تكن ارض الله واسعة فله في بسيط الارظ اوطانه يا ظالما فرحا بالعز ساعده يا ظالما فرحا بالعز ساعده ان كنت في سنة فالدهر يقضى نوم هنا مقام تحذير من الظلم وبيان خطورته على صاحبه وان العقوبة تحل به وان تأخرت فانها ستحل به ولابد طال الزمان او قصر فيقول يا ظالما فرحا بالعز ساعدهم العز السلطان والحاشية والاتباع والاعوان اذا ساعدته هذه الاشياء على الظلم والسمرة الظلم واخذ يظلم هذا وهذا هذا وذاك لانه يساعده على الظلم العز الذي معه الذي هو السلطان والسطوة والقدرة فيقول له تنبه ان كنت في سنة يعني في غفلة فالدهر يقظان ان كنت في سنة فالدهر يقضان يعني عندما ينظر الانسان في تقلب الايام وتاريخ الامم يدرك ذلك كان الناظم يقصد هذا المعنى بقوله فالدهر يقضان اي من يتأمل التاريخ يجد فيه العبر فالعبر في تاريخ من غبر ينظر في التاريخ ويجد العبرة فيه اما اذا كان المعنى فالدهر يقضان اي الدهر يقظان لك ولامثالك وسيوقع بك الدهر اه نكالا او كذا ان كان هذا المعنى فهو معنى غير صحيح فاسد لكن المعنى كانه ينبه الى اخذ العبرة والعظة من التاريخ قال ما استمرأ الظلم ما استمرأ الظلم لو انصفت اكله وهل يلذ مذاق المر خطبان الا الظلم يقول لا يستمرئ الظلم يعني لا يكون من يأكل الظلم والمظالم ويجدها مريئة هنيئة لو انصف الانسان في في هذا المقام لوجد انه فعلا الظالم لا يستمرئ الظن والظلم لا يستمرأ وظرب على ذلكم مثال في الخطبان الخطبان هو الحنظل الخطبان هو الحنظل عندما يجف يصبح لونه الى الاصفرار اقرب تشتد مرارته ويضرب به المثل في شدة المرارة فمن الذي يطيق الخطبان ويستطيب طعمه وهو اشد ما يكون في المرارة فاذا كان الخطبان الذي هو الحنظل لا يلذ مذاق احد اطلاقا فالظلم كذلك لا يمكن ان السمراء الظلم ان يستمرئ الظلم اكلهم اكله هذا اذا نظر الانسان للامر نظرة انصاف اما اذا نظر بنظرة مغالطة مكابرة فهذا امر اخر يا ايها العالم المرظي سيرته ابشر فانت بغير الماء ريان هذا ثناء من الناظم وبشارة للعالم مرظي السيرة والعالم مرظي السيرة هو الذي اكرمه الله بين العلم والعمل اكرمه الله بالجمع بين العلم والعمل علم نافع وعمل صالح فعنده علم وعنده ايضا سيرة حسنة وطيبة فيقول مهنئا ومبشرا لمن كان بهذه الصفة. يا ايها العالم المرظي سيرته ابشر ابشر لك البشارة بكل خير في الدنيا والاخرة ما دمت تجمع بين العلم والسيرة الطيبة فانت بغير الماء ريان ريان اي بما اتاك الله من علم وحكم اخلاق واداب وفضائل انت بهذه المعاني العالية الرفيعة ريان حتى لو لم يكن عندك الماء سبحان الله قرأت كلاما عجيبا لاحد المعاصرين كان على غير الاسلام يتنقل من دين لاخر كل ما دخل في دين لا يجد فيه بغيته ثم ينتقل الى اخر دخل في اديان عديدة حتى من الله عليه واكرمه بدخول الاسلام ثم قال كلاما عجيبا معناه قال ان البشرية كلها عطشى في اشد ما تكون حاجة الى الماء وانا كنت واحدا من هؤلاء العطش وبحثت في الاديان ما يرويني فلم اجد ما يروي عطشي الا في الاسلام هذا معنى كلامه الشاهد ان الذي يكرمه الله بالعلم والعمل ومعاني الدين العظيمة تقوم في نفسه اخلاقا وادابا الى غير ذلك هو كما قال الناظم ريان ولو لم يكن عنده ماء يقصد انه ريان بالمعارف الايمانية والحقائق الدينية والاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة بخلاف الجاهل ولهذا يقول الناظم ويا اخا الجهل لو اصبحت في لجج يا اخ الجهل لو اصبحت في لجج اخا الجهل اي صاحب الجهل ورفيق الجهل لو اصبحت في لجج اي لجج من الماء الماء من حولك من كل جهة لو اصبحت في لجج فانت ما بينها لا شك ظمآن فانت ما بينها لا شك ضمآن والمراد بالظمأ هنا الظمأ الذي تحدثت عنه قبل قليل وتحدث عنه ذلك المهتدي للاسلام لا يروي هذا الظمأ الا العلم النافع والعمل الصالح ثم قال لا تحسبن سرورا دائما ابدا. من سره زمن ساءته ازمان السرور لا يدوم الدنيا دار امتحان وابتلاء وكما قال ابن عباس رضي الله عنهما ما ملئت دار حبرة الا ملئت عبرة لابد الدنيا لابد فيها مثل ما قال الله سبحانه وتعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له فما بين سراء وضراء وشدة ورخاء فاذا ينبغي التنبه لذلك لا تحسبن سرورا دائما ابدا لا تحسبن سرورا دائما ابدا. من سره زمن ساءته ازمانه لكن المؤمن امره كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام كله خير في سراءه وضراءه في شدته ورخاءه في صحته ومرظه في غناه وفقره في جميع اموره وهذا لا يكون الا للمؤمن قال رحمه الله اذا جفاك خليل كنت تألفه واذا كان لك صاحب وبين وبينه صحبة قوية وجفاك تطلب سواه فكل الناس اخوانه يعني اطلب رفيقا سواه لكن مع مراعاة وملاحظة ما جاء في الحديث المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل فلينظر احدكم من يخالل وعبارة كل الناس اخوان فيها توسع فكل الناس اخوان فيها اه توسع والاخوة اخوة الدين كما قال الله تعالى انما المؤمنون اخوة ويقولون الاخوة اخوتان اخوة دينية واخوة طينية الدينية التي يجمع ويربط فيها الدين الواحد دين الاسلام انما المؤمنون اخوة والاخوة الطينية اخوة النسب وان نبت بك اوطان نشأت بها فارحل فكل بلاد الله اوطان هذا نظير قوله فيما سبق اذا نبى بكريم موطن فله وراءه في بسيط الارض اوطانه يعني لا ينبغي ان ان تضيق الانسان به الارض اذا ضاقت في مكان ينتقل الى مكان لعله يجد فيه رفقة اخيارا واعمالا صالحة ومجالات انفع يا غافلا في الشباب الرحب منتشيا من كأسه هل اصاب الرشد نسوان هذا تحذير الشاب المغتر بالشباب الشاب المغتر بشبابه ولم يحسن الانتفاع بمرحلة الشباب ولهذا قال منتشيا اي معجبا بشبابه مختالا لم يحسن الاستفادة من مرحلة الشباب ومرحلة الشباب هي مرحلة تعد من احسن المراحل من حيث القوة والنشاط والقدرة ولهذا لما حث النبي عليه الصلاة عليه الصلاة والسلام على اغتنام العمر قال حياتك قبل موتك خص مرحلة الشباب بالذكر فقالوا وشبابك قبل هرمك مع انها داخلة في قول حياتك قبل موتك لكن خص مرحلة الشباب بالذكر لانها مرحلة عظيمة جدا وهي مرحلة القوة والنشاط ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله من استغل مرحلة الشباب استغلالا صحيحا في طاعة الله شاب نشأ في طاعة الله يا غافلا اي مختالا في الشباب الرحب منتشيا من كأسه ان يجد نشوة وزهوا اعجابا بكأس الشباب ومغترا بذلك هل اصاب الرشد نشوا؟ النسوان السكران يعني هل النسوان الذي هو السكران اصاب رشدا بتلك النشوة؟ الجواب لا اذا ما هذه النشوة التي اه تجدها غرورا واعجابا زهوا وعدم انتفاع في هذه المرحلة العظيمة من مراحل عمرك ثم اخذ ينبه رحمه الله الى ان مرحلة الشباب لا تدوم لا تغترر بشباب رائق نظر فكم تقدم قبل الشيبي شبان ان انظر الى جميع كبار السن انظر الى جميع كبار السن مروا بهذه المرحلة مروا بهذه المرحلة مرحلة الشباب وكانوا مثلك وربما انشط منك ترى رجلا مسنا لا يتحرك الا بعصا وجهد جهيد ربما لما كان في عمره كان انشط منك واقوى منك فلا تغترر بشباب رائق نظر فكم تقدم قبل الشيب شبان يعني ان هذه المرحلة لها وقت وتنتهي الامام احمد رحمه الله له كلمة جميلة في هذا المقام يقول ما شبهت الشباب الا بشيء كان في كمي فسقط ما شبهت الشباب الا بشيء كان في كمي فسقط يعني هي مرحلة سرعان ما تنتهي ولو سألت كل رجل كبير سن عن مرحلة الشباب كيف مرت يقول مرت من اسرع ما يكون كلمح البصر سريعا فهي فعلا ستمر سريعا وتنتهي هذه المرحلة ولا تعود حتى لو تمنيت مثل ما تمنى الشاعر الا ليت شبابا بوعا فاشتريته ما ما احد يبيع الشباب ولا يشترى. اذا انتهى انتهى لكن الغنيمة في استغلال مرحلة الشباب قبل ان تضيع تلك المرحلة وكلام الناظم جميل عندما قال كم تقدم قبل الشيب شبانهم يحدث احد الافاضل ان اهله كانوا في الولادة فكان قلقا احد الافاضل يحدث ان اهله كان في الولادة فكان قلقا ورآها الطبيب قلقا قال له لماذا تقلق شوف الناس اللي بتمشي هذي كلها اتولدوا كلمة جميلة قال الناس هذي اللي بتمشي كلها اتولدوا يعني مروا بهذه المرحلة مرحلة الولادة كل الناس هؤلاء اللي تراهم فذكرني بكلامه قول الناظم هنا كل الشيب ايظا كانوا شبان كل مروا بهذه المرحلة ويا اخا الشيب ويا اخا الشيب لو ناصحت نفسك لم يكن لمثلك في اللذات امعان ينصح هنا من كان في مرحلة الشيب وهو ممعن في اللذات ليس مقبل على الطاعات فينصح من كان في هذه العمر وهو بهذه الصفة ممعن في اللذات يقول له يا اخا الشيب لو ناصحت نفسك لم يكن لمثلك في اللذات امعان ولماذا يقول هب الشبيبة تبدي عذر صاحبها الشبيبة تبدي عذر صاحبها يقال شاب ونشيط وقوي الى اخره هب الشبيبة تبدي عذر صاحبها انه شاب وفي فوران الشباب وفي قوة الشباب ونشاطه هب الشبيبة تبدي عذر صاحبها ما عذر اشيب يستهويه الشيطان ما عذر اشيب تستهويه الشيطان ولهذا جاء في الحديث ثلاثة لا ينظر الله اليهم ولا يكلمهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم وذكر منهم الاشيمط الزاني يعني كبير السن الذي يقع في الزنا وقوعه فيه ليس شهوة عارمة دفعته ولم يسيطر على نفسه ولم يستطع ان يملكها وانما فساد فيه وانحلال وانحراف هب الشبيبة تبدي عذر صاحبها ما عذر اشيب يستويه شيطانك كل الذنوب فان الله يغفرها ان شيع المرء اخلاص وايمانه وهذا بيت عظيم جدا في مكانة الاخلاص والايمان وان من كان من اهل الاخلاص والايمان فهو حري بان تغفر ذنوبه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فكل الذنوب فان الله يغفرها كما قال تعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ان شيع المرء اخلاصا وايمانا شيعه اي صاحبه يوم يلقى الله سبحانه وتعالى لكن لو مات على غير الاخلاص والايمان لم يشيعه اخلاصا وايمان فانه لا مطمع له ابدا في مغفرة الله ولا سبيل له لنيلها ونيل رحمة الله بل ليس امامه الا العذاب الاليم والخلود الدائم في العذاب ثم قالوا وكل كسر فان الدين يجبره كل كسر يحصل للانسان الدين يجبره وما لكسر قناة الدين جبران القناة الرمح وقناة الدين اي الاصابة التي تكون للانسان في دينه هذه ليس لها جبران مثل ما قيل ان في تقوى الله خلفا من كل شيء وليس من تقوى الله خلف التقوى والدين امور الاسلام هذه ليس منها عوظ اذا ذهبت ليس هناك شي يعوضها لكن امور الدنيا لها ما يعوضها يعني مثلا انسان فقد مالا فقد مالا فقد جزءا من صحته يصبر ويحتسب ويرجو ثواب الله ويرجو من الله العوظ فتأتيه امور عديدة جدا في الدنيا والاخرة تعوضه عن هذا الذي فقده. لكن اذا فقد الدين اي شيء يعوضه في فقده لدينه كل كسر فان الدين يجبره اي كسر يصاب به الانسان في ماله في صحته في اي مجال الدين يجبره يجبره بماذا بالثواب والاجر والمصائب كفارات في شريعة الاسلام المصائب كفارات وما لكسر قناة الدين جبران اي اذا كان الكسر في الدين نفسه ليس هناك اي شيء يجبره ثم ختم هذه الابيات وهذه الحكم بقوله خذها سوائر امثال مهذبة فيها لمن يبتغي التبيان تبيان اي خذها امثال عظيمة مجتمعة ملتئما في مكان واحد صيغة بصياغة عذبة وكلمات حسنة جميلة يجد فيها بغيته من اراد اه التبيان والمعرفة الحكم العظيمة النافعة ثم قال ما ضر حسانها والطبع صائغها ان لم يصغها قريع الشعر حسان ما ضر حسانها اي ناظمها حسانها اي ناظمها والطبع صائغها يعني انها جاءت اه هكذا مثل ما يقال الشاعر المطبوع تأتي المعاني تنساب اه في آآ معنى تلو اخر ما ضر حسانها والطبع صائغها ان لم يصغها قريع الشعر حسان اي ان لم يكن قد صاغها سيد الشعراء حسان ابن ثابت رضي الله عنه وهذا مراده ليس الثناء على نفسه ولا مدح شعره ولكن مراده ان ينتبه قارئ هذه الابيات الى المعاني الجميلة والحكم العظيمة التي تضمنتها هذه الابيات عرفنا ان ناظم هذه الابيات ناظم هذه الابيات آآ توفي في القرن الرابع يعني وفاته كانت آآ في عام اربع مئة للهجرة وقيل اربع مئة وواحد جاء بعده بقرنين شاعر توفي عام ست مئة توفي عام ست مئة هو ابو البقاء الرندي وعلى اثر الاحداث العظيمة والمصيبة الفادحة التي حلت بالاندلس والمآسي المؤلمة فصاغ ابيات يصور ويحكي فيها تلك الاحداث الاليمة والمآسي التي حصلت في الاندلس وكيف حصلت تلك التحولات والتغيرات والنكبات تلو النكبات التي حلت بالمسلمين في تلك البلاد اخذ يصورها في ابيات لكنه صاغها على غرار هذه المنظومة صار على غرارها وتداخلت بعض الابيات من هذه المنظومة في منظومته ادخل بعض الابيات او شطر بعض الابيات في منظومته و اه بدأها بقوله لكل شيء اذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش انسان هي الايام كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته ازمان من سره زمن ساءته ازمان مرت معنا اه عند الناظم في البيت ثلاثة وخمسين لا تحسبن سرورا دائما ابدا من سره زمن ساءته ازمانه فعدد من ابياتها تداخلت مع هذه الابيات وصاغها على وزنها وقافيتها لكنه حكى حقيقة امور مؤلمة جدا مؤلمة جدا للغاية حصلت في آآ تلك الايام للاندلس قال في خاتمتها ثلاث ابيات مؤثرة جدا يقول في خاتمتها وطفلة وطفلة مثل حسن الشمس اطلعت يعني جميلة في منتهى الجمال وطفلة مثل حسن الشمس اطلعت كانما هي ياقوت ومرجان يقودها العلج للمكروه مكرهة والعين باكية والقلب حيران لمثل هذا يذوب القلب من كمد ان كان في القلب اسلام وايمانا فتحدث عن مآسي مؤلمة جدا وهذه المآسي التي يتحدث منها وجدت وقريبا منها في سوريا الان في سوريا الان حقيقة مآسي عظيمة جدا الى يعني ايامنا هذه الذين قتلوا بلغت اعدادهم عشرة الاف ومنهم اطفال رضع اطفال رظع بالمئات ولا تسأل عن الانتهاكات الاعراظ والتعديات امور مفجعة ومؤلمة جدا ومؤسفة للغاية مثل ما قال الناظم لمثل هذا يذوب القلب من كمد حقيقة امور مؤلمة وسبحان الله انا لا احسن اه الشعر لكنني امس واليوم كتبت قصيدة وربما هي المرة الاولى في حياته. كتبت قصيدة على نفس الوزن وتحدثت فيها عن وضع سوريا والمآسي المؤلمة التي فيها ان رأيتها صالحة فيما بعد نشرتها والا دفنتها واسأل الله عز وجل يعني بلغت الى الان اه قرابة الخمسين بيت ولكن آآ ليس الذي يفيد الكلام ونتجه الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء ان يلطف بهم وان يجبر كسرهم وان يحفظهم بما يحفظ به عباده الصالحين وان يحفظهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم نسأل الله عز وجل ان يرد كيد اعداء الدين وان يجعل كيدهم في نحورهم وان يجعل تدبيرهم تدميرهم نسأله جل في علاه ان يحفظ اخواننا المسلمين في سوريا في اموالهم وانفسهم واعراضهم نسأل الله عز وجل ان يحقن دماءهم نسأله جل وعلا ان يلطف بهم انه جل وعلا سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل ونسأله جل في علاه ان يصلح احوال المسلمين في كل مكان وان يردنا واياهم اليه ردا جميلا. وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما انت اعلم به منا انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا قوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا. ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين