بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. نعم. قال ابن القيم رحمه الله تعالى في المنظومة الميمية وراحوا الى التعريف يرجون ومغفرة ممن يجود ويكرم فلله ذاك الموقف الاعظم الذي كما في يوم العرض بل ذاك اعظم ويدنو به الجبار جل جلاله يباهي بهم ام لا فهو اكرم. يقول عبادي قد اتوني محبة. واني بهم بر اجود وارحم فاشهدكم اني غفرت ذنوبهم واعطيتهم ما املوه وانعم. فبشرى قوموا يا اهل ذا الموقف الذي به يغفر الله الذنوب ويرحم فكم من عتيق فيه كم من عتقه واخر يستسعى وربك ارحم. وما رؤي الشيطان اغيظ في الورى واحقر منه عندها وهو الئم وذاك لامر قد رآه فغار فاقبل يحثو التربة غيظا ويلطم وما عاينت عيناه من رحمة اتت من عند ذي العرش تقسم بنى ما بنى حتى اذا ظن انه تمكن من فهو محكم. اتى الله بنيانا له من اساسه. فخر عليه ساقطا الدم وكم قدر ما يعلو البناء وينتهي اذا كان يبنيه وذو العرش يهدم. نعم يواصل الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في هذه الابيات العظيمة ذكرى رحلة الحج واعمال الحجيج وتنقلاتهم بين المشاعر وادائهم لتلك المناسك العظيمة بقلوب مقبلة ونفوس مطمئنة راجين رحمة الله تبارك وتعالى ومغفرته وجوده ومنه وكرمه سبحانه وتعالى كان ذكر في الابيات قبل هذا ذكر الطواف ورؤيتهم لاول مرة لبيت الله العتيق والطواف الذي مر معنا هو طواف العمرة في حق المتمتع وطواف القدوم في حق القارن والمفرد ثم ذكر عقب هذا الطواف الذهاب الى عرفات التي هي ركن الحج الاعظم ولم يذكر رحمه الله تعالى المبيت بمنى هي اه يوم التروية يوم التروية وهو من سنن الحج وانتقل مباشرة الى عرفات لانها مقصودة الحج الاعظم كما قال عليه الصلاة والسلام الحج عرفة قالوا وراحوا الى التعريف وراحوا الى التعريف معروف ان الرواح يكون في اخر النهار غدوة وروحة. الغدوة في اول النهار والروحة في اخره لكن قد يطلق الرواح قد يطلق الرواح ويكون المقصود به مطلق الذهاب ويكون المقصود به مطلق الذهاب ليس الذهاب في اخر النهار ومن ذلكم قوله عليه الصلاة والسلام من راح في الساعة الاولى في يوم الجمعة قال وراحوا الى التعريف ورواحهم ذهابهم من التعريف في اول النهار من اليوم التاسع من ذي الحجة الذي هو يوم عرفة وهو خير الايام وسيدها وافضلها قد قال عليه الصلاة والسلام خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلته انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ولا اله الا الله هي خير الذكر وافضله ويوم عرفة هو خير الايام وافضلها فناسب الاكثار من خير الاذكار في خير الايام كما هو هدي النبيين عليهم صلوات الله وسلامه قوله وراحوا الى التعريف اي الى عرفات لاجل ماذا قال يرجون رحمة ومغفرة ذهابهم لعرفات رجاء مغفرة الله ورحمته سبحانه وتعالى ويوم عرفات يوم الغفران ويوم الرحمات ويوم العتق من النار وسيأتي معنا انه اكثر الايام لله فيه عتقاء من النار فيذهب هؤلاء او هذه الوفود المباركة الى عرفات رجاء الرحمة يرجون رحمة الله. كل واحد منهم قام في قلبه طمع عظيم ورغبة شديدة ان يغفر ذنبه وان يفوز برحمة الله وان يكون من عتقائه سبحانه وتعالى من من النار يرجون رحمة ومغفرة ممن يجود ويكرم سبحانه وتعالى يرجون هذه الرحمة والمغفرة من الجواد الكريم جل وعلا. الذي لا يخيب من رجاه. ولا يرد من دعاه وهو القائل جل وعلا واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ثم يقول رحمه الله متعجبا من ذاك اليوم وعظمه وفخامة امره وكبر شأنه فيقول فلله ذاك الموقف فلله ذاك الموقف الاعظم اي الوقوف بعرفة ذاك الموقف الاعظم الذي هو وقوف عظيم في ساعات عظيمة ولحظات مباركة هي خير اللحظات فلله ذاك الموقف الاعظم اي ما اجله وما اعظمه وما افخم امره واجل قدره فلله ذاك الموقف الاعظم الذي كموقف يوم العرظ كموقف يوم العرظ اي فيه شبه بيوم العرظ الذي هو يوم القيامة يومئذ تعرضون لا تخفى منكم قافية وعرضوا على ربك صفا فيوم القيامة من اسمائه يوم العرظ لان الاولين والاخرين يجمعون في ذلك اليوم ويعرضون صفا وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مرة ففيه شبه بذلك اليوم من جهة ان الناس يجتمعون على ارض عفراء منبسطة لا ارتفاع فيها ولا انخفاض ويجتمعون من انحاء الدنيا مشارق الارض ومغاربها في ساعة واحدة وفي لحظة واحدة فالذي جمعهم تلك الساعة يجمعهم يوم الدين فيوم عرفة يذكر بيوم العرض يذكر بيوم العرض لكن يوم العرظ شأنه اخر ومقامه اخر ولهذا قال رحمه الله بل ذاك اعظم اي يوم العرظ يوم القيامة ذاك اعظم لكن هذا اليوم يذكر بيوم العرض وعندما ينصرف الناس من عرفات ايضا يذكر بانصراف الناس من ارض المحشر ويدنو به الجبار به الباء هنا بمعنى فيه ان يدنوا فيه اي في ذلك اليوم عشية ذلك اليوم يدنو الجبار الى الله سبحانه وتعالى والجبار اسم من اسمائه جل جلاله يباهي بهم املاكه اي ملائكته الكرام يباهي بهم اي بهؤلاء الحجيج بهؤلاء العبيد الذين اقبلوا على الله ذلا وخضوعا ودعاء ورجاء يباهي بهم املاكه فهو اكرم سبحانه وتعالى يشير رحمه الله في هذا البيت الى ما ثبت في صحيح مسلم من حديث عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وانه ليدنو وانه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما اراد هؤلاء قال الناظم ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد قال يدنو الرب تبارك وتعالى عشية يوم عرفة من اهل الموقف ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما اراد هؤلاء؟ اشهدكم اني قد غفرت لهم وتحصل مع دنوه منهم تبارك وتعالى ساعة الاجابة التي لا يرد فيها سائل يسأل خيرا فيقربون منه بدعائه والتضرع اليه في تلك الساعة ويقرب منهم تعالى ويقرب منهم تعالى بنوعين من القرب. احدهما قرب الاجابة المحققة في تلك الساعة والثاني قربه الخاص من اهل عرفة ومباهاته بهم ملائكته فتستشعر قلوب اهل الايمان بهذه الامور فتزداد قوة الى قوتها وفرحا وسرورا وابتهاجا ورجاء لفضل ربها قال رحمه الله تعالى يقول اي الله جل وعلا عبادي قد اتوني محبة واني بهم بر اجود وارحم فاشهدكم اني قد غفرت ذنوبهم واعطيتهم ما املوه وانعموا يقول اي الله جل وعلا عبادي قد اتوني محبة اي الذي جاء بهم الى هذا المكان محبة الله ومحبة نيل ثوابه ورحمته وفضله سبحانه وتعالى ومنه عبادي قد اتوني محبة الجالب لهم المحبة الشديدة التي غمرت قلوبهم وملأت نفوسهم واني بهم اي بهؤلاء بر والبر اسم من اسمائه تبارك وتعالى وبمعنى الجواد المنعم الكريم المتفظل بر اجود وارحم اي لهم منه سبحانه وتعالى الجود والمن والكرم والرحمة فاشهدكم اني غفرت ذنوبهم واعطيتهم ما امنوه وانعموا ومعنى وانعم اي ازيد لهم في العطاء والمن والفضل وكما قدمت ذلك اليوم هو يوم الغفران والعتق من النيران والله سبحانه وتعالى ينعم على عباده بذلك اليوم بالمغفرة بالرحمة بالعتق من النار فيخرجون من ذلك اليوم وقد غفرت ذنوبهم وعادوا كيوم ولدتهم امهاتهم كما جاء في الحديث من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه قال فبشراكم يا اهل ذا الموقف الذي به يغفر الله الذنوب ويرحمه هذه بشارة يسوقها رحمه الله لمن اكرمهم الله سبحانه وتعالى بشهود ذلك الموقف العظيم ان لهم المغفرة من الله عز وجل مغفرة الذنوب والفوز برحمة الله عز وجل ثم يبين النصيب الوافر والكثرة الكاثرة من عتقاء الله سبحانه وتعالى من النار في ذلك اليوم قال فكم من عتيق فيه كمل عتقه؟ كم تأتي للتكفير كما في قوله وكم من ملك في السماوات فكم من عتيق اي كثيرون عدد كثير يفوزون ذلك اليوم المبارك بالعتق من النار. فكم من عتيق كمل عتقه اي اعتق كامله اعتق كاملا من النار واخر يستسعى وربك ارحم اخر اعتق جزء منه وفاز بنصيب من المغفرة لكن بقي عليه بقية يستسعى اي لا يزال مطلوبا منه ان يلح على الله في الطلب والمغفرة والعتق من النار والتوبة من الذنوب والموبقات يستسعى واخر يستسعى وربك ارحم اي صارك العبد صار كالعبد الذي يستسعى ليعتق كاملا لان العبد اذا كان يملكه شخصان واعتقه احدهما واعتقهما اعتقه احدهما اصبح اعتق نصفه فيستسعى للنصف الباقي يقال له اعمل اعمل وحصل مالا تعطيه للاخر حتى تعتق كاملا فصار كالعبد الذي يستسعى لكي يكمل عتقه جاء في صحيح البخاري من حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اعتق شخصا له بعبد فخلاصه في ماله ان كان له مال ان كان للعبد مال خلاص هو في ماله فان لم يكن له مال استسعي العبد غير مشكوك عليه استسعي العبد غير مشقوق عليه. وفي رواية ان لم يكن له مال قوم عليه العبد قيمة عد ثم يستسعى في نصيب الذي لم يعتق غير مسكوك عليه ومعنى الاستسعى ان يكلف العبد بالاكتساب اكتساب مال حتى تحصل قيمة نصيب الشريك فاذا في ذلك اليوم الناس قسمان اهل عرفات قسم اعتق كاملا وقسم اعتق نصفه ويستسعى في النصف الباقي يقال له اعمل واجتهد تب الى الله استغفر اكثر من الدعاء اكثر من الالحاح على الله سبحانه وتعالى حتى تعتق كاملا من النار قال وما رؤي الشيطان اغيظ في الورى واحقر منه عندها وهو الائم اي لم يرى الشيطان في يوم من الايام اغيظ منه في ذلك اليوم يكون غيظ في ذلك اليوم اشد الغيظ لانه لم يزل يسعى في سنوات طوال مع هؤلاء بالموبقات بالذنوب بالمعاصي الاثام ثم يرى ان تلك الذنوب التي بناها سنوات طويلة غفرت لهم في ذلك اليوم بتوبة منهم صادقة ودعاء الى الله والحاح عليه سبحانه وتعالى فيرى انهم غفرت ذنوبهم وانهم عتقوا من النار فما رؤي الشيطان احقر ولا اصغر ولا اغيظ منه في ذلك اليوم لما يرى من كثرة عتقاء الله سبحانه وتعالى من النار مع انهم حتى في الحج كان حريصا عليهم يروى عن مجاهد رحمه الله انه قال وكلامه له شواهد في السنة ما خرجت رفقة في الحج الا وارسل معهم الشيطان مثل عددهم يعني كل حملة حج بحملة شياطين على عددهم لماذا؟ لانه يعرف ماذا سيكون في ذلك اليوم؟ وماذا سيحصلون من الغفران ومن العتق من النيران؟ يعرف ذلك فلا يريد ان ان يفوزوا بذلك ثم اذا جاء وانكسرت قلوب هؤلاء بين يدي الله وذلوا وخضعوا ولجأوا الى الله وطلبوا الاقالة وطلبوا المغفرة. احيانا بعض الناس غافل يرى من حوله خاشعين خاضعين باكين يتأثر ويصدق مع الله فيتوب في تلك اللحظات فينهدم كل ما بناه الشيطان في تلك السنوات ويخرج بتوبة من الله سبحانه وتعالى عليه بها في تلك الساعة المباركة وفي تلك العشية العظيمة قال وما رؤي الشيطان اغيظ في الورى واحقر منه عندها اي عند تلك اللحظات وتلك الساعة العظيمة وهو الأم من اللؤم وهو الخسة والدناءة والمصنف رحمه الله يشير الى ما رواه مالك في الموطأ عن طلحة بن كرز ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما رؤي الشيطان يوما هو فيه اصغر ولا ادحر ولا احقر ولا اغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك الا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام الا ما رؤي يوم بدر الا ما رؤي يوم بدر. يعني لم يرى الشيطان في حنق وغيظ في يوم من الايام مثل يوم عرفة الا ما رؤي يوم بدر يوم الفرقان ذلك اليوم العظيم والحديث رواه مالك رحمه الله في الموطأ وهو حديث مرسل لكن له شواهد ودلائل كثيرة تشهد ان ذلك اليوم يوم اه يغاضى فيها الشيطان ويدعو فيه بالثبور لما يرى من عتقاء الله سبحانه وتعالى من النار في ذلك اليوم المبارك وفي تلك العشية المباركة ثم يبين السبب لماذا الشيطان يكون في ذلك الغيظ الشديد؟ وذلك الحنق قال وذلك لامر قد رآه فغاظه وذلك لامر قد رآه فغاظه وذاك لامر قد رآه فغاظه فاقبل يحثو التراب غيظا ويلطم. اللطم والظرب على الوجه فيحثوا التراب على رأسه ويلطم وجهه من شدة الغيظ والحنق الذي يحصل له في ذلك اليوم وما عاينت عيناه من رحمة اتت وما عاينت عيناه من رحمة اتت ومغفرة من عند ذي العرش تقسم اي توزع على الناس كل يأخذ منها حظا ونصيبا وقد روى الامام احمد في المسند ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لامته بالمغفرة والرحمة فاكثر الدعاء فاجاب الله عز وجل ام قد فعلت وغفرت لامتك الا من ظلم بعضهم بعضا فقال يا رب انك قادر ان تغفر للظالم وتثيب المظلوم خيرا من مظلمته فلم يكن في تلك العشية الا ذا فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة فعاد يدعو لامته فلم يلبث النبي صلى الله عليه وسلم ان تبسم فقال بعض اصحابه يا رسول الله بابي انت وامي ضحكت في ساعة لم تكن تضحك فيها فما اضحكك فما اضحكك اضحك الله سنك؟ قال تبسمت من عدو الله ابليس حين علم ان الله عز وجل قد استجاب لي في امتي وغفر للظالم وغفر للظالم اهوى اي الشيطان يدعو بالثبور بالثبور والويل ويحثو التراب على رأسه فتبسمت مما يصنع ينزعه والحديث اسناده ضعيف لكن المعنى الذي اشار اليه في قوله فاقبل يحث التراب غيظا وينطم لعله مأخوذ من هذا الحديث والله تعالى اعلم قال بنا اي الشيطان ما بنى حتى اذا ظن انه تمكن من بنيانه فهو محكم بنى ماذا عدو الله الذنوب بناها سنوات طويلة مع العبد منذ صغره وهو يبني فيه الذنوب تلو الذنوب والذنوب تلو الذنوب بنى ما بنى حتى اذا ظن انه تمكن من بنيانه فهو محكم يعني رأى ان ان البنيان محكم تام اتى الله بنيانا له من اساسه فخر عليه ساقطا يتهدم اي ان هذا الذي بناه كله يهدم في هذه الساعة كله يهدم بما يكون في تلك الساعة من غفران للذنوب وعتق من النار وكم قدر ما يعلو البناء وينتهي اذا اذا كان احد يبني كم قدر ما يعلو البناء وينتهي اذا كان يبنيه وذو العرش يهدم كم سيبني اذ اذا كان يبني وذو العرش يهدم ذو العرش يهدم اي بما يكون منه سبحانه وتعالى من تجاوز عن الذنوب العظام في تلك العشية المباركة ولهذا ينبغي على من يكرمه الله سبحانه وتعالى في الوقوف عشية عرفة الا يكون من الغافلين بعض الناس عشية عرفة يكون غافل والعياذ بالله ليس له هم الا التجول واخذ الصور التذكارية حتى ان بعضهم وهي مصيبة عظيمة جدا وبلية كبيرة يقف آآ ويصلح احرامه ويمد يديه على هيئة الداعي ثم يطلب من صاحبه ان يلتقط له الصورة واذا التقط الصورة انزل يديه ما رفعت هاتين اليدين لله ولا رفعت لطلب رحمة الله ولا رفعت لنيل ثواب الله انما رفعت للمراءات صورة يلتقطها ثم يذهب بها الى البلاد وربما يعلقها في لوحة في مجلسه حتى كل من دخل يراه ويقول ها انا في عرفات وقد قال عليه الصلاة والسلام في الميقات اللهم اجعله حجا لا رياء فيه ولا سمعة فبعض الناس حتى في عشية عرفة غافل منهم من الناس ترفع ايديهم ايديهم الى الله بالالحاح بالدعاء والسؤال وهو يرفع يديه بالدخان وآآ يحرك فمه بالغيبة والنميمة والسخرية وغير ذلك غافل تماما فينبغي على العبد في تلك الساعة والعشية المباركة اذا اكرمه الله بالوقوف ان يري الله من نفسه خيرا دعاء والحاحا وصدقا التجاء الى الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله وراحوا الى جمع وباتوا بمشعل الحرام وصلوا الفجر ثم تقدموا الى الجمرة الكبرى ترى يريدون رميها لوقت صلاة العيد ثم تيمموا. منازلهم للنحر يبغون فضله واحياء نسك من ابيهم يعظم فلو كان يرضي الله نحر نفوسهم جادوا بها طوعا وللامر سلموا كما بذلوا عند الجهاد نحورهم لاعدائه حتى جرى منهم الدم ولكنهم دانوا بوضع رؤوسهم وذلك ذل للعبيد ولما تقضوا ذلك التفث الذي عليهم واوفوا نذرهم ثم تمموا دعاهم الى البيت العتيق زيارة. فيا مرحبا بالزائرين واكرموا. فلله ما زيارتهم له وقد حصلت تلك الجوائز تقسم. ولله افضال هناك ونعمة وبر واحسان وجود ومرحم. نعم هنا يذكر اه رحمه الله تعالى اه انطلاق اه الحجيج بعد وقوفهم في عرفة الى مزدلفة افاظتهم الى المزدلفة وذلك في قوله وراحوا الى جمع وجمع هي المزدلفة ويقال انها سميت جمع لاجتماع الناس فيها تلك الليلة المباركة ليلة العيد وراحوا الى جمع وباتوا بمشعر الحرام اه جمع كلها موقف. وقف النبي صلى الله عليه وسلم بالمشعر الحرام وقال جمع كلها موقف راحوا الى جمع وباتوا بمشعل الحرام وصلوا الفجر ثم تقدموا ويلاحظ ان ابن القيم رحمه الله في وصفه رحلة الحج راعى عمل النبي عليه الصلاة والسلام وهديه فيما قام به صلى الله عليه وسلم وراحوا وراحوا الى جمع وباتوا بمشعل الحرام وصلوا الفجر ثم تقدموا اي باتوا تلك الليلة في المزدلفة والمبيت بها ليلة العيد واجب من واجبات الحج ثم صلوا الفجر وبعد الصلاة قاموا يذكرون الله سبحانه وتعالى حتى ما قبل اسفار طلوع الشمس يعني عندما تسفر وقبل ان تطلع الشمس ينطلقون الى منى قال ثم تقدموا الى الجمرة الكبرى ثم تقدموا الى الجمرة اي بعد ان صلوا الفجر وذكروا الله عند المشعر الحرام وقبل ان تطلع الشمس تقدموا الى الجمرة الكبرى. تقدموا ماضين سائرين الى الجمرة الكبرى. والجمرة اسم لمجتمع الحصى الجمرة اسم لمجتمع اه الحصى والمراد بالجمرة الكبرى اي جمرة العقبة وهي التي آآ تلي مكة الى جهة مكة وهي ابعد جمرة اه عن الحاج عندما يكون قادما الى الجمرات من مزدلفة فيمر بالصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة الجمرة الكبرى الى الجمرة الكبرى ماذا يريدون؟ يريدون رميها يريدون رميها بسبع حصيات مكبرين الله سبحانه وتعالى مع كل حصاة وقد قال عليه الصلاة والسلام انما شرع آآ الطواف والسعي ورمي الجمار لاقامة ذكر الله لاقامة ذكر الله سبحانه وتعالى يريدون رميها لوقت صلاة العيد لوقت صلاة العيد اي ان هذا هو وقت الرمي يوم النحر لوقت صلاة العيد لانهم كانوا في المزدلفة الى ما قبل طلوع الشمس عندما اسفرت ثم انطلقوا فيكون وصولهم الى جمرة العقبة وقت صلاة العيد فيرمون جمرة العقبة وهو اول عمل يباشره الحاج يوم النحر لان اعمال يوم النحر هي الرمي والنحر والحلق والطواف الرمي والنحر والحلق والطواف على هذا الترتيب رمي ثم نحر ثم حلق ثم طواف الى جمرة الى الجمرة الكبرى يريدون رميها لوقت صلاة العيد بعد رمي الجمرة ماذا صنعوا ثم تيمموا منازلهم تيمموا اي قصدوا منازلهم اي في في منى للنحر رمي ثم نحر هكذا ترتيبها وفق السنة رمي ثم نحر ثم حلق ثم طواف فبعد ان رموا الجمرة ذمموا منازلهم اي قصدوا منازلهم من اجل النحر. نحر الهدايا يبغون فضله اي الفضل الذي اه كتبه الله سبحانه وتعالى للمتقربين اليه جل وعلا في ذلك اليوم بنحر الهدايا. لا اه لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم يبغون فظله اي فضل هذا العمل الذي هو النحر واحياء نسكن من ابيهم يعظموا ابيهم ابراهيم عليه السلام فهم يقومون بهذا العمل طلبا لثواب هذا النسك واجره واحياء لسنة وهدي اه ابيهم ابراهيم عليه صلوات الله وسلامه قال فلو كان يرضي الله هم ينحرون في ذلك اليوم الهدايا يقول فلو كان يرظي الله نحر نفوسهم لو كان بنحر نفوسهم ينالون رظا الله يرظى الله سبحانه وتعالى عنهم لجادوا بها لجادوا بها طوعا وللامر اسلموا. مثل ما اسلم ابيهم ابراهيم هو ابن اسماعيل ففداه آآ ذبح عظيم فلو كان يرظيه نحر نفوسهم لجادوا بها لجادوا بنفوسهم وهذا ليس مجرد دعوة بل له شاهد يقول هذا ليس مجرد دعوة بل له شاهد كما بذلوا عند الجهاد نحورهم مثل ما كانوا يبذلون نحورهم عند الجهاد في سبيل الله يظحي الانسان بروحه في سبيل الله يقول لماذا؟ لانهم يريدون بذلك رظا الله فلو كان يرظيه يوم النحر ان ينحروا نفوسهم بدل الكبش والضحية والهدي لجادوا بها لان مقصودهم الاعظم وغايتهم الكبرى نيل رضا الله سبحانه وتعالى كما بذلوا عند الجهاد نحورهم لاعدائه حتى جرى منهم الدم هذا كله يحصل في الجهاد يطلبون به رضا الله. ويكون الواحد منهم اذا رمي بسهم وشعر دنو الموت يقول فزت ورب الكعبة هذا المطلوب يقول فزت ورب الكعبة فلو كان يرظيه نحر نفوسهم في ذلك اليوم لكان لكان كل واحد منهم نحرا نفسه والشاهد والدليل على ذلك ما يكون منهم في ملاقاة الاعداء ولكنهم دانوا اي خضعوا بوضع رؤوسهم وذلك ذل للعبيد وميسم ولكنهم دانوا دانوا اي خضعوا وذلوا بوضع رؤوسهم فبعد ان ينحر الهدي يضع رأسه ويزيل ما على رأسه من شعر قربة لله سبحانه وتعالى وهي من اعظم القرى قربة عظيمة لله يطأطئ رأسه ويجلس خاضعا متذللا ثم يزيل ما على شعر ما على رأسه من شعر واذا كانت الازالة بالحلق فهي افضل فقد دعا عليه الصلاة والسلام للمحلقين ثلاثا والمقصرين واحدة ولكنهم دانوا بوظع رؤوسهم وذلك ذل للعبيد. لان هذا من التذلل والخضوع وميسا الميسم هو العلامة الميسم هو العلامة اي علامة على ذلهم وانكسارهم واستعدادهم للطواعية والامتثال لله سبحانه وتعالى فها هو لما دعاهم الى القى الرؤوس طأطأ رؤوسهم ليزال ما عليها من شعر ولو كان المطلوب ان تقطع الرؤوس نفسها لدانوا لربهم سبحانه وتعالى لانه ليس لهم مقصود الا نيل رضاه جل في علاه ولما تقضوا ذلك التفث الذي عليهم واوفوا نذرهم ثم تمموا مشيرا الى قوله تعالى ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق قضاء التفت هو وضع الاحرام وحلق الرأس لبس الثياب وقلم الاظافر ازالة الشعث لما تقضوا ذلك التفث لانهم بهذا اصبحوا قد تحللوا التحلل الاول فلما قضوا ذلك التفت الذي عليهم واوفوا نذورهم من كان عليه نذر واوفى به ذبحه متقربا به الى الله ثم تمموا اي تمموا اعمال اه الحج دعاهم الى البيت العتيق زيارة فيا مرحبا بالزائرين واكرموا فالان مجيئهم لبيت الله العتيق لطواف الزيارة الذي هو ركن من اركان الحج طواف الزيارة الذي هو ركن من اركان الحج فبعد ان اه رموا الجمار ونحروا الهدي وحلقوا الرؤوس ولبسوا الثياب وقضوا اه التفث ازالوا التفث والشعث ولبسوا الثياب وتطيبوا وتهيأوا دعاهم الى البيت العتيق الى البيت العتيق زيارة يسمى طواف الزيارة وهو ركن من اركان الحج ويسمى ايضا طواف الافاضة فيا مرحبا بالزائرين واكرم اكرم به من وفد واكرم به من زائر يقدم على بيت الله العتيق دعاهم الى البيت العتيق اخذ هذا من الاية وليطوفوا بالبيت العتيق. قال ابن سعدي رحمه الله في تفسيره هذه الاية قال العتيق اي القديم افضل المساجد على الاطلاق المعتق من تسلط الجبابرة عليه وهذا امر بالطواف خصوصا بعد الامر بالمناسك عموما لفضله وشرفه ولكونه المقصود وما قبله وسائل اليه ولعله والله ولعله والله اعلم ايضا لفائدة اخرى وهو ان الطواف مشروع كل وقت وسواء كان تابعا لنسك ام مستقلا بنفسه قال دعاهم الى البيت العتيق زيارة فيا مرحبا بالزائرين واكرموا فلله ما ابهى زيارتهم له اي ما اجملها وما احسنها وما اعظمها وقد حصلت تلك الجوائز تقسم ما ابهى تلك الزيارة وهم قد فازوا بتلك الجوائز العظيمة والعطايا السنية والفوز بغفران الله سبحانه وتعالى والعتق من نيرانه ولله افضال هناك ونعمة وبر واحسان وجود ومرحم. لله فضائل ومنن وعطايا لهؤلاء الزائرين. ولهذا ينبغي على العبد في ذلك الطواف ان يري الله منه خيرا ذلا وخضوعا. ودعاء رجاء وطمعا في عطاء الله سبحانه وتعالى ونواله نعم. قال رحمه الله وعادوا الى تلك المنازل من منى ونالوا مناهم عندها وتنعموا. اقاموا بها ايوما ويوما وثالثا واذن فيهم بالرحيل واعلنوا. وراحوا الى رمي الجمار عشية شعارهم التكبير والله معهم. فلو ابصرت عيناك موقفهم بها وقد بسطو تلك الاكف ليرحموا. ينادونه يا رب يا رب اننا لا ندعو سواك وتعلم. وها نحن نرجو منك ما انت اهله. فانت الذي اعطي الجزيل وتنعم نعم بعد ان طافوا طواف الزيارة وقاموا بهذه العبادة العظيمة عادوا الى تلك المنازل عادوا الى منازلهم في منى من اجل البقاء في منى ايام التشريق الثلاثة وهو من واجبات الحج عادوا الى تلك المنازل من منى ونالوا مناهم عادوا وقد نالوا مناهم يعني كل واحد منهم نال امنيته ومطلوبة نالوا مناهم عندها وتنعم يعني فازوا بهذا النعيم العظيم والخير العميم بعد ذلك اقاموا بها اقاموا بها اي منى يوما ويوما وثالثا يوما يوم القر اليوم الثاني يوم النفر الاول واليوم الثالث يوم النفرة الثاني فاقاموا بها يوما ويوما وثالثا وآآ يشير الى قول الله سبحانه وتعالى فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى فاقاموا بها يوما ويوما وثالثا واذن فيهم بالرحيل يعني بعد اليوم الثالث اذن فيهم بالرحيل انتهت الاعمال انتهت اعمال اه الحج واعلموا اي اعلموا به ان اعمال الحج انتهت وان الان وقت الرحيم وراحوا الى رمي الجمار عشية كما هو هدي النبي صلوات الله وسلامه عليه يرمي الجمار في ايام التشريق الثلاثة عشية اي بعد الزوال العشية هي ما بعد زوال الشمس راحوا الى رمي الجمار عشية شعارهم التكبير لان ايام التشريق الثلاثة ايام ذكر لله وتكبير فشعارهم التكبير يكبرون الله سبحانه وتعالى والله معهم اي المعية الخاصة التي تقتضي الحفظ والتأييد والانعام والاكرام والله جل وعلا يقول واذكروا الله في ايام معدودات فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى يقول رحمه الله فلو ابصرت عيناك موقفهم بها وقد بسطوا تلك الاكف ليرحموا لان في رمي الجمار ايام التشريق الثلاثة الصغرى والوسطى والكبرى في موقف للدعاء ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام في الايام الثلاثة في ايام التشريق الثلاثة بعد رمي الجمرة الصغرى يقف مستقبلا القبلة يدعو ثم بعد رمي الجمرة الوسطى يقف ويمد يديه مستقبلا القبلة يدعو ثم يرمي الكبرى ويمضي ولا يدعو فيشير رحمه رحمه الله الى ذلك فلو ابصرت عيناك موقفهم بها وقد بسطوا تلك الاكف ليرحموا مدوا ايديهم لله سبحانه وتعالى يرجون رحمة الله سبحانه بسطوا تلك الاكف من اجل ماذا ليرحموا وهناك اناس يرون في في في ذلك المقام يمدون الاكف ليصوروا اي والله يمدون الاكف ليصوروا يقف والجمرة وراءه ويرفع يديه تلتقط الصورة يمشي انتهى العمل مد الاكف ليصوروا تتام بين من يعبد الله ومن يطلب مثل هذه المعاني نسأل الله عز وجل العافية والسلامة روى البخاري في صحيحه عن الزهري قال بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا رمى الجمرة التي تلي المنحر من حر منه رماها بسبع حصيات يكبر كلما رمى بحصاد ثم تقدم امامها فوقف مستقبل القبلة رافعا يديه يدعو يطيل الوقوف ثم يأتي الجمرة الثانية فيرميها بسبع حصيات يكبر كلما رمى بحصاة ثم ينحدر ذات الشمال فيقف مستقبل رافعا يديه يدعو ثم يأتي الجمرة التي عند العقبة فيرميها بسبع حصيات ولا يقف عندها اي للدعاء قال الزهري سمعت سالما يحدث بهذا عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان ابن عمر يفعله ينادونه اي في هذا الدعاء وفي تلك المد للايدي ينادونه يا رب يا رب اننا عبيدك لا ندعو سواك وتعلم انت تعلم حالنا وهذا فيه اللجوء الى الله بالاخلاص والصدق والالحاح على الله عز وجل وتكرار المناداة يا رب يا رب قوله يا رب يا رب ليس المراد مرتين اشارة الى التكرار وحري بمن يكرر النداء ويلح على الله في الدعاء ان يجاب وانظر شاهد ذلك في اواخر سورة ال عمران ربنا ربنا ربنا سبع مرات ينادون الله اولي الالباب ماذا قال الله؟ فاستجاب لهم ربهم فاستجاب لهم ربهم اخرج ابن ابي حاتم عن عطاء قال ما من عبد يقول يا رب يا رب يا رب ثلاث مرات الا نظر الله اليه فذكر للحسن فقال اما تقرأ القرآن ربنا اننا سمعنا مناديا الى قوله فاستجاب لهم ربهم اي ان الذي يكرر ويلح على الله سبحانه وتعالى حري بان يجاب دعاؤه يقول لا ندعوا سواك اي مخلصين لك الدين وتعلم اي تعلم حالنا وها نحن نرجو منك ما انت اهله فانت الذي تعطي الجزيل وتنعم ولهذا ينبغي ان يحسن العبد الظن بالله سبحانه وتعالى وان يرجو رجاء عظيما فالله جل وعلا لا يتعاظمه ذنب ان يغفره. ولا حاجة يسألها ان يعطيها سبحانه وتعالى. انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وها نحن نرجو منك ما انت اهله فانت الذي تعطي الجزيل وتنعم نعم قال رحمه الله ولما تقضوا من منى كل حاجة وسالت بهم تلك البطاح تقدموا الى الكعبة بيت الحرام عشية وطافوا بها سبعا وصلوا وسلموا. ولما دنا التوديع منه قم وايقنوا بان التداني حبله متصرم. ولم يبق الا وقفة لمودع فلله اجفان هناك تسجم ولله اكباد هنالك اودع الغرام بها النار فيها تضرموا ولله انفاس يكاد بحرها يذوب المحب المتيم فلم ترى الا باهتا متحيرا. واخر يبدي شجوه يترنم رحلت واشواقي اليكم مقيمة ونار الاسى مني تشب وتضرم والشوق يثني اعنتي وقلبي امسى في حماكم مخيم. هنالك لا تثريب يوما على امرئ اذا ما بدا منه الذي كان يكتم. فيا سائقين العيسى ربكم قفوا لي على تلك الربوع وسلموا وقولوا محب قاده الشوق نحو قضى نحبه فيكم تعيشوا وتسلموا. قضى الله رب العرش فيما قضى به بان الهوى يعمي القلوب ويبكم وحبكم اصل الهدى ومداره. عليه وفوز للمحب ومغنم وتفنى عظام الصب بعد مماته واشواقه وقف عليه محرم نعم يقول رحمه الله ولما تقضوا من منى كل حاجة اي انها كل منهم حاجته ومبتغاه ومطلوبه من منى اي قيام بالاعمال وتوفية النسك ووفاء بالعبادات والطاعات والحاحا على الله سبحانه وتعالى الدعاء هذا المراد بقوله تقضوا من منى كل حاجة كل حاجة ليس لهم حاجة الا ذاك وسالت بهم تلك البطاح تقدموا يعني من بكاء ودعاء والحاح ومناجاة لله بعد ذلك تقدموا الى الكعبة الى الكعبة البيت الحرام عشية اي عشية اليوم الثالث من ايام النحر بعد رمي الجمار وبعد آآ الوقوف آآ عند الجمرة الاولى والثانية اه انطلقوا الى تلك العشية الى بيت الله الحرام وطافوا به سبعا. وهذا الطواف طواف الوداع هذا الطواف طواف الوداع سبعة اشواط يصلي بعدها ركعتين ويسلم طافوا بها سبعا وصلوا وسلموا مودعين امتثالا قول النبي عليه الصلاة والسلام لا ينفرن احد حتى يكون اخر عهده بالبيت في الحديث الاخر امر الناس ان يكون اخر عهدهم بالبيت الا انه خفف عن الحائض ذهبوا الى البيت لاداء طواف الوداع قبل قليل كانوا يرون البيت لاول مرة والان يودعون البيت اغرورقت عيونهم بالدموع لرؤية البيت لاول مرة لرؤية بيت الله جل وعلا لاول مرة. ثم الان الموقف صعب جدا الموقف موقف وداع قال رحمه الله ولما دنا التوديع منهم وايقنوا ولما دنا التوديع منهم وايقنوا بان التداني حبله متصلم اي هم على يقين ان التداني التقارب كله تقارب لابد كل اجتماع الى افتراق الا الاجتماع الذي في جنات النعيم نسأل الله عز وجل الكريمة من فظله. لما دنت توديع الوداع منهم وايقنوا بان التداني حبله متصرم استشعروا الان انهم سيودعون البيت الذين آآ ايام وهم يممون قاصدين اليه ملبين ثم فرحوا برؤيته ثم ها هم الان يودعونه فموقف صعب جدا على تلك النفوس صعب على تلك النفوس اما نفوسنا ونفوس كثير من الناس يريد ان يتعجل آآ الخلاص من هذه الاعمال ولهذا بعضهم يريد يختصر الحج اختصارا وينتقص اعماله انتقاصا حتى يتخلص من من هذه الاعمال وحتى يسترخص في ترك طواف الوداع ويسترخص في ترك كذا والاعمال يتخفف منها يؤدي عملا مختصرا فابن القيم رحمه الله يتحدث عن تلك النفوس الكبيرة قلوب المحبين الصادقين الذين عرفوا واستشعروا هذا المقام العظيم ولما دنا التوديع منهم وايقنوا بان التداني حبله متصرم ولم يبقى الا وقفة لمودع فلله فلله اجفان هناك تسجم اي تسيل الدموع منها من عظم ذلك الامر وشدة ذلك الخطب لم يبق الا وقفة لمودع فلله اجفان هناك تسجم ولله اكباد هنالك اودع الغرام الالم الشديد الذي يحصل عند الوداع بها فالنار فيها تضرم اي تشتعل من هول الامر وشدة وقعه على نفوسهم تكاد اكبادهم تتفطر من الالم وشدة الفراق ولله انفاس يكاد بحرها يذوب المحب انفاسهم حارة من ما في قلوبهم من مشاعر قوية جدا من الم الفراق والوداع والمغادرة بيت الله العتيق يذوب المحب المستهام المتيم المستهام الذي لا يدري اين يذهب يخرج من بيته ولا يدري اين يذهب من هول الامر المتيم اي الذي تيمه شدة الحب فلم ترى الا باهتا متحيرا لم ترى الا باهتا متحيرا واخر يبدي شجوه يترنم يعني اصبح منهم باهت يعني بعض الناس في المواقف الصعبة يصبح باهت ما ما يدري لو حدثته لا يشعر بك ولو كلمته لا يدري عنك ولو مررت من جواره باهت فمنهم من هو بهذه الصفة لم ترى الا باهتا متحيرا واخر يبدي شجوه يترنم يعني اما يردد ايات يقرأها او يدعو الله سبحانه بدعاء او يسبح ويهلل يسلي نفسه من هذا الامر اه العظيم الذي هو الوداع رحلت واشواقي اليكم مقيمة يعني يعبر عنهم ان هذا الذي رحل عن بيت الله وعن هذا المكان المبارك رحل بجسمه اما قلبه باقي اشواقه باقية حبه مع هذا المكان باق رحلت واشواقي اليكم مقيمة ونار الاسى مني تسبوا وتظلموا لتشتعل نار الاسى الاسى الحزن شديد نار الاسى مني تسب وتظرم اي تستحل اودعكم تأمل البيت العجيب اودعكم والشوق يثني اعنتي اودعكم والشوق يثني اعنتي يعني يودع البيت ويمضي والشوق يلوي اعنته كأنه سيعيده مرة ثانية لكن لابد من مما لا بد منه اودعكم والشوق يثني اعنتي وقلبي امسى في في حماكم مخيم. قلبي ما ذهب. بقي جسمي هو الذي ذهب والا قلبي مشاعر احاسيس شوقي باقية هنالك لا تثريب يوما على امرئ اذا ما بدا منه الذي كان يكتم هنالك لا تثريب يوما على امرئ يعني لا لوم عليه عندما يبدي مشاعر الالم مشاعر الحزن مشاعر الفراق لوعته لا يلام هنالك لا تثريب يوما على امرئ اذا ما بدا منه الذي كان يكتم. اذا انهامر بالدموع بالبكاء ما يلام اذا ابدى مشاعر الم الفراق ما يلام المحب في مثل هذا الموقف العظيم ثم يلتفت رحمه الله التفاتة اخرى فيقول فيا سائقين العيس العيسى الابل يا سائقين العيس بالله ربكم يستحلفون بالله قفوا فيا سائقين العيسى بالله ربكم قفوا لي على تلك الربوع وسلموا وقولوا محب قاده الشوق نحوكم قضى نحبه فيكم تعيشوا وتسلموا يستحلف قائد الابل قائد العيس سائقها ان يقف فرصة لالقاء السلام على تلك الربوع والاماكن وقولوا محب قاده الشوق نحوكم. الذي قادني لهذا المكان وجاءني به هو الشوق العظيم والحب الجم الغفير قضى نحبه فيكم يعني قضى الحاجة حاجته التي جاء لاجلها وفاها تامة وكاملة لم ينتقص منها شيئا قضى نحبه فيكم تعيسوا وتسلموا فرق بين هؤلاء الذين يصفهم رحمه الله وبين حالنا تنتهي اعمال الحج والانسان بفارغ الصبر كانه يحمل ثقل يريد الخلاص منه ويريد الانتهاء منه فرق بين من يحملون هذه المشاعر وهذا الحب الصادق وهذه الايمانيات القوية وبين حال الاخرين قال قضى الله رب العرش فيما قضى به بان الهوى يعمي القلوب ويبكم مثل ما يقال الهوى يعمي ويصم يجعل الانسان اعمى اصم قضى الله رب العرش فيما قضى به بان الهوى يعمي القلوب ويبكم يعني عندما يصاب الانسان بنوع من الهوى هواه يعميه ويصمه لكن هناك امر اخر ما هو؟ قال وحبكم اصل الهدى وما داره هذا حب اخر دعك من حب اهل الغرام واهل المجون واهل الفسق واهل الاهواء الباطلة واهل الضلالات دعك عنه حبكم اصل الهدى ومداره. الهدى يدور على هذا الحب الذي هو حب في الله ولله وتقرب الى الله سبحانه وتعالى. حبكم اصل الهدى ومداره عليه ومداره عليه يعني يدور الهدى على هذا الحب وفوز للمحب ومعلم. اذا وجد هذا الحب في شخص فهو فوز له ومغنم اي مربح تفنى عظام الصب اي المحب بعد مماته تفنى عظام الصب بعد مماته واشواقه وقف عليه محرم يعني لم تذهب باقية كبقاء الوقف اشواقه باقية وعظامه تفنى تبلى لما انتهى رحمه الله من هذا الوصف لهذا المشاعر بدأ ينتقل الى خطاب اخر عظيم ومهم للغاية ويحتاج ان ينتبه الانسان له بقلب واع مقبل بنية صادقة راجيا من الله سبحانه وتعالى ان ينفعه به وموضع الكلام على هذا الخطاب في حديثنا او لقائنا القادم باذن الله سبحانه وتعالى اللهم انفعنا جميعا بما علمتنا واجعل ما علمتناه حجة لنا لا علينا واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين