بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد لما انهى العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى وصف ركب الحجيج ورحلة الحج وخطوات الحج خطوة خطوة منسكا منسكا شعيرة شعيرة مع ما اظفاه رحمه الله تعالى في ذلك الوصف من بيان للمشاعر العظيمة والحب العميق صدق الالتجاء والتقرب الى الله تبارك وتعالى وفي وما في مشاعر الحج وشعائره من عظات بالغات ودروس نافعات بحيث ان الحج يعد مدرسة تربوية ايمانية يربي على الفضائل والاخلاق والعبادة والايمان كما قال الله سبحانه وتعالى واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ظامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم فهو مليء بالمنافع العظيمات والعبر البالغات والدروس النافعات ولا عجل ولعله لاجل هذا على اثر وصفه رحمه الله رحلة الحجيج واعمالهم المباركة دخل على اثر ذلك بموعظة بليغة جدا وجه فيها الخطاب لمن كان قد سيطر الهوى على قلبه واستولى على نفسه فبعد ان وصف مشاعر الحج التي تحرك النفوس وتهز القلوب بدأ بتوجيه هذه الموعظة المؤثرة النافعة التي جاءت في مكانها المناسب وكانها درس من دروس الحج وعبرة من عبره العظيمة البليغة المؤثرة نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال شيخ الاسلام الامام ابو عبد الله محمد ابن ابي بكر ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى رحمة واسعة وجمعنا به في دار كرامته في المنظومة الميمية فيا ايها القلب الذي ملك الهوى فذمته حتى متى ذا التلوم حتى ما لا تصحو وقد قرب المدى ودنت كؤوس السير والناس نوم بلى سوف تصحو حين ينكشف الغطاء ويبدو لك الامر الذي كنت تكتمه. ويا موقظ نارا لغيرك ضوئها. وحر لضاها وبين جنبيك يضرب اهذا جنى العلم الذي قد غرسته؟ وهذا الذي قد كنت ترجوه تطعموا وهذا هو الحظ الذي قد رضيته لنفسك في الدارين جاه ودرهم وهذا هو الربح الذي قد كسبته لعمرك لا ربح ولا الاصل يسلم. بخلت شيء لا يضرك بذله. وجدت بشيء مثله لا يقوم بخ الكبد الحظ الخسيس دناءة وجدت بدار الخلد لو كنت تفهم وبعت نعيما لانقضاء له ولا نظير ببخت عن قليل سيعدم فهلا عكست الامر ان كنت حازما ولكن اضعت الحزم لو كنت تعلم وتهدم ما تبني بكفك جاهدا فانت مدى الايام تبني وتهدم وعند مراد الله تفنى كميت وعند مراد النفس تسدي وتلحم وعند خلاف الامر تحتج بالقضاء. ظهيرا على الرحمن للجبر تزعم تنزه منك النفس عن سوء فعلها وتعكب اقدار الاله وتظلموا تحل امورا احكم الشرع عقدها فحله تحل امورا احكم الشرع عقدها. وتقصد ما قد حله الشرع تبرم وتفهم من قول الرسول خلاف ما اراد لان القلب منك معجم مطيع لداء الغي عاص لرشده الى ربه يوما يرد ويعلم مطيع لله قد غش نفسه مهين لها انى يحب ويكرم بطيء عن الطاعات اسرع للخنا من السيل في مجراه لا يتقسم وتزعم مع هذا بانك عارف فجبتل عمري في الذي انت تزعم وما انت الا جاهل ثم ظالم وانك بين الجاهلين مقدم اذا كان هذا نصح عبد لنفسه فمن ذا الذي منه الهدى يتعلم وفي مثل هذا الحال قد قال من مضى واحسن فيما قاله المتكلم فان كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة اعظم. نعم يبين ابن القيم رحمه الله في هذه الابيات او يخاطب رحمه الله تعالى في هذه الابيات من استولى على قلبه الهوى وسيطر عليه فيقول رحمه الله فيا ايها القلب الذي ملك الهوى ازمته والزمام هو الخطام الذي تقاد به الدابة واذا امسك بزمامها تبعت من امسك بزمامها فاصبح حال القلب الذي سيطر عليه الهوى بحال الدابة منقادة لصاحبها فهو حاله مع الهوى كحال الدابة مع صاحبها بمعنى ان الهوى هو الذي يقوده وهو الذي يسوقه وهو الذي يحركه ملك الهوى ازمته حتى متى ذا التلون؟ اي الى متى تبقى على هذه الحال؟ الا تتعظ؟ الا تعتبر الا تعمل على تغيير حالك الى متى انت باق على هذه الحال حتى حتى ما لا تصحو يعني الى متى وانت على هذه الحال لا تصحو ولا تفيق حتم مكونة من حتى الجارة وما للاستفاقامية حتى ما لا تصحو وقد قرب المدى اي اقتربت الغاية المدى هو الغاية ودنت كؤوس السير اي حركت وصدر صوت لها لانهم كانوا اذا ارادوا التحرك والانطلاق وبدأوا يحملون المتاع يسمع صوتها للاوعية التي لها صوت صوت عندما تحمل دنت كؤوس السير اي بدأ يسمع صوت الركب وانه بدأ يتحرك الركب دنت كؤوس السير والناس نوم اي في غفلة من كان ذا همة فهو متحرك مع السائرين ومنطلق مع المنطلقين والغافل نائم فالى متى هذا النوم؟ والى متى هذه الغفلة والى متى هذا الصدود هل تريد ان تبقى على هذه الحال الى ان تغادر هذه الدنيا ثم تندم هل رضيت لنفسك بهذا يقول رحمه الله بل سوف تصحو بل بلى سوف تصحو بلى للاظراب سوف تصحو حين ينكشف الغطاء يعني يوم تقف امام الله سبحانه وتعالى قال الله تعالى بل قلوبهم في غمرة في غمرة من هذا ولهم اعمال من دون ذلك هم لها عاملون وقال تعالى لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد فيقول ستصحو يوم ينكشف في الغطاء يعني يوم تقف امام الله تصحو وتعلم حقيقة الامر وجلية الامر تعلم ذلك حين ينكشف الغطاء ويبدو لك الامر يبدو لك الامر يعني تتضح لك الحقيقة جلية واضحة لكن الصحو في ذلك الوقت هل يفيد اليقظة في ذلك الوقت هل تفيد الانتباه في ذلك الوقت هل يفيد لا يفيد ستصحو حين ينكشف الغطاء ويبدو لك الامر الذي كنت تكتم اي هذا الامر الذي كان خبيئة مكتوما في نفسك معرضا عنه سيكون جليا واضحا امامك ظاهرا بينا لكنك في وقت لا تستفيد من هذا الصحو ولا تستفيد من هذا الانتباه لان الوقت قد فات فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل ثم يوجه رحمه الله تعالى الخطاب لمن حمل العلم وحفظه لازم مجالسه وحفظ متونه وعرف العلم لكنه معرظ عن العمل والعياذ بالله اخذته الدنيا واسرته وانشغل بها واصبح غافلا عنده علم يذكره ويعظ به ويعلم لكنه بنفسه غافل ومعرض فيوجه الخطاب رحمه الله لهذا يقول يا موقذا نارا لغيرك ضوئها يا موقدا نارا لغيرك ضوئها وحر مظاها بين جنبيك يظرم شبه العالم شبه العالم الذي لا يعمل بعلمه بمن كانه شعلة نار تضيء لمن حوله فيرون الطريق ويرون الجادة لكن هذه النار تحرق صاحبها ولا يستفيد منها وانما الذي يستفيد منها الناس الذين حوله وهذا المثل مأخوذ من الحديث الثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام وهو في معجم الطبراني ان النبي عليه الصلاة والسلام قال مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه وروى البزار عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه مثل الفتيلة تضيء على الناس وتحرق نفسها فهذا المثل الذي ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى في هذا البيت مستفاد من هذا الحديث ثم يقول له منكرا عليه يقول له اهذا جنى العلم والاستفهام هنا انكاري. اهذا جنى العلم؟ يعني هذا حصيلة العلم الذي تعلمته هذا خلاصة العلم الذي حصلته امضيت فيه السنوات والشهور والدهور والاوقات حفظا ومذاكرة ومجالسة لاهل العلم. اهذا جنى العلم انك تضيء للناس وتحرق نفسك لا تستفيد ولا تنتفع ولا تعمل اهذا جنى العلم الذي قد غرسته هل هذا حصيلة وفائدة العلم الذي قد غرسته يعني اخذت تنميه في في نفسك تعمل على تقويته وتنميته وقتا طويلا وهذا الذي قد كنت ترجوه تطعم يعني هذا مرادك؟ هذا مقصدك يعني ان ان تكون في الحياة مجرد تشتغل طعاما وشراب وغذاء وكسوة ونحو ذلك وانت غافل عن حقيقة العلم ثم تشرح للناس مسائل العلم وتبينها لهم وانت نفسك غافل اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون شعيب عليه السلام يقول لقومه وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه والله يقول يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون قال وهذا هو الحظ الذي قد رظيته هذا هو النصيب الذي اخترته لنفسك من تعلم العلم هذه الفترة الطويلة هذا هو الحظ الذي قد رظيته لنفسك في الدارين جاه ودرهم هذا هذه الخلاصة وهذه حصيلة الوقت الطويل الذي افنيته في العلم تحصيلا وكتابة وقراءة وحفظا جاه ودرهم وقوله رحمه الله تعالى جاه ودرهم هذا خلاصة حظوظ الدنيا خلاصة حظوظ الدنيا ترجع الى هذين الامرين الجاه والدرهم اما هما معا او واحدا منهما فهل هذا خلاصة ما جمعت العلم وقتا طويلا وحصنته وحفظته من اجل ان تنال الجاه والدرهم ثم هذا الجاه والدرهم الذي حصلته قل الجاه او كثر قوي الجاه او ضعف كثر المال او قل ماذا يغني عنك اليست اليست نفسك هذه ستموت وينتهي الجاه وتنتهي الدراهم وتنتقل من هذه الدار لا تحمل شيئا من ذلك اذا ماذا جنيت اهذا وهذا هو الحظ الذي قد رظيته لنفسك في الدارين جاه ودرهم قد جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه الا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة يعني ريحها. رواه ابو داوود وهذا فيه خطورة فساد النية خطورة عدم الاخلاص وفيه التنبيه الى ان العلم عبادة وقربة يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى مثله مثل سائر الطاعات فلا يقبله الله من الم تعلم الا اذا اخلص بتعلمه وجه الله واراد به وجه الله سبحانه وتعالى لا ان يكون المراد بهذا التعلم الجاه والدرهم ونحو ذلك ثم يقول له ايضا وهذا هو الربح الذي قد كسبته يعني هذا هو ربحك من العلم الوقت الطويل الذي قظيته في العلم هل هذا هو الربح الذي حصلته من العلم جاه ودرهم لعمرك وهذه ليست قسم وانما اسلوب من اساليب التأكيد لعمرك لا ربح ولا الاصل يسلم انت بهذه الحال لم تربح لا يوجد عندك ارباح وفي الوقت نفسه الاصل الذي ورأس المال لم يسلم لك العامي العابد الذي لم يحصل ما حصلته من العلوم وهو في عبادته واخلاصه لله خير منك مع انك حصلت من العلوم ما لم يقف على ربعه ولا على عسره ولا اقل من ذلك. لكنه خير منك لانك لا لا لا حصلت ربحا وايضا رأس المال لم يسلم لك رأس المال هو الدين رأس مال الماء المرء دينه وكل شيء له خلف وعوظ الا الدين ليس له عوظ كل شيء له عوظ لكن الدين رأس المال اذا ضاع رأس المال ما الذي يعوضه وما الذي يحل محله من كل شيء خلف وليس من الدين اذا ضاع خلف يقول رحمه الله بخلت بشيء لا يضرك بذله بخلت بشيء لا يضرك بذله اي بالدنيا بخلت بالدنيا وصرت صرت شحيح النفس عليها وهي همك وهي نصبك وهي بغيتك بخلت بشيء لا يضرك بذله وجدت بشيء مثله لا يقوم جدت اي كانت نفسك سخية بشيء مثله لا يقوم اي الجنة ونعيمه الجنة جدت بها ضحيت بها وفوتها على نفسك والدنيا صرت متمسكا بها شحيحا عليها محافظا عليها لا تضيع منها شيئا واما الاخرة جدت بها لم تلقي لها بالا ولم تقم لها وزنا ولم ترعى لها اهتماما جدت بشيء مثله لا يقوم اي لا تقدر له قيمة مهما علت الان الدنيا لو ان الانسان يريد ان يقدر شيء من متاع الدنيا يقوم به نعيم الجنة يقول عليه الصلاة والسلام كما في صحيح البخاري موضع صوت احدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها موضع الصوت احدكم ما يتجاوز متر واحد موضع صوت احدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها. ثم الدنيا ما المراد بها؟ هل مراد الدنيا اللي انت الان تعيش فيها المراد بالدنيا كل متاع الدنيا من زمن ادم الى ان يرث الله الارض ومن عليها. كل متاع الدنيا كل زينتها موضع صوت احدكم يعني متر تقريبا في الجنة خير من الدنيا وما عليها فكيف يبخل آآ الانسان بالدنيا ويظحي بالاخرة بخلت بشيء لا يضرك بذله الان لو بذل شيء من الدنيا ما يضره بل يكون ذخرا له وجدت بشيء مثله لا يقوم بخلت بذا الحظ الخسيس دنائة الخسيسة الدنيء الحقير بخلت بذا الحظ الخسيس دنائة وهذا من دناءة النفس عندما تكون بهذه الصفة بخلت بذا الحظ الخسيس دناة. حظ الخسيس الحظ الدنيوي وجدت بدار الخلد وجدت بدار الخلد لو كنت تفهم اي ليتك تفهم ليتك تعقل ليتك ليتك تستوعب الامور وتعرف الحقيقة وبعت نعيما لا انقضاء له ولا نظيرا ببخس عن قليل سيعدم انت الان ماذا صنعت يقول له ما الذي صنعته؟ الذي صنعته هو انك بعت نعيما لا انقضاء له اي نعيما الجنة الله عز وجل قال لا مقطوعة ولا ممنوعة نعيم خالد نعيم دائم نعيم باقي نعيم لا يزول ثم ايظا يختلف عن هذا النعيم في الحديث اعددت لعبادي ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فيقول بعت نعيما لا انقضاء له ولا نظير اي ليس له مثيل فيما تراه في هذه الحياة الدنيا ابن عباس رضي الله عنهما يقول ليس في الدنيا مما في الجنة الا الاسماء فقط يعني رمان رمان عنب عنب انهار انهار اسماء لكن الحقيقة ما لا عين رأت فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون وبعت نعيما لانقضاء له ولا نظير بماذا ببخس بخس اي متاع ناقص من امتعة الدنيا الفانية ببخس عن قليل سيعدم هذا القليل الذي آآ شححت به وكانت نفسك بخيلة به ومراعية له ومحافظة عليه هو عن قليل سيعدم سينتهي والمال الذي عند الانسان قل ان او كثر لا يخلو الحال معه من امرين اما ان يفارقه المال او هو يفارق المال. واحدا منهما اما ان يفارق المال وهو على قيد الحياة بجائحة باي امر اخر او هو يفارق المال بالموت فهلا عكست؟ هلا تأتي للتحظيظ وللحث؟ هلا عكست الامر كيف يعكس الامر هلا عكست الامر قبل قليل يقول له بخنت بشيء لا يضرك بذله وجدت بشيء مثله لا يقومه اعكسها اعكسها كيف يكون ان تجود بشيء لا يضرك بذله. اعكس الامر جد بشيء لا يضرك بذله وكن صحيحا شيء اه مثله لا يقوى تعكس القضية فهلا عكست الامر؟ ان كنت حازما هذا هو الحزم حقيقة ولكن اضعت الحزم لو كنت تعلم ولكن اضعت الحزم يعني ليس من كانت هذه حاله وهذه صفته اضاع الحزم ليس من اهله قال الله تعالى اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه روضة المحبين يقول النفس الابية النفس الابية لا ترضى بالدون النفس الابية لا ترضى بالدون وقد عاب الله سبحانه اقواما استبدلوا طعاما بطعاما ادنى منه فنعى ذلك عليهم وقال اتستبدلون الذي هو ادنى الذي هو خير وذلك دليلا دليل على وضاعة النفس وقلة قيمتها يقول رحمه الله وتهدم ما تبني بكفك جاهدا فانت مدى الايام تبني وتهدم هذي حال المفرط تهدم ما تبني بكفك الاعمال والطاعات والعبادات هي بمثابة البناء هي بناء معنوي مثل ان بناء الدور بناء حسي وفي الحديث بني الاسلام على خمس فيقول لو انت تبني اه تبني بكفك جاهدا اعمال جيدة. لكن سرعان ما تقوم بماذا بهدمها ما الذي يهدمها اعراض ان الانسان وصدوده وغفلته وانكبابه على الدنيا وتفريطه في الواجبات وغشيانه الكبائر والمحرمات وتهدم ما تبني بكفك جاهدا فانت مدى الايام تبني وتهدم فانت مدى الايام تبني وتهدم كيف يكون امر حال شخص يأتي بالطوب ويضع طوبة على طوبة حتى يبدأ يسارف على ثم يهدم لا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا وعند مراد الله تفنى كميتا وعند مراد الله تفنى كميت وعند مراد النفس تسدي وتلحم عند مراد الله اي الشيء الذي يريده الله منك شرعا ودينا المراد بالارادة هنا الشرعية الدينية عند مراد الله اي عند الشيء الذي يريده الله منك شرعا ودينا مثل الصلاة ارادها الله منك الصيام الحج الطاعات عموما البر ايضا اجتناب المحرمات عند مراد الله تفنى كميت تصبح حالك مع ما اراده الله منك شرعا مثل حال الميت بحيث انه انه اذا امر بالطاعة يكون متماوت ولا ينهض لها الا بثقل اذا نهظ فهو مع الطاعات يفنى كميتا وعند مراد النفس كيف تكون حاله شهوات النفس وملذاتها ورغباتها كيف تكون حاله وعند مراد النفس تسدي وتلهمه اي تعمل جاهدا كادحا بهمة عالية تسدي تمد يدك وتقبل وتتقن آآ العمل احسن اتقان وهذا حال كثير من الناس تجد بعظهم اذا نودي للصلاة يقول انا تعبان واذا نودي الى طعام اللذيذ قام مثل الاسد وهو هو لماذا لانه عند مراد الله يفنى كميتا عند مراد الله يفنى كميت وعند مراد النفس تسدي وتلهم نسأل الله العافية قال وعند خلاف الامر عند خلاف الامر تحتج بالقضاء يعني اذا فعلت شيئا خلاف امر الله امرت بالصلاة امر بالصلاة لم يصل امر بالحج لم يحج امر بالطاعة لم يطع. نهي عن المنكر ارتكبه يقول عند خلاف الامر تحتج بالقضاء لماذا لم تصل؟ يقول الله ما كتب لي الصلاة ما ما ما شاء الله ان اكون اصلي لماذا فعلت هذه المعصية؟ الله كتب هذا قدره علي عند خلاف الامر تحتج بالقضاء. عندما تكون مخالفا لما امرك الله به وتلام على ذلك تحتج بالقضاء ظهيرا على الرحمن للجبر تزعم يعني انت بهذا العمل تشارك الجبرية المبطلة في عقيدتهم الباطلة. الذين يقولون عن انفسهم نحن الريشة في مهب الريح كالريشة في مهب الريح يعني اعمالنا ليس لنا فيها اختيار وليس لنا فيها مشيئة نحن مسيرين وليس لنا اي اختيار فيقول انت حالك تكون بهذه الصفة عنده خلاف الامر تحتج بالقضاء ظهيرا على الرحمن للجبر تزعم. وهذا حال بعظ الناس. تجده متهاون مظيع مفرط ليش ما تطيع الله؟ ليش ما تصلي؟ ليش ما يقول ما كتب الله لي ما كتب الله لي ما قدر الله لي يحتج بالقضاء ظهيرا على الله للجبر تزعم وعقيدة الجبرية هذه من افسد العقائد واخبثها واسوأها واشنعها عقيدة تهدم الدين من اساسه وتفسد الانسان افسادا كاملا وصاحب هذه العقيدة هو نفسه لا يطبقها هو نفسه لا يطبقها في كل امر الان لما يقول انه مجبور ما يطبقها في كل وقت لو ان شخصا جاء واخذ ماله قال له ليش اخذت المال؟ قال والله انا كالورقة في مهب الريح ما الاختيار ولا لي مشيئة مجبور يقبل منه ما يقبل من القصص التي تروى وقد اوردها ابن القيم رحمه الله في بعض كتبه ان بعض الجبرية حضر مجلس عند بعض الولاة احد الجبرية حضر مجلسا عند بعض الولاة فاوتي بطرار اضطرار المتسول اتي بطرارار احول اي في عينه حول فقال له الوالي قال قال للجبري ما ترى فيه يعني بماذا نعاقبه ماذا نعاقبه؟ ما ترى فيه قال اظربه خمسة عشر سوطا يعني تأديبا له اظربه خمسة عشر سوطا. فقال بعض الحاضرين صاحب سنة واراد ان يفضح هذا في عقيدته قال بعض الحاضرين بل ينبغي ان يظرب ثلاثين سوط ينبغي ان يظرب ثلاثين سوطا خمسة خمسة عشر صوتا لطره ومثلها خمسة عشر لحوله. للحول اللي في عينه قال الجبري كيف يظرب على الحول ولا صنع له فيه كيف يظرب على الحول ولا صنع له فيه قال كما يظرب على الطر ولا صنع له فيه كما تعتقد كما يظرب على الطر ولا صنع له فيه كما تعتقد لانك انت تعتقد انه مجبور على فعل نفسه طره مثل حوله كلها جبر ما ما له اختيار فيها كلها باب واحد فبهت الجبرية هذا مما يوضح ان ان هؤلاء عقيدتهم لا يستطيعون طردها في كل امر وهذا من دلال اعظم دلائل فسائد العقيدة ان صاحبها يكون متناقضا لا يستطيع ان يطبقها في كل باب او في كل مجال ثم يقول له ابن القيم رحمه الله تعالى تنزه منك النفس عن سوء فعلها النفس منها اه تعديات ظلم اخطاء جنايات لكن هل يرظى ان يوصف بذلك مع انه يقع منه ظلم وتعدي وكذا لكن هل يرضى ان يقال له انت ظالم انت مجرم انت معتدي الى اخره ولا ينزه نفسه عن ذلك مع انه يرتكب هذه الاعمال يقول تنزه منك النفس عن سوء فعلها وتعتب اقدار الاله وتظلم يعني مع انك لا تقبل ان ان تنسب الى الظلم مع انك تقع فيه تنسب الظلم الى ربك تنزه وتقدس ثم ماذا؟ قال تحل امورا احكم الشرع عقدها وتقصد ما قد حله الشرع تبرم بمعنى انك تحل ما حرم الله وتحرم ما احل الله ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذبة هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله وتفهم من قول الرسول خلاف ما اراد وتفهم من قول الرسول خلاف ما اراد لانه صاحب هوى فيأتي بالحديث ثم يفسره على هواه فيفهم منه خلاف ما اراد الرسول صلى الله عليه وسلم ما السبب ما سبب كونه يفهم من الحديث خلاف ما اراد الرسول عليه الصلاة والسلام قال لان القلب منك معجم لان القلب منك معجم العجمة عدم النطق مثل بهيمة الانعام عجماوات يقال لها لانها لا تنطق ولا تفهم فالقلب منك معجم لا يفهم لانه مليء بالهوى اشرب بالهوى وملئ بالهوى يقول له مطيع لداعي الغيب عاص لرشده اذا دعاك الغي اذا دعاك الغيب اطعته وانسقت وراءه ولم تتردد في متابعته عاص لرشده اذا اذا كان الداعي داعي رشد رشدا تعني جماع الخير آآ واذا كان الداعي داعي رشد الى رب آآ داعي رشد لم يجب مطيع لداعي الغيب عاص لرشده الى ربه يوما يرد ويعلم لا تظن انك ستبقى على هذه الحال سيأتي عليك يوم ترد الى الله وستعلم وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون. هذا هو المراد بقوله وتعلم. يعني ستعلم حينما تلقى الله ما الذي كنت عليه وما الذي كنت تجنيه مضيع لامر الله مضيع لامر الله اي حاله انه مضيع لاوامر الله سبحانه وتعالى قد غش نفسه قد غش نفسه واشنع ما يكون غشا يغش الانسان نفسه التي بين جنبيه وغش النفس بايقاعها في المعاصي والمعاقب والذنوب وابعادها عن الطاعات والعبادات هذا اعظم الغش للنفس مطيع لامر الله قد غش نفسه مهين لها مهين لها العاصي اه ان نفسه ولم يكرمها اهان نفسه بالمعاصي والمعصية اهانة للنفس والله جل وعلا يقول قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها اي حقرها وصغرها واهانها خاب من دساها فالمعصية اهانة للنفس مهين لها انى يحب ويكرم يعني من كانت هذه صفته انى يحب ويكرم كيف يحبوا اهل الفضل واهل الخير واهل النبل؟ وكيف يكرم وهذه حاله مع نفسه مهين لها غاش لها باعراضه عن طاعة الله وعن اوامره سبحانه وتعالى بطيء عن الطاعات اسرعوا للخناء والعياذ بالله بطيء عن الطاعات يعني اذا دعي الى الطاعة بقية الحركة اليه يمشي بخطوات متثاقلة وهي ثقيلة عليه ونفسه ليست مقبلة عليها اسرع للخنا والخنى الفواحش اذا دعي الى فاحشة سريع جدا اسرعوا للخنا من السيل في مجراه لا يتقسم السيل اذا جاء في مجراه يعني لم تكن هناك حواجز تقسمه بحيث يذهب هنا وهناك اذا جاء في مجراه والمجرى ليس فيه حواجز تحجز السيل وتقسمه الى جهات عديدة. اذا جاء في مجراه كيف تكون سرعته اذا وجد ما يقسم السيل تخف السرعة اذا وجد ما يقسم السيل الى مناحي عديدة وجهات عديدة سرعته تخف ولهذا توضع السدود تحجز السيل وتعوق من سرعته واندفاعه. لكن اذا كان السيل في مجراه والمجرى صافي ليس في حواجز ولا سدود ولا غير ذلك. كيف تكون سرعته بريء جدا يقول له اسرع للخنى من السيل في مجراه لا يتقسم. يعني السيل لا لا يتقسم في جهات عديدة وانما يجري في مجراه سيكون في سرعة هائلة جدا فيقول انت بطيء عند عن الطاعة لكن في المعصية اسرع من السيل في مجراه لا يتقسم جاء في مسند الامام احمد في حديث طويل في ذكر وضع الميت في قبره قال فيه ويأتيه ات قبيح الوجه ويأتيه ات قبيح الوجه. يعني من كانت هذه حاله يأتيه ات قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول ابشر بهوان من الله وعذاب مقيم فيقول وانت فبشرك الله بالشر. من انت وان تبشرك الله بالشر من انت؟ يعني من انت تخاطبني بهذا الخطاب فيقول انا عملك انا عملك الخبيث كنت بطيئا عن طاعة الله سريعا في معصية الله فجزاك الله شرا هذا هو المعنى الذي اشار له ابن القيم بطيئا عن الطاعات اسرع للخنا هذا العمل السيء يأتي الميت في قبره ويخاطبه عياذا بالله تبارك وتعالى حمانا الله واياكم بهذا الخطاب ثم كان من الاخطاء التي مر عرض ابن القيم لها يقول له وتزعم مع هذا انك عارف مع هذا كله وفي الوقت نفسه تزعم انك عارف وانك من العارفين كذبت لعمري في الذي انت تزعم وكما قدمت لعمري ليست قسم وانما هي اسلوب من اساليب العرب للتأكيد كذبت لعمري في الذي انت تزعم يعني في الذي تزعمه لنفسك انك من العارفين وقد قال الله تعالى قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا؟ الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ثم يبين له رحمه الله حاله حقيقة قال له وما انت الا جاهل ثم ظالم وانك بين الجاهلين مقدم. هذي حقيقة حالك انتزعم انك عارف لكن حقيقة حالك انك جاهل وظالم واذا جعلت في صفوف الجاهلين انت في مقدمتهم وفي اوائلهم هذه حقيقة حالك لكن من كانت هذه حاله يغالط نفسه والعياذ بالله فيزكيها ويصفها بالصفات العالية الرفيعة بينما هو بركب الجاهلين وفي عداد الظالمين اذا كان هذا نصح عبد لنفسه اذا كان هذا نصح عبد لنفسه هذا قدر النصيحة التي يقدمها لنفسه فمن ذا الذي منه الهدى يتعلم؟ اذا كان عالم وهذا نصحه لنفسه بهذه الصفة وهذه حالة فمن ذا الذي منه الهدى يتعلم هذي مصيبة مصيبة عظيمة جدا ورزية كبيرة بل خطر على الناس وخطر على العوام وعلى الجهال اذا مثلا شخص حصل من العلم حظا كبيرا اقترب في تحصيل العلم سنوات ثم رجع مثلا الى بلده وفي الصلاة يفتقدونه وفي بعض المنكرات يرونه. تكون مصيبة عظيمة. يقول اذا كان هذا الذي حصل العلم هذه السنوات هذه حاله فكيف بنا نحن الذين لم نحصل من العلم شيئا ولا قليلا. ولا ذهبنا الى معاقل العلم ولا حضرنا مجالس العلم ولا حفظنا شيئا من العلم اذا كانت حال هذا الذي حصل اه العلم هذه حاله كيف اذا الامر بنا فيكون مصيبة على العوام والجهال. مصيبة كبيرة جدا. وهذا معنى قوله فمن ذا الذي من الهدى يتعلم وفي مثل هذه الحال قد قال من مضى واحسن فيما قال المتكلم يقول هذه الحالة التي نصف اه قد قال فيها احد الماضيين بيتا من الشعر عظيما جدا يصف هذه الحال واحسن ذلك القائل فيما قال قال فان كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة اعظم ان كنت لا تدري يعني آآ هذه الاخطاء التي تعايشها وتمارسها وتقع فيها اذا كنت لا تدري هذي مصيبة مصيبة جهل مصيبتك مصيبة جهل لكن ان كنت تدري وتغالط ان كنت تدري وتغالط فالمصيبة اعظم لانها اصبحت المصيبة مصيبة ظلم الاولى مصيبة الجهل والثانية مصيبة الظلم قال فان كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة اعظم نعم قال رحمه الله ولو تبصر الدنيا وراء سطورها رأيت خيالا في منام سيصرم كحلم بطيف زار في النوم وانقضى المنام راح الطيف والصب مغرم وظل ارته الشمس عند طلوعها سيقنف سيقنص في وقت الزوال ويفصم ومزنة صيف طاب منها مقيلها. فولت سريعا والحرور تضرموا ومطعم ضيف لذ منه مساغه. وبعد قليل حاله تلك تعلم فذا هذه الدنيا كأحلام نائم. ومن بعدها دار البقاء ستقدم فجزها ممرا لا مقرا وكن بها. غريبا تعش فيها حميدا وتسلم او ابن سبيل قال في ظل دوحة وراح وخلى ضمنها يتقسم اخا سفر لا يستقر قراره الى ان يرى اوطانه ويسلم فيا عجبا كم مصرع وعظت به بنيها ولكن عن مصارعها عمو سقتهم كؤوس الحب سقتهم سقتهم كؤوس الحب حتى اذا نشوا. سقتهم كؤوس السم والقوم نوموا واعجب ما في العبد رؤية هذه العظائم منها وهو فيها متيم وما ذاك الا ان خمرك حبها لتسلب عقل المرء منه وتسلم واعجب من ذا ان احبابها العلى تهين وللأعداء ترعى وتكرم وذلك برهان على ان قدرها جناح بعوض او ادق والأم وحسبك ما قال الرسول ممثلا لها ولدال الخلد والحق يفهم كما يدلي الانسان في اليم اصبعا وينزعها منه فما ذاك يغنم في هذه الابيات يتكلم ابن القيم رحمه الله عن حال الدنيا التي فتنت الناس والهتهم وشغلتهم وصرفتهم عن ما خلقوا لاجله واوجد لتحقيقه فما حال هذه الدنيا؟ وما حقيقتها؟ وما صفتها اخذ يبين حالها بضرب الامثال امثال عديدة جميلة جدا تبين حال الدنيا وحقيقتها لكن هذه الامثال التي ذكر لا يستفيد منها كل احد وانما يستفيد منها الذي يتبصر ويتأمل وينظر ولهذا لاحظ البداية الجميلة قال ولو تبصر الدنيا وراء سطورها لو تبصر الدنيا وراء ستورها يعني حقيقة الدنيا ليست ظاهرة لكل احد هناك الستور تغطي هذه الحقيقة وينشغل الناس بزينة هذه الستور وجمال هذا البهرج عن حقيقة اه الدنيا عن حقيقة الدنيا قال لو تبصر الدنيا وراء سطورها ماذا سترى قال رأيت خيالا في منام سيصرم يعني ينقطع هذا مثال لحال الدنيا كخيال مر في المنام قيال مرة في المنام احيانا يمر عليك في في المنام انك دخلت بستان وبدأت تاكل رمان الى اخره ثم تستيقظ ولا يوجد شيء من ذلك قل له انتهى الدنيا ايضا مثل هذا مجرد ما تموت وتخرج روحك من جسدك كل هذا انتهى يقول كحلم بطيف زار بطيف كحلم بطيف زار في النوم وانقضى المنام وراح الطيف والصب مغرم هذا ايضا مثال لحال الدنيا مثل طيف يعني خيال حلم مر على محب مغرم فلقي حبيبه ومن هام به غراما في المنام زار في النوم وانقضى المنام وراح الطيف والصب مغرم ما زال الحب باقي في قلبه لكن الزائر مر لحظة سريعة في المنام وانصرف هذا ايضا مثال من الامثلة التي تصور حال الدنيا؟ مثال اخر وظل ارته الشمس عند طلوعها الظل الذي في اول ما تطلع الشمس وتبدأ مثلا تحتر فتجد الناس يختارون الاماكن الظليلة وراء الاشجار وراء الابنية ظل الشمس لكن هذا الظل هل سيبقى لك هل سيبقى هذا الظل وظلا ارته الشمس عند طلوعها سيقلص في وقت الزوال الظل يقلص ينتهي وقت زوال الشمس لان الشمس وقت الزوال تكون في كبد السماء فلا يوجد ظل اذا الظل الذي كان في الظحى هذا مثال لحال الدنيا هذا مثال يصور لك مثال يومي يصور لك حال الدنيا كما ان هذا الظل يقلص الدنيا كلها ستقلص وتنتهي كما قلص هذا الظل ايضا مثال اخر لحالها ومزنة صيف طاب منها مقيلها تخيل لو انك في الصحراء في شدة الحر شدة الصيف ثم جاءت سحابة انت ومعك الربع والجماعة وجاءت سحابة وانتم باشد امس الحاجة للراحة ونمتم تحت ظل سحابة الصيف وصحابة الصيف سرعان ما تنقشع واذا بك وانت بدأت في النوم واذا السحابة انقشعت يقول ومزنتي صيف طاب منها مقيلها تولت سريعا والحرور تضرم والنار يعني نار الشمس وحرارة الشمس تضرم اي اه تشتعل ويحتر المكان هذا ايضا مثل من الامثلة التي توضح حال الدنيا ومزنة صيف طاب منها مقيلها القيلولة هي النوم وسط النهار النوم في وسط النهار ومطعمي ضيف لذ منه مساغه هذا مثال اخر للدنيا مثل مطعم الضيف لماذا حدد مطعم الضيف لماذا حدد مطعم الضيف؟ عادة الانسان اذا جاءه الضيف يقدم الطعام له بطريقة متميزة غير الطريقة التي اعتاد ان يأكل عليها الطعام في في بيته يرتب الطعام ويزينه ويجمله الى اخره فمطعم الضيف عادة معتنى به جمالا وزينة واتقانا وحسنا الى اخره فمثل الدنيا مثل مطعم ضيف لذ منه مساغه لكن هذا اللذة وهذا المساغل الطعام بعد قليل ماذا سيكون قال وبعد قليل حاله تلك تعلم اعرض عن حاله لانه معروفة هذي حالة طعام اللذيذ الجميل الطيب الذي اعد للضيف بعد قليل حاله تلك التي تعلم كذا هذه الدنيا كذا هذه الدنيا يعني هذه امثال توضح لك حال الدنيا كذا هذه الدنيا كاحلام نائم كذا هذه الدنيا كأحلام نائم ثم ماذا سيكون؟ قال ومن بعدها دار البقاء ستقدم من بعد الدنيا تأتي دار البقاء قال علي رضي الله عنه ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الاخرة مقبلة ولكل منهما بنون تكون من ابناء الاخرة ولا تكونوا من ابناء الدنيا فان اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل قال الله تعالى كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار وقال كانهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية او ضحاها وقالوا وما امر الساعة الا كلمح البصر لما ذكر بحال الدنيا بظرب هذه الامثال قال فجزها ممرا لا مقرا جزها اعبرها ممرا اجعلها دار ممر لا تجعلها دار مقر الدنيا دار ممر وليست دار مقر والذي يجعل الدنيا دار مقر على خطر لان الدنيا ليست دار مقر هي دار مرور والمرور في الدنيا قد يطول وقد يقصر بعض الناس يظن انه سيعيش مئة سنة او ستين سنة وهو سيموت غدا ما يدري متى ينتهي مروره بالدنيا فعلا اناس يعني كان يظن انه سيج ستين سنة وعنده مخططات الى ذلك الوقت ومن الغد مات فيقول فجزها ممرا لا مقرا وكن بها غريبا تعيش فيها حميدا وتسلم يعني كن في الدنيا كأنك غريب كما جاء في الحديث كن بها غريبا اه وكن بها غريبا تعيش فيها حميدا وتسلم او ابن سبيلا قال في ظل دوحة وراح وخلى ظلها يتقسم هذا كما جاء في اه الحديث عن ابن عمر اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل وجاء ايضا في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما لي وللدنيا ما مثلي ومثل الدنيا الا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ساعة من نهار ثم راح وتركها وهذا المثل ذكره ابن القيم بقوله آآ قال في ظل دوحة وراح وخلى ظلها يتقسم هذا هو الوارد في قوله فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها ثم يقول رحمه الله بعد هذا البيان متعجبا من حال الدنيا فيا عجبا يا عجبا كم مصرع وعظت به كم مصرع وعظت به بنيها ولكن عن مصارعها عمو كم من المصارع التي رآها الناس عيانا الشباب الان كم من الزملا من اسنانهم ماتوا وفارقوا الدنيا كم من الحوادث التي تمر على الانسان تجلي لها الحقيقة وكفى بالموت واعظا والسعيد من اتعظ بغيره فيا عجبا كم مصنع وعظت به بنيها بيت ايش نعم قال اخا سفر او ابن سبيل قال في ظل دوحة وراح وخلى ظلها يتقسم اخا سفر لا يستقر قراره يعني كن على الحال الى ان يرى اوطانه ويسلموا يعني كن في في هذه الدنيا مثل حال اخا السفر الان اخذ سفر اذا مر يعني الان لو وجدت واحد من الزوار معتمر وقلت له يا حاج ابني لك بيت هنا المنطقة هذي جيدة ابني لك بيت يلتفت لكلامك والا له وجهة وله مكان واذا يريد يبني بيت يبني بالمكان الذي هو وطنه ومكانه فابن السبيل ما يفكر فانت كن في في الدنيا اعابر سبيل او كغريب او كابر سبيل. ليس معنى هذا ان الانسان لا يصلح دنياه ولا ولا ينبغي ان يفهم هذا المعنى النبي صلى الله عليه وسلم الذي وعظ هذه المواعظ بنى بيتا وسكن فيه وعمل الى اخره فليس معنى هذا ان الانسان يعطل مصالح دنياه ويكون عالة عالاخرين هذا من الفهوم السيئة لكن المراد ان لا يقبل على الدنيا لا تكون الدنيا هي همه ولهذا جاء في الدعاء قال ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا اما كون الانسان يهتم لدنياه ويسعى في اصلاح دنياه بحيث لا تطرأ على الدار الاخرة فهذا امر لا مذمة فيه ولا ملامة فيا عجبا كم مصرع وعظت به بنيها ولكن عن مصارعها عموا اي عميت ابصارهم وبصائرهم عن ذلك فلم يستفيدوا من تلك المواعظ التي وعظتهم بها الدنيا وكفى بالموت واعظا ماذا صنعت بهم الدنيا يقول سقتهم كؤوس الحب ما المراد بكوس الحب سقتهم اي الدنيا كؤوس الحب اي اعطتهم الزخرفة والزينة والمتعة والبهرج الى اخره سقتهم كؤوسا الحب حتى اذا نسوا اي سكروا حب هذه الزينة وهذه الزخرفة وهذا المتاع الزائل واصبحوا في غمرة ساهون سقتهم بعد ذلك كؤوس السم تفارقوا الدنيا وهم على تلك الغفلة وذلك الاعراض والعياذ بالله. سقتهم كؤوس السم والقوم نوموا في الحديث يقول عليه الصلاة والسلام ما الفقر اخشى عليكم ولكن اخشى عليكم ان تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما اهلكتهم رواه البخاري ومسلم واعجب ما في العبد رؤية هذه العظائم منها اي من الدنيا وهو فيها متيم محب لها ومقبل عليها ولا يهتم الا بها. مع انه يرى هذه العظائم التي تكون من هذه الدنيا فيستمر في الاهمال وعدم المحاسبة والاسترسال فلا ينتفع بتلك المواعظ ولا يستفيد ما السبب قال وما ذاك الا ان خمرة حبها لتسلب عقل المرء منها وتظلم اي تستأصل عقله تستأصل عقله خمرة حبها اي بما فيها من زخرف وما فيها من زينة وما فيها من متع وما فيها من اه ملهيات الى غير ذلك هذه الخمرة تسلب عقل الانسان اليس ثمرة الدنيا تجعل الناس يضيعون اعظم فرائض الاسلام وهي الصلاة الان بعض الشباب بيده جهاز وفي متع زائلة وينظر في الجهاز في تلك المتع وبعضها محرمة ولها مضار كثيرة على بصره وعلى عقله وعلى اعصابه وهو مع هذا اللهو ينادى للصلاة وتقام الصلاة ولا يتحرك مع الجهاز سامر اذا كان جهاز بهذا الصغر في اليد جهاز صغير بهذا الصغر في اليد يجعل الانسان يضيع الصلاة التي هي اول ما يسأل عنه يوم القيامة واول ما يحاسب عليه يوم القيامة يضيعها ويجلس امام الجهاز وهذا الجهاز لن يأتي معه يوم القيامة ينتهي هذا وغيره من الاجهزة كلها تنتهي في الدنيا ولا يحصل منها شيئا يوم القيامة ثم اول ما يسأل عنه هذه الصلاة هذي من خمرة الدنيا هذا من سكر الدنيا مع ان هذه متع تافهة تافهة متعة تافهة سقيمة جدا كلها مرض ولا فائدة فيها المتعة الجمال والبهاء والمناظر الجميلة اما الان يعني بعض الشباب يكون في في سيارة وامامه المتعة الحقيقية الجبال والاشجار وينظر في الجهاز ولا ينظر الى الجمال الحقيقي وهذا حقيقة ظياع في العقول والله عقول ظائعة تافهة ما تدري ماذا تكون او ماذا تصنع وهذا حقيقة من معضلات هذا الزمان معضلات وايضا من الامور التي استعصت على كثير من المربين والمصلحين والاباء والموجهين مستعصى جدا الصغار الان يعني استهلكت اوقاتهم استهلاك عجيب جدا بالاجهزة وكل طفل يريد هذا الجهاز يكون في يده وهو حقيقة لا نفع فيه ابدا الا اضاعة البصر اضاعة الاعصاب اضاعة الصحة تغيير السلوكيات والاخلاقيات تضييع الفرائض والواجبات هذه حصيلة هذه الاجهزة اما فائدة ما ما يوجد فائدة ويتساءل الغيور الناصح هؤلاء الصغار الان الذين امضوا اوقات طويلة سامرة اعينهم في هذه الاجهزة اذا اصبح عمره خمسين ستين كيف يكون بصره كيف تكون اعصابه كيف تكون قواه كيف يكون تفكيره وقد استهلك في وقت الشباب في مثل هذا التافه نسأل الله عز وجل العافية والسلامة وان يحفظ علينا اجمعين ابنائنا وذرياتنا وان يسلمنا واياهم واياكم من الفتن واعجب من ذا ان احبابها الاولى تهين وللاعداء ترعى وتكرم. يكفي هذا دليل على خسة الدنيا والله يكفي دليلا على خسة الدنيا انها بهذه الصفة اعجب من من هذا يعني من الذي تقدم ان احبابها الاولى تهين اهل الطاعة والعبادة والخضوع لله والانكسار له والذل تجد بعضهم معدم وتجده مثلا عنده امراض تجده الى اخره وللاعداء ترعى وتكرم وتجد بعض اعداء الدين وخصوم الملة ممتع بانواع من متع الدنيا من اموال من آآ زخرف من الى اخره هذا دليل من اعظم الادلة على خسة الدنيا ودائما اقول في هذا المقام والله لو كانت الدنيا تساوي عند الله شيئا ما كان افضل خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم يتنقل على حمار والله ما كان يتنقل سيد ولد ادم وخير الناس اجمعين يتنقل على حمار هنا في المدينة اذا متع الدنيا هذه ما تساوي شيء عند الله ولهذا يعطيها من يحب ومن لا يحب كلا نمد هؤلاء وهؤلاء يعني المسلمين والكفار من عطاء ربك اي الدنيوي وما كان عطاء ربك محظورا. انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض. وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا لو كانت الدنيا كما جاء في الحديث وسيشير لابن القيم رحمه الله لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافر شربة ماء الى ما تساوي شيئا قال وذلك برهان على ان قدرها جناح بعوض او ادق والام مشيرا بهذا الى الحديث لو كانت الدنيا تساوي جناح بعوضة ما سقى منها كافر شربة ماء وحسبك ما قال الرسول ممثلا اي ممثلا لحال الدنيا مع الدار الاخرة وحسبك ما قال الرسول ممثلا لها ولدار الخلد والحق يفهم لانه واضح وبين كما يدلي الانسان في اليم اصبعا وينزعها منه فما ذاك يغنم؟ تعال وقس عند البحر واغمس اصبعك في البحر البحر المتلاطم المتسع بعيد الاطراف اغمس يدك في البحر واخرجها ما الذي غنمت من البحر وما الذي نقص من البحر هذا مثل ضربه النبي عليه الصلاة والسلام لحال الدنيا وفي صحيح مسلم من حديث المستورد ابن شداد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما الدنيا في الاخرة الا مثل ما يجعل احدكم اصبعه في اليم فلينظر بما يرجع فلينظر بما يرجع وهو في صحيح مسلم ورواه ابن ماجة ولفظه ما مثل الدنيا في الاخرة الا مثل ما يجعل احدكم اصبعه في اليم فلينظر بما يرجع فهذا مثال يوضح لنا حال هذه الدنيا. نعم قال رحمه الله الا ليت شعري هل ابيتن ليلة على حذر منها وامري مضرب. وهل ارد الماء الحياة واغتوي على ظمأ من حوضه وهو مفعم وهل تبدون اعلامها بعدما سفت؟ عليها السوافي تستبين وتعلم وهل افرش خدي تراعة ذاتهم خضوعا لهم كيما يرقوا ويرحموا وهل ارمي النفس طريحا ببابهم؟ وطير منايا الحب فوقي تحوم هواءكفاء تفنى الحياة وتنقضي. وذلعت بباق ما بقيتم وعشتم فما منكم بث ولا عنكم غنى. وما لي من صبر فاتلو عنكم ومن شاء فليغضب سواكم فلا اذى. اذا كنتم عن عبدكم قد رضيتموه وعقد الصبار في رضاكم حميدة ولكنها عنكم عقاب ومأثم. وما انا الشافي لما تقتضونه. ولكنني ارضى به واسلم وحسب انتسابي من بعيد اليكم الا انه حظ عظيم مفخم. اذا قيل هذا عبدهم ومحبهم. تهلل ترى وجهه يتبسم وها هو قد ابدى الضراعة سائلا لكم بلسان الحال والقال معلم احبتنا عطفا علينا فاننا بنا ظمأ والمورد العزف انتم اه بعد ان انهى ابن القيم تصوير حال الدنيا وبيان حالها اه دخل في هذا البيان العظيم لما ينبغي ان تكون عليه حال الانسان في هذه الحياة الدنيا ودخل في معاني عظيمة وجليلة وكبيرة ومهمة للغاية وما بقي معنا وقت لمواصلة بيان ذلك فيؤجل الحديث عن هذه الابيات الى لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى. اسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعني واياكم بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين