بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في المنظومة الميمية الا ليت شعري هل ابيتن ليلة على حذر منها وامري مبرم وهل اردن ماء الحياة واختوي على ظمأ من حوضه وهو مفعم وهل تبدو الاعلامها بعدما سفت عليها السوافي تستبين وتعلم وهل افرشا خدي ترا عتباتهم؟ خضوعا لهم كيما يرق ويرحم وهل ارمي النفس طريحا ببابهم وخير منايا الحب فوقيت حوم فواتفاكفن الحياة وتنقضي. وذا العتب باق ما بقيتم وعشتم فما منكم بد ولا عنكم الغنى وما لي من صبر فاتلو عنكم. ومن شاء افليغضب سواكم فلا اذى. اذا كنتم عن عبدكم قد رضيتموه وعقب الصبار في رضاكم حميدة ولكنها عنكم عقاب ومأتم الشاكي لما تقتضونه ولكنني ارضى به واسلم. وحسب كتابي بعيد اليكم الا انه حظ عظيم مفخم اذا قيل هذا عبدهم ومحبهم تهلل بشرا وجهه يتبسم وها هو ابد الضراعة سائلا لكم بلسان الحال والقال معلم. احبتنا عطفا علينا فاننا بنا ظمأ والمورد العذب انتم. نعم يقول العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى الا ليت شعري هل ابيتن ليلة قوله رحمه الله ليت شعري المراد به شعوره وعلمه اي هل يشعر هل يتحقق له علم بهذا الامر ودراية به الا ليت شعري هل ابيتن ليلة وهل هنا للتمني هل يحصل ان ابيت ليلة على حذر منها بعد ان تكلم رحمه الله عن الدنيا وما فيها من فتن وبعد ان ضرب الامثلة التي تبين حقارة الدنيا وسرعة زوالها فبعد ان فصل ذلك يقول رحمة الله عليه الا ليت شعري هل ابيتن ليلة على حذر منها اي من الدنيا هل هل يحصل هذا ليلة واحدة ابيتها وانا على حذر من الدنيا وامري مبرم اي محكم حالي ملأتمة واستقامته على طاعة الله منتظمة الملازمة للطاعة هي التي فيها عصمة الامر وكون وكون امر العبد مبرما ولهذا في الدعاء اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري وبالمقابل قال ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرط فامر الانسان لا يكون مبرما ولا محكما ولا منتظما الا اذا استقام على دين الله واعتنى بعبادة الله سبحانه وتعالى ويقول هل يحصل انا بيت ليلة وانا على حذر من الدنيا العلامة ابن عثيمين رحمه الله له شرح مطبوع لهذه المنظومة عند هذا البيت يقول رحمة الله عليه كيف لو رآنا يقول رحمة الله عليه كيف لو رآنا ونحن لا نبيت ولا ربع ليلة على حذر منها بل دائن بل دائما على امن وطمأنينة بل دائما على امن امن وطمأنينة هذا يقوله ابن عثيمين رحمة الله عليه ويقوله ابن القيم رحمة الله عليه وهم من هم في العبودية وحفظ الوقت في العلم تعليما وارشادا وتوجيها ونصحا وايضا حذرا من الدنيا وفتنها وهل اردن ماء الحياة وارتوي وهل للتمني كما قدمت هل اردن ماء الحياة والمراد بماء الحياة اي الحياة الحقيقية التي يحياها العبد فيسعد في دنياه واخراه الا وهي حياة الوحي كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. هل ارد ماء الحياة التي يحيا بها العبد حياة حقيقية بلزومه للوحي وعنايته به وقد قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم وقال تعالى اومن كان ميتا فاحييناه هل اردن ماء الحياة وارتوي سبحان الله ارتوي لان الارتواء الحقيقي لا يكون الا من هذا المعين الصافي والمورد العذب كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام والوحي في اروائه القلوب كالماء في اروائه للاجسام وللنبات ولهذا قال الله تعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون اعلموا ان الله يحيي الارظ بعد موتها قد بينا لكم الايات لعلكم تعقلون اي كما ان الارض الميتة الهامدة التي لا نبات فيها تحيا بالماء فكذلكم القلوب كذلكم القلوب لا حياة لها الا بالوحي فهو الذي ترتوي منها القلوب على ظمأ قرأت مرة لرجل معاصر تنقل في عدة اديان يبحث عن الحق حتى شرح الله صدره للاسلام ثم صار داعية لهذا الدين قال كلمة عجيبة قال البشرية كلهم عطشى وكلهم يبحثون عما يروي ظمأهم ويذهب عطشهم ويبحثون عما يروون به هذا العطش وكل ما يجدونه ويقفون عليه لا يزيدهم الا ظمأ وعطشا الا هذا الدين الحنيف وقد كنت من هؤلاء العطشى ولم يروى ظمئي الا بعد ان دخلت هذا الدين لم يروى ظمئي ويذهب عطشي الا بعد ان دخلت في هذا الدين وارتوي على ظمأ من حوضه المراد بالحوظ هنا رياض السنة والوحي وكلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام وهو مفعم اي مورد ممتلئ خيرات والفضائل والبركات وهل تبدو اعلامها بعدما سفت عليها السوافي فلتظهر لي اعلام السنة وتكون واضحة بعدما سفت عليها السوافي قول بعدما سفت عليها السوافي هذا حال اكثر الناس السنة عندهم ليست واظحة سفت عليها سوافي كثيرة واصبحوا لا يرونها مع ان الكتب موجودة ومجالس العلم موجودة وحلق الذكر موجودة لكنهم سفت عندهم على السنة السوافي فلا يرونها واصبحت معالم السنة بالنسبة لهم مثل ارض خضراء سفت عليها الرمال وقتا فغطت تلك الخضرة فاصبحت لا ترى. حجبت عنهم بالسوافي وهكذا من غفل عن السنة وعن العلم وعن تعلم العلم وتحصيله وتلقيه يصبح حال السنة معه بهذه الطريقة وهل تبدو ان اعلامها بعدما سفت عليها السوافي تستبين وتعلم اي تصبح واضحة لي بينة معالمها ظاهرة تزول عنها تلك الحواجب والحواجز وهذا كما قدمت حال كثير من الناس اما اهل البدع فمصيبتهم في هذا اعظم المصائب لان ائمة الضلال وشيوخ الباطل آآ حجبوهم حجبا تاما عن السنة وعم عينها وعن اعلامها قال وهل افرشا خدي ترى عتباتهم خضوعا لهم كيما يرق ويرحم بدأ يتحدث في هذا البيت وما بعده عن العبودية والتذلل والخضوع لله عز وجل والاقبال عليه توبة وانابة ورجاء وطمعا وخضوعا وتذللا وانكسارا هل افرسن؟ هل افرشن خدي ترى عتباتهم يعني هل تتغير حالي واتحول الى عبد متذلل كسير منكسر بين يدي ربه وخالقه يطلب منه الرحمة والعفو والمغفرة وهل افرشا خدي ثرى عتباتهم خضوعا لهم كيما يرقوا ويرحموا وهل ارمين نفسي طريحا ببابهم وطير منايا الحب فوقي تحوم هل تتحقق لي هذه الحال ان اقبل على الله عز وجل ان القي بجسمي خضوعا وتذللا وانكسارا بين يديه طالبا عفوه ورحمته وطير منايا الحب فوقي تحوم فواسفا تفنى الحياة وتنقضي يعني الايام تمشي وتمر الايام تمشي وتمر والانسان مع الاماني كل ما سمع بهدى وحق قال ليتني افعل هذا وليتني اكون من هذا وليتني اعمل بهذا وتمشي الحياة لا تتغير حاله لكنه يعيش فقط مع الاماني فواسفا تفنى الحياة وتنقضي وذا العتم باق ما بقيتم وعشتم اي العتب النفس واللوم لها موجود نتأسف على هذه الحال التي فيها لوم ولكن ليس يتبع هذا اللوم اقبال وعمل فما منكم بد ولا عنكم غنى ومالي من صبر فاسلو عنكم الحال انه ليس منكم بد ولا غنى عنكم وفقر العبد الى الله سبحانه وتعالى فقر لازم وحاجته الى الله سبحانه وتعالى اشد حاجة فما منكم بد ولا عنكم غنى ومالي من صبر فاسلو عنكم ثم يبين انه في الاقبال على الله سبحانه وتعالى والطواعية له والامتثال لامره لا يبالي المقبل على الله المسلم نفسه لله الطالب رضا الله سبحانه وتعالى لا يبالي في هذه الطاعة ان كانت اغضبت احدا وهذا محك يبتلى به كثير من الناس عندما يريد ان يستقيم او يحافظ على امور من الاستقامة يجد في مجتمعه من يغضب منه ويسدد عليه في ذلك الامر. فيبقى بعضهم متحيرا هل يطاوع المجتمع او الاهل او العشيرة او الجيران او غير ذلك او انه يبحث فقط عن رضا الله وليغضب من غضب ومن شاء فليغضب سواكم يعني لا لا يهمني من شاء فليغضب سواكم. المهم ان لا تغضب علي اما سواكم من شاء فليغضب ان يغضب فليغضب من شاء فليغضب سواكم فلا اذان يعني لا لا يؤذيني ذلك ولا يزعجني ولا يقلقني فلا اذان اذا كنتم عن عبدكم قد رضيتم كنت رضيت عني يا الله لا ابالي في كلام الناس او لومهم او عزلهم او بانتقادهم او غير ذلك مثل ما جاء في الحديث في قصة النبي عليه الصلاة والسلام لما فعل به اهل الطائف ما فعلوا ودعا بالدعوة المعروفة وفيها ان لم يكن بك غضب علي فلا ابالي يقول عليه الصلاة والسلام ان لم يكن بك غضب علي فلا ابالي ثم يتحدث عن عاقبة هذا الصبر انها احمد عاقبة قال وعقبى الصبار اي جزاء اصطباري والاصطبار ابلغ من التصبر لانه اول ما يكون تصبر وتصبر وتصبر حتى يكون اصطبارا وعقبى اصطباري في رظاكم حميدة يعني من يوفقه الله سبحانه وتعالى ويكرمه بالاصطبار تعبده واصطبر لعبادته الذي يوفقه الله سبحانه وتعالى للاصطبار في رضا الله جل وعلا تكون عاقبته احمد العواقب ولكنها عنكم عقاب ومأثم اي الاستبار اذا كان بصفة عكسية ان يكون اصطبار الانسان بالاعراض والعياذ بالله عن الله يصطبر ويصبر في اعراضه عن الله وهذا يحصل يحصل اهل الشرك عندهم صبر عظيم على الشرك ويمدح بعضهم بعضا في صبرهم على الشرك وانطلق الملأ منهم ان امشوا واصبروا على الهتكم ثم ايظا يتفاخرون ان كاد ليضلنا عن الهتنا لولا من صبرنا عليها نحن اهل صبر ومتحلين بالصبر لولا هذا الصبر العظيم الذي عندنا كاد ان يضلنا عن الهتنا فاذا الصبر اذا كان صبرا عن الله وعن طاعة الله وعن الاقبال على الله فهذا عقاب ومأثم. من من من يكون من اهل هذا النوع من الصبر يفضي به صبره الى العقوبة المأثم ثم يقول وما انا بالشاكي لما ترضونهم اي ما تأمرني به يا الله وما تدعوني اليه من اوامر وطاعات وعبادات لن اتملل اتململ منها واتظجر واشتكي هذا كثير وهذا متعب وهذا اه يحتاج الى وقت وهذا كذا وما انا بالشاكي لما ترضونه. الذي تأمرني به افعله ولا اشتكي ولا اتضجر ولكني ولكني ارضى به واسلم ما تأمرني به وتدعوني اليه اتلقاه بالرضا وبالقبول وبالانقياد وبالاستسلام من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم فهذا فيه عدم التشكي من اوامر الله وشرائعه وتلقيها بالرضا وانشراح الصدر والقبول والانقياد والتسليم ثم يبين رحمه الله ان هذا اكبر شرف للانسان في هذه الحياة الدنيا ان يكون بهذه الصفة عبدا لله محققا العبودية وكفى بالعبد شرفا ونبلا ان يكون كذلك يقول وحسبي اي فخرا وشرفا وفضلا ونبلا انتسابي من من بعيد اليكم يكفيني شرف انتسابي اليكم اكبر شرف ان يكون الانسان عبد لله سبحانه وتعالى اكبر شرف ان يكون عبدا لله ليس وراء هذا الشرف شرف ولا اعلى منه فيكفيني يقول وحسبي ان اكون عبدا لك لا ان يكون والعياذ بالله عبدا لهواه او عبدا للدرهم او عبدا للشيطان هو خير ذلك من العبوديات الواقعة وحسب انتساب من بعيد اليكم الا انه حظ عظيم مفخم ما اعظم هذا الحظ وما افخمه وما اجل قدره لمن يكرمه الله سبحانه وتعالى به ثم من اغتباطه وشدة سروره بهذا الانتساب يقول اذا قيل هذا عبدهم ومحبهم يعني اذا تحدث عني باني عبد ومحب لكم تهلل بشرا وجهه يتبسم يعني اعظم امر يدخل يقول اعظم امر يدخل على قلب السرور والفرح ان يقال عني اني عبدكم وانني محب لكم اذا قيل هذا عبدهم ومحبهم تهلل بشرا وجهه يتبسم وها هو قد ابدى الضراعة سائلة. ها هو هذا العبد مقبلا على ربه وسيده ومولاه يدعوه بالضراعة وهي الالحاح متضرعا ملحا ها هو قد ابدى الضراعة سائلا لكم بلسان الحال بلسان الحال اي من خلال عبوديته الدائمة المستمرة من صلاة من صيام من ذكر من تسبيح الى غير ذلك. هذه لسان الحال والقال معلن والقال اي القول الكلام معلن بذلك اي معلن بصدق الحال ان يصدقوا مقاله حالة يصدق مقاله حالة فهو محققا العبودية بلسان الحال وبلسان المقال بلسان الحال قياما منه بعبودية الله وبلسان المقال باقباله على الله دعاء وسؤالا وطلبا احبتنا عطفا علينا فاننا بنا ظمأ والمورد العذب انتم احبتنا يسأل الله جل وعلا وجل في علاه اه رحمة مغفرة لطفا انعاما احبتنا عطفا علينا فاننا بنا ظمأ اي عطش شديد بنا ظمأ والمورد العذ انتم اي لا يرتوي ظمأ الانسان الا بعبوديته لله وذله وخضوعه وانكساره بين يديه سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله فيا ساهيا في غمرة الجهل والهوى سريع الامان عن قليل ستندم. افق دنا الذي ليس بعده سوى جنة او حر نار تضرموا فبالسنة الغراء كن متمسكا هي العروة الوثقى التي ليست تفصم تمسك بها مسك البخيل بماله وعض عليها بالنواجذ تسلم ودع عنك ما قد احدث الناس بعدها فمقطعها تلك الحوادث اوخم وهيئ جوابا عندما تسمع النداء من الله يوم العقد ماذا اجبتموه به رسلي لما اتوكم فمن يكن؟ اجاب سواهم سوف يخزى ويندم. وخذ من الرحمن اعظم جنة ليوم به تبدو عيانا جهنم وينصب ذاك الجسر من فوق متنها فهاو ومخدوش وناج مسلم ويأتي اله العالمين لوعده فيفصل ما بين العباد ويحكم ويأخذ للمظلوم ربك حقه. فيا بؤس عبد للخلائق يظلم. وينشر ديوان الحساب وتوضع الموازين بالقسط الذي ليس يظلم فلا مجرم يخشى غلامة ذرة ولا محسن من اجره ذاك يهضم اعضاء المسيء بما جنى. كذاك على فيه المهيمن يختم وتشهد اعضاء المسيء بما جنى. كذاك على فيه لمهيمن يختم. اختي كذاك على فيه المهيمن يختم فيا ليت شعري كيف حالك عندما تطاير كتب العالمين وتقسم اتأخذ باليمنى كتابك ام تكن بنخرى وراء الظهر منك تسلم وتقرأ فيه كل شيء عملته في شرق منك الوجه او هو يظلم. تقول فقرأوه فانه يبشر بالفوز العظيم ويعلن وان تكب الاخرى فانك قائل الا ليتني لم اوته فهو مغرم فبادر اذا ما دامك وان تكب الاخرى فانك قائل الا ليتني لم اوته فهو فهو مغرم وان تكب الاخرى فانك قائل الا ليتني لم اوته فهو مغرم فبادر اعز وان تكف وان تك بالاخرى فانك قائل الا ليتني لم اوته فهو مغرم لم اوته فهو مغرم فهو مغرم وان تكب الاخرى فانك قائل الا ليتني لم اوته فهو مغرم فبادر اذا ما دامت العمر فسحة فعذرك مقبول وصرفك قيم وجد وسارع واغتنم زمن الصبا. ففي زمن الامكان تسعى وتغنم. وسر مسرعا فالسيل خلفك مسرعا وهيهات ما منه مفر ومهزم فهن المنايا اي واد نزلته عليها القدوم او عليك ستقدم وما ذاك الا غيرك ان ينالها سوى كفئها والرب بالخلق اعلم. وان عنا بكل كريهة وحفت بما يؤذي النفوس ويؤلم. نعم يقول رحمه الله تعالى مخاطبا كل ساه غافل غير متنبه لهذا المقام العظيم والخطب الجسيم يذكره باهوال القيامة وشدائدها وما سيلقاه يوم يقف بين يدي الله عز وجل مذكرا بالامر الذي كل اليه صائر وبالاهوال التي سيقف عليها الجميع ويشاهدونها ويعاينونها فيحذر صاحب الغفلة من الاستمرار في غمرة غفلته فيقول رحمه الله فيا ساهيا الساهي هو الغافر الذي تمضي الايام والشهور والاعوام وهو على غفلته وسهوه فيا ساهيا في غمرة الجهل والهوى الغمرة هي الشدة مثل ما في الاية الكريمة فذرهم في غمرتهم اي في وسط جهلهم وشدة جهلهم وفيما يغمر قلوبهم من امور صرفتهم وصدتهم عما خلقوا لاجله وتحدث رحمه الله عن نوعين من الغمرة غمرة الجهل وغمرة الهوى فهناك غمرة جهل وهناك غمرة هوى وكل منهما خطيرة على الانسان اذا كان في غمرة الجهل هذا خطر عليه لماذا لان الانسان الذي يعيش في غمرة الجهل تدخل عليه الشبهات بشكل واسع جدا لانه جاهل والشبهة تدخل على الجاهل دخولا سريعا ففتن الشبهات تدخل عليه بشكل كبير جدا وغمرة الهوى اذا كان الانسان مصاب بغمرة الهواء اي شدة الهواء غمر الهوى قلبه فهذا يبتلى بنوع اخر من الفتن وهو فتن الشهوات الشهوات تنفتح عليه وتدخل عليه بشكل واسع جدا فالذي في غمرة الهوى وفي غمرة الجهل حالة خطيرة جدا او مصاب باحدى الغمرتين غمرة الجهل او غمرة الهوى حالة خطيرة جدا ولهذا ينبغي على الساهي الغافل ان يعمل على خلاص نفسه من هاتين العمرتين غمرة الجهل وغمرة الهوى حمانا الله واياكم ووقانا ووقاكم فيا ساهيا في غمرة الجهل والهوى صريع الاماني صريع الاماني هذه حال الساهي الذي مظى مع جهله ومظى مع هواه يستمر في ذلك وهو صريع الاماني يعني لا يزال يتمنى يتمنى على الله الاماني تجده في سهوه وفي جهله وفي هواه وفي كذا ويتمنى ان يكون لها المنازل العالية ويكون له مثلا الدرجات الرفيعة وتكون لها النجاة والله سبحانه وتعالى يقول ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به ليس الدين اماني فقط مثل ما قال الحسن البصري رحمه الله قيس قال ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الايمان ما وقر في القلب وصدقته الاعمال صريع الاماني يعني تمر عليه الايام والليالي والشهور والاعوام وهو صريع الاماني عن قليل ستندم يعني سيفاجئك الموت يوما ما تنتهي فسحتك في العمل التي اتيحت لك في هذه الحياة الدنيا ثم تندم لكن لا ينفعك حينئذ الندم فينصح رحمه الله ويعظ من كانت هذه حاله قائلا افق افق من غفلتك ومن سهوك ومن صدودك واعراضك افق قد دنا الوقت الذي ليس بعده سوى جنة او حر نار تضرم دن الوقت اقترب والمراد الوقت الذي اقترب الموت والموت قريب ليس بعيدا انما توعدون لآت وما انتم بمعجزين يسألك الناس عن الساعة قل انما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا فهو قريب وهو ات وكل ات قريب ولا يغتر شاب بشبابه فان الموت لا يفرق بين شاب ومسن احيانا سبحان الله يأتي الموت الى بيت من البيوت ويكون في البيت طاعن في السن اهل البيت كل يوم والاخر ينتظرون انه ويتوقعون انه سيغادر هذه الدنيا فيأخذ شابا في البيت وهذا يحصل كثير يأخذ شابا في البيت صغيرا في السن ويبقى ذاك المسن بعده وقتا فيجب على الانسان ان يكون على حذر وان يكون متذكرا للموت. تذكروا هادم اللذات افق قد دنا الوقت الذي ليس بعده سوى جنة او حر نار يعني ليس بين الانسان وبين الجنة والنار الا ان يموت ليس بينه وبين الجنة والنار الا ان يموت من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة فليس ليس بين العبد وبين ليس بين العبد وبين ليس بين العبد المؤمن وبين دخول الجنة الا ان يموت وكذلك صاحب النار ومن هو من اهلها ليس بينه وبينها الا ان يموت فاذا هذه الجنة وهذه النار ليس بين العبد وبينها الا مفارقة الروح الجسد ومفارقة الروح الجسد هذي تأتي فجأة تكون المغادرة لهذه الحياة ثم يكون المصير يقول رحمه الله ناصحا فبالسنة الغراء كن متمسكا عليك بالسنة عليك بهدي النبي عليه الصلاة والسلام استمسك به السنة الغراء الواضحة البينة التي لا اشتباه فيها ولا التباس كن مستمسكا بها كن مستمسكا بها محافظا عليها معتن بها هي العروة الوثقى يعني هي المتمسك وهي التي بها النجاة فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا فصام لها هي العروة الوثقى التي ليس تفصم اي لا تنقطع ما دمت متمسكا بها فانت متمسك بنجاتك. نجاتك في السنة مثل ما قال الامام مالك رحمه الله قال السنة مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق تمسك بها مسك البخيل بماله انظر التشبيه العجيب تمسك بالسنة مسك البخيل بماله ومسك البخيل بماله هو يعني اعظم امر يضرب به المثل بالتمسك بالشيء وعدم التفريط به لان البخيل يتمسك بماله تمسكا شديدا ولا يفرط منه لا في درهم ولا دينار ولا هللة ولا اقل يتمسك به تمسكا شديدا فيقول له تمسك بها مسك البخيل بماله يعني احرص على انك تحافظ عليها وتعتني بها وتواظب على اعمالها وعض عليها بالنواجذ تسلم. مثل ما قال عليه الصلاة والسلام في حديث العرباظ عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ودع عنك ما قد احدث الناس بعدها. احذر البدع احذر البدع اتق البدع وتجنبها واحذر ان تكون من اهلها دع عنك ما احدث الناس بعدها اي بعد السنة فمرتع هاتيك الحوادث اي تلك البدع مرتعها يعني من يرتع في البدع يقبل عليها فمرتعه اوخم والوخم هو الوباء فالذي يرتع في البدع يكون من اهلها يكون في مرتع وخيم اي مليء بالاوبئة والبدع وباء ومهلكة لمن يدخلها ويكون من اهلها والعياذ بالله قد قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا ورد وقال عليه الصلاة والسلام واياكم محدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ثم يقول رحمة الله عليه ناصحا وهيئ جوابا هيئ جوابا يعني انت ستسأل ستقف امام الله سبحانه وتعالى وتسأل فاعد للسؤال جوابا وليكن الجواب صوابا وهيأ جوابا عندما تسمع الندا من الله يوم العرظ. ماذا اجبتم به رسلي ماذا اجبتم به رسلي هذا السؤال سيسأله الاولون والاخرون او الاخرون ماذا اجبتم المرسلين ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين فينصح رحمه الله يقول هيا جواب لانك قطعا ويقينا ستسأل ستسأل ماذا اجبتم المرسلين والعاقل اذا تيقن من انه سيسأل يعمل على اعداد الجواب الصحيح المناسب لهذا السؤال الذي هو يقينا يسأله وهيء جوابا عندما تسمع الندى من الله يوم العرظ ماذا اجبتم به رسلي الجار المجرور في البيت الثاني متعلق لقوله في البيت الذي قبله ماذا اجبتم ماذا اجبتم به رسلي لما اتوكم؟ يعني لما بعثتهم اليكم بماذا اجبتموهم الناس قسمين قسم اجاب المرسلين واطاعهم وامتثل ما جاءوا به فهذا يسعد وينعم يوم يلقى الله سبحانه وتعالى ويثبته الله بالقول الثابت والقسم الاخر من اشار اليهم رحمه الله بقوله فمن يكن اجاب سواهم سوف يخزى ويندم فمن يكن اجاب سواهم سوف يخزى ويندم سواهم من دعاة الضلال دعاة البدع دعاة الباطل من اجاب اولئك يكون في خزي عظيم يوم القيامة وندامة عظيمة لا تنفعه سوف يخزى ويندم قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع فتاواه قال ابو العالية كلمتان يسأل عنهما الاولون والاخرون ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا اجبتم المرسلين ولهذا قال ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين واين شركائي الذين كنتم تزعمون قال رحمه الله تعالى وخذ من تقى الرحمن اعظم جنة اذا اردت النصح لنفسك عليك بتقوى الله خذ من تقى الرحمن اعظم جنة اي اجعل التقوى جنة لك. والجنة هو الواقي والترس. الذي يقي الانسان مما يخشى منه فاجعل التقوى جنة لك وخذ من تقى الرحمن اعظم جنة ليوم به تبدو عيانا جهنم اجعل تقوى الله عز وجل جنة لك ليوم تبدو فيه عيانا جهنم يعني الجميع سيرى جهنم عيانا وذلك عندما يؤتى بها الى ارض المحشر تجر والحديث في صحيح مسلم يؤتى بجهنم ولها سبعون الف زمام. ومع كل زمام سبعون الف ملك يجرونه يؤتى بها لها تغيظ وزفير وسيراها الناس عيانا فيقول رحمه الله خذ من تقى الرحمن اعظم جنة لذلك اليوم. اليوم الذي تبدو جهنم عيانا وتقوى الله سبحانه وتعالى هي ان تجعل بينك وبين ما تخشاه من سخطه وعقابه وناره وقاية تقيك وذلك بفعل ما امر وترك ما نهى عنه وزجر وقد قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة وتقوى الله عز وجل العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وترك معصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله ثم مضى رحمه الله تعالى يذكر بالاشياء والامور والاهوال التي يلقاها الانسان يوم القيامة يوم يلقى الله سبحانه وتعالى ومن ذلكم الجسر الذي ينصب على متن جهنم ثم يدعى الناس للمرور عليه وان منكم الا والدها وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقظيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا احد السلف قرأ هذه الاية وبكى قال انا من الورود على يقين ولكن من النجاة على شك على يقين انني سامر ومن تحتي نار جهنم على جسر ادق من الشعرة واحد من السيف ومن تحت الانسان نار جهنم هذا امر متيقن لا شك فيه لكن النجاة هي التي فيها شك وينصب ذاك الجسر من فوق متنها اي من فوق متن النار. عندما يؤتى بها الى ارض المحشر ينصب ذاك الجسر من فوق متنها ثم ماذا يكون يطلب من الناس المرور فتكون حالهم كما قال رحمه الله فهاون ومخدوش وناج مسلم. نسأل الله ان يجعلنا جميعا من الناجين فيكون الناس على اقسام قسم هاون يعني يهوي في النار يلقى يسقط في النار وقسم مخدوس ينجو لكنه يا يحبو حبوا وتصيب خدشات وينجو وقسم مسلم وهؤلاء وهذا القسم الذي هو مسلم ايضا متفاوتون في المرور جاء في الصحيح قال عليه الصلاة والسلام وترسل الامانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا فيمر اولكم كالبرق قال قلت بابي انت وامي اي شيء كمر البر؟ قال الم ترى الى البر كيف يمر ويرجع في طرفة عين قال ثم كمر الريح ثم كمر الطير وسد الرجال تجري بهم اعمالهم تجري بهم اعمالهم ونبيكم قائم على الصراط يقول ربي المسلم حتى تعجز اعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير الا زحفا قال وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة باخذ من امرت به فمخدوش الناج ومكدوس في النار فمخدوش الناج ومكدوس في النار قال رحمه الله ويأتي اله العالمين لوحده فيفصل ما بين العباد ويحكم قال الله سبحانه وتعالى وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وانى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي يعرف في ذاك الوقت ان ان تلك هي الحياة. وان الدار الاخرة لهي الحيوان يا ليتني قدمت لحياتي ويأتي اله العالمين لوعده وهذا من كمال عدله سبحانه وتعالى يأتي جل وعلا هو سبحانه وتعالى بنفسه اتيانا يليق بجلاله وكماله عز وجل للفصل بين العباد هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك؟ وهذا تهديد للمعرض عن الله يقال له في هذه الاية ماذا تنتظر؟ هل هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة؟ يعني هل تريد ان تبقى على اعراضك؟ الى ان يأتي ملك الموت فيقبض روحك هل تريد ان تبقى على اعراضك الى ان يأتي الله يوم القيامة الفصل بين العباد او يأتي بعض ايات الله التي لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل ماذا تنتظر ويأتي اله العالمين لوعده فيفصل بين العباد ويحكم في ذلك اليوم عندما يقف الناس في ارض المحشر موقفا عصيبا مقداره كما دل القرآن والسنة خمسين الف سنة مقداره خمسين الف سنة يقفون يوما واحدا هذا مقداره ماذا يقارن ذلك اليوم بايام الدنيا هذه التي يضيع فيها الانسان ويعرض ويصد عن تلك الاهوال ومنها ذلك اليوم الذي هذا مقداره خمسين الف سنة اه ويأتي اله العالمين لوعده فيفصل ما بين العباد ويحكم ثم يكون في ذلك اليوم القصاص لتؤدن الحقوق يوم القيامة يقول عليه الصلاة والسلام ويأخذ للمظلوم ربك حقه يأخذ حقه من ظالمه في حديث عبد الله بن انيس هو حديث صحيح يقول عليه الصلاة والسلام يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة بهما قالوا وما بهما يا رسول الله؟ قال ليس معهم من الدنيا شيء في نادي سبحانه وتعالى بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب. يقول انا الملك انا الديان ثم يقول سبحانه لا ينبغي لاحد من اهل الجنة ان يدخل الجنة ولاحد من اهل النار عليه مظلمة حتى اقتصها منه ولا ينبغي لاحد من اهل النار ان يدخل النار ولاحد من اهل الجنة عليه مظلمة حتى اقتصها منه ففي ذلك اليوم تقتص المظالم وتؤدى الحقوق ويأخذ للمظلوم ربك حقه اذن ماذا ستكون حال الظالم في ذلك اليوم ماذا ستكون حال الظالم في ذلك اليوم الذي يأتي يوم القيامة يحمل مظالم عديدة وكل ظالم يأتي يوم القيامة يحمل مظلمته على رقبته يأتي يحملها على رقبتي على عاتقه المظالم كلها تؤتى محمولة على الرقاب ان كانت ابلان ان كانت غنما ان كانت اموالا ان كانت غير ذلك يأتي بها يحملها وفي الصحيح في في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الغلول يوما وقال لا يأتين احدكم يوم القيامة وعلى رقبته آآ رقاع تخفق وعلى رقبته شاة آآ لها رغاء فرس له حمحمة فيأتي الانسان يحمل على رقبته المظالم فما ستكون حال هذا الظالم يوم القيامة؟ يقول ابن القيم رحمه الله فيا بؤس عبد للخلائق يظلم يا بؤس عبدا للخلائق يظلم اي ما اعظم خزيه وما اشد حالة في ذلك اليوم اذا جاء يوم القيامة وقد كان في هذه الحياة الدنيا يظلم الخلائق وقد جاء في الصحيح في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال اتدرون من المفلس قالوا المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع قال المفلس من امتي من من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا واكل مال هذا وسفك دم هذا وظرب هذا فيقعد فيقتص يقتص هذا من حسناته وهذا من حسناته فان فنيت حسناته قبل ان يقتص ما عليه من الخطايا اخذ من خطاياهم فطرح عليه ثم طرح في النار وجاء في الحديث في مسند الامام احمد ان النبي عليه الصلاة والسلام قال وتأمل رعاك الله في هذا الحديث يقول عليه الصلاة والسلام يقتص الخلق بعضهم من بعض حتى الجماء من القرناء وحتى الذرة من الذرة حسنه الالباني رحمه الله وحتى الدرة من الذرة فالحقوق كلها تؤدى يوم القيامة لا يظيع منها حق ثم ماذا؟ قال وينشر ديوان الحساب وينشر ديوان الحساب وتوضع الموازين بالقسط الذي ليس يظلم قسط اي عدل لا ظلم فيه كما قال الله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين ففي ذلك اليوم تنشر الدواوين اي دواوين الاعمال قال الله تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا يقول الحسن البصري رحمه الله قد انصفك من جعلك حسيبا على نفسك من جعلك حسيبا على نفسك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا هذا ديوانك وهذي اعمالك مسطرة مجموعة في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها قال رحمه الله فلا مجرم يخشى ظلامة ذرة ولا محسن من اجله ذاك يهضم يشير يشير بهذا البيت الى قول الله تعالى من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها وهم لا يظلمون ويشير ايضا الى قول الله تعالى ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما معنى قوله لا يخاف ظلما ولا هظما اي فلا يظلم بان يحمل على سيئاته بان يحمل عليه سيئات غيره ولا يهضم بان ينقص من حسناته مثل ما قال ابن القيم رحمه الله فلا مجرم يخشى ظلامة ذرة يعني من يأتي مجرما يوم القيامة لا يخشى ان يحمل ذرة من امر ليس قد تحمله او اجتناه واقترفه ولا ذرة المجرم لا يظلم ولا مقداد ذرة وايضا المحسن لا يهضم من حسناته ولا مقدار ذرة فلا يخاف ظلما ولا هظما ثم في ذلك اليوم تشهد اعضاء المسيء عليه باساءته وتشهد اعضاء المسيء بما جنى وتشهد اعضاء المسيء بما جنى. اعضاؤه يده قدمه فرجه جوارحه كلها تشهد عليه ينطقها رب العالمين الذي انطق كل شيء سبحانه وتعالى وتشهد اعضاء المسيء بما جنى كذاك على فيه المهيمن يختم اي الله سبحانه وتعالى يختم على فمه في ذلك اليوم كما قال جل وعلا اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون ويقول سبحانه يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون وقالوا لي وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا؟ قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء ففي ذلك اليوم الاعضاء تشهد جاء في الحديث في صحيح مسلم من حديث انس قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال هل تدرون مما اظحك قال قلنا الله ورسوله اعلم قال من مخاطبة العبد ربه يقول يا رب الم تجرني من الظلم يا رب الم تجرني من الظلم قال يقول بلى قال فيقول فاني لا اجيز على نفسي الا شاهدا مني انا ما اقبل الا ان يكون الشاهد علي مني انا لا اجيز على نفسي الا شاهدا مني قال فيقول كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا. وبالكرام الكاتبين شهودا قال فيختم على فيه فيقال لاركانه انطقي يقال لاركانه انطقي قال فتنطق باعماله قال ثم يخلى بينه وبين الكلام قال فيقول بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت اناضل بعدا لكن وسحق وسحقا فعنكن كنت اناضل. انا لما اطالب بهذه المطالبات من اجل الا تعذبن كيف تشهدن علي لكن كل هذا ما ينفعه وكل هذه الندامة وكل هذه الملامة كلها ما تنفع. فات الفوت وانتهى الوقت ولا ينفع الندم نعم قال رحمه الله فيا ليت شعري يا ليت شعري كيف حالك عندما تتطاير كتب العالمين وتقسم ليت ليتني ادري ليتني اشعر واعلم وهذا فيه حث للنفس ان تستشعر هذا الامر وهذا الخطب كيف حالك عندما تطاير كتب العالمين وتقسم كل يأخذ كتابه كيف ستكون حالك ومن اي القسمين وكيف سيكون تناولك لي الكتاب اتأخذ باليمنى هل انت من هذا القسم اتأخذ باليمنى كتابك ام تكن بالاخرى وراء الظهر منك تسلم هل انت ممن سيأخذ كتابك باليمين او ممن يؤتى كتابه بشماله من وراء ظهره وهذه الصفة لمن يؤخذ لمن يأخذ كتابه بشماله من وراء ظهره جزاء وفاقا لما نكس نكس به لما نكس دينه وعباده وطاعته وضيعها نكس به واخذ كتابه بهذه الصفة على هذه الحال ثم كلا يقرأ كتابه ويرى ما فيه وتقرأ فيه كل شيء عملته في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا. احصاه الله ونسوه وتقرأ فيه كل شيء عملته ثم اذا قرأ القارئ كتابه تكون الحال على احد قسمين فيشرق منك الوجه او هو يظلم اما ان يشرق يبيظ ويسر ويبتهج ويفرح وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة اما ان يكون على هذه الحال او هو يظلم عندما يقرأ ذاك الذي اخذ كتابه بشماله من وراء ظهره عندما يقرأ كتابه يظلم وجهه ويسود يوم تبيض وجوه وتسود وجوهه وجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة تقول كتابي هذا القسم الاول الذي يأخذ كتابه بيمينه. تقول كتابي فاقرؤوه فانه يبشر بالفوز العظيم ويعلمه الذي يأخذ كتابه بيمينه يأخذه فرحا مسرورا وينطلق الى اهله هاء مقرؤوا كتابية اني ظننت اني ملاق حسابي فهو في عيشة راضية مثل الناجح في الامتحان مع الفارق الناجح في الامتحان بتقدير عالي جدا يأخذ كتابه وخاصة صغير السن يجري جري ويركض ركض الى بيته ربما تصدمه السيارة ما يشعر بها من شدة الفرح وبيده الكتاب اقرأوا هذا كتابي انا ناجح انا فائز ينطلق من اخذ كتابه بيمينه الى اهله مسرورا فرحا هاؤم اقرأ كتابه اخذته باليمين تقول كتابي فاقرؤوه فانه يبشر بالفوز العظيم ويعلن. اي ان كتابي الذي اخذته باليمين يحمل بشارة عظيمة بالفوز العظيم وتأمل هنا قوله رحمه الله الفوز العظيم كم غفلنا ولهت نفوسنا وانشغلت عن هذا الفوز واشتغلنا بفوز في توافه الامور حتى ان كثيرا منا اذا اراد ان يتحدث عن الفوز لا يخطر بباله الا اللعب ولا يعرف اصلا عبارة الفوز ولفظة الفوز الا باللعب. اذا قال فزنا فائزين الفائزين الى اخر ذلك. لا تأتي عنده الا في مقام اللعب بالفوز العظيم الفوز المبين الذي هو هذا الفوز الذي يكون في ذلك اليوم الناس في غفلة عنه فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور هذا هو الفوز وهذه حقيقة الفوز فيحمل كتابه بالبشارة يبشر بالفوز العظيم ويعلم ان يكونوا معلما ومسعرا مخبرا بان صاحب هذا الكتاب فاز نجا تقول كتابي فاقرؤوه فانه يبشر بالفوز العظيم ويعلمه. كما قال الله تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول ها هم اقرؤوا كتابي اني ظننت اني ملاق حسابي فهو في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية ثم يقول رحمه الله وان تك بالاخرى يعني تعطى كتابك بالاخرى بيدك الاخرى بالشمال وان تكب الاخرى فانك قائل وان تكب الاخرى فانك قائل الا ليتني لم اوته فهو مغرم. اي كتابي هذا مغرم والمراد بمغرم اي بالذنوب والمعاصي والاثام كما ان من كما ان من يأتي في ذلك اليوم مطيعا بربه جل وعلا يكون كتابه مغنم فالكتاب اما ان يكون مغنما او مغرما فمن يأخذ كتابه بشماله فكتابه مغرم ومن يأخذه بيمينه يكون كتابه مغنما وان تك بالاخرى فانك قائل الا ليتني لم اوته مثل ما قال الله سبحانه وتعالى واما من اوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم اوت كتابي ولم ادري ما حسابية. يا ليتها كانت القاضية ما اغنى عني ماليا. هلك عني سلطاني خذوه فغلوه لكن هذه الندامة لا تنفعهم ولا تفيده شيئا ليتني ليتني لا تفيد لا تفيده شيئا ثم تخيل تخيل ان وتوهم ان هذا المقام قام وان هذا الخطب وجد وان الانسان اوتي فعلا كتابه بشماله وقال ليتني ليتني ثم رجع بعد هذا التأمل والتوهم والتصور رجع وقال لا الحمد لله انا ما زلت في الدنيا فغنيمة والله غنيمة والله ان ينتبه الانسان ما دام في دار المهلة يعني تصور هذا المقام وجد الان وان الانسان اوتي كتابه بشماله وقال ليتني ليتني ثم انتبه بعد ان ان تتصور هذا الامر انك ما زلت الان في ميدان العمل اما في ذاك الوقت عندما تقال كلمة ليتني لا تفيد ولا تنفع شيئا اطلاقا احد السلف اراد ان يعظ شخصا اخذه الى المقابر وقال له انظر نظر ولما نظر وتأمل قال له لو كنت مكان هؤلاء لو كنت مكان هؤلاء ماذا تتمنى اي شيء تتمنى؟ قال اتمنى ان يعيدني الله مرة ثانية للدنيا لاعمل صالحا غير الذي اعمله قال يا هذا انت الان فيما تتمناه انت الان فيما تتمناه الست الان تقول اتمنى ان اكون كذا انت الان فيما تتمناه اعمل قبل ان تنتهي الحقيقة وتصبح مجرد امنية لا تنفعك. ما دمت في دار الامل اعمل قدم اما ان يأتي في القبر او يأتي في الحشر او يأتي في مثل هذه المواقف ويقول ليتني ليتني هذه لا تفيده ولا تنفعه بشيء جاء في الحديث القدسي حديث ابي ذر في صحيح مسلم ان الله سبحانه وتعالى يقول يا عبادي انما هي اعمالكم انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه فلا يلومن الا نفسه لما ذكر رحمه الله هذا التذكير العظيم المؤثر النافع بدأ يستحث السامع يستحثه على العمل والمبادرة والمسارعة قبل الفوات فقال رحمه الله تعالى فبادر ما دام في العمر فسحة بادر فبادر اذا ما دام في العمر فسحة ما دام عندك فسحة الان وعندك مجال اعمل لا تسوف وتؤجل وتؤخر ثم يفاجئك الموت وتنتهي الفرصة فبادر اذا ما دام في العمر فسحة فعذرك مقبول وصرفك قيم. الان اذا ندمت واعتذرت واسفت وتبت ورجعت كل هذا مقبول منك اما اذا داهم الانسان الموت وفارق هذه الحياة ما ينفع شيء ولا ينتفع امتى؟ انتهى مجال آآ الاسف والندم وليتني ليتني ما تفيده لكن الان اذا ندم ينفعه ندمه. اذا اسف ينفعه ندمه بل الندم توبة اذا ندم العاصي ندمه توبة بوابة التوبة الندم مشكلة الانسان اذا استمر في معاصيه ولا يشعر بندم على المعاصي او الم فبادر ما دام في العمر فسحة فعذرك مقبول وصرفك قيم. و جد وسارع واغتنم زمن الصبا وجد وسارع اجتهد وسارع في الخيرات واغتنم زمن الصبا اي زمن الصغر لماذا زمن الصغر وقد قال عليه الصلاة والسلام اغتنم خمسا قبل خمس شبابك بها. بدأ او به بدأ شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك فذكر اولا زمن الصبا اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك لماذا الشباب الشباب هو فترة القوة النشاط فيما بعد اذا كبرت اذا اردت تقرأ النظر ضعف اذا اردت ان تمشي خطوات لمجالات العمل الجسم ضعيف اذا اردت ان تطيل الركوع الجسم ما يتحمل امور كثيرة جدا ما تكون معك وقت الكبر. لكن في الشباب كلها مواتية لك على احسن ما يكون آآ وجد وسارع واغتنم زمن الصبا ففي زمن الامكان تسعى وتغنم يعني الان انت في زمن كان فرصة مثل ما يقولون ذهبية فرصة الشباب لكن الان زمن الشباب وخاصة في حياتنا هذا وزمنا هذا استهلكت اوقات الشباب بتوافه من الامور شغلت الشباب وارهقت اوقاتهم وحياتهم واعمارهم في لهو وظياع فيقول اغتنم هذه الفرصة وجد وسارع واغتنم زمن الصبا ففي زمن الامكان تسعى وتغنم وسر مسرعا اي في اعمال الطاعات والعبادات والاقبال على الله كن في سيرك مسرعا لا تتباطأ ولا تتماوت ولا تتراخى ولا تفتر وسر مسرعا لماذا؟ قال فالسيل خلفك فالسيل خلفك مسرعا مسرعا. فالسيل خلفك مسرعا ما هو هذا الشيء الذي هو خلفك مسرعا المنايا المنايا ورائك ما تدري متى تخطفك المنية وتنتهي من هذه الحياة وسر مسرعا فسيل آآ فالسيل خلفك مسرعا وهيهات ما منه مفر ومهزم. ما يمكن تفر من الموت اذا جاءك. الوقت الذي اذا انت موت فيه ما يمكن تتأخر عنه ساعة ولا ان تتقدم عليه ساعة. فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون فهو جاء سبحان الله انتبه للاية الله سبحانه وتعالى يقول ان قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم عادة الذي تفر منه وراءك وتجري ويجري وراءك ويلحقك وانت تحاول ان تفر عنه لكن هذا تفر منه وهو ملاقيك يأتيك من امام ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم كيف يكون الفرار من شيء تخافه وهو مقابلك يعني لو كان الذي تخافه وتفر وهو ورائك اه فيه نوع مجال انك تسرع حتى تسلم مثلا لكن هذا تفر منه وهو مقابلك ملاقيك هيهات ما منه مفر ومهزم لا مجال ثم يوضح هذا في البيت الذي بعده فقال فهن المنايا اي واد اي واد نزلت نزلته يعني اينما تكون يدرك الموت اي واد نزلته عليه عليها القدوم او عليك ستقدمه اما ان تقدم على المنية او هي تقدم عليك واحد منهم سيقدم على الاخر لا مفر قد قال الله سبحانه وتعالى قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم. وقال ان اينما تكونوا يدرككم الموت قال ابن كثير رحمه الله اينما كنتم يدرككم الموت فكونوا في طاعة الله وحيث امركم الله فهو خير لكم فان الموت لا بد منه ولا محيد عنه ثم الى الله المرجع والمآب فمن كان مطيعا له جازاه افضل الجزاء ووفاه اتم الثواب ثم قال رحمه الله وما ذاك الا غيرة ان ينالها سوى كفئها والرب بالخلق اعلم ان ينالها اي الجنة الجنة ليست اهلا لكل احد وليس كل احد حقيقة بها وقد دعا عليه الصلاة والسلام في الحج في حجة الوداع امر من ينادي ايها الناس لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة الجنة ليس كل احدا اهل لها الكافر لا يدخلها ولا سبيل له اليها بل لا يجد ريحها لا لا يدخلون الجنة حتى يلج لا تفتح لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط فالجنة ليست لكل احد والله عز وجل اكرم الجنة وخصها اه بالطيبين طبتم فادخلوها. من طاب دخل وما الخبث لا يدخل فالجنة لاهل الطيب فليس كل احد ينالها انما الذي ينالها الكفر الكريم الطيب طبتم فادخلوها سوى كفؤها والرب بالخلق اعلم عليم سبحانه وتعالى باهل الجنة من اهل النار ثم قال رحمه الله وان حجبت عنا بكل كريهة وحفت بما يؤذي النفوس ويؤلم جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره فالجنة وان كانت حجبت عن اهل الايمان بكل كريهة لكن الله يوفقهم لي العمل والاقبال على طاعة الله وعبادته حتى يكونون حقيقين باهل الجنة يا حقيقين بالجنة وبدخولها اما من سواهم فلا يرظى ذلك ويقبل على الشهوات التي تفظي به الى النار جاء في المسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لما خلق الله الجنة والنار ارسل جبريل قال انظر اليها والى ما اعددت لاهلها فجاء فنظر اليها والى ما اعد الله لاهلها فيها فرجع اليه قال وعزته لا يسمع بها احد الا دخلها فامر بها فحجبت بالمكاره اي الجنة. قال ارجع اليها فانظر اليها والى ما اعددت لاهلها فيها قال فرجع اليها واذا هي قد حجبت بالمكاره فرجع اليها قال وعزتك قد خشيت الا يدخلها احد هنا ينبه ابن القيم رحمه الله ان الواجب على المؤمن ان يقبل على الطاعات والعبادات. وان استثقلتها نفسه وان ضعفت عنها او نكست يجاهد نفسه والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين ثم من هذا الموضع انطلق ابن القيم رحمه الله تعالى في بيان عجيب ووصف عجيب للجنة وما اعد الله سبحانه وتعالى فيها من النعيم المقيم والثواب العظيم والاجر الجزيل الذي اعده الله سبحانه وتعالى لاهلها نسأل الله الكريم اه رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته اه العليا ان يصلح لنا جميعا اه شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل. ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل ونسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم. ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين