بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اما بعد فهذا مجلس نسأل الله عز وجل ان يجعله مباركا علينا اجمعين وان يمدنا فيه بالمعونة والتوفيق والسداد والاخلاص وان يجعل هذا المجلس زادا لنا اجمعين لنيل رضاه جل في علاه وهو مذاكرة في مؤلف قيم وكتيب نافع للحافظ ابي بكر البغدادي رحمه الله تعالى المعروف بالخطيب البغدادي صاحب التصانيف الشهيرة والمؤلفات المتنوعة ومنها ما يتعلق بادب طالب العلم وحليته وما ينبغي ان يكون عليه في العلم الذي يحصله وان مقصود العلم العمل فلا ينال عمل صالح الا بالعلم. فالعلم باب العمل وطريقه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة ومؤلفه رحمه الله تعالى هذا الذي بين ايدينا الموسوم باقتضاء العلم العمل مؤلف غاية في الاهمية لانه يتناول جانبا اساسا ومهما للغاية ينبغي ان يكون نصب عيني طالب العلم فليس العلم يطلب للتكفل به او المباهاة ولا لطلب المحمدة والثناء ولا للسمعة والمراءات وانما يطلب ليكون طالبه من اهله العاملين به اذ هذا مقصود العلم ولهذا ينبغي ان يكون هذا الامر نصب عيني طالب العلم وان يحرص مع ازدياده في العلم وتحصيله ان يزداد في العمل وليتذكر في طلبه للعلم ان الله سبحانه وتعالى سائله عن علمه ماذا عمل به فانه لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع وذكر منها عليه الصلاة والسلام عن علمه ماذا عمل به ولما كانت هذه المسألة مسألة كبيرة يحتاج طالب العلم الى ان يذكر بها افرد الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى مصنفه هذا لبيان هذه المسألة العظيمة وسماه اقتظاء العلم العمل والله تبارك وتعالى وحده المعين لا شريك له الذي بيده التوفيق وبيده التسديد وعلى طالب العلم ان يلجأ الى الله دوما وابدا ان يعلمه ما ينفعه وان ينفعه بما علمه والا يكون ما تعلمه حجة عليه ونسأل الله عز وجل لنا اجمعين التوفيق والسداد والعلم النافع والعمل الصالح توفيق لرضاه نسأله جل وعلا ان يبارك لنا في مجلسنا هذا وان يجعله حجة لنا لا علينا وان يثيب خير الثواب القائمين على هذا الجامع لترتيبهم لهذا اللقاء ورغبتهم في اقامته وتوفير ايضا كتاب الخطيب البغدادي رحمه الله اقتضاء العلم العمل فجزاهم الله خيرا واثابهم واثابكم ايضا انتم ايها الحضور الكرام على حرصكم ورغبتكم ونفعنا الله اجمعين بمجلسنا في مجلسنا هذا والهمنا فيه الصواب وجنبنا الزلل انه سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل ونشرع مستعينين بالله تبارك وتعالى في قراءة هذه الرسالة بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد. فاللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين بسم الله الرحمن الرحيم. اخبر الشيخ الامام العالم الحافظ شمس الدين ابو الحجاج يوسف بن خليل بن عبدالله الدمشقي. وذلك في سنة ثمان وثلاثين وستمائة بمدينة حلب قال اخبرنا ابو طاهر بركات ابن ابراهيم ابن طاهر ابن بركات الخشوعي قال اخبرنا الفقيه الامين جمال ابو محمد هبة الله ابن احمد ابن احمد الاكفان ابن محمد الاكفاني. وقال شمس الدين يوسف واخبرنا به ايضا الشيخ الثقة ابو عبد الخالق بن عبدالوهاب بن محمد بن الحسين الصابوني قال اخبرنا القاضي الشهيد ابو الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء قال اخبرنا الامام الحافظ ابو بكر احمد بن علي بن ثابت البغدادي نظر الله وجهه قال نشكر الله سبحانه على ما الهمنا ونسأله للعمل بما علمنا فان الخيل فان الخير لا يدرك الا بتوفيقه ومعونته. ومن يضلل الله فلا هادي له من خليقته. وصلى الله على محمد سيد الاولين والاخرين وعلى اخوانه من النبيين والمرسلين وعلى من اتبع النور الذي انزل معه الى يوم الدين ثم اني موصيك يا طالب العلم باخلاص النية في طلبه واجهاد النفس على العمل بموجبه فان العلم شجرة والعمل ثمرة وليس يعد عالم من لم يكن بعلمه عاملا وقيل العلم والد والعمل مولود والعلم مع العمل والرواية مع الدراية فلا تأنس بالعمل ما ما دمت ما دمت مستوحشا من العلم ولا تأنس بالعلم ما كنت مقصرا في العمل. ولكن اجمع بينهما وان قل نصيبك منهما وما شيء اضعف من عالم ترك الناس علمه لفساد طريقته. وجاهل اخذ الناس بجهله لنظرهم الى عبادته. والقليل من هذا مع القليل من هذا انجى في العاقبة اذا تفضل الله بالرحمة وتمم على عبده النعمة فاما المدافعة والاهمال وحب الهوينا والاسترسال وايثار الخفظ والدعة والميل مع الراحة والسعة. والسعة فان خواتيم هذه الخصال ذميمة وعقباها كريهة وخيمة. نعم استهل رحمه الله تعالى رسالته هذه بهذا الحمد والثناء على الله جل وعلا بما هو اهله وانه سبحانه وتعالى يلهم من شاء من عباده التوفيق ويهدي ما شاء منهم الى صراطه المستقيم فالهداية بيده والتوفيق بيده والخلق كلهم طوع تدبيره وتسخيره جل وعلا فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا بالله تبارك وتعالى وان الخيرات كلها لا تنال الا بتوفيقه ومنه وفضله سبحانه وتعالى ثم شرع في وصية عظيمة النفع كبيرة الاهمية استهل بها رسالته هذه يوصي بها طالب العلم واول ما بدأ به رحمه الله تعالى وصيته الاخلاص وذلك بان يبتغي بان يبتغي طالب العلم بطلبه للعلم وجه الله عز وجل فالعلم عبادة بل ما تقرب متقرب الى الله سبحانه وتعالى بافضل من طلب العلم اذ ان العبادات كلها لا يعرف صحيحها ومقبولها من باطلها ومردودها الا بالعلم فالعلم به يميز المرء بين السنة والبدعة. والحق والباطل والهدى والضلال ومن لم يكن ذا علم اختلطت عليه الامور والتبست وهذا يبين لنا ان العلم قربة عظيمة يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى والقرب لا يقبلها الله جل وعلا الا بالاخلاص ولهذا ينبغي على طالب العلم ان يجاهد نفسه على اخلاص نيته واطابة مقصده فان فانما الاعمال معتبرة بنياتها فمن كانت نيته في طلب العلم وجه الله وطلب رضاه سبحانه وتعالى قبل الله منه طلبه للعلم ومن كان ومن كانت نيته في طلبه للعلم غير ذلك من الاغراض والمقاصد فله ما نوى والله جل وعلا يقول في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه ثم حث رحمة الله عليه على المجاهدة مجاهدة النفس على الطلب الى العلم وعلى العمل به والله سبحانه وتعالى يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله وان الله لمع المحسنين وذكر امثلة جميلة تتضح بها مكانة العلم كقوله رحمه الله العلم شجرة والعمل ثمرة وكقوله العلم والد والعمل مولود ومعلوم ان قيام الشجرة انما يكون على اصلها واصل العمل العلم وبه يبدأ كما قال الله سبحانه وتعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك فبدأ جل وعلا بالعلم قبل القول والعمل واذا لم يكن العمل قائما على العلم المستمد من الكتاب والسنة لم يقبله الله لقوله عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وانما يعرف امره مما ليس من امره بالعلم ولهذا يقول رحمه الله فلا تأنس بالعمل ما دمت مستوحشا من العلم لا تأنس بالعمل ما دمت مستوحشا من العلم كيف يستوحش المرء من الاساس الذي به يصلح العمل ولا تأنس بالعلم ما كنت مقصرا في العمل وكل من الامرين طرفا نقيض فالتخلي عن العلم والتفريط فيه بالعمل والاقبال عليه بلا علم او كذلك الاشتغال بالعلم مع التفريط في العمل كلاهما طرفا نقيض والحق وسط بين ذلك الحق قوام بين ذلك بان يكون المرء ذا عناية بالعلم مع محافظة على العمل يقول رحمه الله مؤكدا على اهمية الجمع بينهما وان قل النصيب ما شيء اضعف من عالم ترك الناس علمه لفساد طريقته اي ان عنده علم بلا عمل طريقته ومسلكه فاسد عنده علم لم ينفعه الله به وجاهل اخذ الناس بجهله بنظرهم الى عبادته وهذه ايضا مصيبة اخرى واكثر ما يضر الناس اكثر ما يضر الناس في باب العمل والعبادة هذان العالم المفرط في باب العمل او الجاهل المقبل على العمل والعبادة بدون علم فكل من هذين له مضرته على الناس اما الاول فان من يراه مع توسعه في العلم مفرطا في العمل يقول اذا كان هذا بهذا الحظ من العلم ولم يعمل فانا من باب اولى واما الثاني فان من يراه في مجاهدته لنفسه على العمل والعبادة يغتر بعمله مع ان عمله غير قائم على هدي غير قائم على هدي واتباع للرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولهذا يقول رحمه الله القليل من هذا مع القليل من هذا انجى في العاقبة القليل من هذا اي العلم والقليل من هذا اي العمل انجى في العاقبة اما ان يستكثر المرء من العلم بلا عمل او من العمل بلا علم فكل منهما يفضي الى عاقبة وخيمة قال القليل من من هذا مع القليل من هذا انجى في العاقبة اذا تفضل الله بالرحمة وتمم على عبده النعمة. وهذا ايضا تنبيه مهم الا يغتر الانسان لا بكثرة علم عنده ولا بكثرة عمل وليتذكر في هذا المقام قول النبي عليه الصلاة والسلام لن يدخل احد الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته وهذا معنى قوله اذا تفضل الله بالرحمة وتمم على عبده النعمة قال فاما المدافعة والاهمال وحب الهوينة والاسترسال وايثار الخفظ والدعة والميل مع الراحة والسعة فان خواتيم هذه الخصال ذميمة وعقباها كريهة وخيمة اي ينبغي ان يحذر من ذلك طالب العلم الا يكون مسوفا متراخيا كسولا ان اقبلت على نفسه ان اقبلت نفسه على علم سوف واجل وان اقبلت على عبادة مال الى الراحة والامهال وهكذا حتى يمضي به الوقت وينصرم العمر فلا يحصل علما ولا عملا نعم قال المصنف رحمه الله والعلم يراد للعمل كما العمل يراد للنجاة. فاذا كان العمل قاصرا عن العلم كان العلم كلا على العالم ونعوذ بالله من علم عاد كلا واورث ذلا وصار في رقبة صاحبه غلا. يقول ان العلم يقول رحمه الله ان العلم يراد للعمل كما العمل يراد للنجاة فاذا كان العمل قاصرا عن العلم كان العلم كلا على العالم ومعنى كان كلا على العامل العالم اي حملا مثل ما جاء في الاية وهو كل على مولاه. يعني حمل ثقيل وعبء لان عنده علم حمله لكنه لم ينفعه ولم ينتفع به وسيأتي معنا في الكتاب فيما رواه رحمه الله تعالى من الاثار ما يوضح ذلك ويبينه قال نعوذ بالله من علم عاد كلا اي لم يكن له ثمرة في صاحبه الا انه حمل حملا ثقيلا دون ان ينتفع به او يستفد منه نعم قال المصنف رحمه الله قال بعض الحكماء العلم خادم العمل والعمل غاية العلم فلولا العمل لم يطلب علم ولولا العلم لم يطلب عمل ولان ادع الحق جهلا به احب الي من ان ادعه زهدا فيه. وقال وقال سهل ابن مزاحم الامر اضيق على عالم من عقد التسعين مع ان الجاهل لا يعذر بجهالته. لكن لكن العالم اشد عذابا اذا ترك ما علم. فلم يعمل به يقول فيما نقله رحمه الله عن سهل ابن مزاحم رحمه الله قال الامر اضيق على العالم من عقد التسعين عقد التسعين العقود حساب معروف عند العرب باشارة اليد حساب معروف عند العرب باشارة اليد والارقام من بدءا من الواحد الاحاد والعشرات والمئات والالاف كلها تعرف عندهم بالاشارة باليد وكل اشارة تشير الى رقم الى رقم معين وعقد التسعين عقد التسعين هو عقد ضيق جدا فيظرب به المثل يضرب به المثل في الامر الظيق ولهذا قال هنا رحمه الله تعالى الامر اضيق على العالم من عقد التسعين صفة هذا العقد ان يعطف السبابة حتى تلامس الكف حتى تلامس الكف يعطف السبابة حتى تلامس الكف ثم يظغط عليها بالابهام فاذا اشار هذه الاشارة يعرف من يعرف حساب العقود ان هذه اشارة تعني تسعين اذا عطف السبابة حتى لمست الكف ثم ضغط عليها بالابهام يعرف ان هذا العقد عقد التسعين لو تنظر في الفتحة التي بقيت في الداخل ضيقة جدا. فيضرب بها المثل في الامور الظيقة. قال اظيق من عقد آآ التسعين قال مع ان الجاهل لا لا يعذر بجهالته لكن العالم اشد عذابا منه وهنا ينبه رحمه الله عندما يقال ان العلم يقتضي العمل وان ان العالم والمتعلم يسأل عما تعلم لا يعني ذلك ان نترك العلم لا يعني ذلك ان نترك العلم ويقال طالما اننا اذا تعلمنا سئلنا فالحل ان نترك العلم لا ليس هو الحل ينبه على ذلك بقوله مع ان الجاهل لا يعذر بجهالته. مأمور بان يطلب العلم. وان يتفقه في دين الله سبحانه وتعالى وتفقهه في الدين من امارات ارادة الخير به فيحذر من ان يفرط في طلب العلم وايضا في الوقت نفسه يحذر من ان يكون ما يتعلمه من العلم حجة عليه لا له في جمع بين الحرص على العلم والعمل به وقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام يدعو بالامرين كل يوم بعد صلاة الصبح اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا نعم قال المصنف رحمه الله قال الشيخ هل ادرك من ادرك من السلف الماضين الدرجات العلى الا باخلاص المعتقد والعمل الصالح والزهد الغالب في كل ما راق من الدنيا وهل وصل الحكماء الى السعادة العظمى الا بالتشمير في السعي والرضا بالميسور وبذل ما عن الحاجة للسائل والمحروم. وهل جامع كتب العلم الا كجامع الفضة والذهب؟ بين رحمة الله عليه. ان السلف رحمهم الله انما ادركوا وبلغوا المنازل العالية بالمجاهدة للنفس والعناية بالاخلاص ومعالجة النية والحرص على العمل والزهد في الدنيا فبهذه الخصال الشريفة والاوصاف العظيمة بلغوا آآ المبلغ الرفيع والمكانة العلية رضي الله عنهم ورحمهم. نعم قال المصنف رحمه الله وهل جامع كتب العلم الا كجامع الفضة والذهب؟ وهل المنهوم بها الا كالحريص الجشع عليهما؟ وهل المغرم بحبها الا ككانزهما. وكما لا تنفع الاموال الا ورد فيه حديث يرفع الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال مثل علم لا ينتفع به كمثل كنز لا ينفق منه في سبيل الله فاشار رحمة الله عليه الى هذا المثل قال جامع كتب العلم ما مثله الا كجامع الفضة والذهب جامع الفضة والذهب وهل المنهوم بها الا كالحريص الجشع عليهما وهل مغرم بحبها الا ككانزهما وهذا تنبيه انه ليس المقصود ان يستكثر المرء من العلوم وان تكون كتبه كثيرة ومكتبته كبيرة وعنده من الكتب ما ليس عند غيره او ان تكون مجرد منافسة كم عندك من الكتب؟ وكم الرفوف التي في مكتبتك وانا اكثر منك وانت اقل وهكذا ليس هذا هو المقصود ولو ابصر من يفعل ذلك ما في بطون الكتب التي عنده لقامت عليه بها الحجة لكنه لا يحسن نظرا فيها وانما وظعها في رفوفه زينة ومباهاة فلا ينتفع فهو يحذر رحمة الله عليه من ذلك ان يكون جمع الكتب لمجرد اه الاستكثار والتباهي والتفاخر على الاخرين فان مثل من يصنع ذلك كمثل الذي يجمع الذهب والفضة يكنزهما ولا ينفق منه ما في في سبيل الله والانفاق من العلم في سبيل الله بالعمل ويكون عمل المرء بعلمه صدقة منه على نفسه ودعوته الاخرين الى ما نفعه الله به من علم صدقة منه على الاخرين فان لم يفعل هذا فهو كنز وعنده كنز لم ينفعه الله تبارك وتعالى به. نعم قال المصنف رحمه الله وكما لا تنفع الاموال الا بانفاقها. كذلك لا تنفع العلوم الا لمن عمل بها. وراعى واجباتها فلينظر امرؤ فلينظر امرؤ لنفسه وليغتنم وقته فان الثواء قليل والرحيل قريب والطريق مخوف والاغترار غالب والخطر والناقد بصير والله تعالى بالمرصاد. واليه المرجع والمعاد. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يرى ختم رحمه الله تعالى هذه الوصية العظيمة النافعة بالتنبيه على النظر الى العاقبة وان يتأمل المرء في نفسه محاسبا لها في جانب العناية بالعلم وجانب العمل به محاسبا لنفسه وليذكر نفسه دوما بان الثواء قليل اي المقام في هذه الحياة الدنيا وانها مدة قصيرة سرعان ما تنقضي ثم يكون الحساب ولتنظر نفس ما قدمت لغد فيحاسب نفسه فان محاسبته لنفسه خير له حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا فمحاسبة النفس وزن الاعمال قبل العرظ على الله تبارك وتعالى خير للعبد فحث على ذلك وبين ان الرحيل قريب والطريق مخفوف والقدوم على الله سبحانه وتعالى والله يجازي العباد على الاعمال قلت او كثرت فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره الحاصل ان هذه الوصية التي استهل بها وصية عظيمة جدا وصية عظيمة جدا وجدير بطالب العلم ان يمعن النظر فيها. وان يعاود النظر فيها والتأمل في في مضامينها راجيا من ربه سبحانه وتعالى ان ينفعه نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا القاضي ابو بكر احمد بن الحسن بن احمد بن الحراشي بني سابور قال حدثنا ابو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن اسحاق الصغاني قال اخبرنا الاسود بن عامر قال اخبرنا ابو بكر بن عياش عن الاعمش عن سعيد بن عبدالله عن ابي برزة الاسلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع عن عمره في فيما افناه وعن علمه ماذا عمل فيه وعن ما له من اين اكتسبه وفيما انفقه وعن جسمه فيما ابلاه قال رحمه الله اخبرني ابو الحسن علي ابن احمد ابن محمد ابن داوود الرزاز قال اخبرنا علي ابن ابراهيم ابن حماد الازدي قال حدثنا المفضل ابن محمد الجنادي قال حدثنا صامت بن معاذ الجنادي قال حدثنا عبد المجيد بن عبدالعزيز بن ابي رواد عن سفيان الثوري عن ابن سليم عن عدي ابن عدي عن السنابحي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع خصال عن عمره فيما افناه وعن ما له من اين اكتسبه وفيما انفقه وعن علمه ماذا عمل فيه قال اخبرنا ابو الحسين علي بن عبدالوهاب بن احمد بن محمد السكري قال حدثنا ابو عمر محمد بن عباس الخزاز قال ابو محمد جعفر بن محمد المروزي المؤذن قال حدثنا اسماعيل ابن محمد ابن يحيى ابن حماد ابن حبيب ابن سعد مولى الفضل ابن عباس انس ابن عبد المالك بالكوفة قال حدثنا ابن فضيل عن ليث عن عدي بن عدي عن رجاء ابن حيوة عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال لا تزول قدماه لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع عن جسده فيما ابلاه وعن عمره فيما افناه وماله من اين اكتسبه في اي شيء انفقه؟ وعن علمه كيف عمل فيه؟ هذا حديث عظيم اورده المصنف رحمه الله تعالى من حديث ابي برزة الاسلمي وحديث معاذ بن جبل رضي الله عنهما هو حديث عظيم ثابت عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وصدر رحمة الله عليه بهذه الرسالة لانه الاصل الذي تبنى عليه لانه الاصل الذي تبنى عليه واقتضاء العلم العمل وذلك ان الله سبحانه وتعالى سائل كل عبد عن علمه الذي تعلمه ماذا عمل به؟ فلا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع فذكر منها عن علمه ماذا؟ عمل به وهذا يفيد ان مقصود العلم العمل وان العبد يسأل عنه يوم القيامة عن كل علم تعلمه ماذا عمل به فالله سبحانه وتعالى سألوا عن ذلك فلا يجانب المرء التفريط والاهمال والميل الى الراحة والدعة كما حذر المصنف رحمه الله وليجاهد نفسه على العمل بالعلم وان يكون من اهله والذي انتظمه العلم من العمل اما فعل واجب او فعل مستحب او ترك حرام او ترك مكروه وليتذكر في هذا الباب الحديث القدسي حيث يقول الله تبارك وتعالى ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فيكون طالب العلم حريصا على الفرائض معتنيا بها مجانبا للمحرمات والكبائر مبتعدا عنها هذا في الدرجة الاولى ثم بعد ذلك يجاهد نفسه على التنافس في الرغائب والمستحبات فالامر كما في الحديث القدسي لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا مر عليه في طلبه للعلم الاحاديث التي في الرغائب والنوافل لا يجعل حظه منها مجرد العلم بها والسماع بل عليه ان يعمل وهذا معنى قول بعظ السلف اذا سمعت بالحديث فاعمل به ولو مرة تكن من اهله والمراد بذلك في باب النوافل والمستحبات نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو الحسين محمد بن الحسن بن احمد الاهوازي قال حدثنا محمد بن اسحاق بن ابراهيم القاضي بالاهواز قال حدثنا محمد بن عبوس الكاتب قال حدثنا زيد بن الحرش قال حدثنا عبد الله بن خراش عن العوام عن ابي صادق عن علي رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله ما ينفي عني حجة الجهل. قال العلم. قال فما ينفي عني حجة العلم؟ قال العمل هذا الحديث لم يثبت عنا اه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام لم يثبت عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ويغني عنه الحديث الذي قبله في ان العبد مسؤول عن علمه يوم القيامة ماذا عمل به نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو الفتح محمد بن احمد بن ابي الفوارس الحافظ وابو بكر محمد بن احمد بن يوسف الصياد وابو علي الحسن بن احمد بن ابن ابراهيم نشاذان قالوا اخبرنا ابو بكر احمد بن يوسف بن خالد النصيبي قال حدثنا الحارث بن محمد بن ابي اسامة قال حدثنا الحاكم ابن موسى قال حدثنا الوليد عن ابن مسلم عن شيخ من كلب يكنى بابي محمد انه سمع مكحولا يحدث ان ابا الدرداء رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف انت يا عويمر اذا قيل لك يوم القيامة اعلمت ام جهلت فان قلت علمت قيل لك فماذا عملت في بما علمت وان قيل جهلت قيل لك فماذا كان فما كان عذرك فيما جهلت؟ الا تعلمت وايضا هذا اسناده فيه هذا الشيخ من من كلب يكنى بابي بابي محمد اه لا يعرف فالاسناد ضعيف لكن سيأتي سيأتي اه لاحقا عند اه المصنف من قول ابي الدرداء رضي الله عنه سيأتي المعنى من قول ابي الدرداء رضي الله عنه نعم قال رحمه الله اخبرنا ابو عبدالله محمد بن عبد الواحد بن احمد الطرقي قال العدل العدل بالكرج. قال حدثنا ابو بكر عمر ابن إبراهيم ابن مردوية الكرجي قال اخبرنا ابو عبد الله قال اخبرنا ابو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن احمد الطرقي العدل بالكرج قال حدثنا ابو بسكان الراء الطرف العدل في الفقيه والمتفقه آآ للمصنف ذكره بلفظ المعدل بالكرج نعم احسن الله اليكم. قال اخبرنا ابو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن احمد الطرقي. المعدل بالكرج. قال حدثنا ابو بكر عمر ابن ابراهيم الكرجي قال حدثنا ابان ابن جعفر ابن ابي جعفر النجير قال النجي النجي كما في كما في المصدر المتقدم نعم احسن الله اليكم قال حدثنا ابانا ابن جعفر ابن ابي جعفر ان جيرمي. قال حدثنا احمد بن سعيد الثقفي المطوعي. قال حدثنا سفيان ابن عيينة قال قال اخبرنا ابراهيم نيسر عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا العلم واعملوا به وعلموه ولا ضعوه في غير اهله ولا تمنعوه عن اهله نعم وهذا ايضا اه اه لا لا يثبت لا يثبت عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام لا يثبت عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فيه من هو اه متهم بالكذب نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو الحسن محمد ابن احمد ابن محمد ابن احمد ابن رزق البزار قوله ولا تضعوه في اهله ولا تمنعوه عن اهله. اهله يعني من يطلب العلم ويريد العلم فانه لا يكتم عنه العلم وايضا في الوقت نفسه لا يجعل العلم في غير اهله لا يجعل في غير اهله لانه كما يقال كل تربة غرس فالعلم غرس لا يجعل الا في اهله. ممن هو حريص عليه راغب فيه نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو الحسن محمد ابن احمد ابن محمد ابن احمد ابن رزق البزار قال حدثنا ابو عمر عثمان ابن احمد ابن عبد الله الدقاق قال حدثنا عبد الله ابن محمد ابن اسماعيل التبان البصري قال حدثنا قال حدثنا محمد ابن ابي بكر المقدمين قال حدثنا بشر ابن عباد عن بكر ابن خنيسي ابن خنيص. نعم احسن الله اليكم. قال حدثنا بشر بن عباد عن بكر بن خنيص قال حدثني حمزة النصيبي عن يزيد ابن يزيد ابن جابر عن ابيه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا ما شئتم تعلموا ما شئتم ان تعلموا فلن ينفعكم الله فلن ينفعكم الله عز وجل حتى تعملوا بما تعلمون ايضا هذا لم يثبت عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام نعم. قال رحمه الله اخبرني محمد بن ابي علي الاصبهاني قال انبأنا احمد بن عبدان الشيرازي الحافظ قال حدثنا محمد ابن محمد ابن ابن سليمان الباغندي قال حدثنا علي ابن المديني قال حدثنا عثمان بن عبد الرحمن عن يزيد ابن يزيد ابن جابر عن ابيه عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا ما شئتم ان تعلموا فلم يأجركم الله حتى تعملوا. نعم قال اخبرنا ابو سعيد الحسن ابن محمد ابن عبد الله الكاتب باصبهان قال حدثنا القاضي ابو بكر محمد ابن عمر ابن سلم الحافظ ابن ابن سليم الحافظ احسن الله اليكم قال حدثنا القاضي ابو بكر محمد ابن عمر ابن سليم الحافظ قال حدثني عبد الله ابن عمران النجار قال حدثنا ابراهيم بن سعيد قال حدثنا الحسن قال حدثنا الحسن ابن بشر عن ابيه عن سفيان الثوري عن ثوير بن ابي فاختة عن يحيى ابن جعدة عن علي رضي الله عنه قال يا حملة العلم اعملوا به فانما العالم من عمل. وسيكون قوم يحملون العلم يباهي بعضهم بعضا. حتى ان الرجل ليغضب على جليسه ان يجلس غيره اولئك لا تصعد اعمالهم الى السماء نعم هذا موقوف على علي ابن ابي طالب رضي الله عنه. قال يا حملة العلم اعملوا به فانما العالم من عمل فان العالم من عمل اي عمل بالعلم الذي تعلمه. قال وسيكون قوم يحملون العلم يباهي بعظهم بعظا حتى ان الرجل لا يغضب على جليسه ان يجلس الى غيره اولئك لا تصعد اعمالهم الى السماء لان اعمالهم ليست لله وانما هي للمفاخرة والمباهاة وانما الذي يصعد لله تبارك وتعالى هو الذي قصد به وجه الله جل وعلا نعم قال المصنف رحمه الله حدثنا ابو الحسن علي ابن احمد ابن ابراهيم ابن اسماعيل البزاز في البصرة. قال حدثنا ابو علي الحسن ابن محمد ابن عثمان الفساوي قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا خلف بن الوليد ابو الوليد قال حدثنا خالد بن عبدالله حاء قال واخبرنا ابو بكر احمد بن علي بن يزداد القارئ قال اخبرنا عبد الله بن ابراهيم بن عبدالملك الاصبهاني بها قال حدثنا محمد بن علي بن ابن مخلد الفرق قديم قال حدثنا اسماعيل ابن عمر قال حدثنا خالد عبد الله حاء واخبرنا ابو محمد يحيى ابن الحسن ابن الحسن ابن علي ابن المنذر القاضي قال حدثنا علي ابن عمر ابن احمد الحافظ قال حدثنا محمد ابن يحيى ابن هارون الاسكافي باسكاف قال حدثنا اسحاق ابن شاهين قال حدثنا خالد بن عبد الله عن ازداد ابن ابي زياد عن ابراهيم عن علقم عن عبدالله رضي الله عنه قال وفي حديث خلف قال قال ابن مسعود رضي الله عنه تعلموا تعلموا فاذا فاعملوا وفي حديث ابن المنذر تعلموا مرة واحدة نعم. قال اخبرنا ابو سعيد محمد بن موسى الفضيل الصيرفي ابن الفضل الصيرفي بنيسابور. قال حدثنا ابو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا هارون بن سليمان الاصبهاني قال حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان حاء قال واخبرنا ابو سعيد ابو سعيد الحسن بن محمد ابن عبد الله ابن حسنوية الاصبهاني قال حدثنا ابو جعفر احمد ابن ابراهيم ابن يوسف التميمي قال حدثنا عمران ابن عبد الرحيم قال حدثنا الحسين ابن قال حدثنا سفيان عن الاعمش عن تميم بن سلمة عن ابي عبيدة قالوا قال عبدالله رضي الله عنه تعلموا فمن علم فليعمل هذا لفظ ابن مهدي ولم يذكر لنا ابو سعيد الصيرفي في اسناده تميم تميم ابن سلمة وقال ابن حسنوية عن ابي عبيدة عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال يا ايها الناس تعلموا فمن علم فليعمل نعم. قال اخبرني علي بن عبدالوهاب السكري قال انبأنا محمد بن عباس الخراز. قال انبأنا جعفر بن احمد المروزي. قال حدثنا اسماعيل محمد ابن اسماعيل قال حدثنا ابن فضيل عن ابراهيم الهجري عن ابي عياض عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال مثل علم لا يعمل به كمثل كنز لا ينفق منه في سبيل الله عز وجل. نعم تقدم تقدمت اشارة المصنف رحمه الله تعالى في نصيحته في اول هذه الرسالة الى معنى هذا الحديث وقد اورده هنا موقوفا على ابي هريرة وقد صح مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم عند الدارمي في سننه وغيره نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان. قال انبأنا ابو محمد عبد الله بن جعفر بن دروستوية النحوي. قال حدثنا يعقوب ابن سفيان قال حدثنا عبد الرحمن ابن ابراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا القاسم ابن هزان قال سمعت الزهري رحمه الله يقول لا يوثق للناس تعامل عامل لا يعلم ولا يرضى بقول عالم لا يعمل قال اخبرنا محمد بن احمد بن اسقاية قال انبأنا عثمان بن احمد الدقاء. قال حدثنا حنبل بن اسحاق. قال حدثنا سليمان بن احمد الواسطي قال انبأنا الوليد بن مسلم قال حدثني قاسم بن هزان سمع الزهري يقول لا يرضين الناس قول عالم لا يعمل ولا عامل لا يعلم نعم هذا الاثر والذي قبل كلاهما عن اه الامام الزهري محمد بن شهاب رحمه الله تعالى وفيه ان كلا من العالم الذي لا يعمل بعلمه وكذلك العامل العامل الذي لا يعلم ان يعمل بدون علم كلاهما لا يقبل وولا يرتظى لكن هذا القبول وهذا الارتغاء يكون عند من عنده فهم ودراية اما اه الجهال اما الجهال فكم يغترون؟ وكم يتضررون عبادة من يعبد الله سبحانه وتعالى بلا علم او بحال من عنده علم ولا يعمل به كما مر التنبيه على ذلك. نعم. قال المصنف رحمه الله اخبرنا القاضي ابو العلا محمد بن علي بن احمد بن يعقوب الواسطي قال حدثنا علي ابن محمد ابن عبد الله البرني بواسط قال حدثنا يحيى بن صاعد قال حدثنا محمد بن ابي عبدالرحمن المقري قال حدثنا حكام ابن سلم الرازي عن ابي سنان عن عمرو بن مرة عن علي بن الحسين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال العمل والايمان قرينان لا يصلح كل كل واحد منهما الا مع صاحبه قال يحيى. نعم. قال يحيى. قال ابو يحيى محمد بن ابيه عبدالرحمن ان ابي جاء معي منذ اكثر من سنة حتى سمع هذا من حكام. نعم هذا لم يثبت عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه لم يثبت عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال عن علي ابن الحسين ان النبي صلى الله عليه وسلم هذا مرسل وايضا اسناده فيه اسناده فيه كلام قال العمل والايمان قرينان لا يصلح كل واحد منهما الا مع صاحبه. العمل العمل والايمان قرينان العمل والايمان قرينان لا يصح كل واحد منهما الا مع صاحبه والعمل نفسه من الايمان. لان العمل كما جاء في اه الحديث عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام قال الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق لكن المقصود كونهما قرينين اي كما في الايات الكثيرة ان الذين امنوا وعملوا الصالحات ان الذين امنوا وعملوا الصالحات فالايمان والعمل قرينان عطف العمل على الايمان وكونه قرينا له لا يقتضي المغايرة وانه شيء اخر غير الايمان فالعمل من الايمان العمل من الايمان وهو من اركان الايمان لان الايمان يقوم على القول والاعتقاد والعمل نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال اخبرنا عثمان بن احمد بن عبد الله الدقاق قال حدثنا حسين ابي معشر قال اخبرنا وكيع عن جعفر بن برقان عن فرات بن سلمان عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال انك لن تكون عالما حتى تكون متعلما ولن تكون متعلما حتى تكون بما علمت عاملا. نعم اي ان هذه امور يقوم بعضها على بعض مثل ما مر معنا في ذكر اه تمثيل العلم والعمل بالشجرة فاوراق الشجرة وفروعها لا اه تقوم الا على اصلها. فهذه امور يقوم بعضها على بعض انك لن تكون عالما حتى تكون متعلما ولن تكون متعلما حتى تكون بما علمت عاملا. نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال حدثنا ابو قال حدثنا ابو العباس محمد ابن يعقوب الاصم قال حدثنا يحيى بن ابي طالب قال اخبرنا عبد الوهاب ابن عطاء قال اخبرنا هشام الدستوائي عن برد عن سليمان قاضي عمر بن عبد العزيز قال قال ابو الدرداء رضي الله عنه لا تكون عالما حتى تكون متعلما. ولا تكون بالعلم عالما حتى تكون به عاملا نعم. قال اخبرنا ابو القاسم عبدالرحمن بن احمد بن ابراهيم القزويني قال انبأنا ابو ابو الحسن علي بن ابراهيم بن سناة بن بحر الحوضي. قال حدثنا يزيد ابن ابراهيم قال سمعت الحسن يقول قال ابو الدرداء رضي الله عنه ابن ادم اعمل كانك تراه واعدد نفسك في الموتى واتق دعوة المظلوم نعم هذه آآ وصية آآ وصية جامعة عن اه ابي الدرداء رضي الله عنه وان كان في اه الاسناد انقطاع بين الحسن وابي الدرداء لكنها وصية جامعة ابن ادم اعمل كانك تراه وهذا مقام الاحسان ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك واعدد نفسك في الموتى اي اذا اصبحت فلا تنتظر المساء واذا امسيت فلا تنتظر الصباح وخذ من حياتك لموتك ومن صحتك لمرضك واتق دعوة المظلوم اي احذرها اشد الحذر لان دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله تبارك وتعالى حجاب. نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو الحسين علي بن محمد بن عبدالله بن بشير ان المعدل قال آآ محمد بن عبدالله بن يعني بدل بشير ان والصواب ابن بشران وسيأتي آآ عند اه المصنف برقم مئة وثمانية يأتي هذا هذا الراوي عند المصنف برقم مئة وثمانية اه سليما من هذا التصحيف نعم احسن الله اليكم. قال اخبرنا ابو الحسين علي بن محمد بن عبدالله بن بشران المعدل. قال حدثنا ابو ابو علي الحسين بن صفوان قال حدثنا ابو بكر عبد الله ابن محمد ابن ابي الدنيا قال حدثني محمد ابن الحسين القطان بقزوين قال حدثنا ابو حاتم قال حدثنا خالد بن عمرو الاموي عن شيبان النحوي عن ليث عن طلحة بن مصرف عن شداد بن اوس قال احسبه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اعملوا وانتم من الله على حذر واعلموا انكم معروضون على اعمالكم وانكم ملاقوا الله لابد لكم من ذلك من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. نعم هذا الحديث آآ المرفوع الى النبي عليه الصلاة والسلام في اسناد خالد ابن عمرو هذا متهم بالكذب وليث ضعيف الاسناد اه غير ثابت الاسناد غير ثابت نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا محمد ابن ابن الحسن ابن احمد الاهوازي قال سمعت اي ازديار ابن سليمان الصوري يقول سمعتم محمد بن المنذر يقول سمعت سهل ابن عبد الله يقول العلم كله دنيا والاخرة منه العمل به. قول سهل ابن عبد الله العلم كله دنيا العلم كله دنيا والاخرة منه العمل به العلم كله دنيا هيا نصيب صاحبه منه هو امر يناله في الدنيا من شهرة او سمعة او غير ذلك او ثناء او نحو ذلك والاخرة من العمل به العمل به لا لا يكون من اهل العلم الا بالعمل به الا بالعمل به وذلك ان مقصود العلم العمل لان مقصود العلم العمل فاذا كان يتعلم لمجرد العلم تكثرا العلم وازديادا منه ولا نهمة له في العمل ولا حرص له على العمل لا يدخل هذا العمل في هذا العلم في صالح عمله. يوم القيامة لانه لم يأتي بمقصود العلم الذي هو العمل نعم قال المصنف رحمه الله اخبرني ابو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلال وابو الحسن احمد بن محمد بن احمد العتيقي قال الحسن حدثنا وقال احمد واخبرنا ابو المفضل محمد ابن عبد الله الشيباني. قال سمعت عبد الكريم ابن كامل ابن روح الصواف. يقول سمعت سهل ابن عبد الله التستري يقول الناس كلهم سكارى الا العلماء والعلماء كلهم حيارى الا من عمل بعلمه. نعم. قال اخبرني ابو علي عبدالرحمن بن محمد بن بن فضالة الحافظ النيسابوري بالري قال قال انبأنا ابو احمد الغطريفي قال حدثنا ابو سعيد بكر بن احمد بن سعدوي العبدي بالبصرة قال قال سهل بن عبدالله الدنيا جهل وموات الا العلم والعلم كله حجة الى العمل به. والعمل والعمل كله هباء الى الاخلاص. والاخلاص على خطر عظيم حتى يختم به نعم. قال اخبرنا الحسن بن الحسين النعال قال اخبرنا احمد بن نصر الذراع بالنهروان. قال حدثني ابو الحسن علي ابن قال سمعت حسينا من بشر الصابوني يقول سمعت سهلة بن عبدالله يقول العلم احد لذات الدنيا فاذا عمل به صار للاخرة وهذا بمعنى كلامه المتقدم حيث قال العلم كله دنيا والاخرة منه العمل به فيقول هنا العمل احد لذات الدنيا. فاذا عمل به صار للاخرة. فاذا عمل به صار للاخرة والله سبحانه وتعالى يقول ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا. نعم. قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو القاسم عبد الكريم ابن موازين القشيري النيسابوري قال سمعت محمد بن الحسين السلامي يقول سمعت ابا بكر الرازي يقول سمعت الخواص يقول ليس العلم بكثرة الرواية وانما العالم من اتبع العلم واستعمله واقتدى بالسنن وان كان قليل العلم. نعم وهذا فيه اهمية العمل بالعلم وان العلم ليس بكثرة الرواية دون عمل بالعلم دون عمل بالعلم ودون عناية بالعمل فليس العلم بكثرة الرواية وانما العالم من اتبع العلم واستعمله اتبعه اي نهج النهج الذي يقتضيه العلم الذي تعلمه. واستعمله اي في عباداته وتقرباته الى الله سبحانه وتعالى مقتديا في في ذلك اه هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وان كان الذي حصله من العلم قليل. وهذا يذكرنا بوصية اه الخطيب المتقدمة حيث قال قليل من هذا وقليل من هذا. نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو حفص عمر بن محمد بن علي بن عطية المكي قال حدثنا يوسف بن عمرو بن مسعود ابو الفتح القواس قال حدثنا احمد بن علي قال حدثنا زياد ابن ايوب قال حدثنا احمد ابن ابي الحواري قال حدثنا عباس ابن احمد في قوله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين. قال الذين يعملون بما يعلمون. نهديهم الى ما لا يعلمون. نعم يعني هذا آآ من المعاني من المعاني الداخلة في عموم المجاهدة للنفس المطلوب في هذه الاية والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين فمنا مما تشمله هذه الاية بعمومها اي الذين يعملون بما يعلمون يهديهم الله الى ما يعلمون فيكون ممن استفاد من معنى هذه الاية انك اذا تعلمت علما وحرصت على العمل به كافأك الله بان زادك علما كفاك الله بان زادك علما فيكون سبيل الازدياد في العلم الحرص على العمل بالعلم الذي تعلمه المرء نعم قال المصنف رحمه الله اخبرني ابو الحسين احمد بن علي بن الحسين الثوري قال الثوري آآ الصابة التوزي الصواب التوزي وسيأتي عند المصنف برقم اثنين وستين على الصواب. واما هنا فهو تصحيف احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله اخبرني ابو الحسين احمد بن علي بن الحسين التوزي. قال حدثنا ابو عبدالرحمن محمد بن الحسين النيسابوري. قال سمعت ابا بكر الرازي يقول قال يوسف بن الحسين في الدنيا طغيانان طغيان العلم وطغيان المال والذي ينجيك من طغيان العلم العلم العبادة الذي ينجيك من طغيان المال الزهد فيه. وقال يوسف بالادب تفهم العلم وبالعلم يصح لك العمل. وبالعمل تنال الحكمة وبالحكمة تفهم الزهد وتوفق له وبالزهد تترك الدنيا وبترك الدنيا ترغب في الاخرة. وبالرغبة في الاخرة تنال رضا الله عز وجل هذا الاثر عن يوسف اه ابن الحسين قال في الدنيا طغيان طغيان العلم وطغيان المال طغيان المال معروف وقد جاء ذكره في آآ في القرآن في قول الله سبحانه وتعالى كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى. فالمال له طغيان ومن الطغيان في المال السرف والتبذير التكبر والعجب والغرور كل هذا من الطغيان في في المال هناك نوع من الطغيان اخر وهو الطغيان في العلم. الطغيان في العلم. فكما ان المال فيه طغيان فالعلم فيه طغيان ومر معنا قريبا في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في تشويه العلم بالمال مثل علم لا يعمل به كمثل كنز لا ينفق منه كمثل كنز لا ينفق منه في سبيل الله. هذا المعنى صح مرفوعا عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. الحاصل ان المال كما ان فيه طغيان فالعلم ايضا فيه طغيان ومن طغيان العلم ان يكون حظ المرء منه المفاخرة والمباهاة والمراءات والسمعة والعجب بالنفس والغرور هذا كله من الطغيان هذا كله من الطغيان فكما ان ذا المال يصاب بالطغيان فايضا من الناس من يصاب بالطغيان بالعلم من يصاب بالطغيان بالعلم اذا كان العلم اه عنده للمباهاة والمفاخرة يغتر بعلومه ويعجب بنفسه ولهذا قال الناظم والعجب فاحذره ان العجب مجترف اعمال صاحبه في سيله العرم. اذا اصيب العالم او المتعلم بالعجب والغرور والمفاخرة هذا كله من الطغيان فالحاصل كما ان المال له طغيان فايضا آآ العلم له طغيان والمعافى من عافاه الله نعم قال المصنف رحمه الله اخبرني محمد بن الحسين بن محمد المنتوثي قال ذكر جعفر بن ذكر جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ان ابا العباس الحلواني اخبره قال سمعت ابا القاسم الاعد الاسناد قال اخبرني محمد ابن الحسين ابن محمد المنتوثي. المتوثي بدون النون احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله اخبرني محمد بن الحسين بن محمد المتوتي قال ذكر جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ان ابا العباس الحلواني اخبره قال اسمعت ابا القاسم الجنيد يقول متى اردت ان تشرف بالعلم وتنسب اليه وتكون من اهله قبل ان تعطي العلم ما له عليك احتجب عنك نوره وبقي عليك رسمه وظهوره ذلك العلم عليك لا لك وذلك ان العلم يشير الى استعماله فاذا لم تستعمل العلم في مراتبه رحلت بركاته. نعم يعني ان بركة العلم ونور العلم على صاحبه والعلم ونور العلم نور وظياء لصاحبه لكن هذه البركة وهذا النور والضياء للعلم انما يناله من وفق لاستعمال العلم بان يكون من اهله العاملين به نعم قال المصنف اما اما اذا اراد المرء آآ مجرد التشرف بالعلم والانتساب اليه وان يكون من اهله ولا همة له في العمل فان من كان كذلك احتجب عنه نور العلم نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو الحسين احمد بن الحسين بن احمد الواعظ قال سمعت ابا عبد الله الروذباري يقول من خرج فالى العلم يريد العلم لم ينفعه العلم. ومن خرج الى العلم يريد العمل بالعلم نفعه قليل العلم. نعم يعني هذا هذا الذي ينبغي ان يكون عليه طالب العلم في خروجه للعلم ومجالس العلم التحاقه بحلق العلم ان ان يكون المقصد من ذلك ان ينفع الله سبحانه وتعالى بالعلم فان القليل من ذلك ينفع. اما الكثير بدون همة في آآ العمل بالعلم فانه لا ينفع صاحبه بل يكون حجة عليه لا لها. نعم قال وسمعت ابا عبد الله الرذباري يقول العلم موقوف على العمل والعمل موقوف على الاخلاص والاخلاص لله يورث الفهم عن الله عز وجل موقوفا عليه يعني لا يقبل الا به. موقوف عليه لا يقبل الا به. العلم موقوف على العمل والعمل موقوف عن الاخلاص العلم العمل لا يقبل الا بالاخلاص والعمل والعلم لا ينتفع به الا بالعمل به. الا بالعمل به نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا الحسن ابن ابي بكر من شذان قال اخبرنا ابو الحسن علي بن محمد بن الزبير الكوفي قال حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال حدثنا زيد ابن الحباب عن حفص ابن عن حفص ابن سليمان كذا في كتابه عن ابن شاذان ولعله جعفر ابن سليمان قال سمعت مالك مالك ابن دينار يقول قل ان العبد اذا طلب العلم للعمل فسره علمه واذا طلبه لغير ذلك ازداد به فجورا او فخرا كسره علمه اي اه مال به وجنح به الى التواضع مال به الى التواضع وعدم رؤية النفس العجب بها كسره علمه اذا طلب العلم للعمل اما اذا طلب العلم بغير ذلك ازداد به فجورا او فخرا. وهذا الذي مر معنا قريبا وصف بالطغيان طغيان العلم نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر قال حدثنا عبد العزيز بن جعفر الخراقي قال حدثنا عبيد الله بن اعيا قال حدثنا اسحاق بن ابي اسرائيل قال حدثنا جعفر بن سليمان قال سمعت مالك بن دينار يقول من تعلم العلم للعمل كسره علمه ومن طلبه او لغير العمل زاده فخرا. قال واخبرنا محمد بن احمد بن الرزق. قال اخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قال حدثنا محمد عبدالله بن سليمان الحضرمي قال حدثنا سعيد بن عمرو قال حدثنا جعفر بن سليمان قال قال مالك بن دينار اذا طلب العبد العلم ليعمل به كسره واذا طلبه لغير العمل زاده فخرا. قال اخبرنا ابو القاسم عبدالرحمن بن محمد بن عبد الله السراح السراء بالجيم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو القاسم عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله السراج بنيسابور قال اخبرنا ابو الحسن احمد بن محمد بن عبوس الطرائفي قال حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال حدثنا زكريا ابن نافع فلسطيني قال حدثنا ابن عباد هو الخواص الرملي قال عن ابن جوذب عن مطر قال خير العلم من خير العلم ما نفع وانما ينفع الله بالعلم من علمه ثم عمل به ولا ينفع به من علمه ثم تركه. نعم هذا اثر عن مطر وهو الوراق يقول خير العلم ما نفع خير العلم ما نفع ما نفع اي الذي نفع صاحبه اما العلم الذي اه لا ينفع صاحبه ولا ينتفع به صاحبه آآ يكون حجة على صاحبه لا له فخير العلم ما نفع ولهذا ينبغي ان يعلم ان ان العلم حقا انما هو ما نفع صاحبه. فالعلم ما نفع اما العلم الذي لم ينتفع به صاحبه آآ يكون حجة على صاحبه ووبالا على صاحبه فالعلم ما نفع يقول رحمه الله وانما ينفع الله بالعلم من علمه ثم عمل به ثم عمل به ولا ينفع به من علمه ثم تركه ولهذا كما ان طالب العلم ينبغي ان تكون له نهمة في طلب العلم ينبغي ان تكون له نهمة ايضا في العمل به حتى يكون من اهله ومن المنتفعين به في في الدعاء المأثور اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا فمطلوب من المسلم مجاهدة نفسه على آآ العلم وتحصيله وايضا مجاهدة نفسه على العمل بالعلم حتى يكون من اهله فانه لا يكون من اهل العلم بمجرد التعلم والحفظ حتى يكون من العاملين به ولا يكون ايضا من اهل القرآن بمجرد الحفظ ولهذا جاء في الحديث يدعى اهل القرآن اه العاملين به لا يكون من اهله الا بالعمل به فاهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصتهم هم العاملون بكتاب الله اما من اتخذ قراءة القرآن عملا وصناعة له وهو لا يعمل بالقرآن فان فان اه القرآن حينئذ يكون حجة عليه لا له وهذا المعنى جاء في الحديث قال والقرآن حجة لك او عليك نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري قال حدثنا ابو عمر محمد بن عباس الخزاز قال حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال الحسين ابن الحسن المروزي قال اخبرنا ابن مبارك قال اخبرنا حريز ابن عثمان عن حبيب ابن عبيد الرحبي قال تعلموا العلم واعقلوه وانتفعوا به ولا تعلموه لتجملوا به فانه يوشك ان طال بكم العمر ان يتجمل بالعلم كما يتجمل الرجل بثوبه. نعم هذه هذه مصيبة وهي ايضا من الطغيان في اه العلم ان يكون اه حظ طالب العلم من العلم مجرد التجمل مجرد التجمل والتزين والمباهاة والمفاخرة انا احفظ كذا وانا حضرت من المجالس كذا وانا لازمت من العلماء كذا وكذا يفاخر فقط ولكنه مفرط في العمل ومن تفريطه في في العمل ان يفتقد حتى في الواجبات وان تكون نفسه ضعيفة منهزمة في الكبائر والموبقات وهذه من المصائب العظيمة تفريط في الواجبات وقوع في المآثم والمحرمات ثم مع ذلك يتفاخر بان عنده كذا وعنده كذا يتزين اه يتزين بالعلم فيكون حظه من العلم مجرد التزين والمفاخرة والمباهاة على الاخرين فيحذر من ذلك رحمه الله يقول تعلموا العلم واعقلوه وانتفعوا به. والانتفاع به انما يكون بالعمل ولا تعلموه تجملوا به. يعني يكون مجرد زينة تفاخر وتباهي ولا تعلموه ليتجملوا به فانه يوشك ان طال بكم العمر ان يتجمل بالعلم كما يتجمل الرجل بثوبه نعم. قال المصنف رحمه الله اخبرنا عبد الكريم بن هوازن. قال سمعت محمد بن ابن الحسين السلامي يقول سمعت ابا نصر الاصفهاني يقول سمعت محمد ابن عيسى يقول قال ابو سعيد الخراز العلم ما استعملك واليقين ما حملك. هذا كلام جميل كلام جميل العلم ما استعملك العلم اي النافع لصاحبه ما استعمل صاحبه بحيث ان صاحبه يعمل بهذا العلم ليكون من اهله واليقين ما حملك واليقين ما حملك اي حملك على السير آآ الى الله سبحانه وتعالى فان السائر الى الله تبارك وتعالى يركب في سيره الى الله تبارك وتعالى اليقين لان اليقين يحمل صاحبه ولولا اليقين ما صار راكب لولا اليقين ما صار راكب الى الله تبارك وتعالى فاليقين يحمل صاحبه اما الذي لا يحمل صاحبه فليس يقين وانما هو دعوة قائمة في في نفس المرء وانما اليقين هو الذي يحمل صاحبه على حسن السير الى الله تبارك وتعالى نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا محمد بن عبيد الله الحنائي قال حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قال حدثنا احمد بن محمد بن مسروق قال حدثنا محمد بن حسين قال حدثنا سعيد بن عامر قال حدثنا صالح بن مسلم بن ابن رستم قال قال لي ابو قلابة اذا احدث الله لك علما فاحدث له عبادة ولا يكن انما همك ان تحدث به الناس نعم. قال قال اخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال اخبرنا عبد الله بن جعفر من برستاية قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني ابو بشر يعني يعني بكر بن خلف قال حدثنا سعيد بن عامر قال حدثنا صالح بن رستم قال قال لي ابو قلابة لايوب يا ايوب اذا احدث الله لك علما فاحدث له لله عبادة ولا تكونن انما همك ان تحدث به الناس. نعم يعني اذا اكرمك الله بالعلم اذا اكرم اكرمك الله بالعلم وفهمت شيئا مما سأله وبعظا من جوانبه فاحدث عبادة تقرب الى الله بالعمل بهذا العلم الذي اكرمك الله سبحانه وتعالى به ولا يكن همك مجرد اه تحديث الناس به مجرد تحديث الناس به دون ان ان تكون لك همة بان تنتفع. ولهذا بعض الناس يكون غيره اسعد منه بما علمه الله غيره من الناس يكون اسعد منه بما علمه الله فمثلا يعظ ويذكر ولا يعمل فينتفع ناس ينفع الله ناسا بهذه المواعظ التي سمعوها من هذا الرجل وهو نفسه لم ينتفع ولهذا من الدعوات الجميلة المأثورة عن بعض السلف وقد رواه الامام احمد في كتاب الزهد على ما اذكر عن مطرف ابن عبد الله ابن السخير انه كان يقول في في دعائه اللهم لا تجعل غيري اسعد بما علمتني مني لا تجعل غيري اسعد بما علمتني مني ولا تجعلني لغير عبرة قال ابن تيمية رحمه الله في بعض كتبه وهذا من احسن الدعاء اللهم لا تجعل غيري اسعد بما علمتني مني متى يكون غيرك اسعد بما علمك الله منك اذا كان المرء بهذه الطريقة التي يشير اليها هنا همة ان يحدث الناس وليس له همة في ان يعمل هو بنفسه همته ان يحدث الناس وليس له همة ان يعمل بنفسه. فيكون الناس حينئذ اسعد بما علمه الله منه لانهم سمعوا منه فعملوا وهو سمع وفهم وعلم الاخرين ولم يعمل. فكان غيره اسعد منه بما علمه الله ونكتفي بهذا القدر ونكمل ان شاء الله بعد صلاة المغرب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين