بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اما بعد فنستكمل ما بدأناه من قراءة في هذا الكتاب المبارك كتاب قضاء العلم العمل للخطيب البغدادي رحمه الله تعالى وهو كتاب عظيم في بابه نافع غاية النفع لطالب العلم لما حواه من نصوص عظيمة واثار مباركة في هذا الباب العظيم باب اقتضاء العلم العمل وان العلم مقصوده العمل وان الواجب على من حباه الله سبحانه وتعالى بالعلم ويسر له سبله ووفقه لسلوك طريقه ان يعمل بعلمه لان هذا مقصود العلم ولهذا صنف رحمه الله تعالى هذا المصنف العظيم تنبيها على فهذا الامر لا ان تكون غاية المرء من طلبه للعلم تحصيل شهرة او اكتساب سمعة او غير ذلك من الاغراض فان هذا كله من الخوارم للنية الصالحة والعلم قربة الى الله سبحانه وتعالى وجميع القرب لابد فيها من اخلاص للمعبود ومتابعة للرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه نواصل من حيث وقفنا في قراءتنا لهذا الكتاب ونسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين وان يجعل مجلسنا هذا حجة لنا لا علينا انه سميع قريب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. قال الامام الحافظ ابو بكر احمد بن علي بن ثابت البغدادي رحمه الله تعالى في مصنفه اقتضاء من عمل. قال باب في التغليظ على من ترك العمل بالعلم وعدل الى ضده وخلاف مقتضاه في الحكم. قال اخبرنا الحسن بن ابي بكر قال اخبرنا حامد بن محمد بن عبدالله الهروي قال حدثنا عبد الله بن محمد بن وهب قال حدثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري قال حدثنا ابو احمد الزبير قال حدثنا قيس ابن الربيع عن الاعمش عن ابي وائل عن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه فيما اعلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل لمن لا ايعلم وويل لمن علم ثم لا يعمل ثلاثة قال اخبرنا احمد بن علي بن يزداد القاري قال اخبرنا عبد الله بن ابراهيم بن عبد الملك الاصبهاني بها. قال حدثنا محمد بن علي بن مخلد الفرقدي قال اسماعيل ابن ابن عمر البجلي قال حدثنا فرج ابن فضالة عن سليمان ابن الربيع مولى العباس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ويل لمن لا يعلم ولو شاء الله لعلمه وويل لمن يعلم ولا يعمل. سبع مرات. قال واخبرنا ابن يزداد قال اخبرنا عبد الله بن ابراهيم قال حدثنا محمد بن علي الفرقدي قال حدثنا اسماعيل ابن عمر قال حدثنا اسماعيل ابن زكريا عن جعفر ابن برقان عن ميمون ابن مهران عن ابي الدرداء رضي الله عنه بنحوه قال اخبرنا محمد بن احمد بن الرزق قال اخبرنا عثمان بن احمد الدقاق. قال حدثنا حسين بن ابي معشر. قال اخبرنا وكيع عن جعفر بن برقان عن ميمون ابن بني مهران قال قال ابو الدرداء رضي الله عنه ويل للذي لا يعلم وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع مرات. قال اخبرنا الحسن بن ابي بكر قال اخبرنا انا احمد بن اسحاق لمن جاب الطيب وانا قال واخبرنا القاضي ابو الفرج محمد ابن احمد ابن الحسن الشافعي قال اخبرنا احمد بن يوسف بن خلاد قال حدثنا محمد بن يونس القرشي قال حدثنا عبد الله بن داوود الحزيني قال حدثنا جعفر بن برقان عن ميمون ابن مهران قال قال ابو الدرداء رضي الله عنه ويل لمن لا يعلم ولا يعمل مرة. وقال ابن خلاد وويل لمن يعلم ولا يعمل مرة. وويل لمن علم ولم يعمل سبع مرات هذه الترجمة باب في التغليظ على من ترك العمل بالعلم وعدل الى ضده وخلاف مقتضاه في الحكم عقدها رحمه الله تعالى لسوق الادلة التي جاءت مشتملة على التهديد والوعيد اه لمن يتعلم ولا يعمل بما يتعلم فيصبح علمه حجة عليه لانه عرف الحق وهدي الى الصواب وعرف الطريق ولكنه ترك العمل العلم الذي تعلمه فعقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة لبيان الوعيد لمن كان كذلك وكذلك الوعيد الشديد لمن عدل الى ضده وخلاف وخلاف مقتضاه في العلم فتراه على علم بحكم الله ودراية بشرع الله سبحانه وتعالى لكنه اذا حكم او قضى حكم بغير العلم بغير ما عرفه من شرع الله سبحانه وتعالى ودينه فهذا هو الاول جاء في حقهما نصوص فيها الوعيد الشديد والتهديد لمن كان كذلك. وساق رحمه الله تعالى في هذه الترجمة احاديث عن حذيفة وعن سليمان بن الربيع مولى العباس وعن ابي الدرداء ولكن آآ اسانيدها فيها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ويل لمن لا يعلم وويل لمن علم ثم لم يعمل ثلاثا الاول ويل لمن لا يعلم اي من فرط في التفقه في الدين ومعرفة ما اوجبه الله سبحانه وتعالى عليه. لان من العلم ما هو فريضة على كل مسلم ومسلمة يأثم المرء بترك تعلمه وعدم التفقد فيه. فويل لمن لا يعلم اي لا يعلم ما افترض الله سبحانه وتعالى اليه تعلمهم وهو معرفة فرائض الدين وواجباته وما لا يتم واجب الدين الا به. فمن من فرط في ذلك فله الوعيد وكذلك الوعيد الاشد لمن علم ولم يعمل فان مقصود العلم العمل فاذا علم ولم يعمل قامت عليه الحجة واصبح علمه الذي تعلمه حجة عليه ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والقرآن حجة لك او عليك والقرآن حجة لك او عليك. لك ان عملت به وعليك ان فرطت في العمل بالقرآن لان القرآن انزل ليعمل به وسيأتي معنا اثار ساقها المصنف رحمه الله تعالى بهذا المعنى وقوله في هذا الحديث برواياته وويل لمن لم لمن علم ثم لم يعمل ويل له اي لان علمه قد صار حجة عليه عند الله سبحانه وتعالى ولهذا ينقل عن سفيان ابن عيينة رحمه الله تعالى انه قال اجهل الناس من لا اعمل بعلمه اجهل الناس من لا يعمل بعلمه. لان الامر فيمن كان كذلك اشد ممن اه لا يعلم اصلا فمن علم وفرط في العمل الذي هو مقصود العلم فالعقوبة في حقه اشد لان علمه بهذه الصفة صار حجة عليه. نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو الحسن علي ابن احمد ابن عمر المقري قال انبأنا عبد الباقي بن قانع القاضي قال حدثنا الحسين بن علي بن الازهر بالكوفة قال حدثنا عباد ابن يعقوب قال حدثنا ابو داوود النخاعي قال حدثنا علي ابن عبيد الله الغطفاني عن سليك رضي الله عنه قال سمعت رسول قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا علم العالم ولم يعمل كان كالمصباح يضيء للناس ويحرق نفسه نعم. قال اخبرنا ابو نعيم احمد بن عبدالله بن احمد بن اسحاق الحافظ باصبهان. قال حدثنا ابو محمد عبد الله بن جعفر بن احمد بن فارس. قال حدثنا اسماعيل وابن عبد الله ابن مسعود العبدي قال حدثنا هشام ابن عمار قال حدثنا علي ابن سليمان الكلبي قال حدثنا الاعمش عن ابي تميمة عن جندب ابن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه قال اخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال قال حدثنا قال اخبرنا الحسين ابن ايوب الهاشمي قال حدثنا موسى ابن عيسى المصيصي قال انا لوين قال واخبرنا يوسف بن رباح بن علي البصري قال اخبرنا القاضي ابو الحسن علي ابن الحسين ابن من دار الاذني قال تنال وين؟ قال واخبرني الحسن ابن محمد خلال قال حدثنا محمد بن علي بن سويد الغب الغبري قال انبأنا محمد بن علي داوود التميمي باذنه قال حدثنا لوين محمد بن سليمان قال حدثنا محمد بن جابر عن يونس بن عبيد عن الحسن بن ابي برزة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه مثل الفتيلة تضيء للناس وتحرق نفسها. واللفظ لحديث الخلال هذه الاحاديث اه الثلاثة التي ساقها المصنف رحمه الله تعالى كلها بمعنى واحد وهي صحيحة فيشهد بعضها لبعض ومعناها ايضا معنى عظيم جدا في شأن العالم الذي يعلم الناس الخير ثم هو في نفسه لا يعمل بهذا الخير الذي يعلمه للناس فان ما تله كما جاء في هذا الحديث الصحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام كمثل المصباح او كمثل الفتيلة المتقدة نارا فانها تحرق نفسها وتضيء للاخرين. الاخرين يستفيدون ينتفعون ضوئها لكنها هي تحرق نفسها. تهلك نفسها فهذا مثل للعالم الذي لا يعمل بعلمه ويدعو الناس الى العمل ويستحثهم على العمل وقد ذكر العلماء رحمهم الله تعالى في ضوء هذا الحديث وايضا امثاله من الاحاديث في معنى وما قارب معناه ان العلماء ثلاثة. ان العلماء ثلاثة. الاول من يعمل على انقاذ نفسه وانقاذ الاخرين يعمل على نجاة نفسه ونجاة الاخرين. فهذه همته في تحصيله للعلم وعنايته به وانظروا هذا في قول وفد عبد القيس حينما اتوا النبي صلى الله عليه وسلم قالوا مرنا بقول فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة. هذا هو القصد انقاذ الانفس وانقاذ الاخرين. نخبر به من وراءنا اي ننقذ الناس من سخط الله وعقابه وندخل به الجنة اي ننقذ انفسنا ايضا من سخط الله ويكون تعلمنا سببا دخولنا للجنة فهذا الصنف الاول هو خير العلماء الذي يعمل على انقاذ نفسه وانقاذ الاخرين الصنف الثاني من العلماء من يهلك نفسه وغيره من يهلك نفسه وغيره وهذا ينطبق على دعاة الاهواء ودعاة البدع الضلالات فهؤلاء بضلالاتهم اهوائهم وبدعهم يهلكون انفسهم ويهلكون معهم من يسلك طريقهم وينهج نهجهم والصنف الثالث من العلماء من يهلك نفسه وينقذ غيره من يهلك نفسه وينقذ غيره يهلك نفسه لانه لم ينتفع بالعلم الذي تعلمه في نفسه. فلا يعمل به ولا تنهض همته للعمل به لكن الاخرين ينتفعون بعلمه يسمعون منه علما ينتفعون به ينتفعون به فتراه مثلا يحثهم على والصلاة يحثهم على الصلاة ويرغبهم فيها وهو كسول عن القيام بها. مفرط في ادائها. ينام عن الصلاة والاخرى مفرطا مضيعا حتى قال احد الاشخاص سمعت مرة شخصا يعظ ويتكلم عن الاسلام والدين والصلاة وكان كلاما مؤثر جدا يقول فاعجبني كلامه وتأثرت به فذهبت الى حية قلت اكون قريبا منه حتى انتفع اكثر فأتيت المسجد فما رأيته؟ ظننته مسافرا ثم اتيت الاخرى ثم سألت فقال لي جماعة الحي هذا من اكثر الناس مفرطين في الصلاة في هينا. من اكثرهم تفريطا في الصلاة فمثل هذا الصنف من من الناس يهلك نفسه وينقذ الاخرين يهلك نفسه وينقذ الاخرين وهو من ينطبق عليه هذا الحديث الصنف الثالث هو من ينطبق عليه هذا الحديث بالفاظه التي ساقها المصنف قال اذا علم العالم ولم يعمل ولم يعمل كان كالمصباح يضيء للناس يعني ينقذ الاخرين من الهلاك يضيء للناس ويحرق نفسه يعني يهلك نفسه لانه لم ينتفع بالعلم الذي تعلمه ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول ولهذا كان من احسن الدعاء ولهذا كان من احسن الدعاء اللهم لا تجعلني عبرة لغيري اللهم لا تجعلني عبرة لغيري ولا تجعل احدا اسعد بما علمتني مني. ولا تجعل احدا اسعد بما علمتني مني وقد وقفت على هذه الدعوة في كتاب الزهد الامام احمد مروية عن مقرف ابن عبد الله ابن رحمه الله وهي دعوة عظيمة جدا والشاهد منها قوله رحمه الله في هذا الدعاء ولا تجعل احدا اسعد بما علمتني مني متى يكون غيرك اسعد بعلمك منك نعم متى يكون غيرك اسعد بعلمك منك اذا كان يستمع الى علمك ثم يبادر الى العمل. يبادر الى العمل وانت يا من اسمعته هذا العلم لا تعمل فيكون هو اسعد بالعلم الذي اسعد بالعلم الذي تعلمه منك اسعد منك به وهو انما تعلمه منك وانما عرفه من طريقك الا انه اسعد به منك ولهذا كانت هذه الدعوة دعوة عظيمة ولا تجعل احدا اسعد بما علمتني مني نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا الحسن وابي بكر قال اخبرنا ابو ابو الحسين عبدالصمد ابن علي ابن محمد التسطي قال حدثنا محمد ابن القاسم المعروف بابي قال حدثنا ابو عاصم ابن جريج قال عن ابي عن ابي الزبير عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اطلع قوم من اهل اهل الجنة على قوم من اهل النار فقالوا بم دخلتم النار وانما دخلنا الجنة بتعليمكم. قالوا انا كنا نأمركم ولا نفعل قال اخبرنا ابو الحسن عبدالرحمن بن محمد بن عبيد الله الاصبهاني بها قال حدثنا ابو القاسم سليمان ابن احمد ابن ايوب الطبراني قال حدثنا احمد ابن يحيى ابن خالد ابن حيان العرقي قال حدثنا زهير بن عباد قال حدثنا ابو بكر الداهري عبد الله ابن ابن حكيم عن اسماعيل ابن ابي خالد عن الشعبي عن ابن عقبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اناسا من اهل الجنة يتطلعون الى اناس من اهل النار فيقولون بم دخلتم النار فوالله ما دخلنا الجنة الا بما تعلمنا منكم فيقولون انا كنا نقول ولا نفعل. قال سليمان لم يروه عن ابي خالد الا ابو بكر الداهري تفرد به زهير. هذا الحديث آآ اسناده كما بين الشيخ رحمه الله تعالى الشيخ الالباني اسناده ضعيف لكن يشهد لصحة معناه الحديث الاتي هو في صحيح مسلم وفي هذا الحديث ان اهل النار او قوما من اهل النار يطلعون على قوم من اهل النار اخرين فيقولون بما دخلتم النار قال نعم ان قوما من اهل الجنة يطلعون على قوم من اهل النار فقالوا بما دخلتم النار وانما دخلنا الجنة بتعليمكم وانما دخلنا الجنة بتعليمكم قالوا انا كنا نأمركم ولا نفعل كنا نأمركم ولا نفعل وهذا مر اه في الصنف الثالث من العلماء من ينقذ غيره ويهلك نفسه. ينقذ غيره بتعليم دعوتهم نصحهم توجيههم فينتفعون ويتوبون يقبلون على الطاعات لكنه يهلك نفسه لانه لا يعمل يأمر الناس بالبر ولا يفعله. اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم؟ وانتم تتلون الكتاب فاه هذا الصنف يطلع اهل الجنة الذين كان هؤلاء سببا في دخولهم الجنة بتعليمهم دعوتهم يطلعون الى النار فيرون من كانوا يدعونهم الى الجنة يرونهم في النار فيسألونهم قالوا انا كنا نأمركم ولا نفعل. انا كنا نأمركم ولا نفعل. نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو الحسن علي ابن احمد ابن عمر ابن حفص المقري قال حدثنا ابو عبد الله محمد ابن ابن العباس ابن الفضل بالموصل قال حدثنا محمد ابن ابن احمد ابن ابي المثنى قال حدثنا محاضر ابن المورع قال حدثنا الاعمش عن شقيق ابن سلمة قال قيل لاسامة ابن زيد الا تدخل على عثمان فتكلمه؟ قال انكم ترون اني لا اكلمه الا اسمعتكم. لقد كلمته فيما بيني وبينه دون ان افتح امرا لا احب ان اكون اول من فتحه. ولا اقول ولا اقول لرجل انك خير الناس وان كان علي اميرا بعد ان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال وما سمعته يقول؟ قال قال يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار يندلق اقتابه فيقال اليس كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ قال كنت امركم بالمعروف ولا افعله وانهاكم عن المنكر اتيه اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث وهو مخرج في الصحيحين وفي اوله قصة فيها فائدة ان شقيق ابن سلمة قال قيل لاسامة آآ ابن زيد الا تدخل على عثمان ام فتكلمه فقال انكم تروني اني لا اكلمه الا اسمعتكم الا اسمعتكم لقد كلمت فيما بيني وبينه وهذا فيه العمل بالسنة في وعظ السلطان ونصحه ان يكون سرا بين الناصح او العالم وبين السلطان يأتيه ويأخذ بيده وينصحه سرا ثم ايضا اذا نصحه لا يخبر الناس. وانما يبقى سرا نصيحة بينه وبين السلطان لا ان ينصحه سرا ثم يعلن ذلك على الملأ. ولهذا قال رحمه الله انكم ترون اني لا اكلم الا اسمعتكم لقد كلمته فيما بيني وبينه دون ان افتح امرا لا احب ان اكون اول من فتحه والمراد بهذا الامر باب الفتنة وهو الانكار العلني على ولاة الامر مما يسبب آآ افتياتا عليهم وتأليبا للعامة والغوغاء على السلطان وولي الامر قال ولا اقول لرجل انك خير الناس وان كان علي اميرا بعد ان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال وما سمعته يقول ثم ذكر الحديث هنا في تنبيه على امر مهم وهو البعد عن التزكية فلا تزكوا انفسكم هو اعلم من اتقى فمهما رأيت في الشخص من الصلاح الاستقامة فلا تزكه الله اعلم بالسرائر والقلوب لا تقل فلان لا اعلم مثله او هو خير الناس او افضلهم او نحو ذلك لكن ان علمته على قدر عظيم من الصلاح قل احسبه كذا والله حسيبه قل لا نزكي على الله احدا ولهذا قد يكون الانسان يبلي بلاء حسنا فيما يظهر للناس في باب العلم او باب الجهاد يكون منه نكاية شديدة في الاعداء كما في القصة المعروفة في غزوة خيبر لما رأوا الصحابة رضي الله عنهم رجلا ابلى بلاء عظيما في ان كعب الكفار قالوا هو من اهل الجنة. قال النبي صلى الله عليه وسلم هو من اهل النار فالانسان اذا رأى من الرجل بلاء حسنا عظيما سواء في الجهاد في سبيل الله او في الدعوة الى الله او في تعليم الناس العلم لا يزكي من كان كذلك لكن يقول نحسبه من العلماء نحسبه من المجاهدين نحسبه من الدعاة الناصحين لكن لا يقطع تزكيته ولا يجزم بخيريته وفضله ولهذا قال لا اقول في احد من الناس هو خير الناس بعد شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل ما هو قال يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار. يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق اقتابه تندلق اقتابه اي تنصب اقتابه واقتابه اي امعاؤه تنصب وتخرج من دبره وتخرج من دبره فيقال اليس كنت تأمرنا تأمرنا تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر يعني معروف بان هؤلاء اهل الجنة وايضا معروف بين العصاة كانوا يسمعونه ينصح ويعظ ويذكر فيقولون له اليس كنت تأمرنا المعروف وتنهى عن المنكر قال كنت امركم بالمعروف ولا افعله وانهاكم عن المنكر واتيه امركم بالمعروف ولا افعله وانهاكم عن المنكر واتيه وهذا يدل على الخطورة العظيمة من كانت هذه حاله والعياذ بالله غير منتفع بعلمه ينقذ الناس بدعوته وامر بالمعروف ونهي عن المنكر ويهلك نفسه بعدم عمله بعلمه نعم قال اخبرنا ابو سعيد محمد بن موسى من فضل الصيرفي قال حدثنا ابو العباس محمد ابن يعقوب الاصم قال حدثنا يحيى بن ابي طالب قال اخبرنا عبد الوهاب ابن قال اخبرنا ابو سلمة عن منصور ابن زيدان قال نبئت ان بعض من يلقى في النار ليتأذى اهل النار بريحه فيقال له ويلك ما كنت تعمل ما يكفينا ما نحن فيه من الشر حتى ابتلينا بك ونتن ريحك. قال فيقول اني كنت عالما فلم انتفع بعلمي نعم. قال اخبرني ابو جعفر محمد بن جعفر ابن علان الوراق قال انبأنا ابو عبد الله الحسين ابن احمد ابن محمد الصفار الهروي قال محمد بن إبراهيم الوكيل قال حدثنا محمد بن محمود السمرقندي قال وسمعته يعني يحيى ابن معاذ الرازي يقول مسكين من كان علمه وحجيجه ولسانه خصيمه وفهمه القاطع بعذره. مسكين مسكين قال رحمه الله مسكين من كان علمه حجيجه ولسانه خصيمه وفهمه القاطع بعذره مسكين من كان علمه حجيجه مسكين من كان علمه حجيجه ولسانه ولسانه خصيمه وفهمه كذلك كلها كل من كان علمه حجيجه ولسانه خصيمه قال رحمه الله مسكين من كان علمه حجيجه ولسانه خصيمه وفهمه القاطع بعذره هذا اثر يروى عن يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله يقول مسكين من كان علمه حجيجا من كان علمه حجيجه يعني علمه حجة عليه وخصما له وخصما له وذلك لكوني لم يعمل به. تعلم لم يعمل بعلمه فكان بذلك علمه حجيجه اي خصيمه ولسانه خصيمه لان اللسان يشهد على صاحبه ويكون خصما اه لصاحبه يوم تشهد عليهم السنتهم. فاللسان يكون خصما لصاحبه اذا كان هذا الانسان اذا كان هذا اللسان ينطق بالدعوة النصح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم لا يعمل صاحب هذا اللسان بهذا الذي ينطق به يصبح لسانه خصيمه يوم القيامة لانه يشهد عليه لانه يشهد عليه قال وفهم القاطع بعذره هكذا هنا وهو في صفة الصفوة لابن الجوزي رحمه الله تعالى بلفظ وفهم القاطع لعذره وفهمه القاطع لعذره وبهذا يستقيم المعنى وهو فهم القاطع لعذره يعني لا حجة له لا عذر له عنده فهم قامت عليه الحجة بلغه الحكم عرف لا عذر له لانه عنده فهم وفهمه القاطع لعذره يعني لم يبقى له عذر لان عنده فهم يفهم وعرف لكنه هذا الذي عرفه فهمه لا يعمل به فيصبح فهمه قاطع لعذره يعني لا لا لا عذر له نعم قال رحمه الله قيل لبعضهم الا تطلب العلم؟ قال خصومي من العلم كثير فلا ازداد قيل لبعضهم الا تطلب العلم قال خصومي من العلم كثير يعني تعلمت اشياء كثيرة ويكون قد احس من نفسه تفريطا في العمل بهذا الذي تعلمه قال خصومي بالعلم كثير وسيأتي هذا المعنى في اثر يأتي عن اه ام المؤمنين عائشة لان من يستكثر من العلم ولا يعمل يكثر من خصومه يكثر من حجج آآ من آآ حجج الله سبحانه وتعالى عليه نعم. قال المصنف رحمه الله اخبرنا احمد بن محمد بن احمد المجهز قال حدثنا ابو الفضل عبيد الله ابن عبد الرحمن الزهري من لفظه املاء قال حدثنا ابراهيم بن عبدالله بن ايوب المحرمي قال سمعت سري بن المغلس السقطي يقول كلما ازددت كلما ازددت علما كانت الحجة عليك اوكد نعم هذا الاثر يقول كلما ازددت علما كانت الحجة عليك اوكد كانت الحجة عليك اوكد لان لان فهمك تعلمك كما تقدم في الاثر الذي قبله قاطع للعذر قاطع للعذر ان يقول ما فهمت ما عرفت ما علمت فكلما ازداد المرء علما كانت الحجة عليه اوكد وهذه الاثار التي مرت ولها نظائر ليس المراد منها التزهيد في العلم الا القطع عن طلبه والاستكثار منه فان طلب العلم والازدياد منه مطلوب وقل ربي زدني علما ولكن في الوقت نفسه مطلوب مجاهدة النفس على العمل مطلوب مجاهدة النفس على العمل ولهذا ينبغي ان يمضي المرء في كل ايامه بتوازن بين هذين الامرين ولهذا كان نبينا عليه الصلاة والسلام يقول كل كل يوم بعد ان يصلي الصبح بعد ان يسلم اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا وفي رواية عملا صالحا فهذا مطلوب مطلوب كل يوم ان يزداد المرء من العلم ويدعو الله كل يوما يزيده علما يستفتح يومه بسؤال الله ذلك وايضا يجاهد نفسه على العمل. الحاصل ان هذه الاثار ليس المراد آآ منها التزهيد من الازدياد في العلم الازدياد في العلم مطلوب والشريعة جاءت بالحث عليه والترغيب فيه وانما المراد منها التأكيد على العناية بالعمل بالعلم نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو الحسن علي ابن طلحة ابن محمد المقري قال سمعت ابا الحسين محمد ابن احمد ابن سمعون الواعظ يقول كل من لم ينظر بالعلم فيما لله عليه فالعلم حجة عليه ووبال. نعم يعني هذا الاثر نافع جدا في في هذا الباب يقول كل من لم ينظر بالعلم فيما لله عليه فيما لله عليه يعني في من كان لا ينظر فيما يتعلم ماذا لله علي في هذا الذي تعلمته ماذا لله عليه في هذا الذي تعلمته اذا كان ليست عند المرأة همة في هذا النظر النظر في مال الله عليه من هذا الذي تعلمه فالعلم حجة عليه ووبان فالعلم حجة عليه ووبال نضرب مثالا واحدا يتضح به الا الامر مثلا اذا قرأت او حفظت قول الله سبحانه وتعالى في بسورة الحجرات يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن. ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه انظر ماذا لله عليك من امر اه نهاك عنه وحذرك من فعله فانك ان عملت بما جاء في هذه الاية من نهي عن هذه الامور وتحذير منها كانت الاية حجة لك وان لم تعمل بها فلم تبالي باغتياب الاخرين ولم تبالي بالتجسس على عورات الاخرين او كما ايضا في الاية التي قبلها السخرية والاستهزاء بالاخرين تصبح هذه الايات حجة على الحافظ لها وليست حجة له تصبح هذه الايات حجة عليه وليست حجة له. ولهذا كل اية او حديث يقرأها المرء ينظر ما لله عليه فيه ان كان امرا يأمره به او فريضة يوجبها عليه او امر ينهاه عنه ويحذره منه ينظر ما ماذا لله عليه عليه فيه فيجاهد نفسه على الامتثال نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو طاهر عبدالغفار ابن محمد ابن جعفر المؤدب قال انباءنا ابو علي محمد ابن احمد ابن حسن الصواف قال حدثنا عبد الله ابن احمد قال حدثني ابي قال حدثنا سيار ابن حاتم قال حدثنا جعفر بن سليمان الضباعي عن ثابت عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى يعافي الاميين يوم القيامة ما لا يعافي العلماء هذا الحديث ساقه المصنف رحمه الله تعالى حديث انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اه ان الله يعافي الاميين. يوم القيامة. المراد بالاميين الجاهلين. الذين لما آآ يتعلم ليسوا من اهل التعلم القراءة والكتابة لكنهم لم لم يقصروا لم يقصروا في تعلم ما اوجب الله عليهم لم يقصروا في تعلم ما اوجب الله عليهم ولهذا تجد بعض العوام بعض العوام ضابط تماما لواجبات الدين ومتجنب للمحرمات لكن ليس عنده تفقه ليس عنده لكنه ضابط امور الفرائض وواجبات الدين معتني بها محافظا عليها مبتعدا عن المحرمات يقول ان الله يعافي الاميين يوم القيامة ما لا يعافي العلماء ما لا يعافي العلماء والمراد العلماء الذين فرطوا في اه فرطوا في العلم فهذا معناه هذا معناه ان صح ليس المراد العلماء اي العاملين العلماء العاملين رتبتهم اعلى ومكانتهم ارفع فظل العالم على العابد كفظل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. نعم قال المصنف رحمه الله قرأت على ظهر كتاب لابي بكر محمد ابن عبد الله ابن ابن ابان الهيثي اذا العلم لم تعمل به كان حجة عليك ولم تعذر بما انت حامله فان كنت قد ابصرت هذا فانما يصدق قول المرء ما هو فاعل نعم اذا العلم لم تعمل به كان حجة عليك فاذا لم تعمل به كان حجة عليه ولم تعذر بما انت حامل لان الفهم مثل ما تقدم قاطع لعذره. الفهم قاطع لعذره ولهذا قال ولم تعذر لان الفهم قاطع العذر قد قامت عليه الحجة بفهمه فان كنت قد ابصرت هذا فانما يصدق قول المرء ما هو فاعله؟ ما هو فاعله؟ ولهذا يقول الحسن البصري رحمه الله ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الايمان ما وقر في القلب وصدقته الاعمال. نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو عبد الله محمد بن احمد بن محمد بن احمد بن ابي الطاهر الدقاق وقال واخبرنا ابو القاسم عبدالرحمن بن عبيد الله ابن محمد ابن الحسين الجرمي قال اخبرنا ابو الحسن علي ابن محمد ابن الزبير الكوفي قال حدثنا الحسن ابن علي ابن عفان العامري قال حدثنا زيد ابن الحباب عن مالك كابن مغول قال سمعت الشعبي رحمه الله يقول ليتني لم اكن علمت من ذا العلم شيئا هذا الاثر عن الشعبي رحمه الله تعالى محمول على ما قام في قلوب السلف رحمهم الله تعالى من الخوف الشديد مع الاحسان في ما كانوا عليه من من عمل واستقامة على طاعة الله سبحانه وتعالى قال الحسن البصري رحمه الله تعالى ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة والمنافق جمع بين اساءة وامن. ولهذا عبد الله ابن ابي مليكة يقول ادركت اكثر من ثلاثين صحابيا كلهم يخاف النفاق على على نفسه فهذا من الخوف الذي كان عليه آآ السلف آآ رحمهم الله تعالى مع احسانهم في العبادة بخلاف من عنده قليل من العلم وبضاعة مزجاة فيه ثم يا يظهر نفسه ويتعالى على الاخرين وقد لا يكون له حظ ونصيب من العمل بالعلم الذي عنده. نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو بكر محمد بن عبد الله بن ابان الثعلبي الهيثي قال حدثنا ابو بكر احمد بن سلمان النجاد قال حدثنا احمد بن محمد ابن شاهين قال حدثنا ابن سهل يعني محمد ابن سال ابن عسكر قال سمعت الفيزياء يقول سمعت سفيان الثوري يقول مصحفة الفريابي احسن الله اليكم. قال سمعت الفريابية يقول سمعت سفيان الثوري رحمه الله يقول ليتني لم اكتب العلم وليتني انجو من علم كفافا لا علي ولا لي. هذا الاثر نظيره الذي قبله عن الشعبي رحمه الله. ليتني لم اكتب العلم وليتني انجو من علمي كفافا. لا علي ولا لي ليتني انجو من علمي كفافا لا علي ولا ذي والكفاف هذا هو معناه يعني يكون لا له ولا عليه لا له ولا عليه. وهذا يعني خرج من هؤلاء الائمة اه الافاضل هذا المخرج الذي اشرت اليه وهو شدة الخوف الذي قام واقام في قلوبهم مع ما كانوا عليه من مجاهدة للنفس على الاحسان في العمل نعم. قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو القاسم طلحة بن علي الصقر الكتاني قال اخبرنا ابو بكر محمد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعي قال حدثنا ابو عيسى موسى ابن هارون بون الطوسي قال حدثنا ابو معمر قال سمعت ابن عيينة يقول العلم ان لم ينفعك ضرك قال سفيان ابن عيينة رحمه الله العلم ان لم ينفعك ضرك نعم قلت قال المصنف قلت يعني ان لم ينفعه بان يعمل به ضره بكونه حجة عليه. هذا الاثر عن سفيان رحمه الله يقول العلم ان لم ان ينفعك ضرك ان لم ينفعك اي بان تعمل به برك اي بان كان حجة عليك. ضرك اي بان كان حجة عليه ولهذا ينبغي على كل من تعلم ان يجاهد نفسه على الانتفاع بالعلم وان تكون همته دائما متجهة لان ينتفع بالعلم لماذا؟ لانه ان لم ينتفع بالعلم الذي تعلمه ظره علمه من جهتي ان علمه آآ يصبح حجة عليه من جهة ان علمه يصبح حجة عليه. قال العلم ان لم ينفعك ضرك. قال الخطيب قلت يعني ان لم ينفعه بان يعمل به ظره بكونه حجة عليه. ظره بكونه حجة عليه. وهذا التعليق من الخطيب آآ نادر في في في كتابه رحمه الله تعالى. مر معنا الاثار الكثيرة ولم يعلق عليها بشيء نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو علي الحسن بن علي بن محمد التميمي قال اخبرنا ابو بكر احمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قال حدثنا عبد الله بن احمد بن قال حدثني ابي قال حدثنا ابو الربيع يعني عمرو بن سليمان قال حدثني ابو الاشهب عن محمد ابن واسع قال قال لقمان لابنه يا بني لا علم ما لا تعلم حتى تعمل بما حتى تعمل بما تعلم. هذا من مما يروى مما يروى من وصايا لقمان الحكيم والله سبحانه وتعالى اه اخبر في القرآن انه اتاه جل وعلا الحكمة. وذكر آآ سبحانه وتعالى جملة من وصاياه العظيمة لابنه. وهي وصايا عظيمة للغاية يكفيها فظلا وشرفا انها ايات تتلى في القرآن ونزل بها وحي الله سبحانه وتعالى من السماء فهي وصايا عظيمة وينبغي على المربين من الاباء والامهات والمعلمين ان ينتفعوا من هذه الوصايا غاية الانتفاع لانها وصايا كلها حكمة كما ذكر الله سبحانه وتعالى ومما يروى عن لقمان في وصاياه لابنه قال يا بني لا تتعلم ما لا تعلم حتى تعمل بما تعلم وهذا انما يكون اذا كانت همة المرء مستمرة في العمل العلم ومجاهدة نفسه على ذلك نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو الحسن محمد بن عبدالعزيز بن جعفر البرضعي قال اخبرنا علي ابن محمد ابن ابن ابراهيم ابن علوية الجوهري قال حدثنا محمد بن احمد بن حسن بن باوية الحنائ قال حدثنا محمد بن عبدالله القرشي قال حدثنا محمد بن حسين هو البرج جولاني قال حدثني احمد ابن محمد قال حدثني ابو عبد الصمد العمي عن ما لك ابن دينار قال اني وجدت في بعض الحكمة لا خير لك ان تعلم ما لم تعلم ولا تعمل بما قد علمت. فاني وجدته قال رحمه الله اني وجدت في بعض الحكمة لا خير لك ان تعلم ما لم تعلم ولم تعمل بما قد علمت فان مثل ذلك مثل رجل احتطب حطبا فحزم حزمة ذهب يحملها فعجز عنها فضم اليها اخرى فهذا مثل عجيب جدا ذكره اه مالك بن دينار رحمه الله انه وجد في بعض الحكمة يقال لا خير لك ان تعلم ما لا تعلم لا خير لك ان تعلم ما لا ما لم تعلم ولم تعمل بما قد علمت لا خير لك ان تعلم ما لم تعلم يعني لا خير لك ان تتعلم مسألة جديدة وانت لم تعمل بعد بالمسألة التي قبلها التي تعلمتها ما لم تعمل بما قد علمت فلا خير للمرء في في في مثل هذا المسلك يستكثر من العلم وهو مجانب للعمل فلا خير لك ان تعلم مسألة جديدة الا وقد عملت بالمسألة التي قبلها الا وقد عملت بالمسألة لا لا خير لك ان تتعلم امرا جديدا من علوم الشريعة الا وقد علمت بالامر الذي قبله. اما اذا كانت الهمة فقط للتعلم والتعلم ولا همة المرء العمل فان علمه حينئذ يكون حجة عليه. ضرب او ظرب لذلك في الحكمة مثلا قال فان مثل ذلك مثلا رجل احتطب حطبا اخذ حزمة من الحطب جهزها ليحملها فيستفيد منها فحزمه حزمة وذهب يحملها فعجز عنها عجز ان ان يحملها فظم اليها اخرى فظما اليه اخرى يعني احتطب وحزم الحطب الذي جمعه واراد ان يحمل حتى يستفيد منه فما استطاع ان يحمله فذهب وجمع ايضا حطبا اخر فذهب يجمع حطبا اخر وهو لم يستفد من الجمع الاول. فهذا مثل عجيب جدا لمن يتعلم مثل الذي احتطب واذا اجتمع الحطب النافع الذي يستفيد منه في دفئه وصنع طعامه وعجز عن حمله ذهب يحتطب حطبا اخر ثم يعجز عن عن حمله ويحتطب حطبا اخر وهكذا. نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا احمد بن ابي جعفر القطيعي قال اخبرنا اسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي قال حدثنا جدي قال حدثنا ابن يحيى قال اخبر ابن وهب قال حدثنا سفيان قال كان عالم وعابد في بني اسرائيل فقال العالم للعابد ما يمنعك ان وتأخذ مني وانت ترى الناس يأتوني. فقال العابد تعلمت شيئا فانا اعمل به فاذا فني اتيتك. نعم قال المصنف رحمه الله انشدني ابو عبد الله محمد ابن علي ابن عبد الله الصوري لنفسه كم الى كم اغدو الى طلب العلم مجدا في جمع ذلك في جمع ذاك في جمع ذاك حفيا طالبا منه كل نوع وفن وغريب ولست اعمل شيئا. واذا كان طالب العلم لم يعمل علمي كان عبدا شقيا انما تنفع العلوم لمن كان بها عاملا وكان تقيا. نعم واضح نعم. قال المصنف رحمه الله اخبرنا الفرج عبد السلام ابن عبد الوهاب القرشي باصبهان قال انبأنا سليمان ابن احمد ابن ايوب الطبراني قال حدثنا ابن شعيب الازدي قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني الليث قال قال قال الطبراني وحدثنا ابو الزنباع روح ابن فرج قال حدثنا يحيى ابن بكير قال حدثنا ليث ابن ابراهيم ابن ابي عبلة عن الوليد ابن عبد عثمان الجوراشي عن جبير بن نفير قال حدثني عوف بن مالك الاشجعي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر الى السماء يوما فقال هذا اوان يرفع العلم فقال له رجل من الانصار يقال له زياد ابن لبيد يا رسول الله يرفع العلم وقد اثبت ووعته القلوب وقد قد اثبت ووعته القلوب فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان كنت لاحسبك من افقر اهل المدينة ثم ذكر ضلالة اليهود والنصراني على ما في ايديهم من كتاب الله فلقيت شداد بن اوس فحدثته بحديث عوف بن مالك فقال صدق عوف الا اخبرك باول يرفع قلت بلى قال الخشوع حتى لا ترى خاشعا ثم اورد هذا الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام حديث عوف بن مالك الاشجعي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر الى السماء يوما ان فقال هذا اوان يرفع العلم او اوان رفع العلم يعني دنو رفعه العلم يرفع العلم يرفع وذلك الرفع العلم هو اذن بخراب هذا العالم ودنو قيام الساعة ومن امارات الرفع للعلم تفريط الناس في العمل به تفريط الناس في العمل بالعلم قال هذا او ان يرفع العلم فقال له رجل من الانصار يقال له زيد ابن لبيد يا رسول الله يرفع العلم وقد اثبت اوعته القلوب وقد اثبت وعته القلوب يعني كتب في السطور وحفظ في الصدور هل يرفع الحالة هذه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان كنت لاحسبك من افقه اهل المدينة ثم ذكر ظلالة اليهود والنصارى على ما في ايديهم من كتاب الله على ما في ايديهم من كتاب الله فالتفريط في العمل بالعلم من امارات رفع العلم حتى وان كان مثبتا مكتوبا حتى وان كان مثبتا مكتوبا. ولهذا قد اه قد يكون القرآن في بيوت كثير من الناس وهو كتاب السعادة الابدية في الدنيا والاخرة قد يكون القرآن في بيوت كثير من الناس ولا يعملون منه بشيء ولا ينتفعون منه بشيء وهو مكتوب بين اه ايديهم وقريبا منهم وفيه السعادة الابدية في الدنيا والاخرة قال ان كنت لاحسبك من افقه اهل المدينة ثم ذكر ضلالة اليهود والنصارى على ما في ايديهم من كتاب الله. على ما في ايديهم من كتاب الله ولهذا قال الله عن اليهود مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها اي لم يعملوا بها كمثل الحمار يحمل اسفار نعم قال المصنف رحمه الله انبأنا ابو عبد الله احمد بن محمد بن عبدالله الكاتب قال انباءنا ابو مسلم عبدالرحمن قال قال الا اخبرك قال الا اخبرك اول ذلك يرفع قلت بلى قال الخشوع حتى لا ترى خاشعا لان العلم الخشية رأس العلم خشية الله والخشوع في عبادة الله هذا من العلم ومن اثار العلم وثماره فاذا لم يكن هناك خشوع ولا خشية هذا من امارات رفع العلم بعدم الانتفاع به والعمل به نعم قال المصنف رحمه الله انبأنا ابو عبد الله احمد بن محمد بن عبدالله الكاتب قال انباءنا ابو مسلم عبدالرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران قال قرأت على ابي جعفر محمد بن احمد محمد السباحي قال حدثنا ابو رجاء محمد بن حمدوية ابن موسى قال قال حدثنا احمد بن جميل قال اخبرنا حفص بن حميدة عن ابن المبارك قال كان رجل ذا مال لم يسمع بعالم الا اتاه حتى يقتبس منه فسمع ان في موضع كذا وكذا عالما ركب السفينة وفيها امرأة فقالت ما امرك يا هذا؟ قال اني مشغوف مشغوف بحب العلم فسمعت ان في موضع كذا عالما اتيه قالت يا هذا كلما زيد في علمك يزيد في عملك او تزيد في علمك والعمل موقوف فانتبه الرجل ورجع واخذ في العمل هذا اثر آآ يروى عن ابن مبارك رحمه الله تعالى ان رجلا ذا مال لم يسمع بعالم الا اتاه حتى يقتبس منه حتى يقتبس منه فسمع ان في موضعا عالما فركب السفينة لا يأتيه ركب السفينة ليأتيه ينتفع اه او يأخذ من من علمه فا اذا امرأة في السفينة فقالت قالت له ما امرك يا هذا قال اني مشغوف بحب العلم. قال اني مشغوف بحب العلم. يعني عندي شغف بتعلم العلم اتيان العلماء والاخذ عنهم مشغوف بحب العلم فقالت له آآ قالت اه قالت قالت له كلما زيد في علمك يزيد في عملك؟ هل انت هكذا كل ما زيد في علمك يزيد في عملك او انك تزداد من العلم والعمل موقوف بدون عمل اي الرجلين انت هل انت كل ما زيد في علمك زاد العمل او ان العلم يزيد والعمل موقوف اي الرجلين انت هذا تنبيه حقيقة عظيم جدا لان مقصود العلم العمل ومن كان يزداد علمه والعمل موقوف فعلمه مدخول كما قال ذلك ابن تيمية رحمه الله تعالى علمه مدخول لانها لو صفت النية وصدقوا مع الله سبحانه وتعالى لن تفعل بعلمه لكن علمه مدخول في شيء فقالت له كلما زيد في علمك يزداد العمل او ان العلم يزداد والعمل موقوف اي الرجلين انت؟ فانتبه الرجل ورجع. فانتبه الرجل ورجع واخذ في العمل. الحاصل ان مثل هذه الاخبار آآ روايتها ليس المراد منها تزيد من رحلة في طلب العلم واتيان العلماء والاخذ عنهم والتلقي وانما المقصود منها التحذير من التفريط في العمل تحذير من التفريط في العمل فلينتبه لذلك نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا القاضي ابو العلاء محمد بن علي الواسطي قال اخبرنا ابو الفتح محمد ابن الحسين الموصلي قال حدثنا عبد الله ابن ابن علي قال حدثنا الفتح ابن شخرف قال حدثنا عبد الله ابن خيبق قال حدثنا عبد الله ابن السندي عن ابراهيم ابن ادهم قال خرج رجل يطلب العلم فاستقبله حجر في الطريق فاذا فيه منقوش اقلبني ترى العجب وتعتبر. قال فاقلبوا الحجر فاذا فيه تب انت بما تعلم لا تعمل كيف تطلب ما لا تعلم. قال فرجع الرجل نعم قال المصنف رحمه الله اخبرني عبيد الله ابن ابن ابي الفتح الفارسي قال انبأنا محمد ابن العباس الخراز قال حدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال اخبرنا الحسن ابن محمد ابن صباح قال حدثنا محمد ابن يزيد ابن خنيس قال قال عمر بن قبيس حدثني عطاء قال كان فتى الى ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها فيسألها وتحدثه فجاءها ذات يوم يسألها فقالت يا بني هل عملت بعد ما سمعت مني فقالت لا والله يا ام فقال لا والله يا امة. فقالت يا بني فبما تستكثر من حجج الله علينا هذا الاثر عن عائشة رضي الله عنها فيه ان من يستكثر من العلم بلا عمل فانما يستكثر من حجج الله عليه. وهذا يشهد له الحديث الصحيح والقرآن حجة لك او عليك والقرآن حجة لك او عليك ولهذا يروى عن احد السلف انه قال ما جلس احد الى هذا القرآن الا قام منه اما بزيادة او بنقصان بزيادة ان عمل ونقصان ان لم يعمل فمن استكثر من العلم دون عمل فانما يستكثر من حجج الله سبحانه وتعالى عليه نعم قال المصنف رحمه الله حدثني الحسن ابن محمد الخلال قال حدثنا عمر ابن ابراهيم ابن ابن كثير المقرئ قال حدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال حدثنا ابو حفص عمر ابن اختي بشر ابن الحارث قال سمعت بشرا يقول قال الفضيل هذا الحديث لا يسمعه الرجل خير له من ان يسمعه ولا ليعمل ولا يعمل به نعم هذا الحديث يقول الفضيل هذا الحديث لا يسمعه الرجل خير له من ان يسمعه ولا يعمل به وخير من ذلك كله ان يسمعه ويعمل به هذا هو المطلوب. المطلوب سماع الحديث والحرص على سماعه والعمل به لكن كون الانسان لم يسمع الحديث اصلا خير من ان يسمعه فيعرف ويفهم ولا يعمل لان هذا الحديث الذي تعلمه صار بذلك حجة عليه واعيد واؤكد ان مثل هذه الاثار المراد منها التأكيد على العمل ليس المراد منها التزهيد في التعلم فان التعلم والازدياد من مطلوب مطلوب من المسلم مطلوب ان يجاهد نفسه على حضور مجالس العلم قراءة كتب العلم والاستفادة منها وفي الوقت نفسه ان يجاهد نفسه على العمل نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو بكر احمد بن علي بن يزداد القارئ قال اخبرنا ابو محمد عبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان اشبهني بها قال حدثنا محمد ابن يحيى هو ابن منده قال حدثنا محمد ابن عصام عن ابيه عن سفيان عن ابي حازم قال رضي الناس من العمل بالعلم ورضوا من الفعل بالقول. هذا الاثر عن ابي حازم رحمه الله يقول رظي الناس من العمل بالعلم رظي الناس من العمل يعني غالب الناس رضوا من العمل بالعلم يعني جعلوا حظهم من العمل هو العلم فقط يوضح هذا آآ اثر لعله يأتي عند المصنف لاحقا عن الفظيل ابن عياظ رحمه الله يقول لانزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس قراءته عملا انزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس قراءته عملا. يعني جعلوا العمل هو مجرد القراءة بدون فهم وبدون العمل بما انزل القرآن لاجله رضي الناس من العمل بالعلم يعني الاكتفاء فهو فقط بالعلم دون عمل ورضوا من الفعل بالقول ورضوا من الفعل بالقول يعني قول بلا فعل وعمل بلا علم هذي حال كثير من الناس. نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال انبأنا عثمان بن احمد الدقار قال حدثنا حنبل بن اسحاق قال حدثني ابو عبد الله يعني احمد ابن حنبل قال حدثنا ابو قطن قال سمعت ابا قال سمعت ابن عون يقول وددت اني خرجت منه كفافا يعني العلم. قال ابو قطن قال ما انا على شيء مقيم اخاف ان يدخلني النار غيره. قال سمعت ابن عون عبد الله ابن عون رحمه الله يقول وددت اني خرجت منه كفافا يعني العلم ومعنى كفافا اي لا لي ولا علي لا لا لي ولا علي وهذا من خوف السلف. ومر معنا قول الحسن رحمه الله عن المؤمن انه جمع بين احسان مخافة احسانا ومخافة قال ابو قطن قال شعبة ما انا على شيء مقيم اخاف ان يدخلني النار غيره ايظا هذا من شدة الخوف ان صح عنه فهذا من شدة الخوف يخاف على نفسه من العلوم الكثيرة التي تعلمها والاحاديث الكثيرة التي حفظها ان يلقى الله وتكون حجة عليه ان يلقى الله وتكون حجة عليه نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا محمد بن ابي نصر النرسي قال اخبرنا محمد بن عبدالله بن الحسين الدقاق قال اخبرنا عبد الله بن محمد ابن عبد العزيز قال حدثنا محمد ابن زياد ابن فروة البلدي قال حدثنا ابو شهاب عن عبد الرحمن ابن عبد الله عن القاسم ابن عبد الرحمن عن ابن مسعود رضي الله عنه قال اني لاحسب العبد ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها. نعم هذا فيه ان الذنوب من موجبات الحرمان من العلم ومن موجبات نسيان العلم وهذا فيه ان فيه من الفائدة ان طالب العلم حتى يوفق في ظبط علمه والانتفاع به ينبغي ان يجاهد نفسه على البعد عن الذنوب والخطايا نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو عبد الله احمد بن عبدالله بن الحسين بن اسماعيل المحاملي قال حدثنا عبدالرحمن بن العباس بن عبدالرحمن بن البزاز من لفظه واصله قال حدثنا محمد بن ابراهيم بن حمدون الخزاز قال حدثنا عبد الله يعني ابن ابي زياد قال حدثنا سيار عن جعفر عن مالك قال قرأت في التوراة ان العالم اذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل القطر عن الصفا القطر كما يزل القطر عن الصفا قال اخبرنا ابو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنوي الاصبهاني قال حدثنا احمد بن جعفر بن ابن معبد السمسار. قال حدثنا ابو ابن النعمان قال حدثنا زيد ابن عوف قال حدثنا جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قال العالم الذي لا يعمل بعلمه بمن منزلة الصفا اذا وقع عليه القطر زلق عنه هذا الاثر عن ما لك بن دينار وفي الرواية الاولى انه قرأه في التوراة ان العالم اذا لم يعمل بعلمه زلة موعظته عن القلوب كما يزل القطر عن الصفا كما يزل القطر عن الصفا ووذلك ان موعظته لم تنبع من قلبه والموعظة اذا خرجت من القلب دخلت الى القلب الموعظة اذا خرجت من القلب دخلت الى القلب واما اذا كان اذا كانت من اللسان فحسب فان شأنها انها لا يكون لها ذاك ان الوقع في في النفوس واذا حصل لها وقع وانتفاع اذا حصل له وقع وانتفاع فهذا حاله كما تقدم ينقذ غيره ويهلك نفسه. نعم قال المصنف رحمه الله اخبرنا ابو الحسين محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز قال انشدنا ابو القاسم عمر ابن محمد ابن سيف الكاتب قال انشدنا محمد ابن اليزيدي قال انشدنا ابو الفضل الرياشي ما من روى علما ولم يعمل به فيكف عن وتغ الهوى باديب حتى يكون بما علم عاملا من صالح فيكون غير معيب. ولقلما تجدي اصابة صائب اعماله اعمال غير غير طيبي ختم هذا الباب رحمه الله تعالى بهذا البيت قال ناظمه مم ما من روى علما ولم يعمل به فيكف وفي بعض المصادر وهو اولى ويكف عن واتق الهوى عن واتق الهوى والوتق الفساد يعني عن فساد الهوى باديب والمعنى ان من روى العلم وحصله ولم يعمل بالعلم ولم يكف عن الهوى الفاسد ليس باديب ويروى ايضا في بعض المصادر ما من روى ادبا ما من روى ادبا ولم يعمل به ويكف عن واتق الهوى باديب يعني ليس باديب. مجرد روايته للادب فلا يكون اديبا بمجرد الرواية للادب حتى يعمل بهذا الادب حتى يكون من اهل هذا الادب ولهذا قال حتى يكون بما تعلم عاملا من صالح فيكون غير معيب. اذا عمل بما علم لا يكون معيبا لا يكون فيه العيب لان ما يدعو اليه من ادب وعلم هو عامل به. ولا قلما تجدي اصابة صائب وفي بعض المصادر قائل اعماله اعمال غير مصيب. اعماله اعماله غير مصيب بهذه الابيات ختم رحمه الله تعالى هذا الباب ولعلنا نتوقف لمدة عشر دقائق ثم نواصل باذن الله تبارك وتعالى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه