بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه اقتضاء العلم العمل باب كراهية طلب الحديث المفاخرة وعقد المجالس واتخاذ الاتباع هذه بروايته قال اخبرنا القاضي ابو بكر احمد بن الحسن بن احمد الحيري بن سابور قال انبأنا ابو محمد حاج ابن احمد ابن يرحم ابن سفيان الطوسي قال انبأنا محمد بن حماد هو هو الاب يرضي. قال حدثنا يزيد ابن هارون عن سليمان التيمي عن سيارة عن عائد الله. قال الذي يتبع حديث ليحدث بها لا يجد ريح الجنة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد تذكيرا بقيمة هذا الكتاب ومكانته كتاب اقتضاء العلم العمل الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى هذا الكتاب فريد في بابه نفيس في مراده ومقصوده وفيه من خلال ما عقده مصنفه رحمه الله في من ابواب شحذ للهمم الى العناية بمقصود العلم وهو العمل فان مقصود العلم العمل وثمرة العلم العمل واما من كان يستكثر من العلم بلا عناية بالعمل فانما يستكثر من حجج الله سبحانه وتعالى عليه كما جاء هذا المعنى او قريبا منه عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها قال رحمه الله باب باب كراهية طلب الحديث للمفاخرة وعقد المجالس واتخاذ الاتباع والاصحاب بروايته هذا من خوارم النية في طلب العلم وطلب العلم من اجل القرب واعظم العبادات بل كما قال بعض السلف ما عبد الله بمثل طلب العلم والعبادة لا تكون مقبولة الا بالاخلاص كما قال الله جل وعلا في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه اي ان الله سبحانه وتعالى لا يقبل عمله فاذا كان من يطلب الحديث انما يطلبه لي المفاخرة والمباهاة ومجرد عقد المجالس وتكثير الاتباع وطلب المحمدة والثناء من الناس ونحو ذلك من المعاني فهذا كله من خوارم النية ومفسداتها الا الطلب للعلم يحتاج من طالب العلم الى مداومة معالجة نيته فان النية تتفلت ويأتيها ما يأتيها من امور تصرفها عن صلاحها وقصد الله سبحانه وتعالى بالعمل اورد رحمه الله اولا هذا الاثر عن عائد الله وهو ابو ادريس الخولاني رحمه الله تعالى من ائمة التابعين واجلة اهل العلم هم فقهاء الاسلام انه قال رحمه الله الذي يتبع الاحد الاحاديث ليحدث بها لا يجد ريح الجنة لا يجد ريح الجنة هذا الاثر انا بادريس الخولاني اه فهم منه معنيان فهم منه معنيان المعنى الاول الذي بوب المصنف هنا آآ لاجله هذه الترجمة وصدر به الاثار التي اوردها فيها وهو ان المعنى في الاثر الذي يتبع الاحاديث اي احاديث النبي عليه الصلاة والسلام ليحدث بها الناس اي ليس له مراد الا تحديث الناس ليس ليس له مراد في اصلاح نفسه واقامته على العبادة والطاعة والعمل بالعلم وانما مقصده تحديث الناس وهذا المعنى للاثر فهمه غير واحد منهم الامام ابن ابي شيبة في مصنفه حيث اورده تحت باب الرجل يطلب العلم يريد به الناس ويحدث به يريد به الناس ويحدث به اي ان هذه همته ومراده من اه اتباع الحديث اي طلب الحديث يتبع الحديث اي يطلبه ويتعلمه ليستكثر من الاحاديث والشيوخ ليحدث مراده ان ان يقال عنه المحدث فلان ليحدث به الناس. وهذا من خوارم النية هذا من خوارم النية المعنى الثاني الذي فهم من هذا الاثر فهمه بعض رواته كما جاء في اعتلال القلوب للخرائط ومساوئ الاخلاق ايضا قال بعض رواة يعني النميمة او النمام تعني النمام ويكون المعنى الذي يتبع الاحاديث اي احاديث الناس وليس احاديث النبي عليه الصلاة والسلام يتبع الاحاديث اي احاديث الناس يا يا يبحث عنها يسأل عنها ليحدث بها اي على وجه النميمة والافساد بين الناس لا يجد ريح الجنة و يشهد لهذا المعنى من حيث الجملة ما ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة النمام وفي رواية قتات والقتات هو النمام احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى قال اخبرنا ابو الحسن علي ابن القاسم الحسن الشاهد بالبصرة. قال حدثنا علي ابن اسحاق الماد الرائي قال حدثنا احمد محمد الخليلي قال حدثني سليمان ابن داوود قال حدثنا خالد بن الحارث الهجيمي قال قيل لابن شبرمة حدث تؤجر فانشأ يقول يمن لي الاجر الجزيل وليتني نجوت كفافا لا علي ولا لي ايضا مما يتعلق باثر ابي ادريس الخولاني المعنى الذي ذكره جاء عن غير واحد ومن ذلك ما جعل ابي ذر رضي الله عنه طلبوا منه التحديث فقال هذه الاحاديث التي يبتغى بها وجه الله لا يتعلمها احد لا يريد بها الا عرظ الدنيا فيجد عرف الجنة اي ريحها وهذا المعنى آآ يأتي عن غير واحد من السلف آآ رحمهم الله تعالى ثم اورد هذا الاثر ان ابن شبرمة وعبدالله بن شبرمة الظبي الامام العلامة فقيه العراق انه قيل له حدث تؤجر حدث تؤجر هنا الطلب جاء على وجه صحيح طلب من امام ومحدث ومشتغل بالحديث ومميز له وعلى علم ودراية طلب منه ان يحدث الى حدث تؤجر من منا ورعه رحمه الله انشأ يقول يمنونني الاجر الجزيرة وليتني نجوت كفافا لا علي ولا لي اقول سبحان الله اذا كان اه قال هذه الكلمة هذا الامام الفقيه المحدث لما قال قالوا له حدث تؤجر انشأ هذا البيت يمنونني الاجر الجزيل وليتني يعني اتمنى ان يكون الامر نجاة وكفافا كفاف يفسره ما بعده لا علي ولا لي لا علي اثم ولا لي اي اجر الذي يمنونه به هي ان يسلم فقط ينجو وهذا من ورع السلف وشدة خوفهم رحمه الله اقول اذا كان هذا الامام قال هذه الكلمة عندما قيل له حدث تؤجر والكلمة لها انتشار الان واسع في زماننا مع وسائل الاتصال والرسائل التي يتناقلها الناس كثيرا ما تذيل بعظ الفوائد او حتى بعظ الاحاديث انشر تؤجر انشر تؤجر ثم يتوارد الناس على نشر هذا الذي يا يا يأملون ويتمنون ان ينالوا بذلك اجرا ثم هذا الذي ينشرونه اولا لا يدرون ما هو. ان كان حديثا اه لا يعرفون صحته من ضعفه وان كان حكما فقيا لا يعرفون اه استقامته وان كان نقلا عن امام من ائمة لا لا يعرفون شيئا عن ثبوته بل كثير منهم لو اراد ان يتحقق لا يحسن لانه ليس من اهل هذا الامر ومع ذلك ينشرون اه اشياء لا يدرون ما هي لا لشيء الا لانه قيل لهم انشر تؤجر فقط فاذا كان هذا الامام قيل له حدث تؤجر عن شيء يحسنه فأشفق وقال انشأ هذا البيت يمنونني الاجر الجزيل وليتني نجوتك فافافا لا علي ولا ليا ماذا يقال في اه الحالة الان مع وجود التفريط من جهتين جهة عدم العلم بصحة هذا الذي سينشره هل هو صحيح او غير صحيح ومن جهة التفريط في العمل وخوف التفريط في العمل وهذا الذي كان يشفق منها السلف رحمهم الله مع جدهم في العمل واحسانهم فيه جهادهم لانفسهم لكن هذا حال المحسنين من عباد الله قال الحسن البصري رحمه الله المؤمن جمع بين احسان ومخافة. يحسنون ويشفقون يخافون كما قال الله تعالى والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون وهذه الكلمة نجوت كفافا لا علي ولا لي هذي مأثورة عن كثير من السلف عن كثير من السلف رحمهم الله تعالى اه مع امامتهم وعبادتهم وجدهم في التقرب الى الله ومجاهدتهم للنفس على العمل مع ذلك يقولون هذه الكلمة يكفي في هذا الباب ما ثبت في البخاري في قصة عمر ابن الخطاب لما طعن رضي الله عنه وارضاه اتاه شاب واخذ يثني عليه آآ صحبت رسول الله واستشهدت في سبيل الله واخذ يعدد شيئا من مآثره ومناقبه العظيمة رضي الله عنه وارضاه فقال عمر مخاطبا ذلك الشاب ليتني يا ابن اخي وذلك يعني ذلك الامر كفافا لا علي ولا لي لا علي ولا لي يقول ذلك وهو من هو في العبادة والعمل بل مبشر بالجنة ويقول ذلك رضي الله عنه وارضاه و هذا المعنى من قول عن عدد من السلف هشام الدستوائي الشعبي ابن عون وعدد من الائمة ابن عون اه قال في هذا المقام مقام التحديث ورواية الحديث قال وددت اني خرجت منه يعني العلم كفافا لا علي ولا نيا لا علي ولا لي فهذه كلمة منقولة عن السلف وهي كما قدمت آآ ناشئة من الخوف الذي قام في قلوبهم وهذا الخوف مع احسان في العمل والعبادة والتقرب الى الله عز وجل وهذا المعنى ذكره الله صفة للمؤمنين الكمل في سورة المؤمنون ذكر صفاتهم ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بايات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون فذكر من صفات هؤلاء المؤمنين الكمل انهم يؤتون ما اتوا اي يقدمون ما يقدمون من طاعات وعبادات وانواع القرب وقلوبهم مؤجلة هي خائفة من الخوف قولهم هذا وددت او ليت ليتني نجوت كفافا لا علي ولا ليا بخلاف المفرط المفرط اه يجيء بقليل من العمل ويرى في نفسه انه لا لا احسن منه عملا ولا اه اه احسن منه عبادة وتقربا الى الله سبحانه وتعالى احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله اخبرنا القاضي ابو العلاء الواسطي قال انبأنا محمد بن احمد بن محمد معيد قراءة قال حدثنا محمد بن الشمط قال حدثنا ابو نصر رجاء بن سهل قال حدثنا ابو ابو مسهل ابو مسهل عبد الاعلى بن مسهل. قال بكر اصحاب الحديث على الاوزاعي. قال فالتفت اليهم فقال كم من حريص جامع ليس بمنتفع ولا نافع ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن عبد الاعلى ابو مسهر ان اصحاب الحديث بكروا الى الاوزاعي اي الى مجلسه لسماع الحديث منه وتلقيه عليه فالتفت اليهم رحمه الله فقال كم من حريص جامع جاشع ليس بمنتفع ولا نافع كم من حريص اي على الجمع جمع الاحاديث والاستكثار منها وروايتها وتتبع الشيوخ لكنه آآ اه مع هذا الحرص والدأب والجد والاجتهاد والجمع للاحاديث مع هذا كله فهو جاشع جاشا وجاش فسرها التي بعدها في الشطر الثاني ليس بمنتفع ولا نافع ليست بمنتفع اي هو في نفسه ولا نافع غيره بهذه الاحاديث لماذا؟ لان النفع للاخرين مبني على حسن الانتفاع انتفاع المرء في نفسه بما تعلمه وتلقاه وان يظهر اثر تلقيه عليه في سلوكه وعمله اما اذا اه كان مستكثرا من الاحاديث ولا يرى ولا يرى ذلك هي في سلوكه وعبادته خاصة الصلاة والمواظبة عليها والتبكير لها والعناية بها فاذا كان في نفسه مفرطا زلت موعظته عن القلوب ظعف تلقي الناس وقبولهم لما لما يحدث به او يرويه لهم فالجاشع هو الذي لم ينتفع هو في نفسه مما جمع وايضا لا يتبع ذلك ويترتب عليه الا يكون منه نفع للاخرين احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله اخبرنا علي ابن القاسم قال حدثنا علي ابن اسحاق قال قرأ على المفضل ابن محمد ابن ابراهيم بمكة انا حاضر قال حدثنا ابو يعقوب اسحاق ابن ابراهيم الطبري قال سمعت الفضيل يقول لو طلبت مني الدنانير كان ايسر الي من ان تطلب مني الاحاديث فقلت له لو حدثتني باحاديث فوائد ليست عندي كان احب الي من ان تهب لي عدد عددها دنانير فقال انك مفتون. اما والله لو عملت بما قد سمعت لكان لك في ذلك شغلا عما لم تسمع ثم قال سمعت سليمان بن مهران يقول اذا كان بين يديك طعام تأكله فتأخذ اللقمة فترمي بها خلف ظهرك كلما اخذت اللقمة ترمي بها خلف ظهرك. متى تشبع هذا اثر عظيم جدا في هذا الباب آآ وهو ينطبق على من كانت هذه حاله يعني يستكثر من الاحاديث وروايتها وجمعها ويقصر او تقصر همته عن العمل تقصر همته عن العمل اه من كان كذلك يكون كما وصف الفضيل مفتون يكون مفتونا تكون هذه حاله مفتون بجمع الاحاديث لكن ليست عنده همة العمل بها في في هذا الاثر ان ابو يعقوب اسحاق ابن ابراهيم الطبري طلب من الامام الفضيل ابن عياض وهو من ائمة السلف ومن علماء التابعين طلب منه ان يحدثه ببعض الاحاديث ومما ذكر في في شأن الفضيل في بعض طرق هذا الاثر في بعض المصادر انه كان يثقل عليه الحديث جدا يثقل عليه الحديث جدا لهذا المعنى ان ان البعض يعني يستكثر من الاحاديث تقصر همته عن العمل بها فيكون بذلك مستكثرا من حجج الله سبحانه وتعالى عليه فقال قال له الفضيل لو طلبت مني الدنانير كان ايسر لي من ان تطلب مني الاحاديث ايسر الي من ان تطلب مني الاحاديث لهذا المعنى الذي اشرت اليه. فقلت له لو حدثتني باحاديث فوائدا ليست عندي كان احب الي من ان تهب لي عددها دنانير فقال له الفضيل انك مفتون انك مفتون اه منبها الى الغاية من الاحاديث وطلبها وانه ليس الغاية ان يستكثر الانسان من الاحاديث والفوائد الاشياء التي ليست عنده وجمعت كذا واريد كذا ليس هذا المقصد. المقصد ان يا يعمل بهذه الاحاديث ويكون من اهلها ولا يكون من اهلها الا بالعمل بها لان مقصود هذه الاحاديث العمل ليس الاستكثار منها فقال انك مفتون. اما والله لو عملت بما قد سمعت لكان لك في ذلك شغلا عما لم تسمع اذا كان لك في ذلك شغلا عما لم تسمع ثم قال سمعت سليمان ابن مهران يقول وهذا مثل عجيب جدا يوضح هذا الامر اذا كان بين يديك طعام تأكله فتأخذ اللقمة فترمي بها خلف ظهرك كلما اخذت اللقمة ترمي بها خلف ظهرك متى تشفع لا يمكن ان يحصل لك والحالة هذه شبع اذا كان من امامه الطعام يأخذ اللقمة ويرمي بها وراء ظهره ويرمي بها وراء ظهره وهكذا لا يمكن ان يشبع وهكذا الذي يكون نهم في جمع الاحاديث ولا يعمل بها ولا يعملن بها هذه حاله مثلا مثل الشخص الذي يرمي اللقمة وراء ظهره. وانه لا يشبع كذلك الذي يأخذ الاحاديث و لا تكون امامه نبراسا وقائدا الى الخير يأتسي بها ويعمل وانما يا يجمع واذا جمع اتجه الى جمع جديد واخر وهكذا يستكثر من الجمع ومع التفريط في في العمل احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله اخبرنا علي بن القاسم قال اخبرنا علي بن اسحاق الماد الرائي قال حدثنا جعفر بن محمد الصايغ قال اخبرنا عبيد عبيد الله بن عمر القواريري قال رأيت رضيعا لسفيان بن عيينة قد جاء الى فضيل فقال له اما يكفي ما في منزلكم من الشر حتى تجيء الى ها هنا؟ يعني الحديث ثم اورد هذا الاثر ان جعفر بن محمد الصاغ اتى عبيد الله بن عمر القوارير اي اتاه اللي يطلب الحديث على يديه نعم يقول جعفر نعم يقول جعفر محمد الصائغ عفوا جا معاه جعفر محمد الصايغ يقول جعفر محمد الصايق حدثنا عبيد الله ابن عمرو القواريري قال رأيت رضيعا لسفيان ابن عيينة قد جاء الى فضيل اي ابن عياض. هذا هذا الرضيع الذي لسفيان هو في بيته يسمع منه ويتلقى عنه يسمع الاحاديث فجاء الى الفضيل مثل مجيء الاول يستكثر من الفوائد الاول قال لو حدثتني باحاديث فوائد ليست عندي وايد ليست عندي فجاء هذا ليستكثر من احاديث وفوائد ليست عنده فقال اما يكفيك ما في منزلكم اما يكفيك ما في منزلكم؟ يعني الذي سمعته من سفيان يكفيك لو عملت به لكن اذا كان المرء حاله مع هذه الاحاديث انه فقط يستكثر من روايتها وجمعها ولا يعمل فهذا شر وهذا هو المراد اما المراد بقول اما يكفيك ما في منزلكم من الشر حتى تجيء ها هنا يعني الحديث يقصد بقوله آآ هذا يعني ما في منزلكم من الشر اي على هذه الحال ان يكون الانسان يستكثر ويجمع الاحاديث ولا يعمل بها اما من اكرمه الله بصلاح النية وحسن العمل وجمع الاحاديث كما هو شأن الائمة الاكابر قواة الحديث وحفاظه وهمة الاسلام ومن جمعوا دواوين السنة من الائمة الاجلاء فهؤلاء آآ كتبهم كتب خير وما جمعوه كله خير ونفع للامة وليس فيه شر. الشر ياتي من من جهة العامل نفسه السامع للاحاديث فاذا كان يسمع ولا همة له في العمل بها فهذا شر شر على الشخص اما الاحاديث فخير كلها احاديث خير كلها فمراد الفضيل هو هذا. مراد الفضيل رحمه الله هو هذا ان ان الاستكثار من الاحاديث ولا همة المرء للعمل بها فهذا شر احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله واخبرنا علي قال حدثنا علي قال حدثنا جعفر الصاغ. قال حدثنا خالد بن قال قال لي الفضيل تأتي سفيان؟ قلت نعم. قال نعم الرجل لولا انه صاحب حديث قال الفضيل ابن عياض رحمه الله تعالى اه لما ذكر له خالد بن خداش انه يأتي سفيان قال نعم الرجل لولا انه صاحب حديث لولا انه صاحب حديث ايضا المراد هنا المراد هنا هو ما سبق بيانه ينبه من يأتي هؤلاء الائمة ان ينتبه لمقصد الحديث والغرض منه فصاحب الحديث يروي ومن اتاه يطلب الحديث علمه الاحاديث لكن من يأتون لتلقي الاحاديث تتفاوت نياتهم ومقاصدهم واغراظهم من طلب من طلب الحديث وللنية في هذا الباب خوارم كثيرة جدا فكلام الائمة في مثل آآ بمثل هذا كله تنبيه على هذا الامر وتأكيد عليه احسن الله اليك قال اخبرنا ابو طالب قال قال اخبرنا ابو طالب محمد بن الفتح الحربي قال انبأنا عمر بن احمد الواعظ قال اخبرنا ابو حبيب العباس ابن احمد البرتي قال حدثنا سوار ابن عبد الله قال سمعت ابن عيينة يقول لو قيل لي لما طلبت الحديث ما دريت ما اقول قال ابن عيينة سفيان رحمه الله لو قيل لي لما طلبت الحديث ما دريت ما اقول لما طلبت الحديث؟ اي ما نيتك في طلبه لو قيل لم طلبت الحديث ما دريت ما اقول يأتي مثل هذا عن ائمة السلف رحمهم الله تعالى اه هضما للنفس واستصغارا لها مع ما اوتوا فيما نحسب والله اعلم من صلاح النية وحسن القصد مجاهدة النفس و اثر ذلك ظاهر فيما كتب الله سبحانه وتعالى لروايتهم من القبول والانتشار في الامة والذكر الحسن في الامة الى زماننا هذا وهذا لسان الصدق الذي جعله الله سبحانه وتعالى لهؤلاء الاخيار في الاخرين فالحاصل انه يقول ذلك هظما لنفسه ولا يزكي نفسه كما قال الله تعالى ولا ولا تزكوا فلا تزكوا انفسكم هو اعلم من اتقى لا يزكي المرء نفسه ونيته قال لو قيل لي لم لم طلبت الحديث؟ ما دريت ما ما اقول يعني لا لا يمكن ان يقول انا مخلص ونيتي خالصة وليس في نيتي كذا ولا كذا لا يمكن ان ان ان يجزم لكنه يا يجاهد نفسه على على الاخلاص ويعالجها باستمرار لان النية تتفلت ولهذا جاء في الاثر عنه او عن آآ الثوري سفيان الثوري انه قال ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي لانها تتفلت لانها تتفلت احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرني ابو محمد عبد الله ابن يحيى ابن عبد ابن عبد الجبار السكري قال انبأنا محمد ابن عبد الله بن ابراهيم الشافعي قال قال اخبرنا جعفر بن محمد بن ابن الازهر قال انبأنا الغلابي. قال سأل رجل رجل ابن عيينة عن اسناد حديث قال ما تصنع باسناده اما انت فقد بلغتك حكمته ولزمتك موعظته ثم اورد هذا الاثر ان رجلا سأل ابن عيينة عن اسناد حديث عن اسناد حديث ولعل ابن عيينة شعر ان همته متجهة للاستكثار من الرواة والاسانيد علو الاسناد وما الى ذلك فقال ما تصنع باسناده؟ اما انت فقد بلغتك حكمته ولزمتك موعظته بلغتك حكمته ولزمتك موعظة اي آآ ثبت الحديث ثبت الحديث فبقي عملك به لان الحكمة التي في الحديث بلغتك والموعظة التي فيه لزمتك تحتاج الى ان تجاهد نفسك على العمل به لان لان قد قد يكون في بمن يطلب الحديث من يفرط في العمل ومع التفريط في العمل يطلب علو الاسناد ويطلب مزيد شيوخ له في الحديث ويستكثر من الرواة ويجمع للحديث الواحد اكثر من شيخ ويكون مفرطا في العمل. اقول قد يكون في في من يطلب الحديث من يكون كذلك فيقال لمن كان كذلك قد بلغتك حكمته ولزمتك موعظة اي فاعمل و اه جاهد نفسك على العمل الذي هو مقصود الاحاديث. مقصود الاحاديث هو مجاهدة النفس على العمل بها احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرني عبد العزيز بن علي الازجي قال اخبرنا عمر بن محمد بن ابراهيم البجلي البجلي قال اخبرنا احمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي قال اخبرنا ابو زيد عمر ابن شبة قال حدثني خلاد ابن يزيد من ارقط وكان ابو زيد اذا ذكر خلادا وصف جلالته ونبله وقال كان من الجبال الرواسي نبلا قال اتيت سفيان بن عيينة فقال انما ياتي بك الجهل لا ابتغاء لا قال انما يأتي بك الجهل لا ابتغاء العلم لو اقتصر جيرانك على علمك كفاهم ثم كوم كومة من بطحاء ثم شقها باصبعه ثم قال هذا العلم اخذت قال هذا العلم اخذت نصفه ثم جئت تبتغي النصف الباقي. فلو قيل ارأيت ما اخذته؟ هل استعملته؟ فاذا صدقت قلت لا فيقال لك ما حاجتك الى ما تزيد به نفسك وكرا على وكر استعمل ما اخذت اولا يؤجل الكلام على هذا للقائنا القادم نكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين