بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. قال الامام ابو بكر البغدادي رحمه الله تعالى في كتابه قضاء العلم العمل في باب كراهية طلب الحديث للمفاخرة وعقد المجالس واتخاذ الاتباع والاصحاب بروايته قال اخبرني عبد العزيز بن علي العزجي قال اخبرنا عمر بن محمد بن ابراهيم البجلي قال حدثنا احمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي قال حدثنا ابو زيد عمر ابن شبة قال حدثني خلاد ابن يزيد الارقط وكان ابو زيد اذا ذكر خلادا وصف جلالته ونبله وقال كان من من الجبال الرواسي نبلا قال اتيت سفيان ابن عيينة فقال انما يأتي بك الجهل لا ابتغاء العلم. لو اقتصر جيرانك على علمك كفاهم ثم كوم كومة من بطحاء ثم شقها باصبعه ثم قال هذا العلم اخذت نصفه ثم جئت تبتغي النصف الباقي فلو قيل ارأيت ما اخذت؟ هل استعملته فاذا صدقت قلت لا. فيقال لك ما حاجتك الى ما تزيد به نفسك وترا على وتر؟ استعمل ما اخذت اولا الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا الاثر فيه وصية عظيمة من الامام سفيان ابن عوينة رحمه الله وهو من ائمة اهل العلم واجلة ائمة السلف رحمه الله و هذا الاثر فيه التأكيد على ما ترجم المصنف له رحمه الله تعالى من ان مقصود العلم العمل ليس مقصود العلم التكثر به والمباهاة والمفاخرة نحو ذلك وانما مقصود العلم العمل ولهذا كان السلف رحمهم الله اذا رأوا في شخص همة متجهة الجمع جمع الاحاديث والاستكثار منه مع التفريط في العمل او صوم بمثل هذه الوصية وعنه في ذلك نقول كثيرة جدا لان مقصود العلم العمل ولهذا لما اتى هذا الرجل الذي هو اه خلاد ابن يزيد الارقط لما جاء الى سفيان رحمه الله يطلب الحديث قال له سفيان انما ياتي بك الجهل لا ابتغاء العلم انما يأتي بك الجهل لابتغاء العلم قال ذلك له رحمه الله تنبيها على آآ الاهتمام العمل الذي هو مقصود العلم وان طالب الحديث كلما تزود من الاحاديث حظا ونصيبا جاهد نفسه على العمل به والا اصبح يكثر بمجرد جمعه للاحاديث من حجج الله سبحانه وتعالى عليه فقال انما يأتي بك الجهل لابتغاء العلم هذا يقال في حق المفرط الذي يستكثر من الاحاديث ثم لا يزال يطلب الاحاديث وهو لم يعمل بما اه بما عمل او بما علمه من احاديث كانت وفاة خلاد هذا في عام مئتين وعشرين ووفاة سفيان عن مئة وتسعين بين وفاتيهما ثلاثين سنة ووصف هنا في في هذا الاثر باعني خلاد بالجلالة والنبل وانه من الجبال الرواسي نبلا فقد يكون آآ قال له ذلك سفيان في مرحلة مبكرة من طلبه للحديث قال انما يأتي بك الجهل لا ابتراء للعلم واذا سمع آآ طالب العلم مثل هذه النصائح تستقيم حاله وتصلح فربما ان ان حاله ارتقت الى ما وصف به من انه ذا جلالة ونبل ومن الجبال الرواسي ونحو ذلك مما ذكر في وصفه قال له لو اقتصرت اه لو اقتصر جيرانك على علمك كفاهم لو اقتصر جيرانك على علمك كفاهم اي ما حصلته من الاحاديث كافية لنفع نفسك ونفع جيرانك ثم ظرب هذا المثل العجيب كوم سفيان رضي الله عنه كومة من تراب من بطحاء ثم شقها باصبعه نصفين قسم هذه الكومة من التراب الى نصفين ثم قال هذا العلم اخذت نصفه ثم جئت تبتغي النصف الباقي ثم جئت تبتغي النصف الباقي لو قيل لك ارأيت ما اخذت؟ هل استعملته هل عملت به هل طبقته في حياتك فاذا صدقت مع نفسك ستقول لا لم اعمل به. بل هناك اشياء سمعتها ولا زلت مفرطا في العمل بها فيقال لك ما حاجتك الى ما تزيد به نفسك وترا على وتر استعمل ما اخذت اولا وهذي نصيحة بليغة جدا ان طالب الحديث ينبغي ان يمرن نفسه ويعودها على العمل ان كان الحديث الذي سمع في فريضة من فرائض الدين وواجب من واجباته فهذا العمل به لازم ومتأكد ويأثم المرء في تركه وان كان الحديث الذي سمعه في السنن والرغائف فالعمل بها ليس بواجب لكنه ينبغي ان يجعل له حظا من اه من اه العمل بها والا يزهد فيما فيما يسمعه او يقرأه في الاحاديث التي فيها سنن ورغائب بل يجاهد نفسه على يجاهد نفسه على العمل بها وان يستكثر نصيبا وحظا منها آآ ولهذا قال بعض السلف في مثل هذا المعنى او في مثل هذا الامر الذي هو السنن قال اذا سمعت بالحديث فاعمل به ولو مرة تكن من اهله اما ان يكون فقط يجمع الاحاديث ومعرض تماما عن العمل بها فهذا ليس المسلك القويم الذي ينبغي عليه ان يكون عليه ان يكون عليه طالب الحديث حقا وصدقا احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرني علي ابن ابي علي المعدل قال حدثنا احمد بن يوسف الازرق ابن يعقوب ابن اسحاق البهلول التانوخي قال اخبرنا ابي قال حدثنا ابو بكر احمد بن منصور الرمادي قال حدثني نعيم يعني ابن حماد قال ابن عيينة او سأله انسان من العالم؟ قال الذي يعطي كل حديث حقه هذا اثر اخر ايضا عن سفيان ابن عيينة رحمه الله سئل سأله نعيم بن حماد او سأله انسان من العالم ايمان الشخص الذي يوصف العالم حقا قال الذي يعطي كل حديث حقه الذي يعطي كل حديث حقه وهذا الذي ذكر سفيان رحمه الله يعد ميزانا دقيقا في الباب لان احق الحديث الذي ورد الحديث لاجله هو العمل هذا هو حق الحديث الذي ورد الحديث لاجله هو العمل ان يعمل به لم لم يرد الحديث ليستكثر منها الناس ويقال فلان احفظ من فلان وفلان اكثر رواية من فلان وفلان اجمع للاحاديث من فلان لم تأتي الاحاديث لهذا غرض وانما جاءت للعمل ليعمل اه بها فالعالم هو الذي يعطي يعطي كل حديث حقه يعطي كل حديث حقه وحق الحديث هو العمل به العمل به والاقبال عليه اتباعا اهتداء بهدي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام الحاصل ان هذه كلمة عظيمة جدا في الباب وفي وصف العالم حقا وانه الذي يعطي كل حديث حقه اه عملا بالحديث واتباعا لهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو القاسم الحسن ابن الحسن ابن علي ابن المنذر القاضي قال اخبرنا اسماعيل ابن محمدا الصفار قال حدثنا محمد بن اسحاق بن محمد بن اسحاق ابو بكر قال انبأنا عبيد الله بن موسى قال قال سفيان الثوري وددت اني لم اطلب الحديث وان يدي قطعت من ها هنا بل من ها هنا واشار الى الكف ثم اشار الى المنكب قال لا بل من ها هنا ثم اورد هذا الاثر ان الامام سفيان الثوري اه رحمه الله تعالى آآ فيما يتعلق بطلب الحديث والاستكثار منه والجمع الامام سفيان الثوري من الائمة الكبار الاجلة جمعا للحديث وعناية به ورواية له وظبطا له ومحبة لجمعه فيقول رحمه الله يقول رحمه الله وددت اني لم اطلب الحديث وددت اني لم اطلب الحديث هذا هذا المأثور عنه آآ رضي الله عنه ورحمه آآ ينبغي ان يفهم على وجهه لان طلب الحديث ومن اعظم الاعمال واجل القرب حتى جاء عنه سفيان رحمه الله الثوري انه قال ما اعلم افظل من الحديث اذا صحت النية فيه فقوله وددت اني لم اطلب الحديث اه لا يقصد التزهيد في الحديث وطلب الحديث هذا من اعظم القرب واجلها ولكن آآ ادركته شفقة وخوف على نفسه رحمه الله من كثرة الاحاديث التي رواها و جمعها وحصلها ويخشى ان يكون قد فرط في شيء من هذه الاحاديث عملا بها الانسان مهما جاهد نفسه لا يخلو من قصور وتقصير فادركه خوف وهذا الخوف الذي يدرك السلف رحمهم الله هو ناشئ عن اه جمعهم بين آآ احسان في العمل ومخافة مثل ما وصفهم الحسن البصري بذلك قال ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة فهم يحسنون العمل ويجاهدون انفسهم على ذلك لكن مع هذا الاحسان اه يشهد رؤية التقصير لا يشهد اه رؤية التكميل للعمل بل يشهد رؤية التقصير في العمل فيدركه الخوف بناء على ذلك قال سفيان الثوري رحمه الله وددت اني لم اطلب الحديث وان يدي قطعت من ها هنا لا بل منها هنا واشار الى كتفه ثم اشار الى المنكب قال لا بل من من ها هنا اي من المنكب هذا كله من الخوف الذي آآ آآ يعني حصل له اه خشية التقصير خشية التقصير وهذا انما ينشأ مثل هذا الخوف العظيم مع الاحسان في العمل فهذا شأن السلف يحسنون ويخافون احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرني ابو بكر احمد ابن علي ابن عبد الله الطبري قال انبأنا محمد بن بكران البزاز قال حدثنا ابو عبد الله ابن مخلد العطار قال انبأنا محمد ابن عمر ابن الحكم قال انبأنا اسحاق ابن ابراهيم قال انبانا حجاج بن محمد قال قال سفيان الثوري رضي الناس بالحديث وتركوا العمل هذا ايضا اثر عن الامام سفيان الثوري آآ رحمه الله تعالى اه في بيان حال بعض المشتغلين في الحديث من حيث اقبالهم على الحديث جمعا له فقط واستكثارا من الرواية والشيوخ وعلو الاسانيد ونحو ذلك مع تفريطهم في العمل به مع تفريطهم في العمل به وهذا الطلب للحديث على هذه الصفة يعد فتنة مثل ما قال عبد الرحمن المهدي فتنة الحديث اشد من فتنة المال والولد فهذه فتنة يفتن بالجمع والتحسين والاستكثار وعندي كذا الى اخره ويكون مفرطا في العمل فمن كانت هذه حالهم يصفهم سفيان الثوري آآ رحمه الله بقوله رضي الناس بالحديث وتركوا العمل تركوا العمل الذي هو مقصود الحديث الذي هو كما تقدم في اثر سفيان حق الحديث فرضوا اه رضي الناس بالحديث اي اقتصارا على جمع الاحاديث والاستكثار منها رواية لها دون عناية بالعمل بها. نظير هذا الاثر تماما آآ اعني قول سفيان هذا في المشتغلين بالحديث حفظا وجمعا مع التفريط في العمل نظير هذا تماما قول الامام الحسن البصري في اه المشتغلين بالقرآن والقراء يقول يقول الحسن البصري في هؤلاء يقول انزل القرآن ليعمل به. فاتخذ الناس قراءته عملا اتخذ الناس قراءته وعمله هذا نظير قول آآ سفيان رضي الناس بالحديث يعني القراءة فقط والاستكثار منه مع ترك العمل مع ان القرآن والحديث كلاهما انما انزلا للعمل ليعمل الناس بهما فمن كان حظه من القرآن مجرد الحفظ لحروفه مع التفريط في العمل انطبق عليه قول الحسن ومن كان ايضا حظه من الحديث الرواية والاستكثار من الاحاديث مع التفريط في العمل انطبق عليه قول الامام سفيان الثوري فهما اثران في معنى واحد وفي باب واحد احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى انباءنا محمد بن عبدالله بن ابانا الهيتي قال حدثنا احمد بن سلمان النجاد قال محمد بن عبدوس قال حدثنا احمد بن عبد الصمد قال سمعت شعيب بن حرب قال سمعت سفيان وارسل اليه فقال حتى تعملوا بما تعلمون ثم تأتوني فاحدثكم قال وسمعت سفيان يقول يدنسون ثيابهم ثم يقولون تعالوا اغسلوها ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن اه سفيان عن سفيان رحمه الله تعالى اه وهو في معنى الذي الذي قبله الذي قبله قال رضي الناس بالحديث وتركوا العمل فهنا في تأكيد على المعنى السابق يقول اه رحمه الله تعالى اه لما ارسل اليه يطلبون ان يحدثهم باحاديث وفوائد ليست عندهم؟ قال حتى تعملوا بما تعلمون ثم تأتوني فاحدثكم وهذه الطريقة فيها تربية للطلاب فيها تربية عظيمة للطلاب وتنشئة لهم على مجاهدة النفس على العمل بما تعلموه. ولهذا طالب العلم طالب الحديث ينبغي ان يصحب مع تعليمه للاحاديث ووصيته وحثه على المجاهدة للنفس على العمل به مثل ما فعل رحمه الله تعالى قال حتى تعملوا بما تعلمون ثم تأتوني فاحدثكم ثم تأتوني فاحدثكم قال وسمعت سفيان يقول يدنسون ثيابهم ثم يقولون تعالوا اغسلوها يدنسون ثيابهم تدنيس الثياب هو الوقوع في المعصية لان الاصل في المسلم اه كما قال الله وثيابك فطهر آآ اي طهر نفسك واربى بها ان المعاصي والتلوث بها والتدنس بها وتدسية النفس بالمعاصي فهذا مقام عظيم يحتاج الى يحتاج الى ان يعتني به طالب العلم ويكون في هذا الاثر نبه على امرين عظيمين شريفين في هذا الباب الاول اه الاول هو العناية بالعمل بالاحاديث تباعا واهتدام لهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام والثاني اه عدم اه تدسية النفس وتدنيسها بالذنوب وهدان الامران اللذان جمعا بهما آآ جمعا بينهما في هذا الاثر اه يصح وصفهما بالتخلية والتحلية تخلية من ان يدنس نفسه بالاثام والذنوب والتهنئة بالعمل الاحاديث والاهتداء بهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام احسن الله اليكم وقال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال حدثنا ابو العباس محمد بن يعقوب الاصم قال حدثني عبد الله ابن احمد ابن حنبل قال حدثنا عبيد لا عبيد الله ابن عمر القواريري قال قال يحيى ابن سعيد ما جاء على سفيان شيئا في الاخرة الا حبه للحديث ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر ان الامام الجليل يحيى ابن سعيد القطان رحمه الله تعالى قال ما اخشى على سفيان شيئا في الاخرة الا حبه للحديث الا حبه للحديث فحب الحديث هذا لا يخشى منه حب الحديث لا لا يخشى منه اذا كان مصحوبا بالعمل بل ان هذا الحب للحديث هو النجاة نجاة العبد انما تكون بحبه للحديث علما وعملا علما وعملا فحب الحديث لا يخشى على الانسان آآ منها اطلاقا ولهذا قال الامام مالك السنة سفينة نوح مرة كذا من ركبها نجا ومن تركها هلك فالنجاة انما تكون باتباع الحديث العمل اه به فقول يحيى بن سعيد القطان هذا لعله يفسر ما جاء في سياق هذا الاثر في بعظ مصادره ان يحيى قال كان الثوري غلبت عليه شهوة الحديث غلبت عليه شهوة الحديث شهوة الحديث الاستكثار من روايته وجمعه وتتبع طرقه وما الى ذلك فمن هذا الباب خشي وتقدم معنا خوف سفيان نفسه اه على نفسه عندما قال وددت اني لم اطلب الحديث وان يدي قطعت من ها هنا. كله مراعاة لهذا الملحظ. هذا يقولونه مع امامتهم وفضلهم ولهذا علق الذهبي رحمه الله علق على هذا الاثر تيسير الام النبلاء قال حب ذات الحديث والعمل به لله مطلوب مطلوب من زاد المعاد وحب روايته وعواليه والتكثر بمعرفته مذموم مخوف فهو الذي خاف منه سفيان والقطان ويحيى بن سعيد واهل المراقبة فان كثيرا من ذلك هو بال على المحدث ان كثيرا من ذلك وبال على المحدث وهذا الذي ذكر الذهبي رحمه الله تعالى يحمل عليه قول القطان هنا ما اخشى على سفيان شيئا في الاخرة الا حب الحديث وايضا يحمل عليه قول آآ الثوري نفسه رحمه الله الذي تقدم وددت اني لم اطلب الحديث ان يدي قطعت من ها هنا احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا محمد بن احمد بن ابن رزق قال انبأنا اسماعيل ابن علي الخطبي وابو علي بن الصواف واحمد بن جعفر بن حمدان قالوا انبأنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال حدثني ابي قال حدثنا ابو قطن قال سمعت ابن عون قال وددت اني خرجت منه كفافا. يعني من العلم. قال ابو قطن قال شعبة ما انا مقيم على شيء اخاف ان داخلني النار غيره يعني الحديث ثم اورد هذا الاثر رحمه الله تعالى عن ابن عون عن ابن عون ان انه قال وددت اني خرجت منه كفافا. يعني العلم وددت اني خرجت منه كفافا وهذه الكلمة تقدم معنا انها جاءت عنا غير واحد من ائمة السلف اه رحمهم الله اه منهم هشام الدستوائي والشعبي وبن عون وايضا تقدم قول عمر بن الخطاب لها وهو في اه السياق او في اللحظات الاخيرة من من حياته يا ليتني يا ابن اخي وذاك وذلك كفافا لا علي ولا لي فهذه اتت عن غير واحد من السلف رحمه الله رحمهم الله وهذا مبني على خوف قام في قلوبهم مع احسان في العمل. مع احسان في العمل واحسانا في التقرب الى الله سبحانه خشية ان يكونوا قصروا في حق العلم الذي هو العمل به قال ابو قطن قال شعبة اي ابن الحجاج ما انا مقيم على شيء اخاف ان يدخلني النار غيره يعني الحديث يعني الحديث اه هذا فيه خوف اهل الحديث رحمهم الله على انفسهم من الاحاديث الكثيرة التي جمعوها وحصلوها واكثر من جمعها والعناية بها خشية ان يكونوا فرطوا فيها فرطوا في العمل فيها سبحان الله يقولون ذلك مع انهم اهل مجاهدة عظيمة لانفسهم بالعمل لكن هذا مثل ما قدمت غير مرة يقول الحسن المؤمن جمع بين احسان ومخافة فيحسنون ويخافون بخلاف المفرط فانه يسيء ولا يخاف فهؤلاء الائمة يعني خوفهم من من النار مبني على ذلك. فيقول ما انا مقيم على شيء اخاف ان يدخلني النار غيره يعني الحديث الاشتغال به تعلما وتعليما ورواية الى اخره فيخشى على نفسه مع انه رحمه الله كان من العباد وفي ترجمته ذكروا من عبادته شيئا عجبا رحمه الله قال ابو بحر البكراوي ما رأيت اعبد لله من شعبة وقال يحيى ابن سعيد ما رأيت اشكر لله من شعبة ولنقل عن ائمة السلف في وصف عبادة شعبة عظيمة جدا يقرأها المتأمل فيجد سيرة عالم عابد متقي لله شكور مقبل على عبادة الله كثير الصلاة والعبادة ثم يقول ما انا مقيم على شيء اخاف ان يدخلني النار غيره يعني الحديث فهذا الخوف الذي هو من ورع السلف وحسن حالهم مع الله سبحانه وتعالى اه احسنوا في العبادة ومع هذا الاحسان في العبادة آآ كانوا يخافون. فماذا يقول المفرط احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو اسحاق ابراهيم ابن عمر ابن احمد البرمكي قال انبأنا محمد بن عبدالله بن خلف بن بخيت الدقاق قال حدثنا عمر بن محمد الجوهري قال حدثنا ابو بكر الاثرم قال وسمعت ابا عبدالله احمد بن حنبل رحمه الله ذكر قول شعبة ما اخاف ان يدخلني النار غيره. يعني الحديث فقال تعلم انه كان صادقا في العمل او نحو هذا تقدم معنا في الاسناد المتقدم ان ان آآ ان اه انه من رواية الامام احمد برواية الامام احمد رواه الامام احمد عن ابي قطن انه انه قال آآ آآ قال شعبة ما انا مقيم على شيء اخاف ان يدخلني النار غيره يعني الحديث فقال ذلك الامام احمد رحمه الله تعالى اه توضيحا لقول شعبة حتى يفهم على بابه ووجهه الصحيح قال الامام احمد اه تعلم انه كان صادقا في العمل او نحو هذا اه هذا الاثر اورده ابو بكر الاثرم في سؤالاته الامام احمد ولفظه اوظح من الذي عندنا هنا ولعل اللفظ الذي عندنا هنا دخله شيء من اه التصحيح فالامام احمد يقول كما في سؤالات الاثرم نعلم نعلم وليس تعلم نعلم انه صافي العمل نعلم انه صافي العمل آآ هذا توضيح من الامام احمد هذا توضيح من الامام احمد ان الامام شعبة وهذا ذكر كما قدمت كثيرا في ترجمتي ان الرجل صاحب عبادة واقبال على الله وهو كما وصفه الامام احمد صافي العمل عنده حسن اقبال وعبادة لله سبحانه وتعالى لا يرى في في في عمله التفريط والتقصير والتهاون بل هو صافي العمل بهذا وصفه الامام احمد. اذا ماذا يكون هذا الخوف ماذا يكون هذا الخوف؟ ما اخاف ان يدخلني النار غيره يعني الحديث يكون هذا الخوف من باب الورع من باب الورع على حد قول الحسن اه جمع جمعوا بين احسان ومخافة فهذا وجه كلام آآ شعبة آآ ابن الحجاج الامام الجليل من ائمة السلف النبلاء اه واجلة اهل العلم الفضلاء رحمه الله تعالى ورحم ائمة السلف اجمعين وجزاهم عنا خيرا والحقنا اجمعين بالصالحين من عباده وهدانا اليه صراطا مستقيما واصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين