بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا انك تجعل الحزن اذا كيتة سهلة اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. قال الامام الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في كتابه اقتضاء العلم العمل باب في ان الاعمال هي الزاد والذخيرة النافعة يوم الميعاد قال اخبرنا علي بن محمد بن عبدالله المعدل قال ان بان الحسين بن صفوان البرذعي قال حدثنا عبد الله بن محمد بن ابي الدنيا قال حدثني محمد بن الحسين قال حدثنا داوود ابن المحبر عن صالح المري عن الحسن قال يتوسد المؤمن ما قدم من عمله في قبره ان خيرا فخير وان شرا فشر فاغتنموا المبادرة رحمكم الله في المهلة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف الامام الخطيب البغدادي رحمه الله في كتابه اقتضاء العلم العمل قال باب في ان الاعمال هي الزاد والذخيرة النافعة يوم المعاد الاعمال اي الصالحة التي يتقرب بها العبد الى الله سبحانه وتعالى ويحرص على الاستكثار منها في هذه الحياة الدنيا فانها خير زاد ليوم المعاد وهي الذخيرة ذخر لصاحبها و رفعة عند الله جل وعلا اورد رحمه الله هذا الاثر عن الحسن البصري رحمه الله قال يتوسد كالمؤمن ما قدم من عمله في قبره ان خيرا فخير وان شرا فشر فاغتنموا المبادرة رحمكم الله في المهلة اي في هذه الحياة الدنيا ما دام المرء في دار المهلة في دار الامهال ليعمل ويقدم ما يسره ان يلقى الله سبحانه وتعالى به وما يقدمه المرء في هذه الحياة الدنيا يتوسده في قبره ان يكونوا وسادة ومهادا له في قبره ولهذا ينبغي على المسلم ان يحرص على اطابة هذه الوسادة التي في القبر قد قال الله عز وجل ومن عمل صالحا فلانفسهم يمهدون اي يسوون المضاجع التي هي القبور وتسويتها هو بالعمل الصالح وحسن التقرب الى الله جل وعلا وقول الحسن هنا يتوسد المؤمن ما قدم من عمل في قبره ان خيرا فخير وان شرا فشر اي الذي يتوسده في القبر هو العمل صالحا او غير ذلك ولهذا ينبغي على الناصح لنفسه ان يصلح عمله قبل ان يدرج في قبره من لطيف ما يروى في في هذا الباب مجاعا بعظ السلف رحمهم الله تعالى انه اراد ان يعظ نفسه ويذكرها بما يجعلها تستعد للعمل لقاء الله سبحانه وتعالى وابراهيم التيمي يقول مثلت نفسي في الجنة اكل ثمارها واشرب من انهارها واعانق ابكارها ثم مثلت نفسي في النار اكل من زقومها واشرب من صديدها واعالج سلاسلها واغلالها فقلت لنفسي اي نفس اي شيء تريدين قالت اريد ان اردل الدنيا فاعمل صالحا قال قلت فانت في الامنية فاعملي اذا ذكر الانسان نفسه وتصور انه ادرج في القبر على عمله الذي هو عليه الان وتصور انه ادرج في قبره على هذا العمل ثم سأل نفسه اي شيء تتمنين لوجد ان نفسه تتمنى لو رجع الى الدنيا ليصلح من عمله الذي سيتوسده في قبره فهو الان في الامنية عليه ان يصلح عمله كما قال الحسن رحمه الله ما دام في دار المهلة احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو بكر محمد بن عمر بن جعفر الخراقي قال انبأنا ابو بكر احمد بن جعفر بن محمد بن سلمان قال حدثنا احمد بن علي الابار قال حدثنا يحيى بن ايوب قال حدثنا عمار ابن محمد ابو اليقظان عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى ولا تنسى نصيبك من الدنيا. قال عمرك ان تعمل فيه لاخرتك ثم اورد رحمه الله هذا الاثر عن مجاهد اه رحمه الله تعالى في قوله تعالى ولا تنسى نصيبك من الدنيا ولا تنسى نصيبك من الدنيا لا تنسى نصيبك من الدنيا اي حظك منها دون ان تفرط فيما خلقت لاجله واوجدت لتحقيقه وهو عبادة الله وطاعته جل وعلا ولهذا اشتغال المرء بمصالح دنيا لا حرج في ذلك ولا مأثم ما دام انه لا يطغى على عمل الاخرة لا يطغى على عمل الاخرة لا حرج في ذلك اما اذا طغى على عمل الاخرة فهذا الذي يكون به الاثم ولهذا جاء في الدعاء اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا اما الهم الذي لا يطغى الهم في امور الدنيا الذي لا يطغى على اه الاخرة هذا لا حرج فيه وهو من المعاني المستفادة من قوله ولا تنسى نصيبك من الدنيا ومجاهد اه رحمه الله تعالى فسر الاية بقوله ولا تنسى نصيبك من الدنيا قال عمرك ان ان تعمل فيه لاخرتك نصيبك من الدنيا الذي هو العمر لا لا تضيعه ولا تفرط في هذا العمر ان نستعمله في عمل الاخرة وما يقربك الى الله احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو القاسم عبدالرحمن بن احمد بن ابراهيم الغزويني قال انبأنا علي بن ابراهيم مثل قطان قال حدثنا ابو حاتم الرازي قال حدثني سويد هو ابن سعيد قال حدثنا ابو عون الحكم ابن سنان عن مالك ابن عن ما لك بن دينار قال مكتوب في التوراة كما تدين تدان وكما تزرع تحصد ثم اورد رحمه الله هذا الخبر عن مالك بن دينار قال مكتوب في التوراة مكتوبا في التوراة يعني هذا كلام مرسل يعني لا يدرى آآ هل هو كذلك مكتوب في التوراة او لا الله تعالى اعلم وايضا هذه اللفظة لم يثبت فيها حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم لكنها جارية مجرى الحكم العظيمة والامثال النافعة وتروى عن بعض السلف رحمهم الله تعالى وقوله كما تدين تدان كما تدين تدان الدين تارة يطلق ويراد به العمل ان الدين عند الله الاسلام وتارة اه يراد به الجزاء وما ادراك ما يوم الدين اي الحساب فقوله كما تدين تدان جمع الامران كما تعمل تجازى كما تدين تدان اي كما تعمل تجازى فان كانت اعمالك الصالحة جزيت عليها بالثواب الجزيل وان كانت سيئة جزيت عليها بالعقاب ليجزي الذين اساؤوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى فكما تدين تدان اي كما تعمل تجازى كما تعمل يعمل بك وكما تزرع تحصد كما تزرع اي في الدنيا تحصد في الاخرة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ وهل يكب الناس النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم فالدنيا دار البذر والزرع والاخرة دار الجنا والحصاد وكما يزرع يحسد فمن زرع خيرا لقي يوم القيامة ثوابه واجره ومن زرع في هذه الدنيا شرا باء يوم القيامة عقوبة ذلك احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو الحسين احمد بن علي بن الحسين التوزي قال انبأنا ابو محمد عبيد عبيد الله بن محمد الجرادي الكاتب قال انشدنا ابن دريد قال انشدنا عبد الرحمن يعني ابن ابن اخي الاصمعي عن عمه قال انشد اني رجل من اهل البصرة فما لك يوم الحشر شيء سوى الذي فزته قبل الممات الى الحشر. اذا انت لم تزرع وابصرت حاصدا ندمت على التفريط في زمن البذر هذان بيتان بالباب يرويهما الاصمعي الرجل من اهل البصرة لم يسمي انه انشد قال فما لك يوم الحشر شيء سوى الذي تزودته قبل الممات الى الحشر اذا انت لم تزرع وابصرت حاصدا ندمت عن التفريط في زمن البدر هذان البيتان فيهما توضيح للمعنى السابق كما تزرع تحصد كما تزرع اي في الدنيا تحصد في الاخرة ومن لم يحرص على حسن الزرع في هذه الحياة الدنيا بالاعمال الصالحة والطاعات الزاكية والاذكار المقربة الى الله جل وعلا فانه يندم يوم القيامة على التفريط في زمن البدر لعل مما يوضح ذلك اذا كان مجموعة من الاشخاص لهم قطع اراضي زراعية جيدة فعمل الجميع وقت البذر فوضعوا البذور وجاءت الامطار وسقت اراضيهم ثم لا لما جاء وقت الحصاد واذا لهم الحصاد الكثير الا واحدا منهم لما كان وقت البدر فرط فلم يبذر معهم فاذا جاء وقت الحصاد ورأى رفقاءه كل يحصد اه الثمار الكثيرة والبذور الكثيرة وهو لا شيء عنده في ارضه يندم على التفريط وهكذا الشأن يوم القيامة اذا رأى الانسان الناس قد حصدوا ثمار اعمالهم الصالحة ورآه ورأى نفسه مفرطا لم يبدر معهم ولم يزرع فانه يندم ولا يفيد الندم في ذلك اليوم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال ان بان عبد الله بن جعفر بن درستويه قال تحدثنا يعقوب ابن سفيان قال وزعم شهاب ابن عباد انه بلغه ان سفيان كان يتمثل بابيات الاعشاء اذا انت لم ترحل بزاد من التقى ولاقيت بعد الموت من قد تزود. ندمت على الا تكون كمثله وانك لم ترصد بما كان ارصد ثم اورد رحمه الله تعالى هذان البيتان كان يتمثل اه بهما سفيان بهذين البيتين للاعشاب يقول اذا انت لم ترحل بزاد من التقى اذا انت لم ترحل بزاد من التقى الم ترحل من هذه الحياة الدنيا بزاد من التقى اي لم ترحل متزودا منها بتقوى الله جل وعلا والله جل وعلا يقول وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقوني يا اولي الالباب فيقول اذا انت لم ترحل بزاد من التقى ولاقيت بعد الموت من قد تزودا ورأيت يوم القيامة الناس الذين تزودوا في هذه الحياة الدنيا بالعمل الصالح وحسن اه التقرب الى الله سبحانه وتعالى. فانك ستندم يوم القيامة ندمت على الا تكون كمثله اي كمثل هذا الذي تزوج وانك لم ترصد بما كان ارصدا اي لنفسك من عمل صالح وحسن تقرب الى الله سبحانه وتعالى فهذا مثل اه قوله في البيت الذي قبله ندمت على التفريط ندمت على التفريط في زمن البذر. وهنا قال ندمت على الا تكون كمثلي فالناصح لنفسه ينبغي عليه ان يا يحرص على اه التزود في هذه الحياة الدنيا والاستكثار من العمل الصالح حتى لا يلحقه الندم يوم القيامة احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابراهيم ابن عمر البرمكي قال انبأنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق قال حدثنا محمد بن صالح بن ذريح العكبري قال حدثنا هناد بن السري قال حدثنا وكيع عن سفيان عن رجل عن الحسن انه كان يتمثل هذا البيت هذا البيت اذا اصبح واذا امسى يسر الفتى ما كان قدم من تقى اذا عرف الداء الذي هو قاتله ثم اورد رحمه الله هذا الاثر عن وكيع عن سفيان عن رجل عن الحسن الرجل هو ابو سفيان طريف بن شهاب البصري كما هو مصرح فيه به في بعض مصادر هذا الخبر ومنه الحلية ابي نعيم ان الحسن كان يتمثل هذا البيت اذا اصبح واذا امسى وايضا روى هذا الخبر ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله عن الاوزاعي عن حسان ابن عطية قال كان الحسن البصري كثيرا ما يتمثل بهذا البيت والحسن هو البصري رحمه الله تعالى قال يسر الفتى ما كان قدم من تقى يسر الفتى ما كان قدم من تقى اذا عرف الداء الذي هو قاتله يسر الفتى السرور هنا هو السرور المحمود والفرح المحمود اه قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون فالفتى اي الناصح لنفسه يسره ما كان قدم اي في هذه الحياة الدنيا من تقى اي من تقوى لله سبحانه وتعالى من تقوى لله جل وعلا و اذا عرف الداء الذي هو قاتله اي لا يتحقق له هذا هذا السرور الا اذا اه اذا عرف الداء الذي هو قاتله اما اذا لم يعرف الداء فانه آآ يمضي في في المعاصي والذنوب وهو لا يستشعر اه اه هذه الادواء القاتلة المهلكة آآ له في آآ في دنياه واخراه احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى انبأنا ابو عبد الله محمد ابن عبد ابن عبد الواحد ابن محمد ابن جعفر قال انبأنا محمد بن العباس قال اخبرنا احمد بن سعيد السوسي قال حدثنا عباس بن محمد قال قال يحيى ابن معين ابن معين هذا البيت واذا افتقرت الى الذخائر لم تجد ذخرا يكون كصالح الاعمال. قال يحيى هذا للاخطل البيت الاول اه الذي مر ان ان شهاب ابن عباد انه بلغه ان السفيان كان يتمثل بابيات الاعشاب اه سفيان هو الثوري كما في الحلية لابي نعيم ثم ختم المصنف رحمه الله تعالى آآ هذا الباب بهذا الاثر عن عباس ابن محمد قال قال يحيى ابن معين هذا البيت آآ واذا افتقرت الى الذخائر لم تجد ذخرا يكونوا كصالح الاعمال واذا افتقرت الى الذخائر لم تجد ذخرا يكون صالح الاعمال قال يحيى هذا هذا اي البيت للاخطل اذا افتقرت الى الذخائر اذا كنت في افتقار وشدة حاجة الى الذخائر لم تجد ذخرا يكون كصالح الاعمال. لم تجد ذخرا لك تكون به نجاتك وفلاحك وسعادتك اه صالح الاعمال المصنف رحمه الله تعالى اه ترجمة لهذا الباب بقوله في اه باب في ان الاعمال هي الزاد والذخيرة النافعة يوم المعاد فهذا البيت فيه شاهد لهذا المعنى الذي بوب له وهو ان الاعمال الصالحة هي الذخيرة التي يدخرها المؤمن لنفسه وتكون ذخرا له آآ ونجاة يوم يلقى الله سبحانه وتعالى ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته