بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. قال الامام الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في كتابه اقتضاء العلم بالعمل باب اغتنام الشبيبة والصحة والفراغ. والمبادرة الى الاعمال قبل حدوث ما يقطع عنها. قال اخبرنا ابو طالب مكي بن علي بن عبد الرزاق الحريري قال حدثنا ابو اسحاق ابراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال انبأنا محمد بن اسحاق بن ابراهيم الثقفي قال حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا اسماعيل ابن جعفر وابن المبارك والداروردي وعبدالله ابن جعفر كلهم عن عبدالله بن سعيد بن ابي هند عن ابيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الفراغ والصحة نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى باب اغتنام الشبيبة والصحة والفراغ والمبادرة الى الاعمال قبل حدوث ما يقطع عنها هذه ثلاثة امور ينبغي على المسلم ان يغتنمها الشباب والصحة والفراغ فان الشباب يعقبه الكبر والهرم والصحة يعقبها المرض والسقم والفراغ يعقبه الشغل بمعنى انها لا تدوم للانسان فمن الخير الناصح لنفسه ان يغنم هذه المراحل الثلاثة او هذه الحالات الثلاثة حالة الشباب وحالة الصحة وحالة الفراغ اما حالة الشباب او مرحلة الشباب فهي مرحلة مهمة جدا في حياتي العبد لانها مرحلة القوة والنشاط وسهولة الحركة وقوة الاعضاء وسلامة الحواس بينما اذا كبر فان هذه كلها تضعف تضعف حواس وتضعف قواه ولهذا اعتنى الاسلام بهذه المرحلة عناية عظيمة جدا وجاءت احاديث عديدة بيان اهمية هذه المرحلة مرحلة الشباب منها حديث ابن عباس الذي سيأتي عند المصنف اه اغتنم خمسا قبل خمس قد جاء عند المصنف اه موقوفا اه مرسلا لكنه صح مرفوعا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما كما سيأتي البيان و ثبت في الترمذي وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن خمس عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيما ابلاه وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه؟ وماذا عمل فيما علم ولنتنبه هنا سؤال عن العمر فيما افني وسؤال عن مرحلة الشباب فيما ابليت هذه المرحلة ومرحلة الشباب هي داخلة في العمر اذا كان الانسان سيسأل عن عمره كل فيما افنى فمرحلة الشباب داخلة لكن خصها بالذكر لعظيم شأن هذه المرحلة ولهذا ينبغي على الشاب ان يتنبه لاهمية هذه المرحلة في حياته وان يتذكر ان الله سبحانه وتعالى سيسأله يوم القيامة سؤالا خاصا عن مرحلة الشباب مع السؤال العام عن عمره كله فيما افناه ولهذا ينبغي ان تغتنم هذه المرحلة مثل ما ذكر المصنف رحمه الله تعالى اغتنام الشبيبة اغتنام الشبيبة اما ما يتعلق الصحة الفراغ ففيهما الحديث الذي ساقه المصنف في اه اول هذا الباب حديث ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الفراغ والصحة نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس والحديث خرجه اه الامام البخاري رحمه الله في صحيحه هو حديث عظيم للغاية فيه بيان ان الفراغ والصحة نعمتان نعمتان اي حالتان عظيمتان من احوال العبد انعم الله بهما عليه ويا وجود الصحة ووجود الفراغ الصحة في بدنه والفراغ في وقته الصحة بالسلامة سلامة البدن من الامراض التي تعيق عن العمل والعبادة والفراغ في الوقت من الشواغل والاعمال والمصالح التي تعيق ايضا العبد عن العبادة وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام ان كثير من الناس وهذا يفيد ان الاقل هم الذين يحسنون اه اغتنام هاتين النعمتين آآ كثير من الناس يخسر ويكون مغبونا في هاتين النعمتين كما قال الله تعالى وقليل من عبادي الشكور فكثير من الناس يظيع تظيع صحته فيما لا نفع فيه بل لا احيانا فيما فيه المضرة عليه وكثير من الناس ايظا يظيع فراغه فيما لا فائدة فيه حتى ان اه بعظ الناس خاصة الشباب يعتبر الفراغ وقتا يبحث يبحث فيه عما اه يملؤه فيه ولا يفكر بما يملؤه حتى ان اه من المصطلحات التي هي حقيقة سيئة وهي موجودة بين الشباب ما يسمى بقتل الوقت الوقت غنيمة الوقت غنيمة وربح عظيم جدا لا يقتل بل يغتنم و يحافظ عليه ويعتنى به فالحاصل ان كثير من الناس مغبون في هاتين النعمتين العظيمتين اللتان انعم الله اللتين انعم الله بهما على كثير من عباده يقول ابن الجوزي رحمه الله قد يكون الانسان صحيحا ولا يكون متفرغا لشغله بالمعاش وقد يكون مستغنيا ولا يكون صحيحا فاذا اجتمعا فغلب عليه الكسل عن الطاعة فهو المغبون نقله ابن حجر في فتح الباري ثم قال وتمام ذلك ان الدنيا مزرعة الاخرة وفيها التجارة التي يظهر ربحها في الاخرة فمن استعمل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبوط ومن استعملهما في معصية الله فهو المغبون لان الفراغ يعقبه الشغل والصحة يعقبها السقم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو الحسن علي ابن احمد ابن عمر المقري قال حدثنا محمد ابن عبد الله ابن ابراهيم قال حدثنا معاذ بن المثنى قال حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الله ابن داوود عن جعفر ابن برقان عن زياد ابن الجراح عن لابن ميمون ان رسول الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك هذا الحديث اه يرويه عمرو ابن ميمونة والاودي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لرجل وهو يعظه عمرو ابن ميمون هذا من كبار التابعين فحديثه هذا مرسل لكن الحديث رواه الحاكم باسناد صحيح موصولا من حديث ابن عباس آآ رضي الله عنهما فهو حديث ثابت ثابت رفعه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اغتنم خمسا قبل خمس هذي اه احوال في حياة العبد ينبغي ان ليغتنمها العبد وكل حال من هذه الاحوال الخمس تعقبها حال فحال مضادة لها فينبغي ان يغتنم الناصح لنفسه هذه الخمس قبل الخمس الشباب قبل الهرم والصحة قبل السقم والغنى قبل الفقر والفراغ قبل الشغل والحياة قبل الموت وسبحان الله هذا الحديث معين للعبد على ذم نفسه بزمام الشريعة واخذها بمأخذ العزم والحزم لانه اذا تفكر في شبابه وان هذا الشباب لن يبقى ولن يدوم والتمتيع الذي في في في القوى والحواس آآ في تلك المرحلة لا تدوم للعبد فاذا كان مثلا يستطيع ان يقرأ القرآن بدون زجاجة توضح له ما سيقرأه ربما يأتي عليه مرحل لا يستطيع ان يقرأ الا بالزجاجة واذا امتد به العمر ربما ايضا حتى الزجاجة لا تساعده على القراءة فهذا البصر لا لا يقوى لا يبقى قل مثل ذلك في السمع اذا كان يستمع مثلا العلم والقرآن والذكر بوضوح ربما يأتي عليه مرحلة لا يسمع الا بثقل في سمعه وربما ايضا ضعف تماما واذا كان اذا كانت قواه يستطيع ان يقوم ويتحرك بدنه للسجود والركوع المشي في طاعة الله قد يأتي علي يوم ما تتحرك هذه القوى اما لمرض او لهرم وكبر فينبغي ان يتفكر في هذه الاشياء فاذا كان شابا فالشباب لا يبقى يعقبه هرم واذا كان صحيحا فالصحة لا تبقى بل يعقبها السقم واذا كان غنيا فالغنى ايضا لا يبقى يعقبه فقر واذا كان فارغا ليس عنده شواغل لا يبقى الفراغ بل يعقبه شغل واذا كان حيا فالحياة لا تدوم كل شيء هالك الا وجها فهذا الحديث موقظ هذا الحديث يعد موقظا ولهذا سيأتي معنا اه فالذي بعده عن غنيم ابن قيس انهم كانوا يتوعظون في اول الاسلام بهذه الامور وهذه من خير الموعظة من خير الموعظة وانفعها في ايقاظ القلوب اغتنام هذه الخمس العظيمة اذا قال قائل ما الذي يعينني على اغتنامها يقال تذكر ما بعدها كما بين لك في الحديث النبي صلى الله عليه وسلم ما قال اغتنم شبابك واغتنم صحتك واغتنم غناك واغتنم فقرك واغتنم حياتك بل نص على ما ما يعقبها ايقاظا لك بالانتباه لهذه المراحل الذي يعينك على العناية بهذه المراحل او هذه الاحوال ان تذكر ما يعقبها فحدث نفسك ان كنت شابا ان شبابك لا يبقى. كنت صحيحا الصحة لا تبقى ان كنت غنيا الغنى لا يبقى ان كنت فارغا الفراغ لا يبقى ان كنت حيا فالحياة لا تدوم ذكر نفسك بهذه الامور فهذه من ابلغ الموعظة وانفعها في ايقاظ القلوب واغتنام اه هذه الاشياء احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو محمد الحسن ابن علي ابن احمد ابن بشار الصابوري في البصرة. قال حدثنا ابو بكر محمد بن احمد بن ابن محموية العسكري. قال حدثنا جعفر بن محمد القنانسي. قال حدثنا ادم ابن ابن ابي قال حدثنا شعبة قال حدثنا سعيد الجريري قال قال غنيم ابن قيس كنا نتواعظ في اول الاسلام ابن ادم اعمل في فراغك لشغلك وفي شبابك لهرمك وفي صحتك لمرضك وفي دنياك لاخرتك وفي حياتك لموتك هذا الخبر ساقه المصنف رحمه الله باسناده عن سعيد الجريري قال غنيم ابن قيس وغنيمة بن قيس هذا من التابعين من من التابعين وسعيد الجريري لم يسمع منه لكن رواه رواه ابو نعيم في الحلية من طريق آآ سعيد الجريري عن ابي السليل عن غنيم رواه هناد في الزهد من طريقة كهمس ابن الحسن عن طريق ابن الحسن اه عن غنيم الحاصل ان هذه موعظة كان آآ التابعون يتوعظون او يعظ بعظهم بعظا بها. وربما وهو الغالب ان هذا التواعظ بذلك تعلمه من الصحابة والصحابة لقوا من النبي عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الذي تقدم اغتنم خمسا قبل خمس وهذا يؤكد لنا اهمية هذه الموعظة في حياة المسلم هذه موعظة بليغة جدا كنا نتواعظ ان يعظ بعظنا بعظا ويذكر بعظنا بعضا بها وقوله في اول الاسلام باول الاسلام هذا يستفاد منها ايظا فائدة مهمة ان الشباب واو الشباب والمهتدين في بداية اه استقامتهم وهدايتهم ينبغي ان ان يكون لهذه الموعظة في نفوسهم مكانة وفي قلوبهم عناية الوم بها كنا نتواعد في اول الاسلام يمكن ايضا يقال ينبغي ان يتواعظ بهذه الموعظة في اول الاستقامة في اول الاستقامة اما الشخص الذي استقام ومضى في الطاعة وثبتت قدمه بفظل الله سبحانه وتعالى فيها فانه اذا تذكر هذه الموعظة اعانته على المواصلة والدأب لكن الذي هو في اول الاستقامة يحتاج اشد الى هذه الموعظة وجاء في بعض روايات هذا الحديث في بعض مصادره كنا نتوعظ في اول الاسلام باربع قول قول غنيم باربع هذا اه فيه تثبيت لاهمية الاربع في في الموعظة وان اربع يعدها الواعظ عدا لا لا يفوت منها شيئا الاول اعمل في فراغك لشغلك هذا نظير قوله اغتنم خمسا قبل خمس منها فراغك قبل شغلك اعمل في فراغك لشغلك وفي شبابك لهرمك وفي صحتك لمرضك وفي دنياك لاخرتك وفي حياتك لموتك فهذه امور عظيمة جدا بل هي كما قدمت من اعظم المواعظ واعظم الموقظات القلوب ان يغتنم الناصح لنفسه الفراغ والشباب والصحة والحياة يغتنم هذه الاربع والذي يعينه على اغتنامها ان يتذكر ان الفراغ يعقبه شغل والشباب يعقبه هرم والصحة يعقبها مرض والحياة يعقبها موت احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى حدثت عن محمد بن عبدالله بن اخي ميمي قال انبأنا جعفر بن محمد بن نصير قال حدثنا احمد بن محمد بن مسروق الطوسي قال قرأت على محمود بن الحسن من قوله بادر شبابك ان يهرم وصحة جسمك ان يسقما. وايام عيشك وقبل الممات فما دهر من عاش ان يسلما. ووقت فراغ فبادر به ليالي شغلك في بعض ما وقدم كل امرئ قديم على بعض ما كان قد قدما هذه ابيات عظيمة جدا لمحمود ابن الحسن اه من قوله اه نظم فيها المواعظ التي تقدمت معنا في اه الحديث اغتنم خمسا قبل خمس وايضا في الاثر عنا غنيم ابن قيس فيما كان السلف آآ رحمهم الله تعالى يتوعظون به فجمع هذه الامور في هذه الابيات هذه الابيات الجميلة اه آآ جمعا حسنا نافعا مفيدا واذا وفق شاب لحفظ هذه الابيات واخذ يتمثل هذه الابيات في بين وقت واخر يستنهض بها همة نفسه ولهذا سيأتي معنا ان ان بعض السلف يفعل ذلك سيأتي معنا ان بعض السلف يفعل ذلك اه يتمثل بعض الابيات ويكثر ايضا من اه من اه من اه تكرارها تردادها استنهاضا للهمة فالحاصل ان ان هذه الابيات عظيمة جدا في فيما تقدم ذكره في الحديث واغتنم خمسا قبل خمس وفي تواعظ السلف بهذه الامور قال بادر شبابك ان يهرم هذا نظير قوله آآ اغتنم خمسا قبل خمس وذكر منها شبابك قبل هرمك فبادر شبابك اي اغتنم شبابك ان يهرم اي قبل ان ان يهرم ان يلحقك الهرم وما في الهرم من ضعف الله الذي خلقكم من ظعف ثم جعل من بعد ظعف قوة ثم جعل من بعد قوة ظعفا وشيبة فالشباب بعده آآ مرحلة الشيبة ومرحلة الضعف فينبغي ان يغتنم اه شبابه واذا دخل في مرحلة الشيخوخة والكبر واتمنى ان ان تعود له مرحلة الشباب ليحسن فيها العمل فانها لا تعود قال وصحة جسمك ان يسقما اي وبادر ايضا الصحة الصحة التي متعك الله عز وجل بها وانعم عليك بها في جسمك يعقبها سقم ولهذا قال في الحديث صحتك قبل سقمك وايام عيشك قبل الممات. اي واغتنم ايام عيشك تنم حياتك قبل موتك كما في الحديث لا تغتر صحتك وقوة جسمك فان الموت تخطى كثير من كبار السن واخذ من الشباب لا لا تظن ان الموت لا لن يأتي الا عن كبر كثير من الشباب رمتهم المنية في شبابهم فاغتنم عيشك قبل الممات ولا تسوف ولهذا سيأتي عند المصنف باب خاص في ذم التسويف تسويف قاتل جدا وضد التسويف المبادرة وهو المطلوب ضد التسويف المبادرة وهو المطلوب المطلوب المبادرة لا التسويف التسويف من الشيطان والمبادرة من طاعة الرحمن سبحانه كما قال الله تعالى وسابقوا قال وسارعوا وقال واستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات قال وايام عيشك قبل الممات فما دهر من عاش ان يسلم حتى وان امتد بك العمر لا لا تغتر قال ووقت ووقت فراغك بادر به ليالي شغلك في بعض ما اغتنم فراغك كما قال في الحديث وفراغك قبل شغلك قال وقت فراغك بادر به يعني اغتنم الفراغ وبادر الى الى اغتنامه قبل ان تأتي ليالي وايام تشغل فيها في بعظ ماء بعظ الامور وبعظ المصالح التي تشغلك وقدم اي لنفسك في شبابك وصحتك وفراغك وفي حياتك قدم لنفسك الاعمال الصالحة التي يسرك ان تلقى الله الله بها فكل امرئ قادم على بعض ما كان قد قدم قدم فانك قادم على ما ستقدم ان قدمت خيرا لقيت ثوابه واجره وان قدم الانسان شرا لقي عقابه آآ نعم لقي عقابه فالحاصل ان هذه الابيات حقيقة عظيمة جدا في اه تقرير المعاني التي تقدمت معنا في حديث ابن عباس وفي خبر غنيم ابن قيس احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابراهيم ابن عمر البرمكي قال انبأنا محمد بن عبدالله بن خلف قال حدثنا ابن ذريح قال حدثنا هناد بن الساري قال حدثنا وكيع عن الاعمش قال سمعتهم يذكرون عن شريح رأى جيرانا له يجولون فقال ما لكم؟ فقالوا فرغنا اليوم فقال شريح. وبهذا امر فارغ ثم اورد اه رحمه الله تعالى هذا الاثر عن الاعمش قال سمعتهم يذكرون عن شريح يذكرون عن شريح انه رأى جيرانا له يجولون كانه اراد والله اعلم يتحركون ويتمشون لا يظهر عليهم ان آآ انهم فقط يملأون الوقت كيفما كان. يجولون يتحركون اه فقال ما لكم؟ ما لكم اي تجولون؟ تتحركون لا تتحركون لا في طلب مصلحة دينية ولا دنيوية تجولون اي تتحركون لا في طلب مصلحة دينية ولا في مصلحة دنيوية ما لكم قالوا ففرغنا اليوم يعني اليوم ما ما عندنا عمل فارغين فماذا قال شريح؟ قالوا وبهذا امر الفارق وبهذا امر الفارغ يعني هل الفارق امر بان يفعل هذا الفارغ امر بان يغتنم الفراغ مثل ما تقدم في الحديث تنوي فراغك قبل شغلك. ما امر الفارغ بان يضيع الفراغ كيفما كان بل امر بان يغتنم الفراغ ولهذا قال شريح رحمه الله وبهذا امر الفارغ الفارغ وهل بهذا امر الفارغ احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو الحسن احمد بن الحسين بن عبد الله التميمي قال انباءنا محمد بن عبدالرحمن الذهبي قال حدثنا محمد بن هارون الحضرمي قال حدثنا ابو بكر احمد بن محمد بن انس قال حدثنا عبدالوهاب بن نافع قال حدثنا الفضل بن ابراهيم عن معاوية بن القرة عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشد الناس حسابا يوم القيامة المكفي الفارغ قال قال اخبرنا ابو القاسم عبدالرحمن بن عبيد الله الحربي قال حدثنا ابو بكر احمد بن سلام بن سلمان النجاد. قال حدثنا جعفر صايغ قال حدثنا عفان قال حدثنا عون ابن معمر عن الجلد ابن ايوب عن معاوية ابن قرة قال اكثر الناس حسابا يوم القيامة الصحيح الفارغ ثم اورد رحمه الله هذا الحديث اورده في الطريق الاولى مرفوعا الى النبي عليه الصلاة والسلام وفي الطريق الثانية موقوفا على معاوية ابن قرة كلا الاسنادين ضعيف الاول الذي هو المرفوع في اسناد عبد الوهاب ابن نافع وهو واهن جدا كما قال ذلك الدار قطني رحمه الله والطريقة الثانية فيها الجلد ابن ايوب وهو متروك كما قال ذلك ايضا الدار قطني رحمها الله تعالى فسنده مرفوعا وموقوفا على معاوية بن قرة اه غير ثابت اه لكن المعنى الذي ذكر او او المعنى المراد لكن المعنى المراد بما ذكر في هذا الحديث قال اشد الناس حسابا يوم القيامة المكفي الفارغ ولفظه في في الطريق الموقوفة على معاوية اكثر الناس حسابا يوم القيامة الصحيح الفارغ آآ هذا من حيث المعنى من حيث المعنى يدل عليه الحديث الاول الذي فساق المصنف عن ابن عباس قال آآ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ المغبون فيهما كثير من الناس فاذا كان مغبون فاكثر الناس حسابا يوم القيامة الصحيح الفارغ يدل ذلك ان النبي عليه الصلاة والسلام قال نعمتان مغمون فيهما كثير من الناس اي خسر صحته وخسر فراغه فلم يحسن انتفاع الانتفاع بهما واكثر الناس خسر اه صحته وفراغه والقليل منهم هو الذي وفقه الله سبحانه وتعالى لاغتنام الصحة واغتنام الفراغ والتوفيق بيد الله وحده لا شريك له هو المعين والهادي الى سواء السبيل. نسأل الله عز وجل ان يعيننا اجمعين على كل خير. اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد. ونسألك موجبات رحمتك وعزائم اما مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته