بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. قال الامام الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في كتابه اقتضاء العلم العمل في باب اغتنام الشبيبة والصحة والفراغ والمبادرة الى الاعمال قبل حدوث ما يقطع عنها قال اخبرنا ابو الفتح محمد بن احمد بن ابي الفوارس الحافظ قال حدثنا علي بن عبدالله بن المغيرة قال حدثنا احمد بن سعيد الدمشقي قال قال عبد الله بن المعتز تناول الفرصة الممكنة ولا تنتظر غدا فمن لغد من حادث بك كفيلي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فلا نزال في باب اغتنام الشبيبة والصحة والفراغ والمبادرة الى الاعمال قبل حدوث ما يقطع عنها اورد الخطيب رحمه الله تعالى عن عبد الله ابن المعتز قال تناول الفرصة الممكنة ولا تنتظر غدا فمن لغد من حادث بكفيل تناول الفرصة الممكنة ولا تنتظر غدا فمن لغد من حادث بكفيل ابن المعتز هو اديب صاحب نظم وحكم وينقل عنه في هذا الباب كلمات في الادب والحكمة بالغة في آآ معانيها وفوائدها يقول تناول الفرصة الممكنة اذا تهيأت لك الفرصة في وقتك للعمل الصالح وتناول هذا العمل الصالح لا تؤخره ولا تؤجله الى الغد لا تقل اعمله غدا او بعد غد بل تناول الفرصة الممكنة فمن لغد من حادث بكفيل لا تظمن غدا ان يأتيك ما يعوقك عن هذا العمل من اعتلال بالصحة او وجود الشواغل او الموت الذي يقطع العمل احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو القاسم الازهري قال انبأنا سهل بن احمد الديباجي قال حدثنا محمد بن محمد بن الاشعث الكوفي بمصر قال حدثنا موسى ابن اسماعيل ابن موسى ابن ابن جعفر ابن محمد قال حدثني ابي عن ابيه عن جده جعفر ابن محمد عن ابيه عن جده علي بن الحسين عن ابيه ان علي رضي الله عنه كان يقول اعمل لكل يوم بما فيه ترشد ثم اورد عن علي رضي الله عنه انه كان يقول اعمل كل يوم بما فيه ترشد وما من ريب ان هذا هو السبيل الرشاد وطريقه فان الانسان كما يقال ابن يومه الايام ثلاثة يوما مضى وانقضى بما فيه من عمل صالح او سيء ويوم ات ولا يدري المرء هل يدرك ذلك اليوم او لا يدركه يكون من اهله او لا يكون من اهله يوم الانسان ولهذا يقولون الانسان ابن يومه وعليه فان الناصح لنفسه لا يؤجل فيما يتعلق بالعمل الصالح ولا يلتفت الى الماضي حزنا نحو ذلك بل ينظر في اليوم الذي هو فيه اغتنموا بالتوبة بالانابة بالاقبال على الله سبحانه وتعالى لان التفاته الى الماضي يولد يولد عنده الحزن والتفاته للمستقبل يولد الهم والتفاته الى اليوم يولد العمل فمن الخير للعبد انه يغنم يومه وبالتوبة والانابة الى الله سبحانه وتعالى والاستكثار من العمل الصالح ولهذا قال علي اعمل كل يوم بما فيه ترشد احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا الحسن ابن ابي بكر قال انبأنا محمد ابن محمد ابن احمد ابن مالك قال حدثنا ابو الاحوص محمد ابن الهيثم القاضي قال حدثنا محمد ابن كثير عن مخدر ابن الحسين عن هشام قال كانت حفصة بنت سيرين تقول يا معشر الشباب اعملوا فانما العمل في الشباب هذه وصية اه من حفصة بنت سيرين رحمها الله وهي تابعية جليلة فقيهة اخت التابعي الجليل محمد ابن سيرين تقول يا معشر الشباب اعملوا فان العمل في الشباب وتخصيص الشباب بالوصية هذا جاء كثير عن السلف اهتماما بالشباب وهذا منهم تأسيا بالنبي عليه الصلاة والسلام الذي خص هذه المرحلة بالوصية في احاديث منها اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرميك فجاءنا اه عدد من السلف رحمهم الله تعالى وصايا خاصة بالشباب ليعتنوا بهذه المرحلة العظيمة من عمرهم وجمعت كثير منها في رسالة مع تعليق من البيان طبعت بعنوان من وصايا السلف للشباب ونقلت هذا القول لحفصة في تلك الرسالة تقول يا معشر الشباب اعملوا فان العمل في الشباب فان العمل في الشباب السبب ان مرحلة الشباب هي مرحلة القوة والنشاط واكتمال الحواس والقوى فاذا كبر الانسان ظعفت قواه وضعفت حواسه فيضعف النظر ويضعف السمع وتضعف الحركة ويضعف النشاط فالعمل في الشباب ولهذا ينبغي على الشاب ان يغنم مرحلة شبابه كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام اغتنم خمسا قبل خمس وذكر منها شبابك قبل هرمك احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرني علي بن محمد بن عبد الله المقرئ الحداد الحداد قال اخبرني محمد بن عبدالله بن محمد بن البزاز قال حدثنا محمد بن احمد بن هارون الفقيه قال حدثني ابراهيم بن عبدالله بن الجنيد قال حدثني محمد بن الحسين قال حدثنا عبيد ابن محمد ابن حفص القرشي عن ابيه قال كتب رجل من الحكماء الى اخ له شاب اما بعد فاني رأيت اكثر من يموت الشباب واية ذلك ان الشيوخ قليل هذه فائدة موقظة اه الشباب اوصى بها احد الحكماء قال اما بعد فاني رأيت اكثر من يموت الشباب ثم ذكر الدليل على ذلك قال اية ذلك ان الشيوخ قديم ان الشيوخ قليل اذا نظر الانسان في من يعمر من يعمر من الناس قليل فهذا دليل على ان ككثير من الناس يموت دون ذلك دون مرحلة الكبر فمن الناس وهم الاكثر من يموت قبل ان يصل الى الى تلك المرحلة لكن الشاب اذا رأى معمرا او اكثر من معمر اغتر وظن انه سيبقى الى ان يبلغ عمر ذلك الرجل ورؤية بعض المعمرين يورث الغرور ولهذا من الامور الموقظة للشاب ان يتفكر في ان من يموت من الشباب اكثر وانه لا يظمن ان ان يعيش الى ان يبلغ الثمانين بل لا يظمن ان يعيش الى الغد فاذا آآ ايقظ قلبه بذلك صلح عمله باذن الله احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى وقال ابراهيم حدثنا احمد بن عبدالله بن يونس قال سمعت ابا بكر بن عياش يذكر من اجلح قال قال الضحاك ابن مزاحم اعمل قبل الا تستطيع ان تعمل فانا ابغي ان اعمل اليوم فلا استطيع هذه وصية عظيمة من الامام الضحاك ابن مزاحم رحمه الله يقول اعمل قبل ان لا تستطيع ان تعمل فانا ابغي ان اعمل يوم فلا استطيع هذا شاهد موضح لقول حفصة بنت سيرين يا معشر الشباب اعملوا فان العمل في الشباب ان العمل في الشباب لان مرحلة الشباب هي مرحلة النشاط والقوة فالضحاك يوصي يعني بعظ الشباب يقول يقول اعمل قبل ان لا تستطيع ان تعمل لانك في مرحلة شبابك عندك قوة ونشاط فتستطيع الحركة بسهولة والقيام والنهوض والمشي بينما اذا كبرت ضعفت عن ذلك قال فانا ابغي اعمل اليوم فلا استطيع لان الانسان اذا كبر يضعف عن اه العمل او عن كثير من العمل الذي كان مستطاعا له في مرحلة شبابه احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو عبد الله الحسين ابن الحسن ابن احمد ابن حمد الجواليقي قال حدثنا جعفر الخلدي قال حدثنا احمد عن ابن محمد ابن مسعود قال حدثنا محمد ابن الحسين قال حدثنا محمد ابن اشكال السفار. قال حدثني رجل من اهلي يعني اهل داوود الطاء قال قلت له يا ابا سليمان قد عرفت الرحم بيننا وبينك فاوصني قال فدمعت عيناه ثم قال يا اخي انما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة حتى ينتهي ذلك الى اخر سفرهم فان استطعت ان تقدم في كل يوم مرحلة زادا. فان استطعت ان تقدم في كل يوم مرحلة زاد ما بين يديها فافعل فان انقطاع السفر عن قريب ما هو؟ والامر اعجل من ذلك. فتزود لسفرك. واقض ما انت قاض من امرك فكأنك بالامر قد بغتك وما اعلم احدا اشد تضييعا مني لذلك. ثم قام وتركني هذا احد قرابة داود الطائي العابد اه استوصى طلب منه الوصية قال يا ابا سليمان قد عرفت الرحم بين بيننا وبينك فاوصني فذكره بالرحم والقرابة وطلب منه ان ان يوصيه فدمعت عيناه ثم قال يا اخي انما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة كل ما نزل المرء مرحلة من مراحل عمره ادنته الى من آآ الاجل والمرء يفرح بالايام يطلبها وكل يوم مضى يدني من الاجل ولهذا قال حتى ينتهي ذلك الى اخر سفرهم الذي هو الاجل الحياة مراحل يقطعها العبد كل ما دخل يوم من ايامك فهذه مرحلة ومعنى مرحلة اي انه اه مدني لك من الاجل الذي هو نهاية السفر كما هو الشام في المسافر الذي يقطع المدن فاذا وصل الى مدينة قال اقتربنا من مقصدنا او بغيتنا وصل الى مدينة اوكر اخرى قال اقتربنا وهكذا الانسان كل مرحلة من المراحل التي يا يا يبلغها تدنيه من نهاية السفر الذي هو الاجل فان استطعت ان تقدم في كل يوم مرحلة زادا لما بين يديها فافعل وتزودوا فان خير الزاد التقوى فانا انقطاع السفر عن قريب ما هو والامر اعجل من ذلك فلا يغرك يغرك طول الامل قال فتزود بسفر سفرك واقض ما انت قاض من امرك فكأنك بالامر قد بغتك وما اعلم احدا اشد تضييعا مني لذلك ثم قام وتركني و هضم هضم النفس هو من شأن من جاهد نفسه على تتميم عمله وتكميله بخلاف المفرط احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا الحسن بن ابي بكر قال انبأنا عثمان بن احنديد الدقاق قال حدثنا اسحاق ابن ابراهيم ابن سنيم قال انشدني عمر ابن محمد ابن احمد انت في غفلة الامل لست تدري متى الاجل لا تغر ظنك صحة فهي من اوجع العلل. كل نفس ليومها صبحة صبحة تقطع الامل. فاعمل الخير واجتهد قبل ان تمنع مال هذه اه ابيات لعمر ابن محمد ابن احمد فيها الوصية اغتنام الوقت والمبادرة الى العمل ومجاهدة النفس على السلامة من الغفلة التي تنشأ عن طول الامل يقول انت في غفلة الامل. الامل غفلة الامل غفلة الذي هو طول الامل و طول الامل يوجد عند الانسان غفلة عن العمل وعن يومه الذي هو فيه والذي يعالج ذلك ويداويه هو قوله لست تدري متى الاجل لا تأخذك غفلة طول الامل فانك لا تدري متى الاجل متى يبغتك الاجل فاذا كنت ممتعا بالصحة فلا تغرنك صحة فهي من اوجع العلل اه لعله اراد ان الصحة يغر صاحبها تشغله فيما لا نفع فيه وفي مال لا فائدة فيه فيكون مغبونا اه بها كما قال عليه الصلاة والسلام نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس فاذا كان مغبونا في صحته فصحته من اوجع العلل كل نفس ليومها صبحة تقطع الامل يعني سيأتي الانسان يوم يصبح فيه منية منيته ومجيئها التي تقطعه عن الامل فاعمل الخير واجتهد قبل ان تمنع العمل اعمل ما دمت قادرا على العمل متمكنا منه قبل ان يأتيك ما يمنعك منه احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا محمد بن احمد بن الرزق. قال اخبرنا عثمان ابن احمد الدقاق. قال حدثنا محمد بن احمد منبرا قال انشادني عبدالله بن محمد الاشعري المديني لمحمود مضى امس كالماضي شهيدا معدلا واصبحت في يوم عليك شهيد. فان كنت بالامس اقترفت اساءة فثني باحسان وانت حميد. ولا ترج فعل الخير يوما الى غد لعل غدا يأتي وانت فقيد. فيومك ان اعتبته عاد نفعه. عليك وما بالامس ليس يعود هذه ابيات عظيمة جدا هي الوصية باغتنام اليوم و اه مجاهدة النفس على استصلاح الامل فيه واما الامس فان كان فيه خير وعمل صالح فليحمد الله وان كان على خلاف ذلك فليتب الى الله وليندم على التفريط الذي كان به واما الغد فلا يدري قد يكون فقيد في ذلك اليوم قد يكون في عداد الموتى مثل ما قال ابن عمر رضي الله عنهما قال لا تدري ما اسمك غدا يعني قد يكون اسمك من من الاموات اعداد الاموات فالانسان اه اه ابن يومه يقول الشيخ ابن سعدي رحمة الله عليه في كتابه العظيم الوسائل المفيدة للحياة السعيدة وهو يتكلم عما يداوى به الهم والقلق يقول مما يدفع به الهم والغلق والقلق اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاظر وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل وعن الحزن على الوقت الماظي ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن فلا ينفع الحزن على الامور الماظية التي لا يمكن ردها ولا استدراكها وقد يظر الهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل. فعلى العبد ان يكون ابن يومه يجمع جده واجتهاده في اصلاح يومه ووقته الحاضر وهذه الابيات تضمنت هذا المعنى الذي هو اه ان الانسان ابن يومه يقول مضى امسك الماضي شهيد معدلا واصبحت في يوم عليك شهيد الذي مضى انتهى ان كان خيرا فاحمد الله وان كان خلاف ذلك فبادر بالتوبة الى الله طيب والان اصبحت في يوم عليك شهيد احسن في في في هذا اليوم واحرص على تكمله فان كنت بالامس اقترفت اساءة فثني باحسان وانت حميد ومن الاحسان ان تتوب عن التفريط الذي كان منك بالامس واصلح من عملك اليوم تكون تكون حينئذ اه حميدا ولا ترجي اي لا تؤخر قالوا ارجع اخاك ولا ترجي اي لا تؤخر فعل الخير يوما الى غد لعل غدا يأتي وانت فقير مثل ما قال ابن عمر لا تدري ما اسمك غدا؟ قد يكون غدا المرأة في عداد الاموات فيومك ان اعاتبته عاد نفعه عليك وماضي الامس ليس يعود الحاصل ان الانسان ابن يومه وينبغي عليه ان يحرص على اغتنامه احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى واخبرنا ابن رزق قال انبأنا عثمان بن احمد. قال احد اثنى محمد ابن احمد ابن البراء قال حدثنا داوود ابن رشيد قال حدثنا الوليد بن صالح عن رجل رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال فقال لي من استوى يوماه فهو مغبون. ومن كان غده شر يوميه فهو ملعون. ومن لم يعرف النقصان من نفسه فهو الى نقصان. ومن كان الى نقصان فالموت خير له ختم رحمه الله هذا الباب بهذا الخبر عن الوليد ابن صالح عن رجل الرجل قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في اه رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في في النوم فقال لي الى اخر ما ما ذكر هذه الرؤية المنامية غير معتبرة هذه الرؤية المنامية غير معتبرة ولا يبنى على ما يرى في المنام ان ذلك احاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام الرؤى المنامية مثل ما قال اهل العلم للبشارة والنذارة اما تقرير واخذ الاحكام من خلالها فليس آآ ذلك صحيحا ولهذا لا يصح اطلاقا ان يروي الانسان حديثا اه عن النبي صلى الله عليه وسلم اخذه في منامه هذا ليس من المصادر اطلاقا انبه على على ذلك وذكر بعض اهل العلم لمثل هذا لا يذكرونه اه اخذ الاحكام منه وانما يذكرونه استئناسا يذكرونه استئناسا ولا سيما اذا كان ما اشتمل عليه من المضامين موافقا النصوص المأثورة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ونسأل الله الكريم ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته