بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين قال الامام الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في كتابه اقتضاء العلم العمل باب ذم التسويف قال اخبرنا علي بن محمد بن عبدالله المعدل قال انبأنا الحسين بن صفوان البردعي قال حدثنا عبد الله ابن عبد الله ابن محمد ابن ابي الدنيا قال حدثني محمد ابن الحسين قال حدثنا اسحاق المنصور عن جعفر بن سليمان عن عمرو بن مالك عن ابي الجوزاء لقوله تعالى وكان عمره فرطا قال تسويفا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الامام الخطيب البغدادي رحمه الله في كتابه اقتضاء العلم العمل باب ذم التسويف وهو اخر ابواب هذه الرسالة النافعة والتسويف هو ان يكون المرء تحت السين وسوف في اموره ومصالحه كلما عنت له مصلحة دينية او دنيوية جاءت هذه الاحرف السين او سوف واخرت ذلك العمل والتسويف منشأه عن الكسل والخمول والفتور وضعف الهمة ولهذا جاء في الحديث التعوذ بالله من العجز ومن الكسل وجاء ايضا سؤال الله عز وجل العزيمة على الرشد لان التسويف يتنافى مع العزيمة على الرشد يتنافى مع الهمة العالية ولهذا التسويف مذموم وهو يعطل المرء عن مصالحه الدينية والدنيوية ويعيقه عن تحصيلها ويقطعه عن بلوغ اماله امال الخير لانه كلما عرظ له امل خير واقبلت نفسه عليه جاء هذا التسويف فعطل ذلك واعاقه عن ذلك ولهذا فالتسويف يعد شجرة تثمر الحرمان والخسران في الدنيا والاخرة وينبغي للعبد ان يكون على حذر من التسويف اما كيفية الحذر منه فبما قال الله عز وجل والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين. وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن اورد رحمه الله عن ابي الجوزاء انه قال وكان امره فرطا قال تسويفا كان امره فرط اي ظائعا معطلا وكان عمره فرطا اي ضائعا معطلا ومن كان كذلك فالله نهى عن طاعة من هذه صفته قال ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا فنهى الله عن طاعة من كانت هذه صفته وهذا يستفاد منه ان الذي يطاع هو الذي فيه صفات الخير الهمة والنشاط في اعمال الخير لانه يكون قدوة اما اذا اطاع المرء من كان امره فرطا ضيعه ويدخل في عموم قوله وكان امره فرطا اي تسويفا لان هذا من تضييع الامر. التسويف وتضييع للامر وتعطيل للمصالح قالوا في تفسير وكان امره فرطا اي معطلا ضائعا. والتسويف يعطل يعطل عن المصالح تحصيلها ولهذا ينبغي على العبد ان يكون على حذر من التسويف احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى وقال ابن ابي الدنيا قال حدثنا وقال وقال ابن ابي الدنيا حدثنا سعد وزمبور الهمداني قال انبأ عن عبدالله بن مبارك عن عن ابن المبارك عن شعبة عن ابي اسحاق قال قيل لرجل من عبد القيس اوصي قال احذروا سوف هذا رجل قيل له اوص فقال احذروا سوفا وهذه حقيقة وصية جامعة نافعة لان سوف او سافعل هذه من الامور المعيقة عن الاعمال المعطلة للمصالح فيجب على العبد ان ان يحذر من سوف اذا آآ اراد ان يعمل خيرا لا يؤجله الى الغد لا يؤجله الى الرد لا يدري هل هل يكون من ابناء الغد او لا ولا يدري هل يكون في الغد مستطيعا على الامر كما هو مستطيع اليوم او لا لا يدري هل يكون في الغد عوارب تعيقه عن العمل او لا فليحذر التسويف وليبادر و الباب الذي تقدم في اغتنام باغتنام الوقت والمبادرة والمصارعة هذه كلها من الامور التي تعين العبد اذا عمل بها على السلامة من التسويف احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابراهيم ابن عمر البرمكي قال انبأنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق قال محمد بن صالح بن ذريح قال حدثنا هناد بن السري قال حدثنا ابن ابن مبارك عن عبد الوارث عن رجل عن الحسن قال اياك والتسويف فانك بيومك ولست بغدك. فان يكن غد لك فكسفي غد كما كست في اليوم احسن الله اليكم فان يكن غد لك فكن في فكن في غد كما كنت في اليوم. وان لم يكن لك غد لم تندم على ما فرطت في اليوم ثم اورد عن الحسن البصري رحمه الله تعالى انه قال اياك والتسويف اي احذره وتجنب فانك بيومك ولست بغدك ولهذا يقولون الانسان ابن يومه لان الغد لا يدري المرء هل هو من اهله او لا ولا يدري ايضا هل هو قادر على العمل فيه او لا؟ وستكون هناك معيقات او لا فالانسان ابن يومه قال فاني يكن غد لك فكن في غدك كما كنت في اليوم فكن في غدك كما كنت في اليوم اي اصلح منا شأنك في غدك كما اصلحت من شأنك في اليوم تكن في غدك كما كنت في اليوم في نسخة فكس في غدك كما كست في اليوم اي كن كيسا في غدك كما كنت كيسا في يومك وان لم يكن لك غد لم تندم على ما فرطت في اليوم ان لم يكن لك غد لم ان لم يكن لك غد لم تندم على ما فرطت في اليوم اين يحصل لك ندامة لانك اخذت نفسك بما اخذ الحزم والعزم وعدم التواني لكن من يتوانى ويؤجل عمله الى الغد ثم يكون الغد ليس له يندم يقول ليتني فعلت هذا الامر بالامس احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا الحسن ابن ابي بكر قال اخبرنا عبد الله ابن اسماعيل الهاشمي قال حدثنا عبد الله ابن محمد بن عبيد قال حدثني اسماعيل بن ابراهيم قال حدثنا صالح المرئي عن قتادة عن ابي الجل قال عن ابي الجلد قال قرأت في بعض الكتب ان سوف جند من جند ابليس والاقرب في الاثر السابق انها فكس في غدك كما كست في اليوم آآ كما هو في عدد من مصادر التخريج التي خرجت هذا الاثر غير اقتضاء العلم اه اورد عن ابي الجلد قال قرأت في بعض الكتب ان سوف جند من جند ابليس وهذا لا ريب فيه ان ابليس يقتل الناس عن مصالحهم تحصيل امورهم بهذا التسويف كلما ارادوا خيرا اه دعاهم الى التسويف التسويف من جنود ابليس التي يستعملها في صد الناس عن الخير فلا يزالون يؤخرون يؤخرون الى ان تفجأ المرء منيته وهو لا لا يزال يسوف ويؤخر آآ اعماله ولهذا الواجب على الناصح لنفسه ان يكون على حذر شديد من التسويف احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا محمد بن احمد بن الرزق وعلي بن احمد بن عمر المقري قال اخبرنا جعفر بن محمد الخلدي قال حدثنا ابراهيم بنص المنصوري قال حدثني ابراهيم البشار قال حدثني يوسف ابن اسباط قال كتب الي محمد بن سمرة السائحة بهذه الرسالة اي اخي اياك وتأمير وتأمير التسويف على نفسك كانه من قلبك فانه محل الكلال وموئل التلف. وبه تقطع الامال وفيه تنقطع الاجال فانك ان فعلت ذلك ابدلته من عزمك وهواك عليه فعلا. واسترجع من بدنك من السآمة ما قد تولى عنك فعند مراجعته اياك لا تنتفع نفسك من بدنك بنافعة. وبادر يا اخي فانك مبادر بك واسرع فانك مسروع بك وجد وجد فان الامر جد وتيقظ من رقدتك وانتبه من غفلتك وتذكر ما اسلفت وقصرت وفرطت وجنيت وعملت فانه مثبت محصى فكأنك بالامر قد فاغتبطت ما بما قدمت او ندمت على ما فرطت ختم المصنف رحمه الله تعالى هذه الرسالة بهذا الاثر عن محمد بن سمرة السائح انه كتب هذه الوصية الى يوسف ابن اسباط قال اي اخي اياك وتأمين التسويف على نفسك. وان كانه من قلبك اي احذروا التسويف و ان تجعله اميرا على نفسك بمعنى ان ان ان مصالحك التي تقبل عليها نفسك يكون الامير فيها هو التسويف بمعنى ايضا انه كلما عرظت لك مصلحة واقبلت عليها نفسك جاء هذا التسويف واجل اعمالك ثم اذا اقبلت مرة اخرى جاء هذا التسويف واجل اعمالك فيجب على الناصح لنفسه الا يمكن هذا التسويف من قلبه قال فانهم محل الكلال الكلال الاعياء مثل قوله وهو كل على مولاه العيال والعجز وآآ فتور الهمة فهو محل الكلال وموئل التلف موئل التلف لان ضياع مصالح الامر لضياع مصالح المرء من اعظم اسبابها التسويف قال وبه تقطع الامال تقطع الامال اي كلما املت نفسك في خير تقوم به قطع عليك هذا الامل التسويف وعطلك عن القيام به وفيه تنقطع الاجال وفيه تنقطع الاجال فيضيع عمر المرء معطلا من مصالحه واغتنامه في الخيرات والطاعات وانواع القرب فانك ان فعلت ذلك ادلته من عزمك وهواك عليه فعلا اي تجعل الدولة له والغلبة و يكون اه تسلطه عليك مثل ما تقدم في قوله اياك وتعمير التسويف على نفسك واسترجع من بدنك من السآمة او واسترجع من بدنك اي التسويف واسترجع من بدنك من السآمة ما قد ولى عنك فيصبح بسبب التسويف يمل من العمل ولو قام بقليل من الاعمال حدثت له السآمة التي هي الملل ما قد ولى عنك فعند مراجعته اياك لا تنفع لا تنتفع نفسك من بدنك بنافعة اذا كان متسلطا عليك التسويف لا تستطيع ان تنتفع من بدنك بنافعة لان كل ما اردت ان تنتفع بنافعة جاء هذا التسويف الذي امرته على نفسك وعطلك عن هذه المنافع وبادر يا اخي اي بالعمل واحذر التسويف فانك مبادر بك واسرع فانك مسرع بك فهذا كما جاء في الحديث التي الحديث الذي تقدم اغتنم خمسا قبل خمس حياتك قبل موتك فمسرع بك الى الموت فبادر اي سارع في العمل الصالح المقرب الى الله عز وجل وجد فان الامر جد وتيقظ من رقدتك واليقظة هي اول المنازل وبداياتها وانتبه من غفلتك لا يمضي الانسان في هذه الغفلة ومع هذا التسويف الى ان ينقظي الاجل وهو معطل عن مصالحه واغتنام اوقاته وتذكر ما اسلفت وقصرت وفرطت وجنيت وعملت فانه مثبت محصى احصاه الله ونسوه كل ما مضى من تقصير وتفريط وجناية تذكره لا يكن آآ غائبا او ذاهبا عن ذهنك وقال فكأنك بالامر قد بغتك يفاجئك فاجأتك المنية فاغتبطت بما قدمت او ندمت على ما فرطت مثل ما جاء في الحديث ان قال عليه الصلاة والسلام فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه فهذه وصية نافعة في التحذير من التسويف وخطورته على الانسان في حياته وبها ختم رحمه الله تعالى كتابه هذا كتابه كتابه هذا وكتاب نافع في بابه اقتضاء العلم العمل وسبق ان القيت محاضرة بهذا العنوان وطبعت بعنوان ثمرة العلم العمل. وتضمنت فوائد ان تيسر الاطلاع عليها وقراءتها فهي تعزز من الفائدة باذن الله التي حصلناها في آآ واستفدناها من هذا الكتاب نسأل الله عز وجل ان يجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا اه طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب واشير قبل ان اختم الى ان ان ابن ابي الدنيا رحمه الله له كتاب في الشكر مطبوع وحوى فوائد عظيمة جدا ونحن في هذا الوقت بحاجة الى الشكر والاكثار من شكر المولى والثناء عليه سبحانه وتعالى فعندنا في هذا قصور وتقصير والشكر كما يصفه العلماء حافظ جالب حافظ للنعم الموجودة وجالب النعم المفقودة والله تعالى يقول واذ تأذن ربكم لئن شكرتم الازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد وستكون باذن الله سيكون باذن الله اعتبارا من الغد قراءة في منتقى من من كتاب الشكر لابنة بالدنيا لان الكتاب فيه توسع في ذكر الاثار والاخبار والروايات وفي بعضها ايضا ما هو ضعيف فهناك منتقى جيد لهذا الكتاب مجرد من الاسانيد واقتصر على مهمات هذا الكتاب مع تجنب ما كان فيه اه فيه ضعف وسيجعل في الكتاب في هذا المساء ان شاء الله في الموقع من اراد ان ان يأخذ منها نسخة الكترونية والكراهة فيه ستكون اه اعتبارا من الغد باذن الله سبحانه وتعالى نفعنا الله اجمعين ووفقنا لكل خير واصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته