بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق. لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا انت. اما بعد فان الاخلاق مواهب الهية ومنح ربانية يتفضل الرب سبحانه وتعالى بها على من شاء من عباده والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وقد روى البخاري في كتابه الادب المفرد عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال ان الله قسم بين لكم اخلاقكم كما قسم بينكم ارزاقكم وله حكم الرفع بل روي مرفوعا عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. وقد جاء عن طاووس بن كيسان رحمه الله قال ان هذه الاخلاق منائح وان الله عز وجل اذا اراد بعبده خيرا منحه خلقا صالحا واذا ادرك المسلم قيمة الخلق الحسن ومكانته العلية وانه منا الهية يمن الله سبحانه وتعالى به على من شاء من عباده بذل وسعه مستعينا بربه تبارك وتعالى في تحصيل الخلق الحسن تكميل نفسه به. فان نيل الخلق الحسن يحتاج ارجو من العبد الى بذل للاسباب النافعة التي تنال الاخلاق من خلالها مستعينا بالله تبارك وتعالى متوكلا عليه محققا قول النبي عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله وقد كتب اهل العلم رحمهم الله تعالى في الاخلاق الاسلامية والاداب الشرعية كتابات عديدة ومؤلفات نافعة. وكتبوا ايضا فيما يتعلق بخلق طلبة العلم. وحملته. وخلق حملة كتاب الله تبارك وتعالى والمعتنين به قراءة وحفظا وتفقها وهو باب عظيم جدا. جدير بطالب العلم ان يعنى به. بل ان الامر كما قال عبدالله ابن المبارك رحمه الله تعالى كاد الادب ان يكون ثلثي العلم لعظيم مكانته ورفيع منزلته وعلو شأنه وكونه عنوانا لفلاح صاحبه في دنياه واخراه. وان من الكتابات النافعة والمؤلفات المفيدة في هذا الباب كتابين لامام من ائمة ثلاث كعالم رباني وامام ناصح صاحب تصانيف عديدة مفيدة انه الامام ابو بكر محمد ابن الحسين الاجري رحمه الله وتعالى حيث الف في هذا الباب كتابين من انفع ما يكون. كتاب اخلاق العلماء وكتاب اخلاق حملة القرآن. وجمع بين دفتي هذين الكتابين من النصوص القرآنية والاحاديث النبوية والاثار السلفية اينير لطالب العلم طريقه ويهديه سبيله ويكتسب من خلاله من الاخلاق فاضلة والاداب الكاملة ما يكون رفعة له. في دنياه واخراه والامام الاجري رحمه الله تعالى اشتهر بحسن التصنيف وجودة التأليف وجمال التبويب وحسن الوعظ. والتأديب فهو كما وصف عالم رباني. والعالم الرباني هو من جمع بين العلم والعمل والدعوة. كما سيأتي اشارة الى ذلك. وقد من الله ايه بان عاش المرحلة الاخيرة من عمره مجاورا في مكة عند بيت الله الحرام قد كانت وفاته سنة ثلاث مئة وستين للهجرة وقبل وفاته بثلاثين سنة جاء الى مكة حاجا او معتمرا فاستطاب المكان واستحسنه اشتاق للبقاء في مكة ولو مدة يسيرة. فسأل الله ان يوفقه وللاقامة في مكة ولو سنة واحدة. فعاش بعد هذه الدعوة ثلاثين ثلاثين سنة الى ان توفاه الله في مكة ودفن فيها. ومما لقب به رحمه الله تعالى شيخ الحرم الشريف. لانه عرف بامامته وعلمه. وكان يقصده الطلاب من الانحاء يفيدون من علومه ويروون عنه الاحاديث والاثار وايضا يفيدون من مواعظه وحسن تأديبه وتربيته رحمه الله تعالى واجانب عرف به رحمه الله. وهو ملحوظ ايظا في مصنفاته. له نفس وعظي جدا يأخذ بالقارئ ويشده ويجذبه الى فهم الفائدة. والعناية بالموعظة. فرحمه الله وغفر له ولجميع علماء المسلمين ووفقنا اجمعين للعلم نافع والعمل الصالح. وهدانا اجمعين لاحسن الاخلاق. لا يهدي لاحسنها الا هو. واعاذ انا من سيئها لا يعيذ من سيئها الا هو. انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل. ونبدأ مستعينين بالله وتعالى طالبين مده وعونه وتوفيقه في قراءة الكتاب الاول من هذين الكتابين الا وهو كتاب اخلاق العلماء. نعم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى في كتابه اخلاق العلماء بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. وصلى الله على سيدنا محمد النبي الامي. واله وسلم وبالله اي استعين وحسبي الله ونعم الوكيل اما بعد. فان الله عز وجل وتقدست اسماؤه اختص من من احب فهداهم للايمان ثم اختص من سائر المؤمنين من احب. فتفضل عليهم فعلمهم الكتاب والحكمة وفقههم في الدين وعلمهم التأويل. وفضلهم على سائر المؤمنين وذلك في كل زمان اوام رفعهم بالعلم وزينهم بالحلم. بهم يعرف الحلال من الحرام. والحق من الباطل ضار من النافع والحسن من القبيح. فضلهم عظيم وخطرهم جزيل. ورثة الانبياء قرة عين الاولياء الحيتان في البحار لهم تستغفر. والملائكة باجنحتها لهم تخضع. والعلماء ماء في القيامة بعد الانبياء تشفع. مجالسهم تفيد الحكمة وباعمالهم ينزجر اهل الغفلة هم افضل من العباد واعلى درجة من الزهاد. حياتهم غنيمة وموتهم مصيبة يذكرون الغافل ويعلمون الجاهل لا يتوقع لهم بائقة ولا يخاف منهم غائلة لتأديبهم يتنازع المطيعون. وبجميل موعظتهم يرجع المقصرون. جميع الخلق الى علمهم محتاجة والصحيح على من خالف بقولهم مجاجا. الطاعة لهم من جميع الخلق واجبة. والمعصية لهم محرمة. من اطاعهم رشد. ومن عصاهم عند. ما ورد على امام المسلمين من امر اشتبه عليه حتى وقف وفيه فبقول العلماء يعمل. وعن رأيهم يصدر. وما ورد على امراء المسلمين من حكم لا علم لهم به فبقولهم يعملون. وعن رأيهم يصدرون. وما اشكل على قضاة المسلمين من حكم قول العلماء يحكمون وعليه يعولون. فهم سراج العباد ومنار البلاد. وقوام الامة وينابيع الحكمة هم غيظ الشيطان بهم تحيا قلوب اهل الحق وتموت قلوب اهل مثلهم في الارض كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر. اذا انطمست النجوم تحيروا واذا اسفر عنها الظلام ابصروا. بدأ المصنف الامام الاجري رحمه الله كتابه المبارك اخلاق العلماء بهذه البداية التي في اشتملت على عصارة مفيدة وخلاصة جامعة لمكانة اهل العلم. وعظيم منزلتهم. ورفيع شأنهم. فاورد رحمه الله تعالى خلاصة من انفع ما يكون في بيان مكانة اهل العلم هل استهل بها كتابه؟ وصدر بها مؤلفة لتكون حافزا لطالب العلم على مزيد العناية بطلب العلم والرعاية لتحصيله والجد في نيله. ليبلغ هذا المبلغ العظيم ينال هذه الدرجة الرفيعة. ونوع رحمه الله فيما يتعلق بفظائل اهل العلم علي مكانتهم ورفيع منزلتهم ليكون ذلك حافزا للطالب على العناية بالطلب والتأسي بهؤلاء الائمة الاعلام. وما ذكره رحمه الله من اجمال ساق براهينه واورد دلائله فيما يأتي من كتاب رحمه الله بذكر الادلة من القرآن والسنة وايضا ذكر المأثور عن السلف رحمهم الله تعالى فيما اورده وذكره رحمه الله تعالى وبدأ هذه الاوصاف بان العلم والتوفيق له هو فضل من الله سبحانه وتعالى. يختص به جل وعلا من شاء من عباده فاختص من سائر المؤمنين من احب فتفضل عليهم فعلمهم الكتاب والحكمة وفقههم في الدين. وهذا من ارادة الخير بهم. كما سيأتي معنا في الحديث من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. وذكر ان العلماء فظلهم مقدم على غيرهم. ومنزلتهم ارفع من غيرهم في سائر الاوقات. في كل زمان ان واوان. والاوان هو الحين. يجمع على اونة مثل زمان وازمنة وذكر رحمه الله تعالى ان من الدلائل والشواهد على مكانة اهل العلم ورفيع منزلتهم انهم بهم يعرف الحلال من الحرام والحق من الباطل والضار من النافع والحسن من القبيح. فان هذه الامور لا يميز بينها احاد الناس وافراد المسلمين. وانما الذي من اتاه الله البصيرة ومن الله عليه بالعلم. ولهذا كانوا مرجعا للناس في معرفتي هل هذا حلال او حرام؟ هل هو سنة او بدعة؟ هل هو حق او باطل وبيان ذلك كله انما هو لاهل العلم دون غيرهم. فهم الموقعون عن رب العالمين. بما اتاهم الله عز وجل من علم وبما وفقهم اليه من بصيرة بدينه سبحانه وتعالى. وذكر من شواهد ودلائل عظيم مكانة اهل العلم انهم ورثة الانبياء. فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. وانما العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر. وان الحيتان لهم وان الملائكة تضع اجنحتها لطالب العلم تضع اجنحتها لطالب العلم رظا بما يصنع. وذكر ايظا من دلائل مكانة اهل العلم ان اهل الغفلة ينزجرون عن غفلتهم ببعض اهل العلم وحسن تأديبهم. وذكر من مكانتهم انهم افضل من العباد. لان نفع العابد قاصر عليه اما نفع العالم فانه متعدي. وذكر من دلائل مكانة اهل العلم ان حياتهم غنيمة. لان العالم لا يزال الناس يستفيدون من علومه ويهتدون بتوجيهاته ونصائحه ويرجعون اليه في حل المشكلات وفك المعضلات والاجابة على السؤالات فحياة العالم غنيمة اي غنيمة للناس يستفيدون من علومه وموته مصيبة. مثل ما قال السلف رحمهم الله تعالى موت العالم ثلمة في الاسلام لا يسدها شيء. فهي مصيبة عظيمة من كبرى المصائب. وذكر ايضا من دلائل مكانة اهل العلم ان جانبهم مأمون. لا يتوقع الهم بائقة ولا يخاف منهم غائلة؟ اي لا يتوقع من العالم شر وعدوان واذى فهو مأمون الجانب لان العلم اكبر زاجر وحاجز. العلم بالله وباسمائه وصفاته وبشرعه ودينه وبالحلال والحرام اكبر زاجر للعبد. فلا يتوقع لهم بائقة ولا يخافوا انهم غائلة لان العلم يحجزهم ويردعهم ويمنعهم قال رحمه الله تعالى بحسن تأديبهم يتنازع المطيعون. التنازل التجاذب والتناول ومنه قول الله سبحانه وتعالى عن اهل الجنة يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم. يتنازعون يتعاطون ويتناولون وكانه والله اعلم اراد بقوله بحسن تأديبهم يتنازع المطيعون ان يتجادلوا يتجاذبون الفوائد الحكم والعلوم النافعات والاخلاق الفاضلات والاداب الكاملات فلا يزالون في مجالس اهل العلم وما في فيها من وعظ وتذكير وتأذيب وتأديب يتنازعون اي يتجاذبون ويتناولون خيرا تلو خير وفائدة تلو فائدة ومنفعة تلو الاخرى وبجميل موعظتهم يرجع المقصرون. اي عن تفريطهم وغيهم واسرافهم في انفسهم قال رحمه الله جميع الخلق الى علمهم محتاج. لان علم الذي عند اهل العلم ليس كسائر علوم. العلوم الاخرى يحتاج اليها في حال دون حال. اما العلم الشرعي فكل محتاج اليه ولا صلاح لحال العبد الا به في دنياه واخراه. فالخلق كلهم محتاج الى علمهم والصحيح على من خالف بقولهم محجاج الصحيح اي صاحب الحق الصحيح اي صاحب الحق. على من خالف اي في رده ومناقشته لمن خالف خالف الحق والصواب بقولهم محجاج اي يحاجوا المخالف بقول اهل العلم وها انت ترى في بعض المناقشات او بعض الردود كيف ان المقام ينقل فيه كلام الائمة الاعلام والعلماء الاكابر قال فلان وقال فلان وقال العالم الجليل فلان. فالمحق صاحب الحق يحاج مبطل المخطئ باقوال اهل العلم. باقوال اهل العلم. الطاعة لهم من جميع واجبة والمعصية لهم محرمة. لان الله عز وجل يقول يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. ما لم يأمر بمخالفة امر الله ولهذا جعل طاعتهم تبعا لطاعة الله ليست مستقلة واولي الامر منكم من اطاعهم رشد ومن عصاهم عند اي حال حاد وماله عن الحق والهدى. ثم ذكر حاجة الحكام الامراء الى العلماء. وانه كلما اشكل عليهم امر مرجعهم فيه الى اهل العلم. فعنهم يصدرون وعلى كلامهم يعولون. ثم ذكر ان العلماء سراج العباد اي انهم هم الذين يضيئون بما اتاهم الله من علم للناس طريقهم. وسيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى مثل بديع للغاية. حول هذا المعنى. ومنار والمنار هو الاعلام التي يهتدى بها. وفي الحديث لعن الله من غير منار الارض وقوام الامة. وقوام الامة وقوام الامر هو نظامه وعماده الذي عليه يقوم فقيام الامة وصلاحها وفلاحها انما هو اهل العلم الذين يقومون الحق وبه يعدلون. وينابيع الحكمة هم غيظ الشيطان. لان العلماء بما يبينون للناس و ينصحون ويعظون في تعلم الجاهل ويتذكر الغافل ويستفيد المتعلم وينزجر العاصي هذا كله غيظ للشيطان. كله غيظ للشيطان ونقض مساعيه الفاسدة في اظلال الناس. واغوائهم وابعادهم عن دين الله تبارك وتعالى. ثم ختم رحمه الله بقوله ان اهل العلم في الارض كمثل النجوم. في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر جميع ما ذكره رحمه الله تعالى من اوصاف سيذكر شيئا من دلائله فيما سيأتي من كلامه رحمه الله تعالى نعم. فان قال قائل ما دل على ما قلت قيل له الكتاب ثم السنة. فان قال فاذكر منه ما اذا سمعه المؤمن سارع في طلب العلم ورغب فيما رغبه الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم. قيل له اما دليل القرآن فان الله عز وجل قال يا ايها الذين امنوا اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم واذا قيل انشذوا فانشذوا يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. والله بما تعملون خبير الله عز وجل المؤمنين ان يرفعهم ثم خص العلماء منهم بفضل الدرجات. نعم. قوله رحمه الله تعالى فان قال فاذكر منه ما اذا سمعه المؤمن سارع في طلب العلم ورغب فيما رغبه الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم اي من العناية بالعلم وطلبه. هذا يفيد ان ذكره رحمه الله تعالى لهذه الاوصاف ومن ثم ذكره للادلة عليها ساقه لامرين الاول بيانا لمكانة العلماء. حتى تعرف اقدارهم ومكانتهم ومنزلتهم العلية والامر الثاني حثا طالب العلم على العناية بالطلب المسارعة الى طلب العلم ليترقى في منازل الطلب حتى يبلغ مبلغ العلماء الاكابر والائمة المحققين. ساق من ادلة القرآن في بيان فظل اهل العلم ورفيع مكانتهم قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اذا قيل لكم تفسحوا في فافسحوا يفسح الله لكم. واذا قيل انشزوا فانشزوا. يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير. ذكر او امر سبحانه وتعالى بهذا الادب رفيع من اداب المجالس ومن مقتضيات الايمان يا ايها الذين امنوا اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا وذكر جل وعلا ان الجزاء من جنس العمل يفسح الله لكم. واذا قيل اي انهضوا من المجلس لامر او لحاجة اقتضاها المقام فانشزوا اي قوموا وانهضوا ثم قال جل وعلا يرفع الله الذين امنوا منكم الذين اوتوا العلم درجات. وهذا فيه ان القيام بهذه الامور. والقيام بهذه الاوصاف هو ومن الايمان ومن العلم. ولهذا لما امر بهذه الاداب ذكر جل وعلا انه يرفع الذين امنوا ويرفع الذين اوتوا العلم درجات. وآآ مما يقتضيه هذا العلم ويستوجبه التحلي بالاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة رفيعة ومنها هذا الخلق العظيم الذي ذكر في هذه الاية. والشاهد من ايرادها رفعة درجات اهل العلم وان الله عز وجل يرفع اهل العلم على غيرهم درجات قال رحمه الله فوعد الله عز وجل المؤمنين ان يرفعهم ثم خص العلماء منهم اي من المؤمنين بفظل الدرجات نعم. وقال الله عز وجل انما يخشى الله من عباده العلماء ان الله عزيز غفور فاعلم خلقه انه انما يخشاه العلماء به. وهذه الاية فيها دليل على فظيلة العلم وفضيلة حملة اه العلم من جهة ان العلم داع الى خشية الله انما يخشى الله من عباده العلماء. فمن دلائل فضل العلم ورفيع مكانته انه داع لخشية الله سبحانه وتعالى والعلماء اشد الناس خشية لله. لانهم اعلم الناس بالله. ومن كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب. وعن معصيته تبارك وتعالى ابعد فالعلم يورث الخشية. والعلماء بالله سبحانه وتعالى اشد الناس خشية لله عز وجل. قال المصنف رحمه الله فاعلم سبحانه وتعالى خلقه انه انما يخشاه العلماء به. العلماء به. وهذا فيه ان العبد كلما ازداد علما بالله وصفاته وعظمته سبحانه وتعالى ازداد خشية لله وتحقيقا لتقواه لفي علاه نعم. وقال عز وجل يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا وما يذكر الا اولو الالباب. وسيأتي فيما نقله من الاثار ان الحكمة العلم والفقه والبصيرة اه بدين الله تبارك وتعالى وفي هذه الاية ان ذلك منا وفظل يتفظل الله سبحانه وتعالى به على من يشاء من عباده. والله ذو الفضل العظيم. نعم. وقال عز وجل ولقد اتينا لقمان حكمة. وقال جل وعلا ولقد اتينا لقمان الحكمة اي مننا عليه وتفضلنا عليه بالحكمة. والحكمة كما سيأتي في المنقول عن السلف هي الفقه. والبصيرة في دين الله تبارك وتعالى. نعم. وقال عز ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. وقال عز وجل لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم واكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون. وهاتان الايتان فيها ذكر اه العلماء الربانيين العلماء الربانيين قال كونوا ربانيين كونوا ربانيين. والعالم انما يكون عالما ربانيا اذا سمعت فيه اوصاف ثلاثة العلم والعمل والدعوة الى ما وفقه الله الله سبحانه وتعالى اليه من علم نافع. فاجتماع هذه الاوصاف في العالم يكون بها ربانيا فلا يكون ربانيا الا اذا فقه دين الله سبحانه وتعالى وعلم وعمل بما علم ودعا الناس سائل ذلك. قال ابن الاعرابي رحمه الله اذا كان الرجل عالما عاملا معلما قيل له رباني نعم يقال فقهاؤهم وعلماؤهم. نعم. وقال عز وجل وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. وفي هذه الاية وجعلنا منهم فيه ان هذا ايضا منا وان العالم لا يكون عالما الا بجعل الله له. ولا يكون اماما الا بجعل الله له. فهو فضل الله سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. قال وجعلنا منهم ائمة. يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. وهذا ذكر هذه الرتبة العلية رتبة امامة في الدين وان هذه الرتبة لا تنال الا بتحقيق اصول اربعة جمعت في هذه الاية الكريمة لا تنال الا بتحقيق اصول اربعة جمعت في هذه الاية الكريمة. الاول والثاني في قوله يهدون بامرنا فالاول هو الهداية هداية الخلق بدعوتهم وتعليمهم نصحهم وحسن موعظتهم وتأديبهم. والامر الثاني في قوله بامرنا بامرنا اي ان هدايتهم للخلق انما هي بما اتاهم الله من علم وبصيرة بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهم يهدون الخلق بامر الله اي بالعلم الذي تلقوه من كتابه وسنة نبيه لا بالاهواء او الاذواق او المواجيد او الاراء او غير ذلك. فالامامة في الدين انما تكون بهداية الخلق بامر الله اي شرعه وحيه. قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. الامر الرابع والخامس الصبر الثالث والرابع الامر الثالث والرابع الصبر واليقين. الصبر واليقين. كما قال الله سبحانه لما صبروا وكانوا بايات يوقنون اما الصبر فهو بانواعه الثلاثة الصبر على طاعة الله والصبر عن معصية الله والصبر على اقدار الله تبارك وتعالى المؤلمة. واما اليقين فهو تمام العلم وكماله هو انتفاء الشك والريب. انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشكوا. نعم. وقال عز وجل وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما الى قوله واجعلنا للمتقين اماما. ثم ختم هذه الاية او هذه الايات بهذه الاية الكريمة في ذكر الرب سبحانه وتعالى عباد الرحمن ومنها دعاؤهم بهذه الدعوة المباركة واجعلنا للمتقين ماما واجعلنا للمتقين اماما اي من علينا يا الله. بحسن الاتصاف بصفات الخير وحسن الاقتداء بمن قبلنا من ائمة الحق والهدى لنكون ائمة حق وهدى لمن بعدنا ولمن معنا ولهذا قال ابن عباس في رظي الله عنهما في قوله وجعلنا للمتقين اماما ان يهتدى بنا في الخير. وانما يهتدى بالمرء في الخير اذا اتصف بصفات الخير. فكان قدوة للاخرين فيها. ولهذا لا يكون الرجل اماما للمتقين الا اذا اتم هو بالمتقين. لا يكون الرجل اماما للمتقين بعده. الا اذا اتم بالمتقين قبله الا اذا اتم بالمتقين قبله. نعم. قال محمد بن الحسين وهذا النعت ونحوه في القرآن يدل على فضل العلماء وان الله عز وجل جعلهم ائمة للخلق يقتدون بهم نعم هذا من الدلائل على فضل اهل العلم ان الله جعل جعلهم ائمة ان الله عز وجل جعلهم ائمة يقتدي بهم الخلق. نعم. قال اخبرنا ابو بكر قال حدثنا ابو شعيب عبدالله بن الحسن الحراني قال حدثنا مروان بن عبدالله الرقي قال حدثنا فضيل ابن عياض عن ليث عن مجاهد في قول الله عز وجل الحكمة من يشاء قال العلم والفقه. نعم. قال حدثنا ابو بكر قال حدثنا ابو الفضل جعفر ابن محمد صندلي قال حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال حدثنا شبابه قال حدثنا ورقاء عن ابن ابي نجيح عن مجاهد في قول الله اتيناه حكما وعلما. قال الفقه والعقل والعلم. قال اخبرنا ابو بكر قال حدثنا ابو بكر ابن ابي داود قال حدثنا اسيد بن عاصم قال حدثنا الحسين يعني ابن حفص الاصفهاني قال حدثنا سفيان عن ابن ابي نجيح المجاهد في قول الله عز وجل ولقد اتينا لقمان الحكمة قال العقل والفقه والاصابة في القول في غير نبوة. قال اخبرنا ابو بكر قال حدثنا ابو بكر بن ابي داود قال اخبرنا ابو امية قال اخبرنا يزيد ابن هارون قال اخبرنا ورقاء عن ابن ابي نجيح عن مجاهد في قوله عز وجل ولقد اتينا لقمان الحكمة. قال الفقه والعقل واصابة القول في غير نبوة. هذه اه اه اربع روايات ساقها رحمه الله تعالى كلها عن مجاهد ابن جبر رحمه الله تعالى في معنى الحكمة في قول الله يؤتي الحكمة اتيناه حكما وعلما ولقد اتينا لقمان الحكمة وان المراد بالحكمة الفقه والبصيرة بدين الله تبارك وتعالى نعم. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابراهيم بن موسى الجوزي قال اخبرنا يوسف بن موسى قال اخبرنا وكيع قال اخبرنا علي بن صالح عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى قال عنهما في قول الله عز وجل اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. قال اولوا الفقه والخير نعم. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو العباس احمد بن سهل العشناني. قال اخبرنا الحسين بن الاسود العجلي. قال اخبرنا ابن ادم قال اخبرنا شريك عن ليث عن مجاهد في قول الله عز وجل اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم قال الفقهاء والعلماء. قال وحدثنا يحيى ابن ادم قال اخبرنا الفضل ابن مهلهل عن عن مغيرة عن ابراهيم مثله. ذكر رحمه الله تعالى هذه الاثار لبيان قول الله عز وجل آآ اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. وفيما ذكره من آآ نقول عن السلف رحمهم الله تعالى ان المراد باولي الامر في الاية الفقهاء آآ اقول الفقه والعلم بدين الله تبارك وتعالى. وايظا جاء عن السلف رحمهم الله الله تعالى ان المراد باولي الامر الامراء والحكام والاية تتناول هؤلاء وهؤلاء تتناول هؤلاء وهؤلاء قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يشترك فيه اي قول الله عز وجل واولي الامر منكم يشترك فيه اهل اليد والقدرة وهم الحكام واهل العلم والكلام وهم العلماء والفقهاء. فلهذا كان اولو الامر صنفين العلماء والامراء انتهى كلامه رحمه الله تعالى. لم يعطي اولي الامر بصنفين الطاعة المطلقة وانما قيد كما يفيده قوله واولي الامر ولم يقل واطيعوا للامر. بما يفيد ان طاعتهم تابعة لطاعة الله. فاذا امروا بشيء فيه مخالفة لامر الله او امر رسوله صلى الله عليه وسلم فلا طاعة آآ لمخلوق في معصية الخالق. نعم قال رحمه الله تعالى باب ذكر ما جاءت به السنن والاثار من فضل العلماء في الدنيا والاخرة قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو بكر عبد الله ابن ابي داود قال اخبرنا ابو طاهر احمد بن عمرو المصري قال اخبرنا بشر ابن بكر عن الاوزاعي عن عبد السلام بن سليمان عن يزيد ابن سمرة عن كثير ابن قيس عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. ان العلماء ورثة الانبياء. ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما انما تورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو العباس احمد بن موسى بن زنجوية قال اخبرنا هشام ابن عمار الدمشقي قال اخبرنا حفص بن عمرو عن عثمان بن عطاء عن ابيه عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وان العلماء هم ورثة الانبياء. ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولا لكنهم ورثوا العلم فمن اخذه فقد اخذ بحظ وافر. قال اخبرنا ابو بكر هذا الباب عقده الامام الاجري رحمه الله تعالى من اجل سوق جملة من الاحاديث المروية عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام والاثار المنقولة عن السلف رحمهم الله تعالى في بيان فضل العلماء في الدنيا والاخرة. وبدأ بهذا الحديث العظيم حديث ابي الدرداء في ذكر فظل اهل العلم وذكر الحديث من وجاء ايضا في بعض طرقه بالفاظ اوسع مما ذكر هنا فيه قال ابو الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من سلك طريقا يلتمس فيه علم من سهل الله له به طريقا الى الجنة وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع لفظل العالم على العابد كفظل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وان آآ آآ وان العلماء ليستغفر لهم آآ كل شيء حتى الحيتان في الماء وان العلماء ورثة الانبياء ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ واسع. فاشتمل الحديث على خمس جمل في بيان فضل اه اهل العلم ومكانتهم. الاولى منها ان من سلك طريق العلم وسار في درب تحصيله سلك به العلم طريقا الى الجنة ان الجنة انما تنال بمن الله وفضله بالاعمال الصالحة ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون والاعمال الصالحة انما يهتدى اليها وتعرف بالعلم والجملة الثانية ذكر فيها من فضيلة اهل العلم وطلبة العلم ان الملائكة تضع اجنحتها لطالب العلم رظا بما يصنع. والفظيلة الثالثة ان فظل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وليلة البدر هي ليلة التمام في منتصف الشهر. كيف ان القمر حسن ظيائه وجمال نوره يظيء الارظ. يضيء الارظ بخلاف النجوم النجوم زينة في السماء لكن تأتي في اخر الشهر يكون الظلام دامس مع وجود النجوم مع وجود النجوم في السماء. ولا تستطيع ان ترى ما امامك لكن في منتصف الشهر كل شيء واضح امامك. كل شيء شيء واضح امامك. تستطيع ان كنت في برية وطريقا لم تسلكه اول مرة. في ليالي الابداع ان تركض ركظا لان الطريق واظح من اوظح ما يكون امامك. ففظل العالم على العابد كفظل القمر ليلة البدر لسائر الكواكب. ومما قيل في سر هذا التفضيل ان نفع العالم عائد على الامة. اما عابد فنفعه عائد الى نفسه. فوزينة في نفسه جمال في نفسه. اما العالم فنفعه ضياء للامة ونور الناس والجملة الخامسة الرابعة ان العالم يستغفر يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في الماء حتى الحيتان في الماء. ومما قيل في ذلك ان العالم يزجر الناس عن المحرمات وعن الاثام وينهاهم عن الحرام. فان هذه الاثام والمحرمات فساد للارض ظهر الفساد قال الله تعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس فالعالم يزجر اه العصاة ويعظ ويذكر ويخوف بالله. وينهى عن الحرام ام هو يبين عقوبة الاثام فينزجر اهل الغفلة ويرتدع العصاة ويحصل الصلاح باذن الله تبارك وتعالى فالعالم يستغفر له اه كل شيء حتى الحيتان في اه يستغفر له من في السماوات والارض حتى الحيتان في ثم الجملة الخامسة من هذا الحديث قال ان العلماء ورثة الانبياء ان العلماء ورثة الانبياء فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر ولهذا من لطيف ما يروى في هذا الباب ما جاء عن الصحابي الجليل ابي هريرة رضي الله عنه انه دخل على الناس السوق وهم يبيعون ترون فقال ما بالكم في هذا المكان وميراث النبي عليه الصلاة والسلام يقسم في المسجد الا تأخذون منه نصيبكم؟ فانطلق الناس من السوق الى المسجد ظنوا ان ما لم اقسم وبقي ينتظرهم. علم انهم سيعودون فرجعوا اليه رضي الله عنه قال ما وجدنا شيئا. ما وجدنا شيئا لانهم ظنوا ان الذي يقسم في المسجد مالا قالوا ما وجدنا شيئا. فذكر لهم ان ميراث النبي عليه الصلاة والسلام هو العلم وان من اخذه اخذ بحظ وافر. والعلماء في المساجد يبينون للناس العلم قال عليه الصلاة والسلام فان العلماء ورثة الانبياء. هذا مما يبين المكانة آآ العلية لاهل العلم انهم الانبياء ورثوا من الانبياء العلم. فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اي العلم اخذ بحظ وافر اي من ميراث الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه وهذا الحديث العظيم حديث ابي الدرداء رضي الله عنه في فضل طلب العلم افرده الامام ابن رجب الحنبلي رحمه الله شرح ماتع في رسالة له مطبوعة بهذا العنوان شرح حديث ابي الدرداء في فضل طلب العلم. وهي رسالة نافعة جدا في بيان مضامين هذا وفوائده العظيمة. نفعنا الله اجمعين بما علمنا. وزادنا علما واصلح لنا شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انك غفور اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيه ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد. واله وصحبه جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق. ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين امين. سؤال؟ في وقت؟ اذا في وقت فات. السائل يقول ما هو الحكمة في التفرقة بين العلم والفقه في اثر مجاهد عند تفسيره لقوله تعالى الحكمة. فقال الحكمة العلم والفقه العلم والفقه آآ عند الجمع بينهما يراد بالفقه دقة في الاستنباط واستخراج الاحكام اه استظهار اه استظهارها من ادلتها التفصيلية من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولهذا قد يحمل المرأة العلم يعني النصوص المتضمنة آآ العلم ولا يكون آآ فقيها بما دلت عليه من من احكام وما تضمنته من حكم ولهذا جاء في الحديث قال النبي عليه الصلاة والسلام رب حامل آآ رب حامل فقه الى من هو افقه منه. ورب حامل فقه غير الفقيه نعم يسأل يقول هل يجوز ان احرم وانا لابس شيء على الجبيرة؟ مجبر يده عليه علاقة نعم اذا آآ اذا اذا كان على يده جبيرة لا يظر يلبس الاحرام يلبس الاحرام الرزاء والازار والرداء ولا يظر لا تضر الجبير احرامه في شيء. اما اذا كان سؤاله انه يحتاج الى لباس بيعلقها بالعلاقة ذي. حتى العلاقة هذي لا تؤثر علاقة ترفع الجبيرة وتنهضها هذه لا تؤثر على احرامه نعم. يقول هل صحيح قول من قال بان اقوال العلماء يستدل لها ولا يستدل بها. نعم هذه الكلمة مشهورة عن اه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قال كل يستدل لقوله لا به الا الله ورسوله فكلام العالم ليس هو الدليل. كلام العالم ليس هو الدليل. اذا سئل السائل عن مسألة لا يصح ان يقول الحكم كذا والدليل قول العالم الفلاني كذا. الدليل انما هو قول الله وقول رسوله عليه الصلاة والسلام. قول العالم ليس هو الدليل. وانما يطلب له الدليل ايه ده كل يستدل لقوله. لا به. الا الله ورسوله. لان كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم هو الحجة وعليه المعول. واما كلام العالم فانه ينظر هل دل عليه الدليل او لم يدل او لم يدل عليه الدليل. هذا معنى قوله يستدل لقوله ايطلب الدليل لقوله. فان قام دليل على قوله قبل والا لم يقم دليل على قوله رد كما قال الامام مالك رحمه الله تعالى كل يؤخذ من قوله ويترك الا صاحب هذا القبر يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم. اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله سلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خير