نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى في كتاب اخلاق العلماء في باب ذكر ما جاء به السنن والاثار من فضل العلماء في الدنيا والاخرة. الرواية الثالثة قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو جعفر محمد ابن الحسن ابن ابن الدقاق قال اخبرنا هارون ابن عبد الله البزار قال اخبرنا ابن هارون قال انبانا يزيد ابن عياض عن صفوان ابن سليم عن سليمان ابن يسار عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما عبد الله عز وجل بشيء افضل من فقه في دين ولا فقيه واحد اشد على الشيطان من الف عابد. ولكل شيء عماد عماد الدين الفقه. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه وساقه المصنف في جملة ما ساقه من روايات دالة على عظم شأن العلم ورفعة مكانة حملته وهذا الحديث فيه من فضل العلم انه من اعظم القرى ومن اعظم ما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى قال ما عبد الله عز وجل بشيء افضل من فقه في دين والمراد بقوله ما عبد الله بشيء اي بعد الفرائض. بعد فرائض الدين وواجباته من توحيد وصلاة مكتوبة ونحو ذلك من فرائض الدين ما عبد الله بشيء افضل من الاشتغال بالتفقه في الدين جاء عن الثوري رحمه الله تعالى انه قال ليس عمل بعد الفرائض افضل من طلب العلم ليس عمل بعد الفرائض افضل من طلب العلم فطلب العلم قربة من القرب وعبادة من العبادات بل من اعظم ما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى ان يجاهد المرء نفسه على الفقه في دين الله وتعلم بشرع الله سبحانه وتعالى واذا علم ان طلب العلم قربة من القرب وعبادة من العبادات فليعلم فليستحضر قول الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين فليستشعر طالب العلم الاخلاص في طلبه للعلم ليكون طلبه للعلم عبادة مقبولة عند الله سبحانه وتعالى قال ولا فقيه واحد اشد على الشيطان من الف عابد ولفقيه واحد اشد على الشيطان من الف عابد وذلك ان العابد نفعه قاصر على نفسه اما العالم فنفعه عائد الى الناس ومتعد الى الاخرين اضافة الى ان العالم بنصحه للناس وبيانه لشرع الله ونهيه عن الحرام وتحذيره من الاثام ونقظه للبدع والضلالات يهدم كل ما يبنيه الشيطان في الناس يهدم بذلك كل ما يبنيه الشيطان. في الناس. ولهذا فان العالم اشد على الشيطان من العابد اشد على الشيطان من العبد لان العابد عمله قاصر على نفسه اما العالم فعمله وعلمه ودعوته وتعليمه نفع للامة نفع للامة قال ولفقيه واحد اشد على الشيطان من الف عابد. ولكل شيء عماد العماد هو ما يقوم عليه الشيء مثل ما قال القائل والبيت لا يبتنى الا باعمدة ولا عماد اذا لم ترسى او كل شيء له عماد البيت له عماد الخيمة له لها عماد وكل شيء له عماد لا يقوم الا على عمادة قال وعماد الدين الفقه وعماد الدين الفقه لان لان الدين لا يقوم الا على الفقه الدين لا يقوم الا على الفقه في دين الله واذا عبد الناس الله سبحانه وتعالى بدون فقه في دينه سبحانه وتعالى وقعوا في الضلال ولهذا قال عمر ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى من عبد الله بغير علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح فعماد الدين الفقه كل عمل وكل عبادة وكل طاعة يتقرب بها العبد الى الله ما لم تكن قائمة على الشرع فهو عمادها لا تقبل ولهذا صح في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وهذا مما يدل على ان عماد الدين الفقه لانه ان لم تكن العبادة وفق الشرع ردت على صاحبها. فعماد الدين هو الفقه في دين الله تبارك وتعالى اسناد هذا الحديث غير ثابت فيه يزيد ابن عياض كذبه مالك وغيره كما في التقريب نعم قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو بكر ابن ابي داود قال اخبرنا عمرو بن عثمان قال اخبرنا الوليد بن مسلم عن روح ابن جناح عن مجاهد عن ساقطة تلحق عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال فقيه واحد اشد على ابليس من الف عابد ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما وهو بمعنى حديث بمعنى حديث ابي هريرة الذي تقدم قبله وايضا هو كسابقه فغير ثابت فيه روح ابن جناح متهم بالوضع اتهمه بذلك ابن حبان وابو سعيد النقاش آآ ابن القيم رحمه الله في آآ كتابه مفتاح مفتاح دار السعادة وهو يتحدث عن فضل العلم وشرفه من وجوه كثيرة جدا ذكر اورد هذا الحديث من وجوه وطرق في كتابه مفتاح دار السعادة وخلص الى ان الى ان قال رحمه الله في ثبوته نظر والظاهر انه من كلام الصحابة فمن دونهم. والظاهر انه من كلام الصحابة فمن دونهم اي قوله لفقيه واحد اشد على الشيطان من الف عابد ثم قال ابن القيم رحمه الله في كتابه مفتاح دار السعادة قال وهذا معناه صحيح اي ما جاء في هذا الخبر فقيه واحد اشد على الشيطان من الف عابد قال هذا معناه صحيح فان العالم يفسد على الشيطان ما يسعى فيه ويهدموا ما يبنيه فكلما اراد احياء بدعة واماتة سنة حال العالم بينه وبين ذلك فلا شيء اشد عليه من بقاء العالم بين ظهراني الامة ولا شيء احب اليه من زواله من بين اظهرهم ليتمكن من افساد الدين واغواء الامة واما العابد يقول ابن القيم رحمه الله واما العابد فغايته ان يجاهد نفسه ليسلم منه في خاصته غايته اي فيما يبذله من جهد وعبادة ان ان يجاهده ليسلم منه في خاصة نفسه وهيهات له ذلك وهيهات له ذلك اي الا ان اعانه الله عز وجل وسلمه واعاده من الشيطان نعم قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا مر معنا قبل ان نواصل في درسنا الماظي آآ في اول صفحة من الكتاب قول المصنف رحمه الله تعالى بحسن تأديبهم يتنازع المطيعون بحسن تأديبهم اي العلماء يتنازع المطيعون. اشرت الى ان التنازع هو التبادل والتعاطي التجاذب ومنه قوله تعالى يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم نظير ذلك ما رواه الدارمي في السنن عن وهب بن منبه رحمه الله تعالى قال مجلس يتنازع فيه العلم مجلس يتنازع فيه العلم احب الي من قدره صلاة لعل احدهم يسمع الكلمة اي في مجلس العلم فينتفع بها سنة او ما بقي من عمره. فينتفع بها سنة او او ما بقي من عمره فقوله رحمه الله احب الي من قدره الصلاة يعني من قدر مجلس العلم صلاة المراد بالصلاة النفل. فلا شيء احب الى الله عز وجل من اه بعد الفرائض من التقرب اليه طلب العلم والتفقه في الدين نعم قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابراهيم بن الهيثم الناقد قال اخبرنا داوود ابن رشيد قال اخبرنا الوليد عن روح ابن جناح عن مجاهد قال بينا نحن واصحاب ابن عباس حلق في حلق في المسجد. نعم حلق كسر الحاء طاووس وسعيد بن جبير وعكرمة وابن عباس قائم يصلي اذ وقف علينا رجل فقال هل من فقلنا سل فقال اني كلما بلت تبعه الماء الدافئ. قال قلنا الذي يكون منه ولد؟ قال نعم قلنا عليك الغسل. قال فولى الرجل وهو يرجع قال وعجل ابن عباس في صلاته ثم قال العكرمة علي بالرجل واقبل علينا فقال ارأيتم ما افتيتم به هذا الرجل عن كتاب الله قلنا لا قال فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا لا قال فعن اصحاب رسول الله صلى الله عليه قلنا لا قال فعمه قلنا عن رأينا قال فقال فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيه واحد اشد على الشيطان من الف عابد. قال وجاء الرجل فاقبل عليه ابن عباس فقال ارأيت اذا كان ذلك منك اتجد شهوة في قبرك؟ قال لا. قال فهل تجد في جسدك؟ قال لا. قال انما هذه ابردة يجزئك منها الوضوء. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الخبر وفيه روح بن جناح عرفنا انه متهم فالخبر بما في في ذلك القصة المروية غير ثابتة لانها من رواية روح هذا عن مجاهد قال عن روح ابن جناح عن مجاهد فالخبر غير ثابت وايضا من المستبعد على هؤلاء الافاضل طاووس وسعيد وعكرمة في مجلس في ابن عباس رضي الله عنهما ان يتسرعوا للفتية وابن عباس بين ايديهم وبين ظهرانيهم الخبر غير ثابت وقوله في تمام هذا الخبر قول ابن عباس لهذا لهذا الرجل انما هذه ابرده بكسر الهمزة والراء ابردا والمراد بها برد في الجوف جوف الانسان يترتب عليه خروج هذا السائل اللزج واما من حيث الحكم فكما آآ ذكر هنا مثل هذا الماء الذي يتبع اه البول ولا يخرج دفقا بشهوة حكمه حكم البول ينظف الموضع ويتوضأ منه ولا يوجب غسلا وانما الغسل يجب في خروج الماء دفقا بشهوة او بالتقاء الختانين كما دلت على ذلكم الاحاديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه اما الخبر فغير ثابت نعم قال محمد بن الحسين كيف لا يكون العلماء كذلك؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا خيرا يفقهه في الدين. كيف لا يكون العلماء كذلك اي بهذه المنزلة ومن ذلكم انهم اشد على الشيطان من الف عابد. كيف لا يكونون كذلك والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر آآ ان من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. نعم قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو مسلم ابراهيم بن عبدالله الكشي قال اخبرنا سليمان بن داود الشاذكوني قال اخبرنا عبد الواحد بن زياد قال اخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. نعم. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا الفريابي. قال اخبرنا ابو مسعود المصيصي. قال اخبرنا علي بن الحسن بن قال اخبرنا عبد الله بن المبارك قال اخبرنا يونس عن الزهري عن حميد بن عبدالرحمن قال سمعت معاوية رضي الله عنه يخطب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من يرد الله به خيرا في الدين قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو محمد يحيى ابن محمد ابن صاعد قال اخبرنا محمد بن زنبور المكي قال اخبرنا اسماعيل ابن جعفر قال اخبرنا عبد الله بن سعيد بن ابي هند عن ابيه عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين قال محمد بن الحسين فلما اراد الله تعالى بهم خيرا فقههم في دينه وعلمهم الكتاب والحكمة سرجا للعباد ومنارا للبلاد قال رحمه الله تعالى كيف لا يكون العلماء كذلك؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ثم ساق هذا الحديث باسانيده عن ابي هريرة عن معاوية وعن ابن عباس رضي الله عنهم وعن الصحابة اجمعين والحديث الاول من رواية ابن عباس رضي الله عنهما في سليمان ابن داوود وهو متروك كما في التقريب والحديث الثاني حديث معاوية متفق على صحته خرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما وهذا الحديث حديث عظيم جدا في بيان مكانة العلم عظم شأنه وان من يوفق للعلم وطلبه وتحصيله وملازمة مجالسه وقراءة كتبه ومجاهدة نفسه على التفقه فيه فهذا من علامات ارادة الخير به. من علامات ان الله سبحانه وتعالى اراد به الخير ومفهوم المخالفة لهذا الحديث ان من يعرظ عن العلم وينصرف عنه ولا ينشرح صدره له ولا يقبل على مجالسه ولا يحرص على التفقه في دين الله سبحانه وتعالى فهذا من علامات عدم ارادة الخير به. هذا من علامات عدم ارادة الخير به لان من اراد الله به خيرا فقهه في الدين. فمفهوم المخالفة لذلك ان من لا يفقه في الدين ولا ينشرح صدره للفقه في الدين ولا يقبل على مجالس العلم التي يبين فيها الحلال والحرام ويمضي حياته على جهله واعراضه فهذا من علامات عدم ارادة الخير به. فالحديث حديث عظيم من حيث الدلالة على مكانة العلم. وان من وفق لطلب العلم فهذا من علامات اه ارادة ارادة الله سبحانه وتعالى الخير به. والمراد بالفقه هنا ليس مجرد الفقه العري من العمل وانما المراد بالفقه الفقه المستلزم للعمل. لان من يتفقه في الدين ولا يعمل من يتفقه في الدين ولا يعمل بهذا الفقه انما اكثر حجج الله عليه وصار علمه حجة عليه لا له. وقد قال عليه الصلاة والسلام والقرآن حجة لك او عليك وقال ايضا ان الله يرفع بهذا القرآن اقواما ويضع اخرين فالمراد قوله عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين اي الفقه الذي يستلزم العمل والتقرب الى الله سبحانه وتعالى بهذا العلم. يقول الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مفتاح دار السعادة قال وهذا يدل على ان من لم يفقهه في الدين لم يرد به خيرا كما ان من اراد به خيرا فقهه في دينه ومن فقهه في دينه فقد اراد به خيرا اذا اريد بالفقه العلم المستلزم للعمل فانظر هذا القيد اذا اريد بالفقه العلم المستلزم للعمل. واما ان اريد به مجرد العلم فلا يدل على ان من فقه في الدين فقد اريد به خيرا فان الفقه حينئذ يكون شرطا لارادة الخير وعلى الاول يكون موجبا الاول الفقه المستلزم للعمل الذي يترتب عليه العمل هذا موجب ليه للثواب وتحصيله ونيله وعلامة واضحة وظاهرة على ارادة الله سبحانه وتعالى الخير بعبده اما اذا كان يطلب العلم ولا يبالي بالعمل ونفسه مارضة عن العمل ففقه في الدين حجة عليه لا له وليس هذا من علامات ارادة الخير بالعبد وانما علامة ارادة الخير بالعبد ان يفقهه تبارك وتعالى في الدين فقها يستلزم اه العمل نعم قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو جعفر احمد ابن يحيى الحلواني. قال اخبرنا الهيثم نخارجه. قال اخبرنا رشدين بن سعد عن عبدالله بن الوليد التوجيبي عن ابي حفص حدثه انه سمع انس بن مالك رضي الله عنه يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم ان مثل العلماء في الارض كمثل نجوم السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فاذا انطمست النجوم يوشك ان تضل الهدى. نعم. ثم اورد رحمه الله تعالى آآ هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان مثل العلماء في الارظ كمثل نجوم السماء ان مثل العلماء في الارض كمثل نجوم السماء. يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فاذا انطمست النجوم يوشك ان تضل الهداة اذا انطمست النجوم مثل ان يكون الناس في سفر ثم حال بينهم وبين النجوم السحاب اوشك الا ان يضل الهداة الطريق الله جل وعلا يقول وعلامات وبالنجم هم يهتدون. لكن اذا حال بينهم وبين فالنجوم سحاب او غبار او كتم في الجو اصبحوا لا يرون اه النجوم اوشكوا ان يضلوا الطريق. لانهم يهتدون في الليل بالنجوم والشأن كذلك في الامة اذا غاب عنها العالم واذا فقدت العالم الناصح المربي الموجه فان الناس يضلون عن سواء السبيل فحاجة الامة الى العلماء كحاجة السائرين فالطريق الى النجوم يهتدون بها والنجوم خلقت لثلاث دل عليها القرآن زينة للسماء وعلامات يهتدى بها ورجوما للشياطين وهذه الصفات التي خلقت النجوم لاجلها هي ايضا متوافرة في العالم فكما ان النجوم زينة للسماء فالعلما زينة الارض فالعلماء زينة الارض وكما ان النجوم علامات يهتدى بها فالعلماء ائمة هدى يهدون الناس الى الحق والى طريق مستقيم وكما ان النجوم رجوما للشياطين فان العلماء رجوما لاهل الباطل ودعاة الضلالة بنقض شبههم وكشف زيفهم اه اه بيان ظلالهم وبعدهم عن دين الله تبارك وتعالى فمثل العلماء في الارض كمثل نجوم السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فاذا انطمست النجوم يوشك ان تظل الهداة. كذلك اذا فقد العلماء يوشك ان يضل الناس عن سواء السبيل واسناد هذا الحديث غير ثابت فيه رشدين بكسر الراء وليس بضمها كما هو مكتوب هنا بن سعد المهري المصري وضعيف وشيخ عبد الله ايضا لين الحديث وابو حفص مجهول نعم قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو بكر بن عبدالله بن محمد بن عبدالله بن عبدالحميد الواسطي. قال اخبرنا زهير بن المروزي قال اخبرنا الحسن ابن موسى قال اخبرنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن ان ابا الدرداء رضي الله عنه قال مثل العلماء في الناس كمثل النجوم في السماء يهتدى بها. ثم اورد هذا الاثر موقوف على ابي الدرداء اه رضي الله عنه قال مثل العلماء في الناس كمثل النجوم في السماء يهتدى بها مثل العلما في الناس كمثل النجوم في السماء يهتدى بها وفيه في الاسناد الانقطاع بين الحسن وابي الدرداء في انقطاع بين الحسن وابي الدرداء لكن المعنى صحيح لا اشكال فيه ومتقرر وثابت مثل العلماء كمثل النجوم في السماء ومثل ما سبق الايضاح ان النجوم خلقت لثلاث يهتدى بها وزينة للسماء ورجوم للشياطين وهذه الاوصاف كلها منطبقة على العالم. وهذا المعنى قرره ابن القيم رحمه الله الله تعالى في مفتاح دار السعادة وكذلك ابن رجب في كتابه شرح حديث ابي الدرداء في فضل طلب العلم ثم اذا كان العلماء بمثابة النجوم يهتدى بها فالنجوم متى متى يحتاج اليها؟ ليهتدى بها الان اذا اذا اراد رجل في الصحراء ان اه يصلي ينظر الى النجوم ويعرفون من خلال مواقع ان النجوم القبلة يعرفون من خلال مواقع نجوم القبلة فيحدد القبلة من خلال النظر الى النجوم لكن اذا وقف عند الكعبة هل يحتاج ان يرفع بصره الى السماء وينظر الى النجوم حتى يحدد القبلة والكعبة امامه ولهذا العلماء يدلون الى الحق لكن اذا استبان الحق لاحد لا يبحث عن او ينظر في قول قائل اذا استبانت كما قال الامام الشافعي السنة سنة النبي صلى الله عليه وسلم للمرء ليس له ان يدعها لقول احد كائنا من كان يقول ابن القيم رحمه الله فمن استدل بالنجم على القبلة فاذا شاهدها لم يبقى لاستدلاله بالنجم معنى لم يبقى لاستدلاله بالنجم معنى والمراد ان السنة اذا استبانت للمرء واتضحت له وصارت ظاهرة جلية له ليس له ان يدعها لقول احد كائنا من كان نعم قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو بكر ايضا. قال اخبرنا زهير بن محمد. قال امبانا يعلى ابن عبيد. قال اخبرنا محمد بن اسحاق عن عمه موسى ابن يسار قال بلغنا ان سلمان الفارسي رضي الله عنه كتب الى ابي الدرداء رضي الله عنه ان العلم كالينابيع يغشى الناس فيختلجه هذا وهذا فينفع الله به غير واحد. وان حكمة لا يتكلم بها كجسد لا روح فيه. وان علما يخرج ككنز لا ينفق. وانما مثل المعلم كمثل رجل عمل سراجا عمل فراجا في طريق مظلم يستضيئ به من مر به وكل يدعو الى الخير. نعم ببعض النسخ كمثل رجل حمل سراجا نعم قال محمد بن الحسين فما ظنكم رحمكم الله بطريق فيه افات كثيرة ويحتاج الى سلوكه في ليلة ظلماء فان لم يكن فيه مصباح والا تحيروا. فقيض الله لهم فيه مصابيحا تضيء لهم. فسلكوه على السلامة والعافية. ثم جاءت طبقات من الناس لابد لهم من السلوك فيه. فسلكوا فبينما هم كذلك اذ طبعت المصابيح فبقوا في الظلمة فما ظنكم بهم هكذا العلماء في الناس لا يعلم كثير من الناس كيف اداء الفرائض؟ ولا كيف اجتناب المحارم؟ ولا كيف يعبد الله في جميع ما يعبده به خلقه الا ببقاء العلماء. فاذا مات العلماء تحير الناس ودرس العلم بموتهم وظهر الجهل. فانا لله وانا اليه راجعون. مصيبة ما اعظمها على المسلمين نعم. قال اورد رحمه الله تعالى هذا الخبر ان سلمان الفارسي رضي الله عنه كتب الى ابي الدرداء رضي الله عنه. ان العلم كالينابيع يغشى الناس فيختلجه هذا وهذا فينفع الله به غير واحد هذا مثل عظيم جدا للعلم وان مثل العلم مثل الينابيع ومن المعلوم ان الماء اذا نبع من الارض مشى وبدأت تختلجه وتجتذبه الاودية فيذهب في الاودية ويكون نصيب الاودية من الماء بحسب حجم هذه الاودية. فمن الاودية اودية كبيرة تحمل ماء كثيرا ومن الاودية اودية صغيرة لا تحمل الا ماء قليلا فمثل العلم مثل الينابيع مثل الينابيع التي تفيظ بالماء فيختلجه هذا وهذا يعني يجتذبه هذا وهذا. كل يأخذ نصيبه من من هذا العلم واذا كان العلم مثله مثل الينابيع فان مثل قلوب الناس في تحمل العلم مثل الاودية فمن الاودية اودية كبيرة تحمل ماء كثيرا ومن الاودية اودية صغيرة لا تحمل الا ماء قليلا وهكذا الناس اذا نبع العلم بينهم نشر بينهم من الناس من يحصل منه نصيبا كبيرا يضبط منه حظا وافرا ومن الناس من لا يحصل منه الا شيئا قليلا بمعنى انهم يتفاوتون في تحصيله يتفاوتون في تحصيله ومن الناس من لا يحصل شيئا من الناس من لا يحصل شيئا فالناس يتفاوتون في ذلك تفاوتا عظيما قال ان العلم كالينابيع يغشى الناس فيختلجه هذا وهذا يعني يجتذبه هذا وهذا. كل يأخذ نصيبه من هذا العلم فينفع الله به غير واحد على تفاوت بينهم في الانتفاع. منهم من ينتفع انتفاعا كبيرا ومنهم من ينتفع قليلا ومنهم ربما لا ينتفع بحسب القلوب والاستعداد والتهيؤ والاقبال ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب. او القى السمع وهو شهيد قال وان حكمة لا يتكلم بها كجسد لا روح فيه وان حكمة اي مثل الحكمة التي لا يتكلم بها بيانا وايظاحا ونصحا وتعليما مثلها كجسد لا روح فيه لان فائدة الحكمة النفع والفائدة لا ان تبقى حبيسة في موضعها وان علما لا يخرج ككنز لا ينفق اي منه. وهو كذلك في بعض المصادر لا ينفق منه وان علما لا يخرج معنى لا يخرج اي لا يبذله صاحبه للناس لا يبذله صاحبه للناس فمثل العلم الذي لا يبذله صاحبه للناس مثل المال الذي لا ينفق منه صاحبه وقد قال الاربيري رحمه الله في وصيته لابنه عندما ذكر العلم وقال وكنز لا تخاف عليه لصا خفيف الحمل يوجد حيث كنت يزيد بكثرة الانفاق منه. وينقص ان به كفا شددته فالعلم يزيد بكثرة الانفاق منه ان علما لا يخرج اي لا ينفع صاحبه به الناس ككنز لا ينفق لا ينفق منه ككنز لا ينفق منه وجاء في بعض مصادر هذا الخبر قال وان علما لا يعمل به ككنز لا ينفق منه ككنز لا ينفق منه اي ان صاحب العلم اذا لم يعمل بعلمه فمثله مثل شخص عنده كنز لا ينفق الا لا ينفق منه والمعنيان كلاهما وارد فالعلم مطلوب من صاحبها ان ينتفع اولا وان ينفع الاخرين ثانيا وهذا وهذا هو صلاح النية في طلب العلم العلم لا يعدله شيء اذا صلحت النية قيل وما صلاحها؟ قال ان تنوي به رفع الجهل عن نفسك وعن غيرك. هكذا روي عن الامام احمد رحمه الله تعالى قال وان مثل المعلم كمثل رجل عمل سراجا او حمل سراجا كما في بعض النسخ في طريق مظلم عمل سراجا اي وضع سراجا للناس في طريق مظلم او حمل بيده سراجا للناس في طريق مظلم والثاني اقرب. وكلاهما صحيح من حيث المعنى. حمل سراجا في طريق مظلم يستظيء به من مر به فهذا مثل للعالم مثل العالم مثل رجل كان الناس في ظلمة شديدة فحمل سراجا حمل سراجا اضاء به للناس طريقهم فابصروا الطريق اصبح من يسير يأمن ان يعثر او يقع في حفرة او يصطدم بشجرة ذات شوك او غير ذلك. بهذا النور الذي استطع بيد آآ ذلك الرجل فهذا مثل العالم مثل العالم مثل رجل حمل مصباحا في ليلة ظلماء اضاء للناس اه الطريق قال وكل يدعو الى الخير هكذا هنا وعند الدارمي وقد روى هذا الخبر قال كل يدعو له بالخير وهو اوضح وكل يدعو له بالخير اي كل يدعو لحامل هذا المصباح بالخير وهكذا الناس يستفيدون من اهل العلم وينتفعون من علومهم ويدعون لهم بالخير نعم ثم علق فالامام الاجري رحمه الله تعالى بقوله فما ظنكم رحمه الله؟ رحمكم الله بطريق فيه افات كثيرة طريق مظلم في حفر وفي اشجار شائكة ذات شوك وفيه هوام وفيه اذى بطريق فيه افات كثيرة ويحتاج الناس الى سلوكه في ليلة ظلماء فان لم يكن فيه مصباح والا تحيروا ان لم يكن فيه مصباح والا تحيروا فقيض الله لهم فيه مصابيح تضيء لهم فسلكوا على السلامة والعافية. تخيل يقول هذا المثل تصور هذا المثل اناس في ليلة ظلماء ومحتاجين الى السير في الطريق وطريق مظلم وفيه افات كثيرة جدا بينما هم كذلك اذا مصابيح تظيلهم الطريق فسلكوا على السلامة والعافية ثم جاءت طبقة طبقات من ناس لابد لهم من السلوك فيه فسلكوا فبينما هم كذلك اطفأت المصابيح فبقوا في الظلمة كيف يكون حال هؤلاء يقول رحمه الله فما ظنكم بهم ما ظنكم بهم يعني تصور هذه الصورة احضرها في ذهنك حتى تدرك مكانة العلماء وعظم منفعة العلماء. تصور اناس في ليلة ظلماء ظلام دامس وفي الطريق افات وهم مضطرون للسير في هذا الطريق وطفأت المصابيح طفأت المصابين كيف كيف تكون حال هؤلاء فما ظنكم بهم؟ هكذا العلماء في الناس يقول رحمه الله هكذا العلماء في الناس لا يعلم كثير من الناس كيف اداء الفرائض ولا كيف اجتناب المحارم ولا كيف يعبد الله في جميع ما يعبده به خلقه الا ببقاء العلماء ولهذا قال بعض السلف لولا اهل العلم لكان الناس مثل البهائم. يعني لا يميزون بين حلال وحرام وسنة وبدعة وكفر وايمان وحق وباطل لولا العلماء اي لولا منة الله على العباد بالعلما لاصبحت لاصبح حال الناس مثل البهائم قال قال رحمه الله فاذا مات العلماء تحير الناس ودرس العلم بموتهم اي ذهب العلم دروس العلم ذهابه وظهر الجهل وظهر الجهل لان اذا ذهب نور العلم بموت حملته بموت حملته ظهر الجهل. واصبح يظهر في الناس ادعية وليسوا علماء يقولون في الله وفي دين الله وفي شرع الله بغير علم فيضلون ويضلون عن سواء السبيل يقول رحمه الله فانا لله وانا اليه راجعون وهذه كلمة استرجاع ومر معنا قريبا في الخبر المتقدم آآ ان الرجل ولى وهو يرجع يرجع يعني يقول انا لله وانا اليه راجعون قال فانا لله وانا اليه راجعون. هذي كلمة استرجاع تقال عند المصيبة. قال الله تعالى وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. انا لله اي انا لله عبد وانا اليه راجعون اي وانا وانا الى الله سبحانه وتعالى راجع وهذا من اعظم استحضاره من اعظم ما يسلو به المصاب في مصابه تستحضر انه عبد لله وانه راجع الى الله مصيره وغيره الى الله سبحانه وتعالى. هذا من اعظم ما يسلو به المرء في مصابه قال فان لله وانا اليه راجعون. مصيبة فمصيبة مصيبة ما اعظمها على المسلمين. مصيبة ما اعظمها على المسلمين ومن طريقة المؤلف رحمه الله تعالى انه بتعليقاته يربط بين الخبر السابق او الاخبار السابقة والاخبار الاتية. لان ما سبق تكلم فيه عن ان العلم نور ثم سينتقل الى انطفاء هذا النور بموت العلماء فتجده يربط بين ما يورده ويسوقه من اخبار ربطا من اجمل ما يكون وانفعه انظر على سبيل المثال التعليق الذي قبله لما تكلم عن خبر من يرد الله به خيرا ويريد ان ينتقل منه الى ان العلماء مثل النجوم علق بقوله فلما اراد الله بهم خيرا فقههم في دينه وعلمهم الكتاب حكمة وصاروا سرجا للعباد. ومنارا للبلاد ثم اخذ يسوق ما يدل على ذلك. وهذه طريقة مضى عليها يربط بين السابق واللاحق بربط هو من اجمل انفع ما يكون مما انبه عليه وهو واظح اه يتكرر معنا في اول كل اسناد اخبرنا ابو بكر يتكرر في اول كل اسناد اخبرنا ابو بكر والمراد به المصنف آآ محمد بن الحسين آآ الاجري رحمه الله والقائل اخبرنا ابو بكر هو الراوي عنه تلميذه الراوي عنه ابو الحسن علي ابن احمد الحمامي المقرئ نعم قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو بكر وعبدالله ابن محمد ابن عبد الحميد الواسطي قال اخبرنا زهير قال اخبرنا سعيد ابن سليمان قال اخوان عطاء بن محمد الحراني عن بعض اصحابه قال قال كعب عليكم بالعلم قبل ان يذهب فان ذهاب العلم موت اهله موت العالم نجم طمس موت العالم كسر لا يجبر. وسلمة لا تسد. بابي وامي العلماء. قال احسبه قال قبلة اذا لقيتهم وضالتي اذا لم القهم لا خير في الناس الا بهم. ثم اورد رحمه الله هذا الخبر في بيان اه آآ عظم المصيبة مصيبة الامة بموت العلماء وفقد آآ العلماء وان دروس العلم بموت حملته وهم اهل العلم وانه اذا مات العلماء ظهر الجهل وتصدر في الناس الجهال تقدم معنا آآ الخبر والاشارة من قول ابن القيم الى ان قصاراه انه موقوف على الصحابة او من دونهم فقيه واحد اشد على الشيطان من الف عابد قل مثل ذلك في موت العالم موت العالم امر يفرح به الشيطان فرحا عظيما يفرح به اشد من فرحه بموت العباد ولهذا ينقل عن امير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال موت الف عابد اهون من موت عالم بصير بحلال الله وحرامه اورد رحمه الله هذا الخبر عن كعب قال عليكم بالعلم قبل ان يذهب عليكم بالعلم اي الزموه واقبلوا عليه واعتنوا بتحصيله وطلبه واحرصوا على ملازمة حملته من العلماء الاكابر قبل ان يذهب قبل ان يذهب فان ذهاب العلم موت اهله فان ذهاب العلم موت اهله مثل ما سيأتي معنا في الحديث. لا ينتزع الله العلم انتزاعا من صدور الرجال ولكن آآ ولكن بموت العلماء فيقول رحمه الله فان ذهاب العلم موت اهله موت العالم نجم طمس موت العالم مثل موت العالم مثل نجم طمس نجم في السماء يهتدي به الناس فطمس هذا النجم هذا مثل لموت العالم مثل اخر قال موت العالم كسر لا يجبر وثلمة لا تسد وكان السلف رحمهم الله تعالى يقولون ذلك موت العالم ثلمة لا تسد ما تعاقب الليل والنهار موت العالم كسر لا يجبر وظلمة لا تسد بابي وامي العلماء يعني افديهم بابي وامي بابي وامي العلماء قال احسبه قال قبلتي اذا لقيتهم يعني مقصدي وغايتي وطلبتي اذا لقيتهم اشعر بانني ظفرت بمطلوبي وعثرت على طلبتي وبغيتي وحاجتي قبلتي اذا لقيتهم وضالتي اذا لم القهم اذا لم القى العلماء ولم القى مجالس العلم فهم ضالتي ابحث عنهم الضالة الشيء المفقود فهم ضالتي اذا لم القهم اي نفسي متطلعة في البحث عنهم وعن مجالسهم قبلتي اذا لقيتهم وضالتي اذا لم القهم لا خير في الناس الا بهم لا خير في الناس الا بهم لان اه العلماء نفع للامة نفع للامة وصلاح اه العباد يعلمون الجاهل ويبصرون الغافل ويزورون العاصي ويرشدون الى دين الله سبحانه وتعالى وغير ذلك من الامور العظيمة والخيرات العميمة التي يجريها الله سبحانه وتعالى على ايدي اهل العلم قال لا خير في الناس الا بهم نعم قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو احمد هارون ابن يوسف التاجر قال اخبرنا ابن ابي عمر يعني محمد العدني قال اخبرنا سفيان ابن عيينة عن هشام ابن عروة عن ابيه عن عبدالله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله عز وجل لا يقبض العلم انتزاعا انما يقبض العلماء حتى اذا لم يبقي عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا نعم. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو بكر ابن ابي داود. قال اخبرنا احمد بن صالح. قال اخبرنا عن بثة. قال اخبرنيون عن ابن شهاب قال اخبرني عروة ابن الزبير عن عائشة رضي الله عنها انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينزع العلم من الناس بعد ان يؤتيهم اياه ولكن يذهب بالعلما فكلما ذهب يعاني من ذهب بما معه من العلم حتى يبقى من لا يعلم فيضلون ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث اه حديث النبي عليه الصلاة والسلام في بيان شأن العلم وان الله سبحانه وتعالى لا ينتزع العلم انتزاعا من صدور الرجال ولكن يكون انتزاع العلم بقبض حملته من موت العلماء وهذا يبين لنا مكانة العالم في الامة وان موت العالم مصاب عظيم في الامة وثلمة لا تسد ثمة لا تسد ارأيتم لو ان وهذا المعنى سيأتي معنا قريبا عن بعض السلف لو ان بلدة فيها على سبيل المثال عالمان كبيران عمدة للناس ومرجع فمات احدهما ما الذي يكون فاذا ذهب احدهما ذهب نصف علمه واذا ذهب الاخر ذهب علمهم كله ولهذا لما مات عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ينقل عن ابن مسعود رضي الله عنه قال احسبوا انه قد ذهب اليوم تسعة فاشار العلم قد ذهب تسعة اعشار العلم هذا اليوم لما مات عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فلا شك ان موت العالم آآ ذهاب للعلم لان الله عز وجل لا ينتزع العلم من صدور الرجال انتزاعا وانما ذهابه بذهاب كحملته واذا استحضر طالب العلم هذا المعنى اجتهد في ان يغنم بركة وجود اهل العلم فالاكابر لينتفع بما اتاهم الله سبحانه وتعالى من علم وبصيرة في دين الله تبارك وتعالى اورد هذا الحديث اولا من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وهو في الصحيحين من روايته رظي الله عنه ثم من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهو بمعنى حديث عبدالله ابن عمرو ابن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله عز وجل لا يقبض العلم انتزاعا اي انتزاعا من صدور الرجال انما يقبض العلماء انما يقبض العلماء فقبض العلم قبض العلماء اي قبض حملته حتى اذا لم يبقى عالم اي في الناس اتخذ الناس رؤوسا جهالا لماذا يتخذون رؤوسا جهالا؟ لانهم بحاجة الى من يفتيهم من يسألونه من يا يسترشدون على يديه بحاجة الى ذلك فاذا لم يوجد علماء اتخذ الناس رؤوسا جهالا وتصدر الجهال في الناس اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم اي هؤلاء الجهال فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا ظلوا اي في انفسهم عن سواء السبيل واضلوا غيرهم كلامهم في دين الله وبيانهم للناس بغير علم تظلوا اي في انفسهم واظلوا اي غيرهم عن سواء السبيل وحديث عائشة هو بمعناه قالت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله لا ينزع العلم من الناس بعد ان يؤتيهم اياه. ولكن يذهب بالعلما بقبض العلماء. فكلما ذهب بعالم ذهب بما معه من العلم حتى يبقى من لا يعلم فيضلون فيضلون او فيضلون يضلون اي هم في انفسهم ويضلون اي غيرهم عن سواء السبيل. نعم قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو احمد هارون ابن يوسف قال اخبرنا ابن ابي عمر قال اخبرنا سفيان عن الاعمش عن ابي وائل قال سمعت ابن مسعود رضي الله عنه يقول هل تدرون كيف ينقص الاسلام؟ قالوا كيف؟ قال كما ينقص دابة سمنها وكما ينقص الثوب عن طول اللبس. وكما ينقص الدرهم عن طول الخبء وقد يكون في القبيلة عالمان فيموت احدهما فيذهب نصف علمهم ويموت الاخر فيذهب علمهم كله نعم اورد رحمه الله تعالى هذا الخبر عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال لاصحابه هل تدرون كيف ينقص الاسلام اتدرون كيف ينقص الاسلام وهذا فيه حفز للنفوس حتى تفهم وتدرك وتتعلم هل تدرون كيف ينقص الاسلام قالوا كيف قال كما ينقص الدابة سمنها وفي بعض المصادر كما ينقص سمن الدابة يعني تكون الدابة سمينة فيصيبها الاوزال والضعف شيئا فشيئا كما ينقص الدابة سمنها وكما ينقص الثوب عن طول اللبس وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام ان الايمان ليخلق في جوف احدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله ان يجدد الايمان في قلوبكم فيقول كما ينقص الثوب آآ عن طول اللبس يعني كثرة ما يلبسه صاحبه وكما ينقص الدرهم عن طول الخبت هكذا وفي بعض المصادر عن طول المكث وفي بعضها الخبي يعني آآ كونه يستعمل بكثرة ويخبأ فطول المكث وطول آآ الاستعمال يكون به نقص الدرهم قال وقد يكون في القبيلة عالمان قد يكون في القبيلة عالم ان فيموت احدهما فيذهب نصف علمهم ويموت الاخر فيذهب علمهم كله فموت العالم ذهاب للعلم ومثل هذه الاخبار الاستفادة منها بان طالب العلم ينتبه حتى يغنم وجود الائمة الاكابر والعلماء المحققين فيحرص ان يحصل من علومهم وان يستفيد منهم وان يغنم وجودهم لان وجودهم وجود لعلم كبير وموتهم فقد لهذا العلم وذهابهم ذهاب لهذا العلم فالله لا ينتزع العلم انتزاعا من صدور الرجال وانما اه يكون ذلك بقبض العلماء. نعم قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو الفضل العباس ابن يوسف الشكلي قال قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه كلام الحكيم حياة القلوب. كوبل السماء غياث الامم. فنطق الحكيم جلاء الظلام. وصمت الحكيم وعاء الحكم حياة الحكيم جلاء القلوب كضوء النهار يجلي الظلم ثم اورد هذه الابيات التي تروى عن علي رضي الله عنه قال كلام الحكيم حياة القلوب. لان القلوب انما تحيا بالحكمة انما تحيا بالحكمة فحياتها حياة القلوب بالعلم والحكمة والفقه والبصيرة في دين الله. مثل ذلك قال كوبل السماء تا الأمم فالعلم في منفعته للناس مثله كمثل كمثل وبل السماء اي المطر غياث للامم غياث للامم وهذا المثل مذكور في القرآن في قول الله سبحانه الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم فكثير منهم فاسقون اعلموا ان الله يحيي الارظ بعد موتها قد بينا لكم الايات لعلكم تعقلون. اي كما ان الله يحيي الارض بالمطر فكذلك يحيي القلوب بالوحي والعلم كوبل السماء غياث الامم فنطق الحكيم جلاء الظلام يجلو اه الظلام مثل ما مر معنا ان مثل العالم مثل رجل معه مصباح يضيء للناس الطريق في الظلمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد