نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى في كتابه اخلاق العلماء قال اخبرنا ابو الفضل العباس ابن يوسف الشكلي قال قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه كلام حياة القلوب كوبل السماء غياث الامم غياث الامم. فنطق الحكيم جلاء الظلام وصمت الحكيم وعاء الحكم حياة الحكيم جلاء القلوب كضوء النهار يجلي الظلم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد او المصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى هذه الابيات التي تروى عن الخليفة الراشد امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه قال كلام الحكيم حياة القلوب. اي ان حياة القلوب تكون بالكلام المشتمل على الحكمة. والمراد بالحكمة اي المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ومن امر السنة على نفسه نطق حكمة فالحكمة التي هي كل علم وفقه مستمد من كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه بها حياة القلوب. كوبل السماء غياث الامم اي مثلها في احيائها للقلوب كمثل المطر اذا نزل على الارظ الميتة فانها تهتز وتربو وتنبت من كل زوج بهيج فكذلك القلوب. اذا دخلها و وصل اليها وبلغها الحق والهدى المستمد من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فانها تحيا ذلك وقد قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم قال فنطق الحكيم جلاء الظلام اي ينجلي الظلام بذلك ومر معنا قريبا ذكرى المثل العظيم البديع للعالم. وان العالم مثله مثل رجل في مكان مظلم والناس لابد لهم من السلوك في ذلك الطريق في تلك الليلة الظلماء فامسك بيده مصباحا يضيء للناس طريقهم وصمت الحكيم وعاء الحكم. وصمت الحكيم وعاء الحكم اي ان الحكيم كلامه عن حكمة وصمته عن حكمة. فهو في كلامه وفي صمته حكيم يتكلم متى اقتضى المقام ان يتكلم بالكلام المناسب ويصمت ايضا في الوقت والمقام المناسب لذلك. حياة الحكيم جلاء القلوب ان حياة الحكيم غنيمة للناس يجلو القلوب بما يكون منه من بيان ونصح ووعظ وارشاد تذكير ونحو ذلك كضوء النهار يجري الظلم. اي مثله في جلاء اي من ظلمتها كمثل ضوء الشمس عندما يبدد ظلمة الليل. نعم اه هذا الحديث او هذا هذه الابيات عفوا هذه الابيات اسنادها معضل لان اه العباس ابن يوسف الشكلي بكسر الشين شيخ متأخر يعني بينه وبين علي بن ابي طالب رضي الله عنه مسافة فاسناده معضل لكن الابيات من حيث المعنى ابيات جميلة جدا وواضحة اه المعنى نعم قال محمد بن الحسين وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه انه قال تعلموا العلم فان تعلمه لله خشية وطلبه عبادة ومدارسته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلم صدقة وبذله لاهله قربة لانه معالم الحلال والحرام والانيس في الوحشة الصاحب في الخلوة والدليل على السراء والضراء والزين عند الاخلاء والقرب عند الغرباء يرفع الله به اقواما فيجعلهم في الخلق قادة يقتدى بهم. وائمة في الخلق تقتص اثارهم. وينتهى الى رأيهم وترغب الملائكة في حبهم باجنحتها تمسحهم حتى كل رطب ويابس لهم مستغفر حتى حيتان البحر وهوامه وسباع البر وانعامه والسماء ونجومها لان العلم حياة القلوب من العمى ونور الابصار من الظلم وقوة الابدان من الضعف يبلغ به العبد منازل الاحرار ومجالسة الملوك والدرجات العلى في الدنيا والاخرة. والفكر به يعدل بالصيام. ومدارسته بالقيام به يطاع الله عز وجل وبه يعبد الله عز وجل وبه توصل الارحام وبه يعرف الحلال من الحرام العلم امام العمل والعمل تابعه. يلهمه السعداء ويحرمه الاشقياء اورد الامام الاهجري رحمه الله تعالى هذا الاثر المروي عن الصحابي الجليل معاذ رضي الله عنه موقوفا عليه وصدر هذا الاثر رحمه الله بقوله وروي قال وروي عن معاذ وهذه الصيغة معروفة عند اهل العلم بصيغة تمريض وهذا الاثر يروى عن معاذ موقوفا عليه ويروى عنه مرفوعا الى النبي. عليه الصلاة والسلام. لكن اسناده لم يثبت لا موقوفا ولا مرفوعا عنه رضي الله عنه وارضاه. لكنه من حيث المعنى صحيح وعظيم. وحسن وجليل ومشتمل على معاني عظيمة جدا بالعلم وفضله ومكانته ورفيع منزلته. قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى وقد خرج هذا الاثر في كتابه جامع بيان العلم وفضله قال وهو حديث حسن جدا ولكن ليس له اسناد قوي. فقوله حسن جدا اي من حيث المعنى لان معانيه جزلة. وعظيمة وكل كلمة من الكلمات التي تظمنها هذا الاثر لها شواهدها ودلائلها من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. وقال شيخ الاسلام ابن تيمية بعد ان اورد هذا الاثر قال وهذا الكلام معروف عن معاذ ابن جبل رظي الله عنه رواه عنه رواه عنه بالاسانيد المعروفة وهو كلام حسن. لكن روايته مرفوعا فيه نظر. وقال ابن القيم رحمه الله لا يثبت مرفوعا وحسبه ان يصل الى معاذ. وحسبه ان يصل الى معاذ. رضي الله عنه وارضاه قال تعلموا العلم بدأ هذا البيان لفظل العلم وبيان رفيع مكانته بالحث على تعلم العلم وملازمة مجالسته والعناية طلبة قال تعلموا العلم. فان تعلمه لله خشية. فان تعلمه لله اي ان تعلم العلم داع للخشية. ومفض اليها. وقد تقدم معنا قول الله سبحانه وتعالى انما يخشى الله من عباده العلماء ومر تعليق المصنف عليه العلم داع للخشية. لان العبد كلما ازداد بالعلم معرفة بالله وبعظمته واسمائه وصفاته وجلاله وكماله خوفا منه ومحبة له واقبالا على طاعته وبعدا عن مناهيه سبحانه وتعالى فالعلم يورث الخشية. العلم بالله واسمائه وشرعه ودينه يورث الخشية الثمرة الاولى قال فان تعلمه لله خشية. فان تعلمه لله خشية ان يثمر الخشية لله سبحانه وتعالى وطلبه عبادة. بل قال السلف ما تقرب الى الله سبحانه وتعالى بشيء افضل من طلب العلم. فطلب العلم عبادة وقربة من القرب. كما انه يتقرب الى الله بالصيام والصلاة فتوى الحج والزكاة وغير ذلك من الطاعات فانه يتقرب اليه بطلب العلم والعلم هو قيام هذه العبادات لا تقوم الا بالعلم. ولهذا به يبدأ ويقدم على غيره. لان العبادات لا يتميز صحيحها من غيره الا بالعلم ولا تتميز سنة من بدعة الا بالعلم. ولا هدى من ضلال الا بالعلم. ولهذا العلم قال الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك. فبدأ بالعلم وكان نبينا عليه الصلاة والسلام يقول في دعائه كل يوم بعد صلاة الصبح اللهم اني اسألك علما نافعا رزقا طيبا وعملا متقبلا. بدأ بالعلم قبل الرزق والعمل. لانه لا يمكن ان يميز بين رزق طيب وخبيث وعمل صالح وغير صالح الا بالعلم. فالعلم عبادة بل قيام العبادة اهل العلم. قيام العبادة على العلم. واذا علم ان العلم عبادة فليعلم ان من شرط قبول العبادة الاخلاص. فليخلص طالب العلم في طلب بالعلم وجه الله عز وجل ويقصد به وجه الله تبارك وتعالى. والا ضاعت عليه اوقات طلب العلم سدى ولا تكونوا في صالح عمله لانه لا يكون في صالح العمل الا ما ابتغي به وجه الله. وقصد به التقرب الى الله سبحانه وتعالى. ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا ومدارسته تسبيح. مدارسة العلم ومذاكرة مسائله. وآآ المجاهدة على فيه هذا تسبيح اي من الذكر لله. كما ان الله يذكر بسبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر فكذلك يذكر سبحانه وتعالى بطلب العلم. فطلب العلم بحد ذاته ذكر لله. عندما يتفقه المرء في القرآن ومعانيه ودلالاته والسنة ومعانيها ودلالاتها هذا كله مجلس كله من ذكر الله سبحانه وتعالى. كل ذلكم من ذكر الله. ولهذا يذكر ان احد السلف كان مرة في مجلس يبين للناس مسائل من الحلال والحرام. فكان في المجلس شاب فقال سبحوا هللوا قطعا في الدرس سبحوا هللوا اذكروا الله قال له وفي اي شيء نحن؟ يعني هذا هذه المجالس مجالس العلم التي يبين فيها الحلال والحرام فيها معاني الايات والاحاديث هذه كلها ذكر لله. ولهذا قال رحمه الله ومدارسته تسبيح. مدارسة العلم اي مذاكرة مسائل العلم تسبيح اي ذكر لله. تسبيح اي ذكر لله. فهو من جملة اه اه اه الذكر ومن جملة ما يذكر الله تبارك وتعالى به ان يشتغل المرء بمعرفة الله واسمائه وصفاته ومعرفة في شرعه ودينه ومعرفة الحلال والحرام هذا كله من اقامة ذكر الله سبحانه وتعالى. قال والبحث عنه جهاد. البحث عنه اي عن العلم مجاهدة النفس على طلبه وتحصيله هذا باب من ابواب الجهاد في سبيل الله. ولهذا قال ابن تيمية رحمه الله تعالى في التعليق على هذه الجملة في بعض كتبه. قال فجعل الباحثة عن العلم مجاهدا في سبيل الله. هذه عبارة ابن تيمية. قال رحمه الله فجعل الباحثة عن العلم مجاهدا في سبيل الله. مجاهدا في سبيل الله. لماذا لان قوام الدين بالعلم الدين لا يقوم الا بالعلم. لا يمكن ان يقوم امر من امور الدين الا بالعلم الشرعي المستمد من كتاب له وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فكما ان الجهاد قيام للدين فالعلم قيام للدين. ولهذا كان طلب العلم ان ضربا من دروب الجهاد في سبيل الله. وسيأتي عند المصنف قريبا قول النبي عليه الصلاة والسلام من في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع. من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع قال وتعليمه لمن لا يعلم صدقة. تعليمه لمن لا يعلم صدقة العلم لمن لا يعلم صدقة من المعلم للم تعلم من الفقيه للمتفقه صدقة وسيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى حديث حول هذا انا ان من الصدقة ان تتعلم العلم ثم تعلمه ابتغاء وجه الله. وفي سند كلام يأتي تارة اليه لكن المعنى حق تعليم العلم صدقة والنبي صلى الله عليه وسلم قال في كل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة الى ان قال وامر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة. فتعليم العلم والدعوة الى الله وتبصيرا الناس بدينهم هذا باب من ابواب الصدقة. بل ان اجره عظيم. وثوابه عند الله تبارك وتعالى جزيل. قال وبذله لاهله قربة. وبذله لاهله. اهله هم طلابه. الحريصون عليه. وعلى فقيه والعناية به. بذله لهم قربة اي مما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى لانه معالم الحلال والحرام. لانه معالم الحلال والحرام اي بالعلم يعرف الحلال من الحرام والحق من الباطل. والسنة من البدعة فلا فكيف لا يكون تعليمه لاهله قربة يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى والحلال من الحرام والسنة من البدعة والحق من الباطل والهدى من الضلال لا يعرف الا بالعلم فبذل العلم لاهله وطلابه قربة من عظيم القرب التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى والانيس في الوحشة. الانيس في الوحشة. اي ان العلم انس لصاحبه في ساعات الوحشة واذا استوحش الناس في بعض اوقاتهم فان صدر طالب العلم لا يستوحش بما اغنى الله سبحانه وتعالى صدره من امور علم يشتغل بها. فتجلو عن الصدر غمة. وتذهب عنه وحشته. فتكون انسا له في وحشته تكون انسا له في وحشته. والصاحب في الخلوة. الصاحب في الخلوة بل انه من احسن الاصحاب واطيبهم. فهو نافع لا مضرة به وخير لا شر فيه. اذا صحب اذا صحب المرء اذا صحب مرأ العلم ومسائله. واعتنى بها. فان صحبة العلم غنيمة عظيمة ما وايضا من لطيف الصحبة في العلم عندما يشتغل طالب العلم بسير الاولين من الانبياء والصحابة والتابعين ومن اتبعهم باحسان. ويقلب في سيرهم في سيرهم ويستمتع وينتفع ويستفيد من مطالعتها وقرائتها فتكون له في ذلك الفائدة العظيمة بهذه الصحبة للسير السلف الاخيار رظي الله عنهم وارظاهم فيقول رحمه الله تعالى والصاحب في الخلوة. الصاحب في الخلوة. والدليل على السراء ضراء. الدليل اي الهادي. يهدي صاحبه في سراءه وضراءه. وشدته ورخاءه. في جميع احواله له يكون العلم حاضر. فيعرف الاتجاه الصحيح. والفعل الذي ينبغي فاذا كان في سراء ارشده العلم الى ان هذا الذي سر به وفرح منة الله عليه. فلا يبتر ولا يعجب ولا يتكبر بل يتواضع لله ويحمد المنعم سبحانه جل في علاه. واذا قابلته ضراء هداه العلم الى ما ينبغي وان ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. في علم انها من عند الله. فيرضى ويسلم. ويحمد ويسترجع ولا يتسخط ويجزع فالعلم دليل لصاحبه في سرائه وضراءه وشدته ورخائه احواله والزين عند الاخلاء زين لصاحبه عند الاخلاء لانه يمتعهم وينسون بفوائده. وتوحى فيه التي يفيدهم بها الزين عند الاخلاء. والقرب وفي بعض المصادر القريب. عند الغرباء القرب عند الغرباء عادة عندما يلتقي غرباء كل واحد منهم غريب على الاخر تكون بينهم فجوة او وحشة شاف ولا يدري كل واحد منهم وكيف يبدأ الحديث مع الاخر لكن اذا وجد العلم لوجد العلم فالعلم فيه طرائقة في الدخول على القلوب والوصول الى النفوس فبما رحمة من الله لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. كان يأتيه آآ من كان يبغظه اشد البغظ. فيرى من سيرته واخلاقه وتعامله وطريقة محادثته عليه الصلاة والسلام ما يذهب عن القلوب فمن فوائد العلم وثماره العظيمة انه عند الغرباء. القرب عند الغرباء اي اي من السهل على طالب العلم ان يدخل على الغريب مداخل لطيفة وجميلة تزول الفجوة التي عادة تكون بين الغرباء بحيث انه بالعلم يعرف من اين يبدأ وكيف يبدأ وكيف يتحدث وكيف يتلطف في آآ الخطاب وكيف يجذب الى غير ذلك. قال يرفع الله به اقواما. ومر معنا قول الله سبحانه وتعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. فالعلم رفعة. يرفع الله به اقواما فيجعلهم في الخلق قادة يقتدى بهم. قادة يقتدى بهم وائمة في الخلق تقتص اثارهم وينتهى الى رأيهم. وهذه امامة في الدين لانه بالعلم والعناية به علما وعملا فهما وتطبيقا يصبح بذلك اماما قدوة للناس يقتصون اثاره ويترسمون خطاه وينهجون نهجه ويأتى به ويؤجر في ذلك كله. قال وترغب الملائكة في حبهم باجنحتها تمسحهم. ترغب الملائكة في حبهم. اي ان الملائكة تحب اهل العلم وحملته وطلاب العلم والمشتغلين به وتمسحهم باجنحتها اي كما جاء في الحديث تظع تظع اجنحتها لطالب العلم وتحف مجالس العلم باجنحتها. ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون هنا كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. ولئن كان طلاب العلم في مجالس العلم لا يرون الملائكة. وهي تحف مجالس فالعلم الا انهم من ذلك على يقين لان الذي اخبرهم بذلك الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلوات الله والسلام عليه. وهذا مما اكرم الله سبحانه وتعالى به. طلاب العلم في مجالس العلم ان الملائكة تأتي هذه المجالس وتحف مجالس العلم وتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وسيأتي معنا الحديث بذلك عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال حتى كل رطب ويابس لهم مستغفر حتى حيتان البحر وهوامه وسباع البر وانعامه والسماء ونجومها كلها تستغفر لطالب العلم كلها تستغفر لا. تدعو الله ان يغفر له. وسيأتي الحديث بذلك ويأتي ايظا الكلام على معناه. قال لان العلم لان العلم حياة القلوب لان العلم حياة القلوب من العمى ونور الابصار من الظلم. هذان او هاتان ثمرتان عظيمتان للعلم الاولى ان العلم حياة للقلوب. تحيا بالعلم. يا ايها الذين امنوا اجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم. فحياة القلوب بالعلم واذا عدمت القلوب العلم والمراد بالعلم الكتاب والسنة علم الكتاب والسنة اذا عدمت القلوب العلم فانها ميتة لا تحيا الا بالعلم. كما قال الله اومن كان ميتا فاحييناه. والمراد بالحياة هنا حقيقية دعك من الحياة البهيمية. كون الانسان يمشي ويشرب ويلعب ويتحرك وينام ويقوم الى اخره هذي حياة يشترك فيها مع الانسان بهيمة الانعام لكن الحياة الحقيقية لا تكون الا بالعلم لا تكون الا بالعلم او من كان ميتا ولهذا قد يكون الانسان يمشي ويتحرك ويأكل ويشرب ويقوم ويقعد ويوصف بانه ميت. يوصف بانه ميت. لانه فاقد للحياة الحقيقية. فالحياة الحقيقية انما تكون بالعلم. ولهذا سمى الله جل وعلا الوحي روحا. لان القلوب لا تحيا الا به. وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا. وسمى من ينزل بالوحي وجبريل روحا نزل به الروح الامين. فالقلوب لا تحيا الا الا بالوحي فالعلم حياة القلوب من العمى. هذا هذا الوصف الاول او الثمرة الاولى الثانية انه نور للابصار من الظلم ولهذا فان الوحي نور. قال الله تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا. ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا. فالوحي نور. قال ونور او الابصار من الظلم. ونور الابصار من الظلم. ومر معنا ان مثل العالم مثل رجل في مكان مظلم حمل مصباحا فاضاء للناس الطريق. فالعلم نور لصاحبه ونور اخرين ممن يوفقهم الله سبحانه وتعالى للانتفاع من علم العالم. وقوة الابدان من الضعف وهذه ايضا فائدة عجيبة. فكما ان العلم قوة للقلوب بالايمان فانه قوة للابدان قوة للابدان. لان بالعلم يتعلم من الفقه والبصيرة ما يكون به قوة بدنه. وانظر مثالا على ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام لفاطمة لما جاءت تسأل ان يعطيها خادما قال اولا ادلك على ما هو خير لك من خادم تسبحين اذا اويت الى فراشك ثلاثا وثلاثين وتحمدين ثلاثا وثلاثين وتكبرين اربعا وثلاثين. اخذ اهل العلم من ذلك ان ذكر الله جل وعلا يعطي البدن قوة. يعطي البدن القوة فالعلم من فوائده وثماره انه يقوي البدن من فوائده وثماره انه قوة للابدان من الضعف. يبلغ به العبد منازل الاحرار جالستا الملوك والدرجات العلى في الدنيا والاخرة. اي ان العلم رفعة وعلو لصاحبه. في دنياه واخراه. تعلو به درجاته وترتفع منازله والفكر به يعدل بالصيام. ومدارسته بالقيام. الفكرة به اي التفكر في مسائل العلم تأمل فيها الاجتهاد في استنباط الاحكام ومعرفتها من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام يعدل بالصيام ومدارسته اي مدارسة العلم تعدل بالقيام. ومر عانى شي من الاثار عن السلف حول هذا المعنى وقد قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى طلب العلم افضل من صلاة النافلة طلب العلم افضل من صلاة النافلة. وقد جاء في في بعض الاخبار ان ابن وهب وكان يطلب العلم على ما لك ابن انس رحمه الله اه فاخذ يجمع اه اوراقه لينهض لينهض قل لي ولا زال مجلس العلم ومباحثاته قائمة. فقال له مالك رحمه الله ما انت فيه ما انت فيه اي من طلب العلم افضل مما آآ مما انت آآ آآ مما تهم للقيام لعمله او كلاما هذا معناه. وهذا نحو كلام الشافعي ان طلب العلم افضل من صلاة النافلة طلب العلم افضل من صلاة النافلة. قال والفكر به يعدل بالصيام ومدارسة بالقيام ومدارسته بالقيام. الان عندما يقال يعدل بالنافلة. هنا ينبغي ان انتبه الى الى امر كان في السلف وهو في الخلف قليل الا وهو ان امور الخير تزاحمت عليهم امور الخير تزاحمت عليهم واوقاتهم اشتغلت او شغلت بالخير فتأتي مثل هذا السؤالات لكن في في وقتنا هذا عندما يقال ايهما افضل؟ واحيانا يسأل البعض ايهما افضل طلب العلم او التنفل. ايهما افضل طلب العلم او التنفل في مثل هذا لا يكون السؤال وارد. لانه لا ينظر في ايهما افظل طلب العلم او التنفل. وانما في الاوقات الظايعة في النوم والاوقات الظايعة في مجالس السمر والاحاديث وغير ذلك اما السلف تزاحمت عليهم الاوقات وشغلت بالعلم والعبادة فتأتي عندهم مثل هذه السؤالات لكن في مثل وقتنا لا يقال له خذ من وقت المرح ووقت السلوى وتنفل وخذ من وقت النوم الطويل واشتغل بالعلم. فالسؤال اه وارد السلف الذين تزاحمت اوقاتهم وشغلت آآ بالعلم واستغرقت في الخير قال رحمه الله تعالى به يطاع الله عز جل وبه يعبد الله. وفي بعض المصادر به يعرف الله وبه يعبد الله. وهذا فيه مكانة العلم العظيمة ان معرفة الله وعبادة الله وهما نوع التوحيد الذي خلق الله الخلق لاجله. فان الله خلق الخلق لنوعين من التوحيد. علمي عملي العلمي هو المعرفة والاثبات. والعملي هو الارادة والطلب قال الله سبحانه في النوع الاول الذي هو العلمي الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن نزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير. وان الله قد احاط بكل شيء علما. وقال في النوع الثاني العملي وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فبالعلم يعرف الله وبه يعبد الله اي بالعلم يتحقق هذان التوحيدان. توحيد العلم والتوحيد العملي وبه توصل الارحام. لان المرء اذا تعلم العلم عرف مكانة الرحم وان الله اشتق لها من اسمه وان الله عز وجل وعدها ان من وصلها وصل ومن قطعها قطعه وان من اراد ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اثره فليصل رحمه فيقرأ من العلم ما يعينه على العناية بالرحم فبالعلم توصل الارحام. وبه يعرف الحلال من الحرام بل لا يمكن ان يميز بين حلال وحرام وسنة وبدعة وهدى وظلال الا بالعلم العلم امام العمل. العلم امام العمل. اي ان العمل لا يكون صحيحا مقبولا الا اذا اتم فيه بالعلم. فكان العلم اماما له. اي اذا العلم امام العمل والعمل تابعه والعمل اتابعه ولا يكون العمل مقبولا الا اذا كان تابعا للعلم. يلهمه السعداء ويحرمه الاشقياء. يلهمه فيه ان الاشتغال بالعلم منة الهية فضل فالله عز وجل يشرح صدور من شاء من عباده فيقبلون على العلم ويحبون مجالسه ويعنون به ويحرمه الاشقياء. يحرمه الاسقياء. فالعلم منة وفظل يمن الله سبحانه وتعالى به على من شاء من عباده. الحاصل ان هذا الاثر اثر عظيم جدا ومشتمل على فوائد جليلة جدا في بيان العلم وفظله وعظيم مكانته وايظا عظيم مكانة اهله وحملته. نعم. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو بكر ابن ابي داود. قال المصري قال اخبرنا بشر بن بكر عن الاوزاعي عن عبدالسلام لسليمان عن يزيد بن سمرة عن عن كثير ابن قيس عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ليستغفر للعالم كل شيء حتى الحيتان في جوف البحر. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ابي الدرداء رضي الله عنه وقد تقدم الحديث في اول هذا الباب بالاسناد نفسه بالاسناد نفسه. ولهذا المصري هنا هو ابو طاهر احمد ابن عمر تقدم معنا في الاسناد الاول تقدم واشرت الى ان هذا الحديث يتكون من خمسة جمل. من جمل من جمله الخمس هذه الجملة التي اقتصر على ذكرها رحمه الله تعالى في هذا الموضع انه ليستغفر عالم كل شيء ليستغفر للعالم كل شيء. كل شيء مثل ما قال في الاثر المتقدم تستغفر له حيتان البحر وهوامه وسباع البر وانعامه والسماء ونجومها كل شيء. يستغفر العالم حتى الحيتان في جوف البحر. حتى الحيتان في جوف البحر. كم هي الحيتان في جوف البحر؟ كم هي الاسماك والناس كل يوم يصطادون منها بالالاف بل بالملايين. والحيتان كلها في تستغفر للعالم تستغفر للعالم فكم هذا الاستغفار الذي يفوز به العالم؟ فاستغفر له الحيتان ويستغفر له كل شيء. هذا الاستغفار هذا الاستغفار مبني على المحبة. لعظيم مكانة العالم وعظيم منفعته وان منفعته لا تختص ايضا بالناس. بل حتى البهائم والدواب والكون يستفيد. لان العالم يبصر الناس في الدين. يبين لهم الاحكام الحلال الحرام. يعظ الناس ينصحهم يكون ببيان صلاح الناس. صلاح الارض. يزول الفساد الذي في الناس بنصح العالم وبيان وتوجيهه ومن اعظم ما يكون في هذا الباب اصلاح العقائد التي فسادها فساد للكون وخراب له فالعالم له اثر كبير جدا. اضافة الى ما يكون منه من دعوة الى الرفق بالحيوان والاحسان اليه. ولهذا حتى الحيتان في الماء تستغفر الم تستغفر للعالم. قيل ان هذا الاستغفار مبناه ان هذه الكائنات كلها مطيعة قانتة لله مسبحة لله تسبح له السماوات السبع والارظ ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم فكلها قانتة كلها مطيعة فيجمعها بالعالم الذي يدعو الى طاعة الله والى تسبيح الله الى التقرب الى الله سبحانه وتعالى يجمعها هذه الطاعة وهذا القنوت فلهذا تستغفر له تغفر له. وتدعو له بالغفران. لهذا الرابط الذي بينهم ولما يترتب على كلام العالم ونصحه وبيانه من الصلاح والنفع. اضافة الى ما يكون منه من دعوة الى احسان اللي الانعام ورفقا بهيمة الانعام. ولهذا العالم العالم لا يعاديه شيء كون الا الفجرة والفسقة واهل الاهواء والضلال هؤلاء فقط والا السماوات والارظ والحيتان والحيوان والدواب كلها تستغفر للعالم لا يعاديه احد. وانما يعادي العالم نشاز فساق وظلالهم واهل الاهواء هم فقط. يعادون اهل العلم. يعادون اهل العلم لان آآ اهل العلم ينغصون عليهم اهواءهم وشهواتهم وتتبعهم لملاذهم فيبغضون العالم ويكرهونه وينالون منه ويقعون في عرضه ويطعنون فيه الى غير ذلك. فقط هؤلاء والا السماوات والارض ارظ والدواب والحيتان وغيرها كلها لا تعادي العالم. بل بل تدعو له. فاستغفر له. الا الفساق واهل الضلال والباطل من الثقلين الانس والجن والا بقية الله سبحانه وتعالى ليس فيه من يعادي العالم. ليس فيه من من يعادي العالم. قال انه ليستغفر العالم كل شيء حتى الحيتان في جوف البحر. نعم. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو العباس احمد بن موسى بن زنجورية القطان قال اخبرنا هشام ابن عمار الدمشقي قال اخبرنا حفص بن عمر عن عثمان بن عطاء عن ابيه عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول ما سلك عبد طريقا يقتبس فيه علما الا سلك به طريقا الى الجنة. وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب علم رضا عنه وانه ليستغفر للعالم من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في البحر. ومما ما ذكر في حول المعنى السابق قول الله سبحانه وتعالى فما بكت عليهم السماء والارض ذكر اهل العلم في كتب التفسير ان المؤمن المطيع لله عز وجل اذا مات تبكيه السماوات والارض. وهذا كله فيه ان اهل العلم والفضل لا يعاديهم شيء في هذا الكون الا الفسقة والفجرة واهل الضلال واهل الاهواء والا جميع ما السماوات والارض ومن فيها من هوام ودواب وغير ذلك تستغفر العالم بما في ذلكم الحيتان في الماء. اورد رحمه الله تعالى حديث ابي الدرداء اه وفي هذا الموضع اورد قول النبي عليه الصلاة والسلام ما سلك عبد طريقا يقتبس ان يلتمس كما في بعض الروايات فيه علما الا سلك به طريقا الى الجنة الا سلك به طريقا الى الجنة. وفي في بعض الروايات من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. قوله ما سلك عبد طريقا يقتبس فيه علما قوله طريقا تمل الطريق الحسي الذي هو المشي على الاقدام لمجالس العلم ومواضع التعلم التعلم ويشمل ايضا الطريق المعنوي الذي هو الجلوس للعلم وحفظه ومذاكرته والتفقه في مسائله فهذا فهذا ايضا من سلوك آآ طريق العلم فقوله من سلك طريقا يشمل الطريق الحسي ويشمل ايضا الطريق المعنوي. فكل ذلكم داخل في معنى الحديث ما سلك عبد طريقا يقتبس فيه علما الا سلك به طريقا الى الجنة. الا سلك به طريقا الى الجنة اي ان سلوكه لطريق العلم يفضي به الى الجنة. لانه اذا تعلم عرف دين وتفقه وعرف الحلال وعرف الحرام وابصر الجادة وعرف الصراط المستقيم المفضي الى رضوان الله والجنة وكانت خطواته ثابتة على الحق والهدى وعرف من عظمة الله وجلاله وكماله ما يقتتي ما يقتضي عظيمة وخشيته وحسن الاقبال عليه سبحانه وتعالى وهذا كله يفضي به الى الجنة. يفضي به الى الجنة فالعلم والسلوك طريقه والعناية به طريق يفضي بصاحبه الى جنات نعيم. قال وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا عنه رضا عنه اي رضا بما يصنع من طلب للعلم وعناية بطلبه وسلوك آآ طريق طلبه وتحصيله فالملائكة تظع اجنحتها لطالب العلم رظا بما يصنع. وهذا تواظع من الملائكة وتوقير طلب العلم واحترام له تظع آآ اجنحتها لطالب العلم. والحديث على ظاهره. فظع اجنحتها الملائكة لها اجنحة ولاجنحة مثنى وثلاثة ورباع. والملائكة تضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وفي الحديث الاخر قال وحفتهم الملائكة وحفتهم الملائكة فالملائكة آآ رضا بما يصنع طالب العلم تظع اجنحتها تظع اجنحتها ولا ان كان لا ترى ذلك الا انه حق كما اخبر بذلك الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه ومثل هذه المعاني استشعارها والايمان بها مما يقوي طالب العلم. على الطلب. وهذا وهذا المقصد من ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لذلك ليست مجرد معلومة وانما هذا هذه الجمل كلها سحذ للهمم في طلب العلم ومن ذلك ومن يستحضر طالب العلم ان الملائكة تضع اجنحتها له رضا بما يصنع. هذا خبر الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. قال وانه ليستغفر للعالم من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في البحر حتى الحيتان في البحر اي كل هذه المخلوقات تستغفر للعالم تدعو الله سبحانه وتعالى له ان يغفر الله له. نعم. وعليه ان يصحح حفص بن عمرو في الاسناد الاول. نعم. لما مر الحديس في المرة الاولى. نعم. كتب حفص بن عمرو. في الموضع الاول. ايه. والصواب حفص بن عمر. كما في هذا الموظوع اي نعم نعم اذا يصلح في الموظع الاول حفص بن عمرو هو ابن عمر نعم قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو جعفر احمد ابن يحيى الحلواني قال اخبرنا شيبان ابن فروخ قال اخبرنا الصاعق بن حزم نعم. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو جعفر احمد ابن يحيى الحلواني. قال اخبرنا شيبان ابن فروج قال اخبرنا الصاعق بن حزم قال اخبرنا علي بن الحكم عن المنهان بن عمرو عن زر بن حبيش قال اخبرنا قال ابن عسال المرادي رضي الله عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله اني جئت اطلب العلم فقال مرحبا يا طالب العلم. ان طالب العلم لتحفه الملائكة. وتظله فيها ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا سماء الدنيا من حبهم لما يطلب. نعم. قال وما ابو بكر قال اخبرنا ابو بكر عبد الله ابن محمد ابن عبد الحميد الواسطي قال اخبرنا زهير بن محمد قال اخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عاصم ابن بهدلة عن زر ابن حبيش قال اتيت صفوان ابن عسال المرادي رضي الله عنه فقال ما جاء بك فقلت جئت ابتغاء العلم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل خرج من بيته ليطلب العلم الا وضعت له الملائكة اجنحتها رضا لما يصنع. ثم اورد الامام الاجباري رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث صفوان ابن عسال المرادي رضي الله عنه وارضاه عن الصحابة اجمعين وانه اتى النبي عليه الصلاة والسلام لطلب العلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم مرحبا يا طالب العلم ومرحبا هذه ثابتة عنه صلوات الله وسلامه عليه في غير ما حديث تلقي الوفود القادمة اليه صلى الله عليه وسلم لطلب العلم والتفقه في دين الله تبارك وتعالى. ومن ذلكم المشهور حديث وفد عبد القيس هو في الصحيحين لما اتوا النبي عليه الصلاة والسلام قال مرحبا غير خزايا ولا نداما. وهذا فيه ان اه من يأتي ويقدم لطلب العلم يرحب به وهذي وصية النبي عليه الصلاة والسلام ونهجه مع من اتى لطلب العلم وان من سلك طريق علم لا يخزى ولا يندم غير خزايا ولا ندامة بل لا يرى الا الخير العظيم والنفع العميم والبركة في الدنيا والاخرة مرحبا بالقوم غير خزايا ولا ندامة. فكان من هديه عليه الصلاة والسلام الترحيب بمن جاء للعلم ولطلب العلم. ولا سيما بهذه الكلمة العظيمة المباركة مرحبا هذه الكلمة كلمة ترحيب. اي حللت مكانا رحبا. تسعك الصدور قبل الامكنة فهي كلمة ترحيب ومؤانسة القادم وانك حللت بين اخوانك وبين احبتك هذا الذي تعنيه هذه الكلمة العظيمة. فكان يتلقى طلاب العلم عليه الصلاة والسلام والوفود القادمة للتفقه في الدين والسؤال عن الدين بهذه الكلمة مرحبا. قال مرحبا يا طالب العلم ان طالب العلم لتحفه الملائكة وتظله باجنحتها ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا سماء من حبهم لطالب العلم قولهم من حبهم لطالب العلم اي رضا بما يصنع ومحبة لما يصنع طالب العلم من اشتغال بالعلم وعمل على التفقه في دين الله تبارك وتعالى. وفي وضع الذي يليه اورد ان زر بن حبيش قال اتيت صفوان رضي الله عنه فقال ما جاء بك؟ قال جئت ابتغاء العلم فذكر له هذه الفظيلة وهذا يستفاد منه ان طلاب العلم ومن بدأوا في التلقي للعلم و ينبغي ان يوقفوا على هذه الاحاديث لان هذه الاحاديث تساندهم تشد من ازرهم تعينهم على المواصلة في الطلب ولهذا ذكر له رضي الله عن هذا الحديث حتى يشد من ازره ليستمر في طلب العلم فذكر له هذا الخبر ذكر له هذا عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال ما من رجل خرج من بيته ليطلب العلم الا وضعت له الملائكة اجنحتها رضا لما يصنع. ونسأل الله الكريم ان يفقهنا في الدين و ان يمن علينا بالعلم النافع والعمل الصالح وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسن آآ حسبنا ونعم الوكيل. هل رأيتم نرجع قليلا الى صفحة تقدمت؟ لفائدة اشير اليها في الصفحة التاسعة عندما اورد رحمه الله اثر ابي الدرداء قال ان عندما كتب له سلمان اه ان العلم كالينابيع. ان العلم كالينابيع. اذا كان العلم كالينابيع فالعالم ماذا يكون؟ الذي ملأه الله علما وحكمة واخذ يبصر الناس جاء في الاثر عن ميمون ابن مهران وقد اورده رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفظله قال ان مثل العالم في البلد كمثل عين عذبة في البلد. ان مثل العالم في البلد كمثل عين عبى في البلد تصور بلد وفيه عين عذبة ما اهنأ اهل ذلك البلد بتلك العين واسعدهم بذلك من تلك العين العذبة فان مثل العالم في البلد كمثل عين عذبة في البلد. يتنازع الناس الحكمة منه يتناولونها يستفيدونها ينتفعون يسمع منه آآ الرجل ينتفع بها سنة او او ينتفع بها ما بقي من حياته. فهذا كله مما يبين مكانة العلماء ومنزلتهم منزلتهم العلية نسأل الله ان يرزقنا اجمعين العلم النافع والعمل الصالح والتوفيق لرضاه انه سميع قريب مجيب سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وال اله وصحبه. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. الهمكم الله الصواب وفقكم للحق. ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين