بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد على اله وصحبه اجمعين اما بعد. فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى في كتابه اخلاق العلماء ذكر صفته لطلب العلم. فمن صفته لارادته في طلب العلم ان يعلم ان الله عز وجل فرض عليه عبادته. والعبادة لا تكون الا بعلم. وعلم ان العلم فريضة عليه وعلم ان المؤمن لا يحسن به الجهل. فطلب العلم لينفي عن نفسه الجهل. وليعبد الله كما امره ليس كما تهوى نفسه. فكان هذا مراده في السعي في طلب العلم. معتقدا للاخلاص في سعيه لا يرى لنفسه الفضل في سعيه بل يرى لله عز وجل الفضل عليه. اذ وفقه لطلب علم ما يعبده به من اداء فرائضه واجتناب محارمه. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا ان واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا انت. اما بعد المصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى قبل هذا الفصل ان الاخلاق التي ينبغي ان يتحلى بها طالب العلم منها ما يتعلق بصفة الطلب ومنها ما يتعلق بمجالسة اهل العلم ومنها ما يتعلق بمشيه الى مجلس العلم ومنها ما يتعلق بمناظرة نحتاج الى مناظرة الى غير ذلك من انواع الاخلاق التي ينبغي ان يتحلى بها طالب العلم ان بحسب المقامات والاحوال التي يمر بها. قال هنا رحمه الله ذكر صفته لطلب العلم ذكر صفته لطلب العلم. وبين تحت هذا الموضع ان طالب العلم طلب العلم لاجل ان الله سبحانه وتعالى فرض عليه عبادته بل خلقه لها قال عز وجل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وهذه العبادة ده لا تكون عبادة صحيحة مقبولة الا اذا قامت على العلم الشرعي المستمد من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. ولاجل ذا يطلب المسلم العلم من اجل ان يقيم دينه. ومن اجل ان يصحح عبادته. ومن اجل ان تكون اعماله وطاعاته وقرباته موافقة للشرع. موافقة لدين الذي رظيه لعباده ولا يرظى سبحانه وتعالى لعباده دينا سواه قال رحمه الله علم ان المؤمن لا يحسن به الجهل اي بهذا الذي خلق لاجله. ووجد لتحقيق وهو عبادة الله تبارك وتعالى فطلب العلم لينفي عن نفسه الجهل وليعبد الله كما امره ليس كما تهوى نفسه. هذا هو تصحيح النية في الطلب. هذا هو تصحيح النية في الطلب ان ينوي به آآ بطلبه للعلم رفع الجهل عن نفسه والمراد بالجهل اي الجهل بالدين الذي خلقه الله لاجله واوجده لتحقيقه وليعبد الله كما امر فهذا تصحيح النية في طلب العلم. وقد جاء عن الامام احمد رحمه الله انه قال طلب العلم افضل الاعمال لمن صحت نيته. طلب العلم افضل الاعمال لما صحت نيته. قيل اي شيء تصح تصحيح النية؟ اي شيء تصحيح النية؟ قال ينوي ان يتواضع فيه تنفي عنه الجهل ينوي ان يتواضع فيه وينفي عنه الجهل ينفي عنه اي عن نفسه الجاهل اي بدين الله الذي خلقه الله سبحانه وتعالى لاجله. ويتواضع فيه. لا يكون العلم سلما يرتقي منه الى الكبرياء والتعالي على الخلق والترفع على الناس والتعاظم عليهم بل يتواضع في العلم. وكلما ازداد علما ازداد تواضعا. ومن تواضع لله سبحانه وتعالى رفعه الله. قال وليعبد الله كما امره ليس كما تهوى نفسه. ومن عبد الله كما تهوى نفسه لم تقبل عبادته. لان العبادة ليست بالاهواء. وقد قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه قال فكان هذا مراده في السعي في طلب العلم. معتقدا للاخلاص في سعيه لا يرى لنفسه الفضل في سعيه. انتبه لهاتين الخصلتين. قال معتقدا للاخلاص في تعيه واذا اعتقد الاخلاص في السعية ذهب عنه باذن الله الرياء والسمعة وارادة الدنيا بالعمل مريدا للاخلاص في سعيه. لا يرى لنفسه الفضل في هيا وهذا فيه التواضع عندما لا يرى لنفسه الفضل في سعيه وانما ايرى ان الفضل لله والمنة لله وان المتفضل عليه هو الله سبحانه وتعالى فان هذا يطرد عنه العجب والكبر والخيلاء. فاذا قوله رحمه الله تعالى معتقدا الاخلاص في سعيه. هذا طارد للرياء طارد للسمعة والرياء. وقوله رحمه الله لا يرى لنفسه الفضل في سعيه طارد للعجب بريئة الاول طارد للسمعة والرياء. والثاني طارد للعجب والكبرياء. فهو يرى الاخلاص فلا يرائي بالطلب ولا يسمع وانما يبتغي بذلك وجه الله. ليرتفع لترتفع درجته عند الله يرفع يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. فيريد به الرفعة عند الله سبحانه وتعالى. مخلصا في طلبه للعلم. لا يرى لنفسه الفضل في سعيه ان يرى ان هذا العلم الذي حصله منة من الله وفضل. تفضل به سبحانه وتعالى عليه وان الفضل فبيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. قوله رحمه الله معتقدا للاخلاص في سعيه لا يرى لنفسه الفضل في سعيه هذا من تصحيح النية في طلب العلم. قال بل يرى لله عز وجل الفضل عليه. اذ وفقه لطلب علم ما يعبده به من اداء فرائضه واجتناب محارمه ولولا فضل الله سبحانه وتعالى على عبده لما حصل من العلم شيئا. ولا ولا ما فعل ايظا من العبادة شيئا لكن الله من علي وتفضل والفظل والمن لله سبحانه وتعالى او اولا واخرا وله جل في علاه الشكر ظاهرا وباطنا. نعم. قال رحمه الله تعالى ذكر صفته في مشيه الى العلماء. يمشي برفق وحلم ووقار وادب. مكتسب في كل خير. تارة يحب الوحدة فيكون للقرآن تاليا. وتارة بالذكر مشغولا تارة يحدث نفسه بنعم الله عز وجل عليه. ويقتضي منها الشكر. يستعيذ بالله من شر سمعه وبصره ولسانه ونفسه وشيطانه. نعم. قال رحمه الله تعالى ذكر صفته في مشيه الى العلماء وذكر ان من صفة طالب العلم في مشيه في طلب العلم السكينة والوقار ولزوم الادب ادب الشريعة التي جاءت بالاداب الكاملة والاخلاق الفاضلة فهو يمشي رفقا وحلم ووقار وادب. مكتسب مكتسب في مشيه كل خير. مكتسب في مشيه كل خير لان الذي اخرجه من بيته هو الخير لم يخرج الا لخير. ولم يطلب بخروجه الا الخير فهو ميمم للخير وقاصد له. فيكتسب في مشيه في كل مرة يمشيها فلا يزال في كل مشي يكتسب خيرات تلو خيرات لانه لا يخرج الا لخير ولا يمشي الا لخير تارة يحب الوحدة ان يبقى وحيدا دون ان يخالط الناس. من اجل ماذا؟ قال فيكون القرآن تاليا فيكون للقرآن تاليا وتارة بالذكر مشغولا وتارة يحدث نفسه ام الله عز وجل عليه ويقتضي منها الشكر. ويستعيذ يستعيذ بالله من شر سمعه وبصره ولسانه ونفسه وشيطانه انا فتارة يفضل الخلوة من اجل ان يشتغل بقراءة القرآن والتدبر في معانيه او من اجل الاتيان بالاذكار. او الاستغفار او الدعاء. او التفكر كر في النعم نعم الله سبحانه وتعالى عليه. وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. نعمة الله عليه في سمعه في في صحته في ماله في ولده ليتحرك لسانه وآآ قلبه حمدا وشكرا للمنعم سبحانه وتعالى. والله جل وعلا يقول واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم. ولئن كفرتم ان عذابي لسديد. وتارة يستعيذ بالله. من شر سمعه وبصره ولسانه ونفسه وشيطانه. السمع له شر والبصر له شر ومطلوب من العبد ان يستعيذ من شر سمعه ومن شر بصره. وفي الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم اني اعوذ بك من شر سمعي. ومن شر بصري. ومن شر لساني. ومن شر فؤادي هذا ثابت عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه. فيتعوذ من شر سمعه وشر السمع ان ينشغل السمع والعياذ بالله بسماع الحرام. وشر بصر ان ينشغل البصر برؤية الحرام والنظر الى الحرام. وهذان اعني السمع بصر منه ما ترد الواردات على القلب. والقلوب انما تعطب وتمرظ وتتلوث في الغالب بحسب ما يدخل عليها اما من السمع او من البصر. اما من النظر المحرم او السمع المحرم فهذا شر في سمع الانسان وشر في بصره ينبغي على العبد ان اذا بالله تبارك وتعالى من ذلك. وفي الدعاء المأثور اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري اللهم عافني في بدني لا اله الا انت. كان يقول ذلك عليه الصلاة والسلام كل يوم ثلاث مرات اذا اصبح وثلاث مرات فاذا امسى كما في الادب المفرد للبخاري وغيره. فيسأل الله المعافاة في السمع والبصر. والاعاذة من السمع والبصر ولسانه. ان يعيذه من شر لسانه. من ان يكون والعياذ بالله لسانه لسان النمام او لسان مغتاب. او لسان ساخر ومستهزئ او لسان طعان ولعان او لسان فاحش وبذيء. استعيذ بالله سبحانه وتعالى من ذلك كله. اللسان فيه شرور عظيمة وخطر اللسان على المرء وجنايته عليه ليست بالهينة. وقد قال الصلاة والسلام وهل يكب الناس في النار؟ على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد سنتهم فاللسان امره خطير جدا. ليس على اللسان وحده بل على البدن كله كما قال عليه الصلاة والسلام ان اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان تقول اتق الله فينا فانما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا فيستعيذ بالله تبارك وتعالى من شر لسانه ومن شر نفسه الامارة بالسوء ومن شر شيطانه الذي يدفعه الى الحرام ويؤزه فعل الاثام. والتعوذ من شر النفس وشر الشيطان جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام الاتيان بهما مع ان في ذكر الصباح والمساء عند النوم كما في حديث ابي بكر عندما طلب من النبي عليه الصلاة والسلام كلاما يعلمه دعاء يدعو الله به اذا اصبح وامسى. فقال له قل اذا اصبحت وامسيت واذا اويت الى فراشك اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه اعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وسركه وان اقترف على نفسي سوءا او اجره الى مسلم. قال اللهم اني اعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وسركه. شر النفس وشر الشيطان هذان مصدرا السوء والشر ومنبعه. فالشر الذي يصدر من انسان منبعه اما النفس الامارة بالسوء او الشيطان استعاذ بالله من منبعي الشر. ومصدريه. وفي قوله واعوذ وان اقترف على نفسي سوءا او اجره الى مسلم هذه نتيجة الشر. النتيجة ان يقترف على نفسه السوء او يجر ذلك الى الاخرين. فهذا فيه التعوذ بالله من مصدري الشر ومنبعيه النفس الامارة بالسوء والشيطان. وقوله وشركه وجاء ايضا ضبطها وشركه اي حبائله ومصائده التي يضعها لابن ادم حتى يورط الانسان ويوقع في الاثم والحرام. فاذا مطلوب من طالب العلم ومن المسلم عموما ان يتعوذ بالله سبحانه وتعالى من شر سمعه وشر بصره وشر لسانه وشر نفسه وشر شيطانه نعم. قال رحمه الله تعالى فان بلي بمصاحبة الناس في طريقه لم يصاحب الا من يعود عليه نفعه. قد اقام الاصحاب مقام ثلاثة. اما رجل يتعلم منه خيرا ان كان اعلم منه او رجل هو مثله في العلم فيذاكره العلم لئلا ينسى ما لا ينبغي ان ينساه. او رجل هو اعلم منه فيعلمه يريد الله عز وجل بتعليمه اياه. لا يمل من اصحابه لكثرة صحبة بل يحب ذلك لما يعود عليه من بركته. قد شغل نفسه بهذه الخصال؟ نعم. يقول رحمه والله تعالى في بيان حال طالب العلم مع الاصحاب ومن يلقى من الناس. وان طالب العلم يجعل من يلقاهم على ثلاث مراتب ثلاث مقامات منهم من يراه اعلى منه علما. واكثر بصيرة وفهما لدين الله سبحانه وتعالى منهم طلاب علم مثله يراهم متساوون معه يراهم متساوين معه في العلم ومماثلين له في العلم طلب وقسم يرى مستواهم دونه من العوام او الجهال او من لا علم عندهم فيرى الناس على هذه الاقسام الثلاثة اما القسم الاول وهم اهل العلم ومن هم اعلم منه وابصر بدين الله تبارك وتعالى هؤلاء يصحبهم ليستفيد منهم وليتعلم على ايديهم ليأخذ منهم حكمة علما فهما بصيرة لدين الله تبارك وتعالى. ومن كان مساويا له يجالسه حتى يذاكره مجالس يذاكره مسائل العلم المذاكرة فيها قوة للعلم ومكانة له فيتخذ من اصحاب الرفقاء من يكونون معونة معونة له على المذاكرة مذاكرة مسائل العلم هذا يذكر هذا بمسألة وذاك يذكره بالاخرى وهكذا يتذاكرون مسائل آآ العلم. او رجل دونه فهو يصحبه ليعلمه ليفقهه ليبصره في دينه ليوصل اليه من الخير ما اكرمه الله سبحانه وتعالى به. فاصبح من على هذه المستويات الثلاثة هو معهم بين مفيد ومستفيد ومتذاكر اذا ولا يمل الاصحاب. وان كثروا. لانه مع كل صاحب من هؤلاء في خير وفائدة. اما مفيد مستفيد. فلا يمل الاصحاب. ومجالسه لا يعدم فيها خيرا. اما بافادة له او افادة منه للاخرين. قال لا يمل من اصحابه لكثرة صحبة لا يمل من اصحابه بكثرة صحبة لو كثروا لو كثروا الاصحاب ما يمل من ذلك لانه لا يزال مع الاصحاب على طبقاتهم الثلاثة على خير وفي خير. نعم. قد شغل نفسه بهذه الخصال خائف على نفسه ان اشتغل بغير الحق. قد اجمع الحذر من عدوه الشيطان. كراهية ان يزين له قبيح ما نهي عنه يكثر الاستعاذة بالله من علم لا ينفع. ويسأله علما نافعا. نعم. من صفة طالب العلم انه خايف على نفسه ان يشتغل بغير الحق. ولهذا دائما في خروجه وفي تنقلاته وفي مجالسات للناس لا يزال متحريا للحق في كل ذلك. اما بان يستفيد او ان يفيد لان تضييع اوقاته في اه امور محرمة او اثام او امور تسخط الله سبحانه وتعالى فحريص على ذلك كل اه الحرص. قد اجمع على الحذر من عدوه الشيطان. وهذا امر لا بد منه لابد ان يجمع طالب العلم الحذر على نفسه من الشيطان. والشيطان مكره مكر عظيم انسان ولا يزال في دأب وجد واجتهاد في صد الانسان عن دين الله وتعالى وكل ما اقبل المسلم على العلم والطلب والعبادة زاد الشيطان حرصا عليه. وجدا واجتهادا في اغوائه عن سبيل الله. فاذا كان فاذا كان الامر كلما اقبلت على العلم وعلى الخير زاد حرص عليك فبالمقابل ايضا ينبغي انت كما قال المصنف رحمه الله تعالى ان تجمع نفسك على الحذر من هذا العدو لان لا يدخل عليك من طريق او من اخر. فتجمع نفسك على الحذر من هذا العدو لا يدخل عليك لا من باب شبهة ولا من باب شهوة مستعيذا بالله تبارك وتعالى منه من همزه ونفخه ونفثه قال كراهية ان يزين له قبيح ما نهي عنه. اي من المحرمات والاثام وهذا باب الشهوات هو مدخل من مداخل الشيطان والباب الاخر من مداخل الشيطان باب الشبهات التي يلقيها. الشبهات فساد العلم. وبالشهوات فساد العمل. والشيطان لا يزال حريص على الدخول على الانسان من احد هذا هذين البابين اما باب الشبهة او باب الشهوة ليفسد عليه دينه وعبادته لربه سبحانه وتعالى. يكثر الاستعاذة بالله من علم لا ينفع ويسأله علما نافعا وهذا ايضا امر مهم. لان الامر بيد الله. وطالب العلم يلجأ الى الله سبحانه وتعالى ويلح عليه سبحانه بالسؤال ان يمن عليه بالعلم النافع. وكان نبينا عليه الصلاة سلام كل يوم اذا اصبح بعد ان يسلم من صلاة الفجر يقول اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا. ويبدأ هذه الامور الثلاث بالعلم النافع. لان العلم النافع هو الذي يميز به بين الرزق الطيب والخبيث وبين العمل الصالح وغير الصالح. فمطلوب من المسلم ان يدعو الله بان يمن عليه بالعلم النافع دعوة يومية مستمرة معه في كل يوم من ايامه. بل ينبغي ان افتتح كل يوم من ايامه بسؤال الله تبارك وتعالى ان يمن عليه بالعلم النافع. كذلك ينبغي ان يتعوذ بالله من علم لا ينفع. وكان من دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع العلم الذي لا ينفع اما لكونه في نفسه علما باطلا محرما او لكون صاحبه لم ينتفع به مع صحة العلم وسلامته فيتعوذ بالله تبارك وتعالى من علم لا ينفع بان يوفقه للاشتغال بالعلوم النافعة وان يوفقه للانتفاع بما علمه. للانتفاع بما علمه. اللهم انفعنا بما علمتنا فيسأل الله ان ينفعه بما علمه وان يزيده علما. نعم همه في تلاوة همه في تلاوة كلام الله عز وجل الفهم عن الله فيما ونهى وفي حفظ السنن والاثار الفقه. لان لا يضيع ما امر به. ولا ان يتأدب بالعلم طويل السكوت عما لا يعنيه حتى يشتاق جليسه الى حديثه. ان ازداد علما خاف من ثبات جاه فهو مشفق في علمه كلما ازداد علما ازداد اشفاقا. ان فاته سماع علم قد معه غيره. نعم. اه ولا ان يتأدب هكذا في اه النسخ الاخرى الشيخ ولا ان يتأدب بالعلم. ولا ان يتأدب بالعلم. نعم. قال رحمه الله الله تعالى همه في تلاوة كلام الله همه في تلاوة كلام الله عز وجل الفهم عن الله فيما امر ونهى. يتلو القرآن وهمته في التلاوة متجهة الى فهم كلام الله عز وجل لان القرآن انزل ليفهم ليتدبر ليعلم لتعلم معانيه. تفهم مقاصده ودلالاته. انزل لذلك. كما قال الله سبحانه وتعالى كتاب كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته. وليتذكر اولوا الالباب. قال جل وعلا فلا يتدبرون القرآن. فالقرآن انزل ليتدبر ليعمل به. فاذا هو يتلو كلام الله ليفهم وهذا الفهم لا يكون الا بالتدبر لكلام الله سبحانه وتعالى فهو يتدبر ليست همته ساختم السورة ولكن همته متى اعقل عن الله خطابه؟ متى افهم كلام الله سبحانه وتعالى؟ وهذه مسألة يبينها بمزيد بيان وايظاح في كتابه الاخر اخلاق حملة القرآن اخلاق حملة القرآن. قال همته همه في تلاوة كلام الله عز وجل الفهم عن الله فيما امر ونهى الفهم عن الله فيما امر اي ليعمل به. يفهم الاوامر ليعمل بها. والفهم عنه فيما نهى عما نهى الله سبحانه وتعالى عنه. اما اذا كان قرأ اذا كان يقرأ ويمر بالاوامر ولا يحرص على فهمها ويمر بالنواهي وايضا لا يحرص على فهمها كيف يتأتى منه العمل؟ ولا يفهم كيف يتأتى من اتقاء المعاصي والاثام وهو ايضا لا يفهم كيف يتقي من لا يدري ما يتقي ولهذا كم من اناس يقرأون القرآن يقرأون القرآن ويكثرون من قراءة القرآن لكن لا يعملون بالقرآن لا يعملون بالقرآن حتى في فرائض حتى في فرائض فرائض الدين واجبات الدين التي اوجبها الله في القرآن على عباده مثل المحافظة على الصلاة واقامتها يقرأ ايات في اقام الصلاة ويفوت بعض الصلوات. لا من لا من عدم قراءة لتلك الايات لكنه لم يوفق لحسن التدبر ولم يوفق ايضا لحسن العمل بكتاب الله سبحانه وتعالى. فاصبح عمله مجرد قراءة وهذا معنى قول الحسن البصري رحمه الله تعالى انزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس قراءته اصبح العمل مجرد القراءة. لا لا حرص على الفهم لكلام الله ولا حرص ايضا على العمل. بكلام الله سبحانه وتعالى وانما اصبح العمل عندهم هو مجرد قراءة القرآن. مجرد قراءة القرآن قال همه في تلاوة كلام الله عز وجل الفهم عن الله فيما امر ونهى وفي حفظ السنن اي وهمه في حفظ السنن والاثار الفقه لان لا يضيع ما امر به. فهو يحفظ سنن ويقرأ احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام لا لمجرد القراءة او مجرد الحفظ وانما ليفهم ليتفقه في دين الله سبحانه وتعالى. وفي حفظ السنن والاثار الفقه لان لا يضيع ما امر به عندنا ولا ان يتأدب بالعلم فلعلها تراجع لعلها ولان يتأدب بالعلم. يعني اه في وقف نفسه. موجود هكذا في بعض النسخ نعم هذا هو الاقرب والله اعلم. اه لان لا يضيع ما اه اه ما امر به ولان يتأدب بالعلم. ولان يتأدب بالعلم فهو يقرأ القرآن ويقرأ احاديث رسول عليه الصلاة والسلام ليتفقه هذا التفقه ما مراده به؟ ما مقصوده بهذا التفقه ذكر امرين رحمه الله لئلا يضيع ما امر به يتفقه لان لا يضيع شيئا مما امره الله سبحانه وتعالى به. ويتفقه من اجل ايضا ان يتأدب العلم فيكون العلم زماما له يزم به نفسه الاخلاق الفاضلة والاداب الرفيعة الكاملة. طويل السكوت عما لا يعنيه طويل السكوت عما لا يعنيه يعني يكثر طويل السكوت اي آآ كثير السكوت عن الامور التي لا تعنيه كل امر لا يعنيه يسكت وفي الحديث من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه. تركه ما لا يعنيه. ومن المصائب العظيمة في بعض الناس انه كثير الكلام فيما لا يعنيه. قليل الكلام فيما يعنيه. بعض الناس انقلب الامر عنده في هذا الباب فاصبح كثير الكلام فيما لا يعنيه يتكلم كلاما كثيرا فيما لا يعنيه. والكلام الذي يعنيه والمراد بيعنيه ان يهمه في قيام دينه وعباده وصلاح امره قليل الكلام فيه. قال رحمه الله طويل السكوت عما لا يعنيه يشتاق جليسه الى حديثه حتى يشتاق الى جليسه الى حديثه. يعني بعض الناس من طول سكوته وعدم الخوظة في الامور التي لا تعنيه واذا جاء امر يعني تكلم وكان كلام فيه الحكمة وفيه المنفعة وفيه الفائدة مثل هذا المرء الى حديثة والى مجالسته. ولا سماع كلامه والكلمة اذا خرجت منه يستمع لها من بكل حرص وانتباه. نعم ان ازداد علما خاف من ثبات الحجة فهو مشفق في علمه كلما ازداد علما ازداد اشفاقا ان فاته سماع علم قد سمعه غيره فحزن على فوته لم يكن حزنه بغفلة حتى يواقف نفسه ويحاسبها على الحزن. فيقول لما حزنت؟ احذري يا نفس ان يكون الحزن عليك لا لك اذ سمعه غيرك فلم تسمعيه انت. فكان اولى بك ان تحزني على علم قد قرع السمع. وقد ثبتت عليك به الحجة فلم تعملي به. فكان حزنك على ذلك اولى من حزنك على علم لم تسمعيه. ولعلك لو قدر لك سماعه كانت الحجة عليك اوكد. فاستغفر الله من حزنه وسأل مولاه الكريم ان تنفعه بما قد سمع هذا كلام عظيم جدا. وكلام المصنف رحمه الله كله تربية وتأديب طالب العلم وعسى الله عز وجل ان يفتح قلوبنا لتعي هذا الخير وتعمل به يقول رحمه الله تعالى في صفة طالب العلم في مشيا للعلم وتحصيله له ان ازداد علما ازداد علما مثلا حضر عند عالم وختم كتابا عنده. ختم كتابا عنده و مثلا جلس عالما وحفظ متنا او متونا عنده وختم هذه المتون او ختم مجالس من اه العلم في بعض الكتب بعض المتون العلمية امضى فيها الشهر والشهرين والسنة والسنتين او اقل او اكثر. ان ازداد علما خافا من ثبات الحجة. خاف من ثبات الحجة. خاف من ثبوت الحجة عليه. لان العلم احد امرين اما حجة لك او حجة عليك. حجة لك ان عملت بها وكنت من اهله واهله تطبيقه او حجة عليك لم تكن كذلك فواذا ازداد علما خاف من ثبات الحجة فهو مشفق في علمه. فهو مشفق في علمه كلما ازداد علما ازداد اشفاقا. ازداد اشفاقا وهذا الاشفاق يثمر خير في طالب العلم هذا الاشفاق يثمر خيرا في طالب علم يزداد اشفاقا فيزداد ايضا في الوقت نفسه مجاهدة للنفس على العمل لان العمل ثمار هذا الاشفاق الذي يقوم في قلب طالب العلم. ان فاته سماع علم قد سمعه غيره فحزن على فوته. وهذا كثير ما يحصل. يعني يكون مثلا له رفقاء وله زملا ثم ينفرد واحد منهم مثلا بحفظ متن مثلا معين او ختم كتاب على عالم معين ثم يقابل زميله بعد سنة او شهر او سنتين ويقول له ابشرك ختمت الكتاب الفلاني على العالم الفلاني او ابشرك اني حفظت الكتاب الفلاني او انهيت حفظ كذا. فيحزن صاحبه. يلحقه قلبه الحزن يقول هنا عندما يحزن قلبك قف قف مع قلبك وقفة محاسبة. ما نوع هذا الحزن وهذا جانب كم اه نغفله ونفرط فيه فيقول رحمه الله انا اه ان فاته سماع علم قد سمعه غيره اي وفق له غيرا من زملائه واصدقائه ورفقائه حزن على فوته لم يكن حزنه يغفله آآ لم يكن حزنه بغفلة حتى يواقف نفسه. هكذا عندك؟ نعم. حتى في النسخ الاخرى؟ في بعضها ايواء نفسها. نعم لا يوافق نفسه. ان بعدها يفسرها ايوه ويحاسبه نعم يوقف نفسه ان يقف معها موقف المحاسبة يواقف نفسه يعني لا لا يجعلها تمضي هكذا وانما ويواقفها موقف المحاسبة النفس قال لما يكن حزنه بغفلة حتى يواقف نفسه. لم يكن حزنه حزن بغفلة عن المقصود الاعظم. يعني لا يحزن وهو غافل عن المقصود الاعظم الذي لاجله شرعت تعلم العلم والتفقه في دين الله سبحانه وتعالى. حتى يواقف نفسه ويحاسبها على الحزن يواقفها يقف معها موقف المحاسبة. لماذا حزنتي؟ ما السبب؟ ما الذي دفعك لهذا؟ اه حزن فيقول لما حزنت؟ هذه المحاسبة؟ يوجه لنفسه هذا الخطاب لما حزنتي؟ ما السبب؟ احذري يا نفس ان يكون الحزن عليك لا لك. هنا هنا هنا سبحان الله مصيبة الان يجلبها لنفسه. يعني زميله يدخل في علم ويحصل علما ويغنم خيرا وربما ايضا اخبره بما حصل من اجل ان يشجع على الطلب والتحصيل فيحزن. ويكون حزنه لا من اجل فوات هذا الخير له تألم لتفريط النفس في هذا الخير. وانما يدخل في حزن ربما يصحبه نوع مثلا من الحسد لزميله ولماذا يتفوق علي؟ ولماذا كذا؟ ولماذا كذا؟ فيدخل في باب من اثم فلا حصل العلم الذي حصل زميله ولا سلم ايضا من تبعت هذا الحزن الذي يدخل على قلبه فيضر به نفسه فيكون محروم من الجهتين. احذري يا نفس ان يكون الحزن عليك لا لك اذا اه ان يكون الحزن عليك لا لك اذ سمعه غيرك فلا تسمعيه انت. ان يكون الحزن عليك لا لك اذ سمعه غيرك. فلا تسمعيه انت فكان اولى بك فلم تسمعيه انت فكان اولى بك ان تحزني على علم قد قرع السمع. اذا حزنت النفس على الفوات. يقول احذري يا نفسا يكون الحزن عليك لا اذ سمعه غيرك غيرك فلم تسمعيه. اذ سمعه غيرك غيرك فلم تسمعيه انت كان اولى بك ان تحزني على علم قد قرع السمع اذا كان عند عندك يا نفس حزن فاحزني على علما حصلتيه ولم تعملي به. ولم تعملي به. لا تحزني على علم تستكثرين به على ما عندك من العلم الذي لم تعملي به. فيقول لما حزنت؟ احذري يا نفسا يكون عليك لا لك انتبه هنا الحزن نفسه اما ان يكون لك او عليك حزن في مثل هذا الموقف يعني طالب من زملاء التفوق فحزنت. هذا الحزن اما ان يكون لك او يكون عليك. اما ان يكون لك او يكون عليك فاحذر ان يكون هذا الحزن عليك لا لك. فكان اولى بك ان تحزني على علم قد قرأ السمع وقد ثبتت عليك به الحجة فلم تعملي به. احزن على العلم الذي عندك ولم تعمل به. كم عندك من العلم فاذا كان الباب باب حزن فاحزن على علم عندك لم تعمل به. لا تحزن على علوم اخرى تظمها الى هذا العلم الذي لم تعمل به فتكثر حجة الله سبحانه وتعالى عليك فكان حزنك فكان حزنك على ذلك اولى من حزنك على علم لم تسمعيه لعلك ايتها النفس لو قدر لك سماعه كانت الحجة عليك اوكد. لو لك سماعه كانت الحجة عليك اوكد. لماذا؟ لانك لان نفسك حصلت هذا العلم واكتسبته وعرفته وفهمته ولم تعمل. فصارت الحجة عليك اوكد غفر الله من حزنه. استغفر الله من حزنه. حزنه على ماذا؟ على الموقف الذي حصل بان لقي احد زملائه وقال انا حفظت كذا انتهيت من الكتاب الفلاني او المتن الفلاني عند العالم الفلاني الى اخره فيحزن هذا الحزن حاسب نفسك عليه لئلا يكون حزن آآ عليك لا لك فاذا كان من النوع الاخر عند بالمحاسبة يظهر اذا كان من النوع الاخر الذي هو عليك لا لك فاستغفر الله من هذا الحزن اولى من ان تتمادى في هذا الحزن تنال به اثما. وسأل مولاه الكريم ان ينفعه بما اه قد سمع. نعم. قال رحمه الله تعالى صفة مجالسته للعلماء فاذا احب مجالسة العلماء جالسهم بادب وتواضع في نفسه وخفض صوته عند صوتهم سألهم بخضوع ويكون اكثر سؤاله عن علم ما تعبده الله به. ويخبرهم انه فقير الى علم ما يسأل عنه. فاذا استفاد منهم علما اعلمهم اني قد افدت خيرا كثيرا. ثم شكرهم على ذلك وان غضبوا عليه لم يغضب عليهم ونظر الى السبب الذي من اجله غضبوا عليه فرجع عنه واعتذر اليهم لا يضجرهم في السؤال. رفيق في جميع اموره. لا يناظرهم يريهم اني اعلم منكم. وانما همته البحث لطلب الفائدة منهم. مع حسن التلطف لهم لا يجادل العلماء ولا يمارس سفهاء يحسن التأني للعلماء مع توقيره لهم يتعلم ما يزداد به عند الله فهما في دينه. هذا الفصل او الموضع يتكلم فيه المصنف رحمه الله تعالى عن صفة مجالسة طالب العلم للعلماء. صفة مجالسة طالب العلم للعلماء والعلم لابد فيه من مجالسة العلماء. العلم لا يؤخذ من اه الكتب والنظر في الكتب بل لابد من مجالسة العلماء. لابد من الاستفادة منهم فقه على ايديهم ومباحثة مسائل العلم معهم وسؤالهم والافادة من علمهم لابد في ذلك لابد بد في العلم من ذلك. ولهذا من حصل العلم غير مجالسة العلماء تدخل عليه اخطاء عديدة ومتنوعة لانه لم يكن معه عضد من اهل العلم يبصره ويفقهه يوقفه على المعاني يفيده مما اتاه الله سبحانه وتعالى من علم فهم ودراية بدين الله جل وعلا فلما كان لا بد في العلم من مجالسة لاهله وحملته كان ايضا لا بد في الوقت نفسه من معرفة بقدر العلماء ومراعاة الادب معهم. وقد جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه. العلماء لابد بد ان يعرف حقهم ويعرف لهم قدرهم وتعرف لهم مكانتهم. ثم يعاملون بالادب والخلق ادب الشريعة واخلاقها الفاضلة. قال صفة مجالسته للعلماء صفة مجالسته للعلماء. اشرت الى ان العلم لابد فيه من مجالسة اهل العلم واذا اقتصر فيه على الكتب واصبح يأخذ العلم مجرد النظر في الكتب دخل في العلم من ليس من اهله وتكلم في العلم من ليس من اهل العلم. ولهذا يقول الاوزاعي رحمه الله تعالى تأمل في كلامه لاننا حقيقة نحتاج الى التأمل فيه. يقول كان هذا العلم كريم من يتلاقاه الرجال. يتلاقاه الرجال. فلما دخل في الكتب دخل فيه اهله دخل فيه غير اهله. لما دخل في الكتب واصبح بعض الناس يفتش الكتب. ثم يتكلم دون ثني للركب عند العلماء ومجالسة العلماء وصبر للنفس على مجالسة اهل العلم. وانما يفتح الكتب ثم يتكلم في في مسائل العلم فهذا من اخطر ما يكون. اذا كان رحمه الله يقول في ذلك الزمان الاول فلما دخل في الكتب دخل في فيه غير اهله. ماذا نقول في هذا الزمان؟ عندما دخل العلم في الاجهزة لذا المكتبات الالكترونية الحديثة وعن طريق ايضا الانترنت وما ادراك ما الانترنت اصبح يخوض في العلم كل احد حتى اجهل خلق الله سبحانه وتعالى يخوضهم في العلم واصبح يدخل على مسائل العلم على غير معرفة بالكتب اصلا على غير معرفة بالكتب اصلا يكتب الكلمة التي يريد ثم محرك البحث يوقفه على المسألة في طول الكتب وهو لا يعرف الكتب اصلا. ولو وضعت بين يديه مجلدات الكتب وقلت اخرج هذه المسألة منها ما يحسن. لكن محركات البحث توقف مباشرة على الموضع. ثم ايظا وسائل حديثة لا تكلفه حتى نقلا لهذا وانما الشيء الذي وجده وربما ايضا لا يقرأه كاملا يقصه ويلزقه في المكان الاخر ويرزق معه غيره وغيره ويكون متكلما في العلم وخائضا في بيان العلم وهو ليس من اهله ولا يدري عن العلم شيئا. لا يدري عن العلم شيئا لكنه يتكلم فيه. بطريقة القص واللزق. هذي في اه العلم. فاذا كان ابن مبارك اه او الاوزاعي رحمه الله تعالى يقول فلما دخل في الكتب دخل فيه غير اهله غير اهله فماذا يقال في زماننا؟ وكم من الخلق الان دخلوا في العلم والكلام في امور العلم ثم ايضا تطاولوا على العلما الاكابر وتجرأوا على اهل العلم الكبار. وهم جهلة بدين الله سبحانه تعالى ومنهم من لا يقيم حتى الفرائض ولا يكف عن اه اه الاثام والمحرمات ويخوض في امور العلم ومسائل اه العلم ويتجرأ في دين الله سبحانه وتعالى وهو لا يعلم ولا يفقه في دين الله سبحانه وتعالى. الحاصل ان العلم لابد فيه من صبر للنفس على مجالسة العلما وثني الركب عندهم والحرص على الاستفادة منهم ولابد من الاشارة هنا الى ان من طلاب العلم وهم كثر من وفقه الله سبحانه وتعالى لحسن الاستفادة من هذه الاجهزة بنصح وحرص وخوف من الله سبحانه وتعالى. وحذر مما في تلك الاجهزة من شرور و واخطار. قال رحمه الله تعالى فاذا احب مجالسة العلماء السهم بادب وتواضع في نفسه. وخفض صوت عند صوتهم. وسألهم بخضوعه ان هذا فيه الادب مع اهل العلم في الجلوس والتواضع في مجالس اهل العلم وخفض الصوت عندهم وسؤالهم بخضوع. المراد بالخضوع هنا اي اللين واللطف. يعني لا يسأل بشدة او برفع صوت او وانما يتكلم بخضوع والخضوع يطلق ويراد به اللين ومنه قول الله تعالى فلا تخضعن بالقول. يعني لا تلن القول وتأتينا به لينا فيطمع الذي قلبه مرض. ويكون اكثر سؤاله عن علم ما تعبده الله به اهتمامه بالسؤالات متجه الى علم ما تعبده الله به يعني ما خلقه الله عز وجل لاجله واوجده لتحقيقه فيحرص على هذا هذا التفقه في دين الله عز وجل ويخبرهم اي اي العلماء انهم فقير الى علم ما يسأل عنه. يخبرهم انه فقير الى علم ما يسأل عنه. هذه المسألة انا محتاج اليها اجهلها ما عندي علم فيها. عندي اشكال فيها لم تتضح لي. هذا معنى رحمه الله يخبرهم انه فقير الى علم ما يسأل عنه. فاذا استفاد منهم علما اعلمهم اني لقد افدت خيرا كثيرا يعني قبل قبل السؤال يبين للعالم انني هذي اجهلها ما عندي علم انا محتاج الى هذه المسألة واذا فهم وتبصر ايضا ذكر ذلك حصلت خيرا افدت ارتفع عني جهل في هذه المسألة افادهم انه تعلم منهم علما او خيرا كثيرا ثم شكرهم على اه على ذلك وقد قال عليه الصلاة والسلام لا يشكر الله من لا يشكر الناس. وان غضبوا عليه لم يغضب عليهم نغضب عليه التصرف منه قولي او فعلي او نحو ذلك لم يغضب عليهم آآ اه ونظر الى السبب الذي من اجله يغضب عليه. ما السبب؟ ما الامر الذي وقع منه؟ فيداوي نفسه يعالج نفسه حتى ابتعد عن الاخلاق او التصرفات او الاقوال او الاعمال التي تغضب الناس عليه. فرجع عنه نظر الى السبب الذي من اجله غضبوا عليه فرجع عنه واعتذر اليهم. لا لا يضجرهم في السؤال لا يتسبب في ما يضجرهم في السؤال الذي يطرحه. والاسئلة التي تضجر ليست الاسئلة التي يطلب صاحبها الفقه في دينه. الاسئلة التي يطلب صاحبها الفقه في دينه يفرح بها العالم ويسر لانها باب من ابواب التعاون على البر والتقوى ولكن السؤالات التي هي بعيدة عن هذا المعنى اما طرح شبهات او تشويش على الناس او مرى او نحو ذلك فهذه اسئلة تضجر قال رفيق في جميع اموره. لا يناظرهم مناظرة يريهم اني منكم وهذا سيأتي كلام مفصل عند المصنف عنه وانما همته البحث لطلب الفائدة منهم مع حسن التلطف لهم لا يجادل العلماء ولا يماري السفهاء. يحسن التأني للعلماء مع توقير لهم حتى يتعلم ما يزداد به عند الله فهما في دينه. ولا شك ان هذه الاخلاق مما ذكره ومما سيأتي ذكره ومما لم يذكره مما ينبغي ان يتحلى به طالب العلم اخلاق عظيمة قيمة الشأن رفيعة القدر وهي عنوان فلاحة طالب العلم في طلبه للعلم ورفعة درجاته باذن الله سبحانه وتعالى في تحصيله. رزقنا الله واياكم اجمعين فقها وعلما. امين. وخلقا وادب واصلح لنا شأننا كله. اللهم لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اهدنا اليك صراطا مستقيما اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انك غفور رحيم. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. الهمكم الله الصواب وفقكم للحق الله ما سمعنا غفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. يقول السائل جئت من الجزائر الى المدينة وغدا اتوجه الى مكة ابقى فيها الى رمظان. فهل يحق لي ان ادخل مكة بدون احرام وفي رمظان اخرج الى الحل حتى اعتمر وانال اجر ثواب عمرة في رمظان. اذا كنت جئت ان الجزائر من اجل ان تعتمر وهذا مقصدك بهذا المجيء فلا تدخل مكة بدون احرام. بل ادخل كمحرما اؤدي عمرة واذا يسر الله عز وجل لك في رمظان خروج الى ليس الحل وانما خروج الى الا ما ما وراء المواقيت مثلا كان تكون جئت المدينة او نحو ذلك جعت بعمرة جديدة لتكسب عمرة رمضان فهذا خير الى خير. اما ذهابك هذا الى مكة فتذهب محرما وتؤدي اه عمرتك في هذا المجيء وان يسر الله لك في رمظان عمرة اخرى فانك تفوز ثواب واجر العمرة في رمضان الثابت عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبي محمد واله وصحبه