بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى في كتابه اخلاق العلماء ذكر صفة مناظرة هذا العالم اذا احتاج الى مناظرة قال محمد بن الحسين اعلموا رحمكم الله ووفقنا واياكم للرشاد ان من صفة هذا العالم العاقل الذي فقهه الله في الدين ونفعه بالعلم الا يجادل ولا يماري ولا يغالب بالعلم الا من يستحق ان يغلبه بالعلم الشافي وذلك يحتاج في وقت من الاوقات الى مناظرة احد من اهل الزيغ ليدفع بحقه باطل من خالف الحق وخرج عن جماعة المسلمين فتكون غلبته لاهل الزيغ تعود بركة على المسلمين على جهة الاضطرار الى المناظرة لا على الاختيار لان من صفة العالم العاقل الا يجالس اهل الاهواء ولا يجادلهم فاما في العلم والفقه وسائر الاحكام فلا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا الفصل معقود لبيان ما يتعلق بالمناظرة اذا احتيج اليها والاصل تركها والبعد عنها الا اذا كان تم حاجة تقتضي ذلك وضرورة تقتضي ذلك فانه لا لا بأس بذلك مع النية الصالحة ولزوم النهج الصحيح في المناظرة بان تكون مبنية على اسس صحيحة وان يكون المعول فيها كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه والا فالاصل ترك المناظرة لان الدين ليس لمن غلب. الدين قال الله قال رسوله عليه الصلاة والسلام ليست هي قضية مناظرات وخصومات وجدل ولجج ثم يكون الحق مع الغالب والا او الاكثر صوتا او نحو ذلك وانما دين الله عز وجل هو قال الله قال رسوله صلوات الله وسلامه عليه ولهذا مما يذكر او من جميل ما يذكر في هذا المقام ان رجلا جاء الى الامام ما لك وطلب ان يناظره فقال له مالك رحمه الله تعالى ارأيت ان غلبتك قال اتبعك قال فان غلبتني قال تتبعني قال فان جاء ثالث وغلبنا قال نتبعه قال يا هذا ليس الدين لمن غلب ليس الدين لمن غلب اي ان الدين ليست مسألة مغالبة ومخاصمة ولجج الدين قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا الاصل هو ترك ترك الجدال وترك المناظرات الاصل هو ذلك. لكن اذا اقتضى المقام مناظرة لدمغ حجة مبطل او ابطال شبهة مشبه واظهار حق او ازالة اشتباه والتباس او نحو ذلك بالعلم والبصيرة لا بمجرد الجدل واللجج وانما بالعلم والحجة من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فان المناظرة حينئذ تجمل وتحسن اما اذا كانت مجادلة بالباطل او كانت مجادلة بغير علم او مجادلة لمجرد الغلبة او نحو ذلك فهذا كله لا لا يصح وانما الذي يصح هو المناظرة المبنية على نية صحيحة ان ينصر دين الله سبحانه وتعالى لان بعض الناس يناظر لينصر نفسه والاصل ان يناظر لينصر دين الله سبحانه وتعالى ولو كانت الحجة مع من يناظره والحق مع الذي مع من يناظره فان صدقه في نيته لا يبالي ان يكون ظهور الحق على لسانه او على لسان من يناظره لان همه ليس انتصار نفسه وانما همه ظهور الحق سواء ظهر الحق على لسانه هو او ظهر الحق على لسان من يناظره الهمة متجهة الى ظهور الحق فمن اهم الاسس في المناظرة النية الصالحة ثم بعد ذلك ان تكون مبنية على العلم الصحيح المستمد من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه قال رحمه الله تعالى اعلموا رحمكم الله ووفقنا واياكم للرشاد ان من صفة هذا العالم العاقل الذي فقهه الله في الدين ونفعه بالعلم الا يجادل ولا يماري ولا يغالب بالعلم الا من يستحق ان يغلبه بالعلم الشافي يعني الاصل ترك المماراة وترك الجدل وترك المناظرات لكن اذا احتاج المقام لان يغلب احدا بالحجة البينة لانه لاحظ تعبيره بقوله يغلب لان معها الحجة ومعها الدليل فيدخل المناظرة لاجل هذا الغرض ان ينصر دين الله سبحانه وتعالى بالحجة والبرهان بالعلم الشافي قال وذلك يحتاج في وقت من الاوقات الى مناظرة احد من اهل الزيغ ليدفع بحقه باطل من خالف الحق وخرج عن جماعة المسلمين فتكون غلبته لاهل الزيغ تعود بركة على المسلمين فيدخل العالم في مثل هذه المناظرة بهذه النية الصالحة لينصر دين الله سبحانه وتعالى ان يبطل شبهة المبطل ليسلم الناس من تلبيس الملبس او تشبيه المشبه او شبه اه شبهة منحرف فيكون لمناظرته حينئذ حاجة لاظهار الدين ورد شبهة المبطلين قال على جهة الاضطرار الى المناظرة لا على اختيارهم يعني لا يدخل المناظرة رغبة في المناظرة ذاتها لكنه يدخلها مضطرا لا عن رغبة يعني بعض الناس عنده هواية المناظرة ونفسه ميالة اليها الاصل الا يدخل المناظرة لمجرد المناظرة وانما يدخلها مضطرا اذا اقتضى المقام ذلك يدخلها مضطرا لا على الاختيار لان من صفة العالم العاقل الا يجالس اهل الاهواء ولا يجادلهم فاما في العلم والفقه وسائل الاحكام فلا يعني المناظرة في مسائل العلم وهذي سيأتي كلام للمصنف عنها والطريقة الصحيحة فيها لا بأس بها اذا كان آآ اذا كان الغرض من هذه المناظرة اه من اجل ان يتضح له الحق ويستبين له الحكم او تزول عنه شبهة وهذا سيأتي بيانه قريبا عند المصنف رحمه الله تعالى نعم قال رحمه الله تعالى فان قال قائل فان احتاج الى علم مسألة قد اشكل عليه معرفتها لاختلاف العلماء فيها لابد له ان يجالس العلماء ويناظرهم حتى يعرف القول فيها على صحته وان لم يناظر لم تقوى معرفته قيل له بهذه الحجة يدخل العدو على النفس المتبعة للهوى فيقول ان لم تناظر وتجادل لم تفقه فيجعل هذا سببا للجدل والمراء المنهي عنه الذي يخاف منه سوء عاقبته الذي حذرناه النبي صلى الله عليه وسلم. وحذرناه العلماء من ائمة المسلمين نعم يعني يقول ان بعض الناس قد يدخل من اه في باب المناظرات ودروبها المذمومة بنية قد تكون في اول الامر طيبة يعني ان ان يناظر في اول الامر من اجل ان تتضح له مسألة او يستبين له حكم او نحو ذلك ثم يستمرئ المناظرات ويدخل عليه الشيطان فيصبح كثير المراء وكثير الجدل وكثير الخصومات واقعا فيما جاءت الشريعة بذمه والتحذير منه ثم ساق رحمه الله تعالى نقولات عديدة في ذم ذلك والتحذير منه نعم فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من ترك المراء وهو صادق بنى الله له بيتا في وسط الجنة. نعم اما هذا الحديث هو شطر حديثنا او جزء من حديث خرجه الترمذي في آآ جامعه وغيره من حديث انس رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال من ترك الكذب وهو باطل بني له بيت في ربض الجنة. ربض الجنة اي اسفل الجنة ومن ترك المراء وهو محق بني له بيت في وسطها ومن حسن خلقه بني له في اعلاها والحديث في اسناده كلام فهو ضعيف ضعيف الاسناد لكنه جاء في اه في سنن ابن ماجة وسنن ابي داوود وغيرهما من حديث ابي امامة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا زعيم ببيت ثم ذكر هذه الامور الثلاثة ذكر هذه الامور الثلاثة لكنه جعل البيت الذي في ربض الجنة اي اسفلها لمن ترك المراء والبيت الذي في وسط الجنة لمن ترك اه الكذب لمن ترك الكذب والحديث حسنه اه اعني حديث ابي امامة حسنه الالباني رحمه الله تعالى لغيره نعم وعن مسلم ابن يسار انه كان يقول اياكم والمراء فانها ساعة جهل العالم وبها يبتغي الشيطان زلة نعم. قال وعن مسلم بن يسار انه كان يقول اياكم والمراء. يعني احذروا المراء والمراء هو الجدل والخصومات قال اياكم والمراء فانها ساعة جهل العالم فانها ساعة جهل العالم يعني ان دخل في المراء ساعة من وقته فهذه ساعة جهل لان العلم يصان عن ذلك العلم يصان عن ذلك اه اهل العلم ليسوا اهل مراء اهل العلم ليسوا اهل مراءة وانما يصونون انفسهم والعلم الذي يحملونه عن عن المراء قال فانها ساعة جهل العالم وبها يبتغي الشيطان زلته وبها يبتغي الشيطان زلته لان اذا دخل الشيطان في المراء والجدل حضر الشيطان واصبح ينفر ينفخ في الانسان ان يغلب الطرف الاخر وربما يكون الطرف الاخر هو الذي على الحق لكن بسبب المراء وحب الغلبة ربما رد حقا او لم يقبل آآ حقا او او دافع عن باطل لا لشيء الا ليعلو صوته او لتكون الغلبة له وهذه مصيبة يعني الشيطان يحظر تلك الساعة ويفتن الانسان من اجل ان يكون له الظهور وتكون لكلمته او له آآ الغلبة نعم وعن الحسن قال ما رأينا فقيها يماري. وعن الحسن اي البصري رحمه الله قال ما رأينا فقيها اي من الفقهاء الاعلام المعروفين بالفقه والبصيرة ما رأيناهم يدخلون في المراء في الدين نعم. وعن الحسن ايضا قال المؤمن يداري ولا يماري. ينشر حكمة الله فان قبلت حمد الله وان ردت حمد الله. قال وعن الحسن اي البصري رحمه الله المؤمن يداري المداراة هي ان يتنازل عن بعظ حظوظه او حقوقه الدنيوية في سبيل الدين. في سبيل دين الله سبحانه وتعالى. هذا يسمى مداراة تسمى مداراة وهي تختلف عن المداهنة المداهن هو الذي يتنازل عن شيء من دينه من اجل شيء اه ان يحصل شيئا من دنياه هذه مداهنة المداهنة محرمة لكن المداراة فيها مصلحة يداري بالتنازل عن بعظ حظوظه او حقوقه او مصالحه الشخصية في سبيل نصرة الدين او نشره او اقناع الطرف الاخر او من او من عنده اه معاني من الحق والهدى يريد ان يبينها له يصبر منه على جفوة فيداريه او غلضة فيداريه من اجل ان يوصل اليه الخير فهذه المداراة. قال العالم المؤمن يداري ولا يماري. لا يماري اي من من المماراة والشريعة جاءت بذم ذلك ينشر حكمة الله ينشر حكمة الله ان يبين الحق والدين والهدى فان قبلت حمد الله وان ردت حمد الله ان قبلت حمد الله انها قبلت وكانت سبب هداية لشخص او صلاح واستقامة وان ردت ايضا حمد الله ان وفقه للبيان والنصيحة ومن بين ونصح اجره على الله قبلت نصيحته او لم تقبل. نعم وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه انه قال اذا احببت اخا فلا تمارس ولا تشاره ولا تمازحه ثم اورد هذا الاثر عن آآ عن معاذ رضي الله عنه قال اذا احببت اخا فلا تماره اي لا تدخل معه في جدل ومماراة وخصومات فان هذا مثل ما سيأتي معنا يغير قلوب الاخوان ويورث التفرقة والوحشة بين الخلان ولا يحقق منفعة فاذا احببت اخا لا تماره لا تدخل معه في ممارات نعم بين له الحق بلطف بين له آآ آآ الحكمة بالدليل ناصحه برفق لكن لا تدخل معه في جدل ومماراة تقسي القلوب وتوجد الوحشة بين اه المتحابين قال فلا تماريه ولا تساره تروى مثقلة وتروى ايضا مخففة ولا تساره ولا تساري تسره من الشر. يعني لا تفعل معه امورا او اقوالا او افعالا تثير الشر بينك وبينه لا تساري يعني لا لا تأتي بامور او افعال يترتب عليه وقوع الشر والفتنة بينك وبينه. لا تشاري او لا تشاريه من الشراء لا تشاره من الشراء يعني لا تتعامل معه معاملة تورث بينك وبينه شيء من الجفوة او فقدان هذه المحبة التي بينك وبينه قال ولا تمازحه وليس النهي هنا عن المزح مطلقا وانما النهي عن المزح الذي يورث اه الضغينة ويفقد اه المحبة التي تكون بين الخلان يمزح ربما بمزح يسيء او مزح يضر بصاحبه او مزح يكون فيه استهزاء او سخرية به او نحو ذلك او او اما المزح اليسير الذي ليس فيه اساءة وانما هو على سبيل المؤانسة ونحو ذلك فهذا لا حرج فيه نعم قال محمد بن الحسين وعند الحكماء ان المراء اكثره يغير قلوب الاخوان ويورث التفرقة بعد الالفة والوحشة بعد الانس. هذي من الاثار السيئة التي تترتب على اه على المران يغير قلوب الاخوان يغير قلوب الاخوان ويورث التفرقة بعد الالفة والوحشة بعد الانس ان يكونون على قلب واحد محبة وصفاء واخوة ثم يدخلون في المراء فيتهاجرون ويتدابرون ويتقاطعون وتصبح بينهم وحشة وتنقطع تلك الاخوة والالفة التي بينهم. مع انهم كلهم على دينا واحد ونهج واحد وطريق واحد واستقامة واحدة. لكن لما يدخلون في المراء تتغير القلوب وتتبدل تلك ذلك الانس الذي بينهم والمحبة الى وحشة وجفاء ومن الاثار السيئة ايضا على المترتبة على المراء انه يذهب بنور العلم. كما نقل عن الامام مالك رحمه الله تعالى انه قال المراء في العلم يذهب بنور العلم يذهب بنور العلم من قلب الرجال المراء له اثار يعني وخيمة وعديدة يبوء بها من يدخل في في هذا المراء من قسوة قلب ونفرة بين الاخوان ووقوع العداوة بين الخلان وذهاب نور العلم الى غير ذلك من الاثار السيئة. نعم وعن ابي امامة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدل فالمؤمن العالم فالمؤمن العالم العاقل يخاف على دينه من الجدل والمراء. نعم. ثم ختم بهذا الحديث حديث ابي امامة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدل الا اوتوا الجدل هذا فيه ان اه وفي بعض الروايات ان النبي عليه الصلاة والسلام قرأ على اثر ذلك قول الله عز وجل ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون فما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدل. يعني كثرة الجدل ليست علامة خير كثرة الجدل والخصومات هذه ليست علامة خير وانما هذه علامة علامة انصرافا عن الخيل علامة انصراف عن الخير لان ليس من امارة اهل الخير كثرة الجدل والخصومات لان الكتاب السنة يجمعان القلوب ويؤلفان بين النفوس والعصمة انما هي بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام اما اذا دخل الناس في مماراة وجدل وخصومات ولجج هذا يبعدهم عن عن الخير حتى ان من اثاره السيئة كما تقدم انه يقسي القلب واذا قسى القلب بعد العبد عن الطاعة بعد العبد عن الطاعة احيانا يقع ان يجتمع مثلا بعض الشباب على الجدل في ليلة ما ويمضون وقتا من الليل وهم يتجادلون ويتناظرون ويتخاصمون ثم ينامون عن صلاة الفجر ثم ينامون عن الصلاة هذا من الاثار السيئة هذا من الاثار السيئة بمجالس الجدل تجده الساعة والساعتين والثلاث يسمر في الليل جدل وخصومة وكل يريد ان يعلو صوته وان يظهر ان الحق معه ثم ينامون عن صلاة الفجر وهذا يحصل الجدل والمماراة والاكثار من ذلك هذا ليس من علامات الخير. ما قال ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدل. اذا اوتي الانسان الجدل وحبب اليه الجدل وامضى قسطا من اوقاته كبيرا في الجدل هذا ليس من امارات الخير ليس من امارات الخير هذا من علامات بعد الانسان عن الخير وبعده عن العمل بطاعة الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى فان قال قائل فما يصنع في علم قد اشكل عليه قيل له اذا كان كذلك واراد ان يستنبط علم ما اشكل عليه قصد الى عالم ممن يعلم انه يريد بعلمه الله ممن يرتضي علمه وفهمه وعقله فذاكره مذاكرة من يطلب الفائدة واعلمه ان مناظرتي اياك مناظرة من يطلب الحق وليست مناظرة مغالب ثم الزم نفسه الانصاف له في مناظرته وذلك انه واجب عليه ان يحب صواب مناظره ويكره خطأه كما يحب ذلك لنفسه لان من صفة العالم المؤمن ان يحب لاخيه ما يحب لنفسه ويكره له ما يكرهه لنفسه قال رحمه الله فان قال قائل ما يصنع بعلم قد اشكل عليه اشكلت عليه مسألة من مسائل العلم واحتاج الى ان يبحثها مع عالم حتى ينجلي له الامر وتتضح له المسألة ويزول عنه الاشكال فهل ايضا يقال له لا تناظر واياك والمناظرة ام ان له ان يباحث العالم مباحثة بنية طيبة وقصد صحيح لا على وجه المغالبة لا على وجه المغالبة لان من الناس من يناظر ليغلب ومن الناس من يناظر ليتضح له الحق فرق بين من يناضل ليغلب وسيأتي اثار لهذا النوع اثار سيئة جدا لهذا النوع من المناظرة. احيانا من يناظر ليغلب من يناظر ليغلب احيانا يذكر له الاية والحديث فيردها يردها ولا يبالي لانه اصلا انما ناظر ليغلب لم يناظر لي هي لينال الحق او ليقف على الحق ويبصر الحق لم يناظر لذلك ففرق بين من يناضل ليغلب ومن يناظر ليتضح له الحق يقول ان كان هذا قصده وذهب الى عالم ويكون يعرف هذا العالم بصلاح وعلمه وفهمه فيذاكره مذاكرة يذاكره هذه المسألة التي اشكلت علي مذاكرة ويعلمه ان مناظرتي اياك مناظرة من يطلب الحق يقول له والله ما ما جئت لاناظر او لاجادل او والله انما قصدت الحق ومثل هذه التقدمة تنبه الطرف الاخر او تنبه العالم الى ان هذا بحاث عن الحق وينشد عن الحق فينشط للبيان له بخلاف المجادلين واهل الميران قال وليست مناظرة مغالب ما هي مناظرة المغالب الذي يناظر ليغلب هذي مناظرة المغالب وهذي لا لا تأتي بخير من يناظر ليغلب فقط بقطع النظر الحق معه او مع خصم هذا لا يأتي بخير وليست مناظرة مغالب ثم الزم نفسه الانصاف له في مناظرته وذلك انه واجب عليه ان يحب صواب مناظره ويكره خطأه كما يحب ذلك لنفسه لان المسلم يحب لاخيه ما يحب لنفسه الامام الشافعي رحمه الله يقول ما ما ناظرت احدا على الغلبة ما ناظرت احدا على الغلبة ووددت اذا ناظرت احدا ان يظهر للحق على يديه وددت اذا ناظرت احدا ان يظهر الحق على يديه ومن كان على هذا النهج في مناظرته يبارك يبارك الله سبحانه وتعالى في كلامه ويسدده في مقاله وينفع الله عز وجل من يناظره نفعا عظيما نعم قال رحمه الله تعالى ويعلمه ايضا ان كان مرادك في مناظرة ان اخطأ الحق وتكون انت المصيب ويكون انا مرادي ان ان تخطئ الحق واكون انا المصيب. فان هذا حرام علينا فعله لان هذا خلق لا يرضاه الله منا وواجب علينا ان نتوب من هذا. اين من كان كذلك في مناظرته؟ من الحديث تقدم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحبه لنفسه فاذا كان يناظر وهو يحب ان يخطئ والاخر مثله كذلك اين الاخوة الايمانية؟ واين حقوق الحقوق الدينية؟ واين اعمال قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى تاء يحب لاخيه ما يحب لنفسه وحبه لاخيه ما يحب لنفسه هذا واجب. يأثم بتركه لان نفي الايمان لا يكون الا في ترك واجب او في فعل محرم نعم فان قال فكيف نتناظر قيل له مناصحة فان قال كيف المناصحة؟ اقول له لما كانت مسألة فيما بيننا اقول انا انها حلال وتقول انت انها حرام. فحكمنا جميعا ان نتكلم فيها كلام من يطلب السلامة مرادي ان ينكشف ان ينكشف لي على لسانك الحق فاصير الى قولك او ينكشف لك على لسان الحق فتصير الى قول مما يوافق الكتاب والسنة والاجماع فان كان هذا مرادنا رجوت ان تحمد عواقب هذه المناظرة ونوفق للصواب ولا يكون للشيطان فيما نحن فيه نصيب. وهذا الذي ذكره رحمه الله تعالى هو النية الصالحة نيته نية المناظر الصالحة ظهور الحق. سواء على لسانه او على لسان خصمه نعم قال رحمه الله تعالى ومن صفة هذا العالم العاقل اذا عارضه في مجلس العلم والمناظرة. بعض من يعلم انه مناظرته للجدل والمراء والمغالبة لم تسعه مناظرته بانه قد علم انه انما يريد ان يدفع قوله وينصر مذهبه. ولو اتاه بكل حجة مثلها يجب ان قال مثلها يجب ان يقبلها لم يقبل ذلك ونصر قوله ومن كان هذا مراده لم تؤمن فتنته ولم تحمد عواقبه ويقال لمن مراده في المناظرة المغالبة والجدل اخبرني اذا كنت انا حجازيا وانت عراقيا. وبيننا مسألة على مذهبي. اقول انا انها حلال وعلى مذهبك انها حرام. فسألتني المناظرة لك عليها. وليس مرادك في مناظرة الرجوع عن وليس مرادك في مناظرة الرجوع عن قولك والحق عندك ان اقول فيها قولك وكان عندي انا ان اقول وليس مرادي في مناظرة الرجوع عما هو عندي. وانما مرادي ان ارد قولك مرادي انت ومرادك ان ترد قولي فلا وجه لمناظرتنا. فالاحسن بنا السكوت على ما تعرف من قولك وعلى ما اعرف من قول. وهو اسلم لنا واقرب الى الحق الذي ينبغي ان نستعمله فان قال وكيف ذلك؟ قيل لانك تريد ان اخطئ الحق وانت على على الباطل ولا وفق للصواب ثم تسر بذلك وتبتهج به. ويكون مرادي فيك كذلك. فاذا كنا كذلك فنحن قوم سوء لم نوفق للرشاد وكان العلم علينا حجة وكان الجهل اعذر منا وكان الجاهل اعذر منا نعم يعني اذا كانت المناظرة قائمة على هذا الاساس كل متعصب لقوله وينصر قوله كيفما كان حتى لو كانت الحجة ظاهرة مع خصمه لا يبالي وهمه ان ينصر قوله كيفما اتفق فمثل هذه المناظرة مناظرة عقيمة لا يترتب عليها الا اللجج والخصومة والشر فيترتب عليه خير ما دام ان كل من الطرفين يناظر لينصر قوله كيفما كان مثل ما تقدم معنا يناظر على المغالبة يعني ان يغلب فقط وان ينصر قوله حتى وان ولو كان الحق مع خصمه ولهذا يترتب على هذا النوع من المناظرة اثاره سيئة جدا يعني قد يقول له خصمه دليل واظح فيرد الحديث او يرد الاية او يرد الاجماع ولا يبالي لان همه في مناظرته ان يغلب ان يغلب خصمه فهذا من اخطر ما يكون ومثل ما قال رحمه الله تعالى من كان كذلك علمه حجة عليه لا له وكان الجاهل اعذر منا الجاهل لزم الصمت مع جهله. اما هذا عنده علم لكنه ما انتفع بعلمه واخذ يجادل ويماري ويخاصم وينصر قول نفسه حتى ولو كان الحق مع الاخر نعم قال رحمه الله قال محمد بن الحسين واعظم من هذا كله انه ربما احتج احدهما بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على خصمه فيردها عليه بغير تمييز. كل ذلك يخشى ان تنكسر حجته حتى انه لعله ان يقول بسنة عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ثابتة فيقول هذا باطل وهذا لا اقول به فيرد سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم برأيه بغير تمييز ومنهم من يحتج في مسألة بقول صحابي. فيرد عليه خصمه ذلك ولا يلتفت الى ما يحتج عليه. كل ذلك نصرة منه لقوله لا يبالي ان يرد السنن والاثار. نعم يعني هذي من الاثار السيئة لهذا النوع من المناظرة والمراء ان بعض الناس قد يصل به الامر يبلغ به الحال لغروره وتعصبه مذهبه او لقوله او للمذهب الذي ينصره فيقول له اه الطرف الاخر من يناظره؟ يقول له اية محكمة او سنة صحيحة ثابتة او يحكي له اجماعا لاهل العلم فيرد ذلك ولا يبالي وربما ذكر له سنة صحيحة ثابتة عن رسول الله فقال هذا باطل. او لا اقبل ذلك ولو جئتني بمئة حديث لاقبل تجد بعض الناس في مسالك المناظرة يصل الى هذا الحد ولهذا يقول الناظم فليحذر المغرور بالتعصب من فتنة لرده قول النبي كقول عالم به اغتباء عندي عندي امامي والنبي سواء كقول عالم به اغتباء اي به غباء عندي امامي والنبي سواء وقال بعضهم انا بمذهب امرت لم اؤمر بقول النبي وقال بعض لو اتتني مائة من الاحاديث رواها الثقة وجاءني قول عن الامام قدمته فانظر لذا الكلام وذا كثير منهم لا يحصى يبلغ في القبح لحد اقصى الى اخر كلام الناظم رحمه الله تعالى في آآ رسالة او منظومة بعنوان الهدى في الاقتداء بالنبي المصطفى لمحمد بن سعيد اه ابن سفر طبعت اه هذه المنظومة قريبا وفيها معاني مثل هذه الابيات نافعة ومفيدة جدا نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله من صفة الجاهل الجدل والمراء والمغالبة. نعوذ بالله ممن هذا مراده ومن صفة العالم العقل ومن صفة العالم العاقل هكذا في نسخة في بعض النسخ نعم ومن صفة العالم العاقل المناصحة في مناظرته وطلب الفائدة لنفسه ولغيره كثر الله في العلماء مثل هذا ونفعه بالعلم وزينه بالحلم. نعم يعني هذا هذه صفة العالم ان ديدنه ومقصده المناصحة اذا قدر انه ناظر احدا يناظره على سبيل المناصحة وطلب الفائدة لنفسه ولغيره ومثل هذا الصنف يدعى الله سبحانه وتعالى ان يكفر كالعلماء امثالهم نعم قال رحمه الله تعالى ذكر اخلاق هذا العالم ومعاشرته لمن عاشره من سائر الخلق قال محمد بن الحسين رحمه الله من كانت صفاته في علمه ما تقدم ما تقدم ذكرنا له من اخلاقه والله اعلم ان يأمن شره من خلقه ويأمل خيره من صاحبه لا لا يؤاخذ لا يؤاخذ بالعثرات ولا يشيع الذنوب عن غيره ولا يقطع بالبلاغات ولا يفشي سر من عاداه ولا ينتصروا منه بغير حق ويعفو ويصفح عنه ذليل للحق عزيز عن الباطل. كاظم للغيظ عمن اذاه. شديد البغض لمن عصى مولاه. يجيب السفيه بالصمت عنه والعالم بالقبول منه قال رحمه الله تعالى ذكر اخلاق هذا العالم ومعاشرته لمن عاشره من سائر الخلق كيف يعاشرهم كيف آآ يلقاهم كيف يتحدث معهم ما صفته في ذلك قال رحمه الله من كانت صفته في علمه ما تقدم ذكرنا له من اخلاقه والله اعلم اذا كان متصفا بالاخلاق المتقدمة فانه يأمن شره من خالطه ويأمل خيره من صاحبه يكون مأمون لان الله زينه بالعلم وحلاه بالحلم وجمله بالاخلاق الفاضلة والاداب الرفيعة فمن خالطه يأمل خيره ويأمن شره وقد جاء في الحديث وهو في الترمذي وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للصحابة الا انبئكم بخيركم من شركم؟ قالوا بلى يا رسول الله قال خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره والعلم هو العلم الصحيح المستمد من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هو الذي يحقق هذا المقصد العظيم والغاية الجليلة وهو الذي يزين صاحبه بالادب الفاضل والخلق الرفيع اذا وفقه الله سبحانه وتعالى لحسن الانتفاع بالعلم الذي تعلمه ولهذا من كانت تلك صفته فان من يصاحبه يأمن شره ويأمل خيره لا يؤاخذ بالعثرات من صفات هذا العالم ان رفيقه او صاحبه او تلميذه او جاره او قريبه اذا وقعت منه عثرة لا يؤاخذ بالعثرة لان كل بني ادم خطاء وكل يعثر ومن الذي لا يعثر فلا يؤاخذ بالعثرة اذا زل احد بكلمة او نحوها عثر في حديثه عثر في تعامله فانه لا يؤاخذ بذلك وانما يتغاظى ويتغافل ويسامح ويتلطف لا يؤاخذ بالعثرة ولا يشيع الذنوب عن غيره لا يشيع الذنوب عن غيره وهذا وباء اشاعة الذنوب عن غيره فلان ارتكب كذا وفلان فعل كذا وفلان الى اخره هذا من الصفات الذميمة والرجل اذا تزين بالعلم فانه لا يشيع الذنوب وانما يستر وينصح يستر لا يسيء وينصح لا يفضح ولهذا يتحقق على يديه الخير العظيم والنفع الكبير ولا يقطع بالبلاغات ولا يقطع بالبلاغات وكثير من الناس يقطع بامور انما وصلته بلاغا لم تصله بالاسانيد الصحيحة الثابتة البلاغات مثلا يقول بلغنا كذا قيل كذا تحدث بكذا وتجد بعض الناس مثل هذه البلاغات يرويها كانها اصح ما يكون دون ان يتثبتوا ودون ان يتحقق او يتأكد من صحتها واخطر ما يكون في هذا الباب البلاغات التي تتعلق بامن الامة او خوفها وهذي مصيبة عظيمة لان بعظ الناس يسارع الى نشر بعض البلاغات اي الكلام الذي يصله بطريق غير مجزوم به لم يصله من طرق صحيحة ثابتة فتجده يسارع الى نشر تلك الامور فينشر خوفا في الناس وهلعن وهو اصلا لم يصله الخبر من مصادر صحيحة فيخاف الناس ويفزعون فالامور التي تمس الامن امن الامة او تمس الخوف من اخطر ما يكون ان يسارع الانسان بنشر اشياء لا لم يتثبت من صحتها بل انما ما بل انما قد تثبت من صحته لا ينبغي ان يسارع في نشره الا اذا كان في ذلك مصلحة والمصلحة انما تظهر بعرظ ذلك على اهل العلم ولهذا قال الله سبحانه واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا فبعض الناس اذا جاءه امر من الامن او الخوف يعني امن الامة او خوفها اذاعه بادر في نشره يصبح في مثل هذه الاحداث والقضايا مذياعا قد جاء عن علي بن ابي طالب انه قال لا تكونوا مذايع مذيع يعني ينقل اخبار تلو الاخبار ولا يتثبت ولا يتحقق من امور تتعلق بامن الامة او خوف الامة او مصالح الامة او حتى المصالح الخاصة ولهذا من زينه الله سبحانه وتعالى بالعلم لا يقطع بالبلاغات لا يقطع بالبلاغات ولا يفشي سر من عاداه يعني اذا كان بينه وبين شخص خصومة وقف على سر من اسراره لا يحب بانتشاره لا يستغل معاداته له فينشر سره ويفضح فهذا ليس من خلق من تجمل بالعلم ولا ينتصر منه بغير حق لان انتصاره ليس لنفسه وانما انتصاره للحق والهدى ويعفو ويصفح عنه دليل للحق ان ينقاد للحق عزيز عن الباطل لا يقبل بالباطل ولا يرضى به كاظم للغيظ عن من اذاه كما قال الله تعالى والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين شديد البغض لمن عصى مولاه لان حبه وبغضه في الله يجيب السفيه بالصمت عنه واعرض عن الجاهلين يجيب السفيه بالصمت عنه يعرض عن السفيه لا يجيبه بحديث لان اجابة السفيه بحديث ربما يزيد من جهله فخير اه خير ما يجاب به السفيه السكوت والاعراض عنه كما قال الله عز وجل واعرض عن الجاهلين والعالم بالقبول منه اذا خاطبه جاهل اعرض عنه واذا خاطبه عالم اقبل على كلامه ليستفيد وينتفع من علمه نعم قال رحمه الله تعالى لا مداهن ولا مشاحن ولا مراء ولا مختال ولا حسود ولا حقود ولا سفيه ولا جاف ولا فظ ولا غليظ ولا طعان ولا لعان ولا مغتاب ولا سباب. نعم يعني هذه امور هو مجانب لها وبعيد عن الوقوع فيها بعيد عن المداهنة والمداهنة مر تعريفها ان يتنازل عن شيء من دينه من اجل شيء ان يحصل شيئا من دنياه فهذا فهذه مداهنة وهي مذمومة ولا مشاحن اي لا يفعل ما يوجب الشحناء والعداوة والبغضاء ولا مراء اي لا يعمل الاعمال على وجه الرياء والتظاهر بها امام الناس وانما يفعل اعماله لوجه الله سبحانه وتعالى ولا مختال اي معجب مغرور في بنفسه وبصفته وهيئته وعمله ولا حسود اي لا يحسد غيره على ما اتاه الله سبحانه وتعالى من فظله ولا حقود اي لا ينطوي قلبه على الغل والحقد والضغينة ولا سفيه اي لا يتعامل المعاملة التي هي معاملة السفهاء والجهلة على الجهل ولا جاف والجافي غليظ الخلق سيء الخلق ولا فظ والفظ هو قاسي القلب ولا اه نعم والفضل هو سيء الخلق ولا غليظ والغليظ هو قاسي القلب لقلبه قسوة قال تعالى ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ولا طعان ولا لعان وفي الحديث ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان الطعان هو الذي يقع في اعراض الناس ذما وقدحا واللعان هو الذي يشتم الناس ويسبهم الطعان هو الذي يذكر الناس بالسوء واللعان هو الذي يدعو عليهم بالسوء الطعان هو الذي يذكر الناس بالسوء والقبيح واللعان هو الذي يدعو عليهم بالسوء والقبيح وليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا مغتاب. المغتاب هو من ينقل الكلام من شخص لاخر على وجه الافساد والوقيعة بينهما ولا سباب نعم يخالط من الاخوان من عاونه على طاعة ربه ونهاه عما يكره مولاه ويخالق بالجميل من لا يأمن من لا يؤمن شره ابقاء على دينه. من من لا يأمن شره نعم ابقاء على دينه. ابقاء على دينه. نعم يعني آآ يخالط من الاخوان من عاونه على طاعة ربه اذا وجد من الاخوان من يعين على الطاعة على العبادة على طلب العلم على الاخلاق الفاضلة على الاداب الكاملة الى غير ذلك فانه يخالطه ويفرح بصحبته ويصبر نفسه على مجالسته كما قال الله عز وجل واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اثقلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هو كان امره فرطا فهذا النوع من الاصحاب يحرص عليهم الذين يعينونهم يعينونه على طاعة ربه وينهونه عما يكره مولاه سبحانه وتعالى اما الصنف الاخر من الناس من لا يأمن شره فانه يخالطه بالجميل يخالط بالجميل في دفع بجميل تعامله معه سوء ذلك الشخص وشره كما قال الله سبحانه ادفع بالتي هي احسن ادفع بالتي هي احسن واذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميد يخالق بالجميل من لا يأمن شره ابقاء على دينه ابقاء على دين من يحتمل ان الظمير يعود على هذا العالم او هذا الفاضل ويحتمل ايضا ان يعود الضمير على هذا الجاهل ابقاء على دين هذا الجاهل لا يزيده شرا فاذا ترفق به وتلطف وعاملة معاملة لطيفة ربما انه آآ اه نهض به الى الحق والقيام بالدين فابقان على دين نفسه ليسلم له دينه وايضا نصحا لذلك الرجل لعله يتخلى عن عن مثل تلك الاخلاق السيئة وينهض بنفسه الى معالي الامور ورفيعها نعم سليم القلب للعباد من الغل والحسد يغلب على قلبه حسن الظن بالمؤمنين في كل ما امكن فيه العذر لا يحب زوال النعم عن احد من العباد يداري جهل من عامله برفقه اذا تعجب من جهل غيره ذكر ان جهله اكثر فيما بينه وبين ربه عز وجل لا يتوقع له بائقة ولا يخاف منه غائلة الناس منه في راحة ونفسه منه في جهد قال رحمه الله تعالى في وصف آآ هذا العالم في معاشرته لمن عاشر من سائر الناس قال سليم القلب للعباد سليم القلب للعباد من الغل والحسد مثل ما قال الله والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا فمن علامة العالم الناصح الفاضل الخير من علاماته انه لا يحمل في قلبه غلا للمؤمنين ولا حسدا ولا ضغينة بل دائما يدعو الله سبحانه وتعالى ان يطهر قلبه واسلل سخيمة صدورنا كما جاء في الدعاء العظيم المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم واسلل سخيمة صدورنا فهو سليم القلب للعباد من الغل والحسد يغلب على قلبه حسن الظن بالمؤمنين دائما يقدم حسن الظن وكل ما وجد محملا يحمل عليه قول المرء او فعله حمل حمله عليه الله اكبر الله اكبر قال رحمه الله تعالى يغلب على قلبه حسن الظن بالمؤمنين في كل ما امكن فيه العذر. يعني كل ما وجد محملا يحمل عليه فعل المؤمن او قوله محملا حسنا حمله عليه مثل ما اه روي عن عمر رضي الله عنه قال لا تظنن بكلمة قالها اخيك سوءا وانت تجد لها على الخير محملا فما امكن فيه العذر والتماس المحمل الحسن فانه يحمل كلامه او فعله على احسن اه المحامل ولان تخطئ مع اخيك في حسن ظن منك به خير من ان تخطئ مع اخيك في سوء ظن منك به قد تحمل كلام اخيك او فعله على محمل سيء وتكون مخطئا في ذلك فخير لك ان يكون خطأك في حسن ظن من ان يكون خطأك في سوء ظن لا يحب زوال النعم عن احد من العباد والذي يحب زوال النعم هو الحسود ولهذا يعرف الحسود بانه عدو النعم عدو نعم الله على عباده فلا يحب زوال النعم ايا كانت يعني اذا تميز عليك اخاك بمال رزقه الله اياه او علم تفضل الله عليه به او عبادة يسرها الله له او زواج او او الى اخره فانه لا يحب زوال نعمة لان حب الزوال النعمة عن حب وزوال النعمة عن اخيه المؤمن هذا هو الحسد الذي جاءت الشريعة بذمه والتحذير منه والحاسد هو عدو نعمة الله على عبادة يداري جهل من عامله برفقه ان يرفق بالجاهل اذا قدر له ان عامل جاهلا في امر ما فانه يرفق بالجاهل ويتلطف مداراة له لانه لو شاد الجاهل او خاصمه زاد الجاهل من جهله وعظم صوته واذاه وشره وخير من ذلك ان يداريه اداري باللطف بالكلمة الطيبة معليش المعذرة سامحنا حتى لو كان هو المخطئ يرفق به يداريه بكلام طيب حسن ونحو ذلك حتى يدفع لججه وخصومته وشره دفعا بالتي هي احسن يداري جهل من عامله برفقه اذا تعجب من جهل غيره اذا تعجب من جهل غيره يعني انه جاهل بهذه المسألة او جاهل بهذا الامر اذا تعجب من جهل غيره ذكر انه ان جهله اكثر فيما بينه وبين ربه فليتعجب من كثرة جهله هو احيانا يقف الانسان على مسألة عند زميل له ويقول ما ما اعرفها. يقول عجيب ما تعرف هذا ويتعجب من جهل زميله مثلا بهذه المسألة فيقول الشيخ رحمة الله عليه لان تتعجب من جهلك انت تعجب من جهلك انت فيما بينك وبين الله في امور كثيرة جدا اولى بك لان ان كان ان كان انصرف تعجبك الى جهل نفسك سعيت في اصلاحها وجاهدت نفسك على تقويمها لا يتوقع له بائقة ولا يخاف منه غائلة ايلا يتوقع ممن كان هذا شأنه اذى او شر او عدوان لان العلم الذي عنده وقد تحلى به وتجمل يحجزه ففي العلم رادع وزاجر عن اه العدوان والشر والمكر والكيد الناس منه في راحة من يخالطه قد امن جانبه ومرتاح من جانبه يأمنه ويطمئن ولا يتوقع ان يأتيه شر من جهته الناس منه في راحة ونفسه منه في جهد. لماذا لان هذه هذه الاعمال وهذه التعاملات وهذه الاخلاق لا يستطيع ان ينهض بها الا من اعانه الله سبحانه وتعالى وامده بنفس كبيرة تتحلى بهذه الاخلاق فمن كان كذلك نفسه منه في جهد مثل ما قال القائل واذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الاجسام فنفسه منه في جهد لان اخلاقه العالية اه ادابها اه الرفيعة ما تحلى به من صبر على اذى الناس وكظم للغيظ وعفو عن المسيء وامور كثيرة جدا هذي تجهد النفس لكنه آآ لا يبالي في سبيل تحقيق هذا الفضل وهذا الخير وحصول هذا النفع والفائدة والفوز برضا الله سبحانه وتعالى هذه الخلاصة يعني في فيما يتعلق آآ معاشرة العالم لمن يعاشر كيف يتعامل اهم ثم دخل في فصل عظيم جدا ذكر فيه رحمه الله اخلاق هذا العالم واوصافه فيما بينه وبين ربه. فيما بين وبين ربه عز وجل. ونسأل الله الكريم اه رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ودنا اجمعين بالاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة. وان يعيذنا من سيء الاخلاق ورديئها. وان يعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وان يهدينا اجمعين اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا شأننا والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات المؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنة ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله وارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك. اشهد ان لا اله الا انت. استغفرك واتوب واليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الامكم الله الصواب وفقكم للحق. نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين