بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد بعد فيقول امام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى في كتاب اخلاق العلماء ذكر اخلاق هذا العالم واوصافه فيما بينه وبين ربه عز وجل قال محمد بن الحسين رحمه الله جميع ما تقدم ذكرنا له مما ينبغي للعالم ان يستعمل من الاخلاق الشريفة كلها تجري له بتوفيق من مولاه الكريم ومن جرى له التوفيق بما ذكرنا كان استعماله للاخلاق الشريفة فيما بينه وبين ربه عز وجل اعظم شأنا مما ذكرت مما قد اوصله مولاه الكريم الى قلبه يمتعه بها شرفا له بما خصه به من علمه. اذ جعله وارث علم الانبياء قرة عين الاولياء وطبيبا لقلوب اهل الجفاء بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم يا ربنا علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله. ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم يا ربنا اهدنا لاحسن الاخلاق. لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا انت. اما بعد هذا الفصل فصل عظيم جدا في بيان الخلق في رتبته العلية ومنزلته الرفيعة الا وهو الخلق فيما بين العبد وبين الله. وهذا التقسيم الذي صنعه المصنف رحمه الله تعالى وهنا ليتبين منه ان الخلق نوعان. خلق فيما بين العبد وبين المخلوقين وبين العباد وهذا مر بيان شيء منه وذكر لبعض تفاصيله والنوع الثاني من الخلق وهو اعلى الخلق شأنا وارفعه مكانه الخلق فيما بين العبد وبين الله سبحانه وتعالى ولا يكون الخلق صحيحا قائما على اساس متين الا اذا الا اذا صلحت حال العبد بين بينه وبين الله فيما خلقه الله لاجله واوجده لتحقيقه فالخلق لا يقوم الا على صلاح بين العبد وبين الله تبارك وتعالى والتعاملات الجميلة التي تقع من بعض الناس كصلة للرحم ومساعدة لفقير ومعالجة لمريظ او غير ذلك لا تكونوا اخلاقا صحيحة مقبولة الا اذا قامت على صلاح بين العبد وبين الله جل وعلا بتوحيد الله جل وعلا فما لم تقم فهذه الاعمال والتعاملات على توحيد الله سبحانه وتعالى فانها ترد على صاحبها ولا تقبل منه ولا يجد عليها يوم القيامة ثوابا ولا اجرا جاء في الحديث ان ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها فسألت النبي عليه الصلاة والسلام عن عبد الله ابن جدعان وذكرت من حاله انه يقرئ الضيف ويفك العاني وذكرت امورا من اعماله وتعاملاته اينفعه ذلك قالت رضي الله عنها اينفعه ذلك؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام لا انه لم يقل يوما قط اللهم اغفر لي خطيئتي يوم الدين. لم يقل يوما قط اللهم اغفر لي خطيئتي يوم الدين. ولهذا التعاملات التي بين العباد وان جملت وحسنت وطابت لا تكون مقبولة عند الله سبحانه وتعالى الا اذا قامت على حسن الخلق بين العبد وبين الله بتوحيده واخلاص الدين له ولهذا نستطيع ان نقول بناء على ذلك كل كافر لا خلق له كل كافر بالله سبحانه وتعالى لا خلق له اين الخلق في رجل خلقه الله واوجده وامده بالسمع والبصر والصحة والعافية والمال ويتجه بعبادته الى غير لمن خلقه اي فساد في الخلق اعظم من هذا واي شناعة في الخلق اشد من ذلك ولهذا الاخلاق لا تقوم الا على التوحيد وفاقد التوحيد لا خلق له فاقد التوحيد لا خلق له لان قيام الخلق انما هو على توحيد الله واخلاص الدين له تبارك وتعالى هذا الفصل عقده رحمه الله تعالى لبيان ما يتعلق بالخلق فيما بين العبد وبين ربه سبحانه وتعالى قال رحمه الله جميع ما تقدم ذكرنا له مما ينبغي للعالم ان يستعمله ما الاخلاق الشريفة كلها تجري له بتوفيق من مولاها الكريم كلها تجري له بتوفيق من مولاه الكريم. وهذا تنبيه جليل القدر من المصنف رحمه الله. ان هذه الاخلاق منائح وهبات من الله ان هذه الاخلاق منائح وهبات من الله سبحانه وتعالى يهب منها ما شاء سبحانه وتعالى مثل ما روى ابن ابي الدنيا رحمه الله في كتابه الاخلاق عن طاووس بن كيسان قال ان هذه الاخلاق منائح ان هذه الاخلاق منائح فاذا اراد الله بعبده خيرا منحه خلقا صالحا فالاخلاق منائح الاخلاق وهائب هبات من الله ولهذا شرع لنا ان ندعو الله. اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي فالاخلاق منائح منن توفيق يوفق الله سبحانه وتعالى لها لها من يشاء من عباده. ولهذا قال كلها تجري له بتوفيق من مولاه الكريم ومن جرى له التوفيق بما ذكرنا من جرى له التوفيق بما ذكرنا اي من اخلاق في التعامل بين بين العالم بين العباد كان استعماله للاخلاق الشريفة فيما بينه وبين ربه عز وجل اعظم اعظم شأنا مما ذكرت وهذا ايضا فيه تنبيه من المصنف رحمه الله تعالى ان الاخلاق الفاضلة في التعامل بين المرء وبين العباد مبني في عند العبد المؤمن على صلاح بينه وبين الله وحسن معاملة منه مع ربه سبحانه وتعالى فترتب على صلاح حاله بينه وبين الله تبارك وتعالى ان من الله فعليه ووفقه الى التحلي بهذه الاخلاق الفاضلة والتجمل بتلك الاخلاق تلك الاداب الكاملة قال مما قد اوصله مولاه الكريم الى قلبه يمتعه بها شرفا له بما خصه به من علم من علمه اذ جعله وارث علم الانبياء لانه مر معنا ان العلما ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر. وقرة عين الاولياء اولياء الله هم المؤمنون المتقون واهل العلم اهل البصيرة بدين الله سبحانه وتعالى لهم من هذه الرتبة المنزلة العلية والدرجة الرفيعة قال قرة عين الاولياء قرة عين الاولياء واولياء الله سبحانه وتعالى انما يسر الله لهم هذا المقام مقام الولاية بما يسره لهم من اهل علم بينوا لهم سبيل الارتقاء الى هذا المقام فالولاية لا لا تنال الا بالعلم والعلم يقيظ الله سبحانه وتعالى له علماء نصحاء صلحاء يبينونه للناس دعك عن ائمة الضلال وائمة الزيغ الذين ورطوا كثيرا من العوام في اعمال من كرة وبدع مخترعة وضلالات ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان اوهموهم انهم بتلك الاعمال يتوصلون الى الولاية وانهم يكونون بها من اولياء الله فضيعوا عوام المسلمين وكان خطرهم عليهم اعظم الخطر كما قال عليه الصلاة والسلام ان اخوف ما اخاف على في الائمة المضلين قال وطبيب وطبيبا لقلوب اهل الجفا فطبيبا لقلوب اهل الجفاء اي ان الله سبحانه وتعالى جعل العلماء اطباء للقلوب اطباء للقلوب بما يرشدون الناس اليه من الصفات العظيمة والاداب الكريمة والاخلاق الفاضلة التي يكون بها صلاح القلوب وزكاء النفوس فالعلماء اطباء للقلوب نعم قال رحمه الله تعالى فمن صفته ان يكون لله شاكرا وله ذاكرا دائم الذكر بحلاوة بحلاوة حب المذكور منعم قلبه بمناجاة الرحمن يعد نفسه مع شدة اجتهاده خاطئا مذنبا. ومع الدؤوب على حسن العمل مقصرا لجأ الى الله عز وجل فقوى او فقوي ظهره ووثق بالله فلم يخف غيره. مستغن بالله عن كل شيء. ومفتقر الى الله في كل شيء انسه بالله وحده ووحشته ساقط الواو ووحشته ممن يشغله عن ربه ان ازداد علما خاف توكيد الحجة مشفق على ما مضى من صالح عمله الا يقبل منه همه في تلاوة كلام الله الفهم عن مولاه. وفي سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم الفقه لئلا يضيع ما امر به. متأدب بالقرآن والسنة. نعم. يذكر رحمه الله تعالى ان من صفات فهذا العالم الذي هذا شأنه انه يكون لله شاكرا وله ذاكرا لله شاكرا اي على نعمائه ومننه وافضاله سبحانه وتعالى والشكر فيه دوام النعم وحفظ لها وجلب للمفقود منها ولهذا يقال عن الشكر انه جالب وحافظ جالب للنعم المفقودة وحافظ للنعم الموجودة وقد قال الله سبحانه وتعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لسديد والعالم اذا شكر الله على نعمة الله عليه بالعلم ونعمة الله عليه بالعبادة ونعمة الله عليه بالاستقامة الى غير ذلك من نعم الله زاده الله من فضله وامده بعونه وتوفيقه سبحانه وتعالى وذكر من صفته انه لله ذاكر مداوم على ذكر الله سبحانه وتعالى في السر والعلن في كل احواله قائما وقاعدا وعلى جنب. الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم فدائم الذكر بحلاوة حب المذكور دائم الذكر بحلاوة حب المذكور اي الله سبحانه وتعالى فهو دائم الذكر لان لانه قام في قلبه حبا عظيما للمذكور جل شأنه سبحانه وتعالى فبهذه الحلاوة التي قامت في قلبه حلاوة حب الله سبحانه وتعالى ازداد ذكرا لله جل وعلا منعم قلبه بمناجاة الرحمن وهذا فيه ان المناجاة نوع من النعيم ونوع من قرة العين منعم بمناجاة الرحمن اي متلذذ متلذذ بمناجاته لربه سبحانه وتعالى ان يجدوا في اقباله على الله مناجاة وذكرا وسؤالا ورجاء يجد في ذلك لذة وحلاوة يعد نفسه مع شدة اجتهاده خاطئا مذنبا ومع الدؤوب على حسن العمل مقصرا وهذه من علامات الايمان علامات الايمان وعلامات الصدق انه يعد نفسه مع شدة الاجتهاد في في الصالحات والبعد عن المعاصي والاثام يعد نفسه خاطئا مذنبا وايضا مع دأبه ومواظبته على العبادة لله سبحانه وتعالى يعد نفسه مقصرا كما قال الله سبحانه وتعالى في ذكر صفة المؤمنين الكمل من عباده قال جل شأنه والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة. انهم الى ربهم راجعون وجلة من ماذا جاء في المسند وغيره ان ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم قالت يا رسول الله اهو الرجل ويزني ويقتل ويخاف ان يعذب هل هذا المراد بقوله يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة فهمت يؤتون ما اتوا ان يرتكبون ما يرتكبون من الذنوب ويخافون ان يعذبوا عليها قالت اهو الرجل يزني ويسرق ويقتل ويخاف ان يعذب؟ قال لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف ان لا يقبل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف ان لا يقبل. هذا معنى قلوب وجلة اي خائفة من ان ترد عليهم اعمالهم ولهذا المؤمن الصادق لا يزال يحسن من عمله ومن عبادته وهو في الوقت نفسه خائف خائف ان يكون مقصرا ان يكون عنده نوع من التفريط ان يكون عنده سبب يكون عمله بها غير مقبول انما يتقبل الله من المتقين فتجده يقدم ما يقدم من الاعمال الجليلة وهو في الوقت نفسه خائف ان ترد عليه اعماله قال الحسن البصري رحمه الله ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة والمنافق جمع بين اساءة وامن المؤمن جمع بين احسان ومخافة مخافة ان يرد عليه العمل وان لا يقبل ولهذا تجده في اعماله يجمع بين الاحسان في العمل ورؤية التقصير في العمل يحسن ويرى انه مقصر والمنافق يسيء في العمل ويرى انه مكمل للعمل وانه لا احد احسن منه في هذا العمل قال يعد نفسه مع شدة اجتهاده خاطئة مذنبا ومع الدؤوب على حسن العمل مقصرا. لجأ الى الله عز وجل فقوي ظهره هكذا في النسخ ليس فيها فقوى الضبط هداك بالضبط بالشكل المحتمل لكن الرسم نعم. اه لجأ الى الله عز وجل فقوي ظهره او قوى ظهره اي الله عز وجل اي كان الله سبحانه وتعالى له معينا وظهيرا ومؤيدا ونصيرا قوى ظهره ووثق بالله فلم يخف غيره فوثق بالله فلم يخف غيره جاء رجل الى احد السلف يقول اذا دخلت داري يصل يدخل الى قلبه شيء من الرعب والمخاوف فقال له من خاف الله خافه كل شيء ومن لم يخف الله خاف من كل شيء يقول ذهب عني ذلك ذهب عني ذلك اي تلك المخاوف لان تصحيح الايمان بالله والخوف منه سبحانه وتعالى يذهب عن القلب ما قد يعلق به من مخاوف مبنية على الاوهام او وساوس الشيطان انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه ان يخوفكم باولياءه. باولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين قال وثق بالله فلم يخف غيره وثق بالله الثقة بالله هي التوكل على الله بل كما قال ابن القيم في المدارج الثقة هي خلاصة التوكل وزبدته ولا تكون الثقة الا بالله لا تكون الثقة الا بالله لا تكون الثقة بالنفس. الثقة لا تكون الا بالله وكيف تكون وكيف يكون منك ثقة بنفسك وانت تقول في دعائك لا تكلني الى نفسي طرفة عين فالثقة لا تكون الا بالله سبحانه وتعالى يقول رحمه الله وثق بالله فلم يخف غيره مستغن بالله عن كل شيء ومفتقر الى الله في كل شيء مستغن بالله عن كل شيء لانه لا يرجو عزة ولا فلاحة ولا صلاح ولا رزقة ولا شيء من اموره الا بالله فطمعه ورجائه والتجاؤه كله الى الله سبحانه وتعالى مستغن بالله عن كل شيء ومفتقر الى الله في كل شيء اي ان فقره الى الله في في في كل شيء ومن كل وجه يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد فهو مفتقر الى الله عز وجل في كل شيء اي في صلاح امر دينه وصلاح امر دنياه وصلاح امر اخرته في كل لذلك مفتقر الى الله سبحانه وتعالى لا يلتجئ الا اليه انسه بالله وحده اي لا يجد الانس الا بذكر الله ومناجاته جل في علاه وحسن الاقبال عليه سبحانه وتعالى والله يقول الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله. الا بذكر الله تطمئن القلوب وحشته مما يشغله عن ربه اي ان كل امر يشغله عن ربه وعن طاعة مولاه سبحانه وتعالى يجد في قلبه منه وحشة ولا يجد اليه راحة ولا طمأنينة ان ازداد علما خاف توكيد الحجة ان ازداد علما خاف توكيد الحجة كلما ازداد علما من ايات يحفظها او احاديث يتعلمها او احكام او احكاما يفهمها او نحو ذلك فانه بازدياد العلم يزداد خوفا من تأكيد الحجة اي ثبوت الحجة عليه لان هذا العلم الذي ازداد منه لا يخلو من حالتين اما حجة له او حجة عليه حجة له ان كان من اهله فعمل به وحجة عليه ان لم يكن من اهله بترك العمل به وقد قال عليه الصلاة والسلام والقرآن حجة لك او عليك فهو ان ازداد علما خاف توكيد الحجة اي الحجة عليه بهذا العلم الذي تعلمه يخشى ان يكون هذا العلم حجة عليه لا له مشفق على ما مضى من صالح عمله الا الا يقبل منه مشفق على ما مضى من صالح عمله الا يقبل منه اعماله التي مضت ليس من شأن اهل العلم والبصيرة وحسن المعرفة بالله بما امر به جل في علاه ليس من شأنهم الجزم لانفسهم بقبول الاعمال او التزكية للنفوس بصلاحها وانها متقبلة ليس هذا من شأنها ابن عمر رضي الله عنه يقول لو اعلم انه تقبلت مني سجدة واحدة لكان خيرا لي من الدنيا وما فيها لكانت خيرا لي من الدنيا وما فيها فاعماله الماضية لا يجزم انها متقبلة ولهذا لا يزال خائفا راجيا من الله القبول لاعماله سبحانه وتعالى قال مشفق على ما مضى من من صالح عمله الا يقبل منه الا يقبل منه اي ان يكون فيه موجب لرد العمل وفي الجملة يوجب رد العمل امران اما افتقاد الاخلاص او افتقاد المتابعة فالله سبحانه وتعالى لا يقبل عمل العامل الا اذا كان له سبحانه وتعالى خالصا ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم موافقا همه في تلاوة كلام الله الفهم عن مولاه لان لان القرآن انزل لتتدبر اياته تفهم معانيه وليعقل عن الله سبحانه وتعالى خطابه كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب فقال جل وعلا افلم يتدبروا القول وقال افلا يتدبرون القرآن فهمه وهو يقرأ كلام الله سبحانه وتعالى الفهم عن مولاه الفهم عن مولاه ليس همه اذا بدأ السورة متى اختمها وانما همه اذا بدأ السورة متى اعقل عن الله الخطاب متى افهم كلام الله؟ لان القرآن انزل ليعمل به ولا يكون العمل به الا بعد الفهم لمعانيه ودلالاته وفي سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم الفقه همه الفقه اي ان يفقه ان يكون متفقها متبصرا بمعاني احاديث رسول الله وقد قال عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين لماذا هذا همه التلاوة للقرآن وفي آآ حفظه للسنن وقراءته لها لماذا همه؟ قال لان لا يضيع ما امر به لان لا يضيع ما امر به. لان هذا القرآن وهذه السنن من اجل ان يعمل العباد فهو يحرص على الفهم للقرآن والفقه للسنة من اجل الا يظيع ما امره الله سبحانه وتعالى به متأدب بالقرآن والسنة وهذا التأدب بالقرآن والسنة فرع عن الفهم والفقه نعم قال رحمه الله تعالى لا ينافس اهل الدنيا في عزها ولا يجزع من ذلها. يمشي على الارض هونا بالسكينة والوقار ومشتغل قلبه بالفهم والاعتبار ان فرغ قلبه عن ذكر الله فمصيبة عنده عظيمة وان اطاع الله عز وجل بغير حضور فهم فخسران عنده مبين يذكر الله مع الذاكرين ويعتبر بلسان الغافلين. عالم بداء نفسه ومتهم لها في كل في حال اتسع في العلوم فتراكمت على قلبه الفهوم في بعض النسخ الهموم مم فاستحى من الحي القيوم وشغله بالله في جميع سعيه متصل وعن غيره منفصل نعم قال رحمه الله لا ينافس اهل الدنيا في عزها لا ينافس اهل الدنيا في عزها ولا يجزع من ذلها لا ينافس اهل الدنيا في عزها لان لان الدنيا ليست اكبر همه ولا مبلغ علمه لان من كان كذلك الدنيا اكبر همه ومبلغ علمه ما له في الاخرة من خلاق الهته الدنيا والاستمتاع بها عما خلق لاجله واوجد لتحقيقه ولهذا من الدعوات العظيمة اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همي ولا مبلغ علمي فهو لا ينافس اهل اهل الدنيا في عزها ولا يجزع من ذلها اي عندما يصاب بفقد شيء من امور دنياه لا يجزعن لان لانه يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وان ما اخطأه لم يكن ليصيبه ويعلم ان هذه الدنيا ميدان للابتلاء والامتحان وما ملئ بيت فرحة الا وملئ طرحة ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين. الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون فهو لا يجزع من ذلها يعني لا يجزع عندما يفقد شيء من محبوباته الدنيوية لا لا يجزع لذلك لانه يعلم ان الدنيا دار امتحان ودار ابتلاء وان الله سبحانه وتعالى يبتلي العباد في الدنيا بالسراء والضراء والشدة والرخاء الصحة والمرض والغنى والفقر ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون قال يمشي على الارض هونا بالسكينة والوقار. وبهذا وصف الله عباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ومشي الهون هو المشي المعتدل الذي ليس فيه تعالي او خيلا او كبر وليس فيه ايضا تماوت وتثاقل وانما مشي معتدل بالسكينة هو الوقار ومشتغل قلبه بالفهم والاعتبار اي دائم التفكر والاعتبار والتأمل في ايات الله سبحانه وتعالى ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ان فرغ قلبه عن ذكر الله فمصيبة عنده عظيمة اذا وجد نفسه في وقت ما وقد صار قلبه فارغا من ذكر الله سبحانه وتعالى يعد ذلك من المصائب العظيمة يعد ذلك من المصائب العظيمة لان هذا القلب انما خلق ليكون ذاكرا لله ولهذا فاذا اخرج هذا القلب عما خلق لاجله اضطرب مثل ما تضطرب السمكة اذا اخرجت من الماء فحياة القلب ذكر الله كما ان حياة السمك بقاؤها في الماء فلهذا عنده من اكبر المصائب او المصائب العظيمة اه ان يكون القلب فارغا من ذكر الرب العظيم سبحانه وتعالى وان اطاع الله عز وجل بغير حضور فهم فخسران عنده مبين يعني ان اتى بالعبادات صورة بلا مخبر قال قنبلة قلب وانما اتى بصورة العمل المأمور به دون فهم فهذا عنده خسران مبين يذكر الله مع الذاكرين يذكر الله مع الذاكرين وهذا فيه انه ذاكر لله بالكثرة. كما قال الله والذاكرين الله كثيرا والذاكرات. يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا فقوله ذاكر يذكر الله مع الذاكرين اي انه يذكر الله بالكثرة يذكر الله كثيرا ويعتبر بلسان الغافلين طيب آآ يعتبر ان يتعظ والسعيد من اتعظ بغيره فيعتبر بلسان آآ الغافلين عالم بداء نفسه فرق بينه وبين من هو معجب بنفسه مع تقصيرها فهو عالم بدا نفسه وانى نفس مقصرة مفرطة خاطئة مذنبة عالم بداء نفسه ومتهم لها في كل حال متهم لها في كل حالة اي بالتقصير والتفريط ولهذا لا يزال دوما مجاهدا نفسه على تكميل اعماله واصلاح حال نفسه لانه لا يزال متهما لنفسه بالتفريط والتقصير اتسع في العلوم فتراكمت على قلبه الهموم وهذا اقرب والله اعلم اتسع فالعلوم اي كثرت علومه وتعددت وفي الوقت نفسه تراكمت على قلبه الهموم مثل ما مر معنا في كلامه رحمه الله ازداد علما ان ازداد علما خاف توكيد الحجة ان ازداد علما خاف توكيد الحجة كثرت عنده واتسعت عنده العلوم فتراكمت على قلبه الهموم اي اصبح بكثرة هذه العلوم كثر همه بان تكون تكون بذلك توكدت او تأكدت الحجة عليه بهذا العلم الذي تعلمه فتراكمت عليه على قلبه الهموم فاستحيا من الحي القيوم استحيا من الحي القيوم ان تكون هذه العلوم الكثيرة التي حصلها حجة عليه لا له فاستحيا من ربه وخالقه ومولاه وشغله بالله في جميع سعيه متصل وعن غيره منفصل وما وما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصلا. نعم قال رحمه الله تعالى فان قال قائل فهل لهذا النعت الذي نعت به العلماء؟ ووصفتهم به اصل في القرآن او السنة او اثر عمن تقدم قيل له نعم وسنذكر منه ما يدل على ما قلنا ان شاء الله قال الله عز وجل ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يقرون للاذقان سجدا. ويقولون سبحان ربنا ان كان لربنا لمفعولا ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا افلا ترى رحمك الله كيف وصف العلماء بالبكاء والخشية والطاعة والتذلل فيما بينه وبينهم قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا الفريابي. قال اخبرنا ابو بكر ابن ابي شيبة. قال اخبرنا اسامة عن مصعر قال سمعت عبد الاعلى التيمي يقول من اوتي من العلم ما لا يبكيه فخليق الا يكون اوتي علما ارفعه لان الله عز وجل نعت العلماء وقرأ ان الذين اوتوا العلم من قبله الى قوله يبكون ويزيدون خشوعا. قال المصنف رحمه الله تعالى فان قال قائل فهل لهذا النعت هل لهذا النعت الذي نعت به العلماء المراد بالنعت اي النعوت التي تقدم ذكرها هل هل لهذا النعت الذي نعت به العلماء ووصفتهم به اصل في القرآن والسنة او اثر عمن تقدم اي من ائمة السلف من الصحابة ومن اتبعهم باحسان هل لهذا اصل قيل له نعم قيل له نعم وسنذكر منه ما يدل على ما قلنا ان شاء الله ومن باب التنبيه هذه طريقة لطيفة سلكها رحمه الله في عامة مؤلفاته في في بيانه مسائل العلم واستدلاله لها مضى في كتابه باسلوب كانه تحاور وتخاطب مع طالب العلم والقارئ للكتاب ولهذا لا يزال مشوقا لمن يقرأ كتابة تم بتنقله به من فائدة الى فائدة بهذا الاسلوب الجميل الذي يحرك فيه القارئ معه ويصبح القارئ وهو يقرأ الكتاب كانه هو الذي صاغ السؤال فانتظر الجواب وهذه طريقة بديئة جدا في البيان والتعليم لانك وانت تقرأ تستشعر كانك قد طرحت هذا السؤال وتنتظر جوابه ثم يأتيك من بعد ذلك الجواب الوافي والبيان الكافي قال رحمه الله قيل له نعم وسنذكر منه ما يدل على ما قلنا ان شاء الله قال الله عز وجل ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا يقول رحمه الله افلا ترى رحمك الله افلا ترى رحمك الله كيف وصف العلماء بالبكاء والخشية والطاعة تذلل فيما بينه وبين فيما بينه وبينهم فذكر الله سبحانه وتعالى هذه اوصافا للعلماء البكاء من خشية الله وصفهم بالخشية وصفهم بالطاعة طاعة الله وحسن طاعة الله وحسن الاقبال عليه وصفهم بالتذلل لله عز وجل وصفهم بهذه الاوصاف فهذه نعوت للعلماء وصفهم الله بها فاذا كان المرء ليس موصوفا بهذه الصفات فهذا دليل انه ليس من اهل العلم الذين وصفهم الله بذلك ونعتهم الله بذلك وامتدحهم الله سبحانه وتعالى بذلك واورد تأييدا لما قرر رحمه الله هذا الاثر عن عبد الاعلى التيمي قال من اوتي من العلم ما لا يبكيه فخليق اي جدير الا يكون اوتي علما ينفعهم من اوتي من العلم ما لا يبكيه فخليق الا يكون اوتي علما ينفعه ولهذا من الدعاء المأثور اللهم اني اسألك علما نافعا لان قد يحصل المرء علما كثيرا ولا ينتفع به ولا ينتفع به فمن كان حصل علما لا يبكيه علم من خشية ربه سبحانه وتعالى ومولاه فخليق اي حقيق الا يكون اوتي علما ينفعه الا يكون اوتي علما ينفعه لان الله عز وجل نعت العلما وقرأ ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا فنعتهم الله سبحانه وتعالى بالخشية والبكاء من خشية الله سبحانه وتعالى. فمن لم يكن كذلك فالامر كما ذكر عبد الاعلى التيمي رحمه الله حقيق او خليق الا يكون اوتي علما ينفعه لان من علامة العالم المنتفع بعلمه ان يكون من اهل هذه الاوصاف التي ذكرها الله سبحانه وتعالى للذين اوتوا العلم نعم احسن الله اليك سقطت كلمة ابي اخبرنا ابو اسامة السطر الاول عن ابي بكر بن ابي شيبة قال اخبرنا اسامة نعم هي اخبرنا ابو اسامة مثبتة في النسخ الاخرى نعم تلحق بعد قول اخبرنا ابو بكر ابن ابي شيبة اخبرنا ابو اسامة ساقطة في هذه النسخة نعم قال اخبرنا ابو بكر قال حدثني عمر ابن ايوب السقطي قال اخبرنا ابو همام قال اخبرنا جعفر بن عون قال اخبرنا ابو اميت عن عون ابن عبد الله قال قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه من هومان لا يشبعان صاحب العلم وصاحب الدنيا. ولا يستويان. اما صاحب العلم فيزداد رضا الله رضا لله. نعم هكذا في بعض النسخ. واما في بعض المصادر مصادر التخريج فيزداد رظا للرحمن بعدها وصاحب الدنيا واما صاحب الدنيا فيزداد في الطغيان في بعض المصادر فيزدادوا رضا للرحمن. نعم اما صاحب العلم فيزداد رضا لله. واما صاحب الدنيا فيزداد في الطغيان. قال ثم قرأ عبد الله انما يخشى الله من عباده العلماء ان الله عزيز غفور. ثم قرأ للاخر كلا ان الانسان ليطغى ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال منهمان لا يشبعان منهمان من النهم منهومان من اه النهم وهو الولع بالشيء من النهم وهو الولع بالشيء والحرص على حيازته وتحصيله فيقول من همان لا يشبعان اي لا يزال مع طلبه لهذا الامر لا يشبع من هما؟ قال صاحب العلم وصاحب الدنيا وصاحب العلم وصاحب الدنيا صاحب العلم تجده كلما ازداد طلبا للعلم ازداد نهمة في العلم وازداد حرصا على الطلب. ولا يزال يتعلم ويتعلم ويتعلم الى ان يتوفاه الله وهو لا يزال حريصا وقل ربي زدني علما فا هذا الاول والثاني المنهوم في الدنيا. الحريص عليها المكب عليها يؤتى من المال ومن المال ويجمع ويجمع ولو اوتي مثل مال قارون لم يشبع ولو اوتي ابن ادم واديا من ذهب لتمنى ان يكون له واديا اخر فمن همان لا يشبعان طالب علم وطالب مال هو طالب دنيا قال ولا يستويان فرق شاسع بين من نهمته في طلب العلم وما النهمته في طلب المال اما صاحب العلم فيزداد رضا لله او رضا للرحمن اي علمه الذي يحصله يزداد به رضا لله سبحانه وتعالى فهو يترقى في هذا العلم الى رتب الفضائل والخيرات والرفعة يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. فيزداد رضا لله واما صاحب الدنيا فيزداد في الطغيان لان المال كلما ازداد وكثر افضى بصاحبه الى الطغيان الا من عصمه الله سبحانه وتعالى وسلمه ثم قرأ عبد الله رضي الله عنه انما يخشى الله من عباده العلماء ان الله عزيز غفور ثم قرأ للاخر كلا ان الانسان ليطغى فنهمة العلم تفضي بالعبد الى رضا الله وخشية الله وحسن الاقبال على الله سبحانه وتعالى فمن كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب عن معصيته ابعد والمال يلهي الانسان ويوصله الى الطغيان. كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى عون ابن عبد الله ذكر انه لم يسمع من ابن مسعود رضي الله عنه لكن صح مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم الله اكبر لكن صح عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا انه قال من همان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا طالب علم وطالب دنيا فطالب العلم لا يشفع من العلم كلما ازداد في العلم تحصيلا زاد رغبة في المزيد من العلم والتحصيل وطالب الدنيا ايضا كلما ازداد تحصيلا للدنيا زاد رغبة في المزيد منها فمن همان لا يشفعان طالب علم وطالبوا دنيا لكن لا يستويان فرق بين من طلبه او ما يطلبه يزيده رضا لله سبحانه وتعالى وبين من هذا الذي يطلبه يزيده طغيانا وصدودا واعراظا نعم قال اخونا ابو بكر قال اخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي. قال اخبرنا قطر بن نصير قال اخبرنا جعفر بن عن مطر الوراق في قول الله عز وجل ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا. قال بلغنا ان الحكمة خشية الله والعلم به ثم اورد هذا الاثر عن مطر الوراق رحمه الله في قول الله عز وجل ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي فقد اوتي خيرا كثيرا قال بلغنا ان الحكمة خشية الله والعلم به وخشية الله عز وجل هي ثمرة حسن العلم بالله عز وجل كما دلت لذلك الاية المتقدمة انما يخشى الله من عباده العلماء وكلما ازداد العبد علما بالله زاد منه خشية لان العلم بالله وعظمته واسمائه وصفاته وجلاله وكماله وكبريائه سبحانه وتعالى يزيد العبد خشية وخوفا من الله سبحانه وتعالى فيقول بلغنا ان الحكمة خشية الله والعلم به العلم به اي باسمائه وصفاته وعظمته وجلاله وكماله سبحانه وتعالى وما من ريب ان هذه المعرفة بالله كلما ازداد العبد منها زاد خشية لله عز وجل وخوفا منه كما قال بعض السلف من كان بالله اعرف كان منه اخوف. نعم قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو عبد الله احمد بن الحسين بن عبدالجبار الصوفي احمد بن الحسن مر معنا في الحديث رقم واحد وثلاثين احمد ابن الحسن نعم قال اخبرنا ابو عبدالله احمد بن الحسن بن عبدالجبار الصوفي قال اخبرنا محمد بن بكار قال اخبرنا عبيدة ابن حميد عن الاعمش عن عبد الله ابن مرة قال قال مسروق بحسب امرئ من العلم ان يخشى الله وبحسب امرئ من الجهل ان يعجب بعلمه قال ثم اورد هذا الاثر عن مسروق رحمه الله تعالى انه قال بحسب امرئ من العلم ان يخشى الله اي ان العلم آآ اي ان آآ رأس العلم خشية الله هذا معنى كلامه قوله بحسب امرئ من العلم ان يخشى الله اي ان رأس العلم خشية الله فبحسب امرئ من العلم ان يكفيه حظا ونصيبا وافرا من العلم ان يوصله علمه الى الخشية. خشية الله لان رأس العلم خشية الله كما يدل لذلك قول الله تبارك وتعالى انما يخشى الله من عباده العلماء وبحسب امرئ من الجهل ان يعجب بعلمه بحسب امرئ من الجهل ان يعجب بعلمه يمن الله عليه بشيء من العلم وقليل من العلم فيصاب بالعجب. يعجب بهذا العلم آآ القليل الذي اتاه الله سبحانه وتعالى اياه وهذا الاعجاب او العجب هو من نقص الفقه ونقص الفهم ونقص الدين ونقص المعرفة بالله سبحانه وتعالى ولهذا دواء هذا العجب والاعجاب بالنفس بتصحيح الامر فاذا اعجب بعلمه فلينظر الى جوانب القصور الاخرى التي عنده ولينظر ايضا الى العلوم الكثيرة النافعة المفيدة التي لا يعلمها ولينظر في كثرة ذنوبه وخطاياه فمثل هذا النظر هو الذي يقوم المرء ويطرد عنه العجب وكل هذا النظر من العلم الذي يصلح الله سبحانه وتعالى به العبد فبحسب امرئ من الجهل ان يعجب بعلمه لانه لو كان عنده علم صحيح لما حصل منه هذا الاعجاب بالعلم الذي عنده. لان العلم الصحيح يهديه الى ماذا يهديه الى ان هذا العلم الذي عنده منة الله عليه وفضل الله عليه وانه لولا فضل الله عليهم بهذا العلم لما حصل ولا ما نال العلم الذي عنده يهديه الى انه عنده من التفريط الشيء الكثير. وعنده من التقصير الشيء الكثير وعنده من الذنوب الشيء الكثير فكفى بالمرء جهلا ان يعجب بعلمه. كفى بالمرء جهلا ان يعجب بعلمه نكتفي بهذا القدر ونراجع موضعين مرة معنا في الدروس الماظية الاول مرة معنا في درس الامس في الصفحة اه اربع وعشرين عدد رحمه الله جملة من الامور قال لا مداها الى ان قال ولا مغتاب ولا مرتاب كانه جرى على اللسان تفسير المغتاب النمام وهذا من سبق اللسان والمغتاب فسره النبي عليه الصلاة والسلام بالحديث قال ذكرك اخاك بما يكره ذكرك اخاك بما يكره ولا مغتاب اي لا يذكر اخوانه بما يكرهون اه ان ان يذكروا به ومر معنا ايظا في موظع كان طرح فيها احد الافاظل سؤالا الاثر الذي هو عنا الشعبي لذكر نعت اه اه معاذ رضي الله عنه ان معاذا كان امة ان معاذا كان امة قانتا لله في اي صفحة ستة وثلاثين صفحة خمسطعش اثر رقم ستة وثلاثين الاثر نعم ستة وثلاثين قال قال عن عن الشعب عن عبد الله ابن مسعود نعم في في المصادر الشعبي لم يسمع الشعبي لم يسمع من ابن مسعود لكن ورد هذا الاثر في اه بعظ المصادر بذكر الواسطة ففي بعضها عن الشعب عن مسروق عن ابن مسعود وفي بعضها عن الشعب عن فروة بن نوفل عن ابن مسعود نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما واصلح لنا شأننا كله اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم يا ربنا جنبنا والمسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن واصلح لنا شأننا كله وردنا الى اليك ردا جميلا. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين اتهون به علينا مصائب الدنيا؟ اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق. نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين