بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى في كتابه اخلاق العلماء قال اخبرنا ابو العباس احمد ابن زنجوية قال اخبرنا هشام العمار الدمشقي قال اخبرنا الوليد بن مسلم قال الاوزاعي قال سمعت يحيى ابن ابي كثير يقول العالم من خشي الله وخشية الله الورع بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد ان عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد اورد الامام الاجري رحمه الله تعالى هذا الاثر عن الاوزاعي قال سمعت يحيى ابن ابي كثير اي اليمامي يقول العالم من آآ العالم من خشي الله العالم من خشي الله. وقول يحيى رحمه الله العالم من خشي الله مر علينا دليله قول الله عز وجل انما يخشى الله من عباده العلماء وهذه الاية فيها حصر. والحصر الذي فيها حصر من طرفين. نبه عليهما اهل العلم رحمهم الله تعالى الاول انه لا يخشى الله عز وجل الا العالم لا يخشى الله سبحانه وتعالى الا العالم. والثاني لا يكون عالما الا من يخشى الله. لا يكون عالم من الا من يخشى الله تبارك وتعالى. ففيها حصر من طرفين. حصر من طرفين وهذا يفيد ان ان خشية الله سبحانه وتعالى اذا انتفت من القلب انتفى العلم لانه انما يخشى الله من عباده العلماء فالعلم هو رأس الخشية. الخشية هي رأس العلم. الخشية خشية الله سبحانه وتعالى هي رأس العلم. ولهذا قال رحمه الله العالم من خشي الله. لان العلم بصيرة ومعرفة بالرب العظيم والخالق الجليل معرفة بعظمته وجلاله وكماله سبحانه وتعالى. وهذه المعرفة كلما ازدادت في العبد زاد خشية لله سبحانه وتعالى. ولهذا كان العلماء هم اهل الخشية. العلماء هم اهل الخشية لانهم اعظم الناس بصيرة بالله سبحانه وتعالى. قال العالم من خشي الله. وخشية الله الورع وخشية الله الورع. العلم يثمر الخشية. والخشية تثمر الورع. امور منبنية بعضها على بعض وقائم بعضها على بعض. وخشية الله الورع. اي ان من يخشى الله سبحانه وتعالى يكون ورعا. بالتحرز من الاثام والبعد عن الحرام وتجنب اه المعاصي واه الحذر منها ولا يكون ذلك الا عن علم وفقه. لان اتقاء المعاصي واجتنابها والبعد عنها وتحقيق الورع بالبعد عن الحرام لابد في ذلك من معرفة بالحرام نفسه. حتى يكون من الانسان الورع. ولهذا من لطيف وجميل ما يذكر في هذا الباب ان محمد ابن الحسن او ابا يوسف احدهما قيل له الف لنا كتابا في فقال رحمه الله قد الفت كتابا في البيوع قد الفت كتابا في البيوت منبها بذلك رحمه الله ان الورع عن البيوع المحرمة والمعاملة المحرمة لا يكون الا عن علم لا يكون الا عن علم بالحرام حتى يجتنبه علم بالاثم حتى يبتعد عنه. ولهذا قديما قيل كيف يتقي من لا يدري ما يتقي. ولهذا العلم بالله بشرعه وباحكامه هو رأس الخشية وهو رأس الورع هو رأس الخشية وهو رأس الورع. فلا يمكن ان تتحقق الخشية الا بالعلم. ولا يمكن ايضا ان يتحقق الورع الا بالعلم. فالعلم فالعلم اساس يبنى عليه اه الدين كله نعم قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو الحسن علي ابن اسحاق ابن زاطيا قال يا اخواننا عبيد الله بن عمر القواريري قال اخبرنا حماد بن زيد قال سمعت ايوب يقول ينبغي للعالم ان يضع الرماد على رأسه تواضعا لله عز وجل. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن ايوب السختياني رحمه الله تعالى يقول ينبغي للعالم ان يضع الرماد على رأسه تواضعا لله. وايضا رويت لفظ يظع التراب على رأسه تواضعا لله. وروي هذا انا او نحوه عن الشافعي الامام رحمه الله تعالى قال ينبغي ان يضع التراب على رأسه تواضعا لله وشكرا لله سبحانه وتعالى. والمقصد هنا التواضع. المقصد هنا هو تواضع التواضع لله قد جاء في الحديث من تواضع لله رفعه. فالمقصد والغرظ هنا تحقيق التواضع لله سبحانه وتعالى. اما الصفة صفة العمل فهذه فهذه تحتاج الى دليل صفة العمل ان يضع على رأسه رمادا او ان يضع على رأسه ترابا او نحو ذلك فهذه تحتاج دليل لانه كما قال اه اهل العلم اه كل يستدل لقوله لا به استدل بقوله لكن المقصد هنا هو نفس التواضع ان يتواضع لله سبحانه وتعالى وان تكون اموره اعماله قائمة على التواضع على التواضع لله. فلعل هذا هو المراد قوله ان يضع الرماد. ان يضع الرماد على رأسها او ان يضع التراب على رأسه يعني ليس المقصود ذات ذات هذا الصنيع ليس المقصود ذات هذا الصنيع فالذي وضع الرمادة ووضع التراب على الرأس وانما المقصود التواضع. ان يكون متواضعا عارفا بقدر نفسه لا يتكبر ولا يتعالى ولا على الناس اذا من الله عليه مزيد علم او مزيد فهم لا يزداد بذلك الا عن ولا يزيده تواضعه الا رفعة. فان من تواضع لله رفعه الله. سبحانه وتعالى. نعم قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو الفضل جعفر ابن محمد الصندلي قال اخبرنا ابو بكر ابن زنجوية قال اخبرنا ابن حماد عن ابن المبارك عن زائدة عن هشام عن الحسن قال ان كان الرجل اذا طلب العلم لم يلبس ان يرى ذلك في تخشعه وبصره ولسانه ويده وزهق زهده. وان كان الرجل ليطلب الباب من ابواب بالعلم فيعمل به فيكون خيرا له من الدنيا وما فيها لو كانت له فجعلها في الاخرة ثم اورد الامام الاجري رحمه الله تعالى هذا الاثر عن الامام الحسن البصري رحمه الله ومن اجلة علماء التابعين. قال ان كان الرجل اذا طلب العلم لم يلبث ان يرى ذلك في تخشعه الى اخر كلامه. اي ان العلم وطلبة وتحصيله له تأثير على طالب العلم ولابد. ولا سيما اذا احسن النية في الطلب. وصدق مع الله تبارك وتعالى في التحصيل فان العلم يظهر اثره عليه عن قريب يظهر عليه عن قريب في تخشعه في بصره في مشيه في صلاته في في جميع تعاملاته لان العلم يبدأ آآ ينير له طريقه فيكون سيره عن علم خطواته عن علم حركاته عن علم نظره سمعه كل ذلك عن علم. فيصبح للعلم تأثيرا عليه ويكون للعلم اثرا في سلوكه. ولهذا يقول رحمه الله ان كان الرجل اذا طلب العلم لم يلبث اي لم يأخذ وقتا طويلا ان يرى ان يرى ذلك في تخشعه يرى ذلك في تخشعه يعني يظهر ذلك عليه في في تخشعه اي خشوعه اه خظوعه وحسن بتذلله يرى ذلك في تخشعه وبصره. وبصره اي ان طلبه للعلم يظهر في بصره صيانة لبصره وحفظا له من الحرام. واذا ارادت عينه ان تمتد الى نظر محرم حجزه الذي تعلمه ومنعه العلم الذي تعلمه. لان العلم اكبر رادع علم بالله وباسمائه ووجوب خشيته والخوف منه سبحانه وتعالى وخطورة الذنوب واضرارها ذا اكبر رادع ولهذا يكون الانسان في في مكان وتتهيأ له المعصية دون ان يرى احد من الناس ولا يحجزه شيء الا العلم بالله والخوف من الله والخشية من الله سبحانه وتعالى فالعلم رادع بل هو من اكبر ما يردع الانسان ويحجزه فلا يلبث ان يرى في تخشعه وبصره وبصره اي انه يجد ان بصره مختلف عن حاله قبل العلم. فكان قبل العلم مثلا يمتد بصره الى نظر للحرام لكن بعد العلم والتعلم والتفقه اذا ارادت ان تنظر نفسه للحرام جاء العلم من ذلك وبدأ يتحرك هذا العلم في قلبه ويتذكر الايات التي تعلمها والاحاديث التي عرفها والوعي عيد الذي وقف عليه فيمتنع ولسانه ان يرى في لسانه قبل العلم كان يتكلم ولا يبالي. لا يبالي هل هل كلامه اثم؟ الكلام معصية الكلام يسخط الله هؤلاء لا يبالي لكن لما تعلم وتفقه وتبصر وجد ان العلم حاجزا له عن تلك الامور. وجد ان دله على خطورة اللسان. وان اكثر ما يكب الناس يوم القيامة على مناخرهم او على وجوههم هو حصائد الالسنة فاصبح يصون لسانه ويحفظ لسانه في ظهر ذلك عليه تغيرا في لسانه وايضا يده قال ويده يده التي كانت تمتد وتطيش ولا تبالي بما تفعل اصبح امر يحجزه عن ذلك وهو العلم الذي تعلمه وفي بعض المصادر وصلاته وصلاة اي ويظهر ذلك اثر ذلك في صلاته فتكون صلاته بعد العلم والتفقه والبصيرة خيرا منها قبل ذلك. يظهر ذلك عليه وصلاته وزهده. اي ان ذلك ايضا يظهر في في في زهده وعدم صفات قلبه الى اه الدنيا فلا تكون فلا تكون الدنيا اكبر همه ولا تكون مبلغ علمه وان كان الرجل ليطلب الباب من ابواب العلم فيعمل به انتبه لهذا القيد يطلب الباب من ابواب العلم فيعمل به فيكون له خيرا من دنيا وما فيها. لو كانت له فجعلها في الاخرة. يكون خيرا له من دنيا وما فيها. ليس المقصود بالدنيا وما فيها اي ان يستمتع بها. ليس هذا المقصود. ولهذا بعض الائمة هذا او هذا الخبر مفسرا اه النصوص مثل قوله في الحديث آآ خير له من حمر النعم خير له من حمر النعم ليس المقصود بذلك الاستمتاع بحمر النعم. ولكن ان يكون له خير يكون له حمر النعم فينفقها في سبيل الله. فين في سبيل الله تبارك وتعالى فيجعلها في الاخرة. فهداية رجل واحد خير من ان يكون للانسان حمر نعم فينفقها في سبيل الله فيجعلها لنفسه في الاخرة اما متاع الدنيا زائل متاع الدنيا زائل ماذا يكون متاع الدنيا من اه مع حسنة واحدة من الحسنات التي يلقى العبد بها ربه سبحانه وتعالى ويجد عليها الثواب العظيم والاجر الجزيل. فيقول رحمه الله ليطلب الباب ان الرجل اطلب الباب من ابواب العلم فيعمل به فيكون خيرا له يعني هذا الباب الذي تعلمه وعمل به من الدنيا وما فيها لو كانت له فجعلها في الاخرة. لو كانت له فجعلها في الاخرة. وهذا فيه فضيلة طلب العلم اثمر للعمل اما طلب العلم الذي لا يثمر العمل فهو حجة على صاحبه. لا له وانما الشأن في العلم الذي يثمر عملا في صاحبه. يثمر عملا في صاحبه اما ان يتعلم ويتفقه ويزداد علما وفقها ثم اذا نظر الى حاله واعماله لا يوجد فرق بينها واعمال السفهاء. هذي مصيبة اذا كان يتعلم ويتبصر ويتفقه ثم يجلس مع السفهاء في مجالس الغيبة يغتاب معهم ولا يبالي. او السخرية والاستهزاء يسخر ويستهزأ ولا او السب والشتم ونحو ذلك ويفعل مثل السفهاء ولا يبالي. او التفريط ببعض الواجبات دينية او تجنب بعض المنيات فيفعل مثل افعال السفهاء ولا يبالي. اين اثر العلم؟ ولهذا لنقرأ حول هذا المعنى الاثر الذي بعده. نعم. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو سعيد الفضل ابو سعيد المفضل المفضلة نعم نعم المفضل ابن محمد اليماني في المسجد الحرام. قال اخبرنا محمد بن ميمون الخياط قال سمعت ابن عيينة يقول اذا كان نهاري نهار سفيه وليل ليل جاهل فما اصنع بالعلم الذي كتبت؟ هذي موعظة موعظة عظيمة جدا وبليغة للغاية من هذا الامام رحمه الله سفيان ابن عوينة يقول واعظا وناصحا طلاب العلم من وفقهم الله الله سبحانه وتعالى التعلم والتفقه ومذاكرة العلم وتميزوا بتحصيل العلم يقول واعظا رحمه الله اذا كان نهاري نهار سفيه اذا كان نهاري نهار سفيه وليلي ليل جاهل. فما اصنع بالعلم الذي كتبت فما اصنع بالعلم الذي كتبت العلم الذي تعلمته وكتبته وظبطته وحفظته ما اصنع به؟ اذا كان لا يظهر علي. اذا كان نهاري نهار السفيه. اي اذا نظرت الى اعمال الشخص في النهار لا يوجد فرق بينها وبين اعمال السفهاء. لا يوجد فرق بينها وبين اعمال السفهاء. واذا نظر ايضا الى اعماله في الليل ايضا لا فرق بينها وبين اعمال الجهال. مثلا في الليل يسمر في اللهو والمزاح والضحك الى وقت متأخر من الليل ثم يكون هذا السهر جناية عليه. جناية عليه في فريضة عظيمة جدا من فرائض الدين. وهي صلاة الفجر. اما ان لا يقوم لها. او ان يقوم متأخرا او ان تفوته الجماعة او ان يأتي الى الجماعة متأخرا. او ان يصليها بعد طلوع الشمس او او من حالات كثيرة جدا تحصل من الجهلة. فاذا كانت تحصل من طالب بالعلم اذا كانت تحصل من طالب العلم فاي شيء يصنع بالعلم الذي تعلمه؟ اذا كان قرأ الاحاديث الكثيرة والنصوص العديدة وحفظها وكتب وكتبها وجلس في مجالس عديدة عقدت في بيانها وتوظيحها ثم يصبح حاله وحال الجهال واحد يسهر في اللعب واللهو والضحك والسمر وغير ذلك. ثم يكون هذا شأنه مع صلاة الفجر او ربما يأتي للصلاة من اول وقتها لكنه لا يعي ما صلى من آآ جهد الذي هو عليه بسبب السهر. بسبب السهر في امور الله خير فيها من لهو او او حتى ربما ايضا بعضهم يكون طالب علم وربما يسهر شيء من لياليه في في امور محرمة خاصة في زماننا هذا. هذا الزمان حقيقة فتح على الناس ابواب من الشر ما كانت موجودة قبل الاجهزة الان التي اصبح يمتلكها كثير من الناس يحملها في جيبه او تكون موجودة معه في بيته واذا اوى الى فراشه لينام كان الناس قبل ذلك اذا اوى الانسان الى فراشه لينام ما يجد مشغلات مباشرة يبدأ بالاذكار كار او يقرأ ما تيسر او ثم ينام نومة من من اطيب واحسن ما يكون. اما الان اذا اوى الى فراشه زاحمه وفي فراشه تلك الاجهزة زاحمته في فراشه. واصبح يقلب في تلك الاجهزة وينظر ويسمع ويشاهد وتكون كثير من المشاهد والمسموعات التي تكون في تلك اللحظة لحظة عندما يأوي الى فراشه المرء تكون تلك المسموعات مسموعات او مناظر محرمة او امور تثير شبهات او تثير شهوات ثم يغمض عينيه على تلك المناظر ثم يغمض عينيه على تلك المناظر وينام. هذه حقيقة من المصائب العظيمة فاذا كان طالب العلم نهاره مثل نهار السفهاء وليله مثل ليل الجهال ماذا يصنع بالعلم الذي تعلمه. ماذا يصنع بالعلم الذي تعلمه؟ الحال مثل ما عرفنا ال السلف من الاثر المتقدم عن الحسن البصري ان العلم يرى اثره على سريعا الحسن البصري ماذا قال؟ قال رحمه الله تعالى ان كان الرجل اذا طلب العلم لم يلبث ان يرى ذلك في تخشعه وبصره ولسانه ويده وصلاته وزهده. يرى ذلك فتلك حال السلف ولهذا ينبغي على طالب بالعلم ان يتقي الله. ينبغي على طالب العلم ان يتقي الله. وان يجاهد نفسه على تحقيق تقوى الله سبحانه وتعالى. وان يعد العلم ومجالسه وكتب العلم التي يحصلها. وما الله سبحانه وتعالى له ان يحفظه منها وان يفهمه ان يجعل ذلك له مرتقا لتحقيق التقوى وسلما لنيل الفضائل. لا ان يزداد علوما ويزداد محفوظات وحاله وحالة السفهاء واحدة او حاله وحال الجوال واحدة. بل ينبغي ان يظهر عليه اثر العلم ينبغي ان يظهر عليه اثر العلم يظهر عليه في سمعه في بصره في يده في مشيه في حديثه في عبادته في جميع اعماله. ليكون منتفعا. بهذا العلم الذي تعلم فان لم يحقق الانتفاع بالعلم صار العلم الذي تعلمه حجة عليه. صار العلم الذي يتعلمه حجة عليه واصبحت المجالس التي جلسها والكتب التي قرأها والعلوم التي اطلع عليها اصبحت كلها من باب تكثير حجج الله عليه. اصبحت كلها من باب تكثير حجج الله عليه وليس الحل هنا بالتخلي عن مجالس العلم حتى لا تكثر حجج الله عليه هذا ليس حل هذا حل ان وجد في ذهن المرفأ من الشيطان ليس الحل ان يتخلى عن مجالس العلم وانما الحل هو في ان يجاهد نفسه مستعينا بربه تبارك وتعالى على ان يعينه على العمل بما تعلم. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته في العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا. وان يجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا انه جل وعلا سميع دعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل. نعم. قال رحمه الله تعالى اخبرنا ابو بكر اخبرنا ابو جعفر احمد ابن يحيى الحلواني قال اخبرنا يحيى بن عبدالحميد الحماني قال اخبرنا ابو بدر قال اخبرنا زياد بن خيثمة عن ابي اسحاق عن عاصم ابن ضمرة عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه انه قال الا انبئكم بالفقيه حق الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله. يقنط. من لم يقنط الناس من رحمة الله. ولم يرخص لهم في معاصي الله ولم يؤمنهم مكر الله ولم يترك القرآن الى غيره ولا خير في عبادة ليس فيها تفقه ولا خير في تفقه ليس فيه تفهم ولا خير في قراءة ليس فيها تدبر ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال الا انبئكم بالفقيه حق الفقيه؟ يعني هل الا ادلكم الا اخبركم بالفقيه حقا العالم صدقا من هو؟ ما هي صفته قال رحمه الله من لم يقنط الناس من رحمة الله من لم يقنط الناس من رحمة الله وكيف يقنط من رحمة الله؟ من قرأ ورحمتي وسعت كل شيء. كيف يقنط من رحمة؟ كيف يقنط من رحمة؟ من رحمة من يقول يا عبادي هدي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. ولهذا ليس بعالم من اذا جاءه الرجل نادما على ذنوبه معددا الجرائم الكثيرة التي ارتكبها كذا وفعلت كذا وفعلت كذا وفعلت كذا الى اخره ثم يقول لا ليس لك توبة. هذا تقنيط من رحمة الله. باب التوبة مفتوح مهما كانت الذنوب ومهما بلغت المعاصي. فليس بفقيه من يقنط الناس من رحمة؟ ورب العالمين يقول لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا اي مهما كانت الذنوب كثرة وعددا وتنوعا ايا كانت فالله يغفرها لمن تاب. لان قوله ان الله يغفر الذنوب جميعا. لا يستثنى من ذلك ذنب. هو في حق من تاب. بدليل قوله لا تقنطوا يعني توبوا الى الله. فمن تاب من اه الذنب مهما كان ذنبه تاب الله عليه ومما يعتبر فيه ومما يعتبر به في هذا المقام قصة الرجل الذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم خبرا قتل تسعة وتسعين نفسا. ثم تحرك في قلبه البحث عن التوبة والرغبة في التوبة. فقال دلوني على عالم. فدلوه على عابد. رجل ما عنده علم فقال له انه قتل تسعة وتسعين نفسا هل له من توبة؟ قال لا. تسعة وتسعين نفس ما لك توبة. قال لا نظر الى تلك الذنوب بالنظرة التي هو عليها عبادة واقبال على الله وطاعة تسع وتسعين شخص يقتلهم هذا ما له توبة. لم تكن نظرته نظرة علم وبصيرة بالله وشرعه و واحكامه جل وعلا قال ليس لك توبة. فقتله. كمل به المئة ثم لا لا لا زال يبحث عن توبة. فدل على عالم. قال من يحول بينك وبينها مفتوح باب التوبة. من يحول بينك وبينها؟ ولكن اذهب الى ارض كذا وكذا فان فيها قوما يعبدون الله اعبد الله معهم يعني اترك ارضك هذه. اترك خلطائك الذين هنا وانتقل الى الارض الفلانية فيها اناس يعبدون الله فانظر الفقه والبصيرة بدين الله سبحانه وتعالى قبض في اثناء الطريق وتنازعت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب في القصة المعروفة. الشاهد ان الفقيه حقا من لا يقنط الناس. من لا يقنط الناس من رحمة الله. ومن التقنيط من الرحمة ان يحدثهم بنصوص الوعيد معملا لها مهملا نصوص الوعد والرجاء. بل عرفت مدارس في تاريخ الامة قائمة على ذلك مثل الخوارج مثل الخوارج يعملون نصوص الوعيد ويهملون نصوص الوعد وهذا يولد في اه في الناس قنوط من الرحمة. يولد فيهم قنوطا من الله والشريعة قائمة على الرجاء والخوف. ترغيب وترهيب نبه عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم. قائمة على الترغيب والترهيب. فاذا اعمل نصوص الترهيب نصوص الخوف واهمل نصوص الوعد والرجاء قنط الناس من الرحمة قنط الناس من رحمة الله سبحانه وتعالى. فالفقيه من لا يقنط الناس من الرحمة. ولم يرخص فهم في معصية الله ايضا هذا جانب مضاد للطريق الاول. لم يرخص لهم في معاصي الله وهذا يكون ممن يعمل نصوص الوعد ويهمل نصوص الوعيد يعمل نصوص الوعد ويهمل نصوص الوعيد. قال لم يرخص لهم في معاصي الله مثل لو ان شخص يأتي لاناس منهمكين في المعاصي منامكين في المعاصي الفواحش المحرمات ويقول لهم من قال لا اله الا الله دخل الجنة وان زنا وان سرق ويحدثهم بنحو ذلك من نصوص الوعد مهملا نصوص الوعيد التي يحتاج اليها في هذا المقام. يهملها. مثل قول النبي عليه الصلاة والسلام لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربه وهو مؤمن قال ولم يرخص لهم في معصية الله. ولم يرخص لهم في معصية الله وربما ان هذا يتمثل في منهج مضاد لمنهج الخوارج وهو منهج المرجئة انهج المرجئة قائم على فلسفة باطلة وآآ فهم من سقيم اثره وثمرته في اهله هو هذا الذي ذكر المصنف الترخيص في المعاصي تهوين من شأن المعاصي. اذا كان من قاعدة المرجئة ولا سيما غولاتهم انه لا يؤثر مع الايمان اي شيء اي شيء ستصنع هذه القاعدة؟ في من يؤمن بها اي شيء ستصنع هذه القاعدة في من يؤمن بها؟ لا يظر مع الايمان ذنب. هذي قاعدة عند غلاة المرجئة ويقولون ان اهل الايمان في الايمان سواء مثل اسنان المشط. العاصي والمطيع. اي شيء ان ستصنع هذه في من يؤمن بها. اليست ستكون ترخيصا بل فتحا للباب على مصراعيه لفعل الذنوب وارتكاب الاثام واقتراف الخطايا دون مبالاة لانها لا تؤثر. لان الايمان لا يزال قويا متينا مع ارتكاب تلك المعاصي لا تؤثر. فهذا من اعظم ما يكون ترخيصا في المعصية ولهذا نخلص من ذلك الى ان لا يمكن ان يكون الخارجي او المرجي فقيها هذا كله بعيد عن الفقه في الدين. هذا بعيد عن الفقه في دين الله سبحانه وتعالى قال من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يرخص لهم في معاصي الله. ولم يرخص لهم في معاصي لله. والتقنيط من الرحمة او الترخيص في المعاصي. كل ذلك يقوم على مناهج فكرية بعيدة عن الفقه في دين الله مناهج فكرية محدثة بعيدة عن الفقه والبصيرة في في دين الله سبحانه وتعالى. ولم امنهم مكر الله ولم يؤمنوا مكر الله في بعظ الروايات ولم يؤمنهم عذاب الله. لان المؤمن ينبغي ان يجمع بين الرجاء والخوف يجمع بين الرجاء والخوف يرجون رحمته ويخافون عذابه اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ينبغي ان يجمع بين الرجاء والخوف. رجاء الرحمة وخوف العذاب. ويكونان بتوازن يمضي بهما في سيره الى الله سبحانه وتعالى. فاذا غلب الرجاء اذا غلب الرجاء امن من مكر الله. واذا الخوف قنط من رحمة الله. قنط من رحمة الله. ولهذا ينبغي ان يكون في سيره متوازنا. بين الرجاء والخوف. شبهه وما بعض اهل العلم بجناحي الطائر. حتى يستتم له الطيران يطير بالجناحين بتوازن حتى يستتم طيرانه. كذلك السائر الى الله سبحانه وتعالى يكون سيره بين الرجاء والخوف ان اعمل الرجاء واهمل الخوف امن من مكر الله. وان اعمل الخوف واهمل الرجاء قنط من رحمة الله. قوله ولم يؤمنوا من مكر الله هذا مسلك مضاد للمسلك الاول الذي يقنط من الرحمة. مسلكان متظادان. ولا تكون السلامة من هذين المسلكين الا باعمال الرجاء والخوف. اعمال الترغيب والترهيب. الذين تقوم عليهما الادلة في الكتاب والسنة. قال ولم يترك القرآن الى غيره ولم يترك القرآن الى غيره. لماذا يترك القرآن؟ لماذا يترك القرآن الى غيره؟ غيره مثل ماذا؟ غير القرآن مثل يترك القرآن الى غيره. يعني اذا ترك بعظ الناس بالقرآن. زجر الناس بالقرآن تخويف الناس بالقرآن ترك القرآن الى غيره الى اين يذهب؟ الى ماذا؟ القصاص والحكايات المنامات والتجارب واشياء كثيرة جدا. ولهذا تجد احيانا يقوم واعظ ولا يأظي الناس بالقرآن. يعظهم بقصة او بحكاية او بتجربة. او بمنامات. واشياء من هذا القبيل وبعض هؤلاء يقول ان هذه القصص او المنامات رأيت لها تأثير قرآن قرأت عليه ما ما وجدته يؤثر فيهم. لكن بدأت بالقصص الناس اجتمعوا حولي. واستمعوا لي وتأثروا بكلامي ولهذا جاء في سنن ابي داوود عن اه معاذ بن جبل رحمه الله رضي الله عنه ذكر ان يعني من الناس ممن تعلم القرآن من تعلم القرآن وبدأ يعلم الناس بالقرآن قال رظي الله عنه ثم يقول ما للناس لا يتبعوني هل الناس لا لا يتبعوني وقد قرأت القرآن. ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن يعني اعظهم بالقرآن وانصحهم بالقرآن لكن ما يتبعوني ما وجدت اتباع لي لم اجد اتباعا ما هم بمتبعي حتى احدث لهم غيره. ما هم بمتبعيه حتى احدث لهم غيرة فاياكم وما احدث فانما فان ما ابتدعه ضلالة اياكم وما احدث هذا الان الذي يذكره رظي الله عنه وارظاه الذي يذكره معاذ رظي الله عنه وارظاه واقع لبعظ الناس وربما يكون بعضهم حمل القرآن. حمل القرآن وربما حفظ القرآن لكنه مثل ما اشار رظي الله عنه يقول ما هم بمتبعين. فبدأ ينتقل عن القرآن الى غيره مثلا مثل ان يترك القرآن ويتحول الى منشد مثلا او قاص او نحو ذلك من المسالك. وربما ايضا اذا تحول قاص يملأ قصصه بالكذب واختراع الاخبار او الاخبار المخترع حتى في من حوله ولهذا الامام احمد رحمه الله يقول اكذب الناس القصاص لماذا اكذب الناس القصاص لماذا؟ لان القاص ليس له هم الا ان يؤثر في من عنده. ولهذا يحاول ان يمزج في القصص والاخبار ويدخل فيها اشياء تشد السامعين. وتجذبهم الى ما يقول. وتشوقهم الى ما يقول فيظيف فيها من الاخبار ومن الامور حتى يكثر اتباعه قال ما هم بمتبعي حتى احدث لهم غيره هذا كل كل هؤلاء مثل ما قال علي ابن ابي طالب كلهم خارجون عن نطاق الفقه. هؤلاء ليسوا من اهل الفقه ليسوا من اهل الفقه ولم يتركوا القرآن الى غيره يعني من ترك القرآن الى غيره ليس من اهل القرآن حتى وان كان حافظا للقرآن حفظا متقنا ليس من اهله ليس من اهل الفقه. ليس من اهل الفقه ومن لم يقنط اه قال ولم يترك القرآن الى غيره. لماذا يترك القرآن الى غيره؟ لانه يريد اتباعا تريد مثلا شهرة يريد الى غير ذلك وجد ان القرآن ما حقق له مطامع تلك وغايات تلك فسلك ذلك المسلك. قال ولا في عبادة ليس فيها تفقه. ولا خير في عبادة ليس فيها تفقه. لماذا؟ لا خير في عبادة ليس فيها تبقى يعني ليس فيها قائمة على غير فقه. لان الامر كما قال عمر ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى من عبد الله بغير علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح. وما الذي اوجد البدع في صفوف الناس الا العبادة بغير فقه. الا العبادة بغير فقه غير فقه في دين الله سبحانه وتعالى ولهذا قال ولا خير في عبادة ليس فيها تفقه. لان العبادة التي ليس فيها تفقه تنحى بصاحبها الى البدعة الى الحدث في دين الله سبحانه وتعالى. الى عبادات واعمال لم يشرعها الله جل وعلا فلا خير في عبادة ليس فيها تفقم. ولا خير في تفقه ليس فيه تفهم لا خير في تفقه ليس فيه تفهم يعني ليس فيه اعمال للفهم حتى يتحقق الفقه هو البصيرة بدين الله سبحانه وتعالى. ولا خير في قراءة اي للقرآن. ليس فيها تدبر لان القرآن انزل لتتدبر اياته وليعمل به. كما قال الله سبحانه وتعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته. وليتذكر اولوا الالباب. وكما قال جل وعلا افلا يتدبرون القرآن القرآن نعم. هنا اخبرنا لكن هنا في الاسناد. نعم. يحيى ابن عبد الحميد الحماني. نعم. قال الحافظ حافظ الا انه اتهموه بسرقة الحديث. نعم. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو بكر عبد الله ابن عبد الحميد الواسطي قال اخبرنا هارون الحمال قال اخبرنا سيار قال اخبرنا جعفر بن سليمان. هنا مناسبة ما تفضلتم به نهجت منهجا يعني العموم سلكته يعني في في شرح هذا الكتاب خاصة لا اقف عند اسانيد الاثار اسانيد الاثار لا احرص ان اقف عندها ولا سيما اذا كانت المعاني واضحة اذا كانت المعاني واضحة لا اشكال فيها تشهد لها عمومات النصوص ادلة مثل ما معنا في هذا الاثر المروي عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه ما كان من من هذا القبيل فلا عنده نعم. تعمدت ذلك وارجو ان اعذر. نعم. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو بكر عبد الله بن عبد الحميد الواسطي قال اخبرنا هارون الحمال قال اخبرنا سيار قال اخبرنا جعفر بن سليمان قال اخبرنا مطر الوراق قال سألت الحسن عن مسألة فقال فيها فقلت يا ابا سعيد يأبى عليك الفقهاء ويخالفونك فقال ثكلتك امك يا ثكلتك امك مطر. وهل رأيت فقيها قط؟ وهل تدري ما الفقيه؟ الفقيه الورع الزاهد الذي لا يسخر ممن اسفل منه. ولا يهمز من فوقه ولا خذوا على علم علمه الله حطاما. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن مطر الوراث طاقة قال سألت الحسن مسألة عن مسألة سألت الحسن اي البصري رحمه الله عن مسألة فقال فيها نعم. فقلت يا ابا سعيد يا ابا عليك الفقهاء ويخالفونك. يأبى عليك الفقهاء ويخالفونك اي في هذا القول الذي قلته. فقال ثكلتك امك مطر اي مطر. وهل رأيت فقيها قط؟ وهل رأيت فقيها قط؟ وهل تدري ما الفقيه قال ذلك رحمه الله تعالى تقدمة بين يدي بيانه للفقيه بيانا للفقيه حقا مثل ما تقدم معنا في الاثر المروي عن علي رضي الله عنه قال الفقيه حق الفقيه يعني لمن كان متصفا بهذه الصفات. فقال الفقيه الورع الزاهد. الورع الزاهد الذي لا يسخر ممن اسفل منه. ولا يهمز من فوقه ولا يأخذ على علم علمه الله حطاما. فذكر ان الفقيه هو من اتصف بعدة صفات منها الورع والزهد. الورع والزهد. ان يكون ورعا زاهدا والورع هو من يترك ما يضر في الاخرة الورع هو الذي يترك ما يضر في الاخرة وقدمت ان ترك ما يضر في الاخرة الذي هو الورع لا يكون الا بالعلم ولهذا لما قيل الف لنا كتابا في البيوع اه في الورع قال الفت كتابا في البيوع. اي ان الورع لا يكون الا عن فالورع ترك ما يضر في الاخرة والزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة. فالفقيه هو الذي يترك ما يضره في الاخرة ان فعله وايضا يترك ما لا ينفعه في الاخرة فيكون مقبلا على طاعة ربه سبحانه وتعالى وما يسره ان يلقى الله جل وعلا به به. الذي لا يسخر ممن اسفل منه لا يسخر ممن ممن اسفل منه اما في هيئته مثلا او في في علمه او في عبادته او في حديثه. او غير ذلك. والله تبارك وتعالى يقول لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم. عسى ان يكونوا خيرا منهم. سبحان الله قد يسخر رجل من اخر ويكون هذا الذي سخر به خير من ملء الارض من مثل هذا الساخر. من مثل هذا الساخر. فلا يغتر الانسان ان بمثلا جمال صورة لاغتر بكثرة مال لا يغتر مثلا بحسن منطق لا يغتر مثلا بكثرة شهادات لا لا يغتر باشياء من هذا القبيل. لا لا يغتر بمثل هذه الامور لانه قد يسخر من شخص يرى انه دونه ويكون هذا الذي سخر منه خير من ملء الارض من مثل هذا الساخر قال الذي لا يسخر ممن اسفل منه اظن ورد في في اه في حديث ورد في حديث ان اه رجلا مر في مجلس النبي عليه الصلاة والسلام فقال ما تعدون هذا فيكم؟ فاثنوا عليه خيرا ثم مر اخر فقال ما تعدون هذا فيكم؟ قالوا هذا حري ان نكح لم ينكح وان شفع لم يشفع ذكروا امورا فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا خير من ملء الارض من ذاك. هذا جاء في حديث صحيح. هذا خير من ملء من ملئ الارض من ذاك لا يغتر الانسان مثلا مكانة او بشهادات او باعمال او بمظهر او باموال وليحذر اشد الحذر من السخرية. ولهذا من كان يسخر من غيره هذا من دلائل عدم البصيرة وعدم الفقه. في دين الله سبحانه وتعالى. ولا يهمز من فوقه. ولا يهمز من فوقه اي لا يقع في في من هو فوقه بالعلم والعبادة او الفضل قال رحمه الله تعالى ولا يهمز من فوقه لا يهمز من فوقه هيا لا يتناول من فوقه في العلم والفضل والمكانة والمنزلة بالهمز واللمز طعنا وقدحا ووقيعة. بل يعرف لمن فوقه قدره ومكانته. يعرف له فضله نبلة يعرف له حرمته يعرف ما جاءت به الشريعة من حقوق يجب ان تحفظ مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه قال ولا يهمز من فوقه اذا كان يهمز من فوقه انتقاصا وذما و قدحا فالدليل على انه ليس من اهل الفقه. دليل على انه ليس من من اهل الفقه والبصيرة بدين الله عز وجل ولا يأخذ على علم علمه الله حطاما. ولا يأخذ على علم علمه الله حطاما. حطاما اي حطام الدنيا لا يأخذ على علم علمه الله حطاما. فهذه اوصاف ذكرها رحمه الله الله تعالى آآ العالم الفقيه المتبصر وانما قال ذلك بيانا لمن اه لمن اه هو فقيه حقا تنبيه على الاوصاف التي هي اوصاف للفقيه حقا. والمراد بذلك التنبيه. المراد بذلك تنبيه لا انه لا وجود الفقهاء لكن المراد بذلك التنبيه على من هو الفقيه ما هي اوصافه التي ينبغي ان ان يكون اه متصفا بها. ومن هذا القبيل اه اه قول الشعبي رحمه الله لما قال له رجل يا عالم لما قال له رجل يا عالم فقال رحمه الله تعالى انما العالم من يخشى انما العالم من يخشى الله فهذا التنبيه على الاوصاف التي ينبغي ان يكون متصفا بها العالم حق الفقيه حقا هو من كان متصلا بهذه الاوصاف العظيمة نعم. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا عمر بن ايوب السقطي قال اخبرنا الحسن بن عرفة قال اخبرنا المبارك بن سعيد عن اخيه سفيان الثوري عن عمران المنقري قال قلت للحسن يوما في شيء قاله يا ابا سعيد ليس هكذا يقول الفقهاء قال فقال ويحك او رأيت انت فقيها قط؟ انما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في اخرة البصير في امر دينه المداوم على عبادة الله عز وجل. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن الحسن اه عن عمران قال قلت للحسن يوما في شيء ان قاله يا ابا سعيد وهذه كنية كنية الحسن البصري يا ابا سعيد ليس هكذا يقول الفقهاء فقال ويح او رأيت انت فقيها قط؟ انما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الاخرة البصير في امر دينه المداوم على عبادة الله عز وجل وهذا بنحو الاثر آآ الذي قبله وفيه التنبيه على ان ان الفقيه هو المداوم على العبادة اي المواظب عليها. كما قال الله سبحانه امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب. ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله في ذكر اوصاف او ذكر ما كان عليه السلف في من هو المعتبر في الفقهاء وقد ذكر هذا الاثر عن حسن البصري قال رحمه الله لم يكن السلف يطلقون اسم الفقه الا على العلم الذي يصحبه العمل لم يكن السلف يطلقون اسم الفقه الا على العلم الذي يصحبه العمل. اذكر فائدة استفدتها من احد العباد وكان يحضر هذا المجلس توفاه الله رحمه الله وغفر له وجميع موتى المسلمين زرته مرة في مسجدي في حية قاصدا السلام عليه وكان يجلس في المسجد بعد الصلاة. تحدثت معه قليلا وقلت له آآ هنيئا لكم ما شاء الله هذا الحيثي اه مجموعة من طلاب العلم قال حين هذا قلت نعم قال حينا هذا يعيدها مرة ثانيا قلت نعم. فقال لي بالحرف الواحد شف يا اوليدي اللي ما يحافظ على الصلاة ما هو طالب علم اللي ما يحافظ على الصلاة ما هو طالب علم. فما كانوا ما كان السلف رحمهم الله يعدون الفقه الا الفقه المصاحب للعمل. الا الفقه المصاحب للعمل. اما كثرة محفوظات وكثرة علوم وكثرة متون ثم يفتقد في فرائض الدين. او يكون يغشى المحرمات والذنوب والكبائر. اين آآ الفقه في من كان هذا وصفه؟ فما كانوا والدون الفقه الا ما كان مصاحبا للعمل فهذا هو الفقه. مثل ما قال الامام الحسن البصري رحمه الله تعالى قال المداوم على عبادة الله المداوم على عبادة الله نسأل الله الكريم رب بل العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يصلحنا. اللهم اصلحنا اجمعين اللهم اصلح قلوبنا اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها ميعادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم اصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام ثم اخرجنا من الظلمات الى النور. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا ومحمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والهمكم الله الصواب ووفقكم للحق. ونفعنا الله بما سمعنا غفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين