والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد ابن الحسين اجر رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين. يقول في كتابه اخلاق العلماء ابو بكر قال حدثنا ابو محمد يحيى ابن محمد ابن صاعد قال حدثنا الحسين ابن الحسن المروزي قال حدثنا عبد الله ابن المبارك قال قال حدثنا الحكم ابن موسى ابن ابي كردم وقال غيره ابن ابي ردم فيه آآ فيه تصحيف حدثنا ابو الحكم حدثنا ابو الحكم عن الحسين ابن الحسن عن نعم حدثنا ابو الحكم عن موسى قال حدثنا عبد الله ابن المبارك قال حدثنا ابو الحكم عن عن موسى ابن ابي كردم وقال غيره ابن ابي ردم عن وهب بن ابي الدرم وقال غيره ابن ابي درم فتح الدال كسر الراء. عن وهب ابن منبه انه قال بلغ ابن عباس رضي الله عنهما عن مجلس كان في ناحية باب بني سهم بلغ ابناه. بلغ ابن عباس رضي الله عنهما عن مجلس كان في ناحية باب بني سهم يجلس فيه ناس من قريش يختصمون فترتفع اصواتهم. فقال ابن عباس رضي الله عنه هما انطلق بنا اليهم فانطلقنا حتى وقفنا. فقال ابن عباس رضي الله عنهما اخبرهم عن كلام الفتى الذي كلم به ايوب في حاله قال وهب فقلت قال الفتى يا ايوب اما كان في عظمة الله وذكر الموت ما يكل ويقطع قلبك ويكسر حجتك. يا ايوب اما علمت ان لله عبادا اسكتتهم خشية الله من غير عي ولا بكم وانهم هم النبلاء الفصحاء الطلقاء الالباء العالمون بالله واياته. ولكنهم اذا ذكروا عظمة انقطعت قلوبهم وكلت السنتهم وطاشت عقولهم واحلامهم فرقا من الله وهيبة له. واذا استفاقوا من استبقوا الى الله عز وجل بالاعمال الزاكية لا يستكثرون لله الكثير ولا يرضون له بالقليل. يعدون مع الظالمين الخاطئين وانهم لانزاه الابرار. ومع ومع المضيعين المفرطين وانهم اقوياء ناحلون ذائبون يراهم الجاهل فيقول مرضى وليسوا بمرضى قد خلطوا وقد خالط القوم امر عظيم قال محمد بن الحسين. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما وفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة تعين اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت. واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا انت. اما بعد فلا نزال في الفصل المتعلق باوصاف العالم فيما بينه وبين ربه عز وجل اورد رحمه الله تعالى جملة من الاثار ختمها بهذا الاثر عن وهب ابن منبه رحمه الله تعالى وهو من علماء التابعين قال بلغ ابن عباس رضي الله عنهما عن مجلس كان في ناحية باب بني سهم يجلس فيه ناس من قريش يختصمون فترتفع اصواتهم يختصمون اي يتجادلون ويتنازعون امورا من المسائل ونحو ذلك حتى ترتفع اصواتهم من شدة الخصومة والجدل فقال ابن عباس رضي الله عنهما انطلق بنا اليهم فانطلق حتى وقفنا اي على القوم. فقال ابن عباس رضي الله عنهما اخبرهم عن كلام الفتى الذي كلم به ايوب في حاله ايوب اي نبي الله عليه عليه صلوات الله وسلامه قال الذي كلم به ايوب عليه السلام في حاله كذا هنا وفي كتاب الشريعة للاجر قال في حالة بلاءه وايوب ابتلاه الله سبحانه وتعالى بمرض اشتد به وطالت مدته قال كلا كلم به ايوب في حالة بلائه قال وهب فقلت قال الفتى يا ايوب اما كان في عظمة الله وذكر الموت ما يكل لسانك ويقطع قلبك ويكسر حجتك وهذا فيه عظم شأن الذكر لله سبحانه وتعالى وان ذكر الله جل وعلا اعظم اعظم سلوان للمبتلين. وان المبتلى يسلو في بلواه اذا شغل قلبه ولسانه بذكر الله جل وعلا وان المبتلى اذا اقبل على الله عز وجل ذاكرا لربه جل في علاه كان في هذا الذكر ما يتحقق به الطمأنينة لقلبه والراحة لنفسه كما قال الله تبارك وتعالى الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر تطمئن القلوب قال اما كان في عظمة الله وذكر الموت اما كان في عظمة الله اي ان يذكر المرء عظمة ربه وخالقه جل وعلا وما اتصف به من صفات العظمة والجلال والكمال والكبرياء سبحانه وتعالى وذكر الموت الذي ينتقل به المرء من هذه الحياة الدنيا الى الحياة الاخرة. الذي ينتقل به المرء من دار الى دار الجزاء والحساب قال اما كان في عظمة الله اي في ذكر عظمة الله وذكر الموت ما يكل اللسان اي ما يجعل اللسان يكل يقطع قلبك او يقطع قلبك اي فرقا وخوفا فانا في ذكر عظمة الله سبحانه وتعالى وذكر الموت وما بعده فيه ما يكل اللسان وما يقطع القلب اي خوفا من الله سبحانه وتعالى وخوفا من اللقاء والجزاء والحساب انا كنا قبل في اهلنا مشفقين فذكر الموت وما بعده يجلب لقلب العبد اشفاقا وخوفا من الله سبحانه وتعالى ومن لقائه جل في علاه ويكسر حجتك ويكسر حجتك ثم قال يا ايوب اما علمت ان لله عبادا اسكنتهم خشية الله من غير عي ولا بكم اي جعلتهم في سكون لا يتكلم الا قليلا فتركه للكلام ليس منعي اي جهل وعدم قدرة على الكلام وليس من بكم اي عدم قدرة على الكلام لكن عنده ما يشغله من امور فشغل بها قلبه من ذكر لله وعظمته. وذكر للوقوف بين يديه سبحانه وتعالى وانهم النبلاء الفصحاء الطلقاء الالباء النبلاء من النبل. وهو العظمة في الخلق والادب والفضل وقوله الفصحاء اي عندهم فصاحة في اللسان وجمال في النطق وقدرة على البيان فليس سكوتهم عن عي وعدم قدرة على الكلام والبيان فهم فصحى طلقاء اي الاحرار من رق الشهوات فهم طلقاء اي احرار لم تسترقهم شهواتهم فان كثيرا من الناس اصبح رقيقا لشهواته رقيقا لشهواته مستعبدا لملذاته كما جاء في الحديث تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد وخميلة. فهؤلاء احرار. اي من رق الشهوات الالبا اي اصحاب العقول الرصينة ذوي الالباب فالحصيفة العالمون بالله واياته العالمون بالله اي باسماء الرب وصفاته اسماء الحسنى وصفاته العظيمة الدالة على جلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى وعلى علم باياته وايات الله سبحانه وتعالى تتناول ايات الله المسموعة المتلوة التي هي وحيه وتنزيله تبارك وتعالى وتتناول ايات الله سبحانه وتعالى المشاهدة المحسوسة وهي مخلوقات الله مخلوقات الله الدالة على عظمة الله وكمال اقتداره سبحانه وتعالى العالمون بالله واياته ولكنهم اذا ذكروا عظمة الله يعني هذا تفسير لما سبق وتعليل لما تقدم وبيان لسبب قلة كلام هؤلاء قال ولكنهم اذا ذكروا عظمة الله انقطعت قلوبهم وكلت السنتهم وطاشت عقولهم واحلامهم فرقا من الله فرقا اي خوفا من الله سبحانه وتعالى كما قال الله تبارك وتعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم اي خافت فرقا من الله وهيبة له واذا استفاقوا من ذلك اي من ذلك الفرق وتلك الهيبة اذ سبقوا الى الله عز وجل بالاعمال الزاكية سبقوا الى الله عز وجل بالاعمال الزاكية. وهذا فيه ان خشية الله تثمر العمل والاقبال على طاعة الله كما قيل من كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد. فالخوف من الله سبحانه وتعالى وخشيته جل في علاه تثمر العمل وتثمر الجد والاجتهاد في الطاعة وتثمر الاستعداد والتزود ليوم لقائه سبحانه وتعالى قال لا يستكثرون لله الكثير اي مهما يقدمون من الاعمال والطاعات وانواع القربات لا يستكثرون ذلك لا يستكثر كثيرا من العمل بل مع الاعمال الكثيرة التي يقومون بها يرى يروا انفسهم مقصرين ومقلين في العمل لا يستكثرون كثيرا من العمل قاموا به بخلاف الجهال تجد بعضهم يعني حتى يعبرون بهذه العبارة الساقطة الدالة على رقة الدين وضعف الايمان بعضهم يقول كثر خيري انا افعل كذا يعني مثلا يقول كثر خيري انا اصلي المفروضة هذا من الجهل هذا من الجهل المسلم لا يستكثر كثيرا. فكيف بمن يستكثرون القليل من العمل؟ المسلم اللبيب العاقل الحصيف لا يستكثر كثيرا من العمل. فكيف بمن يستكثر قليل من العمل ولا يرظون له بالقليل ولا يرظون له بالقليل. اي نفسهم لا ترضى بقليل من العمل وقليل من القربات يقدمونه بل لا يزال تزال نفوسهم حريصة لا تزال نفوسهم حريصة على الاستكثار من الاعمال والطاعات والقربات يعدون انفسهم مع الظالمين الخاطئين. يعني مع هذا الاحسان والاجتهاد في في العبادة والاستكثار من الطاعة والبعد عن المعاصي والذنوب مع ذلك كله يعدون انفسهم مع الظالمين الخاطئين اي انه يؤدي العمل وفي الوقت نفسه يرى التقصير يرى انه مقصر ويرى ان حق الله عليه اعظم ويرى ان حق الله سبحانه وتعالى عليه اعظم فلا يزال في مجاهدة مع نفسه يعدون انفسهم مع الظالمين الخاطئين وانهم لانزاهن ابرار. انزاه من النزاهة. وابرار من البر. انزاه اي عن الاقدار والذنوب والاثام متنزهين متطهرين من دنسها بعيدين عنها محاذرين من الوقوع فيها ابرار في استكثارهم من الاعمال الصالحة والطاعات الزاكية. فقوله انزاه هذا في جانب تجنب الذنوب والبعد عنها وابرار هذا في جانب الاستكثار من الطاعات والاقبال عليها ومع المظيعين المفرطين اي ويعدون انفسهم مع المظيعين المفرطين اي مع هذه الاعمال التي يقوم بها والطاعات التي يؤديها يعد نفسه مفرطا عبد الله ابن ابي مليكة من علماء التابعين قال ادركت اكثر من ثلاثين صحابيا كلهم يخاف النفاق على نفسه ما كانوا يزكون انفسهم اعمالهم كثيرة واقبالهم على الله عظيم مجاهدتهم للنفس مجاهدة عظيمة لكنهم يرون انفسهم مقصرين مثل ما قال الحسن رحمه الله تعالى ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة والمنافق جمع بين اساءة وامن المؤمن يحسن في العمل ولا يزكي نفسه بل هو خائف خائف ان يكون مفرطا ان يكون مقصرا ان تكون اعماله ليست مقبولة انما يتقبل الله من المتقين. فهم مع مع احسان في العمل يعدون انفسهم مع المظيعين المفرطين. وانهم لاكياس اقوياء اكياس من الكيس وهو الفطنة والذكاء والنباهة وفي الحديث كل شيء بقدر حتى العجز والكيس فهم اكياس اي ذوو عقول حصيفة والباب وفطنة وفهم واقوياء اقوياء في ايمانهم وطاعتهم وعبادتهم لله سبحانه وتعالى والمؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف ناحلون ذائبون ناحية اجسامهم يراهم الجاهل فيقول مرضى يراهم الجاهل فيقول مرضى وليسوا بمرظى قد خولطوا يراهم الجاهل ويقول مرضى وليسوا بمرظى قد خولطوا اي يرى ان يراهم الجاهل ويظن انهم قد خولقوا يرى انهم قد خولطوا ويقال خولق الرجل يقال خولق الرجل في عقله مخالطة اذا اختل عقله خلق الرجل في عقله مخالطة اي اذا اختل عقله. فيراهم الجاهل يحسبهم مرظى وليسوا بمرظى ويحسبهم قد خلطوا وقد خالط القوم امر عظيم يعني شغل هؤلاء القوم امر عظيم من خوف من الله وخشية منه سبحانه وتعالى وخوف من الوقوف بين يديه سبحانه وتعالى نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله هذه الاخبار تدل على ما وصفنا به العلماء والفقهاء فان قال قائل ولما داخل العلماء هذا الاشفاق الشديد وخافوا من علمهم هذا الخوف كله. قيل له علموا ان الله عز وجل يسائلهم عن علمهم ما عملوا فيه فجعلوا مسائلة الله نصب اعينهم فالزموا انفسهم شدة الحذر واخذوا بالثقة في كل ان قال قائل فان العلماء يسألون عن علمهم ما عملوا فيه قيل نعم فان قال فاذكر من ذلك ما اذا سمعه العالم انتبه من رقدته واخذ نفسه بلزوم اخلاق من ذكرت. والله موفقنا. قيل نعم ان شاء الله تعالى. قال والله تعالى هذه الاخبار يعني التي تقدم ذكرها تدل على ما وصفنا به العلماء والفقهاء اي مشتملة على ذكر لاوصاف العلماء حقا والفقهاء حقا فان قال قائل ولما دخل العلماء هذا الاشفاق الشديد؟ ما الذي جعل العلماء الذين تقدم وصفهم؟ يخافون هذا الخوف وتشتمل قلوبهم على هذه الهيبة العظيمة من الله والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى لماذا؟ ما السبب لم داخل العلماء هذا الاشفاق وخافوا من علمهم هذا الخوف كله ما السبب قيل له علموا ان الله عز وجل يسائلهم عن علمهم اذا وقفوا بين يديه سألهم جل وعلا عن العلم الذي تعلموه. يسائلهم عن علمهم. فادركوا ان هذا العلم الذي تعلموه سيسألون عنه امام الله واذا وقفوا بين يدي الله سبحانه وتعالى يسائلهم عن علمهم ما عملوا فيه اي شيء عملوا في هذا العلم هل عملوا بعلمهم هل اخلصوا لله عز وجل في طلبهم ام انهم ارادوا بعلمهم الدنيا؟ او ارادوا به المراءات او ارادوا به السمعة او غير ذلك من الاغراظ؟ ماذا عملوا في هذا العلم السؤال عن العلم ماذا عمل فيه؟ يتناول الجهتين جهة الاخلاص وجهة العمل هل اخلص فيه لله وابتغى به وجه الله سبحانه وتعالى ام كان للرياء والسمعة والشهرة والمكانة وغير ذلك؟ من الحظوظ التي تنتهي بالدنيا مع موت الانسان وايضا يشمل هذا السؤال ماذا عملوا بهذا العلم فان العلم مقصوده العمل كما قال علي رضي الله عنه يهتف بالعلم العمل فان اجابه والا ارتحل. مقصود العلم العمل فيسألون عن علمهم ماذا عملوا فيه فجعلوا مسألة الله نصب اعينهم جعلوا مسألة الله اي ان الله سيسألهم يوم القيامة عن هذا العلم نصب اعينهم فالزموا انفسهم شدة الحذر الزموا انفسهم شدة الحذر. كل علم يتعلمه يجعل نصب عينيه ان ربه سيسأله عن هذا العلم ان ربه سبحانه وتعالى سيسأله عن هذا العلم. فالزموا انفسهم شدة الحذر واخذوا بالثقة في كل امرهم. اخذوا بالثقة اي بالحزم اخذوا بالثقة في كل امرهم اي اخذوا بالحزم لان من وراء هذا العلم سؤالا والله تبارك وتعالى سائلهم فاخذوا انفسهم بالحزم بان يجاهدوا انفسهم على الاخلاص في هذا العلم وان يجاهدوا انفسهم على العمل به وحسن التقرب الى الله سبحانه وتعالى قال رحمه الله تعالى ان قال قائل فان العلماء يسألون عن علمهم ما عملوا فيه هل سيسألهم الله عن هذا قيل نعم فان قال فاذكر من ذلك ما اذا سمعه العالم انتبه من رقدته ما اذا سمعه العالم انتبه من رقدته قد يكون الانسان في رقدة قد يكون في غفلة قد يكون في عدم تنبه لهذا الامر فيحتاج الى سماع النصوص الدالة على ان الله جل وعلا سيسأله عن العلم الذي تعلمه ماذا عمل فيه قال واخذ نفسه بلزوم اخلاق من ذكرت اي من العلماء الذين تقدم تقدمت اوصافهم واخلاقهم والله موفقنا قيل نعم اي نفعل ذلك وشرع رحمه الله تعالى في سوق الادلة على ان العالم يسأل عن علمه ان العالم وان كل من تعلم علما يسأله الله سبحانه وتعالى عنه وعقد لذلك فصلا مستقلا قال رحمه الله مر معنا آآ وقفة مر معنا اثر آآ في وصف معاذ بن جبل رضي الله عنه في الصفحة الخامسة عشرة الاثر رقم ستة وثلاثين وفيه ان ان معاذا كان امة وقفت على فائدة لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع فتاواها المجلد العاشر الصفحة ست مئة واربع وخمسين المجلد العاشر الصفحة ست مئة واربعة وخمسين قال رحمه الله تعالى وكان معاذ رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة عليا فانه قال له يا معاذ والله اني لاحبك وكان يردفه وراءه وروي فيه انه اعلم الامة بالحلال والحرام وانه يحشر امام العلماء برتوة اي بخطوة ومن فظله انه بعثه النبي صلى الله عليه وسلم مبلغا عنه داعيا ومفقها ومفتيا وحاكما الى اهل اليمن وكان يشبه بابراهيم الخليل عليه السلام وابراهيم امام الناس. وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول ان معاذا كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين تشبيها له بابراهيم هذا النقل عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله موجود في مجموع فتاواه المجلد العاشر الصفحة ست مئة واربعة وخمسين نعم قال رحمه الله ذكر سؤال الله لاهل العلم عن علمهم ماذا عملوا فيه؟ اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو سعيد الفضل ابن محمد ابو سعيد المفضل مر معنا اصلاحه في وقع ايضا خطأ في الدرس الماظي ابو ابو سعيد المفضل قال اخبرنا ابو سعيد المفضل ابن محمد اليماني في المسجد الحرام قال اخبرنا صامت بن معاذ قال اخبرنا عبد الحميد والصواب عبد المجيد قال اخبرنا عبد المجيد عن سفيان الثوري عن صفوان ابن سليم عن عدي ابن عدي عن الصنابحي عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع خصال عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيما ابلاه وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه وعن علمه ماذا عمل قيل فيه. نعم قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو بكر جعفر بن محمد الفريابي قال اخبرنا ابو بكر وعثمان ابن ابي شيبة قال اخبرنا الاسود بن عامر عن ابي بكر بن عياش عن الاعمش عن سعيد بن عبدالله بن جريج عن ابي برزة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع عن عمره فيما افناه وعن علمه ماذا عمل فيه وذكر باقي الحديث. نعم. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا الفريابي. قال اخبرنا محمد بن بكار قيسي قال اخبرنا ابو محصن حصين بن نمير عن حسين بن قيس عن عطاء عن ابن عمر عن ابن عن ابن مسعود رضي الله عنهم اجمعين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال رضي الله عنهم اجمعين ابن عمر ووالده عمر وابن مسعود. نعم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تزول قدم ابن ادم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس خصال عن عمرك فيما افنيت وعن شبابك فيما ابليت وعن مالك من اين اكتسبت وفيما انفقت وعن وما عملت فيما علمت قال الامام الاجري رحمه الله تعالى ذكر سؤال الله لاهل العلم عن علمهم هذا عملوا فيه السؤال الله لاهل العلم اي يوم القيامة اذا وقفوا بين يدي الله سبحانه وتعالى في يوم الجزاء حساب سألهم جل وعلا في ذلك اليوم العظيم عن علمهم ماذا عملوا فيه؟ عن علمهم ماذا عملوا فيه واشرت الى ان هذا السؤال يتناول جانب الاخلاص وجانب المتابعة ماذا عملوا فيه؟ هل اخلصوه لله؟ وابتغوا به وجه الله سبحانه وتعالى وايضا ماذا عملوا فيه؟ هل عملوا بهذا العلم او انهم كان حظهم من العلم مجرد سماعه وحفظه واورد رحمه الله تعالى حديث هذا الحديث العظيم عن نبينا عليه الصلاة والسلام لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع اورده من حديث معاذ وحديث ابي برزة رضي الله عنه وحديث ابن مسعود رضي الله عنه من حديث معاذ رضي الله عنه وحديث ابي برزة رضي الله عنه وحديث ابن مسعود رضي الله عنه وهذه الاحاديث الثلاثة يقوي بعضها بعضا فالحديث متنه ثابت وصحيح عن رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع. وفي بعض الاحاديث عن خمس ولا تعارض لان من هذه الاسئلة سؤال عن المال او سؤالان عن المال فقيل اربع باعتبار ان المسؤول عنه واحد من اين اكتسبه وفيما انفقه وقيل في بعض الروايات خمس باعتبار ان ما يوجه من اسئلة تجاه المال سؤالا سؤال عن المال من اين اكتسبه وسؤال عنه فيما انفقه قال لا تزول قدم عبد يوم القيامة معنى لا تزول قدم عبد يوم القيامة اي من موقف الحساب لا تزول قدم عبد يوم القيامة اي من موقف الحساب ومن ثم المصير الى المآل اما الجنة او النار. لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع اي حتى يسأله الله تبارك وتعالى عن امور اربعة عن عمره فيما افناه عن عمره فيما افناه عمره بضم العين والميم وايضا يصح باسكان الميم عن عمره فيما افناه والمراد بالعمر اي حياة المرء في هذه الحياة الدنيا فيما افنى عمره؟ في اي شيء قضى عمره هل قضاه في طاعة او قضاه في معصية يسأل عن هذا العمر. اذا وقف بين يدي الله سبحانه وتعالى يسأل عن هذا العمر في اي شيء افنى عمره وما هو هذا العمر الذي يكون عليه السؤال وكم مدته ثم انظر ماذا يترتب على هذا السؤال من نعيم او عذاب في ذلك اليوم العظيم. كم هو هذا العمر كم هو هذا العمر الذي يسأل عنه المرء يوم القيامة لنفرض ان شخصا عاش خمس وثمانين سنة في هذه الحياة كم العمر الذي يسأل عنه شخص عاش خمسة وثمانين سنة. كم العمر الذي يسأل عنه يوم القيامة خمس عشرة سنة تقريبا هذي قبل التكليف مرحلة الطفولة والصغر اذا اخذنا منها خمس عشرة سنة كم بقي سبعين سبعين ايظا احذف منها الثلث لماذا احذف منها الثلث لانه نايم احذر منها ثلث نوم اذا كان الانسان ينام ثمان ساعات في الاربعة وعشرين ساعة ان كان عمره ستين سنة فهو قد نام في حياته عشرين سنة اذا كان ينام ثمان ساعات في الاربعة وعشرين ساعة وعمره ستين سنة فقد نام من حياته عشرين سنة فالمدة التي يسأل عنها قد تصفو اربعين سنة خمسين سنة ماذا تقارن هذه المدة بيوم الوقوف بين يدي الله في يوم كان مقداره خمسين الف سنة؟ ماذا تكون هذه الثنيات القلائل مقابل ذلك اليوم يوم الوقوف بين يدي الله في يوم كان مقداره خمسين الف سنة. فهذا العمر يسأل عنه فيما افناه سؤال عن العمر كله ثم يأتي سؤال عن مرحلة الشباب وعن شبابه فيما ابلاه. لماذا؟ مع ان مرحلة الشباب داخلة في العمر. اذا سئل عن عمره فيما افناه فهذا يتضمن السؤال عن عن مرحلة الشباب لان مرحلة الشباب جزء من العمر فلماذا خصت مرحلة الشباب بسؤال خاص لماذا خصت تلك المرحلة بسؤال خاص؟ لان مرحلة الشباب هي مرحلة القوة مرحلة النشاط مرحلة القدرة على العطاء. الحواس كلها في قوتها السمع والبصر والقوى والحركة فيسأل عن هذا الشباب فيما فيما افناه؟ في اي شيء انقظى شبابه يسأله الله تبارك وتعالى عن هذه المرحلة مرحلة الشباب وعن ماله من اين اكتسبه وفيم انفقه؟ سؤالان عن المال ولو كان درهما يسأله الله تبارك وتعالى عنه يوم القيامة سؤالان من اين اكتسبه؟ هل هو من حلال او من حرام وفيم انفقه؟ هل انفقه في حلال او في حرام فيسأل يوم القيامة عن ما له من اين اكتسبه وفيما انفقه وعن علمه ماذا عمل فيه وهذا موضع الشاهد وعن علمه ماذا عمل فيه. اي ان الله سبحانه وتعالى يوم القيامة يسأله عن كل علم تعلمه ماذا عمل في هذا العلم ماذا عمل في هذا العلم واذا كان فرائض وامور اوجبها الله عليه او محرمات ونواهي نهاه الله سبحانه وتعالى عنها يسأل عن ذلك هل فعل المأمور او لا؟ وهل ترك المحظور او لا فان كان ممتثلا مطيعا فاز بالثواب وان كان مفرطا مضيعا تاركا للعمل باء بالعقاب فهذا السؤال له ما وراءه وله ما بعده فهذه سؤالات خمس او اربع يسأل عنها العبد يوم القيامة ومن ضمن هذه السؤالات عن علم ماذا عمل فيه وفي الاسناد كما تقدم عبد الحميد تصحفت والصواب عبد المجيد وهو عبد المجيد ابن عبد العزيز ابن ابي رواد كما هو في مصادر التخريج لهذا الحديث وعبد المجيد هذا صدوق يخطئ كما في التقريب وفي الاسناد ايضا صامت ابن معاذ لكن الحديث كما تقدم جاء من حديث معاذ ومن حديث ابي برزة ومن حديث ابن مسعود اه وهي روايات يقوي بعظها بعظا والحديث ثابت عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بلا ريب نعم. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا قتيبة بن سعيد وشيبان ابن فروخ قالا اخبرنا هلال ابن ابي حميد وقال قتيبة عن هلال الوزان عن عبدالله بن عقيم انه قال سمعت ابن مسعود رضي الله عنه في هذا المسجد يعني مسجد الكوفة بدأ باليمين قبل ان يحدثنا فقال والله ما منكم من احد الا وان ربه يخلو به كما يخلو احدكم بالقمر ليلة البدر ثم يقول يا ابن ادم ما غرك بي ثلاث مرار ماذا اجبت المرسلين كيف عملت فيما علمت؟ ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن عبد الله ابن ابن مسعود رضي الله عنه انه حدث في مسجد الكوفة وبدأ باليمين اي حلف بالله بدأ باليمين اي بدأ كلامه بالحلف بالله سبحانه وتعالى قال والله ما منكم من احد الا وان ربه سيخلو به كما يخلو احدكم بالقمر ليلة بدر ثم يقول يا ابن ادم ما غرك بي ثلاث مرات ما غرك بي ثلاث مرات اي ثلاث مرات يقول ما غرك بي ماذا اجبت المرسلين كيف عملت فيما علمت ماذا اجبت المرسلين هذا السؤال يسأل عنه الاولون والاخر والاخرون ماذا اجبتم المرسلين وايضا يسأل الاولون والاخرون ماذا كنتم تعبدون ماذا كنتم تعبدون؟ هذا سؤال عن التوحيد ماذا اجبتم المرسلين؟ هذا سؤال عن المتابعة. الاول سؤال عن شهادة ان لا اله الا الله والثاني سؤال عن شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل ماذا اجاب المرسلين ماذا اجاب المرسلين؟ والمرسلين ارسلهم الله عز وجل من اجل ان يطاعوا. وان يتبعوا وان تمتثل اوامرهم كما قال الله تبارك وتعالى وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله. فالرسل ارسلوا من ان يطاعوا من اجل ان يتبعوا ان تمتثل اوامرهم عليهم صلوات الله وسلامه. فيسأل الناس يوم القيامة ماذا فاجبتم المرسلين. كما انهم ايضا يسألون ماذا اجبتم؟ اه يسألون ماذا كنتم تعبدون؟ سؤال عن الاخلاص وسؤال عن المتابعة قال كيف عملت فيما علمت كيف عملت فيما علمت؟ هذا سؤال عن العلم ماذا عمل به؟ وقد تقدم هذا المعنى في الحديث والحديث تقدم ايضا من رواية ابن مسعود رضي الله عنه وارضاه. نعم قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا يحيى بن محمد بن صاعد قال اخبرنا الحسين بن الحسن المروزي قال اخبرنا عبد الله بن المبارك قال اخبرنا سليمان ابن المغيرة عن حميد ابن هلال انه قال قال ابو الدرداء رضي الله عنه ان اخوف ما اخاف اذا وقفت على الحساب ان يقال قد علمت فماذا عملت فيما علمت؟ ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن ابي الدرداء وايضا اورد اثارا بعده فيها بيان حال السلف رحمهم الله من شدة حرصهم وعظيم اهتمامهم وجميل استعدادهم. لهذا السؤال ماذا عملت فيما علمت وانهم مشفقون من وقوفهم بين يدي الله تبارك وتعالى ومن هذا السؤال العظيم الذين الذي يسألون عنه اذا وقفوا بين يدي الله جل وعلا قال قال ابو الدرداء ان اخوف ما اخاف اذا وقفت على الحساب ان اخوف ما اخاف اذا وقفت على الحساب ان يقال قد علمت قد علمت فماذا عملت فيما علمت يعني لا اه ماذا عملت فيما علمت؟ هذا العلم الذي تعلمته والفقه الذي تفقهته. والحديث الذي حفظته وان النصوص الذي آآ تعلمتها ماذا عملت بها ماذا عملت بها؟ وهذا يفيدنا ان مقصود العلم العمل مقصود القرآن العمل مقصود السنة العمل مثل ما قال الحسن رحمه الله تعالى انزل القرآن ليعمل به. فاتخذ الناس قراءته عملا يعني كثير من الناس اتخذوا قراءة القرآن هي العمل مجرد ان يكون قارئ للقرآن. والقرآن انما انزل ليعمل به. لتتدبر اياته وليعمل ما دل عليه كتاب الله سبحانه وتعالى. قال ابن عباس او ابن مسعود اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فانه اما خير تؤمر به او شر تنهى عنه قال ان اخوف ما اخاف اذا وقفت على الحساب ان يقال قد علمت فماذا عملت فيما علمت وهذا فيه شاهد لما ذكره الحسن ونقلته عنه قبل قليل قال رحمه الله ان المؤمن جمع جمع بين احسان ومخافة فكانوا يحسنون ويخافون ومن سواهم يسيء ولا يخاف يسيء في العمل ولا يخاف ليس في قلبه خوف ولا اشفاق من الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى اما هم رضي الله عنهم ومن اتبعهم باحسان كانوا يحسنون في الاعمال ويخافون يخافون من الوقوف بين يدي الله من السؤال من الحساب نعم قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو بكر ابن ابي داود قال اخبرنا بندار محمد بن بشار قال اخبرنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية ابن صالح عن حبيب ابن عبيد انه قال قال ابو الدرداء رضي الله عنه لا تكون عالما حتى تكون علمي عاملا ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر قال ابو الدرداء لا تكون عالما حتى تكون بالعلم عاملا لا تكون عالما اي لا تكون معدودا من اه العلماء حتى تكون بالعلم عاملا اي حتى تعمل بالعلم الذي تعلمته. وقد سبق ان نقلت عن الامام ابن القيم انه قال لم يكن السلف يطلقون اسم الفقه الا على العلم الذي يصحبه العمل. الا على الفئة العلم الذي يصحبه العمل. ولهذا يقول هنا ابو الدرداء لا تكون عالما يعني لا تكون من العلماء حتى تكون بالعلم عاملا حتى تكون بالعلم عاملا ولهذا يقول العلماء الجهل نوعان جهل بفقدان العلم عدم وجود العلم. فهو جاهل لانه لا علم عنده. النوع الثاني من الجهل العمل بالعلم هذا نوع من الجهل هذا نوع من الجهل ولهذا سيأتي عندنا في ترجمة جديدة للمصنف قال كتاب اخلاق العلماء اخلاق العالم اهل العالم الجاهل ما نوع جهله عدم العمل بالعلم هذا نوع جهله. فالجهل نوعان جهل بعدم جهل بعدم وجود العلم عنده. هذا هذا نوع من الجهل والنوع الاخر من الجهل جهل بسبب عدم العمل بالعلم الذي تعلمه فالجهل نوعان الجهل نوعان جهل انه لا علم عنده فهو جاهل لكونه لاعلم عنده والنوع الاخر جاهل لكونه لا يعمل بالعلم الذي عنده. لا يعمل بالعلم الذي عنده. ولهذا يقول ابو الدرداء لا يكون عالما لا تكون عالما حتى تكون بالعلم عاملا نحو ذلك قول الفضيل ابن عياض رحمه الله قال لا يزال العالم جاهلا قال رحمه الله لا يزال العالم جاهلا حتى يعمل به لا يزال العالم جاهلا حتى يعمل به. فاذا عمل به كان عالما. فاذا عمل بي ان كان عالما وهذا يفيدنا ان الجهل نوعان جهل بعدم وجود العلم هذا يعتبر جاهل وايضا جهل مع وجود العلم بعدم العمل بالعلم قال الفضيل لا يزال العالم جاهلا حتى يعمل به فاذا عمل به كان عالما نعم. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا جعفر بن محمد الصندلي. قال اخبرنا حسن الزعفراني. قال اخبرنا محمد بن خنيص قال اخبرنا عمر ابن قيس قال حدثني عطاء قال كان فتى يختلف الى ام المؤمنين رضي الله عنها فيسألها وتحدثه. فجاء ذات يوم يسألها فقالت يا بني هل عملت بما سمعت؟ فقال لا والله يا امة قالت يا بني فيم تستكثر من حجج الله علينا وعليك؟ ثم اورد هذا الاثر عن عطاء قال كان فتى يختلف الى ام المؤمنين. عائشة رضي الله عنها فيسألها وتحدثه. يسألها فتحدثه فجاء ذات يوم يسألها فقالت يا بني هل عملت بما سمعت؟ يعني الاشياء التي سمعتها قبل هل عملت بها فقال لا والله يا اماه قالت يا بني ففيما تستكثر من حجز الله علينا وعليك؟ وهذا فيه ان العلم حجة اما للمرء او حجة على المرء كما جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال والقرآن حجة لك او عليك حجة لك اي ان ان عملت به وحجة عليك ان لم تعمل به ولم تكن من اهله. بل لا يكون المرء من اهل القرآن الا اذا عمل بالقرآن. لو حفظ القرآن حفظا متقنا ولم يعمل به لم يكن بمجرد حفظه من اهل القرآن لم يكن بمجرد حفظه من اهل القرآن. فاهل القرآن هم الذين يعملون بالقرآن. لان القرآن انزل من اجل ان يعمل به من توحيد لله واخلاص الدين له وافراده وحده بالعبادة ومحافظة على فرائض الاسلام وواجبات الدين وبعد عن الحرام والاثام. القرآن انزل ليعمل به. ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم فمن لم يهتدي بهداية القرآن ويعمل هدي القرآن لم يكن من اهل القرآن فتقول رضي الله عنها ففيما تستكثر من حجج الله علينا وعليك من حجج الله علينا وعليك اي ان هذا العلم الذي تتعلمه حجة لك او عليك. ماذا عنت بقولها تستكثر؟ من حجج الله علينا وعليه هل يتزهده في العلم؟ وتنصحه الا يزداد من العلم؟ ام ماذا عنت بذلك لا شك انها لم ترد بذلك تزهيده في العلم. ولكن ارادت بذلك تنبيهه على العمل بالعلم. تنبيه على العمل بالعلم فلا يزهد في العلم فلا يزهد في العلم والتزهيد في العلم مذموم وايضا لا يفرط في في العمل بالعلم التفريط في العمل ايضا مذموم والحق قوام بين ذلك ان يجتهد الانسان في تعلم دينه ومعرفة ما اوجبه الله عليه من فرائض الاسلام واجبات الدين والمحرمات ويجاهد نفسه على العمل بذلك يجاهد نفسه على العمل بذلك مستعينا بربه والله تعالى يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين. نعم قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو بكر عبد الله ابن ابن محمد ابن عبد الحميد الواسطي قال اخبرنا زهير بن محمد قال اخبرنا عبيد الله بن موسى عن جعفر بن برقان عن ميمونة بن ابن مهران ان ابا الدرداء رضي الله تعالى عنه قال ويل لا يعلم مرة وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع مرات ثم ختم هذه الاثار بهذا الاثر عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال ويل للذي لا يعلم مرة وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع مرات اي ان العلم الذي تعلمه قامت عليه قامت عليه الحجة بهذا العلم الذي تعلمه فويل للذي اه لا يعلم مرة والويل هو اه هي كلمة تهديد واعيد بعظم العقوبة ويل للذي لا يعلم مرة وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع مرات سبع مرات الاسناد فيه انقطاع ميمون ابن مهران لم يدرك ابا الدرداء رضي الله عنه فالاسناد غير غير ثابت نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله من تدبر هذا اشفق من علمه ان يكون عليه لا له فاذا اشفق مقت وبان باخلاقه الشريفة التي تقدم ذكرنا لها. والله الموفق لنا ولكم الى الرشاد من القول والعمل. ختم رحمه الله هذه النقول آآ المفيدة النافعة بقوله من تدبر هذا اي تدبر هذه النقول ووقف عندها متأملا اشفق من علمه ان يكون عليه لا له من ان يكون عليه لا له وقد تقدم مع الحديث والقرآن حجة آآ والقرآن حجة لك او عليك فمن تأمل هذه الاثار اشفق من علمه ان يكون عليه لا له فاذا اشفق مقت نفسه يعني لم يغتر بعلمه ورأى نفسه مفرطا فماذا ايضا يترتب على ذلك؟ قال وبان باخلاقه الشريفة التي تقدم ذكرنا لها بان اي ظهر في اخلاقه الشريفة اذا هذه امور يولد بعضها بعضا عندما تقرأ هذه الاثار انظر الثمرة يعني التي يبينها رحمه الله تعالى ما اجملها وما اجمل ايضا بيانا رحمه الله يقول انت اذا تأملت هذه الاثار ورأيت هذه الاحاديث التي تقدمت ان العبد يسأل عن علمه ورأيت خوف السلف رحمهم الله تعالى فان هذا يولد في قلبك اشفاقا وخشية من ان يكون العلم الذي تعلمته حجة عليك لا لك فاذا وجد في قلبك هذا الخوف وهذا الاشفاق تولد عندك مقت لنفسك وان نفسك مفرطة ومضيعة فاذا وجد هذا المقت ولد هذا ايضا امرا اخر وهو ان يظهر الانسان باخلاقه الشريفة. يبدأ بمجاهدة نفسه ليتحلى بالاخلاق الشريفة الفاضلة قال وبان اي ظهر باخلاقه الشريفة التي تقدم ذكرنا لها اي ان تلك الاوصاف تظهر عليه فيكون من اهل السنة حقا وصدقا يكون من اهل السنة ومن اتباع السلف الصالح حقا وصدقا. يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى في كلام جميل له يقول اهل السنة سموا اهل السنة لانهم مظاهر ظهرت بهم السنة وهذا معنى قول المصنف وبان باخلاقه الشريفة هيبان باخلاقه الشريفة التي يأتسي فيها بالسلف ويسير على نهجهم ويترسم خطاهم رظي الله عنهم وارظاهم فاهل السنة سموا اهل السنة لانهم مظاهر بهم ظهرت السنة واهل البدعة سموا اهل بدعة لانهم مصادر صدرت منهم البدعة فالحاصل ان العبد اذا تأمل هذه المعاني دخله الخوف واحس من نفسه بالتفريط ثم عمل على ومجاهدة النفس على العمل بهذا العلم مستعينا بالله. ولهذا قال المصنف والله الموفق لنا ولكم الى الرشاد من القول والعمل اي ان التوفيق بيد الله سبحانه وتعالى والهداية بيد الله عز وجل والفضل بيده يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. تفضل الله علينا اجمعين بمنه وكرمه. وهدانا اليه صراط مستقيما واصلح لنا لساننا كله واعاننا على العمل بما علمنا وجعل سبحانه وتعالى ما نتعلمه حجة لنا لا علينا اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ذنبنا كل دقه وجله اوله واخره علانيته وسره. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك