والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامع وجميع المسلمين يقول في كتابه اخلاق العلماء كتاب اخلاق العالم الجاهل المفتتن بعلمه قال محمد بن حسين قد تقدمت الاخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن صحابته رضي الله عنهم وعن ائمة المسلمين رحمهم الله علماء في الظاهر لم ينفعهم الله بالعلم ممن طلبه للفخر والرياء والجدل والمراء وتأكل به الاغنياء به الملوك وابناء الملوك لينال به الدنيا فهو ينسق فهو ينسب نفسه الى انه من العلماء واخلاقه اخلاق اهل والجفاء فتنة لكل مفتون لسانه لسان العلماء وعمله عمل السفهاء. فان قال قائل فاذكر الاخبار في ذلك لنحذر ما حذرتنا قيل نعم ان شاء الله تعالى. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا اوزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين نسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يبارك لنا اجمعين ولامة الاسلام بحلول هذا الشهر المبارك شهر رمضان شهر الخير والبركة شهر الايمان القرآن شهر الذكر والمناجاة. ونسأل الله عز وجل باسماءه الحسنى وصفاته العلى ان يجعله ورفعة لامة الاسلام. وصلاحا وفلاحا للمسلمين اينما كانوا. وان يجعله مرتقى لنا اجمعين لنيل رضوان الله سبحانه وتعالى والفوز بغفرانه جل في علاه. ونسأله تبارك وتعالى ان يشرح صدورنا وان ييسر امورنا وان يعيننا اجمعين على حسن صيام هذا الشهر وحسن قيامه. وان يجعلنا ممن صامه وقامه ايمانا واحتسابا يرجو ثواب الله سبحانه وتعالى وموعوده الكريم. ونسأل الله عز وجل الذي بلغنا اول هذا الشهر ان اتمه علينا وعلى امة الاسلام بالخير والبركة انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل رجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل. ثم اما بعد هذا الفصل عقده الامام الاجري رحمه الله تعالى تحذيرا من العالم الذي افتتن في علمه. فاصبح علمه وحجة عليه لا له. لان علمه في واد وهو في واد اخر وهذا علمه وبال عليه وايظا على من تأثر به من الناس لان ما يحفظه من علوم جعله موصوفا عند الناس بالعالم لكن ما يقوم به من اعمال ليست من اعمال العلم وانما هي من اعمال الجهلاء والسفهاء. وهذا العلم او هذا العالم فتنة وبلاء وخطره ليس على نفسه فقط. بل خطره على نفسه وعلى الاخرين ممن يغترون بعلمه ثم يأتسون به في اعماله المصادمة للعلم المخالفة له ولما عقد الامام الاجري رحمه الله تعالى فصولا فيما تقدم في بيان من هم العلماء ومن هم الذين حقا انتفعوا بعلومهم وما اتاهم الله سبحانه وتعالى من علم وفهم وبصيرة بدين الله عز وجل تمم بعقد هذا الفصل ببيان من هم على بدي من هؤلاء تحذيرا ممن كان كذلك. قال رحمه الله كتاب اخلاق عالم الجاهل المفتتن بعلمه. كتاب العالم الجاهل. انظر هذا الامر العجيب. العالم الجاهل اجتمع له وصفان عالم وجاهل عالم من جهة ما يحفظه من علوم من جهة ما يحفظه من علوم وما قرأه من كتب. وما تلقاه من دروس ولكنه جاهل من جهة ان هذا العمل من جهة ان هذا العلم الذي تعلمه لا يظهر عليه في سلوكه. ولا في عبادته ولا في اخلاقه. ولا في اعماله فهو عالم من جهة ما حفظ وقرأ وفهم وجاهل من جهة انه لا يعمل بهذا العلم الذي تعلمه. وقد قال اهل العلم رحمهم الله تعالى ان الجهل نوعان. جهل من حيث عدم العلم وعدم المعرفة والنوع الاخر جهل من حيث عدم العمل العلم الذي تعلمه ولهذا من كان عنده علم ولا يعمل به فهو جاهل من هذه الجهة ولا يكون عالما حتى يكون بما بما علم عاملا. ولهذا يقول امام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه المدارج قال الجهل نوعان عدم عدم العلم بالحق النافع وعدم العمل بموجبه مقتضاه وعدم العمل بموجبه ومقتضاه فمن لم يعرف الحق النافع فهو جاهل ومن عرفه ولم يعمل به فهو وجاهل ايضا. فالجهل اذا نوعان. والمصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى عقد هذا الفصل ذكرا لاخلاق العالم الجاهل. اي الذي عنده علم لكنه لا يعمل به عنده علم لكنه لا يعمل به فهو من هذا الوصف يعد جاهلا. المفتتن بعلم المفتتن بعلمه. اي مغتر بما لديه من علوم. معجب بما له من اطلاع ويتعالى ويتفاخر بذلك. لكن العلم في واد والعمل في واد اخر. فهو مهتن اي علمه هذا فتنة اصبح علمه فتنة واصبح علمه وبالا عليه. واصبح علمه حجة عليه واصبح ايضا علمه مضرة للاخرين. اصبح علمه مضرة للاخرين لان علمه يدعو الناس الى الخير. واعماله على العكس من ذلك تدعو الناس الى الشر واذا رأى الناس اعماله قالوا اذا كانت هذه اعمال فلان وهو العالم فلا ان تكون اعمالنا مثله او اقل منه من باب اولى لان ليس عندنا من العلم مثل العلم الذي عنده ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الفوائد قال رحمه الله علماء السوء جلسوا على باب الجنة علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون اليها باقوالهم. يدعون اليها اي الى الجنة. باقوالهم ويدعونهم اي يدعون الناس الى النار بافعالهم. ويدعونهم الى النار بافعالهم فكلما قالت اقوالهم للناس هلموا اي الى الجنة قالت افعالهم لا تسمعوا منهم. قالت افعالهم لا تسمعوا منهم فلو كان ما دعوا اليه حقا كانوا اول المستجيبين له. كانوا اول مستجيبين له. فهم في الصورة ادلاء. هم في الصورة اي شكل ادلاء. يعني يدلون الناس الى الجنة. وفي الحقيقة قطاع الطريق. وفي وفي الحقيقة قطاع الطريق انتهى كلام ابن القيم رحمه الله تعالى. ولا شك ان هذا الصنف من العلماء مضرتهم على الناس مضرة عظيمة جدا. وخطرهم على الناس خطر عظيم تجده مثلا يتحدث عن الاسلام والاسلام وفضائل الاسلام وفضائل الدين. لكن اذا جئت الى العمل تجد مثلا تارك للصلاة تجد مثلا يغشى المحرمات ويرتكب الاثام ولا تميز افعاله عن افعال السفهاء وصفاته وحركاته عن حركات الجهال. لكنه في الظاهر والصورة يدعو الى الاسلام يدعو الى الخير لكن في الاعمال شأنه اخر ومقامه اخر ولا شك ان المسلم في هذا المقام يحتاج ان يكون عنده من الفرقان ما يفرق به. وهذا الكتاب كتاب اخلاق العلماء لامام الاجري رحمه الله تعالى ميز بين الصنفين وذكر علامات هؤلاء وعلامات هؤلاء ما يكون باذن الله تبارك وتعالى نورا وضياء لمن وفقه الله سبحانه وتعالى للوقوف عليه قال رحمه الله قد تقدمت الاخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن صحابته رضي الله عنهم وعن ائمة المسلمين رحمهم الله. بصفتي علماء ها في الظاهر لم ينفعهم الله بالعلم. يعني تقدم معنا فيما سبق الاشارة ذكر صفة علماء لم ينفعهم الله بالعلم. ولم يستفيدوا من العلم الذي تعلموه. ومر معنا ايضا انه لا يكون عالما الا من من عمل بعلمه. وكان من اول المنتفعين بالعلم الذي يدعو الناس اليه. ويوجههم الى القيام به بصفة علماء في الظاهر لم ينفعهم الله بالعلم. ممن طلبه للفخر والرياء والجدل يعني هذه من اوصاف اه العلماء الذين لم ينتفعوا بالعلم انه طلب العلم للرياء اي مراعاة الناس بالعلم او للتفاخر والتباهي او للجدل والمراءات او تأكل به الاغنياء. تأكل به الاغنياء اي انه يأتي مجالس الاغنياء ليأكل من اموالهم بعلمه تأكل بعلمه وجالس به الملوك اي للغرظ نفسه وابناء الملوك قال لينال به الدنيا. فبدل ان يكون العلم مرتقى للدرجات العلى في الاخرة يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات جعله سلما يتأكد به الاموال من الملوك وابناء الملوك واهل الدنيا قال واخلاقه اخلاق اهل الجهل والجفاء يعني اذا نظر الى اعماله فهي اعمال اهل اهل الجفاء واهل الجهل فتنة لكل مفتون. اي من كان هذا وصفه من العلماء او ممن عرفوا العلم فانه او فتنة لكل مفتون. لماذا؟ قال لسانه لسان العلماء. وعمله عمل السفهاء لسانه اي اذا تحدث لسان العلماء. وعمله عمل السفهاء اذا نظر الى اعماله واذا باعماله اعمال السفهاء ليست اعمال العلماء. وتقدم الاشارة الى نقل عن ابن القيم رحمه الله عن كتابه الفوائد في بيان هذا الصنف وانهم بالسنتهم يدعون الى الجنة ولكنهم بافعالهم يدعون الى النار. نعم. قال رحمه الله اخبرنا ابو بكر قاسم بن زكريا قال اخبرنا المطرز قال اخبرنا ابو الحسن رجاء ابن محمد قال اخبرنا محمد بن عباد الهنائي قال اخبرنا علي بن المبارك عن ايوب السخطياني عن خالد بن دريك عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعلم علما لغير الله او اراد به غير وجه الله فليتبوأ مقعده من النار. قوله الله تعالى فيما تقدم بصفة علماء في الظاهر. قوله فيما تقدم بصفة علماء فالظاهر تقدمت الاخبار بذكر صفة علماء في الظاهر هذا هذا المراد بالعبارة تقدمت الاخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن صحابته وعن ائمة المسلمين بصفة اي بذكر صفة علماء في الظاهر لم ينفعهم الله بالعلم بدأ رحمه الله يسوق جملة من الاحاديث اثار في بيان ذلك من اجل ان يحذر هذا الصنف لانه قال فان قال قائل الاخبار في ذلك لنحذر ما حذرتنا؟ قيل نعم. فاخذ يسوق رحمه الله تعالى اوصافا هذا صنف من اجل ان يحذر ممن كان كذلك. فاورد اولا هذا حديث من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعلم علما لغير الله. او اراد به غير وجه الله. فليتبوأ مقعده من النار. من تعلم علما اي مما يبتغى به وجه الله. وعلم الشريعة معرفة الهدى من الضلال والحق من الباطل معرفة الشرع الذي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق لاجله واوجدهم لتحقيقه. وهو من العبادة لله سبحانه وتعالى. ما تقرب الى الله سبحانه وتعالى بشيء افضل من الفقه في الدين. فمن اخذ يتفقه في الدين ويتعلم احكام الشرع وهو لا يريد بذلك وجه الله. وانما تعلم ذلك من اجل الدنيا او من اجل المفاخرة او من اجل السمعة او من اجل الرياء او غير ذلك من الامور التي تخرم النية وتنقضها فيقول عليه الصلاة والسلام من تعلم علما لغير الله او اراد به غير وجه الله فليتبوأ مقعده من النار. فليتبوأ اي فليتخذ لنفسه بذلك اي بهذا الصنيع مقعدا اي مكانا. يكون له في النار يوم القيامة يكون له في النار يوم القيامة. من تعلم علما لغير الله. من تعلم علما لغير الله اي تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لكنه قصد به غير الله. من الرياء والسمعة وغير ذلك من الاغراض والتي سيأتي في النصوص اشارة الى شيء منها. واسناد هذا الحديث في خالد الراوي عن عمر لم يدرك ابن عمر لم يدرك ابن عمر رظي الله الله عنهما ولكن سيأتي له آآ عند المصنف رحمه الله تعالى شاهدا يقويه نعم. قال رحمه الله اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو محمد اعد الاسناد للحديث الاول. قال اخبرنا ابو بكر قاسم بن زكريا قال اخبرنا المطرز قال اخبرنا ابو الحسن رجاء ابن محمد قال اخبرنا محمد بن عباد الهنائي قال اخبرنا علي ابن المبارك نعم اقرأ الذي بعده. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو ومحمد عبد الله بن صالح قال اخبرنا الحسين بن علي الحلواني لا عندنا هنا تصحيف الحسين هو الحسن الحسن ابن علي الحلواني. قال اخبرنا الحسن ابن علي الحلواني قال اخبرنا سعيد ابن ابي مريم قال اخبرنا يحيى ابن ايوب عن ابن جريد عن ابي الزبير عن جابر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا لتماروا به السفهاء ولا لتجتروا به المجالس فمن فعل كذلك فالنار النار ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا به السفهاء ولا ولا لتجتر به المجالس ولا لتجتروا به المجالس. فمن ففعل ذلك فالنار النار. هذا يوضح الذي قبله. هذا يوضح الذي قبله. من تعلم علما لا يبتغي به وجه الله اي تعلمه من اجل مثلا ان يباهي به العلماء. ان يباهي به العلماء. او ان يماري به السفهاء يباهي به العلماء اي يجاري العلماء. يباهي به العلماء ان يجاري اه اه العلماء ويظهر نفسه مظهر العالم. ويظهر نفسه مظهر العالم وانه من العلماء العلم ليقال عالم يتعلم العلم ليقال عالم ليباهي بذلك ليفاخر بذلك لتباهوا به العلماء لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا لتماروا به السفهاء اي تجادل به السفهاء واهل الجهل ومن لا علم عندهم من اجل ان تظهر انفسكم تظهروا انفسكم وتبرزوا انفسكم بالعلم. فقد يتعلم بعض الناس العلم من اجل مماراة العلما او مجاراة العلما او التباهي به عند العلما وان عنده علم وعنده اه تميز وعنده فهم يباهي ذلك لا لا لتباهوا به العلماء ولا لتمار به السفهاء قد يكون عنده علم وسيلة لممراة السفهاء اي مجادلة السفهاء حتى يبرز عندهم بانه من اهل آآ الفهم واهل العلم واهل وهذه نيته وغرضه من ذلك. لا لا تتعلم العلم لتباهوا به العلماء ولا لتماروا به ولا لتجتروا به المجالس. اي تجذب الناس ويكون لكم التصدر في المجالس ولا لتجتروا به المجالس يعني غرظوا من العلم ان يكون له الصدارة ان يكون له الصدارة هذا غرظه من ذلك. لا ولا لتجتروا به المجالس فمن فعل ذلك فالنار النار فالنار النار لماذا؟ لان هذا العالم استعمل العلم في غرض مباين للعلم. فالعلم عبودية لله. وتقرب له جل في علاه وسبيل الى الرفعة في الطاعة والعبادة. فاتخذ علمه لغير هذا الغرض اتخذوا لامور مصادمة للعلم. فجعل علمه سبيلا للوقوع في هذه المعاصي وهذه الاثام المصادمة للعلم. فلما كان امره كذلك يعني اقدم على هذه المعاصي بالعلم الذي تعلمه وجعل علمه الذي تعلم مرتقا او سبيلا الى تلك عاصي والاعمال كان اولى بالنار. وحقيق بها وكان ايضا ممن لم ينفعه الله سبحانه وتعالى بعلمه بل صار علمه وبالا عليه. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام فالنار النار وهذا الحديث في اسناده يحيى ابن ايوب صدوق ربما اخطأ كما في وفيه ايضا عنعنة ابن جريج وعنعنة ابي الزبير وكل منهما مدلس. لكن الحديث له ما يشهد له وسيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى. نعم. قال رحمه الله اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو عبيد علي ابن الحسين ابن حرب القاضي قال اخبرنا ابو الاشعث احمد ابن المقدام قال اخبرنا احمد بن خالد قال عندنا احمد ابن خالد والصواب امية ابن خالد كما في مصادر التخريج ومنها جامع الامام الترمذي رحمه الله تعالى. الصواب امية ابن خالد. قال اخبرنا امية بن خالد قال اخبرنا اسحاق ابن يحيى ابن طلحة ابن عبيد الله قال حدثني ابن كعب ابن مالك عن ابيه رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من طلب العلم ليجاري به العلماء ويماري به السفهاء ويصرف به وجوه الناس اليه ادخله الله النار. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من طلب العلم به العلماء. طلب العلم وعرفنا ان العلم عبادة. بل هو من اعظم او يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى. وكما قال ائمة السلف ما تقرب الى الله سبحانه وتعالى بشيء اعظم من الفقه في ومر معنا شيء من النصوص عند المصنف رحمه الله تعالى حول هذا المعنى. فمن طلب العلم الذي هو من اعظم القرب من اعظم ما يتقرب به الى الله من اجل ان يجاري به العلماء من اجل ان يجاري به العلماء لما يجاري به العلماء اي يجري بهذا العلم الذي معه في مناظرة العلما ومجادلة العلما ليظهر نفسه. ليظهر نفسه انه عالم او انه اعلم منهم او انه افقه منهم. وسواء كانت مجاراته لهم. عن لقاء منه بهم او كانت المجاراة بان يقرأ كتب بعظ اهل العلم الاكابر ويحاول ان يتكلف ابراز مثلا بعض الاخطاء يبرزها وتكلفا ويتعمق يتحذلق ويتكلف ويكون غرظه من ذلك ليس النصح لدين الله وانما ليبرز نفسه ان عنده مقدرة على النقد على نقد العالم الكبير فلان ابن فلان. ونحو لذلك وهذا امر بينه وبين الله سبحانه وتعالى والنوايا لا يطلع عليها الا رب العالمين. جل وعلا. فقد يتولى مثلا نقدا لعالم ولم يتولى هذا النقد الا من اجل ان ان للعلماء وان يظهر نفسه بان عنده علم اعلى من علم فلان او انه امكن في العلم من فلان او نحو ذلك من اجل ان يظهر نفسه. قال لاجاري به العلماء. اي يظهر نفسه انه مثلهم او اعلى منهم. ويماري به السفهاء. اي يجادل السفهاء ومن لا عندهم بالدين ايضا من اجل ان يبرز نفسه. ويظهر نفسه فاخرا وتعاليا ويصرف به وجوه الناس اليه. قوله ويصرف به وجوه الناس اليه هذا مثل ما تقدم ولا لتجتروا به المجالس. ولا لتجتروا به المجالس. اي ان المجالس ووجوه الناس في المجالس لا تنصرف الا اليه فتكون هذه اغراضه من طلب العلم. هذه اغراضه من طلب العلم. قال من كان كذلك ادخله الله النار. ادخله الله النار. وفي الاسناد اسحاق ابن يحيى وهو ضعيف لكن قد ورد ما يقويه ويشهد له ومنه آآ حديث جابر الذي قبله نعم قال رحمه الله اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو جعفر احمد بن محمد البردعي في المسجد الحرام قال اخبرنا يونس بن عبدالاعلى قال اخبرنا عبد الله بن وهب قال اخبرنا يحيى بن سلام عن عثمان بن مقسم عن سعيدنا المقبوري عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو بكر ابن ابي داود قال اخبرنا ايوب ابن محمد الوزان قال اخبرنا غسان يعني ابن عبيد عن عثمان البري عن سعيد بن ابي سعيد المقبول عن عثمان البري بظم الباء عن عثمان البري عن سعيد بن ابي سعيد المقبوري عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه. ثم اورد رحمه الله هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان اشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لن ينفعه علمه. عالم لم دعه علمه اي ذنب هذا الصنف من الناس ان عندهم علم لم ينتفعوا به. يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ذنب هؤلاء من جنس اليهود ذنب هؤلاء ذنب هذا الصنف من الناس من جنس ذنب اليهود. الذين حملوا التوراة ثم ما لم يحملوها اي لم يعملوا بها. فمن اشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه لان فيه شبه من اليهود. لان فيه شبه من اليهود الذين عندهم علم لكن لا يعملون به. عندهم علم لكنهم لا يعملون به. ولهذا قال بعض السلف من فسد من علمائنا ففيه شبه من يهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى. لماذا؟ لان اليهود عندهم علم لكنهم لا يعملون به. والنصارى على النقيض يعملون ولكن بلا علم بانية ابتدعوها يعبدون بالبدع والمحدثات والاعمال التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان فالعالم الذي لم ينفعه علمه اي علمه في واد وهو في واد اخر ذنبه من جنس في ذنب اليهود ذنبه من جنس ذنب اليهود. ولهذا ايضا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في بعض كتبه عن هذا الصنف يقول فهذا جهله كان خيرا له واخف لعذابه يقول هذا جهله كان خيرا له. واخف لعذابه فلم يزده علمه الا وبان فلم يزده علمه الا وبالا يعني تعلم علما كثيرا فلم يعمل به فلم يزده علمه الا وبالا لان العلم الذي تعلمه صار عليه لا له. صار عليه لا له. ولهذا جاء هذا الوعيد في حق هؤلاء انهم اشد الناس عذابا يوم القيامة قال ان اشد الناس عذابا من يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه. وهذا الحديث مدار آآ اسناده على عثمان بن مقسم البري مدار اسناده على عثمان بن مقسم البري ذكر في الاسناد الاول بعثمان بن مقسم وفي الاسناد بعثمان البري مدار مدار الاسناد اسناد هذا الحديث على اه آآ هذا عثمان ابن مقسم البري وهو ظعيف الحديث بل اتهمه بعظ اهل العلم بالوظع فالحديث من غير الحديث بهذا الاسناد غير ثابت ولا يصح قد روى ابن المبارك رحمه الله تعالى هذا موقوفا على ابي الدرداء رضي الله عنه روى ابن مبارك في كتابه الزهد قوله ان اشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه رواه موقوفا على آآ ابي الدرداء رضي الله عنه نعم. قال رحمه الله اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا احمد بن يحيى الحلواني قال اخبرنا عبد الله بن الصادق قال اخبرنا يوسف بن عطية عن ثابت عن انس رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في اخر الزمان عباد جهال وعلماء فساق ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في اخر الزمان عباد جهال وعلماء فساق. يكون في اخر الزمان عباد جهال عباد جهال اي يعبدون الله ويكثرون من العبادة لكن بالجهل. ولهذا يكثر فيه من البدع لان العبادات التي يفعلونها ليست مبنية على علم ودراية بهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. وقد نقلت سابقا عن عمر ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى انه قال من عبد الله بغير علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح. لان عبادة الله سبحانه وتعالى لابد ان تكون مبنية على العلم. العلم بشرع الله. فالله لا يعبد بالاهواء والبدع وانما يعبد بما شرع. وبما رضي دينا لعباده سبحانه وتعالى ورضيت لكم الاسلام دينا. ولهذا قال نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. اي مردود على صاحبه غير مقبول منه. فالعبادة لابد ان تكون عن علم. قال عباد جهال اي يعبدون الله لكن بالجهل لا يعبدونه بالعلم وهذا الصنف تكثر فيهما البدع والخرافات والاعمال المحدثة التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان لان عبادتهم لله ليست مبنية على هدي متلقى عن الرسول الكريم صلوات الله سلامه عليه وانما تجد اعمالهم هذه مبنية مثلا على المنامات او مبنية على القصص والحكايات او مبنية على التجارب او مبنية على الذوق والحس واشياء من هذا القبيل. والعبادة لا تكون مقبولة الا اذا وافقت هدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لقوله عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه. والصنف الثاني علماء فساق. علماء فساق اي عندهم علم لكن لا يعملون به. عندهم علم لكن اعمالهم اعمال اهل الفسق. اعمالهم اعمال اهل الفجور مثل ما قدم المصنف رحمه الله تعالى قال لسان لسان لسان العلماء عمل السفهاء. فلهذا قال علماء فساق. علماء باعتبار العلم الذي حفظوه ودرسوا وتعلموه وفساق باعتبار اعمالهم المباينة للعلم القائمة على الفسق زور قال يكون في اخر الزمان عباد جهال وعلماء فساق. وهذا الحديث انفرد به يوسف ابن عطية وهو متروك الحديث. واتهمه ابن بالوضع اتهمه ابن حبان بالوضع فهو لا يصح لا يثبت. لكن يقول القرطبي رحمه الله تعالى في كتابه التذكرة يقول وهذا صحيح المعنى هذا صحيح المعنى لما ظهر في الوجود من ذلك. وهذا صحيح المعنى لما ظهر في الوجود اي في واقع الناس لما ظهر في الوجود من ذلك اي وجد وجد فعلا في واقع الناس عباد جهال يعبدون الله بالجهل ووجد ايضا في الناس علماء فساق. نعم. قال رحمه الله اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو بكر جعفر بن محمد الفريابي قال اخبرنا محمد بن حسن البلخي قال اخبرنا عبد الله ابن المبارك قال اخبرنا سفيان الثوري رحمه الله انه قال يقال تعوذوا بالله من فتنة العابد الجاهل وفتنة العالم الفاجر فان اثنتهما فتنة لكل مفتون. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر العظيم عن سفيان الثوري رحمه الله تعالى قال يقال تعوذوا بالله من فتنة العابد الجاهل وفتنة العالم الفاجر. تعوذوا بالله من فتنة العابد الجاهل وفتنة العالم الفاجر. فان فتنتهما فتنة لكل مفتون فان فتنتهما فتنة لكل مفتون. العابد الجاهل المصيبة من جهته ان كثير من الناس يغترون بكثرة عبادته. يغترون بكثرة عبادته. فيقتدون به في عباداته القائمة على الجهل. ويحاكونه في اعماله القائمة على الجهل. مغترين بعبادته يرونه مكثرا من العبادات. فيغترون فيصبح فتنة للناس في الانخراط في تلك البدع التي هو يمارسها والاعمال التي لا دليل عليها والتي هو يفعلها فمن هذه الجهة فتنة فتنة وكم من اناس دخلوا في بدع لا لشيء الا لانهم رأوا فلانا من الناس فلان من عباد عرفوه بكثرة العبادة فاغتروا بعبادته فقلدوه في تلك البدع التي يفعلها فكان بذلك فتنة. العابد الجاهل فتنة. وكذلك العالم الفاجر فتنة. فتنة من جهة ماذا؟ من جهة ان الناس يغترون بلسانه وبيانه وفصاحته واطلاعه وعلومه ولكن اذا نظروا الى اعماله وجدوها مصادمة. فقالوا لو كان الذي يدعو اليه حقا لكان من اول الناس قياما به. فيكون فتنة للناس من هذه الجهة يقول الامام ابن القيم رحمه الله وقد اورد هذا الاثر في كتابه الفوائد قال فهذا اي العابد الجاهل يصد عن العلم وموجبه. يصد عن العلم وموجبه وذاك اي العالم الفاجر بغيه يدعو الى الفجور بغيه اي اعماله الفاسدة وفسقه وفجوره يدعو الى الفجور. فكان كلا منهما فتنة. هذا فتنة للناس بعبادته القائمة عن عن جهل وهذا فتنة للناس بفجوره مع العلم الذي عنده. بفجوره مع العلم الذي عنده يقول الخطيب البغدادي رحمه الله في كتابه العظيم النافع اقتضاء العلم العمل يقول وما شيء اضعف؟ من عالم ترك الناس علمه لفساد بطريقته وجاهل اخذوا بجهله لنظرهم الى عبادته. وهذا ايضا فيه توضيح لان العابد الجاهل فتنة والعالم الفاجر فتنة. نعم قال رحمه الله اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا الفريابي قال اخبرنا هشام ابن عمار قال اخبرنا صدقة ابن خالد قال اخبرنا عبد الرحمن ابن يزيد ابن جابر قال سمعت مكحولا رحمه الله يقول انه لا يأتي على الناس ما يعدون حتى يكون عالمهم فيهم انتن من جيفة حمار. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن مكحول رحمه الله انه قال انه لا يأتي على الناس ما يوعدون حتى فيكون عالمهم فيهم انتن من جيفة حمار. حتى يكون عالمهم فيهم فيهم اي معهم في وسطهم انتن من جيفة حمار. وهذا الذي قاله رحمه الله تعالى لعل مما يوضحه ما جاء في الحديث الصحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ما اجتمع قوم ثم تفرقوا عن غير ذكر لله وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الا قاموا على انتني من جيفة الا قاموا الا كانوا او قاموا على امتن من جيفة الا قاموا على انتن من جيفة فاذا كانوا في اذا كان هؤلاء في وسطهم عالم ولكنه لم لم يعمل علمه تفقيها ونصحا وتعليما واصبح المجلس الذي هو فيه قائم على اللغو وعلى الغيبة وعلى الحرام وعلى السخرية لا يذكر فيه الله ولا يصلى فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينهم هو بعلمه. ويقومون من المجلس دون ان يكون هذا العالم موقن لهم بما اتاه الله من علم. فيكون بينهم انتم من جيفة يكون انتن من جيفة لانهم هم لا يقومون من مجلسهم الا كما يقومون من انتني من جيفة كما صح بذلك الحديث. فاذا كان بينهم رجل اتاه الله علما واقر هذا المجلس على ما فيه. اقر هذا المجلس على ما فيه. كان وكان هذا العالم في وسطهم كأنتن من جيفة. فلعل هذا الحديث الذي آآ اليه يوضح هذا المعنى المنقول عن مكحول رحمه الله تعالى نعم. قال رحمه والله اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا الفريابي قال اخبرنا العباس ابن الوليد ابن مزيد قال اخبرنا ابي قال سمعت الاوزاعي رحمه الله يقول كان يقال ويل للمتفقهين لغير العبادة والمستحلين الحرمات بالشبهات. اعد قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا الفريابي قال اخبرنا العباس ابن الوليد ابن مزيد قال اخبرنا ابي قال الاوزاعي رحمه الله يقول كان يقال ويل للمتفقهين لغير العبادة والمستحلين الحرمات بالشبهات ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن الامام الاوزاعي رحمه الله تعالى يقول كان يقال ويل للمتفقين لغير العبادة. ويل للمتفقهين لغير العبادة. ويل هذه كلمة تهديد واعيد بالعقوبة للمتفقهين لغير العبادة يعني يتفقه وليس غرضه من التفقه ان ان يعبد الله بهذا الفقه الذي من الله سبحانه وتعالى عليه به ويسره له. فمن كان يتفقه لغير العبادة فويل له. وقد مر معنا في النقل عن ابن القيم رحمه الله رحمه الله عن السلف انهم لم يكونوا يطلقون اسم الفقه الا على العلم الذي يصحبه العمل. فالعمل هو مقصود الفقه ولهذا ايضا مر معنا ان قول النبي عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين اي فقها يقود صاحبه الى العمل. والا اذا كان يتفقه ولا يعمل صار فقهه حجة عليه لا له. وهذا كله يوضح لنا هذا الاثر قول الاوزاعي رحمه الله ويل للمتفقهين لغير العبادة يتفقه ويتعلم لكن ليس له غرظ في تفقهه وتعلمه ان يعبد الله سبحانه وتعالى فويل لمن كان والمستحلين اي وويل للمستحلين الحرمات بالشبهات. ويل تحلين الحرمات مستحلين الحرمات اي يستحل ما حرم الله عليه بالشبهات اي تتبع الشبهات. تتبع اه الشبهات ليحل بها ما حرم الله عليه. ليحل بها ما حرم الله عليه. سواء لنفسه او للناس فتجده يبتعد عن النصوص الواضحة البينة التي تقضي بحرمة ذلك الامر ثم يتتبع من ما يتعلق به لاستحلال هذا الامر الذي حرمه الله او للقول بحلة بحل هذا الامر الذي حرمه الله سبحانه وتعالى. فويل لمن للمتفقهين لغير العبادة. وويل للمستحلين ومات بالشبهات نعم. قال رحمه الله اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو محمد يحيى ابن محمد ابن صاعد قال اخبرنا الحسين ابن الحسن المروزي قال اخبرنا عبد الله بن المبارك قال اخبرنا بكار بن عبد الله قال سمعت وهب بن منبه رحمه الله يقول قال الله عز وجل فيما يعاتب به احبار بني اسرائيل تفقهون لغير الدين وتعلمون بغير العمل وتعلمون وتفقهون لغير الدين وتعلمون لغير العمل وتبتاعون الدنيا بعمل الاخرة يلبسون جلود الضأن وتخفون انفس الذئاب وتنقون القذى من شرابكم وتبتلعون امثال الجبال من الحرام وتثقلون الدين على الناس امثال الجبال. تطيلون الصلاة وتبيضون الثياب. وتنتقصون مال اليتيم ارملة فبعزتي حلفت لاضربنكم بفتنة يضل فيها رأي ذي الرأي وحكمة الحكيم. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن وهب ابن منبه رحمه الله تعالى وهو من علماء التابعين وهذا الخبر مما يروى مما يروى عن اه بني اسرائيل وما الاخبار التي تروى وهي اخبار مرسلة اخبار مرسلة قال قال الله عز عز وجل فيما يعاتب به احبار بني اسرائيل. فيما يعاتب به احبار بني اسرائيل لغير الدين اي اتتفقهون لغير الدين؟ مثل ما تقدم ويل للمتفقه لغيره العبادة تفقهون لغير الدين اي ليس ليس لكم غرض في التفقه آآ العبادة تفقهون لغير دين وتعلمون لغير العمل تعلمون اه التوراة وما انزل اليكم من ربكم وليس لكم مرض في هذا التعلم العمل وعبادة الله سبحانه وتعالى بذلك. وتبتاعون الدنيا بعمل الاخرة تبتاعون الدنيا اي تشترونها. بعمل الاخرة اي بالاعمال التي تقرب العبد من الله وينال بها ثواب الاخرة فتجعلون هذه الاعمال للدنيا لا للاخرة قال وتبتعون الدنيا بعمل الاخرة. تبتعون الدنيا اي تشترونها بعمل اخرة رأي بالاعمال التي هي قربات يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى ويطلب بها ثواب الاخرة تلبسون جلود الضأن وتخفون انفس الذئاب. تلبسون جلود الضأن اي تتظاهرون بالسكينة تتظاهرون بالسكينة وتخفون انفس الذئاب اي وما ينطوي عليه انفس الذئاب من مكر. وفساد وشر. تلبس جلود الظئام او الظأن وتخفون انفس الذئاب. وتنقون القذى من شرابكم اي تطيبون شرابكم لو كان فيه قدى اي شيء من الاذى او الوسخ او القدر اليسير تنقونه حتى يكون صافيا نقيا. تنقون من النقاء القذى من شرابكم وتبتلعون امثال الجبال من الحرام. هذا كلام عجيب. تبتلعون امثال بال من الحرام يعني اذا كان في الشراب قطعة من الاذى يبعدها حتى لا يتأذى بها لكنه يبتعد الحرام من اموال الربا او الاموال التي اخذها بالسحت او الاموال التي اخذها بالغش او المكر او غير ذلك يبتلع من هذه ما له ولا يبالي. يتوقى من بعض الاطعمة. والاسربة خوف مضرتها ولا يتوقع من الذنوب خوف معرتها. يحتاط لنفسه تجده في بعض الاطعمة يفعل ما يسمى بالرجيم يحتاط حفظا لصحته لكنه يفعل الذنوب ولا يبالي مع ان احفظ بدنك من النار التي يعاقب بها يوم القيامة اولى من حفظ بدنه من بعض الاطعمة التي ان تناولها ربما اضرت به. فتجد بعض الناس يبتعد مثلا عن بعض الاطعمة وينقي طعامه يميط الاذى مثلا عن شرابه يشربه صافيا نقيا ويحتاط احتياطا تاما لذلك لكن في باب آآ الذنوب لا يبالي يرتكب الذنوب ولا يبالي. قال وتبتلعون امثال الجبال من الحرام وتثقلون الدين على الناس. وتثقلون الدين على الناس امثال الجبال تطيلون الصلاة وتبيضون الثياب يعني هذه الامور تكون منهم تظاهرا وتزينا وتجملا لا عن ديانة وتعبد لله سبحانه تعالى يتظاهرون اي امام الناس بالعبادة والصلاة واطالة الصلاة ويتظاهرون امام الناس بجمال المظهر والملبس لكنهم في الباطن يرتكبون مثل هذه الاعمال مثل قوله وتنتقصون مال اليتيم ام الارملة لا يبالي باكل مال يتيم او مال ارملة بغير حق فبعزتي حلفت لاظربنكم بفتنة يظل فيها رأي ذي الرأي يظل من يذهب رأيه يذهب رأيه بالرأي اي من عنده رأي يظل فيها رأي ذي الرأي وحكمة اه الحكيم. وحكمة الحكيم. ثم مضى رحمه الله تعالى في ايراد مزيد من الاثار عن السلف رحمهم الله تعالى حول هذا المعنى وقبل ان اختم انبه الى ان هذا الدرس يتحول وقته اعتبارا من الغد باذن الله تعالى في المكان نفسه بعد صلاة العصر مباشرة ونسأل الله الكريم اسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يوفقنا اجمعين لما يحبه ويرضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال مال وان يصلح لنا اجمعين شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اهدنا اليك صراطا مستقيما. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير وتراحة لنا من كل شر. اللهم يا ربنا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العليا ان اهل علينا شهرنا المبارك بالامن والايمان والسلامة والاسلام والعز والتوفيق يا ذا الجلال والاكرام اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اعنا ولا تعن علينا. وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا. وانصرنا على من بغى علينا. اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم انا نسألك في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. ونسألك من خير ما تعلم. ونعوذ بك من شر ما تعلم اغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم يا ربنا جنبنا والمسلمين اينما كانوا الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم رد ضال المسلمين الى الحق ردا جميلا. اللهم انا نسألك يا ذا الجلال والاكرام ان تصلح لنا شأننا كله وان لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا. واجعله الوارث منا. واجعل ثأرنا على من ظلمنا فانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا. ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا اتسلط علينا من لا يرحمنا. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انك غفور رحيم. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد. واله وصحبه