بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى في كتابه اخلاق العلماء قال حدثنا ابو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال حدثنا ابن قال حدثنا حريز ابن عثمان عن حبيب ابن عبيد قال تعلموا العلم واعقلوه وانتفعوا به لا تعلموه لتتجملوا به. انه يوشك ان طال بك العمر ان يتجمل بالعلم. كما يتجمل رجل بثوبه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كل ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد قال الامام الاجري رحمه الله تعالى فاما قولنا يتجمل بالعلم ولا يجمل علمه بالعمل به. هذا شروع منه رحمه الله تعالى. في تفصيل ما سبق ان من اوصاف لمن لم ينتفع بعلمه. حيث عدد رحمه الله على ما يزيد على العشرين صفة لمن لم ينتفع بعلمه وفي هذا الموضع شرع في الاثار والنقول حول المعاني والاوصاف التي ذكرها رحمه الله انا وبدأ من اخر ما ذكر من اوصاف وهو التجمل بالعلم ومعنى التجمل بالعلم ان ان يكون العلم لصاحبه مجرد مظهر وشكل بلا حقيقة ولا مضمون. اي ان العلم فيه مجرد صورة لا حقيقة له في واقعه العملي وحاله التعبدي وهذه مصيبة. اذا كان يتعلم العلم للمظهر والشكل مع الاعراض عن غاية العلم ومقصوده فهذه مصيبة عظيمة. مصيبة عظيمة ان يكون حظ المرء من العلم الشرعي مجرد التظاهر و التزين بالعلم وان عنده علم في كذا ومعرفة بكذا واطلاع في كذا الى اخره. دون ان يكون له حظ او نصيب من العمل. اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن حبيب ابن عبيد قال تعلموا العلم واعقلوه وانتفعوا به. تعلموا العلم واعقلوه وانتفعوا به. فهذه او هذان امران مطلوبان في العلم الاول عقله اي فهم العلم وظبطه. لان الناس من قد يحفظ نصوصا من نصوص العلم لكن يفهمها لا يفهمها وفي هذا قول النبي عليه الصلاة والسلام رب حامل حامل فقه غير فقيه فالامر الاول عقل العلم اي فهمه. ولهذا قالوا اعقلوه. والامر الثاني الانتفاع به هو العمل وانتفعوا به اي اعملوا به. وفي الدعاء وانفعنا بما علمتنا. انتفعوا اي اعملوا به لان من لم يعمل بعلمه والعلم مقصود والعمل مقصود العلم لم ينتفع بعلمه لم ينتفع بعلمه. قال تعلموا العلم واعقلوه. وانتفعوا به ولا تعلموه لتتجملوا به. ولا تتعلموه لتتجملوا به اي ليكون لكم مجرد مظهر دون اه حقيقة. ودون عمل قال انه يوصي انه يوشك ان طال بك العمر ان يتجمل بالعلم يعني سيوجد اناس يكون حظهم من العلم مجرد التجمل به. التجمل به يعني يمدح نفسه ويثني على نفسه بانه حافظ لكذا ويفهم كذا ويعرف وكذا ومطلع على كذا الى اخره. لكنه معرض عن العمل. يوشك وان طال بك العمر ان يتجمل بالعلم كما يتجمل الرجل بثوبه. كما يتجمل الرجل بثوبه اي مثل ما يتزين الرجل ويتجمل بثوبه فانه سيكون اناس يتجملون يتجملون بالعلم مثل ما يتجمل بالثوب. اورد هذا الاثر الامام ابن المبارك رحمه الله تعالى في كتابه الزهد وذكره بلفظ كما يتجمل الرجل ببزه والبز هي الهيئة والمظهر ويدخل فيه ايضا الثوب فمثل ما يتجمل الانسان بهيئته ومظهره وثيابه فسيوجد اناس يتجملون بالعلم بحيث يكون العلم فيهم مظهر بلا مخبر. وصورة بلا حقيقة. نعم. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو بكر عبد الله ابن محمد ابن عبد الحميد الواسطي. قال اخبرنا زهير بن محمد قال اخبرنا علي بن قادم قال اخبرنا سفيان عن ليث قال قال طاووس ما تعلمت فتعلم لنفسك فان الامانة والصدق قد ذهب من الناس. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن طاووس رحمه الله تعالى قال ما تعلمت فتعلم لنفسك فتعلم لنفسك. تعلم لنفسك اي لتنفع نفسك. لتنفع نفسك تكون منتفعا بهذا العلم. فيكون العلم الذي تعلمته نافعا لك بعملك بعملك به. وقيامك بمقتضاه وموجبه ما تعلمت فتعلم لنفسك. تعلم لنفسك اي ترفع بتعلمك الجهل عن نفسك وتصلح من عملك وعبادتك بحيث تكون اعمالك عبادتك مضبوطة بضوابط الشرع قائمة على الادلة من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله سلامه وبركاته عليه. وهذا من صلاح النية في التعلم. تعلم قوله لنفسك هذا من صلاح من صلاح النية مثل ما قال الامام احمد رحمه الله العلم لا يعدله اذا صلحت النية قيل وما صلاحها؟ قال ان تنوي به رفع الجهل عن نفسك ان تنوي بي رفع الجهل عن نفسك. فتتعلم لنفسك حتى ترفع عن نفسك الجهل. وحتى كن عبادتك لله جل في علاه على بصيرة. وعلى نور من الله. في فعل المأمور وترك في المحظور وهذه حقيقة التقوى كما قال طلق بن حبيب رحمه الله تقوى الله عمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله. وترك لمعصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله قالت ما تعلمت فتعلم لنفسك. فان الامانة والصدق قد ذهب من الناس. اي قل في الناس الوفاء. قلت الامانة. وكثر فيهم الخيانة هو الكذب والغش فان الامانة والصدق قد ذهب من الناس. فان الامانة والصدق قد ذهب من الناس. وتعلم المرء لنفسه هذا اول الامر. فاذا نفعه الله العلم والعمل بهذا العلم لزمه ان يعدي هذا الخير الى الغير. وان يعمل على نفع الناس بما نفعه الله سبحانه وتعالى به. والله يقول والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. ومما يدخل في قوله تعلم لنفسك اي لتعمل به لنفسك اي لتعمل به فلا يكون حظك من العلم مجرد التجمل مثل ما سبق في الاثر الذي قبله بل نتعلم لنفسك اي لتنفع نفسك. ولتعمل بهذا العلم لا ان يكون هذا العلم مجرد اظهر وتزين وتجمل. ومما جاء في هذا المعنى ما ورد عن الحسن البصري رحمه الله اه قال ادركت الناس والناسك اذا نسك اي العابد اذا عبد لم يعرف من قبل منطقه. لم يعرف اي بالعبادة من قبل منطقه. لكن يعرف من قبل عمله فذاك العلم النافع. فذاك العلم النافع. وقد اورده الامام الدارمي رحمه الله تعالى عقب ارادة لاثر طاووس هذا الذي رواه الاجري رحمه الله تعالى وفيه توضيح لمعناه نعم. قال محمد بن الحسين رحمه الله واما من كان يكره ان يفتي اذا علم ان غيره يكفيه فحدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال اخبرنا الحسن ابن محمد الزعفراني قال اخبرنا ابن سوار قال اخبرنا شعبة عن عطاء ابن السائب عن عبدالرحمن بن ابي ليلى قال ادركت عشرين ومائة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الانصار اذا سئل احدهم عن الشيء احب ان يكفيه صاحبه قال الاجري رحمه الله واما من كان يكره ان يفتي اذا علم ان غيره يكفيه وهذا وهذه كانت من صفة السلف من الصحابة ومن اتبعهم باحسان لا يتسارعون الى الفتوى لا يتسابقون اليها. ويود الواحد منهم ان لو كفي دون ان يفتي. وذلك ان اه الفتوى مسؤولية عظيمة. وامانة جسيمة. والخطب فيها ليس بالهين لان المفتي بفتواه يكون تحمل الامر. وفي الحديث من ارشد غيره الى غير رشد فانما اثمه او نعم قال من ارشد الى غير رشد فانما اثمه على فمن ارشده من ارشد الى غير رشد فانما اثمه على من ارشده. فهي مسؤولية ومن اراد ان يفتي ليكن همه عند فتواه تخليص نفسه لا تخليص السائل. لان بعض الناس قد يأتيه سائل يستعطفه. ويذكر من حاله فوكيت فربما عمد من وجهت له الفتوى عطفا عليه ورفقا به وتسرعا في الاجابة وقال لا حرج عليك. ما دام هذا وظعك وهذي امورك ويكون عليه حرج. فيتحمل منافته. ولهذا وجب عليه او وجب على من استفتي ان يكون همه خلاص نفسه. لا خلاص السائل حتى تقع منه الاجابة منضبطة. بالفهم والبصيرة لا العجلة والتسرع قال واما من كان يكره ان يفتي اذا علم ان غيره يكفيه اذا علم ان غيره يكفيه في الفتوى احال عليه. واثر لنفسه العافية والسلامة يقول سل فلان. يقول عندك فلان. لماذا تسألني؟ كيف تسألني والعالم الفلاني موجود يحيله الى الاعلم الى الافهم. اذا علم ان غيره يكفيه قال اورد عن عبد الرحمن ابن ابي ليلى وهو من علماء التابعين رحمه الله قال عشرين ومئة من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام من الانصار اذا سئل احدهم عن الشيء احب ان يكفيه صاحبه احب ان ان يكفيه صاحبه اي لم يكونوا يتسرعون في الافتاء ويتسابقون اليها بل يود لو انه كفي في ذلك. ويتدافعون الفتوى اذا سئل الواحد منهم احال على الاخر والاخر يحيل على الثالث. يتدافعون الفتوى خوفا. من المسؤولية التي يتحملها المفتي نعم. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا جعفر ايضا قال اخبرنا محمد بن المثنى قال سمعت بشر بن الحارث يقول سمعت المعافى ابن عمران يذكر عن سفيان قال ادركت الفقهاء وهم يكرهون ان يجيبوا في المسائل والفتية ولا يفتون حتى لا يجدوا بدا من ان يفتوا. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن سفيان رحمه الله تعالى قال ادركت الفقهاء وهم يكرهون ان يجيبوا في المسائل والفتية. يكرهون ان ان يجيبوا. يعني اجابة الواحد منهم ان اجاب فهو مع الكراهة ليس مع الرغبة والحرص يكرهون ان يجيبوا في المسائل والفتيا ولا يفتون حتى لا يجدوا بدا من ان يفتوا يعني لا يجد مناص. لا يجد مخرجا. من ان يفتي فيفتي مضطرا ملتجئا ليس راغبا ولا محبا ومن كان كذلك شأنه في فتواه يعان باذن الله تبارك وتعالى ويسدد واما من كان مندفعا متسرعا غير مبالي فهذا من امارات الخذلان وعدم المعونة. ولهذا نقل الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في احد كتبه قال قال بعض العلماء قل من حرص على الفتوى وسابق اليها وثابر عليها قل توفيقه واضطرب فيه بامره قل توفيقه اي فيما يفتي به. واضطرب في امره اي في فتاواه ان كان كارها وان كان كارها لذلك غير مختار له ما وجد اه ممدوحة عنه وقد ان يحيل بالامر الى غيره كانت المعونة له. من الله اكثر والصلاح في جوابه وفتاويه اغلب. الحاصل ان المرء الذي اتاه الله علما ولم يكن متسرعا مثابا الى الفتوى مقبلا عليها بل لا يجيب الا على طريقة السلف اذا لم يجد بد من ان يجيب وجد انه مضطر ان يجيب. فانه يعان باذن الله سبحانه وتعالى واما من لم يكن كذلك فانه يكثر اضطرابه. ويكثر تناقضه. وتكثر اخطاؤه وفي فتاويه والخطورة في الفتوى في زماننا هذا اعظم منها في الزمان الاول. لان وسائل النقل ووسائل الاتصال ما استجدت في هذا الزمان ولهذا قد يظهر بعض الناس على مثلا بعض القنوات في فاذا افتى في اللحظة نفسها التي اه افتى بها بتلك كالفتوى تبلغ الملايين من البشر. ناهيك عن سماعها فيما بعد لكن نفس اللحظة التي يتكلم بها قد يتكلم بها ويسمعها الملايين من البشر. بينما في الزمن الاول يفتي وامام شخص او اثنين او ثلاثة او عشرة وربما لو حصل مثلا شيء من الخطأ تدارك الامر تدارك الامر فالخطورة في هذا الزمان اعظم وفي الامة في هذا الزمان قضايا عظيمة جدا وكبيرة تمس الامن امن الدول وامن الناس. وتتعلق بالدماء وحفظ الانفس والاعراض. والفتوى فيها من اخطر ما يكون. وتحتاج الى روية ونظر واجتماع ثلة من اهل العلم يتبصرون وينظرون وينظرون في العواقب والمآلات وينظرون في قواعد الشريعة واصولها ثم تصدر الفتوى عن اناة وبصيرة تجد احيانا مثل هذه القضايا الكبار يفتي بعض الناس فيها بالتسرع. والعجلة والاندفاع فيورط نفسه ويورط خلقا من الناس بفتواه. غير اقبالا خطورة الفتوى. وعظم المسؤولية التي يتحملها من يفتي بفتواه. فالحاصل ان المنهج الذي كان عليه السلف رحمهم الله تعالى منهج رصين ومنهج محكم وفيه السلامة والعاقبة وليس هو تنصل من الفتوى. و عدم اهتمام بها او بالسائلين. وانما هو في حقيقته متسرع اليها ومثابرة الى الفتوى. واذا كان في ممدوحة وعافية وثمة من هو اعلم منه. احال اليه واثر العافية لنفسه واذا احيل المرء الى مليء فليحتل. واذا احاله الى من هو اعلم فليذهب الى من هو اعلم فانه احرى ان اه تتحقق الفائدة المرجوة باذن الله سبحانه وتعالى. نعم. وقال المعافى سألت سفيان فقال ادركت الناس ممن ادركت من العلماء والفقهاء وهم يترادون المسائل يكرهون ان يجيبوا فيها فاذا اعفوا منها كان ذلك احب اليهم يترادون المسائل كل يحيل الى الاخر. يترادون المسائل كل يحيل الى الاخر فاذا جاء السائل قال اذهب الى فلان يرد المسألة الى غيره ويحيلها الى غيره يترادون المسائل كل يردها الى الاخر اي يحيلها الى الاخر يكرهون ان يجيبوا فيها فاذا اعفوا منها كان ذلك احب اليها. اذا اعفوا منها اعفوا من آآ الفتوى. كان ذلك كاحب اليهم ولا يفتون الا اذا لم يجدوا بدا من الفتوى. نعم. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو عباس احمد بن سهل الاشناني قال اخبرنا الحسين بن الاسود العجلي قال اخبرنا يحيى ابن ادم قال اخبرنا حماد بن شعيب عن حجاج عن عمير بن سعيد قال سألت علقمة عن مسألة فقال ائت عبيده فاسأله فاتيت عبيدة فقال ايتي علقمة. فقلت علقمة ارسلني اليك. فقال ائت مسروقا فاسأله. فاتيت فسألته فقال ائت علقمة فاسأله فقلت علقمة ارسلني الى عبيده وعبيدة ارسلني اليك فقال ائت عبدالرحمن ابن ابي ليلى فاتيت عبدالرحمن ابن ابي ليلى فسألته فكره ثم رجعت الى علقمة فاخبرته قال كان يقال اجرأ القوم على الفتيا ادناهم علما. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر شاهدا لحال السلف فيما قال سفيان يترادون المسائل يترادون المسائل ففي هذا الاثر يقول عمير ابن سعيد سألت علقمة عن مسألة فقال اتي عبيدة اي اذهب الى عبيدة فسله فاحال الى غيره فاتى عبيدته فاحاله ايظا الى مسروق. ومسروق احاله الى عبد الرحمن ابن ابي ليلى فكانوا يترادون المسائل. يترادون المسائل يود الواحد منهم ان لو اعفي من المسألة. فاذا اعفي منها كان ذلك احب اليه. ولهذا يترادون المسائل وربما احيلت المسألة من شخص الى اخر حتى يعاد السائل الى الى الاول كل ذلك خوف من هؤلاء الائمة رحمهم الله تعالى خوف من الفتوى وادراك لعظم اه مسؤوليتها. قال فاتيت عبدالرحمن ابن ابي ليلى فسألته فكرهه. ثم رجعت الى علقمة. فاخبرته قال يعني موضحا لماذا هذا التردد للفتوى قال كان يقال اجرأ القوم على الفتيا ادناهم علما. ادناهم علما فمن رجاحة العلم والادراك لعظم آآ المسؤولية لا يندفع الواحد منهم رضي الله عنهم ورحمهم الى اه الفتيا. اما قليل العلم الذي لا يدرك خطورة الامر وعظم المغبة مغبة الفتوى المتسرعة فربما اندفع وافتى ولم يبال نعم قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا جعفر بن محمد الصندلي قال انبأنا محمد بن المثنى قال سمعت بشرا؟ قال قال سفيان من احب ان يسأل فليس باهل ان يسأل. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن سفيان رحمه الله قال من احب ان يسأل فليس باهل ان يسأل. وكان من نهج السلف كما تقدم ان الواحد منهم لا يحب ان يسأل. ويود لو ان عوفي من اه السؤال واذا عوفي من السؤال كان اه احب اليه اذا اعفي من السؤال كان احب اليه. فمن احب ان يسأل ليس اهلا ان يسأل. ومما يوضح ذلك اه ما تقدم في قول علقمة اجرأ القوم على الفتيا ادناهم علما. فاذا كان يحب ان يسأل ويتسرع هذا دليل على قلة علمه وانه ليس باهل ان يسأل نعم. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو بكر عبد الله بن عبد الحميد الواسطي قال اخبرنا زهير بن محمد قال اخبرنا سعيد بن سليمان قال اخبرنا محمد ابن طلحة بن المصرف عن ابي حمزة قال قال لي ابراهيم والله يا ابا حمزة لقد تكلمت ولو اجد بدا ما تكلمت. وان زمانا اكون فيه فقيه اهل الكوفة لزم ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن ابي حمزة قال قال لي ابراهيم والله يا ابا حمزة لقد تكلمت لقد كلمت يعني اضطررت والجئت لان اتكلم ولو اجد بدا ما تكلمت وكان هذا نهجهم آآ رحمهم الله تعالى لا يتكلم الا اذا لم يجد بدا من الكلام ولا الا اذا لم يجد بدا من الفتوى. قال وان زمانا اكون فيه فقيه اهل الكوفة لزمان سوء وهذا من تواضع هؤلاء الائمة اه الاعلام وعدم وتعاليهم اه العلم الذي اتاهم الله سبحانه وتعالى اياه فما كان يرى نفسه بشيء مع فظله وعلمه وامامته ومكانته ما يرى نفسه بشيء. ما يرى نفسه بشيء وهكذا كان ائمة اه العلم والفضل رحمهم الله تعالى. نعم. واما من كان اذا سئل عن الامر سأل هل كان فان قيل كان افتى فيه وان قيل لم يكن لم يفت فيه كل ذلك اشفاقا من الفتيا. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو شعيب عبدالله بن الحسن الحراني قال اخبرنا داوود بن عمرو قال اخبرنا عبدالرحمن بن ابي الزناد عن ابيه عن خالدة بن زيد بن ثابت كان اذا سئل عن شيء قال هل وقع؟ فان قالوا له لم يقع لم يخبرهم. وان قالوا قد وقع اخبرهم نعم. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابو بكر عبد الله ابن عبد الحميد الواسطي قال اخبرنا زهير قال اخبرنا ابو نعيم قال اخبرنا موسى ابن علي قال سمعت ابي قال كان الرجل يأتي زيد ابن ثابت رضي الله عنه فيسأله عن الامر فيقول االله انزل هذا فان قال والله لقد نزل افتاه وان لم يحلف تركه. قال الامام اجر رحمه الله تعالى واما من كان اذا سئل عن الامر سأل هل كان يعني هل وقع هذا الذي تسأل عنه هل وقع او هو سؤال افتراضي؟ لان احيانا بعض الناس يسأل اسئلة افتراضية لا وجود لها في الواقع يقول ما حكم لو حصل كذا وكذا او لو فعل كذا وكذا او لو صار كذا وكذا من اشياء لم تقع فمثل هذه اسئلة ما كان السلف رحمهم الله تعالى يجيبون عليها. واذا سئل سؤالا يظن انه من اسئلة الافتراظية سأل السائل هل وقع او لا؟ حتى ان بعظهم كما سيأتي معنا يحلف السائل. يحلف بالله هل وقع او لا؟ فان كان لم يقع لم يفته. قال اذا وقع اسأل. وهذا اظافة الى اشفاقهم من الفتوى اشفاقهم من الفتوى وانهم لا يجيبون الا اذا لم يجدوا بدا من الفتوى فيه لفت انتباه السائل الى انه ينبغي ان يسأل عن الامور الواقعة التي بحاجة هو الى ان يتفقه فيها ولهذا تجد بعض الناس يسأل اسئلة افتراضية وثمة امور من ضروريات الدين هو بحاجة الى ان يتعلمها وان يسأل فيها ولا يسأل ولا يتعلم. فهذا اظافة الى ما فيه من اشفاق من الفتوى وعدم الاجابة على السؤال الا اذا لم يجد بدا من الاجابة فيه في الوقت نفسه لفت انتباه الى السائل ان يسأل عن الامور التي يحتاج اليها. ان يسأل عن امور التي يحتاج اليها لا ان يسأل عن اسئلة افتراضية وامور ام تقع؟ واورد رحمه الله هذا الاثر عن خارجة ابن زيد ابن ثابت قال كان اذا سئل الاقرب والله اعلم كان ابي اذا سئل كان ابي اي والده زيد ابن ثابت رضي الله عنه وسيأتي بنحوه في الاثر الذي بعده. وجاء في بعض المصادر من غير هذا الطريق نسبة هذا المعنى الى زيد. زيد ابن ثابت رضي الله عنه قال عن خالد بن زيد بن ثابت كان ابي لعله والله اعلم ساقطة. كان ابي اذا سئل عن شيء قال هل وقع؟ كان ابي اذا سئل عن شيء قال هل وقع؟ فان قالوا له لم يقع لم يخبرهم وان قالوا قد وقع اخبرهم اي اجابهم. وفي الاثر الذي بعده عن موسى ابن علي قال سمعت ابي قال كان الرجل يأتي زيد ابن ثابت رضي الله عنه فيسأله عن الامر فيقول االله انزل هذا؟ االله هذا قسم يستحلف بالله الله مثل والله وتالله وبالله الله يستحلف بالله سبحانه وتعالى ومن نظير هذا حديث معاوية في صحيح مسلم قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلقة في المسجد فقال ما اجلسكم؟ قالوا جلسنا نذكر الله وما من الله علينا به. فقال الله ما الا ذلك قلنا والله ما اجلسنا الا ذلك. قال اما اني لم استحلفكم ام تهمة لكم. اذا قوله الله ما هي؟ استحلاف. الله هذا استحلاف له بالله استحلاف له بالله ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لم استحلفكم تهمة لكم. فكان رظي الله عنه يقول الله انزل هذا؟ يستحلفه بالله هل نزل؟ هل وقع هذا الذي تسأل عنه؟ فان قال والله لقد نزل افتى وان لم يحلف تركه. لم يحلفه بالله. هل وقع او لم يقع؟ وهذا كله كما قدم الامام الاجري رحمه الله من تحرز السلف من الفتوى وحيض تطهم من واشفاقهم ادراكا منهم لخطورة الفتوى. وفيها كما قدمت لفت انتباهي الى السائلين الى ان ان ينبغي ان تتجه اسئلتهم وان تتظافر هممهم الى تعلم الضروريات الدين وواجبات الشريعة ممن قد يغفل كثير من السائلين عن السؤال عنها والعناية بها واشغل نفسه باسئلة افتراضية وامور لم تقع. نعم. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابن عبد الحميد الواسطي قال اخبرنا زهير ايضا. قال اخبرنا سريج بن النعمان قال اخبرنا ابو وعوانة عن فراس عن عامر عن مسروق قال كنت امشي مع ابي ابن كعب رضي الله عنه فقال له يا عماه كذا وكذا فقال يا ابن اخي اكان هذا؟ قال لا قال فاعفنا لا يكون ثم اورد رحمه الله هذا الاثر عن مسروق وهو بمعنى الذي قبله. قال كنت امشي مع ابي ابن كعب رضي الله عنه فقال له رجل يا عماه كذا وكذا يعني يستفتيه ويسأله في امر فقال يا ابن اخي اكان هذا؟ قال لا قال فاعفنا حتى يكون. قال فاعفنا سيكون. فكان من نهجهم رحمهم الله تعالى في مثل هذه الاسئلة الاسئلة الافتراضية في الامور التي لم تقع عدم اجابة السائل. نعم. الصواب شريح اه خطأ هنا سريج. نعم. اخبرنا شريح ابن نعمان ابن النعمان نعم. قال اخبرنا ابو بكر قال اخبرنا ابن عبد الحميد قال اخبرنا زهير قال اخبرنا منصور بن شقير قال اخبرنا حماد بن زيد قال اخبرنا الصلت ابن قال سألت قال سألت طاووسا عن شيء فانتهرني وقال اكان هذا؟ قلت نعم قال الله؟ قلت الله. قال اصحابنا اخبرونا عن معاذ بن جبل رضي الله عنه انه قال ايها الناس لا تعجلوا بالبلاء قبل نزوله فيذهب بكم ها هنا وها هنا فانكم ان لم تعجلوا بالبلاء قبل نزوله لم ينفك المسلمون ان يكون فيهم من اذا سئل سدد او قال وفق ثم اورد رحمه الله هذا الاثر عن الصلت ابن راشد قال طاووسا عن شيء فانتهرني. الانتهار الزجر المنع قهرني وقال اكان هذا؟ يعني هذا الذي تسأل عنه هل هو امر واقع؟ امر وجد؟ اكان هذا؟ قلت نعم ولم يكتفي بهذا بل استحلفه قال الله؟ قلت االله حلفه بالله فحلف قلت اه قال الله؟ قلت الله؟ قال اصحابنا اخبرونا عن معاذ انه قال يا ايها الناس لا تعجلوا بالبلاء لا تعجلوا بالبلاء ان العجلة بالبلاء ان يفترض الانسان ان يفترظ الانسان امور اه يخشى ان تقع يفترض امورا انتقل اذا حصل لي كذا وكذا اذا سافرت و مثلا اه اصابني كذا او وقع لي كذا او اصيبت سيارتي مثلا حادث او اشياء من هذا القبيل يبدأ يفترض اسئلة ربما بعضها مبنية على وساوس او مخاوف. او اوهام فكان التوجيه في مثل ذلك الا الا يتعجل الانسان بالبلاء. لا يتعجل بالبلاء قال يا ايها الناس لا تعجلوا بالبلاء قبل نزوله. فيذهب بكم هنا وهنا. وفعلا ان يسترسل مع مثل هذه الامور يذهب هنا وهنا الاوهام والظنون والمخاوف وربما حصول البلاء. فان البلاء موكول بالمنطق فان البلاء موكول بالمنطق. ولهذا لا ينبغي للمرء ان يتعجل البلاء. قبل نزوله قال فيذهب بكم ها هنا وها هنا. العوام في في هذا النوع من الاسئلة يضربون له مثل جميل وطريح وارويه باللهجة كما هي ولعل الكثير يفهمه يقولون يولم العصابة قبل الفلجة يول لما يهيأ العصابة الذي يسد به الرباط الذي يسد الرأس قبل الفلقة قبل ان يصاب رأسه. يعني يحمل معه عصابة او لفافة حتى اذا اصيب رأسه يلف بها فبعض الناس يبدأ يتوهم اشياء يستجلب لذهنه امور ثم يبدأ يسأل اذا حصل لي كذا واذا حصل لي كذا واخشى انه يحصل لي كذا هذا موجود فتجده يذهب هنا وهناك. ويتفرق مهنه تنتابه الوساوس والاوهام فيضر نفسه وما كان السلف رحمهم الله تعالى يجيبون على هذا النوع من الاسئلة ما كانوا يجيبون على هذا النوع ما الاسئلة التي هي من نوع التعجل البلاء قبل وقوعه. قال يا ايها الناس لا تعجلوا بالبلاء قبل فيذهب بكم ها هنا وها هنا فانكم ان لم تعجلوا بالبلاء قبل نزوله لم ينفك المسلمون ان يكون فيهم من اذا سئل سدد او قال وفق. لان الاسئلة مبنية على امور واقعة وعلى حاجة وضرورة للناس في امور دينهم وضرورياتهم ولا يكون هناك آآ تسرع او تعجل في الفتوى لم ينفك المسلمون ان يكون فيهم من اذا سئل سدد او قال وفق نعم. في النسخ منصور ابن سقير بالسين هو الشقير. ها؟ خطأ اللي. اللي عندنا خطأ؟ ايه. كانها ايظا في بعظ بعظ المصادر الثلاثة الثلاث نسخ ولا بالسين؟ اذا لعله لعله يراجع بعض المصادر ينظر كاني رجعت انا الى بعض المصادر بالشين نعم قال بالسين وهي مضمومة شقير. بضم الشين. لكن يراجع. قال محمد بن حسين واما ما ذكرنا في الاغلوطات وتعقيد المسائل مما ينبغي للعالم ان ينزه نفسه عن البحث عنهما مما لم يكن ولعلها لا تكون ابدا. فيشغلون انفسهم بالنظر والجدل فيهما حتى يشتغلوا بها عما هو اولى بهم. ويغالط بعضهم بعضا. ويطلب بعضهم هم ذلل بعض ويسأل بعضهم بعضا هذا كله مكروه منهي عنه. لا يعود على من اراد هذا في دينه وليس هذا طريق من تقدم من السلف الصالح. ما كان يطلب بعضهم غلط بعض. ولا مرادهم ان يخطئ بعضهم بعضا. بل كانوا علماء عقلاء. يتكلمون في العلم مناصحة وقد نفع الله بالعلم قد نفعهم الله بالعلم. نعم. قوله والجدل والمراء في فيهما هكذا في النسخ وفيها فيها نعم هو الاقرب وحتى اللي قبلها عن البحث عنها نعم هو الاقرب وآآ هذا الموضع آآ ذكر تحته اثار لعلها ايضا آآ تؤجل الى اثار كثيرة كلها تتعلق بالاغلوطات فيؤجل الى اللقاء القادم باذن الله سبحانه وتعالى. اللهم انفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله. ولا كنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها. زكها انت خير من زكاها ها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اقسم لنا من خشيتك تلك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا اجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين