بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اهدنا اجمعين اليك صراطا مستقيما اللهم يا ربنا اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا انت اللهم كما حسنت خلقنا فحسن خلقنا اللهم انا نعوذ بك من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين انك سميع الدعاء وانت اهل الرجاء وانت حسبنا ونعم الوكيل. ثم اما بعد ايها الاخوة الكرام هذه منظومة عظيمة الفية دالية في الاداب والاخلاق الاسلامية التي هي جمال المسلم وعنوان كماله فان الادب هو عنوان كمال الانسان ودليل جماله في مظهره ومخبره والاخلاق ليست امورا في الظاهر فقط بل هي تتناول باطن الانسان وظاهره والاخلاق والاداب تكون مع الله سبحانه وتعالى وهي اعظم ما يكون في هذا الباب وتكون مع النبي عليه الصلاة والسلام وتكون مع عباد الله ولهذا الخلق هو الدين وانك لعلى خلق عظيم اي دينا عظيم والنبي عليه الصلاة والسلام بعث ليتمم صالح الاخلاق واقرب الناس منه منزلة صلوات الله وسلامه عليه احسنهم خلقا وبحسب خلق العبد ترتفع درجاته وتعلو منازله ولهذا من الجدير بالمسلم ان يعنى بباب الاخلاق والاداب عناية عظيمة ويرعى هذا المقام رعاية دقيقة واذا فقد الادب فقد ما وراءه لان الامور التي يتحلى بها المسلم ويتصف بها هي بمثابة الحصون واذا فقد الادب ان سلم وراءه من حصون ولهذا ينبغي على المسلم وطالب العلم ان يعتني باب الاداب عناية دقيقة وان يحرص على التحلي اخلاق الاسلام وادابه الفاضلة. وان يجاهد نفسه على ذلك مستعينا بربه جل وعلا والاخلاق كما قال بعض السلف وهائب واذا احب الله سبحانه وتعالى عبده وهبه منها ولهذا ينبغي على العبد ان يحسن حاله مع الله وصلته بالله وان يعظم الطمع فيما عند الله سبحانه وتعالى ان يمن عليه بمكارم الاخلاق وجميل الاداب وان يعيذه من سيئها وان يكثر من الدعاء في هذا الباب بالادعية المأثورة عن نبينا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه واهل العلم رحمهم الله تعالى اعتنوا باب الاداب عناية عظيمة فالفوا فيه المؤلفات النافعة والمصنفات المفيدة ومن اعظم هذه المؤلفات واجلها قدرا كتاب الادب المفرد للامام البخاري رحمه الله تعالى فهو كتاب حافل ومستوعب للاداب والمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب العظيم وصنف غيره مصنفات عديدة في هذا الباب الا ان كتاب الامام البخاري رحمه الله تعالى من احسنها واطيبها واجودها وهذه المنظومة التي بين ايدينا للامام المحدث الفقيه النحوي شمس الدين ابي عبد الله محمد ابن عبد القوي ابن بدران المقدسي المرداوي الصالح الدمشقي والتي تعرف بالالفية او منظومة الاداب له هذه المنظومة العظيمة التي بين ايدينا جمع فيها الاداب الفاضلة والاخلاق العظيمة مستمدا هذه الاداب والاخلاق من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واقوال اهل العلم المتقدمين واعتنى بهذه المنظومة عناية دقيقة وبارع في النظم وله منظومات عديدة ويقال انه نظمها بعد ان فرغ من منظومة عظيمة في الفقه نظم فيها كتابا مقنع فلما فرغ من تلك المنظومة اتبعها بهذه المنظومة منظومة الاداب على طريقة عدد من اهل العلم في كتب الفقه وكتب ايضا احاديث الاحكام يتبعونها بباب يختص بالاداب اداب الشريعة لان المتفقه لا غنى له عن الادب وحاجته الى الادب حاجة ماسة ليستقيم فقهه ولتصلح حاله ومنظومته رحمه الله هذه في الف بيت ولهذا يقال لها الفية ويقال لها الدالية لان قافيتها حرف الدال وله رحمه الله تعالى مختصر لهذه الالفية في مئة وخمس وثمانين بيتا وتعرف منظومة الاداب الصغرى وهي التي لها شروحات عديدة منها شرح للمرداوي رحمه الله وشرح ايضا للحجاوي الذي فرغنا قريبا من قراءة منظومته في الكبائر له شرح مطبوع اما شرح المرداوي فانه ليس له وجود فيما اعلم وايضا شرحها الامام السفاريني رحمه الله في كتابه غذاء الالباب في شرح منظومة الاداب وهذه الشروحات كلها المنظومة الصغرى التي هي في مئة وخمسة وثمانين بيتا اما هذه الالفية فلا اعلم لها شرحا مطبوعا الا كتاب لشيخنا العلامة الجليل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى فانه شرحها في مجالس عديدة ثم فرغت من الاشرطة وعرضت عليه اذن بطبعها حفظه الله ومتع به ونفع بعلومه والامام ابن عبد القوي رحمه الله تعالى صاحب هذه المنظومة امام علم وفقيه محقق ونحوي بارع في اللغة تلقى عنه في اللغة عدد من اهل العلم منهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى تلقى عنه علم اللغة وممن تلقى عنه الذهبي وغيرهم من اهل العلم يقول الذهبي رحمه الله في بيان مكانة ومنزلة شيخه ابن عبد القوي يقول كان حسن الديانة دمث الاخلاق كثير الافادة مطرحا للتكلف ولي تدريس الصاحبة مدة والصاحبة مدرسة انشأتها ربيعة آآ خاتون الصاحبة اخت لصلاح الدين الايوبي فتعرف المدرسة بالصاحبة ولتدريس الصاحبة مدة وكان يحظر دار الحديث ويشتغل بها وبالجبل وله حكايات ونوادر وكان من محاسن الشيوخ وله رحمه الله تعالى مؤلفات عديدة اكثرها منظومات ومنها هذه المنظومة النافعة الماتعة الالفية الدالية فالاداب والتي اكرمنا الله سبحانه وتعالى جميعا الجلوس لتعلمها والافادة منها فنسأله جل في علاه ان يمدنا اجمعين بتوفيقه وتسديده وان يجعل جلوسنا هذا خالصا لوجهه وان يمن علينا اجمعين ان يمن علينا اجمعين بالخلق الفاضل والادب الكامل العظيم وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام شمس الدين ابو عبد الله محمد بن عبدالقوي رحمه الله تعالى في منظومته بسم الله الرحمن الرحيم بحمدك اللهم انهي وابتدي فحمدك فرض لازم كل موجدي تعاليت عن ند وعن ولد وعن شريك وعن ما يفتري كل ملحد نقر بلا شك بانك واحد ونؤمن بالداعي اليك محمد رسولك ازكى من بعثت الى الورى وخير من من خير محتدي من خير من خير ما احتدي عليه صلاة الله ثم سلامه صلاة لنا نقضي بفوز مؤبد صلاة صلاة لنا تقضي بفوز مؤبد وكل نبي للانام وضعفت لاشرف مخلوق باشرف محتدي محتدي واصحابه والغر من اله ومن بهداهم في الاعاصير يهتدي واشهد ان الله لا رب غيره واسأله عفوا واتمام ما ابتدي وخاتمة حسنى تنيل الفتى الرضا. وتبلغه في الفوز اشرف مقعدي. ونحمده حمدا يليق بطوله ونسأله الاخلاص في كل مقصدي. نعم فهذا استهلال بدأ به الناظم رحمه الله تعالى منظومته الالفية فبدأها ببسم الله الرحمن الرحيم وحمد الله تبارك وتعالى والثناء عليه جل في علاه بما هو اهله سبحانه والشهادة له جل وعلا بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة والبسملة كلمة استعانة وبدء المصنفات بها سنة النبوية وهدي قويم مأثور عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وقوله رحمه الله بحمدك اللهم انهي وابتدي بحمدك اي بالثناء عليك وتمجيدك وتعظيمك بما انت اهله ثناء مع حب على نعمك العظيمة واسمائك وصفاتك الجليلة بهذا الحمد يا الله اللهم معناها يا الله حذفت ياء النداء وعوض عنها بالميم الساكنة في اخرها اللهم اي يا الله بحمدك يا الله انهي وابتدي انهي اي هذا النظم الذي شرعت فيه وابتديه ايضا بحمدك فهو نظم مبدوء بحمد الله ومختوم ايضا بحمد الله تبارك وتعالى ولهذا قال رحمه الله تعالى في اخر هذه المنظومة وقد كملت والحمد لله وحده على كل حال دائما لم يصرد فهي مبدوءة بالحمد ومختومة به ثم بين مكانة الحمد العظيمة ومنزلته العلية وانه فريضة افترضه الله سبحانه وتعالى على عباده. قال فحمدك اي يا الله فرض لازم كل كل موجد فرض لازم كل موجد اي ان كل مخلوق افترض الله سبحانه وتعالى عليه ان يكون حامدا لخالقه رب العالمين ولهذا في سورة الفاتحة سورة الحمد نحمد الله كل يوم حمدا فرضا لازما متأكدا سبع عشرة مرة. الحمد لله رب العالمين هذا حمد افترضه الله سبحانه وتعالى على عباده وهو فريضة من فرائض الاسلام فحمدك فرض لازم اي امر متأكد واجب متعين على كل مسلم ان يكون حامدا لله عز وجل لازم كل موجد كل موجد اي كل مخلوق يلزمه ان يكون حامدا لخالقه شاكرا لموجده سبحانه وتعالى ثم قال رحمه الله تعاليت اي يا الله ومعنى تعاليت اي تنزهت وتقدست عن ند وعن ولد وعن شريك وعن ما يفتري كل ملحد هذه اربعة امور نزه الرب وتعالى عنها في هذا البيت الاول الند قال الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون والند هو النظير والله سبحانه وتعالى لا ند له اي لا نظير له جل في علاه تعالى عن ند وعن ولد ايضا مما ينزه عنه تبارك وتعالى الولد وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه اي تنزه وتقدس عن ذلك قال الله تعالى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فهو منزه عن الولد ومنزه عن الشريك وعن شريك وهذا الامر الثالث الذي نزه الناظم الرب تبارك وتعالى عنه في هذا البيت عن الشريك والشريك هو من الشركة وهي التسوية فتنزيه الله عن الشريك اي تنزيهه عن ان يكون من خلقه مساويا له سواء في الربوبية او الالوهية او الاسماء والصفات والشرك هو التسوية تسوية غير الله بالله في شيء من حقوقه او خصائصه سبحانه ولهذا يقول الكفار المشركون اذا دخلوا النار يوم القيامة تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين وعن شريك اي ننزهك يا الله عن ان يكون لك شريك لا في ربوبيتك ولا الوهيتك ولا اسمائك وصفاتك الامر الرابع مما نزه الناظم الرب الكريم عنه افتراء كل ملحد افتراء كل ملحد قال وعما يفتري كل ملحد اي ومما ننزهك عنه افتراء الملحدين والملحد هو المائل عن الحق العادل عن الصواب. القائل على الله وفي دين الله بغير علم وغير هدى وقد قال الله تبارك وتعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. فنزه تبارك وتعالى نفسه عما يصفه به اعداء الرسل اهل الالحاد والشقاء وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه في حق الله من النقص والعيب ثم قال نقر بلا شك نقر اي نؤمن ايمانا جازما لا ريب فيه نقر بلا شك قد قال الله تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشكوا ولا يقبل الايمان الا بذلك الا بانتفاء الريب والشك ثم لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشكوا فيقول نقر اي نؤمن ايمانا جازما لا شك فيه ولا ريب بانك واحد بانك واحد وهذا فيه الايمان بوحدانية الله والواحد اسم من اسماء الله اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار فالواحد اسم من اسماء الله تبارك وتعالى وهو دال على الوحدانية قال بانك واحد اي نقر اقرارا جازما لا شك فيه بانك واحد والواحد كما عرفنا اسم من اسماء الله دال على وحدانية الله في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته فهو عز وجل واحد في ربوبيته لا شريك له واحد في اسمائه وصفاته لا نظير ولا مثيل له تبارك وتعالى وواحد في الوهيته فهو المعبود بحق ولا معبود بحق سواه ونؤمن بالداعي اليك محمدي اي كما نؤمن بوحدانيتك نؤمن بالداعي اليك محمد نؤمن بالداعي اليك محمد اي نؤمن به رسولا بعثه رب العالمين بالحق والهدى المبين فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين وما ترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه فنؤمن بالداعي اليك محمد اي نؤمن به رسولا داعيا الى الله وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. فنؤمن بانه رسول مرسل من الله يدعو الى الله والى صراط مستقيم ويكون رحمه الله جمع في هذا البيت بين مدلول الشهادتين شهادة لا اله الا الله وشهادة ان محمدا رسول الله ففي الشطر الاول مدلول شهادة ان لا اله الا الله وفي الثاني مدلول شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونؤمن بالداعي اليك محمد رسولك رسولك اي الذي ارسلته بالحق والهدى بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا فنؤمن بانه صلوات الله وسلامه عليه رسولك اي مرسل من رب العالمين يبلغ دين الله تبارك وتعالى وانه بلغ البلاغ المبين ازكى من بعثت الى الورى هذه اوصاف للنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه يذكرها الناظم ثناء على النبي عليه الصلاة والسلام وبيانا لما مقامه العلي ومكانته الرفيعة قال ازكى من بعثت الى الورى اي انه افظل المرسلين اي انه عليه الصلاة والسلام افضل المرسلين وخيرهم وامامهم ومقدمهم صلوات الله وسلامه عليه والرسل هم صفوة الخلق وصفوة الرسل خمسة وهم اولو العزم محمد ونوح وابراهيم وموسى وعيسى. صلوات الله وسلامه عليهم وعلى جميع النبيين وخير هؤلاء اجمعين محمد صلوات الله وسلامه عليه ازكى من بعثت الى الورى اي اطهر افظل وخير من بعثت الى الورى ووخير ايضا من اوصافه عليه الصلاة والسلام وخير من استخرجت من خير ما اهتدي والمحتد هو الاصل ففي هذا ذكر شرف نسبه عليه صلوات الله وسلامه وانه اختاره جل وعلا من خير الانساب وافظلها اختاره عليه الصلاة والسلام من بني هاشم واختار بني هاشم من قريش واختار قريشا من بني كنانة واخترا بني كنانة من العرب فهو خيار من خيار خير ما احتد اي خير اصل واشرفه واطيبه وخير من من استخرجت من خير ما احتدي عليه صلاة الله ثم سلامه عليه اي هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عليه صلاة الله ثم سلامه جمع بين الصلاة والسلام على النبي الكريم عليه الصلاة والسلام عملا بقول الله تعالى ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم صلي وسلم عليه وعلى جميع النبيين ثم ذكر رحمه الله فضل الصلاة عليه وعظيم ثوابها فقال صلاة لنا تقضي بفوز مؤبد صلاة لنا تقضي بفوز مؤبد فالصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام تثمر الثمار العظيمة والفوائد الجليلة وقد قال عليه الصلاة والسلام من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ففي هذه الصلاة اجر عظيم وثواب جزيل تقضي بفوز مؤبد اي دائما ومستمر والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم حق من حقوقه على امته حق من حقوقه صلى الله عليه وسلم على امته وكل نبي للانام معطوف على قوله عليه عليه صلاة ثم سلام وكل نبي اي وعلى كل نبي فيكون رحمه الله جمع في هذه الصلاة وفي هذا الصلاة والسلام اه جمع بين الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام وعلى جميع النبيين وكل نبي للانام وضعفت جمع الانبياء مع نبينا في الصلاة ثم خص النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمزيد صلاة فقال وظوعفت لاشرف مخلوق باشرف ما اهتدي ظعفت هذه الصلاة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو اشرف مخلوق قد قال عليه الصلاة والسلام انا سيد ولد ادم ولا فخر باشرف ما اهتدي اي باشرف اصل واطيبه وازكاه واصحابه والغر من ال هاشم واصحابه اي والصلاة والسلام على اصحابه الكرام رظي الله عنهم وارضاهم والصحابي هو من لقي النبي عليه الصلاة والسلام مؤمنا به ومات على الاسلام والغر من ال هاشم اي وعلى ال بيت النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ومن بهداهم في الاعاصير يهتدي ومن بهداهم اي من تبعهم باحسان في الاعاصير اي على مر الايام والازمان في كل وقت وحين ومن بهداهم في الاعاصير يهتدي اي من كان سائرا على نهجهم مقتفيا لاثرهم. كما قال الله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان واشهد ان الله لا رب غيره هذه شهادة التوحيد شهادة ان لا اله الا الله واشهد ان الله لا رب غيره والمراد بقوله لا ربى غيره اي لا معبود بحق سواه الرب والاله اسمان لله تبارك وتعالى تنطبق عليهما القاعدة اذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعا فمعنى لا رب غيره اي لا معبود بحق سواه مثل ذلك عندما يقال للميت من ربك المراد بها من الهك الذي تعبد ليس المراد من خلقك وانما المراد من الهك الذي تعبد تفرد بالعبادة وتخصه التوحيد واشهد ان الله لا رب غيره واسأله عفوا واتمام ما ابتدي سأل الله عز وجل في بدء هذا النظم امرين ومطلبين عظيمين الاول العفو العفو لان الانسان فيما يكتب ويحرر ويقول ويبين عرضة للخطأ وعرضة للتقصير فسأل الله عز وجل العفو العفو عنه فيما يقع فيه او يكون من تقصير او خطأ واسأله عفوا واتمام ما ابتدي اي ان يوفقني لاتمام ما ابتدأته من هذا النظم في هذا الباب الشريف العظيم باب الاداب والاخلاق الاسلامية وخاتمة حسنى اي واسأله تبارك وتعالى ان يحسن لي الختان ان يحسن لي الختام بان يجعل خير عملي خاتمته وخير اعمالي اخرها فسأل الله حسن الختام وهذا من اعظم المطالب واجلها وباب يؤرق الصالحين وقد قال عليه الصلاة والسلام وان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها ولهذا الصالحون يشفقون من الخواتيم ويسألون دوما ربهم جل وعلا ان يحسن لهم الختام وان يثبتهم على الحق والهدى وان يتوفاهم عليه غير ضالين ولا مضلين ولا مغيرين ولا مبدلين وخاتمة حسنى تنيل الفتى الرضا اي هذه الخاتمة والاعمال بالخواتيم. والعبرة بالخواتيم تنيل الفتى الرضا ان يفوزوا الفتى بسبب ما مننت عليه ووفقته لحسن الختام الرضا من الله سبحانه وتعالى الفوز برظوان الله جل وعلا ورضوان من الله اكبر وتبلغه في الفوز اشرف مقعدي اي تكون هذه الخاتمة سببا لبلوغه اشرف مقعد قد قال الله تعالى في اخر سورة القمر ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر هذا المراد بالمقعد هنا اي المقعد في الجنة مقعد الصدق عند مليك مقتدر ان يبلغ في الفوز هذه المكانة وهذه المنزلة اشرف مقعدي اي مقعد الصدق في جنات اه النعيم ونحمده حمدا يليق بقوله الطول هو الفضل والمن غافر الذنب قابل التوب ذي الطول اي ذي المن والفظل والعطاء نحمده حمدا يليق بقوله اي نحمد الله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه يليق بقوله اي بمنه وفضله جل وعلا ونسأله الاخلاص في كل مقصد ونسأله الاخلاص في كل مقصد وهذا استهلال عظيم هذا النظم المبارك بسؤال الله تبارك وتعالى الاخلاص فيه وفي كل مقصد وفيه التنبيه الى ان الاخلاص اساس لقبول العمل عند الله ايا كان العمل فطلب العلم لا يقبل الا بالاخلاص والادب الفاضل لا يقبل عند الله تبارك وتعالى الا بالاخلاص لا يدخل الادب والخلق بصالح عمل العبد الذي يثيبه الله تبارك وتعالى عليه الا بالاخلاص ان يكون قصده بهذا الادب التقرب الى الله وطلب ثوابه اما اذا كان يتحلى به للتزلف وللمصالح الدنيوية وللمطامع ونحو ذلك وليس له غرظ بنيل ثواب الله والفوز باجره سبحانه وتعالى فهذا لا يدخل في صالح عمله. لانه لا يدخل في صالح العمل الا ما قصد به وجه الله تبارك وتعالى ولهذا لا يغتر بما يذكره البعض عن بعض الكفار من وجود مثلا تعاملات جيدة واداب جيدة في التعامل ونحو ذلك هذه لا تدخل في صالح العمل لان كفرهم ابطل على ابطلها وعدم تقربهم بها الى الله افسدها فلا تدخل في اه في صالح عمل الانسان ولا يدخل في صالح العمل الا ما قصد به وجه الله. واريد به التقرب الى الله سبحانه وتعالى. انما نطعمكم لوجه الله. لا نريد منكم جزاء ولا شكورا فهذا مطلب مهم لابد من العناية به في طلب العلم في التحلي بالاخلاق الفاضلة في المعاملات في غير ذلك يقصد بذلك وجه الله تبارك وتعالى ليدخل هذا العمل في صالح عمله ونسأله الاخلاص في كل مقصد اي في كل امر نقصده وفي كل فعل نفعله وكل امر نقوم به نسأل الله ان يمن علينا فيه بالاخلاص ليكون متقبلا لان الله سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركي نعم قال رحمه الله تعالى وبعد فاني سوف انظم جملة من الادب المأثور عن خير مرشدي من السنة الغراء او من كتاب من تقدس عن قول الغوات وجحدي ومن قول اهل الفضل من علمائنا ائمة اهل السنة من كل امجدي لعل اله العرش ينفعنا بها وينزلنا في الحشر في خير مقعدي الا من له في العلم والدين رغبة ليصغب قلب حاضر مترصد ويقبل نصحا من شفيق على الورى حريص على زجر الانام عن الردي فعندي مما في الحديث امانة سابذلها جهدي فاهدي واهتدي فخذها هداك الله لا تمهلنها لا تهملنها ففيها من الخيرات كل منضد. اقول ابتداء في القريظ ونظمه فكن سامعا نظمي بغير فلندي قال رحمه الله تعالى وبعد وهذه الكلمة يؤتى بها عند ارادة الشروع في المقصود بعد الحمد والثناء على الله جل وعلا بما هو اهله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك كله عندما يريد الشروع في المقصود والمراد يأتي بهذه الكلمة التي تسعر السامع بان الخطاب انتقل من مقام الثناء والحمد والصلاة والسلام الدعاء ونحو ذلك. الى المقصود ومعناها ومهما يكن من شيء بعد ثم يشرع في المقصود بيانا وايظاحا قال وبعد فاني سوف انظم جملة من الادب المأثور عن خير مرشدي وهذا فيه بيان غرظ هذا النظم ومقصوده بيان غرظ هذا النظم ومقصودة جمع اه جملة من الاداب المأثورة عن خير مرشد اي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام هذا البيت حصر لك مقصودة الكتاب واعطاك خلاصة لمظمونة وانها منظومة حوت جملة طيبة مباركة من الاداب الكريمة والاخلاق الفاضلة المأثورة عن النبي عليه الصلاة والسلام خير مرشد وفي ذكر النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الوصف تنبيه لاولي العقول والنهى ان الاداب بجميع اه انواعها واصنافها انما تتلقى منه وهو عليه الصلاة والسلام بعث ليتم مكارم الاخلاق وعلى المسلم ان يكون على يقين ان الكتاب والسنة حوى الخلق كله الذي يحتاج اليه المسلم والادب كله ومن اسف ان ترى مصنفات تؤلف في باب التربية والاداب يتجه مصنفوها الى بعض الكفار ينقلون عنهم وقال فلان وقال فلان وقال فلان من هم كفار ينقلون عنهم وكانهم ليس بين ايديهم كتاب ناطق ولا سنة عظيمة مأثورة اشتمل على الادب كله في جميع الابواب وكل المجالات فهذه اداب مأثورة عن خير مرشد اي عن النبي صلى الله عليه وسلم خير مرشد للاداب والاخلاق والمعاملات الكريمة الطيبة الفاضلة فهو امام المتقين وقدوة الناس اجمعين صلوات الله وسلامه عليه لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا قال رحمه الله من السنة الغراء او من كتاب من تقدس عن قول الغواة وجحد هذا ذكر المصدر الذي عنه تلقى ومنه اخذ لهذه المنظومة لتقرأ وانت مطمئن وهذا من براءة استهلال وجمال البدء وحسنه بدأ بهذه البداية العظيمة يبين لك ان هذه الاداب التي سيعددها ليست اشياء انشأها او امورا اخترعها وتكلفها ولا ايظا اشياء اقتبسها من هنا وهناك من اناس واخرين وانما هي اداب اخذها من الكتاب والسنة هذا مصدرها وهذا منبعها وهذا المورد الذي اخذها منه من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فتقرأ وانت تعرف ان هذا الناظم جمع هذه الاداب بهذا النظم البديع والسبك الجميل في هذه المنظومة منتقيا وجامعا لهذه الاداب من كتاب الله وسنة النبي عليه الصلاة والسلام من السنة الغراء اي البيظاء النقية الواضحة تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها الغراء اي البيظاء النقية الواضحة من السنة الغراء او من كتاب من تقدس عن قول الغواة وجحتي اي كتاب الله تبارك وتعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ومن قول اهل الفضل من علمائنا ائمة اهل السلم من كل امجد اي وظمنت هذه الاداب تمورا ومعاني مقتبسة من ائمة العلم ائمة السلف الاماجد الافاضل الاخيار اهل الفضل واهل السلم اي الاستقامة والطاعة والاستسلام والمحافظة على طاعة الله تبارك وتعالى من كل امجد والامجد هو من المجد وهو السعة ومعنى من كل امجد من كل من عرف بالاخلاق الفاضلة والاداب والعلم والعبادة لان المجد يعني السعة المجد في لغة العرب يعني السعة من كل امجد اي من كل من عرف بالاخلاق والاداب والعلم والفضل والنبل فهي كلمة جامعة امجد كلمة جامعة قال لعل اله العرش ينفعنا بها جمعت هذه الاخلاق والاداب من السنة الغراء ومن كتاب الله ومن اقوال اهل العلم اهل الفضل لماذا لعل اله العرش اي رجاء ان ينفعنا بها رب العرش وهذا تنبيه سبحان الله مهم. ان الانسان قد يجمع علوما قد يجمع علوما ولا ينتفع بها قد يجمع علوما ولا ينتفع بها وربما يجمع علوما ويبلغها الاخرين ويبلغها الاخرين فينتفع بها وهو لا ينتفع بها فيكون غيره اسعد بما علمه الله منه فيكون غيره اسعد بما علمه الله تبارك وتعالى منه في بعض الدعاة المأثور عن بعض السلف ولا تجعل اللهم لا تجعلني لغيري عبرة ولا تجعل غيري اسعد بما علمتني مني هذا يؤثر عن احد التابعين اظنه مطرف ابن السخير فلا تجعل غيري اسعد بما علمتني مني اذ ان المرء قد يجمع علوما يحفظها ويفهمها ويقصر عن تطبيقها والعمل بها فلا ينتفع ولهذا جاء بهذا الدعوة وهذا الرجاء لعل اله العرش ينفعنا بها اي جمعتها طمعا في ان ينفعنا الله سبحانه وتعالى بها ولاحظ في خطابه جمال خلقه وحسن بيانه ادخل نفسه مع المنتفعين بخلاف من يخص المخاطبين ويخرج نفسه ويخرج نفسه فادخل نفسه ان الامر مشترك والحاجة عند الجميع ماسة الى ذلك لعل الله ما قال ينفعكم بها قال ينفعنا اي انا وانتم اجمعين بها لعل اله العرش ينفعنا بها وينزلنا في الحشر في خير مقعده لعل الله ينفعنا بها اي بان نعمل بهذه الاخلاق ونتأدب بهذه الاداب ونتحلى هذه الصفات الكريمة والخلال العظيمة نفوز يوم الحشر بان ينزلنا الله سبحانه وتعالى في خير مقعد خير مقعد اي مقاعد اهل الفضل واهل الفوز بثواب الله تعالى وعظيم اجره سبحانه وتعالى وهذا وهذا ايضا فيه الماحة الى آآ ما جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال اقربكم مني منزلة يوم القيامة احاسنكم اخلاقا وسئل عن اكثر ما يدخل بالناس الجنة قال تقوى الله وحسن الخلق فيقول لعل الله اله العرش لعل اله العرش ينفعنا بها وينزلنا في الحشر في خير مقعد الا من له في العلم والدين رغبة الا يؤتى بها للتنبيه والحث والحظ والترغيب واستدعاه الاهتمام الا من له في العلم والدين رابة ليوصي بقلب حاضر مترصد ينبه هنا الى الطريقة التي تتحقق بها الفائدة ويحصل بها الانتفاع من هذا النظم والجمع المفيد فمن كان له رغبة كالعلم والدين عليه ان يصغي الى هذه الاداب والاخلاق المجموعة في هذا النظم بقلب حاضر مترصد قلب حاضر مترصد حاضر اي شهيد لان الانسان قد يكون حاضرا في مجلس الفائدة والخير والعلم بسمعه ويكون قلبه بعيدا كل البعد عن آآ اه اه الحضور والانتفاع قد قال الله تعالى ان في ذلك لذكر لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد وقوله مترصد اي متيقظ ومتنبه مترصد اي لهذه الفوائد التي تساق له يجمعها ويحرص على ان يحوزها فائدة تلو الاخرى فقلبه متيقظ لاقتناص هذه الفوائد وجمعها حريص الا يفوته منها شيء ويقبل نصحا من شفيق على الورى حريصا على زجر الانام عن الردي ويقبل نصحا من شفيق على الورى حريصا على زجر الانام عن الردي اي ان الانتفاع والاستفادة مما جمع هنا يحصله من اصغى بقلب حاضر مترصد وفي الوقت نفسه يقبل النصح يقبل النصح ويقبل عليه ويحرص على القيام به لانه ان لم يقبل ولم يقبل ما يستمع لا ينتفع. فالانتفاع انما يكون بالقبول فاذا توقفت نفسه عن القبول لم ينتفع ويساعد القبول يساعد على قبول ما جمع هنا هذه الاوصاف التي ذكرت يقبل نصحا من شفيق على الورى حريصا على زجر الانام عن الردي يحتمل انه اراد بقوله من شفيق اي من جمعت هذه الاداب من هديه وسنته وهو النبي الكريم عليه الصلاة والسلام لانه جمع من خير مرشد قد قال الله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف الرحيم ويحتمل انه اراد نفسه اي انه جمع هذه الاداب عن شفقة وحرص ونصح ثلاثة صفات النصح يراد به ارادة الخير للغير والشفقة اي ما يقوم القلب من رحمة وخوف على الناس من الذنوب واثارها وعقوباتها فيشفق عليهم من من عقاب الله وسخط الله ويحرص على هدايتهم ونفعهم شفيق على الورى اي على الناس حريصا على زجر الانام عن الردي اي اظافة الى ذلك فيه حرص يعني قام في نفسه حرص على زجر الانام عن الردي اي عن كل امر يوصلهم للردى وهو الهلاك حريصا على زجر الانام عن الردي ولا شك ان هذه الاوصاف النصح والشفقة والحرص اذا اجتمعت في بيان المبين وكلام الواعظ يكون لها اثرها البالغ لانها خرجت من قلب مشفق وقلب ناصح وقلب حريص على الخير فيكون لها اثر ويجعل الله سبحانه وتعالى فيها بركة وقد بارك الله سبحانه وتعالى في هذا النظم ومن زمان مؤلفه زمان مؤلفه وهو موضع عناية طلاب العلم واهتمامهم قال رحمه الله فعندي مما في الحديث امانة فانظر الفهم ما اعظمه فعندي مما في الحديث امانة اني عندي مما في الحديث اي مما ورد في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الاخلاق والاداب امانة اي وديعة اي هذا العلم الذي عندي وحفظته وفهمته اه وفقني الله سبحانه وتعالى لتحصيله امانة ائتمني ائتمنني الله سبحانه وتعالى عليه والوفاء بهذه الامانة بمجاهدة النفس على القيام به وبالحرص على النصح للخلق بتعليمهم اياه ودعوتهم اليه فعندي مما في الحديث امانة سابذلها جهدي فاهدي واهتدي سابذلها اي اعطيها الظمير عائد على الامانة سابذلها جهدي اي ساعطيها جهدي يقال جهدي وجهدي بفتح الجيم وظمها اي طاقتي قدرتي واستطاعتي سأبذلها جهدي اي ساعطيها قدرتي واستطاعتي ان اوفي بذلك وهذا من نصحه رحمه الله تعالى سابذلها جهدي. استشعر امانة العلم ومسؤولية العلم وانها وديعة وامانة من الله سبحانه وتعالى عليه بها وسيعطي هذه الامانة جهده وطاقته ماذا سيفعل قال فاهدي واهتدي اهدي اي غيري والمراد بالهداية هنا الدلالة والارشاد لان الهداية تطلق ويراد بها التوفيق وهذه ليست الا لله قال تعالى انك لا تهدي من احببت فقال ليس عليك هداهم وتطلق ويراد بها الدلالة والارشاد قال الله تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم اي تدل وترشد فقوله فاهدي اي غيري بان ارشده وادله الى هذه الاخلاق وادعوه الى القيام بها واحثه على فعلها وابين له فضلها ومكانتها فاهدي اي غيري واهتدي اي انا في نفسي واهتدي اي انا في نفسي وهنا يأتي السؤال لماذا اخر رحمه الله تعالى اهتدائه هو في نفسه على هداية الاخرين مع ان الاصل ان الانسان يبدأ اولا بهداية نفسه اصلاح نفسه ثم يعمل على اصلاح الاخرين. لماذا قال فاهدي واهتدي؟ اهدي غيري واهتدي في نفسي هنا ينبه رحمه الله تعالى على معنى جليل جدا ليتنا نتفطن له على معنى جليل جدا ليتنا نتفطن له الا وهو ان من اكرمه الله بالعلم وبالعمل به ثم اصبح بعد ذلك شفيقا على الناس حريصا على نفعهم حريصا على هدايتهم مجتهدا في ايصال الخير لهم معتنيا بهذا المقام فان هذا يثمر ثمرة عظيمة الا وهي ان هذا الحرص على هداية الخلق يكون سببا لتثبيته وهداية الرب له سببا لتثبيته وهداية الرب تبارك وتعالى له. كما قال الله تعالى يهديهم ربهم بماذا؟ بايمانهم وهذا مقام جليل اي كما ان الداعي الى الله الذي نفعه الله بالعلم حرص على الخلق حرص على الخلق دعوة ونصحا وتعليما وتربية يريد صلاحهم يريد هدايتهم يريد دلالتهم للخير فان الله سبحانه وتعالى يهديه بهذه الهداية هل جزاء الاحسان الا الاحسان؟ كما ان انه حريص على الخلق صلاحا وهداية ونفعا وافادة فان هذا يكون له الاثر عليه. ولهذا قال اهدي اي الناس واهتدي اهتدي انا بهذه الهداية ويكون لها الاثر هذا امر وامر اخر ايضا يترتب على ذلك ويستفاد من قوله واهتدي اي الى الاجور العظيمة والثواب الجزيل المترتب على اهتداء الخلق من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه. لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا فهذه فضيلة عظيمة ايضا يهتدي اليها ويوفق اليها بهدايته للخلق بهدايته الى الخلق ان دلهم الى الهدى وارشدهم الى الحق ودعاهم اليه فكما انه يكتب للعامل عمله في الحياة الدنيا الذي باشره بنفسه فانه كذلك يكتب له اثار عمله حتى بعد موته ان نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وماذا واثارهم الذي يكتب للعبد امران. والذي يكتب على العبد ايضا امران يكتب الذي قدم يعني الاشياء التي باشرها صلى وصام وزكى وتصدق وبر والديه الى غير ذلك هذه تكتب له وايضا يكتب له الاثار اثار عمله مثل الدعوة الى الله وتأليف الكتب العلمية النافعة وتعليم الطلاب وغير ذلك هذي تكتب له حتى بعد مماته ولهذا كم من انسانا في قبره من مئات السنين تتوالى عليه الاجور وهو في قبره يوما بعد يوم وكم من انسان يمشي على الارض بقدميه حيا صحيحا معافى وتمر الايام ولا يحصل اجرا بل يحصل اوزارا واثاما والعياذ بالله ثم قال رحمه الله فخذها هداك الله طرحه كما ترون فيه النصح والشفقة والدعاء والحرص خذها اي من تريد لنفسك الخير والعلم النافع والدين القويم والادب الرفيع خذها اي اقبلها واقبل عليها واعتن بها هداك الله هذي دعوة منه دعوة منه آآ الهداية هداك الله اي من الله تبارك وتعالى عليك بالهداية فخذها هداك الله لا تهملنها لا تهملنها والاهمال هو هو مشكلة المشاكل الاهمال مشكلة المشاكل عندما يهمل الانسان باب الخير الذي فتح له ودرب الخير الذي تهيأ له كيف يستفيد لا تهملنها ولهذا ينبغي على طالب العلم ان يتحلى بالصبر وكم من طلاب العلم من يحظر اه المجلس الذي هو بحاجة اليه فيحضر منه المجلس والمجلسين والثلاثة ثم ينقطع ولهذا يحتاج طالب العلم ان يحرص على الصبر والحرص على الخير ومجاهدة نفسه على التحصيل والطلب ومجاهدة نفسه ايضا على العمل وقوله رحمه الله لا تهملنها اي من جهتين من جهة التعلم والفهم والدراية ومن جهة العمل بها ففيها من الخيرات كل منظد فيها اي هذه المنظومة من الخيرات كل منضد اي كل كلام منسق مرتب مجموع احسن ما يكون. وهذا ليس من الثناء على عمله واطراء عمله وان من باب الحث والترغيب من باب الحث والترغيب حتى يقبل الانسان عليها ويدري ما ما هذا الذي حواه هذا النظم وجمعه اه في هذه الابيات اقول ابتداء في القريب ونظمه اي ان الان او ان الشروع في المقصود والدخول في بيان الاداب في هذا النظم وهذا القريب فكن سامعا نظمي بغير تفندي. كن سامعا نظمي بغير تفندي هذي دعوة جميلة لطالب العلم يقول استمع للنظم استماع من يريد ان يستفيد دعك من التفند دعك من التفند واحرص على سماع هذا النظم سماع من يستفيد لان بعض الناس في في في مجالس العلم يغيب عن آآ سماع الاستفادة والانتفاع الى سماع التفند بحيث يحاول مثلا يا يعني يركز انتباهه ليجد مثلا خطأ او يجد زلة او او نحو ذلك شغله او ذهنه مشتغل بذلك ومنصرف اليه فيكون من اجل ان تستفيد احرص على ان تسمع سماع الراغب الحريص على الفائدة الحريص على نفع نفسه والارتفاع بها بتحصيل هذه الاداب والاخلاق العظيمة الرفيعة التي جمعت في هذا النظم المبارك نسأل الله جل في علاه ان يوفقنا اجمعين لما يحبه ويرضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله اجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم انا نسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم. ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل. ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل وان تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا لانت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا