الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول العلامة شمس الدين ابو عبد الله محمد بن عبدالقوي رحمه الله تعالى في منظومته الالفية في الاداب شرعية هجران اهل المعاصي وهجران من ابدى المعاصي سنة وقد قيل ان يردعه اوجب واكدي. وقيل على الاطلاق ما دام معلنا ولاقه بوجه فهر المربدي ويحرم تجسيس على متستر بفسق وماظي الفسق اذ لم يجدد وهجران من يدعو بامر مضل او مفسق احتمه بغير ترددي على غير من يقوى على دحض قوله ويدفع اضرار المضل بمزود ويقضي امور الناس في اتيانه ولا هجر تسليمه المتعود وحظرنتف التسليم فوق ثلاثة على غير من قلنا بهجر فاكدي ويكره للمرء جلوس مع امرئ دني ومع ذي الفسق او ذي الربا الردي. كذا مع دني دني ومع ذي الفسق او ذري الردي كذا مع سخيف وهو من رق عقله ومع لاعب الشطرنج والنرد والردي ومتهم في دينه او بعرضه به افتى ابن فتابعه واقتدي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله اللهم اعذنا من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا انت اللهم عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير. اللهم اعنا يا ذا الجلال والاكرام. ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين ان وبعد يقول الامام ابن عبد القوي رحمه الله تعالى في هذه المنظومة النافعة الماتعة المفيدة في باب الاداب تحت عنوان هجران اهل المعاصي وهجران اهل المعاصي اي ترك الحديث معهم والمباسطة معهم والمؤانسة لهم من اجل الزجر لهم وردعهم عن المعاصي التي يرتكبونها والاثام التي يقترفونها ويقصد بهذا الهجران لهم امران اصلاحهم لعل في ذلك ردعا. ولهذا يقال الهجر للزجر يعتبر دواء للمهجور لعله يرتدع ويكف خاصة اذا كان الهاجر له مكانة وله منزلة فان لذلك اثرا على المهجور والامر الثاني يقصد به حماية الهاجر نفسه من ان يؤثر فيه صاحب المعصية فله مقصدان الاول وقائي يفعله الانسان ليتقي من مخالطة العاصي ومؤانسته ومجالسته من ان يكون سببا ذلك لتأثره به والاخر من اجل زجر العاصي عن معصيته وردعه عن فعلته وينبغي ان يعلم ان الاصل في المسلمين هو التآخي والتواد والتحاب والبعد عن التقاطع والتهاجر هذا هو الاصل الاصل ان المسلمين يدا واحدة وامة واحدة واخوة في الله عز وجل وعلى طاعة الله قال الله تعالى انما المؤمنون اخوة قال عليه الصلاة والسلام المسلم اخو المسلم والرابطة الاسلامية والاخوة الدينية هي اعظم الروابط على الاطلاق وكل تواد وتحاب في غير الاسلام وفي غير طاعة الله سبحانه وتعالى مآله الى الزوال الا ما كان في الله فما كان في الله دام واتصل وما كان في غيره انقطع وانفصل وفي الحديث مثل المؤمنين في توادهم وتحابهم مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر وقال عليه الصلاة والسلام المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ولهذا ينبغي ان يعلم ان الاصل هو التآخي والتحاب والتواد والتصافي والبعد عن التهاجر والتباغظ والتشاحن هذا هو الاصل ليس الاصل وجود البغظة او وجود التهاجر او وجود التشاحن ليس هذا هو الاصل الاصل الاخوة والمحبة والتواد لان الاسلام يجمع والسنة تجمع ويؤلف بين القلوب المتعادية والنفوس المتباغضة هذا هو شأن الاسلام والهجر لا يسار اليه الا مثل الصيرورة للدواء عند الحاجة وعند الاضطرار اليه هذا هو الاصل الاصل بقاء الاخوة والتحاب والتواد والتصافي لكن لا يصار الى الهجر الا مثل الصيرورة الى الدواء والدواء نوعان دواء يستعمل للوقاية ودوا يستعمل للاستشفاء من امراض موجودة ومثله الهجر الهجر يستعمل من اجل الوقاية يهجر العاصي او يهجر صاحب البدعة حتى يسلم من آآ ان يتأثر به في بدعته خاصة اذا كان الرجل عامي وجاهل ولا يفقه فيخشى على نفسه ان خالطه وانسه وجالسه ان يؤثر عليه في بدعته فيكون الهجر من باب الطب الوقائي آآ الدواء الذي يقصد به اتقاء الامراض امراض المعاصي وامراض البدع يتقيها هجر اصحابها. خاصة اذا كان من العوام ومن الجهال ومن ليس عنده علم يخشى ان يثير صاحب المعصية شبهة ترضيه او صاحب الشهوة او صاحب البدعة بدعة آآ شبهة تهلكه او ان الهجر يكون من باب الطب او الدواء الذي يقصد به العلاج العلاج علاج صاحب البدعة او علاج صاحب المعصية حتى يرتدع كما قيل الهجر للزجر والناظم رحمه الله تعالى فصل بعض الشيء بما تتسع له منظومته رحمه الله تعالى فيما يتعلق الهجران ومتى يكون وايضا التنبيه متى لا يكون فيقول رحمه الله وهجران من ابدى المعاصي سنة من ابدى المعاصي اي جاهر بالمعاصي لم يكن مستترا مستخفيا بمعصيته وانما مجاهرا بها يفعلها علنا ويأتي بها جهارا ولا يبالي باحد فهذا هجرانه سنة هجرانه سنة ويتحقق في هجران من كان بهذا الوصف الردع له يقصد به الردع ويقصد ايضا اتقاء باطله وسروره وهجران من ابدى المعاصي سنة وقد قيل ان يردعه اوجب واكدي. هذا قول اخر في المسألة في من يبدي المعاصي القول الاول ان هجرانه سنة ان هجرانه سنة والقول الثاني ان هجرانه واجب اذا كان يردعه اذا كان هجرانه يردعه عن معصيته فانه يجب في هذه الحال لا يكون امرا مسنونا مستحبا بل واجبا متأكدا اذا كان الهجران يردعه عن معصيته وقد قيل ان يردعه اوجب واكديه ان يردعه اوجب واكدي وقيل على الاطلاق ما دام معلنا هذا القول الثالث في المسألة نفسها القول الثالث انه واجب على الاطلاق حتى وان لم يكن فيه ردع له يجب على الاطلاق ان يؤجر فذكر ثلاث اقوال في من يبدي المعصية من حيث الهجران له فالقول الاول انه سنة والثاني انه واجب ان كان يردع صاحب المعصية كان فيه ردع له والقول الثالث انه واجب على الاطلاق ما دام معلنا يعني ما دام مجاهرا بمعصيته ما دام مجاهرا بمعصيته فالقول الثالث انه واجب على الاطلاق واذا عرفنا ما سبق وهو ان الهجران يراد به الدواء والعلاج سواء قلنا العلاج الوقائي حيث يتقي الانسان من شره وخاصة اذا كان الانسان عنده ضعف في دينه وضعف في العلم فهذا يخشى عليه من مباسطة او مجالسة اصحاب المعاصي ان ان يؤثروا فيه فالخير له ان يبتعد عنهم وعن مجالستهم والعافية لا يعادلها شيء ومن الناحية الاخرى ناحية الردع له ايضا هذه مسألة مهمة الزجر للهجر او الهجر للزجر هذه مسألة مهمة جدا وينبغي حقيقة ان تكون ايضا محل فقه في هذا الباب ويتنبه الانسان لها لان المقصود العلاج فاذا فرض مثلا ان الشاب في مجتمع كثيرة فيه الشرور هل من الخير لوالده او اهله او اقاربه ان يهجروه ولا سيما اول وقوعه في المعاصي او ان الخير ان يحاولوا التودد اليه والتلطف معه وتقريبه حتى يبعدوه عن اهل الشر لان ان هجروه تلقفه اهل الشر وادخلوه في سرور اعظم وبلاء اكبر فيلاحظ في هذه المسألة قاعدة الشريعة في جلب المصالح ودرء المفاسد ليس الامر هو ان اهجر وليكن ما يكن. انا اهجر لاداوي فاذا كان الهجر يؤدي الى مثلا ظياع الشاب او المهجور اه ظياعا اكثر ويتلقف اهل الباطل بشكل اكبر فنصبر على بعض معاصيه وبعض اخطاءه ونتودد اليه ونتلطف معه وندعوا الله سبحانه وتعالى ونجتهد لعل الله جل وعلا يخلصه من هذا البلاء فالشاهد ان هذه المسألة يراعى فيها قاعدة الشريعة في جلب المصالح ودرء المفاسد تراعى قاعدة الشريعة في هذا الباب سواء فيما يتعلق بالهاجر نفسه او المهجور ولا سيما انا عرفنا ان الهجر هو من باب الدواء والعلاج ثم شرح الهجر ما هو وعرف المراد به بقوله ولاقه بوجه مكفهر مربد يعني لا لا تلاقيه بوجه طليق ووجه اه مؤانس ووجه فيه الملاطفة والمباسطة و وانما تلاقيه بوجه مكفهر مربد يعني بحيث يشعر انك غير مرتاح له ويشعر انك غير اه مؤلف له ومنبسط معه هذا معنى قوله مكفهر مكفهر مربدي اي المربد هو متغير اللون المربد هو متغير اللون يعني القه وجه ليس وجهه الاصل ان تلقى اخاك بوجه طليق هذا هو الاصل وانت مأجور على ذلك لكن من اجل زجره او اتقائه لا يلقاه بالانبساط والانشراح والمؤانسة وانما يلقاه وجه مكفهر مربد قال رحمه الله تعالى ويحرم تجسيس على مستتر بفسق ويحرم تدسيس على مستتر بفسق من كان مستترا بفسق اي بباطل محرم لم يظهره لم يعلنه يحرم التجسيس عليه وقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة الاداب وهي مليئة سورة الحجرات وهي مليئة بذكر الاداب العظيمة قال ولا تجسسوا نهى عن التجسس جل في علاه قال ولا تجسسوا والتجسس والتتبع والتفتيش والتصنت بحيث يحاول ان يكتشف الاشياء التي استخفى بها صاحبها ولم يعلنها هذا لا يجوز لا يجوز التجسس ولا يجوز التحسس. التحسس يحاول يتصنت بسمعه او يتجسس يتتبع ويفتش وينقب يكشف المغطى وينظر مع الثقب يتصنت للصوت هذا لا يجوز من كان مستترا بمعصيته غير معلن لها لا يبحث عنه ولا يفتش عن امره ولا يفتش عن عمله وكم جر هذا التجسس من بلايا في البيوت وادخل ايضا في الناس من شكوك وامراض ولم ينهى عنه الشرع الا لانه لا خير فيه الشرع لا ينهى عن امر الا لكونه لا خير فيه ولا فائدة بل فيه شر ومضرة ولهذا لا يتجسس الانسان لا يبتعد عن التجسس ان ظهر شيء يعالجه اما ان يفتش وينقب هذا لا يجوز نهى الله سبحانه وتعالى عنه لا استماعا واصغاء وتصنطا ولا وظع الات الان الجديدة اجهزة تسجيل يظعها مثلا في في المكان وتحفظ الصوت ثم يسمعها فيما بعد يتجسس ولا ينظر ولا توضع مثلا له اشياء تراقبه ثم هذا كله يبتعد عنه. ان ظهرت المعصية وبدت تعالج ان ظهرت المعصية وبدت واعلن بها صاحبها تعالج اما اذا كان مستخفي بها فامره الى الله وشأنه مع الله سبحانه وتعالى لم يظهر شيئا للعباد حتى يؤخذ به ويعاقب عليه يقول ويحرم تجسيس على مستتر بفسق على مستتر بفسق مستتر بمعصية لاحظ هنا الاستتار بفسق هذا امر اما من كانوا مثلا يستترون باجرام ضد المجتمع يستترون باجرام ويتوارون باجرام ضد المجتمع ثم بعد ذلك يعقب آآ الستارهم بهذا الاجرام آآ مصائب كبيرة وعدوان عظيم وجرائم فادحة هؤلاء يبحث عنهم وينظر في آآ انزوائهم لان خطورتهم ليست استتار بفسق يخصهم وانما خطورتهم انهم مجتمعين على تآمر على المجتمع او على الامة او على مصالح المسلمين فهذا باب اخر هذا باب اخر قال ويحرم تجسيس على مستتر بفسق وماضي الفسق اذ لم يجددي وماض الفسق اذ لم يجددي هذي ايظا قظية مهمة جدا ينبه عليها الناظم رحمه الله تعالى وابن القيم له في هذه المسألة كلام كنت اعددته آآ نقرأه وهيأته لكن آآ رأيتني لم احضره معي وهو في كتابه مدارج السالكين في كتابه رحمه الله تعالى مدارس سالكين وهو كلام حقيقة عظيم ومهم وكنت اود ان نقرأه في آآ هذا الموضع لمكانته واهميته ومسيس الحاجة اليه فيقول رحمه الله وماضي الفسق اذ لم يجدد وماضي الفسق اذ لم يجدد ماضي الفسق يعني من كان عنده فسق في سالف ايامه وماضي زمانه مثلا في فترة من فترات حياته كان فاسقا فاجرا عنده معاصي عنده فجور عنده اثام ثمن الله علي بالهداية ولزم الاستقامة واعتنى بالعبادة وطلب العلم وما الى ذلك لا يجوز اطلاقا ان يفتش عن حاله السابقة ولا يجوز اطلاقا من يعرف شيئا مثلا عن حاله السابقة ان ان يعاتبه على تلك الحال. او يحدثه عن تلك الحال او يناقشه في تلك الحال. او يحدث الاخرين بتلك الحال ويقول لهم مثلا فلان هذا كان فيه كيت وكان فيه كيت واشياء انتهت وتاب منها وصلحت حاله مع الله سبحانه وتعالى فهذه لا ينظر اليها ولا تفتش وما من انسان الا وله شيء من التفريط والتقصير من ذا الذي كمل قل من عصمهم الله سبحانه وتعالى فا ما تنظر في هذه الاشياء وانما الانسان ينظر في آآ الظاهر الذي امامه والذي في في في وقت الانسان اما مثلا امور مضى عليها زمان ويخاطب فيها انت كنت قبل عشرين سنة او عشر سنوات او خمس سنوات تفعل كيت وكيت انتهت هذه اذا كان تاب منها مثل ما قال الناظم وماظي الفسق اذ لم يجدد ما معنى لم يجدد يعني لم يجدد المعصية انتهت لم يجددها يعني لم يجدد المعصية انتهى امره منها ولا ولم يعد يفعلها ما يقال انت كنت قبل عشر سنوات تفعل كذا وكذا او قبل خمسطعشر سنة كنت افعل كذا وكذا او يأتي لرجل كبير في السن عمره ثمانين سنة ويقول انت عمرك عشرين سنة كنت تفعل كذا ايش الكلام هذا هذه امور ما يلتفت اليها ولا تبحث ولا تفتش وانما ينظر في حال الانسان ان كان صلح حاله ولم يعد يجدد تلك الذنوب او يفعل تلك المعاصي لا يجوز اصلا ان يلتفت اليها بل يخشى على من يعيبه فيها يخشى عليه في هذا الباب وكما ذكرت ابن القيم رحمه الله له كلام حقيقة متين جدا في فصل افرده في هذه المسألة في كتابه مدارج السالكين قال وماضي الفسق اذ لم يجددي. اذ لم يجددي اي اذ لم يجدد هذا الذي عنده ماضي الفسق الفسق في حياته لم يجدده معناته انتهى خلاص لا يفتش ولا يناقش فيه ولا يعاتب عليه ولا يلام على فعله لانه امر انتهى. واذا كان تاب من تاب تاب الله عليه قال رحمه الله وهجران من يدعو لامر مضل او مفسق احتمه بغير تردد اجران من يدعو لامر مضل او مفسر الاول الذي بدأ به هجران اهل المعاصي لكن هنا هجران الدعاة الى الضلال اين البدع او الدعاة الى الفسوق ذكر نوعان من الدعاة الدعاة الى الضلال الذي هو البدع التي ما انزل الله بها من سلطان والدعاة الى الفسوق الدعاة الى المعاصي يعملون على ترويج المعاصي وتهييجها في النفوس ودعوة الناس اليها وتحريظهم على فعلها فهؤلاء يقول هجرانهم احتمه بغير تردد احتمه بغير تردد يعني اعتبره امر محتم لا تردد فيه لان هؤلاء شر شر عظيم على من يخالطهم اما المضل الذي هو صاحب البدعة فيخشى على جليس من الشبهات التي يرقيها فيفسدوا بها العقائد الذي يدعو لامر مفسق يعني يدعو الى المعاصي والفجور يخشى على جليسه من اثارة الشبهة اه اثارة الشهوة التي تهلك الانسان فصاحب الامر المضل يخشى من شبهاته وصاحب الامر المفسق يخشى من شهواته التي يثيرها. الامور التي تثير الشهوات. فالذي يعرف بانه داعية الى ضلال اي الى بدعة او داعية الى فسوق فهذا يقول احتم هجرانه اعتبره امرا محتما مؤكدا بدون تردد بدون تردد وهذا الهجران لهؤلاء الذين هم دعاة الى البدع او دعاة الى المعاصي مطلوب من كل احد من كل فرد من افراد المسلمين لكن بالقيد الذي ذكر على غير من يقوى على دحض قوله على غير من يقوى على دحض قوله لكن اذا كان الرجل عنده قوة علمية وايضا من ناحية الدين عنده الدين يحجزه عن المعاصي وعنده علم يحجزه عن الشبهات اتاه الله الدين والحزب فا اذا كان يقوى على دحظ قوله ويدفع اظرارا المضل بمزود. المذود اللسان اذا كان يقوى على ذلك فانه لا لا يهجره بل يقابله ويناقشه ويلاقيه لان المقام يحتاج الى ماذا للرد عليه يحتاج الى مجالسة معه ومخاطبة له ومشافهة له حتى يناقشه ويرد عليه فاذا كان عنده علم وعنده دين علم يقي الشبهات ودين يقي الشهوات يذهب اليه ويجالسه لدحض باطله لدحض باطله ولهذا استثنى الناظم قال على غير من يقوى على دحظ قوله ويدفع اظرار المضل بمزود اذ اظرار المضل بمزود اي بمقابلته له ومشافهته له يدفع اظراره يدفع اظراره ويصد شره وباطله فهذا يستثنى ايضا امر اخر يستثنى ويقضي امور الناس في اتيانه ويقضي امور الناس في اتيانه مثل ان يكون هذا الذي يدعو الى فسق او الى بدعة له مكانة والناس لهم حوائج مضطرون اليها والحواج بيده او عن طريقه بعضهم من اجل قضاء حوائج الناس من اجل قضاء حوائج الناس التي عند هذا الشخص يشافه ويحادثه لهذا الغرض حتى تقضى حوائج الناس وما هم مضطرون اليه ولا ينتدب لهذا الا من عنده علم يقيه من الشبهة هو دين يحجزه من الشهوة ويقضي امور الناس في اتيانهم ويقضي امور الناس في اتيانهم ثم نبه رحمه الله فقال ولا هجر مع تسليمه المتعوذين يعني اذا وجد السلام ما ثمة هجر اذا وجد السلام ما ثمة هذا؟ اذا كان يسلم على هؤلاء لم يهجرهم ولهذا قيل لا هجر مع سلام اذا كان يسلم يلقي السلام عليه لم يكن هاجرا له قد قال عليه الصلاة والسلام اولا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم ولهذا لا هجرة مع السلام فينبه على ذلك بقوله ولا هجر مع تسليمه المتعودين ولا هجر مع تسليمه المتعودين. كان يلقي عليه السلام ليست هذه ليس هذا هجر ليس هذا بهجر قال رحمه الله وحظر انتفاء التسليم فوق ثلاثة على غير ما قلنا بهجر فاكدي قوله اه وحظر بالفتح مفعول اكد اكد حظر ذلك اكد حظر ذلك ومنعه انتفاء التسليم فوق ثلاث على غير من قلنا على غير من قلنا الاشارة في قوله على غير من قلنا عائد الى ماذا الى ما تقدم من هجر لاجل معصيته او هجر لاجل دعوته امر مضل او دعوته لامر مفسر غير هؤلاء لا يجوز هجرهم فوق ماذا؟ ثلاث لا يجوز هجرهم فوق ثلاث لقوله عليه الصلاة والسلام لا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث لا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث الثلاث ايام هذي مباحة ان يهجر اخاه لامر دنيوي لحاجة دنيوية لسوء خلاف في امور دنيوية لا تتعلق بجانب البدع والمعاصي الى اخره وانما شحناء بينهم امور دنيوية سوء تفاهم الى غير ذلك في دود الثلاث ايام او الثلاث ليالي يجوز له ان يهجره فوق الثلاث لا يجوز لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرئ مسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث الثلاثة الايام او الليالي رخص فيها لان الانسان من طبيعته يغضب وتوجد في نفسه اشياء وتنسحن فهذه الثلاثة الايام كافية كافية التخلص مما في نفسه من شحناء فله ان يهجره فوق ثلاث له ان يهجره في ما دون الثلاث. اما فوق الثلاث فلا يجوز رخص له في في في هذا لما عليه الانسان ما يكون فيه من غضب او مثلا شيء من هذه الامور فتؤثر على على نفسه فرخص له في هذه المدة. اما ما زاد ذلك على ذلك لا يجوز بل يجب عليه اذا لقي وبعد ذلك ان يسلم عليه وما اكثر الان التهاجر على حظوظ النفس ما اكثر التهاجر على حظوظ النفس واحيانا تدخل على الانسان دواخل يظن انه يفعل ذلك تدينا وهو يفعل ذلك لحظ نفسه وكم يدخل على الانسان في هذا الباب حتى اهل العلم تنبهوا لهذا قضية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر احيانا الشخص يأمر بالمعروف او ينهى عن المنكر ثم لا يستجيب له الطرف الاخر فيغضب ووربما كان غضبه لرد قوله ربما كان غضبي لرد قوله ولهذا بعضهم يعني يستمر انتصارا لنفسه في الانكار والغضب والانفعال وما الى ذلك انتصارا لنفسه ولهذا الامام احمد رحمه الله لما سئل عن ذلك قال اذا انكرت عليه فدعه اذا انكرت عليه فدعه ما بعد ذلك انتصار هذا معنى كلامه رحمه الله ما بعد ذلك انتصار يعني انتصار لنفسك انسان ما ينتصر نفسه اذا بين للشخص الحق ووضحه بالدليل ما يبقى منتصرا لنفسه ومغضبا لنفسه وكيف يرد كلام وانا هل مثلي ورد كلام واشياء من هذا القبيل ومثله ايضا قد يقع الهجر يظن انه وقع منه تدينا وهو وقع منه لحظ نفسه ولهذا تجد مثلا يعني تأتي بعظ العبارات يقول ما يحترمني او يقول ما يعرف قدري او يقول اشياء من هذا القبيل تدل على انه راجع هالمسألة لحظ النفس ولهذا الهجر الذي يتعلق بالجانب الاول يفعل تدينا قربة لا يفعل لحظ النفس والذي لحظ النفس رخص فيه في الامور الدنيوية فيما دون ثلاث ايام ثلاث ايام فما دون. رخص في ذلك. وما زاد على ذلك لا يجوز ما زاد على ذلك لا يجوز كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام لا يحل لمسلم ان يهجر اخاه المسلم فوق ثلاث قال وحظر انتفاء التسليم فوق ثلاثة على غير ما من قلنا اي في الابيات السابقة بهجر فاكدي اكد هذا الامر اي اكد الحظر والمنع من ذلك انه لا يجوز ان يهجر اخاه فوق ثلاث ثم اخذ يتحدث عن مسألة مهمة جدا وهي مسألة الجليس واختيار الجلساء والرفقاء وان المؤمن ليس له ان يجلس مع من شاء او يخالط كل من هب ودب بل ينبغي ان يتخير الجلساء وينتقي الخلطاء والرفقاء كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل قال فلينظر احدكم من يخالل هذه دعوة الى التفقه في من تخالطهم ومن تجالسهم ولهذا قيل من فقه الرجل مأكله ومشربه وممشاه ان يتفقه في الاكل وفي الشرب وفي الممشى اي من يخالط لا يمشي مع كل احد ليس للمؤمن ان يمشي مع من شاء لماذا؟ لان الصاحب له تأثير في صاحبه ولابد فقد قيل قديما الصاحب ساحب لانه يؤثر في الجليس وهذا ما جاء بيانه في المثل العظيم الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام بقوله مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير قال اما حامل المسك فاما ان يحذيك او ان تبتع منه او ان تجد منه رائحة طيبة ونافخ الكير اما ان يحرق ثيابك او تجد منه رائحة خبيثة فباب تخير الرفقاء وانتقاء الاصحاب. واذا وجد الاخيار الافاضل صبر صبر على المجانسة والمخالطة واصبر واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم فيحرص عليهم اذا عرفهم بالاستقامة والتدين والفضل والخير يحرص عليهم واما اذا كانوا يعرفون الاعمال المشينة والامور الدميمة والخصال السيئة فليحذر يقول الناظم ويكره ويكره للمرء الجلوس مع امرئ دنيء يكره للمرء الجلوس مع امرئ دنيء ومع ذي الفسق او ذي ذرية الردي الان يعدد اصنافا تكره مجالستهم ومصاحبتهم لما فيها من تأثير على المجالس من هؤلاء المرء الدنيء يعني تصرفاته دنيئة فيها شيء من الخسة والحقارة اللؤم سوء التصرف دناءة في الالفاظ او الدناءة في الافعال ومع ذي الفسق ذي بمعنى صاحب اي صاحب الفسق الذي يعرف اه الفسق والفسق هو الخروج عن الطاعة او ضيق الري الردي اي صاحب الرياء الردي آآ ايضا من كان هذا شأنه يعرف عنه اه المراة وحب مثلا السمعة والشهرة وما الى ذلك ويتصنع باعمال ليحمد عليها ويمدح ايظا مثل هذا يؤثر في مجالسه ربما تشبه به وفعل مثله كذا مع سخيف كذا مع سخيف يعني الجلوس مع السخيف من هو السخيف قال وهو من رق عقله وهو من رق عقله يعني اصبح عقله رقيق مثل ما يقال في في عقله خفة السقيفة الذي رق عقله اي في عقله خفة تعرف من تصرفاته كذا مع سخيف وهو من رق عقله ومع لاعب الشطرنج والنردي والردي الشطرنج لعبة معروفة تلعب على رقعة من الخشب ونحوه ويوضع عليها مجسمات على هيئة الملك مثلا والفيل والشام من هذا القبيل ثم يتقابل اثنان ويلعبان هذه اللعبة يلعبان هذه اللعبة وقد مر علي رضي الله عنه فعلى اناس يلعبونها فقال ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون؟ لانها هي اصنام صنم على هيئة فيل وصنم على هيئة ملك وصنم على هيئة جندي وهكذا وآآ يعكفون عليها يعكفون عليها وقتا والسلف رحمهم الله الفوا كتب خاصة منهم الاجري رحمه الله في ذم النرد والشطنج والنرد لعبة تعرف في في زماننا هذا ببعض البلدان بلعبة الطاولة اللعبة تتكون من قطع آآ مثلا آآ آآ حجر او شيء فيه ارقام على جوانب الستة على جانب رقم واحد وعلى جانب رقم اثنين وعلى جانب رقم ثلاثة وهكذا ثم ترمى هذه ويصبح آآ منافسة بين اللاعبين او حول هذه الطاولة وقد تكون المنافسة على قمار في الغالب بحيث يدفع هذا وهذا ان يقول له ان غلبتني تدفع كذا وان غلبتك ادفع كذا ومثله ايضا في اه الشطرنج فهذا سوء على سوء وشر على شر والردي يشير به رحمه الله الى ما شاكل ذلك من الالعاب التي تشبه هذا وتضاهيه وتماثله قال رحمه الله متهم اي ومع متهم في دينه مع متهم في دينه يعني متهم تهمة واضحة بدع او ضلالات او انحرافات او نحو ذلك في دينه او بعرضه الاول يتعلق الاعتقاد والثاني يتعلق بالسلوك. عرضه اي اه متهم بالفواحش الرذائل ونحو ذلك مع متهم في دينه او بعرضه به افتى ابن حمدان فتابعه واقتدي. ابن حمدان هو احمد بن حمدان اه النميري الحراني الفقيه الحنبلي رحمه الله له كتابان بعنوان الرعاية الرعاية الكبرى والرعاية الصغرى ولعل ذلك ذكره رحمه الله في كتابه اه الرعاية وبهذا انهى رحمه الله ما يتعلق بالهجران هجران اهل المعاصي وفي خلاصة للحجاوي رحمه الله وقد ذكرت لكم ان الحجاوي له شرح مطبوع على المنظومة الصغرى لابن عبد القوي ابن عبد القوي لعلي ذكرت لكم له المنظومة الصغرى وابياتها مئة وخمسة وثمانين بيت اختصار لهذه المنظومة بالابيات نفسها مع تصرف في بعض المواضع مئة وخمسة وثمانين بيت والمنظومة الكبرى التي هي الالفية والحجاوي له شرح على المنظومة الصغرى ومثله ايضا السفارين في منظومة في كتابه غذاء الالباب شرح المنظومة الصغرى لابن عبد القوي في الاداب ففي خلاصة مفيدة ذكرها الحجاوي رحمه الله في شرحه لهذا الموضع قال فيها وحاصلوا كلام الاصحاب والناظم يعني ابن عبد القوي وحاصلوا كلام الاصحاب والناظم ان من عجز عن الرد فيما يتعلق وهجران من يدعو لامر الى اخره قال من عجز عن الرد او خاف الاغترار والتأذي وجب عليه الهجر وان من قدر على الرد او كان او كان ممن يحتاج الى مخالطتهم لنفع المسلمين وقضاء حوائجهم ونحو ذلك من المصالح لم يجب عليه الهجر لان من يرد عليهم ويناظرهم يحتاج الى مشافهتهم ومخالطتهم لاجل ذلك وكذا من في معناه بخلاف غيره والله اعلم. وهذه خلاصة جيدة ما ذكره الناظم الله وما ذكره ايضا غيره من اهل العلم في هذه المسألة وبهذا نكتفي ونسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا. ولا تجعل الدنيا اكبر همنا. ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك رسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا