الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة شمس الدين محمد بن عبدالقوي رحمه الله تعالى في منظومته الالفية في الاداب الشرعية تحت قوله الطب وما يتعلق به وانذار من لاح به الشيب تبادر هجوم الموت في كسب ما به تفوز به يوم القيامة واجهد. فكم غبن مغبون بنعمة صحة ونعمة بامكان اكتساب التعبد فنفسك فاجعلها وصيك مكثرا لسفرة يوم الحشر طيب التزود ومثل ورود القبر مهما رأيته لنفسك نفاعا فقدمه تسعدي فما نفع الانسان مثل اكتسابه بيوم يفر المرء من كل ما احتدي كفى زاجرا للمرء موت محتم وقبر واهوال تشاهد في غد ونارا تلظى اوعد الله من عصى فمن خارج بعد الشقى ومخلد. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه الابيات العظيمة يذكر فيها الناظم رحمه الله تعالى بالموت وما بعده وباهمية الاستعداد ليوم المعاد وتذكري اهوال يوم القيامة وتذكر الموت كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام تذكروا هادم اللذات فان في هذا التذكر نفعا عظيما للعبد من حيث صلاح اعماله واستقامته على طاعة ربه سبحانه وتعالى ومجانبته للذنوب والخطايا لان العبد اذا تذكر انه راحل من هذه الحياة وان الموت اتيه ولا بد ولا يدري متى يأتيه الموت وتفجأه المنية ويرتحل من هذه الدنيا فانه فان ذلك يكون عونا له للاستعداد ليوم المعاد الناظم رحمه الله تعالى في هذه الابيات يذكر بذلك قال فبادر هجوم الموت في كسب ما به تفوز به يوم القيامة واجهد بادر اي ساره الى الاعمال والطاعات وانواع القربات قبل ان يأتيك الموت لان الموت اذا جاء انقطع العمل وتوقف المجال لاداء الطاعات كما قال عليه الصلاة والسلام اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او ولد صالح يدعو له او علم ينتفع به اما العمل فانه ينقطع موت الانسان ومفارقة روحي لجسده ولهذا ينبغي على العبد ان يبادر ويسارع ويغتنم وجوده في هذه الحياة وقد جاء في في صحيح مسلم عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال بادروا بالاعمال ستا الدجال والدخان والدابة وطلوع الشمس من مغربها وخويصة خويصة احدكم وامر العامة وخويصة الانسان موته خويصته موت وخويصة تصير خاصة اي ما يخص الانسان بنفسه من موت يفجأه فيغادر هذه الحياة وامر العامة الساعة الساعة وصغر خاصة لم يقل خاصة احدكم قال خويصة احدكم اه تحقيرا لهذا الامر نظرا للاهوال التي بعده والشدائد العظيمة التي تتبعه خويصة احدكم اي ساعة كل احدكم ومنية كل احدكم وان الواجب على العبد ان يبادر قبل مجيء هذا الامر الذي يخصه وهو الموت وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان الموت اذا حضر فان التوبة لا تنفع ولا يكون ثمة مجال للعبادة والعمل والطاعة ولهذا ينبغي للعبد ان يبادر بالاعمال قبل ظهور ايات الساعة العظام لان ايات الساعة وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث اربع ايات عظام للساعة من اياتها الكبرى واشراطها العظيمة ومن شأن هذه الايات الكبار العظام انها اذا خرجت انقطعت التوبة انقطعت التوبة وفي الحديث لا يزال باب التوبة مفتوحا ما لم تطلع الشمس من مغربها فاذا طلعت امن الناس كلهم لكن لا تنفع التوبة لانها توبة مشاهدة لايات عظيمة مؤذنة بزوال هذا الكون. وفي هذا يقول الله تعالى يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا فاذا هذا الحديث ذكر فيه ثلاثة امور الايات الساعة واشراطها ذكر منها اربعة وخويصة الانسان الذي هو الموت الذي يخص كل انسان بعينه وقيام الساعة وقيام الساعة وان الواجب على العبد ان يبادر وان يسارع الاعمال قال فبادر هجوم الموت وعبر رحمه الله بكلمة هجوم لان الموت يأتي فجأة بدون ما اه بدون استئذان وبدون اه مقدمات اه ولهذا كثير من الناس يعرف بالصحة والعافية والقوة والنشاط ويقال مات احيانا بالحوادث واحيانا على فراشه وهو لا يشتكي من شيء فبادر هجوم الموت في كسب ما به تفوز به يوم القيامة وجهدي عليك ان تحرص على كسب الاعمال الصالحة والطاعات الزاكية التي تقربك الى الله واجتهد في ذلك وجاهد نفسك على ذلك والله سبحانه وتعالى يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين قال رحمه الله فكم غبن مغبون بنعمة صحة ونعمة امكان اكتساب التعبد كم يغبن كثير من الناس وكم هنا للتكفير اي ما اكثر ما يكون ذلك عند اكثر الناس يغبنون في امرين الصحة والفراغ كما جاء في الصحيح عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة الفراغ كثير من الناس تذهب صحته في امور لا فائدة فيها بل كثير منهم تذهب صحته في امور مضرة به ومهلكة له وهذا خسران وكثير من الناس تذهب اوقات فراغه في توافه الامور بل في المحرمات والاثام ولهذا بعظ الناس اه يتظايق من الوقت ويعمل على امضاءه حتى في المحرم ولهذا تجد عند بعض الغافلين التعبير بكلمة قتل الوقت قتل الوقت كانه عدو الوقت غنيمة الوقت غنيمة وما ذهب من الوقت لا يعود اليك العاقل هو الذي يغتنم الاوقات بكسب امور واعمال وطاعات تقربه الى الله سبحانه وتعالى فكم غبن مغبون بنعمة صحة ونعمة امكان اكتساب التعبد. يشير هنا الى حديث ابن عباس وهو في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ فكثير من الناس اوقاتهم فظيع سدى وصحتهم ايظا تظييع في الحرام او في توافه الامور او فيما لا فائدة فيه ولا منفعة الناظم قال فكم وهي للتكثير والنبي صلى الله عليه وسلم قال مغبون فيهما كثير من الناس قال رحمه الله فنفسك فاجعلها وصيك اي استوصي بنفسك خيرا واعتن بنفسك اتق الله سبحانه وتعالى في نفسك وانظر ماذا قدمت نفسك لغد وحاسب نفسك قبل ان يحاسبك الله وزنها قبل ان توزن اعمالك اعمالك بين يدي الله جل وعلا فنفسك فاجعلها وصيك مكثرا لسفرة يوم الحشر طيب التزود. اكثر لذلك السفر العظيم ليوم الحشر والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى اكثر من طيب التزود اي من من طيب الاعمال الصالحة وتقوى الله جل وعلا التي هي خير زاد لذلك اليوم العظيم ومثل ورود القبر مثل ورود القبر اي استحضر في في ذهنك وتخيل في عقلك حالك وانت في القبر حملت على النعش والسنت وكفنت وحملت وصلي عليك وادرجت في تلك الحفرة واهيل عليك التراب وبقيت وحيدا. مثل لنفسك ماذا تريد لو كان هذا الامر حصل لك ماذا تريد احد السلف اراد ان يعظ احد الغافلين فاخذه الى المقابر وقال له لو كنت مكان هؤلاء ماذا تتمنى قال اتمنى ان يعيدني الله الى الحياة الدنيا لاتوب واعمل صالحا غير الذي اعمله الان قال انت الان فيما تتمناه انت الان فيما تتمنى اعمل قبل ان يكون امنية لا تنفع اعمل الان اما اذا مات الانسان وحمل على النعش ادرج في القبر لا يعود مرة قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا فيقول رحمه الله مثل ورود القبر. اي تخيل في في في ذهنك واستحضر في نفسك حالك وقد ادرجت في قبرك. ما الذي تريد مثل ذلك في نفسك مثل ورود القمر ثم عندما تمثل ورود ورودك القبر عندما تمثل تستحضر ورودك القبر تخيل ماذا تريد؟ لو كنت فعلا ادرجت في القبر من لاشياء التي تريد ان تكون فعلا معك في القضاء هل يريد الانسان ان تكون معه المعاصي ان تكون معها الذنوب ان تكون معها المظالم ان تكون معها التعديات ان يكون معها ارتكاب ما يسخط الله هل يريد ان يكون هذا اه رفيقه في قبره كل انسان لا يريد ذلك. اذا مثل ورود القبر وتخيل انك ادخلت القبر ثم انظر ماذا تريد ان يكون معك في القبر ولهذا يقول رحمه الله مهما رأيته لنفسك نفاعا فقدمه تسعدي. الاشياء التي تحس من نفسك انها تنفعك في قبرك وتفيدك عندما تدرج في القبر اكثر منها من اجل ان تسعد في قبرك وتسعد في حشرك وقيامك بين يدي رب العالمين سبحانه وتعالى مهما رأيته لنفسك نفاعا اي معك في نافعا لك في قبرك وما بعد القبر فقدمه تسعد قدمه اي ما دمت في دار العمل قال رحمه الله فما نفع الانسان مثل اكتسابه بيوم يفر المرء من كل ما اهتدي ما نفع الانسان في يوم القيامة يوم الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى مثل اكتسابه اي للاعمال الصالحة والطاعات الزاكية المقربة الى الله فهذه التي تنفعه فما نفع الانسان مثل اكتسابه اي اكتسابه للصالحات والطاعات والقربات بيوم اي في يوم يفر المرء من كل ما احتدي المحتد هو الاصل كما قال الله سبحانه وتعالى يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ثم يقول رحمه الله تعالى واعظا كفى زاجرا للمرء موت محتم كفى زاجرا اي عن الذنوب والمعاصي والاستمرار في الاثام والخطايا كفى زاجرا وواعظا للانسان ورادعا موت محتم اي متيقن لا ريب فيه ولا ريب من حصوله قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم فهو امر محتم متيقن كفى زاجرا هذا الموت كفى زاجر الانسان هذا الموت وقبر واهوال تشاهد في غدي في غد اي ما بعد الدنيا في غد اي فيما بعد الدنيا ومفارقة هذه الحياة سيرى القبر واهواله والحشر شدائده والبعث والنشور والحساب وكل الاهوال العظيمة كفى زاجرا للمرء تذكر هذه الامور. الموت وما بعده من فتنة في القبر عذاب في القبر وحشر وبعث وصحف ودواوين وصراط وجنة ونار الى غير ذلك من ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه الموت فيه زاجر والقبر فيه زاجر واهوال يوم القيامة ايضا فيها زاجر وكذلك النار اعاذنا الله منها قال ونارا تلظى تلظى اي توهج وتتوقد قال الله تعالى وانذرتكم نارا تلظى لا يصلأها الا الاشقر هذه كلها زواجا للانسان عند تذكره للموت تذكره للقبر وما فيه من عذاب تذكره لاهوال يوم القيامة تذكره للنار هذه الامور اذا تذكرها الانسان كانت اعظم زاجر ورادع له عن ارتكاب الذنوب والمعاصي ونارا تلظى اوعد الله من عصى اوعد الله من عصى اي بها بهذه النار التي تلظى ومعنى تلظى اي تلتهب وتتوهج وتتوقد فمن خارج بعد الشقاء ومخلده. اي ان من يدخلون النار يوم القيامة على قسمين قسم خارج بعد الشقاء خارج بعد الشقاء وهم عصاة الموحدين فان هؤلاء ياء اذا دخلوا النار بذنوبهم وكبائرهم يبقون فيها فترة ومدة من الزمان ثم يخرجون كما جاء في الصحيح ظبائر ظبائر اي جماعات جماعات دفعات دفعات هذا قسم والقسم الثاني مخلد في النار وهم الكفار المشركون كما قال الله سبحانه وتعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطلخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير قال جل وعلا وما هم بخارجين من النار والايات في هذا المعنى كثيرة نعم قال رحمه الله تعالى ويسأل في القبر الفتى عن نبيه وعن ربه والدين فعل مهدد فمن ثبت الله استجاب موحدا ومن لم يثبت فهو غير موحد. وتلك لعمري اخر الفتن التي متى تنجو منها فزت مخلدي فنسأله التثبيت دنيا واخرة وخاتمة تقضي بفوز مؤبد. نعم. قال ويسأل اي الانسان في القبر اي اذا ادرج في قبره واهيل عليه التراب حتى انه يسمع قرع نعال مشيعيه ومن قاموا بدفنه وحينئذ يأتيه ملكان احدهما يقال له المنكر والاخر يقال له النكير ويجلسانه مع ان المكان الذي ادرج فيه مكان انما يسع الميت نائما على جنبه لا يكفي لجلوسه لكن يجلسانه ورب العالمين على كل شيء قدير يجلسانه ويقولان من ربك ما دينك؟ من نبيك؟ مثل ما قال الناظم فعلا مهدد اعلاء مهدد هذا امتهان ولهذا يقال لهذين الملكين الفتانان ويأتيان بصورة منكرة ولهذا يقال لاحدهما المنكر والاخر النكير. لان صورة ما سبق ان رأها الانسان فظيعة مهيلة ما سبق ان رأى فيأتيانه بتلك الصورة ويسألانه هذه الاسئلة الثلاثة من ربك وما دينك ومن نبيك قد قال عليه الصلاة والسلام ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وامر بتعاهد هذه الاصول الثلاثة تعاهدا مستمرا حتى انه يشرع قول رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا عند كل سماع الاذان بعد التشهد فهذه الاصول اصول عظيمة جدا وهي من اهم ما ينبغي ان يعتني به المسلم وينشأ عليه وينشأ عليه اهله واولاده لان هذه الاصول اذا ادرج في قبره سئل عنها من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك قد كتب ناصحا الامام المجدد شيخ الاسلام محمد بن عبد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى رسالته الاصول الثلاثة في بيان هذه الاصول تعليما لها وتفقيها ذكرا لادلتها من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال ويسأل في القبر الفتى عن نبيه وعن ربه والدين ان يسأل ثلاث اسئلة ثلاث اسئلة من ربك وما دينك؟ ومن نبيك اسئلة محددة لكن من الذي يجيب الاسئلة محددة مسبقة على التعبير العصري اسئلة مكشوفة محددة من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك لكن من الذي يجيب قال الله سبحانه يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ولهذا من لم يكن من اهل الايمان حتى وان كان عنده علم موسع بالاصول لا يستطيع ان يجيب ويظل الله الظالمين من كان منافقا عليم اللسان فاسد القلب لا يستطيع ان يجيب سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ولهذا يقول رحمه الله فمن ثبت الله فمن ثبت الله استجاب موحدا ومن لم يثبت فهو غير موحد من ثبت الله اي من ثبته الله عند السؤال استجاب واجاب باجوبة التوحيد والايمان فيقول ربي الله ودين الاسلام ونبيي محمد عليه الصلاة والسلام كما قال الله سبحانه وتعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ومن لم يثبت فهو غير موحد كما قال الله ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء اهل التوحيد يثبتهم الله واهل الكفر والتنديد يظلهم الله سبحانه وتعالى ثم دعا رحمه الله وجزاه خيرا فقال فنسأله التثبيت دنيا واخرة دنيا ان يثبتنا في هذه الحياة الدنيا على الاستقامة على طاعة الله والمداومة على عبادة الله والبعد عن ما يسخط الله في الاخرة والقبر اول منازل الاخرة فيشمل التثبيت في القبر والتثبيت في اهوال يوم القيامة وشدائدها فنسأله التثبيت دنيا واخرة وخاتمة تقضي بفوز مؤبد آآ وخاتمة تقضي بفوز مؤبد فان العبرة بالخواتيم فان العبرة بالخواتيم والاعمال بالخواتيم ينبغي على العبد ان يسأل الله سبحانه وتعالى حسن الختام فان من ختم له بالحسنى فاز كما قال الناظم الفوز اه المؤبد وقول الناظم في البيت الذي قبل هذا البيت فاتني اه قال وتلك لعمرو اخر الفتن التي متى تنجو منها فزت فوز مخلد هذه الفتنة اي فتنة القبر هذه الفتنة اي فتنة القبر هي اخر الفتن اخر الفتن ليس بعدها فتنة وليس بعدها امتحان فهي اخر الفتن فمن نجا في هذه الفتنة فتنة القبر فزت فوزا مخلدا اي فزت فوزا عظيما خلدت في هذا النعيم ابدا الاباد دخلت في مرحلة النعيم والهناءة بالثواب والاجر فان الدنيا عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل من فاز في آآ الحساب كان في نعيما لا شقاء بعده بل يكون مخلدا في هذا النعيم ابد الاباد. ثم دعا بهذه الدعوة فنسأله التثبيت دنيا واخرا وخاتمة تقضي بفوز مؤبد. نعم قال رحمه الله تعالى ويكره تأذين لنعي معمما الا مات زيد لا لاهل التودد وندب جلوس المؤنس حذاءه كنحر جزور بين باك ومسعد. يقول ويكره تأذين لنعي معمما النعي هو الاخبار بموت الانسان النعي هو الاخبار موتى الانسان واشاعة موته ونشر ذلك والنعي اما ان يكون معمم او يكون لاهل التودد اي لقرابة الانسان ومعارفه وخواصه من ان ان من اجل ان يشهدوا اه جنازته ويصلوا عليه ويشارك في دفنه فثم نعي معمم اي اعلان اه بالاصوات العالية في الطرقات وفي الاسواق مات فلان الى اخره حتى انه في في بعض الدول ثمة سيارات فيها مكبرات صوت اذا مات ميت ركبوا في هذه السيارة واخذوا يطوفون في البلد كله بمكبرات الصوت مات فلان ابن فلان الى اخره. هذا يسمى نعي معمم هذا لا يجوز هذا لا يجوزها مبني على اثارة الحزن وربما ايضا التسخط والجزع وايضا ربما النياحة واشياء من هذا القبيل جاء الشرع بذمها والتحذير منها فيكره تأدين لنعي معمما الا مات زيد الامات زيد يعني معمم يعلن اسمه بالاصوات العالية في عموم الناس في عموم الناس على وجه التحزن مثلا والتسخط واشياء من هذا القبيل فهذا لا يجوز لا لاهل التودد اما النعي باخبار قرابته واخبار مثلا جيرانه واخبار اصدقاءه ونحوهم حتى يأتوا يشاركوا في جنازته في اه الصلاة عليه وفي دفنه فهذا لا بأس به قال وندب اي ويندب جلوس المؤنسين حذاءه اي بعد ان يدفن في قبره يقول بعد ان يدفن الميت في قبره يشرع ويندب مشيعيه اي من قرابته واصدقائه من شاركوا في جنازته الجلوس اه جلوس المؤنسين حذاءه يعني حذاء القبر بجوار القبر مدة كنحري جزور قولك نحر جزور اي مدة كنحر جزور ونحر الجزور مدة ليست قصيرة ليس ليس نحر الجزور وتقطيعه وتقسيم لحمه مثل نحر ذبح الشاة فيحتاج شيء من الوقت شيء من الوقت قال كنحر جزور بين باك ومسعد بين باك ومسعد آآ وهذي حال الناس مع الموتى حتى ايظا بعضهم مع قرابة بل مع اقرب الاقرباء اليه بعضهم يكون باكي وبعضهم مسعد بعضهم مصعد مسعد لانه مثلا لدى هذا الميت اموال مثلا طائلة وهو من الورثة وكان لا يعطي منها فيفرح انه سيأتيه مثلا الان الاموال ولا يفكر اصلا بميته يوجد من الناس من هذه حالة والعياذ بالله حتى مع قرابته ربما مع امه وابيه والعياذ بالله ومنهم باك وهذا المتألم الباكي يبكي لفقده والمراد بالبكاء ما جاءت به السنة اه عندما قال عليه الصلاة العين تدمع والقلب يخشع ولا نقول الا ما يرضي الرب سبحانه وتعالى قال وندب جلوس جلوس المؤنسين حذاءه جلوس المؤنسين حذاء هذا استدل له استدل له بما جاء في صحيح مسلم عن عمرو ابن العاص رضي الله عنه وفيه قال ثم اقيموا حول قبري قدر قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها قال ذلك رضي الله عنه وخبره في في صحيح مسلم وهو خبر ثابت لكن هذا الذي جاء عنه هو اجتهاد من عمرو رضي الله عنه وارضاه في في السنة كما نبه اهل العلم لم ينقل ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بذلك او ان ايضا الصحابة فعلوا ذلك او رغبوا في ذلك. ولهذا يقول الشيخ ابن باز رحمه الله اما كونهم يجلسون قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها فهذا من اجتهاد عمرو من اجتهاد عمرو رضي الله عنه وليس عليه دليل. وليس عليه دليل وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرشد اليه الامة لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرشد اليه الامة ولم يفعله الصحابة رضي الله عنهم فيما نعلم ولم يفعله الصحابة رضي الله عنهم فيما نعلم ولهذا لا يشرع قصد الجلوس واطالة الجلوس عند القبر لا لا لا يشرع ذلك لانه لم يأتي به عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء كما نبه على ذلك اهل العلم وفي القرآن قال الله عز وجل ولا تصلي على احد اه مات منهم اه ابدا ولا تقم على قبره ما ذكر الجلوس وانما القيام على القبر فترة يسيرة يدعو له وكما جاء في الحديث اه اسألوا له التثبيت استغفروا لاخيكم واسألوا له التثبيت فانه الان يسأل يستغفر له ولكن جلوس واطالة المكث فهذا مما لا دليل عليه نعم قال رحمه الله تعالى ويقطع نباش القبور باخذه عن الميت الاكفان من حرز ملحد. نعم. هذا اه ما يتعلق بنباس القبور الذي الذي ينبش القبور بعد ان ان تدفن يأتي مثلا ليلا وينبش القبر اما مثلا ليأخذ آآ من آآ يأخذ الكفن الذي يحيط بالميت او مثلا يأخذ ان كان يعني مثلا في سن من ذهب او شيء من هذا القبيل يعلمه فينبشل القبر ويأخذ فهذا تقطع يده لانه سارق هذا سارق واذا علم وبه فان يده تقطع كما قال الناظم ويقطع نباس القبور اي السارق الذي ينبش القبور لاخذ يأخذ عن الميت الاكفان من حرز ملحد هذا اخذ مال من اه من حرص بحفره اه للقبر واخراجه للكفن ثم سبحان الله وهذا امر قد يقع في في يعني قد يقع فاي قسوة في هذا القبور في هذه القلوب اي قسوة بلغتها هذه القلوب عندما يحفر القبر ويرى هذا الميت ستكون يوم من الايام مثله ويحاسبك الله على لكن قلوب قاسية والعياذ بالله نعم قال رحمه الله تعالى واياك والمال الحرام مورثا تبوء بخسران مبين وتكمدي فتشقى به جمعا وتصلى وبه لظى وغيرك يهناه ويسعد في غد يقول رحمه الله واياك والمال الحرام مورثا احذر اشد الحذر ان تجمع المال الحرام ثم تموت ويبقى ميراثا ليقتسمه الورثة من بعدك هذه مصيبة عظيمة على الانسان اذا جمع مالا حراما ثم مات واقتسمه الورثة ماذا يكون الامر في شأنه هو يقول رحمه الله تبوء بخسران مبينا وتكمدي اي ان كان امرك كذلك فانك تخسر خسرانا مبينا وتكمد والكمد هو اشد الحزن اشد الحزن اي تحزن حزنا عظيما ولا ينفع الانسان آآ ندم او حزن في ذلك اليوم اياك اياك اي احذر واياك والمال الحرام اي احذر المال الحرام مورسا لان ان جمعها الانسان من حرام ومات اقتسمه الورثة يبوء هو بالخسران المبين والكمد الذي هو شدة الحزن فتشقى به جمعا وتصلى به لغى تشقى به جمعا اي اي الشقاء الذي حصل لك في جمعه هو شقاء طويل حتى جمعته وربما خصومات ودعاوى وكذب في المحاكم واشياء من هذا القبيل حتى اجتمع له هذا المال الحرام فشقي بجمعه هذا في الدنيا وفي الاخرة يصلى به لظى وظى اسم من اسماء النار اسم من من اسماء النار كلا انها لظى لظى نزاعة للشوى تدعو من ادبر وتولى كلا انها لظى هذا اسم من اسماء النار وسميت لظى لانها تتوهج وتلتهب تستعر بشدة حرها وحميمها نزاعة للشواء نزائة الشوى هو الجلد. جلد الرأس فروة الرأس و جلد البدن نزاهة له وهذا النزع الذي يكون هو نزع متوالي لانه الامر كما قال الله كلما نضجت جلود بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا له هذا تصلى به لظى اي النار وغيرك اي الورثة وغيرك المراد بقوله وغيرك اي الورثة يهناه ويسعد في غده يهناه اي في الدنيا ويسعد في غد اي في الاخرة ان كان مستقيما على طاعة الله لان هذا مال جاءه من وارثه ولا يعلم عن حال هذا المال وانتفع به واستفاد منه آآ هنأ به في الدنيا وفي الاخرة يسعد لانه مستقيم على طاعة الله سبحانه وتعالى اما ذاك الذي جمع جمع المال شقي بجمعه وباء بعقوبته يوم القيامة والورتة استفادوا منه وسلموا من العقوبة الورثة استفادوا من هذا المال وسلموا من العقوبة. اما ان كان الورثة يعلمون ان هذه اموال محرمة سرقة او كذا فلا يجوز لهم آآ اخذها بل آآ ان كانوا يعلمون اصحابها او نحو ذلك فانها تبقى حق اه اهلها قال فتشقى به جمعا وتصلى به لظى وغيرك يهناه ويسعد في غد. نعم قال رحمه الله تعالى وبادر باخراج المظالم طائعا وفتش على عصر الصبا وتفقدي فيا لك اشقى الناس من متكلف لغيرك جماعا اذا لم تزودي ورجح على الخوف الرجا عند يأسه ولاقي بحسن الظن ربك تسعد قال وبادر اي سارع باخراج المظالم باخراج المظالم اذا كانت ثمة مظالم للعباد في ذمتك وحقوق للعباد في ذمتك بادر باخراجها وسارع بردها لاصحابها فان اليوم ثمة درهم ودينار ويوم القيامة ليس هناك درهم ولا دينار وانما حسنات وسيئات ويوم القيامة يوم القصاص ورد المظالم لتؤدن الحقوق يوم القيامة كما قال ذلكم نبينا عليه الصلاة والسلام فمن لم يؤدي حق لاصحابه. هذه الحياة الدنيا اخذه اصحابه من حسناته اخذه اصحاب الحق من حسناته. اما الدراهم والدنانير فانها كلها تنتهي في هذه الحياة الدنيا وبادر باخراج المظالم طائعا اي طائعا لله وطائعا لرسوله عليه الصلاة والسلام فيما دعا اليه من رد المظالم وفتش على عصر الصبا وتفقده وفتش على عصر الصبا وتفقده اذا كان هناك حقوق مظالم فكر واعمل على ردها لاصحابها فلا تنظر وقتك الحاضر بل فكر اذا كانت اشياء قديمة وامور سابقة حقوق للناس وحقوق الناس مبنية على المساحة ولهذا اذا كان الانسان يعلم اشياء قديمة وحقوق قديمة للناس عليه ان يرد الحق لاهله لان ان لم يرده لهم اقتص منه يوم القيامة ولهذا من الخير ان يفتش هو الان قبل ان يحاسب على ذلك يوم القيامة فيا لك اشقى اي من لم يرد المظالم يا لك اشقى الناس من متكلف لغيرك جماعا اذا لم تزودي هذا الشقاء العظيم والخسران العظيم ان يكون متكلفا لغيره يجمع يجمع اموال بالسرقة بالربا بالظلم استلاب الحقوق بالاغتصاب بالكذب بالغش الى غير ذلك جماع فهذا من اشقى الناس متكلفا لغيره بهذا الجمع لان الاموال لن تبقى له ولن يبقى لها ثم ختم رحمه الله بقوله ورجح على الخوف الرجا عند يأسه يأسه اي القلب قلب الانسان عندما يغلب عليه اليأس او يسيطر عليه اليأس او يكثر فيه اليأس فغلب الرجاء على الخوف غلب الرجاء على الخوف حتى يحصل عند الانسان توازن لانه لو كان عنده يأس وغلب الخوف قنط من رحمة الله وازداد اليأس عنده لكن اذا كان في القلب يأس فليغلب الرجاء فليغلب الرجاء حتى يذهب عن قلبه يأسه و يكون بين الرجاء والخوف الاصل ان يكون الانسان في الرجاء والخوف متوازنا متوازن لا يغلب احدهما على الاخر الاصل ان يكون متوازنا في رجاءه وخوفه لانه ثمة محظوران القنوط من رحمة الله والامن من مكر الله والامن من مكر الله والعبد اذا غلب الخوف قنط واذا غلب الرجاء من وكل من القنوط من رحمة الله والامن من مكر الله كل منهما من كبائر الذنوب وعظائم الاثام والسلامة من ذلك بالتوازن بين الرجاء والخوف لكن لو ان الانسان كان قلبه سيطر عليه اليأس او زاد فيه اليأس ليغلب الرجاء حتى يحصل عنده ان التوازن ورجح على الخوف الرجا عند يأسه اي عند يأس القلب رجح الرجا على الخوف رجع الرجاء على الخوف وناقي ولاقي بحسن الظن ربك تسعد لاقي بحسن الظن ربك تسعدي كما جاء في الصحيح من حديث جابر رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يموت بثلاثة ايام يقول لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بربه قال ذلك عليه الصلاة والسلام قبل ان يموت بثلاثة ايام صلوات الله وسلامه عليه. قال لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بربه فاذا مات العبد وهو حسن الظن بالله ان يرحمه وان يغفر له وان ينجيه من النار وان يرضى عنه. يسعد باذن الله سبحانه وتعالى ولا يكون سبحان الله هذا وهذا نبه عليه اهل العلم ومنهم ابن القيم رحمه الله لا يكون حسن الظن الا مع حسن العمل لا يكون حسن الظن الا مع حسن العمل وحسن الاستقامة على طاعة الله سبحانه وتعالى ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا ان يصلح لنا شأننا كله وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا. واجعله الوارث منا واجعل اثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين