الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول العلامة شمس الدين محمد بن عبدالقوي رحمه الله تعالى في منظومته الالفية في الاداب الشرعية القتل بغير حق وما يترتب عليه والرجوع الى الله تعالى واياك قتل العمد ظلما لمؤمن فذلك بعد الشرك كبر التفسد كفى زاجرا عنه توعد قادر بنار ولعن ثم تخليد معتدي فقد قال عبد الله فيها مؤولا بنفي متاب القاتل المتعمد وتخليده في النار من غير مخرج. وقال سواه ان يجازى يخلد والا فعفو الله عن غير مشرك فسيح كما انبى باي معدد. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الفصل بين فيه رحمه الله تعالى ما يتعلق بكبيرة القتل بغير حق ومعلوم ان المسلم معصوم الدم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه في هذا الفصل يتحدث عن هذه الكبيرة العظيمة والجريمة الشنيعة وهي قتل المسلم لاخيه المسلم بغير حق متعمدا وما جاء في ذلك وما جاء في القرآن الكريم من معيد عظيم وتهديد شديد لمن فعل ذلك كما قال الله سبحانه وتعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما وهذا مما يدل دلالة بينة ان قتلى المسلم لاخيه عمدا بغير حق كبيرة من كبائر الذنوب يترتب عليها هذا الوعيد جزاؤه جهنم خالدا فيها غضب الله عليه لعنه واعد له عذابا عظيما فهذا يدل على ان هذا العمل آآ كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب يترتب عليها هذا الوعيد العظيم ثم بعدها يتحدث رحمه الله تعالى عن التوبة وان بابها مفتوح في اي وقت فان الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل فباب التوبة مفتوح ما لم تطلع الشمس من مغربها وما لم يغرغر الانسان والا فان باب التوبة مفتوح فيتحدث عن التوبة تحذير من القنوط من رحمة الله واليأس من روح الله سبحانه وتعالى قال رحمه الله واياك قتل العمد اي احذر اشد الحذر ان تقع في هذه الجريمة الشنيعة العظيمة وهي قتل العمد ظلما لمؤمن قتل العم ظلما لمؤمن اي قتلى العمد لمسلم بغير حق قتل العمد اي لمسلم بغير حق ظلما لمؤمن كذلك بعد الشرك كبرى التفسد فذلك بعد الشرك كبر التفسد اي فذلك اكبر الذنوب واشنعها بعد الشرك بالله سبحانه وتعالى ولهذا لما ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة الفرقان الشرك بالله اتبعه القتل قال والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون وهذه الذنوب الثلاثة هي كبرى الذنوب واشدها فاشدها الشرك ثم القتل ثم الزنا قال فذلك بعد الشرك كبرى التفسد كفى زاجرا اي كفى زاجرا للمرء ليبتعد عن هذا الذنب الوخيم توعد قادر اي توعد الله القدير سبحانه وتعالى على كل شيء بنار ولعن ثم تخليد معتدي مشيرا رحمه الله تعالى ذلك الى قول الله عز وجل ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما فيقول كفى بهذه الاية الكريمة وما اشتملت عليه من تهديد ووعيد كفى بها زاجرا ثم اتبع ذلك رحمه الله تعالى نقل كلام اهل العلم واقوالهم في فهم معنى الاية ولا سيما قول فجزاؤه جهنم خالدا فيها جزاء جهنم خالدا فيها ذكر رحمه الله عن عبد الله اي ابن عباس رضي الله عنه وارضاه قوله في معنى الاية قال فقد قال عبد الله فيها مؤولا قد قال عبد الله فيها مؤولا عبدالله اي ابن عباس مؤولا اي مفسرا مؤولا اي مفسرا ومبينا معنى الا في ضوء ما وصل اليه؟ اجتهاده وفهمه رضي الله عنه وارضاه والتأويل عند اهل العلم قديما يطلق ويراد به التفسير ومما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل التعويل اي تفسير القرآن وفهم معانيه فقد قال عبد الله فيها اي في هذه الاية وقد قال عبد الله فيها اي هذه الاية الكريمة ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم قال فيها اي في هذه الاية مؤولا اي مفسرا ومبينا معنى الاية بنفي متاب القاتل المتعمد بنفي متاب القاتل المتعمد اي ان القاتل المتعمد لا توبة له ان القاتل المتعمد لا توبة له وهذه عقوبته ولا توبة له لان القاتل متعمد تميزت جريمته وذنبه عن غيره من الذنوب والاثام بانه يتعلق بحق لا يمكن تلافيه لانه قتل هذا الرجل وازهق روحه هذا امر لا يمكن ان ان يتلافاه الانسان. ليس مثل اخذ المال حتى لو اخذ من انسان مالا ومات ربما انه يرده الى الورثة ربما انه يتصدق على انه ربما يعمل امورا لكن القتل هو جريمة وذنب عظيم تميز بذلك ويتعلق بالقتل حقوق ثلاثة حق الله وحق القاتل وحق الورثة اولياء المقتول فتتعلق فيه حقوق ثلاثة فابن عباس رضي الله عنهما يرى ان القاتل المتعمد لا توبة له ان القاتل المتعمد لا توبة له بنفي متاب القاتل المتعمد وتخليده في النار وتخليده في النار من غير مخرج فجزاؤه جهنم خالدا فيها لا يقول بكفره لا يقول بكفره لا يقول انه كافر لان هذا ليس كفرا لكنه آآ جريمة لا يتمكن حسب فهمه رضي الله عنه او لا سبيل له لان يتوب منها لانه قتله وازهق روحه ويأتي يحمل رأسه يوم القيامة هذا قتلني فيما قتلني اولياء المقتول حقهم يسقط بالعفو او بالدية والله سبحانه وتعالى بالتوبة اذا تاب وصدق مع الله لكن حق هذا القاتل عندما يطلب حقه يوم القيامة فيقول رضي الله عنه بنفي متاب القاتل المتعمد وتخليده في النار من غير مخرج وقال سواه وهم جمهور اهل العلم ان يجازى مخلدين قال سوى وهم جمهور اهل العلم ان يجازى يخلد ما معنى ان يجازى يخلد؟ اي هذا هذا الوعيد وهذه العقوبة التي في الاية هي جزاؤه على هذا الذنب ان جازاه الله هي جزاؤه على هذا الذنب ان جازاه الله سبحانه وتعالى ولهذا قال جمهور اهل العلم قالوا اه ان يجازى يخلد اي هذا جزاء انجازاه جزاه الله خلد في اه في النار لكن دلت نصوص اخرى ومنها قول الله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء والقتل دون الشرك فهو من الذنوب الداخلة تحت المشيئة او من الذنوب الداخلة تحت المشيئة ان شاء عذبه وان شاء غفر له وان عذبه فانه لا يخلد في النار وقال سواه ان يجازى يخلد والا فعفو الله عن غير مشرك فسيح والا فعفو الله عن غير مشرك فسيح كما انبى باي معدد اي كما جاءت ايات عديدة تدل على ذلك ان عفو الله سبحانه وتعالى عن غير المشرك فسير ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وهذا قول اه جمهور اه اهل العلم في معنى هذه الاية الكريمة ونقف قليلا مع خلاصة مفيدة آآ في كتاب مدارج السالكين للامام ابن القيم رحمه الله تعالى ذكر خلاصة مفيدة جدا كلام اهل العلم في معنى هذه الاية وهل القاتل له توبة او ليس له توبة قال ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين فصل اختلف الناس هل من الذنوب ذنب لا تقبل توبته ام لا فقال الجمهور التوبة تأتي على كل ذنب. فكل ذنب يمكن التوبة منه وتقبل. وقالت طائفة لا توبة للقاتل وهذا مذهب ابن عباس رضي الله عنهما المعروف عنه واحدى الروايتين عن احمد وقد ناظر ابن عباس رضي الله عنهما في ذلك اصحابه فقالوا اليس قد قال الله تعالى في سورة الفرقان؟ ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق الى ان قال الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما فقال كانت هذه الاية في الجاهلية وذلك ان ناسا من اهل الشرك كانوا قد قتلوا وزنوا فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ان الذي تدعو اليه لحسن لو تخبرنا لو تخبرنا ان لما عملناه تارة فنزل والذين لا يدعون مع الله الها اخر الاية فهذه في اولئك واما التي في سورة النساء وهي قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم اذا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما الرجل اذا عرف الاسلام وشرائعه ثم قتل فجزاؤه جهنم وقال زيد ابن ثابت رضي الله عنه لما نزلت التي في الفرقان والذين لا يدعون مع الله الها اخر عجبنا من فلبثنا سبعة اشهر ثم نزلت الغليظة بعد اللينة فنسخت اللينة واراد بالغليظة هذه الاية التي في سورة النساء ومن يقتل مؤمنا نعم نعم. واما التي في سورة النساء وهي قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها غضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما فالرجل اذا عرف الاسلام وشرائعه ثم قتل فجزاؤه جهنم. وقال زيد ابن ثابت رضي الله عنه لما نزلت التي في الفرقان والذين لا يدعون مع الله الها اخر عجبنا من لينها فلبثنا سبعة اشهر ثم نزلت الغليظة بعد اللينة فنسخت اللينة واراد بالغليظة هذه الاية التي في سورة النساء وبالينة اية الفرقان. قال ابن عباس رضي الله عنهما اية الفرقان مكية واية النساء مدنية نزلت ولم ينسخها شيء قال هؤلاء ولان التوبة من قتل المؤمن عمدا متعذرة اذ لا سبيل اليها الا باستحلاله او اعادة نفسه التي فوتها عليه الى جسده اذ التوبة من حق الادمي لا تصح الا باحدهما او كلاهما لا تصح الا باحدهما وكلاهما متعذر على القاتل فكيف تصح توبته من حق من حق ادمي؟ لم يصل اليه ولم يستحله منه ولا يرد عليهم هذا في المال اذا مات ربه ولم يوفه اياه لانه يتمكن من ايصال نظيره اليه بالصدقة قالوا ولا يرد علينا ان الشرك اعظم من القتل. وتصح التوبة منه فان ذلك محض حق الله. فالتوبة منه ممكنة واما حق الادمي فالتوبة موقوفة على ادائه اليه واستحلاله. وقد تعذر واحتج الجمهور بقوله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. فهذه في حق التائب وبقوله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فهذه في حق غير التائب لانه فرق بين الشرك وما دونه لانه فرق بين الشرك وما دونه وعلق المغفرة بالمشيئة فخصص وعلق وفي التي قبلها عمم واطلق واحتجوا بقوله تعالى واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى فاذا تاب هذا القاتل وامن وعمل صالحا فان الله عز وجل غفار له قالوا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث الذي قتل المئة ثم تاب فنفعته توبته. والحق والحق الحق بالقرية الصالحة التي خرج اليها وصح عنه من حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من اصحابه بايعوا على الا تشركوا بالله شيئا ولا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا اولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين ايديكم وارجلكم ولا تعصوني في معروف فمن وفى منكم فاجره على الله ومن اصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له ومن اصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه فهو الى الله ان شاء عفا عنه وان شاء عاقبه فبايعناه على ذلك قالوا وقد قال فيما يروى عن رب؟ قال وقد قال فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى ابن ابن ادم لو لقيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لقيتك بقرابها مغفرة. وقال من مات فلا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وقال من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة وقال ان الله فحرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله وفي حديث الشفاعة اخرجوا من النار من في قلبه مثقال حبة من خردل من ايمان وفيه يقول الله تعالى وعزتي وجلالي لاخرجن من النار من قال لا اله الا الله واضعاف هذه النصوص كثير تدل على انه لا يخلد في النار احد من اهل التوحيد قالوا واما هذه الاية التي في النساء فهي نظائر امثالها من نصوص الوعيد كقوله تعالى ومن يعص الله ورسوله حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين وقوله ومن يعصي الله ورسوله فان له نار جهنم خالدا فيها. وقوله ان الذين يأكلون اموال اليتامى ما انما ياكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا. وقوله من قتل نفسه بحديدة فحديدته بها خالدا مخلدا في نار جهنم ونظائره كثيرة نعم قال رحمه الله تعالى وتستغفر الله العظيم بتوبة وترفع كف المستغيث المجهد وتدعو دعاء المخبتين برغبة دعاء غريق في دجى الليل مفردي فان الذي تدعوه يرزق من عصى وفاتح باب للمطيع ومعتدي ولكن ولكن ما ولكنما صدق الرجاء مفاتح الخزائن فادعو وابتغي الفضل واجهدي وقل بانكسار قارعا باب راحم قريب مجيب بالفواضل يبتدي الهي اتى العاصون بابك ملجأ يرجون عفوا منك ربي وسيدي اليك فررنا من عذابك رهبة فلا تطردنا عن جنابك واسعدي دعوناك للامر الذي انت ظامن اجابته يا غير مخلف موعدي اليك مددنا بالرجاء اكفنا فحاشاك من رد الفتى صافر اليد ومن ينتحب من خشية الله قل له طفأت لظى واحرزت كل التعبد فعين بكت من خشية الله حرمت على النار في نص الحديث المسدد قال رحمه الله تعالى ونستغفر الله العظيم بتوبة الى تمام هذه الابيات كلها في التوبة والرجوع الى الله عز وجل وان الله سبحانه وتعالى يقبل توبة التائبين وانابة المنيبين ويغفر للمستغفرين سبحانه وتعالى وهو الغفور التواب الرحيم وان الواجب على العبد الا ييأس من روح الله والا يقنط من رحمة الله وعليه ان يلازم الاستغفار والانابة والتوبة الى الله سبحانه وتعالى وان يعلم ان الله سبحانه وتعالى لا يتعاظمه ذنب ان يغفره مهما عظم الذنب وكبر الجرم وهو القائل سبحانه قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب وجميع انه هو الغفور الرحيم ومعنى لا تقنطوا اي توبوا الى الله وانيبوا اليه وارجعوا اليه تائبين منيبين مهما كانت الذنوب ومهما كانت الخطايا فانه سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعا يقول رحمه الله ونستغفر الله العظيم بتوبة نستغفر الله اي نطلب منه سبحانه وتعالى غفران الذنوب بتوبة اي نستغفر تائبين من ذنوبنا وخطايانا والتوبة هي الاقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العودة اليه فاذا اجتمعت هذه الامور تكون توبة نصوحة تكون توبة نصوحة بان يقلع عن الذنب ويندم على فعله ويعزم عزما اكيدا الا يعود اليه ونستغفر الله العظيم بتوبة ونرفع كف المستغيث المجهد اي نرفع كف الضراعة الى الله سبحانه وتعالى ملحين بالدعاء والسؤال مجتهدين في الطلب ومقام الاستغفار مقام عظيم جدا ينبغي ان يستحضر فيه المستغفر كثرة ذنوبه وان منها سر ومنها علن ومنها قديم ومنها حديث منها اشياء يذكرها ومنها اشياء لا يذكرها ولهذا جاءت السنة التأكيد على استحضار ذلك في الاستغفار مثل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في استغفاره اللهم اغفر اغفر لي ذنبي كله دقة وجلة اوله واخره سره وعلنه ومن المعلوم انه لو قال اللهم اغفر لي ذنبي كله شمل ذلك لكن ينبغي على المستغفر ان يستحضر ان هناك ذنوب كبيرة وذنوب صغيرة وذنوب قديمة وذنوب حديثة وذنوب معلنة وذنوب خفية فيطلب من الله سبحانه وتعالى ان يغفر له ذلك مثل ايضا ما ورد اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت وما اسرفت وما انت اعلم به مني ولهذا نظائر كثيرة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وفي المأثور عنه صلوات الله وسلامه عليه وندعو دعاء المخبتين برغبة ندعو دعاء المخبتين اي ندعو ملحين منكسرين منطرحين بين يدي يدي الله سبحانه وتعالى راجين اجابة دعائنا واعطائنا سؤلنا برغبة اي برغبة عظيمة قامت في قلوبنا ان يغفر الله زلتنا وان يتوب علينا برغبة دعاء غريق دعاء غريق ومن المعلوم ان دعاء الغريق دعاء مضطر فيه الحاح وفيه صدق في الدعاء لانه يعاين هلكته فالحاحه من اشد ما يكون دعاء غريق في دجى الليل مفردي اي في ظلمة الليل في ظلمة الليل في جوف الليل مفردي مناجاة بين العبد وبين ربه سبحانه وتعالى وهذا فيه تنبيه من الناظم رحمه الله تعالى الى اهمية الاستغفار في جوف الليل قد قال الله سبحانه وبالاسحار هم يستغفرون وقالوا والمستغفرين بالاسحار وهذا الوقت له خصوصية عظيمة في الاستغفار والتوبة والدعاء قد جاء في الحديث المتفق على المتفق عليه من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا الى سماء الدنيا كل ليلة فيقول من يسألني فاعطي من يدعوني فاستجيب له. من يستغفرني فاغفر له الاستغفار والدعاء المناجاة في جوف الليل ولا سيما في ثلث الليل الاخر من احرى اوقات الاجابة وارجى اوقات القبول ولهذا ينبغي للمسلم ان يتحرى هذا الوقت في دعائه ومناجاته والحاحه على ربه سبحانه وتعالى والاكثار من الاستغفار والاكثار من الاستغفار قال في دجى الليل مفردي مفرد اي الاب بينه وبين الله يناجي تلك المناجاة لا يطلع عليه ولا يعلم مناجاته الا ربه سبحانه وتعالى قال فان الذي تدعوه يرزق من عصى فان الذي تدعوه يرزق من عصى اذا كان الذي عصى الله عز وجل قام ومصادق مع الله ويناجي ربه سبحانه وتعالى فان الله يرزقه والرزق في عموم مدلوله اوسع من الرزق بالمال او الصحة فهو يرزق عبده التوبة يرزق الانابة يرزقه طريق اه الهداية يرزقه الصلاح والاستقامة فان الذي تدعوه يرزق من عصى اي العاصي اذا دعا الله ان يهديه وصدق مع الله في سؤاله وان يتوب عليه وان يعفو عنه والح عليه رزقه الله ما سأل واعطاه ما طلب وفتح له ابواب آآ الهداية وهو القائل سبحانه وتعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين فان الذي تدعوه يرزق من عصى وفاتح باب للمطيع ومعتدي فاتح بابه سبحانه وتعالى للمطيع ليزداد من ابواب البر وابواب الخير وفاتح ايظا الباب للمعتدي ليتوب الى الله والباب مفتوح للمعتدي في اي وقت من ليل او نهار في اي بلد في اي مكان فباب التوبة مفتوح ما لم تطلع الشمس من مغربها وما لم يغرغر الانسان بروحه الباب مفتوح وفاتح وفاتح باب للمطيع ومعتدي لكن هذا المقام يحتاج من العبد الى صدق بالطلب وصدق في السؤال والالتجاء الى الله ولهذا يقول مؤكدا ولكنما صدق الرجاء مفتاح الخزائن صدق الرجاء صدق رجائك وصدق سؤالك وصدق الحاحك على الله سبحانه وتعالى هذا مفتاح الخزائن لابد ان يكون صادقا مع الله مقبلا يدعو قلب مقبل على الله ادعو الله وانتم موقنون بالاجابة فان الله لا يستجيب من قلب غافل له فالدعاء بصدق والحاح على الله سبحانه وتعالى اه مفتاح الخزائن مفتاح الخزائن فادعوا وابتغي الفضل واجهد وهذا نصيحة من الناظم ان يقبل العبد على دعاء الله وان يجتهد في الدعاء الالحاح على الله مبتغ اي طامع في فضل الله سبحانه وتعالى وعطائه ونواله وقل اي في دعائك ومناجاتك وسؤالك لربك سبحانه بانكسار اي منكسرا بين يدي العزيز الجبار سبحانه وقل بانكسار قارعا باب راحم وقل بانكسار اي قل وانت منكسر تقرع باب رحيما رحمن سبحانه وتعالى لا يرد من سأله باب راحم قريب مجيب بالفواضل يبتدي قريب مجيب واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فادعوا منكسرا وانت مؤمن بان من تدعوه سبحانه قريب ومجيب ولا يرد من دعاه ولا يخيب من ناداه قريب مجيب بالفواضل يبتدي اي يبتدي عباده بالفواضل والنعم قبل ان يسألوه وبالعطايا قبل ان يطلبوه فضلا منه واحسانا الهي هذا مقول القول قل الهي وقل بانكسار قارعا باب راحم قريب مجيب بالفظائل بالفواضل يبتدي الهي اي يا الهي متوصلا اليه سبحانه وتعالى الهي اتى العاصون بابك ملجأ اتى العاصون باب كمال اتوا بابك ملتجئين اليك طالبين منك اقالة العثرة غفران الذنوب والتوبة اتاك اتى العاصون بابك ملجأ يرجون عفوا يرجون منك يا الله ان تعفو عنهم يرجون عفوا منك ربي وسيدي ايرجون منك يا الله ان تعفو عنهم متوسلين اليك باسمائك الحسنى وصفاتك العليا اليك فررنا من عذابك رهبة وهذا فيه ان كل شيء يخاف من الانسان يفر يفر منه الا الله فان الذي يخاف من الله يفر اليه ففروا الى الله لا مفر منه الا اليه ولهذا يقول اليك فررنا من عذابك رهبة اي نحن نخاف من عذابه ونفر من عذابك اليك تائبين ومنيبين وراجين منك ان تعفو عنا وان تنجينا من عذابك ومن سخطك اليك فررنا من عذابك رهبة فلا تطردن عن جنابك واسعدي اي لا تردنا خايبين لا تردنا خائبين ولا تردنا من بابك مطرودين يقبل دعائنا اعطنا رجائنا من علينا بالاجابة والقبول تب علينا فلا تطردن عن جنابك واسعدي اي من علينا سبيل السعادة وطريق السعداء دعوناك اي يا الله يا ربنا للامر الذي انت ظامن اجابته يا غير مخلفي موعدي انت ظامن ضامن اجابة من دعاك مشيرا الى قوله سبحانه وتعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان وقوله سبحانه وتعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم فالاجابة مضمونة ولهذا كان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقول لا احمل هم الاجابة ولكن احمل هم الدعاء لان الاجابة مضمونة من صدق مع الله في الدعاء السؤال والطلب اجاب الله دعاءه ان ربي لسميع الدعاء اي مجيب الدعاء دعوناك لامر دعوناك للامر الذي انت ظامن اجابته غير مخلف موعدي اي لا تخلفوا وعدت وانت لا تخلف الميعاد اليك يا الله مددنا بالرجاء اكفنا اليك يا الله مددنا بالرجاء اكفنا اي رفعنا اكف الضراعة اليك ومد اليدين ورفعهما في الدعاء من اسباب الاجابة لان الرفع رفع اليدين هيئة ذل وافتقار وانكسار يمد يديه رافعا لهما يطلب من الله سبحانه وتعالى مفتقرا متذللا ففي رفع اليدين ذل وافتقار وانكسار بين يدي الله سبحانه وتعالى اليك مددنا بالرجاء اكفنا فحاشاك من رد الفتى صافر اليد حاشاك اي تنزهت يا الله من رد الفتى صافر اليد اي من رد من رفع اليك يديه صفرا اي خائبتين مشيرا رحمه الله تعالى الى ما جاء في الحديث عن سلمان الفارسي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله حيي كريم يستحيي من عبده اذا رفع اليه يديه ان يردهما صفرا ان يردهما صفرا قال ومن ينتحب من خشية الله ينتحب اي يبكي في دعائه ومناجاته وسؤاله والحاحه على ربه يبكي تدمع عينه ويرق قلبه ويبكي من خشية ربه سبحانه وتعالى وخوفه من عذابه ومن ينتحب من خشية الله؟ قل له طفأت لظى واحرزت كل التعبد اي ان هذا الدعاء فيه منجاة لك من النار وجئت برتبة علية في تعبدك لله وودلك بين يديه سبحانه وتعالى فعين بكت من خشية الله حرمت على النار فعين بكت من خشية الله حرمت على النار في نص الحديث المسدد بنص الحديث اي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المسدد يشير الى ما جاء في الترمذي وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عينان لا تمسهما ان عين بكت من خشية الله وعين باتت ترابط في سبيل الله او كما جاء عنه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يوفقنا اجمعين للتوبة النصوح وان يغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه وان يهدينا اجمعين اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعل الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا جعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا