بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اما بعد فبين ايدينا رسالة قيمة ونافعة في بابها لامام جليل الامام الاجري رحمه الله تعالى صاحب التصانيف النافعة والمؤلفات المفيدة وهذه الرسالة التي بين ايدينا في باب شريف من العلم الا وهو تهذيب النفوس وتأديبها وذلك ان النفس ان لم تهذب وتؤدب تسلطت على صاحبها بكل بلاء وشر وسوء وفساد وقبح ورذيلة ولا يسلم من ذلك الا من وفقه الله سبحانه وتعالى فصان نفسه وهذبها وادبها وذمها بزمام الشرع وما من شك ان هذا الامر اعني تأديب النفس وتهذيبها يحتاج الى جهد جهيد وعمل متواصل ومجاهدة مستمرة فان الله سبحانه وتعالى يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين ولهذا فان النفس تحتاج الى جهاد ومجاهدة حتى تنقاد وتكون نفسا مطيعة مسلمة مستسلمة ممتثلة لامر الله سبحانه وتعالى ولهذا صح في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قالوا المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله وهذا من اشرف الجهاد ان يجاهد نفسه لتكون نفسا مطيعة مطيعة لله سبحانه وتعالى ممتثلة ممتثلة امره جل في علاه ثم هي اعني النفس تحتاج الى محاسبة مستمرة والى تفتيش في امورها واعمالها احوالها حتى يتسنى للمرء ان يهذبها وان يؤدبها ومن لا يحاسب نفسه ويزن تصرفاتها ليس مؤهلا هذا التأديب والتهذيب للنفس قد قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد. واتقوا الله قد جاء عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا اعمالكم قبل ان توزنوا وتهيأوا ليوم العرض على الله سبحانه وتعالى ولهذا فان العبد يحتاج فعلا الى محاسبة النفس والى تهذيب لها وتأديب وهذه الرسالة مع صغر حجمها حوت خيرا كثيرا وفوائد جليلة في هذا في هذا الباب الشريف باب تهذيب النفوس وتأديبها ونسأل الله عز وجل ان يجزي مؤلفها الامام الاجري رحمه الله تعالى خيرا الجزاء على حسن صنيعه وجميل تأليفه وان ينفعنا بها وان يجعل جلوسنا لقراءتها سلما لنيل رضاه ولتهذيب نفوسنا على طاعته والاستقامة والاستقامة على امره تبارك وتعالى وان يوفقنا لكل خير وان يؤتي نفوسنا تقواها وان يزكيها فانه تبارك وتعالى خير من زكاها هو وليها ومولاها. ونبدأ مستعينين بالله بسم الله الرحمن الرحيم. ذكر الحذر من النفس قال ابو بكر محمد بن الحسين الاجري الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والحمد لله على كل حال وصلى الله على محمد النبي وعلى اله اجمعين وبالله استعين اما بعد وفقنا الله واياكم للرشاد من القول والعمل واعاذنا واياكم من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا انه سميع قريب اعلموا ان الله جل ذكره ذكر النفس في غير موضع من كتابه منبها بمعنى ذكر النفس في غير موضع من كتابه منبها بمعاني كثيرة كلها تدل على الحذر من النفس نعم استهل رحمه الله تعالى هذه الرسالة بحمد الله عز وجل على نعمه وتمامها بمنه وفضله سبحانه وتعالى وانه عز وجل المحمود على كل حال وبالصلاة والسلام على النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وبطلب المعونة على ما اراد بيانه وقصد رحمه الله تعالى ايضاحه فقال اما بعد وفقنا الله واياكم للرشاد من القول والعمل واعاذنا واياكم من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا انه سميع قريب استهل رحمه الله بهذه الدعوة لمن يقرأ هذه الرسالة وهذا من جميل نصحه رحمه الله تعالى بدأها بالدعاء لقارئ هذه الرسالة ان يوفقه الله سبحانه وتعالى قال وفقنا الله واياكم للرشاد من القول والعمل والرشاد ويقال ايضا الرشد ضد الغواية وضد الضلال فالراشد هو الذي اصلح الله له علمه وعمله قوله وفعله ولهذا قال رحمه الله للرشاد من القول والعمل هذا اذا اطلق الرشاد او الرشد اما اذا ضمت اليه الهداية الهدى والرشاد فانه يراد الهدى العلم وبالرشاد العمل فحين اذ يكون ضد الهداية الضلالة وضد الرشاد الغواية ما ظل صاحبكم وما غوى اي لكمال هدايته وكمال علمه قال النبي عليه الصلاة والسلام في وصف الخلفاء قال الراشدين المهديين فالجمع بينهما في كمال العلم وصلاح العمل كمال العلم وصلاح العمل واذا افرد كل منهما تناول معنى الاخر فقوله وفقنا الله واياكم للرشاد من القول والعمل ان يوفقنا للاستقامة على دينه وطاعته بالعلم النافع والعمل الصالح الوجه الذي يرظيه تبارك وتعالى قال واعاذنا واياكم من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا هذا تعود من الاعمال السيئة ومن عقوباتها وعواقبها وكما تعلمون تعود جاء في خطبة الحاجة المعروفة الثابتة عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم فان قوله من شرور انفسنا هذا تعود من شر النفس الذي ينشأ او تنشأ عنها المعاصي والذنوب وما يسخط الله سبحانه وتعالى وقوله سيئات اعمالنا هذا تعود من الشرور والعقوبات الحاصلة بها بسبب شرها بسبب شرها فاجتمع في قوله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا الاستعاذة من الاعمال السيئة ومن عواقبها وعقوباتها من عواقبها وعقوباتها قال واعاذنا واياكم من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا انه سميع قريب اعلم ان الله جل ذكره ان الله جل ان ان الله جل ذكره ذكر النفس في غير موضع من كتابه اعلم هذه كلمة يؤتى بها للتنبيه حتى تستعد النفوس وتتهيأ لما سيلقى اليها وفي القرآن من ذلك ايات فيها هذا الامر اعلم فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات قال اعلم ان الله جل ذكره ذكر النفس في غير موضع من كتابه منبها اي بذكرها بمعاني كثيرة كلها تدل على الحذر من النفس كلها تدل على الحذر من النفس ان الواجب على المرء ان يكون على حذر من نفسه من ان تورطه وان توقعه في السرور والاثام وما يترتب على ذلك من العقوبات والعواقب الوخيمة في الدنيا والاخرة فالقرآن مشتمل على مواطن عديدة فيها ذكر النفس على وجه التحذير من النفس على وجه التحذير من النفس من ان توقع صاحبها في الشرور ثم ما يترتب ايضا على هذه الشرور من عواقب وعقوبات نعم اخبرنا مولانا الكريم انها تميل الى ما تهواه مما لها فيه من اللذة وقد علمت انها قد نهيت عنه ثم اعلمنا مولانا الكريم من نهى نفسه عما تهوى فان الجنة مأواه قال الله تبارك وتعالى فاذا جاءت الطامة الكبرى يوم يتذكر الانسان ما سعى وبرزت الجحيم لمن يرى فاما من طغى واثر الحياة الدنيا فان الجحيم هي المأوى قال رحمه الله تعالى اخبرنا مولانا الكريم انها تميل الى ما تهواه اي ان هذا من صفة النفس من صفة النفس البشرية انها تميل الى ما تهواه الشيء الذي تهواه الذي لها فيه هوى تميل اليه تميل اليه فاخبرنا الله سبحانه وتعالى انها تميل الى ما تهواه مما لها فيه مما لها فيه اللذة مما لها في اللذة ومن هذه ليست في الاصل ليست في الاصل والمعنى مستقيم بدونها مما لها فيه اللذة فالنفس تميل لما تهواه تميل لما تهواه مما لها فيه لذة. يعني كل ما تلتذ به النفس كل ما تلتذ به النفس وتجد فيه المتعة والتلذذ تميل اليه تميل اليه ولو كان هذا الامر والتلذذ اه منهيا عنه في نفسه او منهيا عنه لما فيه من تفويت المقصد الاعظم والغاية الاجل التي خلق العبد لاجلها واوجد لتحقيقها وذلك من انواع الملذات المباحة التي قد ينشغل بها كثير من الناس عن الطاعة التي خلقوا لاجلها والعبادة التي افترضها الله سبحانه وتعالى عليهم فاخبر الله انها تميل الى ما تهواه مما لها فيه اللذة. مما لها فيه اللذة يعني كل ما فيه لذة للنفس وتمتع تميل اليه النفس تميل اليه النفس لكن الانسان الناصح لنفسه الناصح لنفسه هو من يوقفها فينظر فيما تميل اليه وتطمع في تحصيله يوقفها ان كان محرما ابتعد عن وان كان وان كانت لذة تفوت عبادة واجبا حقا من حقوق الله على عباده او من حقوق العباد عليه ايضا منعها منعها من ذلك فلا تكون نفسه هي القائد له. بل هو القائد لها بل هو القائد لها قال رحمه الله تعالى اخبرنا مولانا الكريم انها تميل الى ما تهواه مما لها فيه اللذة وقد علمت انها قد نهيت عنه وقد علمت انها قد نهيت عنه ما نهيت عنه النفس من اللذة فيما يظهر على قسمين قسم منهي عنه لحرمته في نفسه وقسم ينهى عن لما يفوت من آآ امور افترضها الله سبحانه وتعالى على عباده فحينئذ تكون لذة منهيا عنها اذا كانت اه تفوت فرضا افترضه الله سبحانه وتعالى على عباده او امرا اوجبه الله سبحانه وتعالى عليهم قال ثم اعلمنا آآ نعم قبل ذلك يقول اخبرنا مولانا انها تميل الى ما تهواه انها تميل الى ما تهوى. ذكر العلماء رحمهم الله تعالى ان المعروف في استعمال الهوى عند الاطلاق انه ميل النفس الى خلاف الحق انه ميل النفس الى خلاف الحق كما قال الله تعالى ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله. ما تهواه يكون المراد بقوله ما تهوى يعني من الامور التي هي خلاف الحق خلاف ما نهى الله سبحانه وتعالى خلاف ما آآ امر الله سبحانه وتعالى عباده به قال ثم اعلمنا مولانا الكريم انه من نهى نفسه عما تهوى فان الجنة مأوى من نهى نفسه عما تهوى فان الجنة مأواه وهنا مقام المجاهدة للنفس والذين جاهدوا فينا مقام المجاهدة للنفس والمجاهد من جاهد نفسه هذا هذا مقام المجاهدة قال ان من نهى نفسه عما تهوى فان الجنة مأواه فان الجنة مأوى اي مآله ومصيره قال الله تبارك وتعالى فاذا جاءت الطامة الكبرى اي القيامة اذا جاءت الطامة الكبرى قيل سميت القيامة بهذا الاسم الطامة لانها تضم حين قيامها ومعاينة الناس لها على كل امر مفزع وفظيع تطم عليه ولا يدانيها ولا يقاربها كل ما قد شاهده الناس او عاينه الناس من امور فظيعة ومفزعة عليها على ذلك كله القيامة. ولهذا كان من اسمائها الطامة اي الهول العظيم الشديد اه الفظيع الذي يطم على كل ما اه كان قبله من اهوال وشدائد وامور فظيعة فاذا جاءت الطامة الكبرى يوم يتذكر الانسان ما سعى يتذكر الانسان ما سعى اي في في في ذلك اليوم يتذكر سعيه اعماله والسعي اما سعي خير وطاعة فيفوز بثوابه واجره او سعي سر والعياذ بالله وفساد وظياع فيبوء بعقوبته اه عواقبه المؤلمة يوم يقف بين يدي الله سبحانه وتعالى وبرزت الجحيم لمن يرى. اي اوتي بها بارزة ظاهرة تعاين وتشاهد فاما من طغى واثر الحياة الدنيا من كانت هذه اعماله وهذا نهجه الطغيان وهو مجاوزة الحد وايثار الحياة الدنيا على الاخرة فكان من ابناء الدنيا يعمل لاجلها وليست الاخرة من همته فهذا مأواه النار فان الجحيم هي المأوى مأوى اي مآله ومصيره واما من خاف مقام ربه وهذا موضع الشاهد واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى خاف مقام ربه اي خاف القيام بين يدي الله ومجازاة الله سبحانه وتعالى العباد في ذلك اليوم وهو الديان سبحانه بالعدل فمن خاف ذلك اليوم واعد له عدته واشفق من هذا القيام بين يدي الله وتزود لذلك اليوم بخير زاد فان الجنة هي المأوى فان الجنة هي المأوى اي مأواه ومآله وهذا فيه ان الخشية تمنع اتباع الهوى ان الخشية والاشفاق من الله والوقوف بين يديه وعقابه تمنع من اتباع الهوى تمنع المرء من اتباع الهوى بل ليس فيما يمنع من اتباع الهوى امر اعظم من هذا كل ما حدثت الانسان نفسه كل ما حدثت الانسان نفسه باتباع هوى تهواه وامر تميل اليه ذكرها بالوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى وذكرها بالحساب والعقاب ذكرها يوم اللقاء لقاء الله وان هذا العمل الذي تميل اليه ان فعله وقام به حاسبه الله عليه وعاقبه ولهذا الخشية تمنع اتباع الهوى والاية واضحة في الدلالة على ذلك واما ما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ونهى النفس عن الهوى فكان خوفه واشفاقه وخشيته من ذلك اليوم يوم الملاقاة مانعا له من اتباع اهواء نفسه نعم فان كان الله تعالى قد نهى عنه انزجر عنه فان تابعته نفسه الى ما زجرها عنه فليعلم انه من الله عز وجل ببال وان هذه نفس مرحومة فليشكر الله الكريم على ذلك الم تسمعوا رحمكم الله الى ما اخبركم مولاكم الكريم عن نبي من انبيائه وهو يوسف عليه السلام قوله وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي ان ربي غفور رحيم نعم يعني ينظر الى الامور وما تريد النفس ان تقدم عليه مما لها ميل فيه او رغبة في التلذذ به او نحو ذلك ينظر لا يقدم مباشرة فان كان الله تعالى قد نهى عنه انسجر عنه اذا كان الله قد نهى عنه انزجر عنه لماذا؟ لانه كما تقدم معنا يذكر المقام بين يدي الله وماذا تفيده لذة ساعة ثم يتبع هذه اللذة عواقب وخيمة في الدنيا والاخرة مثل ما قال القائل تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام. ويبقى الخزي والعار وتبقى عواقب سوء من مغبتها لا خير في لذة من بعدها النار اي آآ اي غنيمة واي ربح في لذة تنتهي في في ساعة او اقل ثم تبقى عواقبها الوخيمة في الدنيا والاخرة والامها الفظيعة في الدنيا اي خير فيها ولهذا ينظر قبل ان يقدم على التلذذ فيما تميل النفس اليه من لذة ينظر هذا الذي تريد ان تتلذذ به هل الله نهى عنه فان كان الله تعالى قد نهى عنه انزجر عنه لانه يخاف من مقامه بين يدي بين يدي الله سبحانه وتعالى فينظر اولا ان كان هذا الامر نهى الله عنه لا يفعله لماذا؟ لانه انفع له عاقبه الله عليه فيكف نفسه ويمنعها فان تابعته نفسه لانت ان تابعته نفسه اي لانت نفسه وطاوعته وتركت هذه اللذة فهذه الغنيمة هذي هذي منة الله سبحانه وتعالى على عبده ان يذكرها فتتذكر وتنزجر وتكف عن المطالبة اه الالحاح فهذه من نعمة الله سبحانه وتعالى عليه. فان تابعته نفسه الى ما زجرها عنه فليعلم انه من الله عز وجل ببال مراده مراده رحمه الله تعالى اي فليعلم ان هذا من فظل الله عليه وهذا التعبير الذي ينبغي ان يعبر به ليستشعر ان هذا فضل الله عليه وهذا تنبيه من المصنف ان استقامة النفس وزكاءها منة من الله منة من الله سبحانه وتعالى لا تنظر الى مثلا حفظك درايتك بالامور اذا منعت نفسك عن معصية وامتنعت هذا فضل الله عليك. لا تنظر الى يعني نفسك ودرايتك وفهمك فمن الناس من عنده من الفهم اكثر من فهمك وعندهم من العلم اه اكثر من علمك ولما تلن نفوسهم لهم وقارفوا امورا عظيمة. فاذا طاوعتك وكفت هذا فظل الله عليك مر معنا الدعاء المأثور اللهم اتي نفوسنا تقوى زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها فالحاصل ان المراد بقوله فليعلم انه من الله عز وجل ببال اي ان هذا من فضل الله عليك اما التعبير بقوله اه انك من الله ببال فهذا التعبير فيما يظهر لي غير مستقيم تعبير من حيث اللفظ غير مستقيم يقال آآ يقال هذا امر لم يخطر لي ببال او خطر بباله او نحو ذلك يراد بالبال في مثل هذا السياق القلب يراد به القلب فالحاصل ان المقصد من المقصد واضح المقصد الذي عناه المصنف رحمه الله تعالى واضح وهو ان تابعتك نفسك لما نهيت عنه فهذا من فضل الله عليك اذكر فضل الله عليك احمد الله احمد الله سبحانه وتعالى الذي من عليك بهذه النفس التي آآ كفة عما كففتها ومنعتها منه مما هو معصية لله سبحانه وتعالى وان هذه نفس مرحومة لان هذا من من الامارات ومن العلامات وان هذه نفس مرحومة فليشكر الله الكريم على ذلك قوله فليشكر الله الكريم على ذلك يوضح انه اراد بقول انه من الله على بال اي ان هذا فضل الله عليك ان هذا فضل الله عليك ومنه سبحانه وتعالى فليشكر الله الكريم على ذلك لان هذه نعمة نعمة الله عليك وفضلهم مثل ما قال الله تعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم قال الله عز وجل ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا قال سبحانه وتعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء ولكن الله يزكي من يشاء قال بل الله يزكي من يشاء فهذا فظل الله عليك احمده سبحانه وتعالى وصله التثبيت ومزيد التوفيق قال فليشكر الله الكريم على ذلك الم تسمعوا رحمكم الله الى ما اخبركم المولى الكريم عن نبي من انبيائه ويوسف عليه السلام قوله وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي ان ربي غفور رحيم فيقال ان النفس الامارة المرحومة هي المعصومة التي عصمها الله سبحانه وتعالى المعصومة التي عصمها الله سبحانه وتعالى اولا قوله رحمه الله تعالى ما اخبر الله عن نبي من انبيائه وهو يوسف عليه السلام انه قال وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء هذا قول قيل في آآ هذا السياق ان اختلف من القائل وما ابرئ نفسي وهذا قول مما قيل لكنه قول ضعيف ان القائل يوسف عليه السلام هذا قول ضعيف يرده السياق من يقرأ السياق ويتأمل السياق الذي ورد فيه هذا هذا القول يجد ان من قال انه يوسف قوله ضعيف بغاية الضعف ولهذا تأمل السياق من بدايته فلما جاءه الرسول قال ارجع الى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهن ان ربي بكيدهن عليم قال ما خطبكن اذ راودتن يوسف عن نفسه؟ قلنا حاشا لله ما علمنا عليه من سوء. قالت امرأة العزيز الان حصحص الحق. انا راودته عن نفسه. وانه لمن الصادقين ذلك ليعلم اني لم اخنه بالغيب وان الله لا يهدي كيد الخائنين وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء هذا الحوار الذي حصل ومن ضمنه وما ابرئ نفسي وقتها يوسف لم يكن عندهم ولم يكن حاضرا كان في السجن لا يزال مسجونا فما كان حاضرا لان لما جاءه الرسول لما جاءه الرسول يعني رسول الملك يقول له الملك يدعوك للخروج والاتيان اليه رفض ان يخرج قال ارجع دع الى ربك ما خرج عليه السلام وقال ارجع قال الرسول ارجع رده الى الملك وابى ان يخرج وقال اسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهن انظر في حقيقة الامر الذي سجنت لاجله تدبر من ما الذي كان مخطئ وان هذا السجن كان ظلم سنوات فابى ان يخرج قال ارجع قال للرسول الذي جاء ارجع فرجع الرسول وسئلنا النسوة فبرأنه وقلنا حاشا لله ما علمنا عليه من سوء وقالت ايضا امرأة العزيزة الان حصحص الحق اي ظهر وبان انا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين اي ما قارف ولا حصل منه شيء مما اتهمناه به ورميناه به ثم قالت وما ابرئ نفسي وما ابرئ نفسي ولهذا الامام بن كثير رحمه الله تعالى بتفسيره لهذه الاية لما ذكر ان هذا القول هو من قول امرأة العزيز قال وهذا القول هو الاشهر والاليق والانسب بسياق القصة ومعاني الكلام ومعاني الكلام والامام ابن تيمية رحمه الله تعالى ايظا يقول وقوله وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي فمن كلام امرأة العزيز فمن كلام امرأة العزيز كما يدل القرآن على ذلك دلالة بينة كما يدل القرآن على ذلك دلالة بينة. لا يرتاب فيها من تدبر الى ان قال رحمه الله وقد قال كثير من المفسرين ان هذا كلام يوسف ومنهم من لم يذكر الا هذا القول وهو في غاية الفساد. لا دليل عليه بل الادلة على نقيضه بل الادلة على نقيضة الحاصل ان آآ قوله سبحانه وتعالى وما ابرئ نفسي ان النفس الامارة بالسوء الا ما رحم ربي ان ربي غفور رحيم هذا من قول امرأة العزيز لما حصحص الحق وظهر وبان اه قالت اه قالت ذلك وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء اي تأمر صاحبها بالسوء تأمر صاحبها بالسوء الا ما رحم ربي من رحمه الله سلم من ذلك وعافاه الله سبحانه وتعالى من ذلك فتصبح نفسه ليست نفسا امارة بالسوء وانما اه تصبح نفسا مطمئنة لان النفس لها اوصاف بحسب احوالها فتوصف الامارة بالسوء عندما تكون كذلك وتوصف بالمطمئنة عندما تكون كذلك. اي التي اطمأنت بطاعة الله. الذين امنوا وتطمئنوا اه قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب الذين امنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب النفس المطمئنة هي هذه النفس المؤمنة المطيعة لله الذاكرة لله سبحانه وتعالى المبتعدة عن اه مساخطه وما يغضبه سبحانه وتعالى وايضا ذكر النفس اللوامة لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة وسيأتي ذكرها عند المصنف رحمه الله تعالى قال فيقال ان النفس الامارة المرحومة هي المعصومة هذا البيان ايضا غير مستقيم النفس الامارة المرحومة اه سياق الاية كما هو واضح ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي يسلم صاحبها من الامر بالسوء ان تكون امارة له بالسوء وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده وايضا قوله الا ما رحم ربي هذا فيه تأكيد على المعنى السابق الذي ذكره المصنف وهو فان تابعته نفسه الى ما زجرها عن فليعلم ان هذا من فظل الله عليك فليعلم ان لان كما قال الله الا ما رحم ربي هذا من فضل الله على عبده فهي فهي نفس مرحومة ان ربي غفور رحيم. فيقال ان النفس الامارة المرحومة هي المعصومة التي آآ عصمها الله سبحانه وتعالى نعم قال ثم اعلموا رحمكم الله ان النفس اذا ركبت ما تهوى مما قد نهيت عنه فانها ستلوم صاحبها يوم القيامة تقول لم فعلت؟ لم قصرت لما بل بلغتني ما احب وقد علمت ان فيه عطبي الم تسمعوا رحمكم الله الى قول الله عز وجل لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة فالواجب على قال ثم اعلموا رحمكم الله ان النفس اذا ركبت ما تهوى اذا ركبت ما تهوى يعني ارخى لها صاحبها الزمام واطلق لها العنان تفعل ما تريد وكل ما اشتهت من لذة تركها تفعلها ولا يبالي قال ستلومه يوم القيامة اذا ركبت ما تهوى مما قد نهيت عنه فانها ستلوم صاحبها يوم القيامة لما فعلت لم قصرت؟ لم بلغتني ما احب وقد علمت ان فيه عطب اي هذه العقوبة لماذا لم تمنعني؟ تلومه تلوم على على ذلك وهذه الندامة التي تحصل لارباب الاهواء والشهوات وتتبع الملذات المحرمة الندامة وعض اصابع الندم يوم القيامة ولا ينفع الندم كما في قوله سبحانه وتعالى ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا قليلا لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني فهذه الندامة ما تفيد ولهذا آآ يحصل ندم ولوم يحصل ندم ولوم مثل ما عبر المصنف لما فعلت لم قصرت لما بلغتني ما احب؟ لما لم تمنعني؟ هذي كله لا لا يفيد عتب ولوم لا يفيد وقد تقدم معنا قول عمر رضي الله عنه حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا قبل ان يأتي يوم يندم الانسان وتلوم نفسه لكن ما ما لهذا اللوم من من فائدة. ثم قال الم تسمعوا يرحمكم الله الى قول الله سبحانه وتعالى لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة. ولا اقسم بالنفس اللوامة مراده بايراد الاية رحمه الله تعالى اي ان المعنى بالمراد بقوله بالنفس اللوامة التي تلوم آآ صاحبها يوم القيامة لم فعلت كذا؟ لم قصرت؟ لم آآ جعلتني افعل اه ما احب وهذا من الاقوال التي اه قيلت في معنى الاية والاوضح فيما قيل في معناها وقد جاء عن ابن عباس وسعيد وعكرمة واخرين التي تلوم اه النفس التي تلوم صاحبها على الخير والشر بحسب حال النفس ان كانت نفسا مطيعة تلوم صاحبها ان لم يزداد لان في النفوس بالنفوس نفوس تلوم صاحبها على قلة العبادة مثلا على قلة طلب العلم على قلة مثلا حضور مجالس العلم على قلة قراءة الكتب النافعة المفيدة على قلة مثلا مجالسة تلوم على ذلك وفي النفوس نفس على النقيض تلوم اه صاحبها على تقصيره في المعاصي وتقليلا منها وتريد منه آآ ان يزيد وان يستكثر من المعاصي ولهذا النفس اللوامة التي تلوم صاحبها في الخير والشر. ان كانت نفسا مطمئنة لامته في الخير ان لم يستكثر منه وان كانت نفسا امارة بالسوء لامته في الشر الا ان لم يستكثر منه لامته في الشر ان لم يستكثر منه والنفس توصف بهذه الصفات بحسب حالها ولهذا سبحان الله النفس ايضا لها تقلب يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينه. النفس لها تقلب حتى في الساعة الواحدة حتى في الساعة الواحدة لها تقلب تجد مثلا الانسان اذا حضر مجلس علم او سمع موعظة اطمأنت نفسه واذا دخل في باب لهو او فتح على نفسه باب نأ لهو تحولت هذه النفس التي كانت مطمئنة الى نفس امارة الى نفس امارة لصاحبها بالسوء وكانت قبل قليل نفسا مطمئنة اطمأنت بما سمعته من ذكر آآ آآ عقلته من معاني عظيمة مواعظ مؤثرة ثم اذا فتح على نفسه بابا من الابواب او نافذة من النوافل تحولت الى نفس امارة تأمر صاحبها بالسوء. فالحاصل ان هذه صفات للنفس بحسب اه احوالها نعم فالواجب على من سمع هذا من الله عز وجل ان يحذر من نفسه اشد اشد حذرا من عدو يريد قتله او اخذ ماله او انتهاك عرضه فان قال قائل بم الزمتني هذا الحذر من النفس؟ حتى جعلته اشد حالا من عدو وقد تبينت عداوته قيل له ان عدوك الذي يريد قتلك او اخذ مالك او انتهاك عرضك ان ظهر منك بما يؤمله منك فان الله عز وجل يكفر عنك به السيئات ويرفع لك به الدرجات وليس النفس كذلك لان النفس ان ظفرت منك بما تهوى مما قد نهيت عنه كان فيه هلكتك في الدنيا والاخرة اما في الدنيا فالفضيحة مع شدة العقوبة وسوء المنزلة عند الله عز وجل مع سوء المنقلب في الاخرة فالعاقل يرحمكم الله يلزم نفسه الحذر والجهاد له اشد من مجاهدة الاقران ممن يريد ماله ونفسه فجاهدها عند الرضا والغضب كذا ادبنا نبينا صلى الله عليه وسلم في غير حديث بقوله صلى الله عليه وسلم المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله عز وجل يقول اه رحمه الله فالواجب على من سمع هذا يعني سمع هذا من اه احوال النفس وما جاء من اوصاف لها مثل ما ايضا قدم رحمه الله تعالى ان ان الله ذكر النفس في مواضع من كتابه كلها تدل على الحذر من النفس وساق بعض الامثلة على ذلك فلما ساق هذه الامثلة قال فالواجب على من سمع هذا من الله اي في هذه الايات وفي غيرها من اه نصوص القرآن ان يحذر من نفسه اشد حذرا ان يكون من نفسه على اشد الحذر اشد حذرا من عدو يريد قتله او اخذ ماله او انتهاك عرضه من يسمع هذا الكلام يقال من يسمع هذا الكلام يقال ان المرء ينبغي ان يكون اشد حذرا من نفسه من العدو الذي يريد قتله او يريد اخذ ماله او انتهاك عرضه يتعجب ما هو الامر عدل هالدرجة احذر من نفسي اشد من عدو يريد ان يقتلني او يريد ان يأخذ ما لي ما هو الامر الى هذه الدرجة فيقول رحمه الله فان قال قائل لم الزمتني هذا الحذر من نفسي حتى جعلته اشد حالا من عدو قد تبينت عداوته فعلته اشد حالا اي حال نفس من عدو قد تبينت عداوته قيل له انتبه الى كلامه يقول قيل له ان عدوك الذي يريد قتلك او اخذ مالك او انتهاء كعرضك ان ظفر منك بما يؤمله منك فان الله عز وجل يكفر عنك به السيئات لو كان عدوا يريد قتلك وقتلك او يريد ان يأخذ منك مالا فاخذه او نحو ذلك فالله يكفر بك يكفر به عنك السيئات اتدرون في الحديث؟ قال اتدرون من المفلس؟ او ما المفلس؟ قالوا المفلس هنا من لا درهم له ولا متاع المفلس من يأتي يوم القيامة وقد ضرب هذا وقذف هذا وقتل هذا وسفك دم هذا واخذ مال هذا فيؤخذ من حسناته ويعطون اذا حصل الانسان اعتداء في نفسه في ماله في عرضه مثل ما قال المصنف رحمه الله تعالى ان ظفر منك بما يؤمله منك فان الله عز وجل يكفر عنك به السيئات ويرفع لك به الدرجات لان لانك ستأخذ من حسناته وان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من سيئات من اذاهم واعتدى عليهم فطرهت عليه وطرح في النار وليس النفس كذلك وليس النفس كذلك. العدو اذا ظفر منك بما يؤمل كفر الله بك عنك كفر الله بذلك من سيئاته. لكن النفس ان ظفرت منك بما تؤمله اما سخط الله وما يغضب الله سبحانه وتعالى ما الذي سيكون قال وليس النفس كذلك لان النفس ان ظفرت منك بما تهوى مما قد نهيت عنك مما قد نهيت عنه كان فيه هلكتك في الدنيا والاخرة كان فيه هلكتك في الدنيا والاخرة. انظر الفرق بين ظفر العدو منك وبين ظفر نفسك منك انظر الفرق بينهما هذا اذاك يكفر الله به عنك السيئات وهذا يورد الانسان والعياذ بالله المهالك في الدنيا والاخرة. قال في الدنيا والاخرة. قال اما في الدنيا فالفظيحة مع شدة العقوبة الفضيحة يعني الخزي هذا في الدنيا واما في الاخرة قال وسوء المنزلة عند الله مع سوء المنقلب في الاخرة مع سوء المنقلب في الاخرة ثم قال واعظا رحمه الله ومذكرا فالعاقل يرحمكم الله يلزم نفسه الحذر والجهاد يلزم نفسه الحذر اي ان تحذر وان تكون على حذر الجهاد لها اشد من مجاهدة الاقران. اشد من مجاهدة الاقران. عندي والله اعلم ان الاقران في في هذا السير غير واضح ولعل من الاخوة من يتفضل يراجع يراجع من خلال مجالين النسخة الخطية يدقق فيها ويتأمل وايضا اذا كان احد من العلماء المتقدمين نقل لان ابن الجوزي نقل الشاه عن هذا عن هذا الكتاب فان وجد نقول يمكن من خلالها ايضا اتمنى من من بعض الاخوة ان ان يبذل جهدا اه في ذلك وآآ الظاهر من خلال السياق المتقدم ان اشد من مجاهدة الاعداء شد مجاهدة الاعداء او من مجاهدة عدوه ممن يريد ماله ونفسه لان لان السياق كل حديث عن ذلك يعني انظر ما سبق كله حديث عن ذلك يعني اول ما بدأ الحديث قال اشد حذرا من عدو يريد قتله ثم قال آآ قيل ان عدوك الذي يريد قتلك الى اخره ثم قال فالعاقل يرحمكم الله يلزم نفسه الحذر والجهاد لها اشد مجاهدة العدو او الاعداء او عدوه هذا الاقرب والله اعلم آآ اه السياق ممن يريد ماله ونفسه. ممن يريد ماله نفسه هذا هو العدو هو العدو هو الذي يريد مال الانسان ونفسه فجاهدها عند الرضا والغضب فجاهدها عند الرضا والغضب اي كان مجاهدا لها عند الرظا والغظب والنفس تحتاج الى مجاهدة في هذا وفي هذا تحتاج الى مجاهدة في هذا وفي هذا وكذا ادبنا نبينا صلى الله عليه وسلم في غير حديث يعني ادبنا ان نجاهد انفسنا ادبنا اي ان نجاهد انفسنا لقوله صلى الله عليه وسلم المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله عز وجل ثم ساق رحمه الله تعالى حديث فضالة ابن عبيد بهذا المعنى آآ ويكون الحديث عنه باذن الله سبحانه وتعالى في لقاء الغد نسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب آآ اشير ايضا الى الى فائدة ونقل عن قتادة رحمه الله لما قال رحمه الله المصنف اه العاقل يلزم نفسه الحذر والجهاد لها اشد من مجاهدة العدو ممن يريد ماله ونفسه آآ الامام قتادة يقول في قول الله تعالى وكان امره فرطا اي اظاع نفسه وغبن مع ذلك تراه حافظا لماله مضيعا لدينه حافظا لماله مضيعا لدينه فسبحان الله انظروا المفارقات العجيبة من الناس من آآ يحافظ على نفسه ويحذر مثل ما عبر المصنف رحمه الله منها اشد حذرا من المال ومن الناس مثل ما شرح الان قتادة في معنى الاية من همه المال نفسه ولو كان في ظياع نفسه وركوبها لما يسخط الله سبحانه وتعالى فكم من اناس من اجل المال اتبعوا ما تهوى النفوس وركبوا مساخط الله سبحانه وتعالى ولم يبالوا بغضبه سبحانه وتعالى عليهم ففرق بين هؤلاء ووهؤلاء بين من يجاهدون انفسهم مجاهدة اشد من مجاهدتهم لعدو يريد اخذ مالهم وبين من لا هم لهم الا المال حتى لو كان فيما يسخط الله نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يوفقنا لكل خير انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين يقول السائل هل الهوى كله مذموم ام منه ما هو ممدوح الهوى في الغالب يطلق على ما يذم يعني في الغالب يطلق غالب استعمالات يطلق فيما يذم لكن قد يستعمل احيانا في الاشياء المحبوبة في الاشياء المحبوبة يكون اطلق الهوى واريد به الشيء المحبوب الغالب عندما يطلق الهوى ميل النفس لما تهواه مما يخالف شرع الله مما نهى الله عنه. غالبا ولا تتبع الهوى فيضلك ولا تتبع الهوى فيضلك الغالب اذا اطلق هذا هو المراد به. لكني قد يستعمل الهواء ويراد آآ به ما يحب ومنه الحديث لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا اه لما جئت به واجهت حديث ايضا بهذا المعنى اطلق آآ آآ الهواء اريد به ما يحبه الانسان من من الامور المحبوبة او الامور الطيبة التي يحبها الانسان مثل قول عائشة رضي الله عنها آآ اني ارى الله يسارع في هواك. تقول للنبي عليه الصلاة والسلام اي ما تحب في هواك اي ما تحب فاه آآ تأتي تأتي في بعض الاحاديث وبعض الالفاظ يراد بالهوى ما ما يحبه المرء من المحبوبات الطيبة لكن في الغالب آآ ذاك استعماله نعم يقول ما هو الفرق بين صاحب الهوى والضال صاحب الهوى هو المتبع لهواه وهذا هو الضلال. وهذا هو الضلال ولا تتبع الهوى فيضلك فاتباع الهوى هو الضلال ولهذا قال عليه الصلاة والسلام وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة اتباع الهوى يجعل آآ صاحب اه هذه الحال التي هي اتباع الهوى ضالا عن سواء اه السبيل والضلال هم المتبعون لاهوائهم نعم يقول اه احسن الله اليكم النفس كثيرا الا فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم قال ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله نعم واحسن الله اليك عن النفس كثيرا ما تميل الى اللعب كمثل رياضة كرة القدم ومشاهدة المباريات فكيف ينهى الانسان نفسه عن ذلك النهي النفس عن اه اه مراداتها يحتاج الى امور مما يكون في فيه سخط لله سبحانه وتعالى وغضب لله بقطع النظر عن الامثلة التي ذكر السائل لكن اذا كانت اه مثلا الرياظة لعبا او مشاهدة لها تعوق الانسان مثل ما يحصل من كثير من الشباب يلعب ويضيع الصلاة او يشاهد اللعب ويضيع الصلاة هذا من الامور العظيمة التي تسخط الله سبحانه وتعالى اصبح اللعب مشاهدة وقياما به اهم عنده من صلاته والا لو كانت صلاته اهم ومقامها اعظم لاوقف اللعب ولاوقف المشاهدة من اجل الصلاة لكن اللعب معظم عنده ومقدم والصلاة تؤخر من اجل اللعب ولا يؤخر اللعب من اجل الصلاة فهذه مصيبة عظيمة جدا مصيبة عظيمة عندما تكون حال المرء مع اللعب بهذه الدرجة يكون اللعب مقدما على هذه الفريضة العظيمة وهي ميزان ومحك من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة واما كيف يكف نفسه فهذا بالمجاهدة مثل ما بين المصنف بل ان هذا المصنف الذي بين ايدينا هو في الحقيقة جواب على هذا السؤال وما ماثله من سؤالات عن كيفية تأديب النفوس وسيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى طرائق مفيدة جدا ونافعة في هذا الباب باب تأديب النفوس نعم يقول كيف نرد على من يقول ان الشهداء احياء فيجوز ان ندعو الله بواسطتهم الشهداء احياء هذا حق لا ريب فيه. لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله اموات بل احياء عند ربهم يرزقون ومن لطيف الاستدلال في هذه الاية ان احد الاشخاص اورد عليه هذا الايراد قال اليسوا هم احياء قال نعم لكن الله قال عند ربهم يرزقون ما قال يرزقون قال عند ربهم يرزقون. قال ما بيدهم شيء الامر بيد الله فانا اسأل من يرزقهم هم يرزقون في يرزقهم الله. ما قال الله يرزقون هم ما ما بيدهم شيء. اسأل من لا ليس بيده شيء السؤال الذي بيده الرزق وبيده الفضل سبحانه وتعالى هم ليس بيدهم شيء لا يملكون شيئا فكونهم احياء هذه منة الله سبحانه وتعالى عليهم لكن ليس هذا مسوغا ان يتجه اليهم السؤال او ان يجعلهم اولياء من دون الله اه اه اتخاذ الاولياء من دون الله مدخله هذا الباب يعني من كانت نفوسهم او اشخاص معظمة عند الناس مثل ما في الاية الكريمة ما نعبدهم الا ليقربونا آآ الى الله زلفى والذين اتخذوا من دونه اولياء فالله هو الولي والذين اتخذوا من دونها اولياء الله حفيظ عليهم وما انت عليهم بوكيل ثم قال ما اتخذوا من دوني اولياء فالله هو الولي ويحي الموتى وعلى كل شيء قدير الامر بيده سبحانه وتعالى هؤلاء من الشهداء او والصالحين او غيرهم لا يملكون شيئا من ذلك وان وانما الامر بيد الله سبحانه وتعالى فلا يلجأ فيه الا الى الله كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله ومن اتخذ الوسائط فقد اتخذ الشريك مع الله فكان هذا اه موجبا آآ سخط الله سبحانه وتعالى وعقوبته دون ان ينال ما طلب او ان يحصل ما سأل والعياذ بالله والله تعالى اعلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه