بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا اصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر اما بعد بين ايدينا معاشر الكرام منظومة نافعة وقصيدة مفيدة للعلامة الشيخ حافظ ابن احمد ابن علي الحكمي الامام العلم الشهير بحسن التصانيف وجمال المؤلفات وحسن المنظومات العلمية المتنوعة في ابواب الشريعة وما حوته من علم غزير وتقرير نافع وحسن استدلال وجمال ترتيب ووضوح عبارة وايضا جمال نصح من هذا الامام العلامة رحمه الله تعالى وهذه المنظومة او القصيدة الهائية نظمها رحمه الله تعالى في باب شريف ومهم من العلم وهو الزهد في الدنيا والتحذير من الافتتان بها والتكالب عليها وان تكون اكبر هم المرء ومبلغ علمه وغاية مقصوده وان من كان كذلك اضرته الدنيا مضرة عظيمة وكانت سبب هلكته وحرمانه من الخير والعلماء رحمهم الله تعالى قد كتبوا كتابات نافعة في هذا الباب ومؤلفات مفيدة مثل الامام احمد وابن المبارك ووكيع وهالنادي بن السري وغيرهم. لهم مؤلفات في هذا الباب الزهد. وهي مطبوعة ويستفيد منها طلاب العلم الفائدة العظيمة وطالب العلم بحاجة الى ان يقرأ ما كتبه اهل العلم في هذا الباب من اجل ان تتهذب نفسه وان يستقيم قلبه وان تصلح حاله وان يصاب بالافتتان في الدنيا والناظم الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى في ابيات هذه المنظومة قد احسن واجاد في بيان ما يتعلق بهذا الباب. فمع اختصار هذا النظم وقلة الابيات الا انها حوت خيرا كثيرا ونفعا عظيما فنسأل الله عز وجل ان يجزيه على ما قدم في هذا النظم وغيره من منظوماته ومؤلفاته خير الجزاء وان يثقل بها موازينه. وان ينزله المنازل العالية في الفردوس الاعلى. وان يجزيه عنا وعنه طلاب العلم وعن المسلمين خير الجزاء ونبدأ مستعينين بالله طالبين منه المد والعون في القراءة في هذه المنظومة والتعليق عليها بما تيسر واحب ان اشير قبل التعليق ان الشيخ زيد ابن محمد ابن هادي المدخلي رحمه الله تعالى وهو من ابرز واشهر طلاب الشيخ له تعليق مطبوع على هذه المنظومة وفيه كفاية. في توضيح مضامينها وبيان ما حوته من معان عظيمة وافادات مباركة وهو مطبوع متداول. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولسيدنا ومشايخنا وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين. قال الامام العلام رحمه الله تعالى في قصيدة ولست نعم صدر رحمة الله عليه. هذه الابيات بقوله ومالي وللدنيا. وليست ببغيتي مبينا ان الدنيا لم تأسر قلبه ولم تستحوذ على نفسه كما هو حال كثير من الناس ولا يقول هذه المقالة ما لي وللدنيا الا من فطن لحال الدنيا وما فيها من فتنة وزخرف زائل ومتاع الغرور وصدر ابياته رحمه الله تعالى بقوله مالي وللدنيا وهذا اللفظ جاء في حديث صح عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام في مسند الامام احمد وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما لي وللدنيا. قال ما لي وللدنيا انما مثلي ومثل الدنيا كراكب استظل في ظل شجرة ثم انصرف او مضى فهذه حال العبد في الدنيا واقامته فيها وتمتعه ملذاتها ونحو ذلك ما مثله الا كمثل رجل استظل في ظل شجرة ثم اه مظى وانصرف او راح وتركها فهذه حال حال الدنيا فاذا لماذا تستولي على قلب المرء؟ ولماذا تستحوذ على اهتمام لماذا تكون مبلغ علمه وغاية مقصودة وهذا مثلها وهذا مثلها قال ما لي قال ومالي وللدنيا وليست ببغيتي اي ليست الدنيا بطلبتي و مقصودي وهمتي وانما الهمة منصرفة للاخرة والرغبة منصرفة للاخرة. وهي البغية وهي الرغبة. وهي غاية المنى قال ما لي ومالي وللدنيا وليست ببغيتي ولا منتهى قصدي ولا منتهى قصري اي ان اه حالي في الدنيا ان انها لم تستولي على الهمة ولا على المقصد والغاية فالقصد الله والفوز بالدرجات العلى في الاخرة. وهذه الدنيا لم تشغل عن هذا المقصد. العظيم والغاية ولست انا لها ولست انا لها ليست ببغيتي ولست انا للدنيا. ولست بميال اليها ليس عندي ميل الى الدنيا وانشراح صدر اليها ورغبة في زينتها وزخرفها ولا الى كل ذلك ليس لي فيه همة ولا آآ رغبة ليست بميال اليها ولا الى رئاستها نتنا وقبحا لحالها. نتنا وقبحا لحالها فهذا البدء يبين فيه رحمه الله تعالى ما ينبغي ان يكون عليه حال المسلم الناصح لنفسه مع هذه الدنيا والا يغتر بمتاعها الزائل وزخرفها الفاني وبهجتها المنقضية فكل فرحة في الدنيا تنتهي وكل عافية في الدنيا تنتهي وكل صحة في الدنيا تنتهي وكل غنى في الدنيا ينتهي وكل متاع في الدنيا ينتهي فلا يغتر بها الانسان ولا يعني هذا لا في قليل ولا كثير ان الانسان يعمل في تحصيل دنياه ورزقه ومسكنه وملبسه وكسبه ليس المعنى ان ان يبقى الانسان عالة على الاخرين بل يعمل ويكدح ينصب ويحصل المال حتى لو اصبح عنده المال الكثير هذا كله لا يظره لكن الذي ان تكون الهمة هي الدنيا والبغية هي الدنيا. والمقصد هو آآ الدنيا. وان تكون الدنيا في قلب الانسان وتكون هي ايضا اه غاية مقصود الانسان ومبلغ علمه. ولهذا جاء في الدعاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام ولا تجعل الدنيا مبلغ آآ آآ ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا. قال اكبر همنا ومبلغ علمنا اما اما اذا اهتم بالدنيا لا يظره في تحصيل مصالحه وارزاقه سكناه وطعامه وشرابه وان اولاده اغنياء انك انتظر اولادك اغنياء خيرا من ان تذرهم عالة. ولهذا اذا لم يفهم هذا الباب باب الزهد في الدنيا على وجهه قد يصل بالانسان الى اه الدخول في اه اه نوع من اه الانحراف والمخالفة ايضا لشرع الله سبحانه وتعالى. فالحاصل ان آآ ان الانسان ينبغي ان يعرف الدنيا وحقيقتها وخستها وسرعة زوالها وانقظائها وانها ملعونة ملعون ما فيها الا الخير وذكر الله والعمل الصالح تقرب الى الله سبحانه وتعالى وان يعرف ان الدنيا بما فيها لا تساوي عند الله جناح بعوضة. فيعرف شأن دنيا وحقارة الدنيا وهوان الدنيا على الله سبحانه وتعالى فلا تكون مستولية على قلبه وسيطرة على على نفسه نعم احسن الله اليكم باركم الله تعالى هي البارودة والهم والغم والعمى سريع فيا شرع النقاع نعم. يقول رحمه الله تعالى في هذه الابيات مبينا حال الدنيا قال الناس ايضا مع هذه الدنيا يقول هي هي الدار دار الهم والغم والعنان هذه امور مجتمعة للناس وحاصلة ولابد فالدنيا فيها الهموم وفيها المكدرات وفيها المنغصات وفيها الالام وفيها الاحزان ان اظحكت الى ان ابكت كثيرا وان سرت قليلا احزنت كثيرا وما ملئ بيت فرحة الا وملئ فرحا فالدنيا فيها الضحك والبكاء فيها الهم وفيها الحزن فيها الالام فيها المنغصات هذي حال الدنيا هذه حال الدنيا حتى وان اوتي فيها المال او اوتي الرئاسات او اوتي المناصب او اوتي ما اوتي من الدنيا لا يسلم من هذه الامور لا يسلم منها الهم والغم والعنا لا يسلم منها او لا يسلم منها في في في هذه الحياة الدنيا لان الدنيا هذا شأنها دار الهم والغم والعنان. لكن هذه الهموم تداوى في القلوب بالدين والشرع والطاعة لله سبحانه وتعالى والذكر ولهذا ليس هناك دواء للهموم والغموم الا ذكر الله. والاقبال والاقبال على طاعة الله سبحانه وتعالى. والله كتب الشقاء والغم والغم على من اعرض عن ذكره فاذا اقبل المرء على ذكر الله وعلى طاعته وجد اللذة وجد الراحة وجد السعادة وهناء قتل العين هنات القلب وقرة العين كما قال الله سبحانه من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. فالحياة الطيبة في الدنيا لا تكون الا بالطاعة لله والاقبال على هداه وذكره وشكره سبحانه وتعالى. فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ان يسعد ويهنأ في هذه الحياة الدنيا ولهذا تأمل في مداواة الهم والغم قال عليه الصلاة والسلام ما اصاب اه عبدا هم فقال اللهم اني عبدك الى اخر الدعاء فارشد الى ان مداواة الهموم والغموم انما بذكر الله واللجوء الى الله وتلاوة القرآن والايمان بقضاء الله وقدره واصلاح المعتقد هذا هو الذي فيه المداواة للهموم والغموم والغموم. فقال اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصيتي بيدك ماض ماض في حكمك عدل في قضاؤك اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او الزمته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وذهاب همي وغمي الا ابدل الا اذهب الله همه وغمه وابدله فرحا وفي رواية فرجا. هذه الامور مجتمعة في هذا الحديث العقيدة الصحيحة الايمان بالقدر معرفة بالله واسمائه وصفاته والتوسل الى الله سبحانه وتعالى بها والعناية بالقرآن والاستشفاء به. وان يكون ربيع قلب الانسان ونور صدره وهذا لا يكون الا اذا اشتغل بالقرآن واعتنى به. فهذه الامور هي التي فيها مداواة الهموم والا الدنيا لا يفك المرء فيها عن الهم والغم والالام والنكد وغير ذلك وان اوتي المال وان اوتي القصور وان اوتي الحدائق والزهور وان اوتي ما اوتي من الدنيا فانه لا ينفك من ذلك ولا يسلم منه اضافة الى هذا انها كما قال الناظم سريع تقضيها. قريب زوالها. مع هذه الاشياء التي مجتمعة في في فيها ايضا سريع تقضيها. سريع ما ان تنقضي ولهذا الرجل في مثلا اه اه ما اوتي من الدنيا والجاه والرئاسة وما الى ذلك يفاجئ الناس يقال فلان مات انقضى او فلان افتقر فاما ان تذهب عنه دنياه او هو يذهب عنها هذي حال الدنيا سريع تقضيها قريب زوالها. زوالها قريب سواء دنيا كل شخص او الدنيا برمتها يسألك الناس عن الساعة آآ يسألك الناس آآ عن الساعة الى قوله وما وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا. فقريب تقضيها قريب آآ زوال آآ الدنيا وانقضاء الدنيا امر الدنيا وتقضيها سواء دنيا كل شخص لان من مات قامت قيامته وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وماذا اتدري نفس باي ارض تموت وايضا تقضي الدنيا كلها برمتها هذا امر ليس ببعيد بل هو قريب فهذا كله مما ينبه العبد على حال هذه الدنيا. وايضا مياسيرها عسر وحزن سرورا ما في الدنيا من امور ويسر واشياء من هذا القبيل فيها العسر ايضا وفيها النكد وفيها الالام وفيها المصاعب من قبل تحصيلها ومن بعد تحصيلها وفي وقت تحصيلها كل ذلك لا ينفك ما يحصلهم المرء من ان الدنيا يعاني معاناة شديدة حتى يحصل في هموم وغموم الى ان يحصله ثم اذا حصله صار في في غموم اخرى خوف ان يذهب عنه. وان يذهب من من يده. فتجد الانسان مثلا لو ظربنا مثال في طمعه مثلا في سيارة معينة ويتعب ويجمع لها المال وينصب ويفكر فيها ويهتم ويغتم ثم اذا حصلها وصارت بيده صار في هم اخر. الا تنصدم الا تخرب الا يصيبه فيها كذا وكذا فما يسلم في اي شيء من الدنيا ما يسلم من من هذه الامور. قال مياسيرها عسر وحزن سروره حزن سرورا الامور السارة في الدنيا ايضا يكتنفها ما يكتنفها من امور يدخل من خلالها الحزن على قلب من حصلها وارباحها خسر ونقص كمالها ارباحها خسر لان الاشياء التي يربحها ويحصلها الانسان من الدنيا في الغالب انها تكون على حساب دينه وما خلق من اجله الا من وفقه الله سبحانه وتعالى وهداه. ارباحها خسر ونقص كمالها كمال الدنيا اكتمالها للمرأة هذا نقص لانها تأخذ شيء. ولابد من نصيبه من الطاعة العبادة والذكر لله سبحانه وتعالى. اذا اظحكت ابكت اذا اظحكت بما حصله الانسان فيها من صحة او مال او تجارة او رئاسة ابكت ان اضحكت قليلا ابكت كثيرا وان رام وصلها غبي ان رمى وصلها غبي يعني اذا رام وطمع في وصله الدنيا وان تكون له فيا سرع انقطاع انقطاع وصالها فيا سرع انقطاع وصالها اي سريعا ما ينقطع هذا الوصال ان حصل وصال فهو سريع ما ينقضي وينقطع. يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد يقول سرور الدنيا احلام نوم او كظل زائل ان اضحكت قليلا ابكت كثيرا وان سرت يوما ساءت دهرا. وان متعت قليلا منعت طويلا. وما ملأت دارا حبرا الا ملأتها قال ابن مسعود لكل فرحة ترحل وما ملئ بيت فرحا الا ملئ فرحا وقال ابن سيرين ما كان ضحك قط الا كان من بعده بكاء. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فاسأل ربي ان يحول بحوله وقوته هذا هذا دعاء هذا دعاء عظيم لما شرح من حالها وبين من امرها وذكر من شأنها دعا هذه الدعوة قال فاسأل ربي ان يحول بحوله وقوته بيني وبين اغتيالها اي وبين ان تغتالني الدنيا. الدنيا كم اغتالت من خلق؟ وكم فتن بها من خلق؟ وكم اهلك من خلق وكم تزينت من خلق فاغتروا بها واغتالتهم ولا خلاص من اغتيال الدنيا وفتنها للمرء الا باللجوء الى الله. والتعوذ به سبحانه وتعالى من في من فتنة الدنيا. من فتنة الدنيا وفي صحيح الامام البخاري رحمه الله باب في التعوذ من فتنة دنيا من فتنة الدنيا. واورد حديث سعد ابن ابي وقاص كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا هؤلاء الكلمات كما تعلم الكتابة. اللهم اني اعوذ بك من البخل واعوذ بك من الجبن واعوذ بك من ان ارد الى افظل العمر واعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر وقيل في معنى قول فتنة الدنيا اي ان يبيع الاخرة بما يتعجله في دنياه. ان يبيع الاخرة بما عجله في دنياه من حال او مال او تجارة او غير اه او غير ذلك ومن الدعوات النافعة ما جاء في حديث ابن عمر في السنن في السنن في سنن الترمذي والنسائي وغيرهما ان ان ابن عمر رضي الله عنه عنه ما قال كان آآ النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بكلمات لا اقل ما يقوم من مجلس الا دعا بهن اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من يرحمنا وايضا من الدعوات النافعة في هذا الباب ما ثبت في صحيح مسلم من دعائه عليه الصلاة والسلام اللهم اصلح لي ديني الذي وعصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي اخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة يعني الدنيا زيادة لي في كل خير راحة لي من كل شر. فالحاصل ان باب الدعاء هو مفتاح الخير ومفتاح الفرج ومفتاح النجاة ايضا. فلهذا ينبغي ان يقبل العبد على الله سبحانه وتعالى بالدعاء ان يعيده من اه فتن اه الدنيا وزخرفها وان يصلح له دينه ودنياه واخراه وان يهديه سواء السبيل. والله سبحانه وتعالى لا يرد من دعاه ولا طيب من ناجاه سبحانه وتعالى نعم. احسن الله اليكم سواه في هذين البيتين يقدم نصيحة من انفع النصائح وافودها للمسلم ولطالب العلم آآ تحذيرا من الدنيا تحذيرا من الدنيا والاغترار بها. فهو يقدم آآ هذه النصيحة لاجل ان من بدأت نفسه تقبل على الدنيا وتفتن بها ان يحذر اشد الحذر وان ينتبه يقول فيا طالب الدنيا الدنيئة جاهدا هي مستغرقة الجهد ووقته وهمته وعلمه وفطنته وذكاءه فانصرف الى هذه الدنيا واكب عليها ان اطلب سواها ومراده بسواه الى الاخرة لا تكن من اهل الدنيا وكن من اهل الاخرة. ويكون المرء من اهل الاخرة بطلب العلم. والتفقه في الدين والاقبال على طاعة رب العالمين ولهذا جاء عن ابن مسعود اه رضي الله عنه انه قال من همان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا. ولا يستويان فطالبوا العلم يزداد رضا الرحمن وطالب الدنيا يزداد من الطغيان قال طالب العلم يزداد رضا الرحمن وتلا قول الله انما يخشى الله من عباده العلماء وطالب الدنيا يزداد من الطغيان ثم تلا كلا ان الانسان لا يطغى ان رآه استغنى فاطلب سواه اي اطلب الاخرة وطلب الاخرة يكون بالعلم والتفقه في دين الله والفهم شرعه سبحانه وتعالى عقيدة وعبادة. والعمل على اقامة النفس على الطاعة والاقبال على ما فيه برضا الله سبحانه وتعالى ان اطلب سواها؟ انها اي الدنيا لا وفاء لها. انها لا وفاء لها وانما امرها وحالها مع اهلها انها مع الغرور متاع الغرور اي الذي يغر اصحابه واهله ثم يزول عنهم. فلا يبقى لهم فلا يبقى لهم فكم قد رأينا من حريص ومشفق عليها كم رأينا من اشخاص انشغلوا بالدنيا واصبحت همه وشغلتهم عن الطاعة شغلتهم عن الفرائض شغلتهم عن العبادات شغلتهم عن التقرب الى الله عن اعمال الخير والبر. كم من اه رأينا من حريص ومشفق عليها فلم يظفر بها ان ينالها فلم يظفر بها ان يناله. وان نال منها شيئا ذهب هذا شيعا او ذهب هو عنه عن هذا الشيء الذي ظفر به من الدنيا نعم وفيها وفي سورة هذه الابيات الثلاثة تكاد تكون اعظم ما في هذا النظم واهم ما احتوى عليه. في التزهيد في الدنيا وبيان حالها وانها متاع الغرور وانها آآ آآ متاع زائل وبيان الامثال التي تكشف حال هذه الدنيا حتى يتيقظ العباد ويتنبهوا ففي هذه الابيات ثلاثة وهي اعظم ما احتوت عليه هذه المنظومة بيان حال الدنيا من خلال ما جاء في النصوص الى الادلة كلام الله وكلام رسوله. صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ففي البيت الاول من هذه الابيات الثلاثة يقول لقد جاء في اية الحديد ويونس وفي الكهف ايضاح بضرب مثالها. يقول في هذه السور الثلاث سورة الحديد وسورة يونس وسورة الكهف جاء فيها ايات آآ ضرب فيها مثال آآ لحال الدنيا وان طالب العلم ينبغي حتى يعرف حال الدنيا ان ينظر في تلك الايات وان يتأمل في معانيها وان ينظر ايضا في كلام المفسرين رحمه الله تعالى في هذه الايات حتى يعرف حقيقة الدنيا بهذا المثال او بهذه الامثلة التي ضربها الله سبحانه وتعالى في هذه الايات اما اية الحديد فقول الله سبحانه وتعالى اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد. كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرة وثم يكون حطاما وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور فهذا مثل عظيم جدا وصدره الله جل في علاه بقوله اعلموا واعلموا او اعلم هذه كلمة تنبيه يؤتى بها بين يدي العظيمة المهمة التي ينبغي ان يتنبه لها المرء وان يحسن فهمها. اعلموا ان ما الحياة الدنيا اي مثل الحياة الدنيا اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث فهذه حال الدنيا. الدنيا لعب اي ما مشغلة لابدان الناس تظيع فيها الابدان والاوقات باللعب ولهو للقلوب ملهية للقلب وشاغلة له وصارفة له عما خلق لاجله. فهي لعب وله لعب بالابدان فالابدان تنصرف الى الدنيا والمتعة بزخرفها والقلوب تنهو بهذه الدنيا وتنشغل بها حتى تصبح هي اكبر هم الانسان ومبلغ علمه اذا زينة في في الملبس وزينة في المركب وزينة في المسكن وزينة اشياء يعني تأسر فالانسان وربما تستولي ايضا على همته ومقصده فيصبح ليس له هم الا الا ذلك وتفاخر بينكم. تفاخر بينكم. كل ما كثر شيء من الدنيا عند الانسان اخذ يفخر به على الاخرين ويتعالى فيه على الاخرين وانه افضل منهم واحسن من فلان واوسع واكثر واعز ونحو ذلك من عبارات التفضيل وتكاثر في الاموال والاولاد. تكاثر في الاموال والاولاد. هذه كلها ملهيات مثل ما قال الله الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر كمثل غيث اعجب الكفار نباته كمثل غيث اعجب الكفار نباته يعني كمثل مطر نزل على ارض اصابها القحط والجد فانبتت من كل زوج بهيج. فاعجب الكفار نباته واستولى على قلوبهم ما في هذا الزخرف وما في وما في هذه الارض من زينة وجمال اسر القلوب عجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما. اذا اردت ان تعرف حال الدنيا من خلال هذه هذا المثل انظر الى الارظ في الربيع ثم اذا انقضى الربيع انظر الى اليها ايضا مرة اخرى هذا مثل يوظح لك الدنيا ظربه رب العالمين سبحانه وتعالى فتجد مثلا ارظ في الربيع اذا نزلت الامطار اخضرت وازينت وزانت وجملت اه لاهلها وطاب النظر اليها ولا تملأ عين المرء ينظر ويعيد النظر ويبتهج بالمناظر الجميلة ثم اذا جئت الى نفس الارض بعدها بشهر او بشهرين ربما يطيق النظر اليها من جدب الذي اصابها ولا يجد فيها شيء يشد نظره او يبهج قلبه او يؤنسه هذا مثل للدنيا هذا مثل ضربه رب العالمين سبحانه وتعالى للدنيا في امر يشاهده الناس بين حين واخر وبين وقت ووقت قال رحمه الله ويونس اي وفي سورة يونس وهو مثل ايظا ظربه الله سبحانه وتعالى في في في هذه السورة قال انما مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء مثل الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض اي انبتت الارض لما نزل هذا الماء ورويت الارض انبتت مما يأكل الناس والانعام. انبتت نباتا صالح للانسان يأكله ويلذ باكله. وايضا تأكل الانعام منه وقل مثل هذا عندما عندما عندما تصاب الارض او تجمل الارض بالربيع فتصبح الارض فيها الربيع الجميل والزروع تجد الانسان يجد فيها ما يأكل ويلذ ويطيب له وايضا تأكل منها وتشبع هذا حال الدنيا في تزينها وتجملها للمرء ثم ماذا يكون بعد ذلك؟ قال حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت. وظن اهلها انهم قادرون عليها. يعني ان هذا شيء يستمر لهم ويبقى اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغنى بالامس. كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون وهذا دعوة من رب العالمين ان نتفكر في مثل هذه الايات وان نتأمل في مثل هذه الامور الموقظة اه المحيية للقلوب وفي الكهف ايضا ضرب الله سبحانه وتعالى المثال للدنيا بقوله واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء به نبات الارض فاصبح هشيما تذره الرياح. وكان الله على كل شيء مقتدرا. فهذا مثال او هذه امثلة آآ اشتملت عليها هذه الايات توضح على آآ الدنيا قال رحمه الله وايضاح بضرب مثالها. يعني في هذه الايات الثلاث اوضحت وبينت حالة وضحت وبينت حال الدنيا بضرب المثال الذي يكشف عن حقيقتها. وهنا ينبغي ان ننتبه ان من فائدة الامثال المضروبة انها تقرب المعاني وتجعل الامور المعنوية بمثابة الامور المشاهدة المحسوسة. ولهذا كثرت الامثال في القرآن لانها نافعة جدا في البيان. والله يقول وتلك قالوا نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون. قال وفي ال عمران وفي ال عمران وسورة فاطر وفي غافل قد جاء تبيان حالها. قد جاء قد جاء تبيان حالها اي ان هذه السور الثلاث وسورة ال عمران وسورة فاطر وايضا سورة غافر جاء فيها تبيان حال الدنيا وان المتاع الذي في اه الدنيا هو متاع الغرور المتاع الزائل المتاع المنقضي الذي لا يبقى لاهله. واه اية ال عمران هي قول الله عز وجل وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور واية فاطر هي قول الله عز وجل يا ايها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور وآآ اية غافر قول قول الله عز وجل في النصيحة التي قدمها مؤمن ال فرعون قال يا قوم انما هذه الحياة الدنيا متاع وان الاخرة هي دار القرار فهذه الايات فيها ان الدنيا متاع متاع زائل متاع الغرور متاع فاني فاذا كان هذا وصف حال الدنيا فلا وكر الانسان لا تغره الدنيا لان المتاع مهما كبر واتسع وعظم هو في نهايته متاع زائل. لا يبقى قال وفي سورة الاحقاف اعظم واعظا وفي سورة الاحقاف اعظم واعظا. ولعله والله اعلم يشير الى ما جاء في اواخر سورة الاحقاف قول الله عز وجل كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار. فهل يهلك والا القوم الفاسقون. هذا اعظم واعظ. واكبر واعظ ان يعرف الانسان ان انه اذا اذا وقف يوم القيامة بين يدي الله العمر الذي عاش في الدنيا ستين سنة سبعين سنة مئة سنة او اقل او اكثر كأن لم يلبث الا ساعة من نهار كان لم يلبث الا ساعة من نهار. فمثل هذا الوقت القليل آآ الذي سرعان ما يتصرم وينقضي ويذهب كيف يغر الانسان وكيف يستولي على قلبه وكيف تصبح الدنيا هي اكبر همه وهذي حالها والحاصل ان آآ هذه الابيات وما حوته من معاني وما اشار اليه في مظامنها من ادلة كله المراد من ان لا تستولي هذه الدنيا على قلب الانسان والا تأسر قلبه. والا تستحوذ على نفسه فتصبح تحية آآ اكبر همه ومبلغ علمه وغاية مقصوده تستولي على الوقت تستولي على الحياة على العمل ثم النهاية انها تنقضي وتنتهي ولا يحصل آآ فيها ما خلق لاجله وطاعة الله سبحانه وتعالى فتشغله عما خلق لاجله. سبحان الله انتبه هنا دنيا خلقت لاجل الانسان. الله سخرها للانسان وخلقها للانسان وسخرها له سخر له ما في السماوات وما في الارض وهيأ له هذه الدنيا. فلا ينبغي للانسان العاقل ان ينشغل بما خلق لاجله عما خلق هو لاجله الا ينشغل بهذه الاشياء التي خلقت لاجل انسان عما خلق الانسان لاجله. الدنيا وما فيها خلقت للانسان وسخرها الله للانسان فلا ينبغي للانسان ان تشغل هذه الدنيا عما خلقه الله لاجله. قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. اي خلقهم للعبادة واوجدهم للطاعة والاقبال على على الله سبحانه وتعالى ولم يأتي في آآ النصوص آآ منع من الكسب والرزق وتحصيل المسكن والمركب لم يأتي منع لكن جاء التحذير من الدنيا من ان تفتن الانسان وتستولي على قلبه وتأسر نفسه وتصبح هي غاية همه واكبر ما مقصده ونسأل الله الكريم اه رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبه ونعم الوكيل. اردت اه ان اقرأ يعني نصفين لابن القيم فيهما فائدة عظيمة جدا لكنني اكتفي بالاحالة اليهما اما احدهما ففي آآ كتابه الفوائد والاجهزة الحديثة يسرت الان الحصول على الفائدة والوقوف عليها بسرعة ففي كتاب الفوائد ذكر الله اه فائدة قال لا تتم الرغبة في الاخرة الا بالزهد في الدنيا. ولا يستقيم الزهد في الدنيا الا بعد نظرين صحيح ذكرهما رحمهما الله فيهما نفع عظيم جدا. انصح بقراءته في كتاب الفوائد لابن القيم. وفي طريق الهجرتين ذكر نفس المعنى وزاد عليه امر ثالث. قال والذي يصح والذي يصحح هذا الزهد ثلاثة اشياء. فذكر الشيئين الذين ذكرهما في كتابه الفوائد وزاد عليهما امرا ثالثا. ولعل في هذه الطريقة من تسويق للوقوف على كلام ابن القيم ابلغ مما لو قرأته عليكم هكذا. مباشرة وارجو ان يقع تشويقي لكلام ابن القيم في محله وان يرجع الجميع الى كلام ابن القيم في الكتابين المشار اليهما وصلى الله وسلم على ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين