بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد نواصل القراءة في هذه المنظومة النافعة والقصيدة المفيدة للعلامة حافظ حكمي رحمه الله تعالى ونسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين بما حوته من خير ونفع وفائدة نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا شيخنا ولمشايخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين. قال الامام العلامة حافظ ابن احمد الحكمي رحمه الله تعالى في قصيدتي الهائية في الترغيب والترهيب لقد نظروا قوم بعين بصيرة اليها فلم تغررهم باختيالها. اولئك اهل الله حقا لهم جنة الفردوس ارثا ويا لها. نعم يبين الناظم رحمه الله تعالى هنا حال اهل الحق والهدى والفضل ومن وفقهم سبحانه وتعالى وشرح صدورهم وهداهم الى صراطه المستقيم انهم نظروا الى الدنيا بعين بصيرة وهذا النظر هو النافع للعبد ان ينظر الى الدنيا متبصرا متأملا في حقيقتها وفي هوانها على الله تبارك وتعالى وفي سرعة انقضائها وزوالها وانها متاع الغرور وانها زائلة وليست باقية وانها دار عبور وليست دار قرار فيذكر رحمه الله ان اهل الحق والهداية نظروا الى الدنيا بعين بصيرة فلم تغررها هذا نتيجة النظر والتأمل في حقيقة الدنيا اذا تأمل المرء احسن النظر في حقيقتها لم يغتر بها ولم تغرره باغتيالها اي بزينتها وزخرفها ومتاعها قال اولئك اهل الله حقا وحزبهم اولئك الذين وفقهم الله عز وجل هذه المعرفة لحقيقة الدنيا فلم تغررهم الدنيا لم يغتروا بها ولا بزخرفها هؤلاء هم اهل الله حقا والمراد باهل الله اي خاصة الله اولياؤه اولياء الله تبارك وتعالى المختصون به اختصهم رحمته وعظيم فضله قد جاء في الحديث في المسند وغيره عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال ان لله تعالى اهلين ان لله تعالى اهلين من الناس اهل القرآن هم اهل الله وخاصته فالحاصل ان هؤلاء الذين نظروا الى الدنيا هذا النظر معروف حقيقتها وخستها وزوالها وهوانها على الله لم تغررهم بزخرفها ومتاعها فهم اهل الله حقا وحزبه اي المقربون واولياء الله سبحانه وتعالى الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون لهم جنة الفردوس اي نزلا عند الله ومثوبة وكرامة اعدها الله سبحانه وتعالى لهؤلاء لهم جنة الفردوس ارثا ويا لها اي يا لها من ارث ويا لها من نعمة عطية ارثا لهم كما قال الله سبحانه وتعالى اولئك هم الوارثون اولئك هم الوارثون فهؤلاء هم الوارثون لهذه المكرمة العظيمة والنعمة العظيمة جنة الفردوس. ويا لها من مكرمة ويا لها من نعمة عظيمة فهذا قسم القسم الاخر نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومال اليها اخرون لجهلهم. فلما اطمأنوا ارشقتهم نبالها. اولئك فقوم اثروها فاعقبوا بها الخزي في الاخرى وذاقوا وبالها. هذا قسم اخر غير الاول غرتهم الدنيا وفتنوا بزخرفها والهتهم متعها وسلبت اعينهم زينتها فاغتروا بها اغتروا بمتاع الغرور فمالوا اليها ما له الى الدنيا فاصبحت هي المنية والبغية وهي اكبر الهم ومنتهى القصد عند هؤلاء مال مال هؤلاء اليها لجهلهم لجهلهم بالله سبحانه وتعالى وبالواجب في حقه ولجهلهم ايضا بحقيقة الدنيا فلم ينظروا اليها نظر الاولين وانما فتنوا بالدنيا وفتنوا بزخرفها فمالوا اليها فلما اطمئنوا لما اطمئنوا اطمأنوا الى هذا الزخرف الزائل والمتاع الفاني وظنوا لانفسهم البقاء في هذا المتاع وهذا الزخرف ارشقتهم نبالها والرسك هو الرمي اي رمتهم الدنيا بنبالها فذاك آآ هلك على عصيانه وغروره واعراضه عن طاعة ربه سبحانه وتعالى وذاك ازداد طغيانا بما اوتي من متاع الدنيا وزخرفها وذاك سلب عقله وذهب لبه افتتانا هذه الدنيا وذاك عاش حياته فيها محروما من لذة الطاعة وهنائة القربى وقرة العين بالتقرب الى الله سبحانه وتعالى فاهلكتهم الدنيا اشد الهلكة هذا معنى قوله رحمه الله تعالى ارشقتهم نبالها اولئك يعني هؤلاء القوم اثروها اي على الاخرة اثر الحياة الدنيا واصبحت هي الرغبة فليس لهم مراد لله كما قال الله سبحانه وتعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا فاثروا الدنيا فماذا كانت النتيجة؟ فاعقبوا بها الخزي في الاخرى فاعقبوا اي كانت العاقبة والمآل الخزي في الاخرى اي في الدار الاخرة ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا. اعقبوا الخزي في الاخرى وذاقوا وبالها. الوبال سوء العاقبة الوبال سوء العاقبة فذاقوا وبالها اي باءوا بالعاقبة السيئة المآل الوخيم يوم الخزي يوم الوقوف بين يدي الله تبارك وتعالى قال ابن القيم رحمه الله ومتى رأيت القلب ترحل عنه حب الله والاستعداد للقائه وحل فيه حب المخلوق والرضا بالحياة الدنيا طمأنينة والطمأنينة بها فاعلم انه قد خسف به فاعلم انه قد خسف به فاذا هما نظران نظروا آآ بصيرة وتأمل وتبصر في الدنيا وحالها فيعقب خيرا ويثمر سعادة ونظر اخر ونظر افتتان بالدنيا وبزخرف الدنيا في الاول في النظر الاول سعادة المرء وفلاحه في الدنيا الاخرة وفي النظر الاخر عطبه وهلاكه في الدنيا والاخرة وقد ذكر الامام النووي رحمه الله تعالى في اوائل ومقدمته لكتابه العظيم النافع رياض الصالحين ذكر ابياتا وهي تنسب للامام الشافعي وهي مثبتة ايضا في ديوانه رحمه الله تعالى وفيها هذا المعنى الذي اشار اليه الناظم قال فيها ان لله عبادا فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتن نظروا فيها فلما علموا انها ليست لحي وطنا جعلوها لجة واتخذوا صالح الاعمال فيها سفنا فهؤلاء اهل النظر الثاقب والبصيرة النافذة واهل حسن التأمل فلهم العاقبة الحميدة والمآل الكريم في الدنيا والاخرة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فقل للذين استعذبوها رويدكم سينقلب السم النقيع زلالها ليلهو ويغتروا بها ما بدا لهم متى تبلغ الحلقوم تصرم حبالها في هذا البيت يقول اه الناظم رحمه الله تعالى فقل يا من وفقك الله لحسن البصيرة والمعرفة بحال الدنيا وعدم الافتتان بها قل لمن افتتن بالدنيا واستعذبها قل للذين استعذبوها رويدكم تمهلوا تمهلوا رويدكم اي تمهلوا وانظروا في العواقب اياكم وهذا الطيش وهذا السفه وهذا الافتتان والغرور رويدكم تمهلوا انظروا في العواقب قبل ان تندم في موطن لا ينفع فيه الندم رويدكم سينقلب السم النقيع زلالها يعني هذا الذي ترونه عذبا زلالا فتنتم به من متع الدنيا هو في الحقيقة سينقلب الى السم النقيع يقال سم النقيع وسم ناقع وسم منقوع اي آآ بالغ وثابت اي سم بالغ وشديد وثابت فهذا الذي يراه هؤلاء الذين فتنوا في الدنيا انها اه عذب زلال واطمئنوا اليها ومالت اليها نفوسهم قل لهم قولوا لهم رويدكم رويدكم هذا الذي ترونه عذبا زلالا سينقلب الى السم النقيع ليلهو ويغتر ما بدا لهم ليلهو يغتر ليلهو بمتع الدنيا ويغتر بفتنها ما بدا لهم لكن هذا ظياع ظياع وحرمان ليلهو ويغتر ما بدا لهم ما النتيجة هذا كلام عظيم جدا يقال للمفتون والمغتر بالدنيا لو نهيت بهذه الدنيا واغتررت ومضيت في هذه المتعة الى متى ماذا تنتظر هل ستستمر مغترا لاهيا بهذه الدنيا الى ان يفجعك الموت الى ان يداهمك الموت والموت لا يفرق بين صغير وكبير. لا يقول الانسان انا شاب كم اخذ الموت من الشباب وكم اتى الى بيت فيه مسن يتوقع اهل البيت بين عشية وظحاها ان يفقدوه فيأخذ صغيرا من صغار البيت وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت فيقال لهذا الله المفتتن بالدنيا المغتر بمتعها المنشغل بزخرفها المعرض بسبب ذلك عما خلق لاجله ووجد لتحقيقه الى الى متى الى متى هذا اللهو؟ والى متى هذا الغرور؟ ماذا تنتظر؟ اتنتظر ان يداهمك الموت ويبغتك الاجل وانت على هذا اللهو على هذه الغفلة وهؤلاء الذين على هذا اللهو لو عاينوا الموت لتمنوا ان يؤجل ليعملوا صالحا غير الذي كانوا يعملونه ولهذا يذكر عن احد السلف انه اراد وعظ احد المقصرين المفرطين المعرضين فاخذه الى القبور فقال له يا فلان لو كنت مكان هؤلاء ماذا تتمنى لو كنت مكان هؤلاء مدفونا مع هؤلاء في هذه الحفر ماذا تتمنى قال والله اتمنى ان يعيدني الله للدنيا لاعمل صالحا غير الذي كنت اعمل فقال يا هذا انت فيما تتمناه يعني اعمل لا تستمر في غرورك في غرورك وفي لهوك وصدودك واعراضك فالناظم يقول ليلهو ويغتر بها اي الدنيا ما بدا لهم لكن ما ما النتيجة؟ وما المآل في هذا الغروب؟ متى تبلغ الحلقوم تصرم حبالها متى تبلغ اي الروح الحلقوم تصرم حبال الدنيا. كل ما يراه الانسان من بهرج وزخرف وزينة وغير ذلك كله ينتهي وينقطع تصرم اي تنقطع حبالها العلائق والصلات التي يرتبط الانسان بها في الدنيا هذه تجارة وهذا مال وهذه قصور وهذا كذا الى اخره كلها تنتهي تصرم حبالها متى تبلغ الحلقوم تصرم حبالها لكن اذا بلغت الحلقوم الامر خطير جدا اذا بلغت اي الروح الحلقوم فالامر خطير جدا لان النبي عليه الصلاة والسلام كما في المسند وغيره يقول ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ما لم يغرغر اي ما لم تبلغ الروح الحلقوم حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان هذا ما ينفع اذا حضر الموت وغرغر واصبح معاينا للموت التوبة حينئذ ما تنفع ثوبه حينئذ لا تنفع لا تنفع صاحبها فهذا الاهي في الدنيا المغتر بزخرفها المعرظ عن ما خلقه الله لاجله يقال له الى متى؟ ماذا تنتظر اتنتظر الى ان يأتي هذا الموعد ويداهمك الاجل فتبلغ الروح الحلقوم اتنتظر الى هذا الوقت؟ بادر المراد بهذا الكلام الحث على المبادرة الى التوبة والانابة والرجوع الى الله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ويوم توفى كل نفس بكسبها تود فداء لو بنيها ومالها وتأخذ اما باليمين كتابها اذا احسنت. او ضد ذا بشمالها ويبدو لديها ما اسرت واعلنت وما قدمت من قولها وفعالها. يقول رحمه الله تعالى واعظا ومذكرا ويوم توفى كل نفس بكسبها تود فداء لو بنيها ومالها يعني ولو كان الفداء بنيها ومالها تسدي بكل شيء حتى تنجو من العذاب وسخط الجبار فيوم القيامة هو يوم توفى فيه كل نفس ما كسبت وينبغي على العبد ان يدرك ذلك وان ايامه وشهوره واعوامه كل ما يقع فيها من اقوال واعمال محصاة عليه ويوفى ذلك يوم القيامة ويوم توفى كل نفس بكسبها اي بما كسبت وبما حصلت في هذه الحياة الدنيا قال الله سبحانه وتعالى فكيف اذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون قال عز وجل ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ما كسبت اي من عمل ما قدمته في هذه الحياة من اعمال كل ذلك توفى اي الجزاء عليه وافيا يوم القيامة يوم الوقوف بين يدي الله عز وجل المعرض الظالم المفرط يندم ندما شديدا على تفريطه وتضييعه ويود في ذلك اليوم ولا ينفعه هذا الود وهذه الرغبة يود فداء ان يفدي نفسه من العذاب وسخط الله سبحانه وتعالى لو بنيها ومالها يعني لو كان الفداء بنيها ومالها كما قال الله سبحانه وتعالى يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته واخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الارض جميعا ثم ينجيه يود الفداء للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به اي من عذاب الله وعقوبته في ذلك اليوم تود فداء اي فداء لنفسها تفدية لنفسها من عذاب الله تبارك وتعالى لو بنيها ومالها اي لو كان الفداء بنيها ومالها وفي ذلك اليوم الذي هو يوم التوفية توفية الاعمال والجزاء على الاعمال قال وتأخذ اما باليمين كتابها وهم من وفقهم الله سبحانه وتعالى للعمل الصالح ولم يغتروا الدنيا وزخرفها يأخذون كتبهم بايمانهم جزاء الاحسان الذي كان منهم فيه هذه الحياة الدنيا وتأخذ اما باليمين كتابها اذا احسنت او ضد ذا يعني ظد الاحسان وهو الاساءة بشمالها او ضد ذا اي ضد الاحسان وهو الاساءة بشمالات يكون الاخذ للكتاب بالشمال فاما من اوتي كتابه بيميني فيقول هاؤم اقرؤوا كتابي اني ظننت اني ملاق حسابي فهو في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية. واما من اوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم اوت كتابي ولم ادري ما حسابي يا ليتها كانت القاضية ما اغنى عني ما لها هلك عني سلطانيا خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه فذاك ففي ذاك اليوم العظيم تتطاير الصحف فاخذ كتابه باليمين واخذ كتابه بالشمال وفي ذلك اليوم ايضا تبدو للانسان الاعمال التي قدمها. ويبدو لديها ما اسرت واعلنت ويبدو لديها ما اسرت واعلنت وما قدمت من قولها وفعالها علمت نفس ما قدمت واخرت في ذاك اليوم تقف الانسان تقف النفس او يقف الانسان على عمله. ويكون عمله كله حاضرا ويجازى عليه فيرى اعماله كلها في كتاب لا يغادر من اعماله صغيرة ولا كبيرة الا احصاها وكل ذلك يجده حاضرا ثم يجازى على العمل كما قال الله سبحانه وتعالى ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى لتجزى كل نفس بما تسعى فهذا كله مما يدعو العبد الى التيقظ والتفطن وان يأخذ نفسه باخذ الحزم والعزم وان يذم زمامه بزمام الحق والهدى وان يحذر اشد الحذر من التفريط والتهاون والتسويف والتأجيل يحذر من ذلك اشد الحذر ويبدو لديها ما اسرت واعلنت وما قدمت من قولها وفعالها. كل ذلك سيراه ويلقاه في كتاب مسطور حوى كل ما قدم المرء في هذه الحياة الدنيا من اقوال او اعمال ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى بايدي الكرام الكاتبين مسطر فلم يغني عنها عذرها وجد هنالك تدري ربحها وخسارها واذ ذاك تلقى ما اليه مآلها فان فان تك من اهل السعادة والتقى فان لها الحسنى بحسن فعالها تفوز بجنات النعيم وحورها وتحبر في روضاتها وظلالها وترزق مما تشتهي من نعيمها. وتشرب من تسنيمها وزلالها. اعد الابيات قال رحمه الله بايدي الكرام الكاتبين مسطر فلم يغني عنها عذرها وجدالها. هنالك تدري ربحها وخسارها واذ ذاك تلقى ما اليه مآلها فان تك من اهل السعادة والتقى فان لها الحسنى بحسن فعالها. تفوز بجنات النعيم وحور وتحظر في روضاتها وظلالها. وترزق مما تشتهي من نعيمها. وتشرب من وزلالها يقول رحمه الله تعالى آآ بايدي الكرام الكاتبين مسطر الجارة والمجرور هنا متعلق ما جاء في البيت التي الذي قبله قال ويبدو لديها ما اسرت واعلنت وما قدمت من قولها وفعالها بايدي الكرام الكاتبين مسطر فكلما قدمه العبد يجده مكتوبا مسطرا سطر بايدي الملائكة الكاتبين كما قال الله سبحانه وتعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد والله سبحانه وتعالى وكل الى آآ الملائكة الذين خصهم بهذا الامر وكلا اليهم كتابة الاعمال تسطيرها ونسخها سيكتبون كل ما يقوله العبد وكل ما يفعله العبد فيرى العبد ما قدم مكتوبا مسطرا من اقوال وافعال يجد ذلك مكتوبا كتبته اه الملائكة بايديها وسطرته على العبد كل اقواله واعماله وفي ذلك اليوم الشأن كما قال الله كل امة تدعى الى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون؟ هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون نستنسخ اي ملائكتنا تكتب اعمالكم فتحصى عليكم مسطرة مدونة مكتوبة في كتاب يجده العبد يوم القيامة حاضرا وحينئذ فالامر كما يقول رحمه الله لم فلم يغني عنها عذرها وجدالها اذا قامت تعتذر وتجادل فلا ينفع يومئذ المعذرة ولا ينفع اه الجدال لانه فرط ووظيع فلا يفيد الجدال ولا يفيد العذر في ذلك اليوم لان ذلك اليوم هو يوم الجزاء ويوم الحساب يقول هنالك تدري ربحها وخسارة هنالك اذا اخذ الكتاب ووجد فيه الاعمال محصاة عليه ولم يبق الا حلول العقوبة هنالك تدري ربحها وخسارة هنالك يظهر الرابح الذي ينقلب الى اهله مسرورا والخاسر والعياذ بالله هنالك تدري ربحها وخسارها. واذ ذاك تلقى ما اليها اه واذ ذاك تلقى ما اليه مآلها. واذ ذاك تلقى ما اليه مآلها اي ما تؤول اليه لان ذاك اليوم هو يوم الجزاء فالمحسن يؤول امره الى الفوز بالاحسان والمسيء يؤول امره الى العقوبة ثم كان عاقبة الذين اساءوا السوء وفي المحسن قال ويجزي الذين احسنوا بالحسنى هل جزاء الاحسان الا الاحسان ثم فصل ذلك قال هنالك تدري ربحها وخسارة هناك الرابح وهناك الخاسر ففصل ذلك فبدأ اولا القسم الرابح وذكر ما اعد لهم المآل الذي يؤول اليه امرهم لان لان هذا الان الابيات الاتية كلها تفصيل في المآل الرابح ومآل الخاسر اما مآل الرابح فيقول في تبيانه رحمه الله فانتكوا من اهل السعادة والتقى فان لها الحسنى بحسن فعالها فان تكوا من اهل السعادة والتقى اذا كان العبد من اهل السعادة الذين كتب الله سبحانه وتعالى لهم السعادة وسلك وسلك به بهم طريق السعادة واهل الملازمة لتقوى الله فان له الحسنى بحسن فعالها فان لها لها الحسنى بحسن فعالها مثل ما قال الله ويجزي الذين احسنوا بالحسنى ويجزي الذين احسنوا بالحسنى وكما قال هل جزاء الاحسان الا الاحسان اهل السعادة والتقى اهلها لهم عند الله الحسنى بحسن الفعل التي قدموها في هذه الحياة الدنيا ثم فصل في الثواب قال تفوزوا بجنات النعيم التي اعدها الله سبحانه وتعالى نزلا لعباده المتقين واولياءه المقربين تفوزوا بجنات النعيم وحورها اي ما اعدها الله ما اعدها ما اعد الله لهم فيها من الحور العين وتحظر اي تنعم في روضاتها وظلالها فهم في روضات فهم في روضة يحبرون اي ينعمون وتحظر اي تنعم في روضاتها اي روضات الجنة وظلالها اي يتنعمون ويهنئون ويتلذذون بنعيم الجنة وترزق اي في الجنة مما تشتهي من نعيمها وتشرب من تسنيمها وزلالها ومزاجه من تسنين ترزق مما تشتهي من نعيمها وتشرب من تسميمها وزلالها. اي انهم يهنئون نعيم الجنة وفيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين. جزاء بما كانوا يعملون ثم ذكر بعد ذلك اعظم النعيم وهو النظر الى وجه الله الكريم سبحانه وتعالى آآ وهو الزيادة للذين احسنوا الحسنى وزيادة وايضا فصل بعض الشيء في اه النعيم نعيم الجنة وما اعده الله سبحانه وتعالى لاهلها من صنوف النعيم انواع المنن ثم بعد ذلك انتقل رحمه الله تعالى الكلام على القسم الثاني وهم المفرطون المضيعون فاخذ يتحدث عنه عند قوله وان تكن وان تكن الاخرى ويبقى هذا القدر من النظم يستكمل باذن الله سبحانه وتعالى في لقاء الغد ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما. وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة وان يهدينا اليه صراطا مستقيما انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. فاللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد. واله صحبه