بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد نواصل القراءة في هذه القصيدة الهائية للعلامة حافظ ابن احمد الحكمي رحمه الله تعالى ونسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين وان يلهمنا رشد انفسنا وان يصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا بيته والمسلمين والمسلمات يا رب العالمين. قال الامام العلامة حافظ بن احمد الحكمي رحمه الله تعالى في القصيدة الهائية الترغيب والترهيب وان لهم يوم المزيد وان لهم يوم المزيد لموعدا زيادة زلفى غيرهم لا ينالون ووجوه الى وجه الاله نواظر. لقد طالما بالدمع كانت تلالها. تجلى لها الرب الرحيم مسلما فيزداد من ذاك التجلي جمالها. نعم. نعم في هذه الابيات الثلاثة يذكر الناظم رحمه الله تعالى النعيم العظيم الذي هو اكمل النعيم واتمه والذي يكرم الله سبحانه وتعالى به اهل الايمان في جنات النعيم الا وهو النظر الى وجهه الكريم سبحانه وتعالى قال وان لهم اي اهل الجنة يوم المزيد. لموعدا زيادة زلفى غيرهم لا ينالها المراد بيوم المزيد يوم الجمعة وفيه يكرمهم الله سبحانه وتعالى ويشرفهم بالنظر اليه سبحانه وتعالى كما جاء في مسند البزار ومعجم الطبراني وغيرهما في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام وفيه ان جبريل قال ونحن ندعوه في الاخرة يوم المزيد ونحن ندعوه في الاخرة يعني يوم الجمعة يوم المزيد وجاء في الحديث ان الله سبحانه وتعالى يزيد المؤمنين في ذلك اليوم من الكرامة فيزدادون فيه نظرا يزدادون فيه نظرا الى وجه الله سبحانه وتعالى قال وان لهم يوم المزيد لموعدا زيادة زلفى اي زيادة على النعيم الاكرام الذي يمن الله سبحانه وتعالى به عليه في الجنة ففيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر زيادة على ذلك يكرمهم الله بالرؤيا وفي هذا يقول الله عز وجل الذين احسنوا الحسنى وزيادة وقد جاءت السنة بتفسير الزيادة بالنظر الى وجه الله سبحانه وتعالى الكريم زيادة زلفى اي مكانة وقربا ومنزلة غيرهم لا ينالها وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. فلا ينالوا هذه الرؤيا ولا يشرب بها الا اهل الايمان فهم من وعدوا بذلك انكم سترون ربكم يوم القيامة في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة وجوه الى وجه الاله نواظر وجوه اي وجوه اهل الايمان الى وجه الاله نواظر اي بابصارها حقيقة كما قال الله سبحانه وتعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة ناظرة من النظرة وهي الحسن والبهاء الى ربها ناظرة اي بابصارها وحق لها ان تكون ناظرة حسنة بهية وهي تنظر الى الله سبحانه وتعالى لقد طال اي في الدنيا ما بالدمع كان ابتلالها اي كم ابتلت اعينهم في الدنيا بالدمع ولعل المراد بالجمع هنا ما هو متعلق بالمذكور في البيت وهذا النعيم النظر الى الله سبحانه وتعالى قد ذكر الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الزاد ان البكاء انواع ان البكاء انواع. وذكر رحمه الله تعالى من جملتها بكاء المحبة والشوق بكاء المحبة والشوق. فكم اشتاقت قلوبهم في الدنيا وطاقت نفوسهم وطمعوا غاية الطمع عظم رجاؤهم بالله ودعاؤهم اياه سبحانه وتعالى ان يكرمهم بهذا النظر مؤتسين بنبيهم. عليه الصلاة والسلام في دعائه اللهم اني اسألك لذة النظر الى وجهك الكريم في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة تجلى لها الرب الرحيم مسلما التجلي الظهور بل هو كمال الظهور تجلى لها اي لتلك الوجوه فاكرمت بالنظر الى الرب الكريم تجلى لها الرب الرحيم. وذكر هذا الاسم هنا الرحيم تنبيها الى ان هذه الكرامة العظمى انما نالوها برحمة الله. وكان بالمؤمنين رحيما قد جاء في صحيح مسلم في حديث جابر وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم فيتجلى لهم اي الله يظحك. يتجلى لهم يظحك وقول الناظم مسلما اي عليهم وهذا جاء في القرآن الكريم سلام قولا من رب رحيم سلام قولا من رب رحيم المضمون الذي في الاية ضمنه البيت قال الرب الرحيم مسلما. الرب الرحيم مسلما. وفي الاية سلام قولا من رب رحيم فيزداد من ذاك التجلي اي الظهور ظهور الرب لهؤلاء فيرونه فيزداد من ذاك التجلي جمالها. ايزدادون حسنا وجمالا فكلما كان هذا النظر زاد الحسن وجماله زاد الحسن والجمال واذا رجعوا الى اهليهم كما جاء في الحديث يقولون لهم ازددتم بعدنا حسنا وجمالا وهذا المعنى ايضا تدل عليه الاية الكريمة المتقدم ذكرها وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة وقد جاء في صحيح مسلم من حديث صهيب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا دخل اهل الجنة الجنة قال الله هل تريدون شيئا فيقولون الم تنجنا من النار؟ الم تدخلنا الجنة؟ الم تبيض وجوهنا قال في كشف الحجاب فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى الله عز وجل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى بمقعد صدق حبذا الجار ربهم ودار خلود لم يخافوا زوالها فواكهها مما تلذ عيونهم وتضطرد الانهار بين خلالها. على سرر موضونة ثم كما قال فيها ربنا واصفا لها فقارنها استبرق. كيف ظنكم ظواهرها؟ لا منتهى ما لها اعد قال رحمه الله في مقعد صدق حبذ الجار ربهم ودار خلود لم يخافوا زوالها فواكهها اما تلذ عيونهم وتضطرد الانهار بين خلالها على سرر موضونة ثم خبثوهم كما قال قال فيها ربنا واصفا لها فضائلها استبرقوا. كيف ظنكم ظواهرها؟ لا منتهى لجمالها في هذه في هذه الابيات يذكر الناظم رحمه الله تعالى شيئا من اوصاف الجنة في ضوء ما دلت عليه النصوص وجاءت به الادلة فيقول ان هذا النعيم الذي يفوز به هؤلاء بمقعد صدق بمقعد صدق والمراد بمقعد الصدق الجنة ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر والجنة سميت مقعد صدق لحصول كل ما يراد من المقعد الحسن فيها لحصول كل ما يراد من المقعد الحسن فيها. فالشيء التام الذي حصل فيه المراد تاما يوصف بهذا الوصف مثل ما يقولون محبة صادقة ما مودة صادقة تعامل صادق مقعد صدق ان يجد من يفوز به كل ما يريد من المقعد الحسن والنعيم واللذة والهناءة قرة العين حبذا الجار ربهم حبذا الجار ربهم وهذا فيه ان المعنى الذي جاء في الاية ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر عند مليك مقتدر وفي دعاء آآ امرأة عمران في دعاء ابنة عمران مريم ابنة عمران آآ وقالت ربي ابن لي عندك بيتا في الجنة ربي ابني لي عندك بيتا في الجنة اختارت كما ذكر ائمة التفسير واهل العلم الجار قبل الدار قالت عندك في الجنة عندك في الجنة فاختارت الجارة قبل الدار فقوله حبذا الجار ربهم هذا مأخوذ من الاية ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ودار خلود لم يخافوا زوالها. اي الدار التي هي الجنة والتي اكرمهم الله سبحانه وتعالى هي دار خلود خالدين فيها ابد الاباد في نعيم لا يحول ولا يزول ولا ينقطع ولا يفنى لم يخافوا زوالها بخلاف النعيم الذي يظفر به الانسان في الدنيا فانه عن قريب ينقطع ويزول اما نعيم الجنة فهو نعيم دائم ابدي لا يحول ولا يزول ولا ينقطع فواكهها مما تلذ عيونهم يعني في الجنة من الفواكه والطعام ما لذ وطاب كما قال الله سبحانه وتعالى وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين وهم فيها خالدون فواكهها مما تلذ عيونهم وتضطرد الانهار بين خلالها اي تجري الانهار من خلال هذه الجنة تجري من تحتهم الانهار كما جاء في غير ما اية من كتاب الله سبحانه وتعالى قال على سرر موضونة على سرر موضونة كما في الاية الكريمة على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين متكئين عليها متقابلين. ومعنى موضونة اي منسوجة بالذهب والجوهر فتكون في غاية الحسن وتمام الجمال على سرر موضونة ثم فرشهم كما قال فيها ربنا واصفا لها بطائنها استبرق الفرس التي ينامون عليها او الفرش التي يتكئون عليها بطائنها استبرأ بطائنها استبرق كما في قوله سبحانه وتعالى متكئين على فرش بطائنها من السبرق وجنى الجنة دان والاستبرق هو ما غلظ من الديباج بطائنها استبرق كيف ظنكم ظواهرها؟ اذا كان البطائن البطائن من السبر في غاية الحسن والجمال فكيف ظنكم ظواهرها اذا كانت هذه البواطن فكيف الظواهر ولهذا جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال في تفسير هذه الاية فما الظن بالظواهر قال فما الظن بالظواهر وجعلنا ابن مسعود رضي الله عنه في تفسير هذه الاية قال هذه البطائن قال هذه البقاء فكيف لو رأيتم الظواهر فكيف لو رأيتم الظواهر اي انها في غاية الحصن والجمال لا منتهى لجمالها كيف ظنكم ظاهرها لا منتهى لجمالها اي جمال الظواهر اذا كان البقاء من السفرة فكيف الظواهر؟ لا منتهى لجمال الظواهر قد قال الله سبحانه اه تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفسا. ما اخفي يا لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون وفي الحديث قال فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر نسأل الله عز وجل ان يكرمنا اجمعين بدخولها والفوز بهذا النعيم نسأله تبارك وتعالى الجنة وما قرب اليها من قول او عمل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وان تكن الاخرى فويل وحسرة ونار جحيم ما اشد نكالها لهم تحتهم منها مهاد وفوقهم غواشم. ومن ومن يحموا نساء ظلالها. طعام الغزوين فيها وان سقوا حميما به الامعاء كان انحلالها. امانيهم فيها الهلاك. وما لهم خروج ولا موت كما لا تنالها. نعم قوله رحمه الله وان تكن الاخرى هذا معطوف على ما سبق لانه في ما سبق ذكر اولا قال فان تكوا من اهل السعادة. ثم ذكر اوصاف النعيم الذي اعده الله لاهل السعادة ثم عطف فقال وان تكن الاخرى اي اهل الشقاوة لان ما سبق هو ما اعده الله سبحانه وتعالى لاهل السعادة لانه قال فان تكوا من اهل السعادة والتقى فان لها كذا وكذا الى اخره. ثم قالوا وان تكن وان تكن الاخرى الاخرى اي ضد السعادة الشقاوة تكن الاخرى اي اي اهل الشقاوة فويل وحسرة اي ويل لها وحسرة والويل قيل الخزي وقيل العذاب وقيل الهلاك وقيل واد في جهنم قد جاءت هذه اللفظة في مواطن عديدة في الوعيد للمكذبين المعرضين ويل يومئذ للمكذبين ويل للمطففين ويل لكل همزة لمزة وحسرة اين دامه واسف حيث لا تنفع الندامة ولا يفيد الاسى ويوم القيامة يسمى يوم الحسرة وانذرهم يوم الحسرة لانهم يتحسرون وتتقطع افئدتهم اسفا وندامة لكن لا يفيدهم ذلك ولا ينفعهم ونار جحيما اي اعدت لهم ما اشد نكالها النكال العقوبة ما اشد العقوبة التي اعدت هؤلاء اهل الشقاوة بالنار ثم ذكر امثلة من ذلك ذكر بعض الامثلة من ذلك قال لهم تحتهم منها مهادا وفوقهم غواش ومن يحموم ساء ظلالها في هذا البيت جمع رحمه الله تعالى ما تضمنه قول الله سبحانه في سورة الاعراف لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم رواش وكذلك نجزي الضالين لهم من جهنم مهاد اي فراش فالفراش الذي يفترشونه الفراش الذي يفترشون من جهنم ومن فوقهم غواش اي اللحاف الذي يتلحفون به من فوقهم ايضا من جهنم لهم من جهنم مهاد ولهم منها من فوقهم غواش فالفراش الذي يفترسونه هو من جهنم والغطاء الذي يتغطونه من جهنم وكذلك نجزي الظالمين وقوله رحمه الله ومن يحموم ساء ظلالها ظمن هذا ما دل عليه قول الله سبحانه وتعالى واصحاب الشمال ما اصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم. لا بارد ولا كريم وظلا من يحوم لا بارد ولا كريم فقوله ومن يحموم ساء ظلالها اي الظل الذي يستظلون به ظل من يحموه وصفه الله سبحانه وتعالى بانه من يحموم واليحموم الدخان شديد السواد اضافة الى ذلك لا بارد ولا كريم لا بارد اي المنزل ولا كريم للمنظر فهذا ظلال هؤلاء في جهنم ثم قال طعامهم الغسلين طعامهم اي الشيء الذي يطعمونه آآ الغسلين كما قال الله سبحانه وتعالى فليس له له اليوم ها هنا حميم ولا طعام الا من غسلين ولا طعام الا من غسلين طعامهم الغسلين فيها وان سقوا حميما به الامعاء كان انحلالها. اي تتقطع بشربهم له الامعاء وسقوا ماء حميما فقطع امعاءهم ثم ختم رحمه الله تعالى ذكره الاوصاف اوصاف النار اعاذنا الله عز وجل اجمعين منها واهلينا وذرياتنا ختمها بقوله امانيهم فيها الهلاك وما لهم خروج ولا موت كما لا فناء لها. هذه اربعة امور هذه اربعة امور ذكرها عن حال اهل النار وهم في النار يذوقون فيها اشد العذاب الاول يمني فيها الهلاك يعني اكبر امنية عنده في النار ان يهلك ان يموت ان يقضى عليه فيموت. هذه اكبر امنية يا ليتني كنت ترابا لا يقضى عليهم فيموت. فامنيته ان يموت هذه اماني فيها الهلاك الثاني وما لهم خروج اي من النار كما قال الله سبحانه وما هم بخارجين من النار والامر الثالث ولا موت ولا موت قد قال وهذا جاء ايضا في ايات منها قول الله سبحانه والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموت ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطلحون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل او لم نعمركم ويتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوه فما للظالمين من نصير كما لا ثنى لها اي ان هذه النار نار هؤلاء الكفار لا تفنى بل هي باقية ابد الابان وهم مخلدون في هذا العذاب ابد الاباد كما جاء في غير اية من القرآن خالدين فيها ابدا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى محلين قل للنفس ليس سواهما لتكسر او فلتكتسب ما بدا لها فطوبى لنفس جوزت وتخففت فتنجو كفافا لا عليها ولا لها. اعد قال رحمه الله محلين قل للنفس ليس سواهما لتكسب او فلتكتسب ما بدا لها فطوبى جوزت وتخففت فتنجو كفاف لا عليها ولا لها لما ذكر رحمه الله تعالى فيما تقدم ما اعده الله لاهل السعادة وذكر جملة من اوصاف نعيم الجنة وما اعده الله لاهل الشقاوة وذكر جملة من اوصاف النار مشيرا في كل ذلك الى ما قد دلت عليه الادلة قال ناصحا واعظا ومنبها ومذكرا رحمه الله تعالى محلين قل للنفس ليس سواهما اما هذا او هذا يجب على كل انسان ان ينصح لنفسه لان هذه الدار لابد من الانتقال اليها والارتحال اليها وليس فيها الا محلين لابد من احدهما لابد من احدهما محلين قل للنفس اي ناصحا وواعظا ومذكرا ومنبها ليس سواهم اما الجنة او النار فريق في الجنة وفريق في السعير ما هناك محل ثالث ليس هناك محل ثالث لا يوجد بعد الارتحال الى الدار الاخرة الا احد هذين المحلين اما الى الجنة واما الى النار ليس سواهم يعني لا يوجد محل ثالث سوى هذين المحلين اذا فماذا علينا؟ قال ناصحا لتكسب او فلتكتسب ما بدا لها لتكسب او فلتكتسب ما بدا له فان الله سبحانه وتعالى يقول لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت لتكسب اي الحسنات تكسب الحسنات والطاعات والقرب التي يفوز الانسان فعلها بالجنات والدرجات العالية في الجنة او اي السيئات الموجبة للسخط الجبار ودخول النار فان الامر كما قال الله لها ما كسبت اي من خير لها ما كسبت اي من خير فلها اجره وثوابه وعليها ما اكتسبت اي من شر. فعليها وزره وعقابه هذا او هذا لتكسب او او فلتكتسب ما بدا لها ما بدا لها فان الموعد للمجازاة على الاعمال يوم لقاء الله ليجزي الذين اساؤوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى هذا نصح عظيم من الشيخ رحمه الله تعالى لان العبد اذا تأمل في هذه المواعظ وهذه التذكيرات وما حواه ما سبق من ترغيب وترهيب ورجاء وخوف ورغبة ورهبة ينتبه ينتبه وينبه نفسه ويذكرها بالمصير والمآل. وان الامر يوم القيامة ما ثمة الا جنة ونار والجنة لها اعمال والنار لها اعمال لتكسب او او لتكتسب واحدة منها ان كسب الاعمال الصالحة فاز بثوابها واجرها وان اكتسب والعياذ بالله السيئات فاز بعقوبتها ووزرها ولا تنفع الاماني ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به ثم ختم رحمه الله تعالى هذا النظم النافع المفيد بقوله فطوبى لنفس جوزت وتخففت فتنجو كفافا لا عليها ولا لها وفي هذا رد لاخر النظم الى اوله لانه بدأ النظم بقوله ما لي وللدنيا وليست ببغيتي فختم بهذا البيت برد عجز هذا النظم واخره الى صدره واوله قال فطوبى لنفسه جوزت وتخففت طوبى اي حال طيبة كريمة ومآل طيب وكريم في جنات الرضوان والفوز العظيم المقيم الذين امنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مئاب فطوبى لنفس اي تنبهت وتيقظت ولم تغتر بهذه الحياة الدنيا وزخرفها جوزت وتخففت جوزتك التجوز هو التخفيف فلم تنهمك في هذه الدنيا تكون حالها حال الغافلين الذين لا هم لهم الا الدنيا فهي شغلهم الشاغل وهمهم العظيم وهي اكبر همهم ومبلغ علمهم ومنتهى مقصودهم فسلم من ذلك فطوبى لنفس جوزت وتخففت جوز في هذه الدنيا وتخففت من هذه الدنيا ولم تنهمك فيها وفي زخرفها متعها فتنجو اي يوم اللقاء كفافا لا عليها ولا لها كفافا لا عليها ولا لها يقال كفافا اي سواء بسواء كفافا اي سواب سواء لا يوجد موجب للعقاب ولا يوجد ايظا موجب للثواب هذا معنى كفافا اي ليس سواء بالسواء يعني لا يوجد هناك موجب للعقاب ولا ايضا موجب موجب آآ الثواب فتنجو كفافا لا عليها ولا لها ولعل مما يعين اعانة تامة في فهم المعنى الذي يشير اليه رحمه الله تعالى ان نتأمل في حديث خرجه الترمذي في جامعه وقال عنها الالباني رحمه الله صحيح الاسناد من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ان رجلا قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لي مملوكين اي عبيد ارقى ان لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني واشتمهم واظربهم واشتمهم واضربهم هذا الذي يكون منهم لي وهذا الذي يكون مني له قال لي ان لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني واشتمهم واضربه فكيف انا منهم كيف انا منهم اذ يكون امري من هؤلاء هم هذا فعلهم وهذا ايضا انا فعلي في مقابل ما يفعلون قال النبي عليه الصلاة والسلام يحسب يعني يوم القيامة ما خانوك يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك اياهم ايظا هذا في جهة اخرى يحسب. وعقابك اياهم فان كان عقابك اياهم بقدر ذنوبهم فاذا كان عقابك ايام بقدر ذنوبهم يعني مساويا ذنوبهم دون زيادة ودون نقصان كان كفافا لا لك ولا عليك ان هذي بهذه سواء بسواء فان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به. هذا سواء بسواء لا لك ولا عليك قال فان كان عقابك اياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا لا لك ولا عليك وان كان عقابك اياهم دون ذنوبهم كان فظلا لك كان فظلا لك وان كان عقابك اياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل اقتص لهم منك الفضل استوعب الرجل المعنى تماما فماذا فعل فتنحى الرجل فجعل يبكي فتنحى الرجل فجعل يبكي ويهتف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما تقرأ كتاب الله اما تقرأ كتاب الله ونضع الموازين القسط ليوم القيامة. فلا تظلم فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين حبة من خردل فكيف بامور كبيرة اتينا بها وكفى بنا حاسبين فقال الرجل والله يا رسول الله ما اجد لي ولهؤلاء شيئا يعني من حل في هذا الامر خيرا من مفارقتهم اشهدكم انهم احرار كلهم فهذا الحديث يوضح لنا المعنى الذي يشير اليه الشيخ رحمة الله عليه بقوله فطوبى لنفس جوزت وتخففت فتنجو كفافا لا عليها ولا لها يبقى الامر هنا في في هذا الباب ان يصبر المرء نفسه ويتأمل في اعماله هذا مثال الان فقط يوضح المسألة فيما يتعلق بالرقيب لكن قل مثله في البيع في الشراء في الشراء في الخدم في السائق في الى اخره. في كل ما تتعامل مع الناس والتعامل مع الناس تعامل مع اجناس في معادنهم واخلاقهم وصفاتهم فلينظر المرء في هذا الباب ان كان صار الى هذا السبيل والتجوز والتخفف حتى يكون بهذه الحال لا عليه ولا له او يكون في غاية اليقظة يعمل يتعامل ويكون عنده الخدم ولا حرج عليه عنده آآ آآ من لكنه ينصف لان الحساب بالموازين مثقال ذرة واذا عاقب احدا على اساءة ان لم يتفضل فاياه والظلم فالظلم ظلمات يوم القيامة وجزاء سيئة بمثلها. فمن عفا فاجره على الله انه لا يحب الظالمين. هذه مراتب المراتب ثلاثة اما ان يجازي بالمثل فهذا لا عليه ولا له واما ان يعفو وهذا فضل منه على من عفا عنه واما ان يعاقبه بظلم عقوبة اشد هذا لا يحبه الله ويعاقبه الله سبحانه وتعالى على ذلك فالحاصل ان العبد ينبغي ان يكون في هذا الباب في تمام اليقظة وان يذكر نفسه دائما بالوقوف بين يدي الله وان الموازين تنصب يوم القيامة وان الحقوق تؤدى لتؤدن الحقوق يوم قيامة سيكون في غاية الحيطة وتمام الحذر ويسأل ربه تبارك وتعالى اه النجاة والمعونة والتوفيق والسداد والسداد فان الامر بيده وحده لا شريك له. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يهدينا اجمعين اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا شأننا كله. والا يأتيلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت. استغفرك اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه