الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم يقول الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى في كتابه تفسير الناسك باحكام المناسك على ضوء الكتاب والسنة والمأثور عن الصحابة قال اداب واخلاق يكون عليها الناسف في حجه وعمرته الاول اهم ما يجب ان يكون عليه الناسك في حجه وعمرته ان يخلص عمله لله وان يسلم من الرياء والسمعة ليظفر بالاجر والثواب في حجه وعمرته ففي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه وفي سنن ابن ماجة باسناد فيه ضعف عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في حجته اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة قد اورد الشيخ الالباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة ما يعبده ويكون به حسنا لغيره. نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه اولى المسائل التي بينها المصنف حفظه الله تعالى وهي الاداب والاخلاق التي ينبغي على الحاج ان يتحلى بها في حجه وعمرته ومن المعلوم ايها الاخوة الكرام ان الاداب هي زينة الشريعة وجمال الانسان وعنوان سعادته وفلاحه ودليل صلاح عمله واستقامته وكلما كان العبد مراعيا للاداب محافظا عليها كان ذلك من امارات الخير فيه ودلائل الفلاح وما من عمل من اعمال الشريعة الا وله ادابه الصلاة لها اداب والطهارة لها اداب وقضاء الحاجة له اداب والصيام له اداب والصدقة لها اداب والحج له اداب فمن اكرمه الله سبحانه وتعالى ومن عليه بالمجيء لاداء هذه الطاعة العظيمة حج بيت الله الحرام عليه ان يحرص على تعلم اداب الحج والعمل بها وان يعتني بها عناية تامة واذا اكرم الله سبحانه وتعالى عبده بحفظ الاداب والمحافظة عليها كان هذا امارة ودليلا على حسن العمل واستقامته قال اداب اداب واخلاق يكون عليها الناسك اداب واخلاق يكون عليها الناسك والناسك اي العابد المتقرب الى الله جل وعلا بحج او عمرة عليه ان يتحلى بهذه الاداب وان يتأدب بها وان يكون من اهلها الادب الاول قال اهم ما يجب ان يكون عليه الناسك في حجه وعمرته ان يخلص عمله لله وان يسلم من الرياء والسمعة ان يخلصه لله اي ان يجاهد نفسه على وقوع حجه كاملا من اوله الى اخره لله تبارك وتعالى لا يريد بالحج ولا بشيء من اعمال الحج الرياء او المفاخرة او السمعة او مدح الناس او ثنائهم او غير ذلك بل يريد بحجه وعمرته وجه الله قال ان يكون عليه ان يكون الناسك في حجه ان يخلص عمله لله ومعنى يخلص عمله لله اي ان يأتي به صافيا نقيا لا يراد به الا وجه الله هذا هو الاخلاص لان الاخلاص مأخوذ من الخالص وهو الصافي النقي مثل ما قال الله سبحانه وتعالى وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا لبنا خالصا سائغا للشاربين ومعنى خالصا اي صافيا نقيا مع انه يخرج من بين الفرث والدم الا انه يخرج في غاية الصفاء وتمام النقاء لا يكون فيه نقطة دم ولا قطعة فرث بل صافيا نقيا وهكذا ينبغي ان يكون العمل يكون صافيا نقيا ليس فيه شوائب كله لله جل وعلا لا مراة ولا سمعة ولا مدح الناس ولا غير ذلك وانما يريد وجه الله والتقرب اليه سبحانه وتعالى بالعمل قال وان يسلم من الرياء والسمعة الرياء والسمعة يتنافيان مع الاخلاص الرياء والسمعة يتنافيان مع الاخلاص والرياء يتعلق بالاعمال والسمعة تتعلق بالاقوال فاذا جاء الانسان باعمال صالحة مثل الصلاة ومثل الصدقة وغير ذلك من الاعمال الصالحة وهو اراد بها ان يراها الناس وان يثنوا عليه بذلك وان يمدحوه بذلك فعمله بهذا لم يكن لله وانما للمراءات والسمعة تتعلق بالاقوال مثل ان يقرأ القرآن او يأتي بالاذكار او يعلم الناس العلم او غير ذلك من الاقوال ويريد بذلك ثناء الناس ويريد بذلك محمدة الناس هذا مراده بهذه الاقوال هذا يقال له سمعة ويدخل في السمعة ان يأتي بالعمل سرا مثل ان يقوم الليل بينه وبين الله عز وجل لا يعلم به احد واذا اصبح يسمع بعمله يسمع بعمله فعلت وفعلت وفعلت يريد بذلك اظهار عمله لله وابتغاء مرضات الناس به فهذا يخرج عن دائرة الاخلاص والرياء والسمعة كل منهما ينقسم الى قسمين اما خالف رياء خالص فهذا يبطل العمل من اساسه ويبطل الدين برمته كرياء المنافقين يراؤون الناس يعني لم يقم في قلبهم ايمان اصلا ولم يقم في قلبهم ارادة الله جل وعلا بالعمل اصلا فالعمل من الاصل لم يقوموا به الا للرياء فهذا خالص وهذا من الكفر الاكبر الناقل من الملة المبطل للاعمال كلها والنوع الثاني من الرياء يسير الرياء وهو ان يكون العمل والاعمال في اصله واصلها خالصة لله لكن يطرأ عليه الرياء في اثناءه مثل رجل تطهر في بيته واتجه لبيت من بيوت الله لاداء الصلاة ثم لاحظ نظر رجل ذا شأن او مكانة اليه تزين صلاته قال عليه الصلاة والسلام اخوف ما اخاف عليكم الشرك الخفي فسئل عنه فقال الرياء يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل لما يرى من من نظر الرجل والرياء اذا هذا النوع من الرياء اذا خالط عملا من الاعمال افسد العمل الذي خالطه ولا يكون مبطلا لدين الانسان كله وانما الذي يبطل دين الانسان كله الرياء الخالص رياء المنافقين الذين لا يقوموا في قلوبهم لله تبارك وتعالى ايمان ولا ارادة له سبحانه وتعالى بالاعمال والرياء خطر جدا لانه لا يخرج من هاتين الحالتين اما ان يكون خالصا فيبطل الاعمال كلها او يكون يسيرا فيبطل العمل الذي قارفه ولا يستفيد منها العامل بل انه يأثم ويؤزر ولهذا يجب على من اكرمه الله سبحانه وتعالى بالحج ويسر له اعمال الحج ان يجاهد نفسه على الاخلاص المواقف التي يقفها في الحج الدعوات الخاشعة الخاضعة التي تحصل منه في الحج المناجاة السعي رمي الجمار الى غير ذلك الاعمال كلها يأتي بها لله ولا يستبقي منها شيئا للمراءات لا يستبقي شيئا منها للمراءات ولا للسمعة وقد كانت السمعة في قديم الزمان بنقل صورة العمل للناس يقول كنت واقفا كنت افعل كذا كنت اقوم بكذا كنت ادعو بكذا على هذه الصفة هذه صورة السمعة قديما تأتي بهذه الطريقة اذا انتهى من العمل يبدأ يذكر اعماله للناس فعلت وفعلت وفعلت وفعلت مسمعا بعمله لكن في زماننا هذا وجدت الان بلية عظيمة اخطر من ذي قبل وهي ان الحاج يلتقط لنفسه صورا في المواقف اما ثابتة او متحركة. صور الفيديو او الصور الثابتة يلتقطها لنفسه حتى انني والله رأيت بعيني وتألمت الما لا يعلم به الا رب العالمين رأيت بعض الحجاج اذا وصل الى بعض المواقف مثل الجمرات وغيرها يعطي صاحبه او زوجته او اخيه او من معه يعطيه الكاميرا التي معه ثم يرفع يديه على هيئة الدعاء ثم يلتقط له الصورة وهو رافع يديه واذا انتهت التقاط الصورة انزل يديه هل هاتان اليدان رفعتا لله ان الله حيي كريم يستحي من عبده اذا رفع اليه يديه ان يردهما صفرا فهل هاتان اليدين رفعتا لله او رفعتا حتى يرائي به ويطلع عليه اخوانه ورفقائه فهذا امر في غاية الخطورة والله عز وجل قال في القرآن واتموا الحج والعمرة اكملوا لله واتموا الحج والعمرة لله كل اعمال الحج لله الناس ما لهم شأن فيها وماذا يفيدني اذا اطلعت فلان او زيد او عبيد على حالي وانا هناك وحالي وانا هنا وطريقة دعائي وطريقة عبادتي هذا لا يفيدني بل يضرني في عملي وهذا من اسبابه الجهل بالاساسيات وبالاصول العظيمة الله يقول واتموا الحج والعمرة لله ويقول في الاية الاخرى ولله على الناس حج البيت لله لا لغيره ولهذا يجب على الحاج الموفق ان يجاهد نفسه على اخلاص عمله كله لله ويبتعد عن الرياء ويبتعد عن السمعة وسيأتي معنا دعوة مباركة عظيمة جدا دعا بها نبينا عليه الصلاة والسلام تتعلق بهذا الامر الجلل العظيم قال وان يسلم من الرياء والسمعة ليظفر بالاجر والثواب في حجه وعمرته انتبه لهذا التعليل ليظفر معنى ذلك اذا كان العمل جاء على سبيل المراة او على سبيل السمعة لا يظفر بالاجل ولا يظفر بالثواب لان الله سبحانه وتعالى لا يشكر عمل العامل ولا يقبله منه الا اذا قصد به وجهه وقصد به ثواب الاخرة والدار الاخرة ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورة هذا هو السعي الذي يشكره الله سبحانه وتعالى للعامل قال ففي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى. هذا حديث قدسي. الكلام هنا كلام الله جل وعلا قال الله تبارك وتعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه فالله سبحانه وتعالى غني غني عن العباد هو غني عن اعمالهم وعن طاعاتهم وعن حجهم وعن عمرتهم وعن صيامهم وقوله في الحديث انا اغنى الشركاء عن الشرك هذا فيه كمال غنى الله فاذا جاء الانسان بعمل وجعله لله وجعل مع الله وجعل غير الله لغير الله نصيبا فيه وجعل لغير الله نصيبا فيه لم يقبله لم يقبله الله منه لانه لا يقبل سبحانه وتعالى من العمل الا الخالص الذي لم يرد به الا وجهه سبحانه وتعالى ولهذا قال من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه تركته الضمير يعود على العمل لا يقبله الله لا يكون متقبلا ولا مرضيا عند الله سبحانه وتعالى تركته وشركه وفي رواية وشركته هذا الاشراك وهذه التسوية لغير الله بالعمل هذا سبب لرد العمل لرد العمل وعدم قبوله فهو جل وعلا لا يقبل الا العمل الخالص ومعنى الخالص اي الصافي النقي اللهم اجعل اعمالنا كلها لوجهك خالصة واعدنا اجمعين من الرياء والسمعة واجعلنا من عبادك المتقين قال وفي سنن ابن ماجة باسناد فيه ضعف عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في حجته اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة وقد اورد الشيخ الالباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة ما يعضده ويكون به حسنا لغيره فهذا حديث حسن والضعف الاسناد الذي عند ابن ماجة لا يؤثر لانه وجد ما يعبده ويتقوى به فهو حديث حسن وهو مشتمل على دعوة عظيمة مباركة ينبغي علينا جميعا ان نحرص عليها وهذه الدعوة يؤتى بها في الموضع الذي جاء بها النبي عليه الصلاة والسلام اتى عليه الصلاة والسلام كما جاء في بعض روايات هذا الحديث اتى بهذه الدعوة في الميقات اتى بها في الميقات عندما اهل عليه الصلاة والسلام دعا بهذه الدعوة والدعاء بهذه الدعوة في الميقات اول ما يبدأ الانسان في الدخول في هذا النسك العظيم فيه التنبيه على اهمية استحضار الاخلاص من اول العمل ومن بدايته ومجاهدة النفس على ذلك قال اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة وفي هذه الدعوة العظيمة المباركة فوائد عظيمة من فوائد هذه الدعوة كما اشرت ضرورة واهمية استحضار الاخلاص من بداية العمل الامر الثاني افتقار العبد الى الله سبحانه وتعالى في اموره كلها ومن ذلكم ان يقع ان تقع ماله لله خالصة فانت لا تستطيع ان تخلص اعمالك لله الا اذا اعانك الله على الاخلاص ووفقك لان تكون من المخلصين فالامر كله بيد الله والتوفيق كله بيد الله ولهذا ناسب غاية المناسبة ان يقبل العبد على الله هذا الاقبال يسأل الله الاخلاص اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة اي اجعلها يا ربي خالصة بوجهك لا يدخلها رياء ولا يدخلها سمعة ومن فوائد هذه الدعوة الفرق بين الرياء والسمعة فهما شيئان كل منهما ينافي العمل كل منهما ينافي الاخلاص في العمل والرياء يتعلق بالاعمال والسمعة تتعلق بالاقوال الرياء يتعلق بالاعمال والسمعة تتعلق بالأقوال ومن فوائد هذا الدعاء اهمية الدعاء وانه مفتاح كل خير في الدنيا والاخرة فاي خير في الدنيا والاخرة والاخرة مفتاحه الدعاء لما قال احد السلف من التابعين قال تأملت الخير فاذا هو ابواب عديدة الصلاة خير والصيام خير وبر الوالدين خير وجدت ان ذلك كله بيد الله فايقنت ان الدعاء مفتاح كل خير ان الدعاء مفتاح كل خير ولهذا ينبغي على الحاج الموفق ان يحرص على هذه الدعوة المباركة الميمونة يدعو بها في اول حجه ولا مانع ايضا ان احتاج المقام وضعفت النفس ان يدعو بها في المواطن الاخرى ومواضع الدعا اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة نعم قال حفظه الله تعالى ثانيا ان يجتهد الحاج في معرفة احكام الحج والعمرة ليؤديهما على بصيرة فيقتني منسكا في ذلك ومن انفع ما يقتنيه منسك شيخنا الشيخ عبد العزيز ابن عبد الله ابن باز رحمه الله تعالى الذي تقدم التنويه به قريبا التنويه به قريبا وان يسأل اهل العلم عن الشيء قبل فعله حتى لا يقع في الخطأ هذا الامر الثاني الامر الاول يتعلق بالاخلاص والثاني يتعلق بالمتابعة وهما شرطا قبول العمل فالاعمال لا يقبلها الله الا اذا كانت خالصة وللسنة موافقة وقد مر معنا بالامس كلمة جميلة للحسن البصري او للفضيل بن عياض رحمه الله في معنى قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة فالامر الاول في بيان الاخلاص والامر الثاني في بيان المتابعة والمتابعة ايها الاخوة الكرام تحتاج الى علم لانه كيف يتبع النبي عليه الصلاة والسلام من لم يتعلم هديه لا بد من العلم فالمتابعة مفتقرة للعلم ولا يمكن ان تتحقق المتابعة الا بالعلم والتعلم ومعرفة هدي النبي عليه الصلاة والسلام حتى يوقع العامل اعماله موافقة لهديه صلوات الله وسلامه عليه وقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام كل يوم اذا صلى الصبح كما جاء في السنن والمسند يقول في دعائه بعد صلاة الصبح بعد ان يسلم يقول في دعائه اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا يدعو بهذه الدعوات الثلاث كل يوم علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا ويبدأ هذه الدعوات الثلاث بماذا والعلم النافع لانه لا يمكن للانسان ان يميز بين رزق طيب وخبيث وعمل صالح وطالح الا بالعلم النافع فالعلم النافع هو الذي يميز به الانسان الامور ولهذا كان متأكدا على كل حاج ان يحرص على تعلم احكام الحج واشار المصنف حفظه الله تعالى الى طريقتين في التعلم الطريقة الاولى ان يقتني منسكا ان يقتني من سكن في ذلك والمنسك هذه كلمة تطلق على الكتب التي الفت في بيان احكام الحج ومناسك الحج قد مر معنا بالامس قول الله تعالى فاذا قضيتم مناسككم فالمنسك يطلق ويراد به الكتاب الذي الف لبيان احكام الحج من اولها الى اخرها يقال له منسك واهل العلم الفوا في هذا قديما وحديثا مؤلفات عديدة ومفيدة ونافعة قال ومن انفع ما يقتنيه منسك شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى الذي تقدم التنويه به قريبا هو كتاب التحقيق والايضاح لمسائل الحج والعمرة هو كتاب عظيم من احسن وانفع ما الف في هذا الباب وكتاب بارك الله سبحانه وتعالى فيه بركة عظيمة فطبع مئات الطبعات هذا في السنة اما في عداد السنوات ملايين الطبعات في عداد السنوات التي طبع فيها الكتاب طبع ملايين الطبعات وترجم الى عشرات اللغات وتعلم كثير من عباد الله الحج ومناسكه على هذا الكتاب العظيم وهذا بالنعمة نعمة الله العظيمة على هذا الشيخ رحمه الله وقد جاء عنه رحمه الله انه سئل عن احب كتبه الى قلبه فقال التحقيق والايضاح تحقيق والايضاح وهو على اسمه تحقيق وايظاح كتاب مبارك وعظيم ليس المختصر ولا بالمطول كتاب متوسط وباسلوب واضحة وبعبارات جميلة وعناية بالأدلة من الكتاب والسنة وحسن تقرير المسائل وجودة الترتيب والتنظيم كتاب نافع ومفيد جدا الطريقة الثانية ان يسأل اهل العلم ان يسأل اهل العلم عن الشيء قبل فعله حتى لا يقع في الخطأ يقع يسأل قبل ان ان يفعل حتى لا يقع في الخطأ والله سبحانه وتعالى يقول فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون والذي ينبغي فعلا على الحاج ان يحرص عليه ان يسأل قبل ان يفعل حتى يقع فعله على الصواب بينما يلاحظ ان كثير من الناس يسأل بعد ان يفعل يسأل بعد ان يفعل يقول فعلت كذا هل هو جائز او لا الاولى به قبل ان يفعل يقول اريد ان افعل كذا هل هو جائز او لا اريد ان افعل كذا هل هو مشروع او لا اريد ان افعل كذا هل هو سنة او لا لكن كثير من الحاج يترك السؤال حتى ينتهي العمل واذا انتهى العمل ووقع يأتي للعالم ويقول فعلت كذا وكذا جاز والا غير جائز وينك من السؤال قبل ان تعمل اين انت من السؤال قبل ان تعمل ولهذا نبه المصنف حفظه الله على هذه المسألة المهمة او هذا الامر المهم الذي يخطئ فيه كثير من الحجاج وهو انهم يؤخرون السؤال الى ما بعد العمل الى ما بعد العمل ثم يسألون فعلت كذا هل علي شيء او لا الصواب والاولى بك ان تقول اريد ان افعل كذا هل علي شيء او لا؟ اذا قال ليس عليك شيء تفعل واذا قال لا عليك شيء وهو خطأ وبين لك الامر تترك وبهذه الطريقة يتم التفقه وتقع الاعمال باذن الله صوابا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم خلاصة ما سبق ان الواجب على الحاج ان يحرص على هذين الامرين حرصا عظيما الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول صلوات الله وسلامه عليه نعم قال عسى الله عنه ثالثا ان يحرص بسفره للحج على صحبة الاخيار الذين يستفيد منهم علما وادبا وفي صحيحي البخاري ومسلم عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك ونافخي ونافخي الكير فحامل المسك اما ان يحذيك واما ان تبتاع منه واما ان تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير اما ان يحرق ثيابك واما ان تجد ريحا خبيثة ثم ذكر الامر الثالث من الاداب ان يحرص في سفره للحج على صحبة الاخيار على صحبة الاخيار انى يحرص على مصاحبة الاخيار الاخيار الذين هم عون له على الخير ويشدون من عضده على الخير ويعينونه على الطاعة فيحرص على صحبة الاخيار واذا تهيأ له ان ينتقي ويختار فعليه ان يحرص على انتقال الاخيار الافاضل من اهل الديانة اهل الفضل اهل العلم اهل العبادة الذين امارات الخير تظهر عليهم في ادبهم في علمهم في عبادتهم في بعدهم عن المحرمات والاثام يحرص على الانتقام ولهذا قال عليه الصلاة والسلام كما في سنن ابي داوود وغيره قال المرء على دين خليله المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل فلينظر احدكم من يخالل لان من يخالله الانسان يؤثر فيه يؤثر فيه شاء ام ابى يقولون قديما الصاحب ساحب الصاحب ساحب لان الصحبة تؤثر تؤثر في الانسان تلقائيا كما يقال يعني قد يكون لا يريد لكن تدخل عليه ولهذا ينبغي على الانسان ان يحرص على صحبة الاخيار وانا اضرب دائما مثال سقط المراد به التوضيح وتقرير المسألة وهو ان الصاحب يؤثر في صاحبه ولابد اقول لو ان انسانا جلس من الصباح الى المساء مع كهربائي جلس من الصباح الى المساء مع كهربائي ويتابع في الاسلاك وشدها وربطها ومتابعة اعماله من اول لاخر من الصباح الى المساء اذا رجع الى بيته في الليل ذهنه يكون متركز في ماذا اول ما يسأله انه يقول فيه لمبة خربانة ولا ما فيه لان ذهنه تركز من الصحبة واجتمع قلبه على هذه الاشياء التي لازمها نفس القضية لو تجلس مع طالب علم معها القرآن ويحفظ مع كتب الحديث ويحفظ ويتفقه تجد قلبك بدأ يتحرك فيه الرغبة في العلم جلست مع شخص حريص على العبادة على قيام الليل على الصيام النوافل الى غير ذلك تجد لان هذه الامور بدأت تدخل عليك فالصحبة تؤثر ولهذا قال عليه الصلاة والسلام المرء على دين خليله المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل. يعني تفقه في من تخالل ومن تصاحب قبل ان تصاحب الانسان تفقه في صحبته مثل ما قال بعض السلف من فقه الرجل مأكله ومشربه وممشاه يعني يتفقه باكله وبشربه ومن يصاحب ليس للمؤمن ان يصاحب من شاء بل عليه ان يتخيل الاصحاب جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تصاحب الا مؤمن ولا يأكل طعامك الا تقي يحرص الانسان على التخير واحيانا بلى في الغالب قد لا يتهيأ الانسان له التخير يعني قد يكون في حملة ليس له خيار محددة الاماكن ومحددة ففي مثل ذلك ايضا لما يكون في حملة يحرص على الاقتراب من ذاك الرجل الذي يحرص على القرآن يحرص على الذكر يحرص على العبادة يحرص على الادب يحرص على حفظ اعمال حجه واذا وجد اخر حريص على امور محرمة على افعال منكرة يحاول ان لا يلتصق به من اجل حفظ حجه وحفظ اعماله ولكي لا يؤثر عليه في عمله ونبينا عليه الصلاة والسلام نصحا للامة فضرب في هذا الباب مثلا عجيبا قال مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير هذا مثل عجيب تحامل المسك يعني بائع الطيب حامل المسك اي بائع الطين والمسك افضل الطيب كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام حديثا بهذا المعنى في سنن ابي داوود وغيره ونافخ الكير اي الذي يشتغل في صهر الحديد وينفخ النار حتى ينصهر الحديث مثل ما يقال الان الحداد قال كحامل المسك ونافخ الكير حامل المسك لو قدر انك صحبت رجلا حامل مسك يبي يعطيه لا تخلو معه في صحبته من احد امور ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام اما ان يحذيك اما ان يحذيك يعني يهديك اما علبة كاملة او يفتح علبة من العلب ويطيبك هذه هدية وهذه هدية اما ان يهديك علبة كاملة من الطيب تبقى معك او يفتح علبة من العلب التي معه ويطيب يدك هذه واحدة. الثانية او اما ان تبتاع منه تعجبك رائحة من هذه الروائح. وتقول انا اريد ان اشتري من هذه. فتأخذ منه طيبا تستمتع به وبرائحته والحالة الثالثة قال واما ان تجد منه رائحة طيبة هذا اضعف ما يكون اقل ما يكون ان تجد منه رائحة طيبة طوال ما انت مصاحب له تشم الرائحة الطيبة هذا حامل المسك وهو مثل ظربها النبي عليه الصلاة والسلام للجليس الصالح والمثل الاخر ضربه عليه الصلاة والسلام للجليس السوء بنافخ الكير نافخ الكير قال ونافخ الكير اما ان يحرق ثيابك واما ان تجد رأى ريحا خبيثة انت عند اذا وقفت عند نافخ الكير لا تخلو من حالتين اما ان يطير شرى من ذاك النفخ فيحرق بعض ثيابك او انك تجد منه رائحة كريهة غير محببة غير محببة فهذا مثل الجليس السوء ومن باب توضيح الواضح ليس معنى ذلك ان نافخ الكير نفسه جليس سوء في من يعملون في هذه المهن من هم من اصلح الناس منهم من اصلح الناس اطيبهم واحرصهم على طاعة الله وعبادته لكن هذا مثل للتوضيح مثل للتوضيح كما ان بائع الطيب يوجد فيهم من هم من افسد الناس لكن هذا مثل للتوضيح اراد النبي عليه الصلاة والسلام بهذا المثل ان ان يوضح الامر ولهذا ينبغي ان يفهم الامر على بابه وان المراد مثل للتوظيح والتقريب اما اذا اخذ الانسان الامر بدون فهم فيخطئ الطريق يخطئ الطريق ويقع في خلاف ما ارشد اليه النبي عليه الصلاة والسلام فالشاهد ان هذا مثل من انفع ما يكون في بيان خطورة الجليس الصالح والسيء نعم قال اصلح الله عقبه رابعا ان يكون معه في سفره ما يحتاج اليه من المال حتى لا يحتاج الى ما عند الناس وقد قال صلى الله عليه وسلم ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنيه الله رواه البخاري ومسلم من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ثم ذكر الامر الرابع من الامور التي ينبغي ان يتحلى بها الحاج وان يتأدب بها ان يكون معه في سفره ما يحتاج اليه من المال حتى لا يحتاج الى ما عند الناس حتى لا يحتاج الى ما عند الناس في سياق آيات الحج في القرآن الكريم قال الله عز وجل وتزودوا وتزودوا فان خير الزاد التقوى. واتقون يا اولي الالباب وقوله وتزودوا عام في التزود بزاد التقوى وايضا التزود بالزاد الحسي الذي يحتاج اليه الانسان في سفره من طعام او شراب او مال او نحو ذلك حتى لا يحتاج الى سؤال الناس ولهذا جاء في بعض الآثار ان اناسا كانوا يخرجون من بلدهم بدون فات ويقولون نحن المتوكلون يقولون نحن المتوكلون فيقال انه فيهم نزل وتزودوا فان خير الزاد التقوى. المتوكل هو الذي يضع البذر ويتوكل على الله يفعل السبب ويتوكل على الله قال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولهذا حقيقة التوكل تقوم على امرين اعتماد القلب على الله وبذل السبب اعتماد القلب على الله وبذل السبب وجمع النبي صلى الله عليه وسلم بينهما في قوله احرص على ما ينفعك واستعن بالله وفي قوله اعقلها وتوكل وفي قوله في الحديث الاخر حديث عمر لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا تغدو اي في الصباح الباكر تذهب تطلب الرزق ما تبقى في اوكارها ولا يبقى الطير في عشه ينتظر ان يأتيه الحبس في عشه بل يذهب الى ربما امكنة بعيدة بحثا عن الطعام وبحثا عن الشراب فحقيقة التوكل بذل السبب مع الاعتماد على الله فمن يترك السبب معتمدا على الله يخطئ ومن ايضا يعتمد على السبب ويلتفت اليه ولا يتوكل على الله يخطئ والحق قوام بين ذلك الحق ان يعتمد الإنسان على ربه سبحانه وتعالى وان يبذل الأسباب ولهذا كان الحج واجبا على المستطيع. قال ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا والاستطاعة هي الزاد الراحلة استطاع هي الزاد الراحلة ان يكون عنده زاد وان يكون عنده راحلة اما إنسان فقير لا زاد ولا راحلة فهذا لا يجب عليه الحج لا يجب عليه الحج لان الحج انما هو واجب على المستطيع فالشاهد ان الذي ينبغي على الحاج ان يأخذ معه في سفره من المال ما يحتاج اليه حتى يستغني عما في ايدي الناس وقد قال صلى الله عليه وسلم ومن يستعفف يعفه الله يستعذف اي عن ما في ايدي الناس ومن يستغني يغنه الله من يتعفف ويستغني عما في ايدي الناس متوكلا على الله بادنا للاسباب يهيئ الله له الرزق دون ان يحوجهه الى الناس كما قال سبحانه وتعالى ومن يتوكل على الله ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ويرزقه من حيث لا يحتسب قال ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله رواه البخاري ومسلم من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه نعم قال غفر الله له. خامسا ان يتحلى بالاخلاق الكريمة ويعامل غيره معاملة حسنة وقد قال صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي باسناد حسن من حديث ابي ذر رضي الله عنه وفي صحيح مسلم من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما مرفوعا وفيه فمن احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه والمعنى ان يعامل الناس بمثل ما يحب ان يعاملوه به ثم ذكر الامر الخامس ان يتحلى بالاخلاق الكريمة ان يتحلى بالاخلاق الكريمة اي الاداب الفاضلة الكاملة المأثورة عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه. وهي القرآن المبينة في الكتاب والسنة ولما سئلت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن صلوات الله وسلامه عليه قالت كان خلقه القرآن فيحرص المسلم على الاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة المأثورة عن نبينا عليه الصلاة والسلام وقد جاء عنه في الحديث انما بعثت لاتمم صالح الاخلاق او مكارم الاخلاق فعليه الصلاة والسلام بعث الدين الحق الدين القويم بعث بالاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة وقد كانت اخلاقه وادابه صلوات الله وسلامه عليه سبب دخول خلق لا يعلمه الا الله في هذا الدين فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وقد قال صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن قال رواه الترمذي بإسناد حسن من حديث ابي ذر اه رضي الله عنه هذا الحديث بجمله الثلاث اشتمل على اصول المعاملة اشتمل على اصول المعاملة المعاملة بينك وبين الله ومعاملتك مع نفسك ومعاملتك مع الناس اصول ذلك كلها اجتمعت في هذه الجمل الثلاث بهذه الوصايا الثلاثة العظيمة فيما يتعلق بالمعاملة مع الله قال اتق الله حيثما كنت اتق الله حيثما كنت اي في اي مكان لان الله سبحانه وتعالى مطلع عليك لا تخفى عليه منك خافية اينما تكون يعلم السر واخفى يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور السر عنده علانية والغيب عنده شهادة لا تخفى عليه خافية سبحانه وتعالى فيحرص المسلم اينما كان هذا تحقيق تقوى الله وتقوى الله عمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وترك لمعصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله الامر الثاني فيما يتعلق بمعاملتك مع نفسك وانت تعلم من نفسك انك بشر تخطئ وتصيب وتقصر كل بني ادم خطاء فهنا قال عليه الصلاة والسلام واتبع السيئة الحسنة تمحها احرص على الاستكثار من الحسنات واذا وقعت في سيئة احرص على تلك الحسنة العظيمة التي تمحو سيئاتك وهي التوبة الى الله عز وجل من الذنب الذي قارفته والخطيئة التي ارتكبتها والتوبة تجب ما قبلها فيحرص الانسان على البعد عن الذنوب واذا وقع في شيء منها يحرص على التوبة الى الله سبحانه وتعالى وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون ويحرص ايضا على الاستكثار من الحسنات قال ربنا عز وجل ان الحسنات يذهبن السيئات الامر الثالث يتعلق بالمعاملة مع الناس قال وخالق الناس بخلق حسن خالق الناس بخلق حسن اي عامل الناس بالمعاملة الطيبة الكريمة التي تحب ان يعاملوك بها هذا احسن ضابط يقال في الخلق الحسن لو قيل لاحدنا ما الخلق الحسن احسن ما يقال في هذا الباب ان تعامل الناس بالشيء الذي تحب ان يعاملوك به هذا هو الخلق الحسن ان تعامل الناس بالشيء الذي تحب ان يعاملوك به ولهذا اورد المصنف حفظه الله حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فمن احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر وليأتي الى الناس الذي يحب ان ان يؤتى اليه. وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه هذا هو الخلق الحسن الخلق الحسن ان تأتي للناس الذي تحب ان يؤتى اليك يعني عامل الناس بالشيء الذي تحب ان تعامل به اذا دعتك نفسك يوما ان ترفع صوتك على انسان تذكر هل تحب ان يرفع صوته عليك ستقول لك نفسك لا اذا لا تعامله بشيء لا تحب ان تعامل به كل ما تدعو الانسان نفسه لامر لا يرضاه لا يرضى ان يعامل به فليطرحه فانه مخالف ومنافي للخلق الحسن الخلق الحسن هو ان تأتي للناس الذي تحب ان يؤتى اليك ومن يكون بهذه الصفة سيكون في اعلى درجات الاخلاق واتمها من يكون دائما يعامل الناس بهذه الطريقة سيكون في اعلى درجات الاخلاق وحتى توظف هذه الطريقة توظيفا مناسبا في كل مقام تأمل بكل مقام تأمل تأمل هذا الذي ارشد اليه النبي عليه الصلاة والسلام يعني مثلا تريد ان تعامل والدتك او والدك او جدك او جدتك او خالك او عمتك وواحد كبار السن تريد ان تعامله بالمعاملة الطيبة. تذكر لو كنت انت مكانه ماذا تريد؟ ان تعامل به من قبل صغار السن الشيء الذي تحبه لنفسك عامل به هو الخلق الحسن والشيء الذي لا تحبه لنفسك لا تعاملهم به لانه يخالف الخلق الحسن هذا ضابط نافع ومفيد للغاية في معرفة الخلق الحسن. قال عليه الصلاة والسلام وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه وفي حديث اخر قال عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه اي من الخير كما جاء ايضا في بعض رواياته قال والمعنى ان يعامل الناس بمثل ما يحبوا ان يعاملوه به. نعم قال سادسا ان يشتغل بالذكر والدعاء والاستغفار ويحفظ لسانه الا من الكلام بالخير ويشغل وقته فيما يعود عليه بالعاقبة الحميدة في الدنيا والاخرة وقد قال صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت رواه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وقال صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ رواه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. ثم ذكر الامر السادس ان يشتغل بالذكر والدعاء والاستغفار ويحفظ لسانه الا من الكلام بالخير فهذه خلة عظيمة وصبة مباركة ينبغي ان يحرص عليها المسلم وان يحرص عليها الحاج ان يحفظ حجه في الاذكار والدعوات وتلاوة القرآن والتسبيح والتهليل والتلبية في مواطنها والاستكثار منها يحرص على ذكر الله وقد جاء في حديث حسنا بما له من شواهد ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل اي الحجاج اعظم اجرا؟ قال اكثرهم لله ذكرا اي الحجاج اعظم اجرا قال اكثرهم لله ذكرا اورده ابن القيم رحمه الله في الوابل الصيب واخذ منه قاعدة عظيمة في باب المفاضلة في الاعمال قال افضل الناس في كل عمل اكثرهم ذكرا لله فيه افضل الناس في كل عمل اكثرهم ذكرا لله فيه وذكر الله هو مقصود الاعمال قال عليه الصلاة والسلام انما شرع رمي الجمار والسعي بين الصفا والمروة لاقامة ذكر الله فالحج الحج الحج شرع لاقامة ذكر الله سبحانه وتعالى والله جل وعلا يقول ااقم الصلاة لذكري فالاعمال مشروعة لاقامة ذكر الله سبحانه وتعالى وكل ما عظم حظ العبد ونصيبه فيها من ذكر الله سبحانه وتعالى كان اعظم في باب الثواب والاجر عند الله سبحانه وتعالى ولهذا ينبغي على الحاج والمعتمر والصائم وكل عابد ان يحرص في عبادته بشغل اوقاته فيها بذكر الله سبحانه وتعالى يشغل وقته بالذكر بالدعاء بالاستغفار بتلاوة القرآن بقراءة العلم عندما تمسك كتابا من كتب الحج مثلا وتتفقه في في احكام الحج هذا من ذكر الله هذا داخل في الذكر عندما تحظر حلقة تتعلم فيها اعمال الحج امور الدين عموما الصلاة الصيام الى غير ذلك من احكام هذا من ذكر الله مجالس العلم المجالس التي يبين فيها الحلال والحرام هي مجالس ذكر لله ولهذا يذكر ان احد السلف كان مرة في حلقة علم يبين للناس بعض الاحكام فاستوقف احد الشباب الحاضرين قال اذكروا الله اذكروا الله فقالوا ونحن من اليوم في ماذا يعني ما ما مجالس العلم التي تبين فيها الحلال والحرام والاحكام وشرائع الاسلام هذه كلها من اقامة الذكر ذكر الله عز وجل ولهذا جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قيل وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر والمراد بحلق الذكر اي المجالس مجالس العلم التي يبين فيها الحلال والحرام وتبين فيها الاحكام قال عليه الصلاة والسلام ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده الشاهد ان الحاج يحرص على هذا كله يحرص على الاذكار يحرص على الدعوات يحرص على التلبية في حجه يحرص على تلاوة القرآن يحرص على التفقه في الدين واحكام الحج كل ذلك يحرص عليه ويملأ اوقاته فيه وفي الوقت نفسه يمنع لسانه فليس هناك شيء احوج الى طول سجن وحبس من اللسان فيمنع لسانه من الكلام الا ما كان خيرا الا ما كان متحققا انه خير لا مضرة فيه ولهذا اورد قول النبي عليه الصلاة والسلام من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت فليقل خيرا او ليصمت الامام الشافعي رحمه الله جاء عنه في هذا الباب كلام جميل اسوقه بمعناه وهو ان الانسان اذا اراد ان يتكلم اذا اراد ان يتكلم بكلام قبل ان يتكلم به به يتأمل في الكلام وانت عندما تريد ان تتكلم بكلام لا يخرج هذا الذي تتكلم به في تصورك انت عن امور ثلاثة اما ان تكون متأكد تماما انه خير او تكون متأكد تماما انه شر او يكون مشتبه عليك لا تدري هل هو خير او شر كل كلام يريد ان يتكلم بالانسان اذا تأمل فيه يجد انه غير خارج عن هذه الامور الثلاثة اما كلام متأكد انه خير او كلام متأكد انه شر او كلام متردد ما تدري هو خير او شر مشتبه عليك فماذا تفعل حيال هذه الحالات الثلاث الحالة الاولى اذا كنت متأكد انه خير تكلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا. انا متأكد انه خير. اذا يتكلم وما سوى ذلك؟ قالوا وليصم فليقل خيرا او ليصمت اذا كان اذا كان ما سوى ذلك فليقل خيرا قال او ليصمت. اذا ما لم تتأكد انه خير مطلوب منك ماذا؟ الصمت سواء كان كنت متأكد انه شر او كنت ماذا مشتبها فيه لان النبي عليه الصلاة والسلام قال في حديث اخر فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه فلا يتكلم الانسان بكلام الا ما تأكد من انه خير اما اذا كان مشتبها عليه او كان متحققا انه شر فعليه الا يتكلم به لان لا يا اه يبوء بتبعته لان النبي عليه الصلاة والسلام قال لمعاذ وهل يكب الناس على وجوههم في النار الا حصائد السنتهم او قاله على مناخرهم الا حصائد السنتهم والكلمة قبل ان تخرج منك تملكها واذا خرجت ملكتك وتحملت تبعتها واصبحت مسؤولا عنها واصبحت معدودة في عملك واصبحت محاسبا عليها ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد اما ما لم تخرج منك الكلمة فانت تملكها واذا خرجت منك ملكتك وتحملت التبعة واللسان له خطورة عظيمة ليس على على اللسان وحده بل على الجسد بكامله وتأملوا هذا في قول نبينا عليه الصلاة والسلام اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها الاعضاء كلها اليد والقدم والسمع والفرج وغيرها تكفر اللسان تقول اتق الله فينا فانما نحن بك اتق الله فينا فانما نحن بك. فان استقمت استقمنا. وان اعوجج اعوججنا والحديث صحيح فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا هذا يفيد ان الانسان بجوارحه ويده وقدمه وفرجه الى اخره يتبع قطعة صغيرة او قطعتين صغيرتين من بدنه ما هما القلب قال عليه الصلاة والسلام لان في الجسد مضغة اذا صلح صلح الجسد كله واذا اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب والمضغة الثانية اللسان اللغة الثانية اللسان قطعة صغيرة فالقلب قطعة صغيرة في البدن واللسان ايضا قطعة صغيرة في البدن والبدن كله الجسم كله تابع لهما كما قال بعض اهل العلم المتقدمين قال المرء باصغريه المرء باصغريه ما الاصغران القلب واللسان المرء باصغره كل هذا البدن كل هذا البدن راجع للاصغرين القلب واللسان. فاذا استقام القلب واستقام اللسان استقام البدن واذا اعوج القلب واعوج اللسان اعوج البدن فيحرص المسلم على سلامة قلبه واستقامة لسانه. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. ما الثمرة يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ثم اورد قول النبي عليه الصلاة والسلام نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ الصحة والفراغ مغبون اي اي يخسر كثير من الناس الاستفادة من هاتين النعمتين نعمة الصحة ونعمة الفراغ لان كثير من الناس يستخدم صحته وفراغه اما في معصية الله او في امور لا فائدة له فيها. لا تنفعه يوم يلقى الله سبحانه وتعالى. فيخسر خسارة عظيمة قال نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس لانها تضيع بدون انتفاع وفائدة او تضييع فيما فيه مضرة والعاقل يحرص على حفظ صحته وفراغه في النافع له المقرب له عند الله سبحانه وتعالى من صالح الاعمال وشديد الاقوال نعم قال غفر الله له. سابعا ان يحذر ايذاء غيره بقول او فعل لقوله صلى الله عليه وسلم المسلم من من سلم المسلمون من لسانه ويده رواه البخاري ومسلم ويحذر ايضا ايذاء غيره برائحة الدخان الخبيثة اذا كان قد ابتلي بشربه بل يجب عليه ان يترك شربه ويتوب الى الله عز وجل من ذلك لان فيه اضرارا بالصحة واضاعة للمال وينبغي للمسلم ان يحرص على الاتيان بهذه الاخلاق والاداب الحسنة في احواله كلها ويتأكد ذلك في سفره الى الحج والعمرة. ثم الامر السابع والاخير ان يحذر ايذاء غيره بقول او فعل يتجنب في اوقاته كلها وفي حجه ايذاء الناس بالاذى القولي او الفعلي. الاذى القولي باللسان والاذى الفعلي بالبدن باليد او بالقدم او بغير ذلك فيحرص على الا يؤذي احد والا يطال احد منه اذى الا يطال احدا منه اذى يحرص على البعد عن ايذاء الناس لقوله صلى الله عليه وسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وللفائدة هذا الحديث قاله النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع هذا الحديث قاله النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قال اتدرون من المؤمن من امنه الناس على دمائهم واموالهم والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهاه الله عنه والمهاجر من من هجر ما نهاه الله عنه فهذا قاله عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع ولهذا يتأكد على المسلم في الحج والعمرة ان يبتعد عن ايذاء الناس لا بالقول ولا في الفعل كما ان هذا الامر يتأكد عليه في كل وقت لكنه في الحج اشد تأكيدا لحرمة المكان وحرمة الزمان وحرمة الحال لانه متلبس بحج او عمرة في حال فاضلة وفي مكان وبقاع فاضلة وفي وقت فاضل واذا كان في مثل هذا الوقت لم يتحلى بالاخلاق والاداب متى يرجى ان يتحلى بها اذا لم يتحلى بالاداب الفاضلة وهو الى جنب الكعبة قبلة المسلمين متى يرجى ان يتحلى بالاخلاق اذا كانت الاماكن الفاضلة والاوقات الفاضلة والاحوال الفاضلة لا تحرك في قلبه لزوما للادب وعناية بالاخلاق ورعاية لها متى يرجى ان يتحلى بالاخلاق ولهذا يتأكد على المسلم ان يحرص على البعد عن ايذاء الناس والا يتأذى منه احد لا بقول ولا فعل من الايذاء ما اشار اليه المصنف حفظه الله التدخين والحقيقة ان التدخين فيه اذية للمدخن المدخن يؤذي نفسه قبل ان يؤذي الاخرين يؤذي نفسه قبل ان يؤذي الاخرين وهذا الامر يعني اه يعرفه جيدا المدخن نفسه يعرفه جيدا المدخن نفسه يعرف المدخن معرفة تامة انه بالتدخين يؤذي نفسه وكذلك يؤذي الاخرين. يؤذي الاخرين برائحته حتى قيل انه لو جالس انسان مدخن في غرفة وشرب المدخن خمسة من اه الدخان يكون هذا قد شرب واحدة من النفس الذي يدخل الى جوفه من مجالسته للمدخن فالان على سبيل المثال لو قدر ان الحجاج في الباص الحجاج في الباص منطلقين الى مكة وفي المشاعر من بين مزدلفة والباص غرفة مغلقة فاذا اسأل المدخن الدخان في الباص فمعنى ذلك انه اذى من حوله. اضافة الى اذيته لنفسه وقد يكون معه في الباص مؤمنين اتقياء يتأذون منه ويتألمون من عمله ولا يريدون ان يدخلوا معه في جدال ويبقون متأذين متألمين من هذا العمل الذي يمارسه معهم في اذيته لهم بهذه الرائحة ولهذا ينبغي على المدخن ان يتقي الله وان يعمل بهذه الوصية التي المباركة التي ارشد اليها المصنف حفظه الله قال بل يجب عليه ان يترك شربه ويتوب الى الله من ذلك بل يجب عليه ان يترك شربه ويتوب الى الله من ذلك لكن لو قدر ان شخص لم يتب من شربه عليه ان لا يؤذي الناس لا يؤذي الناس اذا اذا كان في مثل الباص او مثلا في غرفة يعني يسكن مع اربعة في غرفة تنظيم الحملة جعله في غرفة او في خيمة مع خمسة مع ستة ثم يشرب الدخان ويقول له من اللي يعجبه يجلس واللي ما عجبه يطلع برا ولهذا يقولون ان ان ان يقول بعض الناس ان المدخن يبتلى بالانانية المدخن يبتلى بالانانية يعني ما يبالي بالاخرين اذا اشتهى ان يدخن يشعل سجارته ومن كان الى جواره لو كان معه ربو معه مرض مع تعب ما يبالي به ما يبالي به وهذه حال بعض المدخنين وبعضهم لا بعضهم منزعج من نفسه متأدي ويستحي من الناس ويستتر بعمله وهذا يرجى له خير فالشاهد ان الحج فرصة طيبة وعظيمة للاقلاع عن التدخين توديعه الى غير راجعة واذكر قصة جميلة حدثني بها احد الحجاج يقول كنت واقفا في عرفات وكنت من الناس الذين يدخنون بشراهة يقول باليوم احيانا ثلاث علب كنت يقول ادخن بصراهة فعشية عرفة اخرجت علبة الدخان وبدأت ادخن. عشية عرفة قبل الغروب وارفع الدخان الى فمي واشرب وادخن يقول فجأة التفت الى من حول من الناس فاذا كل من حولي رافعين ايديهم يدعون الله الا انا كل من حولي ايديهم مرفوعة الى الله يدعونه ويسألونه الا انا ارفع يدي بهذا الدخان فقلت لنفسي سبحان الله حتى هذا المؤذي في هذا المكان ما تركني يقول واخذت التي في يدي والتي في حقيبتي وظعتها تحت قدمي ووقفت عليها ومددت يدي مع الناس ومما دعوت الله به ان يخلصني منه وان لا اعود اليه يقول ولله الحمد عافاني الله منه من ذاك الوقت ولهذا بعضهم يخطئ عندما يقول يحتاج تدريج اذا وفقك الله وصدقت مع الله واحسنت اللجوء الى الله من لحظة واحدة يكون اخر عهدك بالتدخين فينبغي على الذي اكرمه الله عز وجل بالحج ان يجعل من اعماله المبرورة وطاعته الجليلة التي يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بها في حجة ترك التدخين ويقول لنفسه الى متى ادخن وهذه الاموال التي اضيعها في التدخين اليس الله يسألني عنها يوم القيامة لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع وذكر منها عن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه احد المدخنين بلغ سبعين سنة وهو من شبابه يدخن فجلس يوم قال اريد ان احسب كم صرفت من الريالات او من الدراهم في التدخين وبدأ يحسب قال انا بدأت وعمري كذا وكان سعر العلبة كذا وفي كل يوم كذا وبدأ يعمل عملية حسابية تقريبية فوجد مبلغ ما كان يصدقه ما كان يخطر بباله انه صرف. مبلغ كبير جدا لو انه استبقاه يكفي لبناء مسجد او دار ايتام ذهب كله في الدخان وكثير من شركات التدخين المصنعة له من اعداء دين الله من اليهود وغيرهم فهو عندما يدخن يضر نفسه ويدعم اعداء الدين مصيبتين فالواجب على المسلم ان يتقي الله سبحانه وتعالى وان يستغل هذا الحج فرصة عظيمة لترك التدخين والتوبة منه ويجعل ذلك من اعماله الصالحة التي يتقرب الى الله بها في حجه قال لان فيه اضرارا بالصحة واضاعة للمال. لان فيه اضرارا بالصحة واضاعة للمال ثم ختم بقوله وينبغي للمسلم ان يحرص على الاتيان بهذه الاخلاق والاداب الحسنة في احواله كلها يعني هذه ليست خاصة بالحج لكن اداب عظيمة يحرص عليها في الحج وفي غيره لكنها تتأكد في سفر الحج والعمرة وهنا يستحضر قول النبي عليه الصلاة والسلام من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه. وسيأتي هذا الحديث عند المصنف وسيأتي ايضا بيان معناه ومما يدخل في معناه كما ذكر اهل العلم وكما سيأتي بيان ذلك الاعمال التي او المعاصي التي عليها الانسان قبل الحج لابد ان يتوب منها اما اذا كان يحج وهو مصر عليها مصر على اه البقاء عليها فان هذا يكون قد وقع في الفسق قال من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه اسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو الذي وسع كل شيء رحمة وعلما ان يوفقنا جميعا لكل خير وان اصلح نياتنا وذرياتنا وان يوفقنا لحج مبرور وعمل صالح متقبل مشكور ونسأله جل وعلا ان يغفر ذنوب المذنبين ويتوب سبحانه وتعالى على التائبين ان يكتب الصحة والعافية والسلامة والغنيمة للحجاج والمعتمرين ولعموم ونسأله جل وعلا ان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات منهم والاموات انه جل وعلا غفور رحيم جواد كريم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد اله وصحبه اجمعين