الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. قال المؤلف حفظه الله تعالى والسارح والسامعين قال سادسا قوله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص رضي الله عنه اما علمت يا عمرو ان الاسلام يهدم ما كان قبله وان الهجرة تهدم ما كان قبلها وان الحج يهدم ما كان قبله رواه مسلم والحج المبرور هو الذي يأتي به المسلم وفقا لسنة وفقا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتأخذوا مناسككم فاني لا ادري لعلي لا احج بعد حجتي هذه رواه مسلم ورواه عنه النسائي ورواه عنه النسائي باسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم ولفظه يا ايها الناس خذوا مناسككم فاني لا ادري لعلي لا احج بعد عامي هذا ومع مع البعد عن الرفث والفسوق والامتناع عما عما منع المحرم من فعله وعلامة كون الحج مبرورا ان يتحول المسلم بعد حجه من الحسن الى الاحسن ومن السيء الى الحسن فاذا كان قبل حجه ابتلي بالوقوع في شيء من المعاصي فعليه ان يتوب في حج فعليه ان يتوب في حجه توبة نصوحا يقلع فيها عن الذنوب ويندم على ما حصل منه ويعقد العزم في المستقبل على الا يعود اليها واذا كان الذنب يتعلق بحقوق الآدميين فعليه ان يردها اليهم ان كانت مالية اذا كانوا لم لم يعفوه منها فعليه ان يردها اليهم ان كانت مالية اذا كانوا لم يعفوه منها او يطلب منهم المسامحة اذا كانت الاساءة اليهم في ايذائهم بلسانه ويده الا اذا علم انه يترتب الا اذا علم انه يترتب على اعلانهم بذلك مفسدة وفرقة وشحناء فيحتفي مفسدة الا اذا علم انه يترتب على اعلامهم بذلك مفسدة وفرقة وشحناء فيكتفي بطلب المسامحة منهم بالفاظ عامة مع الثناء عليهم بما يليق بهم والدعاء لهم فيفتح لنفسه بالحج باب خير ويبدأ حياة جديدة معمورة بتقوى الله والاستقامة على امر الله واما اذا كان قبل الحج على حالة سيئة واستمر عليها بعد الحج فان ذلك علامة على عدم ظفره على عدم ظفره ببر الحج. والذنوب التي تكفرها. والذنوب الذي تكفرها الاعمال الصالحة كالصلاة والحج وغير ذلك هي الصغائر لقول الله عز وجل ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وقوله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن. اذا اجتنبت الكبائر رواه مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه واما الكبائر فان الذي يكفرها هو التوبة منها فبتوبة الحاج من الذنوب كبيرها وصغيرها يظفر برجوعه من حجه كيوم ولدته امه واما اذا لم يتب منها وفعلها او عزم على فعلها فانه مؤاخذ على ذلك قال ابن كثير في تفسير قول الله تعالى في تفسير قوله تعالى من سورة الانعام من جاء بالحسنة فله وعشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها وهم لا يظلمون قال واعلم ان تارك السيئة الذي لا يعملها على ثلاثة اقسام تارة يتركها لله فهذا تكتب له حسنة على كفه عنها لله تعالى. حسنة فهذا تكتب له حسنة على كفه عنها لله تعالى. وهذا عمل ونية. ولهذا جاء انه يكتب له حسنة كما جاء في بعض الفاظ الصحيح فانه تركها من جراء اي من اجلي وتارة يتركها نسيانا وذهولا عنها فهذا لا له ولا عليه لانه لم ينوي خيرا ولا فعل شرا وتارة يتركها عجزا وكسلا عنها بعد السعي في اسبابها. والتلبس بما يقرب منها فهذا بمنزلة فاعلها. كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا التقى المسلم ان بسيفه بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال انه كان حريصا على قتل صاحبه وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم عن ابي بكرة رضي الله عنه الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فقد ختم المصنف حفظه الله تعالى هذه الاحاديث في بيان فضل الحج والعمرة بحديث عمرو بن العاص رضي الله عنه وارضاه والحديث له قصة تتعلق باسلامه رضي الله عنه وذلك انه لما شرح الله عز وجل صدره للاسلام والقى فيه الرغبة في الدخول فيه اتى الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له يا رسول الله امدد يدك لابايعك على الاسلام فلما مد النبي عليه الصلاة والسلام يده كف عمرو رضي الله عنه يده كف يد نفسه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما بالك يا عمرو يعني ما الذي جعلك تكف يدك بعد ان اعلنت الرغبة في المبايعة قال ما بالك يا عمرو قال اريد ان اشترط قال اريد ان اشترط من يريد ان ابايع الاسلام لكن بشرط فقال النبي صلى الله عليه وسلم وماذا تشترط؟ قال اشترط ان يغفر لي قال اشترط ان يغفر لي شرطي في المبايعة والدخول في هذا الدين ان يغفر لي اي ما قد سلف تغفر لي ذنوبي فذكر النبي صلى الله عليه وسلم له ثلاثة امور تهدم ما كان قبلها ذكر عليه الصلاة والسلام ثلاثة امور تهدم وتجب وتمسح ما كان قبلها من بينها الدخول في الاسلام فقال عليه الصلاة والسلام اما علمت يا عمرو اما علمت يا عمرو ان الاسلام يهدم ما كان قبله وان الهجرة تهدم ما كان قبلها وان الحج يهدم ما كان قبله فهذه امور ثلاثة ذكرها صلوات الله وسلامه عليه مجتمعة في هذا الحديث العظيم المبارك كلها تهدم ما كان قبلها ومعنى تهدم اي تجب وتمسح ما كان قبلها من الذنوب والاثام والخطايا التي وقع فيها العبد والحديث فيه فضيلة عظمى لحج بيت الله الحرام وان من فضائل الحج العظيمة وثماره المباركة انه يهدم ما كان قبله ان يمسح ويجب ما كان قبله اي من الذنوب فيخرج منه الحاج نقيا من الذنوب صافيا من الآثام كيوم ولدته امه نظير ما مر معنا قريبا من قول نبينا عليه الصلاة والسلام من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه كيوم ولدته امه وهذا الثواب العظيم انما يناله الحاج اذا اعتنى بحجه وسعى في تتميمه وتكميله واجتهد في ان يكون حجه مبرورا ليفوز بهذا الثواب العظيم والاجر العميم ولهذا شرع المصنف حفظه الله تعالى في بيان بر الحج بما يكون باي شيء يكون حج المرء مبرورا وسعيه مشكورا فذكر فوائد مهمة وعظيمة جدا ينبغي للحاج الموفق ان يتنبه لها وان يرعيها اهتمامه علما وعملا وقبل الدخول في هذه الفوائد التي تتعلق ببر الحج اضيفوا حديثين عظيمين بفظل الحج وعظيم مكانته عند الله سبحانه وتعالى الحديث الاول حديث ابي هريرة رضي الله عنه المخرج في سنن النسائي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وفد الله ثلاثة وفد الله ثلاثة الغازي والحاج والمعتمر وفد الله ثلاثة الغازي والحاج والمعتمر والحديث الثاني رواه ابن ماجة من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الحاج والعمار وفد الله دعاهم فاجابوه وسألوه فاعطاهم ولنلاحظ في الحديثين عظيم مكانة الحاج عند الله سبحانه وتعالى حيث اضاف عز وجل هذا الوفد الى نفسه قال وفد الله اظافهم الى نفسه في الحديثين وكل من الحديثين صحيح قال وفد الله وهذه الاظافة اضافة تكريم وتشريف وانعم به من شرف وكرامة للحاج انه بهذا الوصف العظيم وبهذه المكانة العلية الحاج والعمار وفد الله اظاف الله عز وجل هذا الوفد الكريم المبارك الى نفسه سبحانه وتعالى تشريفا لهم وتكريما تشريفا لهم وتكريما وهذا حقيقة يتطلب من كل حاج ان يستشعر هذه الوفادة الكريمة التي اكرمه الله سبحانه وتعالى بها ومن عليه بان كان من اهلها فكان من وفد الله سبحانه وتعالى يستشعر هذه المكانة فيتقي الله عز وجل في حجه يتقي الله في نسكه يستشعر حرمة المكان وحرمة الزمان وحرمة الحال التي هو عليها وانه في ضمن وفد كريم وفد الله جل وعلا وهذه الاظافة التشريفية التكريمية للحاج فيها دلالة على عظيم نزل الحاج وكريم ضيافتهم عند ربهم سبحانه وتعالى وان الله عز وجل اعد لهم نزلا كريما وخيرا عظيما وجزاء كبيرا يفوزون به بأدائهم لحج بيت الله وتأمل شيئا من ذلك في قوله صلوات الله وسلامه عليه دعاهم فاجابوه وسألوه فاعطاهم وقوله وسألوه فاعطاهم فيه ان الحج مظنة عظيمة لاجابة الدعاء مظنة عظيمة لاجابة الدعاء ولا سيما في المواقف العظيمة التي كان نبينا عليه الصلاة والسلام يتحرى فيها الدعاء. في حجه لبيت الحرام وهي ستة مواضع معروفة وهي ستة مواضع معروفة عندما يقف بعرفات وايضا في المشعر الحرام الوقوف في المشعر الحرام في المزدلفة وعند الجمرتين الصغرى والوسطى في ايام التشريق بعد رمي الصغرى وبعد رمي الوسطى يشرع الوقوف والاطالة في الدعاء وكذلك على الصفا والمروة في كل شوط فهذه مواقف كان نبينا عليه الصلاة والسلام يقف ويدعو يقف ويدعو ويناجي الله سبحانه وتعالى ويسأله والحاج حري باجابة الدعاء. سألوه فاعطاهم سألوه فاعطاهم ولهذا مثل هذه المواقف ما ينبغي للحاج ان يضيعها فيما لا فائدة فيه او فيما فيه المضرة مثل بعض الناس في مثل هذه المواقف ربما تضيع عليه في الغيبة والنميمة والسخرية بالناس عياذا بالله ومنهم من تضيع عليه فيما لا فائدة فيه والغانم من حجاج بيت الله الحرام من يهتبل هذه الفرصة العظيمة للاكثار من الدعاء والمناجاة ورفع اليدين والالحاح على الله سبحانه وتعالى قد كان من حرص نبينا عليه الصلاة والسلام على الدعاء في ذلك الموقف اعني عرفة ان استمر مادا يديه الى الغروب حتى انه لما سقط من يده خطام الناقة ابقى يده اليمنى ممدودة في الدعاء وتناول الخطام بيده اليسرى حفظا للوقت ورعاية له في دعاء الله تبارك وتعالى ومناجاته الشاهد ان الحاج مجاب الدعاء حري بان يجاب دعاؤه كما قال نبينا دعاهم فاجابوه وسألوه فاعطاهم دعاهم فاجابوه الله عز وجل قال في القرآن واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم دعاه فاجابوه دعاهم الى الحج فقالوا لبيك ولبيك معناها نحن مستجيبين لك يا الله معنى لبيك اي نحن مستجيبين ملبين النداء مستجيبين لما امرتنا به دعوتنا الى الحج فقلنا لبيك وتكرار التلبية لبيك اللهم لبيك هذا اعلان الاستجابة استجابة من بعدها استجابة وهذا فيه كمال الطواعية والامتثال والانقياد من هذا الوفد الكريم الحاج والعمار وفد الله واعيد ما سبق ينبغي على من اكرمه الله سبحانه وتعالى بالحج ان يستشعر هذه المكانة العلية والشرف العظيم والوفادة الكريمة فهم وفد الله عز وجل ثم اخذ المصنف حفظه الله تعالى يبين الضوابط التي يكون بها حج العبد مبرورا الضوابط التي يكون بها حج العبد مبرورا قال والحج المبرور هو الذي يأتي به المسلم وفقا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يأتي به المسلم وفقا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتأخذوا مناسككم فاني لا ادري لعلي لا احج بعد حجتي هذه لتأخذوا مناسككم اي عني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا فيه ان من شروط قبول الحج ان يكون وفق السنة لان الله سبحانه وتعالى لا يقبل اي قربة الا اذا كانت مبنية على الاتباع ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام هنا في الحج قال لتأخذوا مناسككم اي عني وقال في الصلاة صلوا كما رأيتموني اصلي صلوا كما رأيتموني اصلي وقال عليه الصلاة والسلام في عموم الطاعات من عمل عملا ليس عليه امرنا فورد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه فاذا الضابط الاول في بر الحج ان يتحرى فيه الحاج السنة والاقتداء بالنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه والتأسي به قال الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا فيتحرى الحاج سنة النبي صلى الله عليه وسلم تعلما لها وسؤالا عنها وتحريا لتطبيقها ليكون حجه باذن الله تبارك وتعالى مبرورا قال ورواه عنه النسائي بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم ولفظه يا ايها الناس خذوا مناسككم فاني لا ادري لعلي لا احج بعد عامي هذا وهذه الحجة تسمى حجة الوداع لان النبي صلى الله عليه وسلم ودع الناس وادعى الناس بمثل هذه الكلمات التي تشعر بذلك لعلي لا القاكم بعد عامي هذا ولهذا كثرت فيها وصايا النبي صلى الله عليه وسلم ونصائحه الغالية الثمينة التي هي بمثابة وصايا المودة التي هي بمثابة وصايا المودع وهي وصايا منها ما يتعلق باعمال الحج ومنها وصايا عامة في التوحيد وعموم امور الدين ومسائله قال مع البعد عن الرفث والفسوق وقد تقدم معنا هذا في قول نبينا عليه الصلاة والسلام من حج لله فلم يرفث ولم يفسق والرفث الجماع ومقدماته الرفث الجماع ومقدمات الجماع. كل امر يعتبر من مقدمات الجماع والدواعي اليه والبواعث له مطلوب من الحاج ان يتجنبه وان يبتعد منه ان يبتعد عنه وان يكون منه على حذر فلم يرفث والامر الثاني الفسوق يتجنب الفسوق ليكون حجه مبرورا والفسق هو الخروج عن الطاعة بفعل المعاصي والذنوب بل مع فالفسوق يتناول جميع المعاصي الفسوق يتناول جميع المعاصي ومن ذلكم فعل ما نهي المحرم عن فعله وهو ما يسمى بمحظورات الاحرام قال مع البعد عن الرفث والفسوق والامتناع عما منع المحرم من فعله والامتناع عما منع المحرم من فعله. وهو ما يسمى بمحظورات الاحرام ايضا يجب على المحرم ان يتجنب ذلك تكميلا لحجه وسعيا في ان يكون حجا مبرورا اشرت ايضا سابقا ولعل ذلك يأتي التنبيه عليه عند المصنف انه يدخل في قوله ولم يفسق يدخل فيه الذنوب التي كان الإنسان عليها قبل الحج فاذا كان مصرا عليها وان لم يفعلها اثناء حجه فان هذا ينقص آآ اه شأن حجه ومكانته ونوع من الفسوق وهو نوع من الفسوق وان لم يكن ثمة مباشرة لتلك لتلك الاعمال اثناء الحج فاذا كان مصرا عليها عازما على فعلها بعد حجه فهذا فسق ونقلت في ذلك كلاما عظيما للامام عبد العزيز ابن باز رحمه الله تعالى قال وعلامة كون الحج مبرورا ان يتحول المسلم بعد حجه من الحسن الى الاحسن ومن السيء الى الحسن وهذه العلامة علامة تظهر بعد الحج واشرت بالامس ان لبر الحج على مكان علامة في اثناء الحج وهي ان يقع لله خالصا وللسنة موافقا وعلامة تظهر بعد الحج وهي ان تكون حال الانسان بعد الحج خيرا منها قبله فان كانت قبل الحج سيئة تكون بعده حسنة وان كانت حاله قبل الحج حسنة تكون بعد الحج احسن فهذا من علامات القبول ومن دلائل وامارات بر الحج قال فاذا كان قبل حجه ابتلي بالوقوع في شيء من المعاصي فعليه ان يتوب في حجه توبة نصوحة فعليه ان يتوب في حجه توبة نصوحة اي من كل ذنب وخطيئة مستوفيا شروط التوبة وقد بينها المصنف حفظه الله بقوله يقلع فيها عن الذنوب ويندم على ما حصل منها ويعقد على ويعقد العزم في المستقبل على الا يعود اليها هذه ثلاثة شروط للتوبة ويمكن نضع على كل واحد منها رقما هذه ثلاثة شروط للتوبة لا تكون التوبة صحيحة نصوحا الا بها الاول الاقلاع عن الذنب الاقلاع عن الذنب فورا فمن شروط التوبة ان يقلع عن الذنب من شروط التوبة ان يقلع عن الذنب يكف نفسه عنه ويمنعها من فعله هذا الشرط الاول الشرط الثاني ان يندم على ما حصل منه قد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الندم توبة الندم توبة فيندم على ما حصل منه من ذنوب وقوله عليه الصلاة والسلام الندم توبة ليس معناه كما قد يفهمه بعض من يغتر وان المراد به مجرد الندم وان المراد مجرد الندم فقوله عليه الصلاة والسلام الندم توبة اي الندم الذي يتبعه اقلاع عن الذنوب وعزم على عدم العودة اليها عدم العودة اليها هذا الشرط الثاني من شروط قبول التوبة ان يندم الانسان على الذنوب التي فعلها ان ان يندم على الذنوب التي فعلها ويتأسف على الايام الغالية من حياته التي ذهبت هدرا في معصية الله والوقوع فيما يسخط الله ويغضبه سبحانه وتعالى واذا تفكر الانسان في تلك الايام يجد انها ذهبت بلذاتها بمتعها لكنها بقيت توابعها فاللذة لذة المعصية تنتهي في وقتها لكن تبقى التوابع كما قال الشاعر تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الخزي والعار تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الخزي والعار وتبقى عواقب سوء من مغبتها. لا خير في لذة من بعدها النار سيتفكر في الايام الكثيرة التي مضت في حياته وهو مكب على الذنوب مقبل على المعاصي واقع فيما يسخط الله. سبحانه وتعالى فيندم ويأسف ويتألم على تلك الاعمار وتلك السنوات التي مضت وضاعت وذهبت يندم على ذلك قال الندم توبة الندم توبة فاذا امتلأ قلب الانسان ندما واسفا على ذلك فهذه توبة فاذا ندم على الحالة التي مضت مقلعا عن الذنوب عازما على عدم العودة اليها فان هذه التوبة بفضل الله ومنته تجب ما قبلها وتمسح ما قبلها من الذنوب قال ويعقد العزم في المستقبل على الا يعود اليها هذا شرط ثالث للتوبة النصوح لا بد منه ان يعقد العزم يعني يعزم عزما اكيدا مستقرا ثابتا في قلبه الا يعود الى تلك الذنوب فاذا اجتمعت هذه الشروط الثلاثة واذا قلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العودة اليه فان التوبة تكون بذلك نصوحة قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة النصوح عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار بهذه الصفة تكون التوبة نصوحا مقبولة عند الله سبحانه وتعالى فيتحرى الحاج تحريا دقيقا لهذه الشروط الثلاثة ويبدأ حجه بتوبة صادقة بربه سبحانه وتعالى من كل ذنب وخطيئة والله يقول وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون قال حفظه الله تعالى واذا كان الذنب يتعلق بحقوق الآدميين اذا كان الذنب يتعلق بحقوق الآدميين فهنا لابد ان يضاف لشروط التوبة السابقة شرطا رابعا اذا كان الذنب الذي اقترفه او الذنوب التي اقترفه تتعلق بحقوق الآدميين مثل ان يكون اخذ اموال اعتدى على اعراب انتهك حرمات وقع في سب وشتم او غير ذلك اذا كانت تتعلق بحقوق الآدميين فلا يكفي في التوبة الشروط الثلاثة التي سبقت بل لابد ان يضاف اليها شرطا رابعا لابد ان يضاف اليها شرطا رابعا ما هو قال واذا كان الذنب يتعلق بحقوق للآدميين فعليه ان يردها اليهم ان كانت مالية اذا كانوا لم يعفوه منها او يطلب منهم المسامحة ان يرد اليهم ان يردها اليهم ان كانت مالية اذا كانت الحقوق مالية يعيدها اليهم هذا من شروط التوبة اخذ مالا بغير حق انتهابا او سرقة او غشا او غير ذلك يعيد المال الى الى اهله يعيد المال الى اهله واذا كان اعادة المال الى اهله لا يترتب عليه مفسدة اذا كانت اعادته اليهم مباشرة منه اليهم لا يترتب عليه مفسدة يعيده اليهم مباشرة مع الاعتذار وطلب المسامحة واذا كان يترتب عليه مفسدة يعيده اليهم بطريقة غير مباشرة لكنه يتأكد من رجوع الحق لاهله يتأكد من رجوع الحق لاهله هذا اذا كان الذنب يتعلق بحقوق مالية اما اذا كان الذنب يتعلق بحقوق غير مالية مثل ان يكون اغتاب قوما او وقع في سب وشتم او ايذاء او نحو ذلك فيقول في ذلك او يطلب منهم المسامحة اذا كانت الاساءة اليهم في ايذائهم بلسانه ويده يطلب منهم المسامحة يذهب اليه ويقول يا فلان اخطأت في حقك فارجو ان تسامحني وخير للعبد ان يطلب المسامحة في هذه الدنيا قبل ان تقتص من حسناته يوم القيامة خير له ان يطلب المسامحة والعفو في هذه الحياة الدنيا قبل ان تقتص هذه المظالم من حسناته يوم القيامة كما يبين ذلك حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي قال فيه للصحابة رضي الله عنهم اتدرون من المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع قال بل المفلس من يأتي يوم القيامة وقد ضرب هذا وسفك دم هذا وقذف هذا واخذ مال هذا وانتهك عرض هذا فيؤخذ من حسناته فيعطون فيؤخذ من حسناته فيعطون فان فنيت حسناته اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فطرح في النار ولهذا من الخير للانسان لئلا يسلم من ان يكون من من هؤلاء المفاليس يوم القيامة ان يتحلل اصحاب المظالم الذين وقع منه تجاههم ظلم سواء ظلم مالي او ظلم يتعلق بالاعراض بسب او غيبة او ايذاء او نحو ذلك في طلب منهم المسامحة قال او يطلب منهم المسامحة اذا كانت الاساءة اليهم في ايذائهم بلسانه ويده الا اذا علم انه يترتب على اعلامهم بذلك مفسدة وفرقة وشحناء فيكتفي بطلب المسامحة منهم بالفاظ عامة اذا كان يترتب على ذكر الاخطاء التي وقعت منه تجاههم مفسدة لو قال يا فلان انا في المجلس الفلاني اغتبتك وقلت كذا وقلت كذا اذا كان يخشى ان يترتب على ذلك مفسدة فيطلب منه المسامحة بلفظ عام مثل ان يقول يا فلان انت شخص كريم وقد اقول ان او غيري وقعت في خطأ في حقك فارجو المسامحة ولك اجرك عند الله من يسامح له الثواب عند الله؟ ارجوك ان تسامحني اسأل الله ان يثيبك الفاظ لطيفة حتى ولو حتى ولو لم يعين في الخطأ والله عز وجل يقول والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين الله عز وجل يحب المحسن الذي يعفو ويسامح الناس والله يحب المحسنين فيعرض عليه ولو عرظا عاما عرظا عاما دون ان يعين الاعمال المعينة او الاخطاء المعينة التي فعلها تجاهه ان كان يخشى ان يترتب على ذلك مفسدة. مثل ان يكون في صدره شيء عليه او يوغر صدره عليه او نحو ذلك او يبقى في نفسه شيء اذا كان يخشى من ذلك او يتوجس من ذلك يكتفي بالطلب العام والشريعة مبنية على جلب المصالح ودرء المفاسد قال فيكتفي بطلب المسامحة منهم بالفاظ عامة هذا واحد مع الثناء عليهم بما يليق بهم والدعاء لهم والدعاء لهم يعني يتحول بدل ان كان يقع في اعراض الناس سلبا وسبا وشتما يتحول مثنيا عليهم بالخير وداعيا لهم في المجالس وذاكرا لهم بالجميل والحسن ويدعو لهم فتتحول حاله بدل ان يكون انسانا والعياذ بالله طعانا لعانا فاحشا بذيئا يتحول في مجالس الى انسان خلوق فاضل كريم يذكر اخوانه بالجميل ويدعوا لهم بالخير قد قال نبينا عليه الصلاة والسلام ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء قال فيفتح لنفسه بالحج باب خير جملة عظيمة ويفتح على نفسه باب خير وهذه كم اكرم الله سبحانه وتعالى بها خلقا من عباده حيث اصبح الحج في حياته نقطة تحول حيث اصبح الحج في حياته نقطة تحول تماما من السيء الى الحسن او من الحسن الى الاحسن وهذه امارات خير ان يصبح هذا الحج هذه الطاعة العظيمة والعبادة الجليلة نقطة تحول في حياة العبد قال فيفتح لنفسه بالحج باب خير ويبدأ حياة جديدة معمورة بتقوى الله وهذا هو حقيقة الذي ينال الثمرة العظيمة والمكسب العظيم من حجه لبيت الله الحرام حيث اتقى الله سبحانه وتعالى في حجه فخرج منه بدون ذنب ولا خطيئة كما قال الله سبحانه وتعالى فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى قال جماعة من المفسرين في معنى الاية فلا اثم عليه لمن اتقى ان يخرج من حجه بلا اذن اذا كان اتقى الله في حجه فلا اثم عليه لمن اتقى ان يخرج من حجه بدون اثم اذا كان اتقى الله في حجه قال لمن اتقى اما من لم يتق الله في حجه فلا ينال هذه الثمرة اذا من استقبل حجه بالتوبة النصوح الصادقة من كل ذنب وخطيئة ودخل الحج متقيا الله سبحانه وتعالى في حجه يكون حجه بإذن الله نقطة تحول في حياته عظيمة الى الخير والرفعة وقد خرج من حجه من ذنوبه وخطاياه كيوم ولدته امه قال ويبدأ حياته حياة جديدة معمورة بتقوى الله والاستقامة على امر الله والاستقامة على امر الله والاستقامة تعني المداومة على العبادة. قال الله تعالى فاستقم كما امرت تعني المداومة على العبادة والمحافظة عليها ولابد ان تكون الاستقامة لله وبالله وعلى امر الله هذه ثلاث ضوابط لابد منها في الاستقامة ان تكون لله اي خالصة وبالله اي مستعينا بالله على القيام بها وعلى امر الله اي كما امره الله ان يكون باتباع النبي صلوات الله وسلامه عليه والسير على منهاجه قال تعالى فاستقم كما امرت قال واما اذا كان قبل الحج على حالة سيئة واستمر عليها بعد الحج استمر عليها بعد الحج اي على تلك الحال السيئة اول عياذ بالله صار بعد الحج اسوأ فهذا قال فان ذلك علامة على عدم ظفره ببر الحج فان ذلك علامة على عدم ظفره ببر الحج لان من علامات الحج المبرور ان تكون حال الانسان بعد الحج خيرا منها قبله لان من ثواب الحسنة المقبولة والطاعة المبرورة الحسنة بعدها فان الحسنة تنادي اختها فاذا كانت حسنته حسنة الحج عنده عظيمة مقبولة اثمرت بعد الحج خيرات وحسنات قال والذنوب التي تكفرها الاعمال الصالحة والذنوب التي تكفرها الاعمال الصالحة كالصلاة والحج وغير ذلك هي الصغائر الذنوب التي تكفرها الاعمال الصالحة كالصلاة والحج وغير ذلك هي الصغائر لماذا لماذا لا تدخل في ضمن ذلك الكبائر قال لقول الله سبحانه وتعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وقوله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات ما بينهن اذا اجتنبت الكبائر فهذا والاية التي قبله فيهما الدلالة على ان الكبيرة لابد فيها من توبة وتكفير الطاعات من صلاة او صلاة جمعة او صيام صياما لشهر رمضان او حجا او اعتمار تكفير الوارد في الاحاديث للصغائر مر معنا قريبا تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الذنوب ينفيان الذنوب وايضا مر معنا العمران الى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس لهم له جزاء الا الجنة المراد كفارة لما بينهما اي من الصغائر اما الكبيرة لابد فيها من توبة وعليه فان من دخل الحج والعمرة تائبا من ذنوبه وخطاياه فان حجه بهذه الصفة وعمرته بهذه الصفة يكون مكفرا لماذا للكبائر والصغائر لانه تاب من الكبائر اما اذا كان لم يتب منها فان حجه وعمرته لا يمسح عنه تلك الكبائر وانما يمسح من الصغائر ما كتب الله تبارك وتعالى له قال اه رواه مسلم عن ابي هريرة قال واما الكبائر فان الذي يكفرها هو التوبة منها الذي يكفرها هو التوبة منها ولهذا يجب على المسلم ان يبادر الى التوبة والا يسوف والا يؤجل بل ان تأجيل التوبة كما يقول ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين تأجيل التوبة وتأخيرها ذنب يجب ان يتوب منه العبد قالوا هذا امر يغفل عنه كثير من الناس يغفل عنه كثير من الناس فيتوبون من الذنب ولا يتوبون من تأخير التوبة منه قد يتوبون من الذنب ولا يتوبون من تأخير التوبة منه. لان تأخير التوبة ذنب الواجب المبادرة للتوبة الى الله سبحانه وتعالى فالذي مثلا اخر التوبة الى ان بلغ عمره ستين وممتلأ من شبابه وهو كل مرة يقول اذا كبرت بعدين السنة الجاية الشهر الجاي الى ان بلغ الستين هذا التأخير للتوبة تلك السنوات الطويلة هو بحد ذاته ذنب وجرم يحتاج الى ان يتاب منه ولهذا على الانسان العاقل الناصح لنفسه ان يتوب الى الله سبحانه وتعالى من كل ذنب وخطيئة ما ذكره من ذنوبه ولم وما لم يذكر ولهذا تأتي استغفارات مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم مفصلة. تفصيلا عجيبا حتى تتناول اللهم اغفر اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه الاستغفار الاخر اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت وما اسرفت وما ان تعلم به مني يحتاج المقام الى تفصيل في ذنوب متأخرة وفي ذنوب متقدمة في ذنوب سره في ذنوب علانية وفي ذنوب ما يذكرها العبد ما اذكرها نسيها تماما لكنها محصاة علي في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها. قال تعالى وجدوا معامل حاضرة فيجتهد العبد في التوبة الى الله سبحانه وتعالى من كل ذنب وخطيئة قال حفظه الله فبتوبة الحاج من الذنوب كبيرها وصغيرها يظفر برجوعه من حجه كيوم ولدته امه كيوم ولدته امه واما اذا لم يتب منها وفعلها او عزم على فعلها فانه مؤاخذ على ذلك ننتبه لهذا قال واما اذا لم يتب منها لم يتب من الذنوب اثناء الحج وفعلها اي في اثناء حجه او عزم على فعلها يعني بعد الرجوع من الحج وان لم يفعلها لكنه عازم على فعلها بعد رجوعه من الحج فانه مؤاخذ على ذلك يعني لا يصبح هذا كما جاء في الحديث رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه في الحقيقة هو ما رجع من ذنوبه لانه باقي معها الذنب عازم عليه عازم عليه فلا يكون الحج في حقه مرجعا له من ذنوبه كيوم ولدته امه ثم ذكر فائدة عظيمة نفيسة عن الحافظ ابن كثير في احوال تارك السيئات احوال من يترك السيئة وانهم على ثلاثة احوال قال قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى من سورة الانعام من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها وهم لا يظلمون قال واعلم ان تارك السيئة الذي لا يعملها على ثلاثة اقسام تارك السيئة الذي لا يعملها على ثلاثة اقسام القسم الاول تارة يتركها لله يتركها لله يعني يترك السيئة يترك الذنب لله خوفا من الله خوفا من عذاب الله متقربا الى الله سبحانه وتعالى بترك ما نهاه الله عنه فمن كان تركه للسيئة بهذه الصفة يكتب له هذا الترك حسنة يكتب له هذا الترك حسنة ويعد هذا الترك جزءا من ايمانه ولاحظوا هذا المعنى في قول النبي عليه الصلاة والسلام لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن فهذا الحديث يستفاد منه فائدة في تعريف الايمان ان من الايمان ومما يدخل في مسمى ترك الذنوب تقربا لله وتجنبها طلبا لثواب الله هذا جزء من الايمان كما ان الايمان فعل الطاعات فان الايمان كذلك ترك المعاصي فان الايمان ترك المعاصي فاذا كان الانسان يترك المعاصي خوفا من الله ومن سخطه ورجاء لثوابه سبحانه وتعالى فان هذا يكتب له حسنة قال فهذا فهذا تكتب له حسنة على كفه عنها لله وهذا عمل ونية عمل ونية. اين العمل الترك الترك عمل الترك معدود في جملة اعمال الإنسان الصالحة ترك الإنسان للذنوب معدود في جملة اعماله الصالحة قال عليه الصلاة والسلام من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه. فالترك عمل داخل في جملة اعمال الانسان قال وهذا عمل ونية هذا عمل ونية عمل صالح وايضا نية لانه قام في قلبه نية طيبة متقربا الى الله سبحانه وتعالى هذا الترك للأمر الذي يغضب الله سبحانه وتعالى ويسخطه ولهذا جاء انه يكتب له حسنة كما جاء في بعض الفاظ الصحيح فانه تركها من جراء تركها من جراء تركها اي الذنوب من جراء اي من اجلي خوفا مني ومن عقابي وطلبا لثوابي فاذا كان ترك الانسان لهذه الذنوب خوفا من الله تكتب له يكتب له هذا الترك ويكون داخلا في جملة اعماله الصالحة ولعلنا نذكر هنا قصة الثلاثة الذين اطبقت عليهم الصخرة في في الغار فاقترحوا على بعض ان يتوسل كل واحد منهم بعمل صالح من اعماله الصالحة فتوسل احد ببره لوالديه وتوسل الاخر باداء حق الاجير وافيا له وتوسل الثالث بانه كانت له بنت عم وكان يحبها ويريد ان يأتيها فتمتنع عنه ويعرض عليها وكان غنيا فكانت تمتنع ويعرض عليها فتمتنع فجاءته مرة في حاجة شديدة جاءته مرة في حاجة شديدة فقال لها لا اعطيك حتى تمكنيني من نفسك فرضخت فلما جلس على شعبها الاربع انظر الرجل في شوق ورغبة عظيمة وحب لها ومرات كثيرة يحاول معها وتتكرر المحاولة ثم لما جلس على شعبها الاربع متمكنا تماما من هذا الامر لما جلس على شعبه الاربع قالت اتق الله ولا تفض الخاتم وقالت اتق الله ولا تفض الخاتم الا بحقه اتق الله ولا تفض الخاتم الا بحقه فتوقف وامتنع خوفا من الله سبحانه وتعالى قال اللهم ان كنت تعلم انني فعلت هذا الامر ابتغاء وجهك فرج عنا ففرج الله عنهم الصخرة وخرجوا فترك المعاصي خوفا من الله وطلبا لثوابه هذا داخل في عمل الانسان داخل في عمل الانسان في اعماله الصالحة المقربة الى الله سبحانه وتعالى فالشاهد من ذلك ان ترك الذنوب من اجل الله من جراء كما جاء في الحديث اي من اجل الله تقربا الى الله سبحانه وتعالى وخوفا منه ومن عقابه هذا داخل في جملة وعداد اعمال العبد الصالحة العظيمة التي له فيها الاجر العظيم والثواب الجزيل بل انها ستكون سببا للبركة للبركة عليه في دنياه واخراه ستكون سببا للبركة عليه في دنياه واخراه الذي يكف نفسه عن الفواحش عن المحرمات عن الزنا تكون بركة عليه في دنياه ويعيش حياة كريمة في زواجه ويهنأ في حياة من اطيب ما يكون بينما اذا كان والعياذ بالله يلغ في الاعراض ويقع في الفواحش فهذا سبب لسوء حال وعيسة في الدنيا وعقوبة في الاخرة عند الله سبحانه وتعالى فالشاهد ان ترك الذنب والخطيئة خوفا من الله ومراقبة له سبحانه وتعالى هذا داخل في عمل انسان الصالح الذي يثيبه عليه جل وعلا الثواب الجزيل قال فانه تركها من جرائي اي من اجل هذا القسم الاول من من تارك من اقسام تارك الذنوب القسم الثاني قال وتارة يتركها نسيانا وذهولا عنها يعني ما جت على باله يتركها نسيانا وذهولا عنها يعني لم تأتي على باله مشغول اما في تجارة او في عمل او في مصالح الى اخره. فما جاءت على باله تلك الذنوب منشغل عنها ذاهل عنها ونسي فهذا لا له ولا عليه هذا لا له ولا عليه لانها متى تكون له ومتى تكون عليه متى يكون الترك له ومتى يكون عليه الترك يكون له اذا كان من اهل القسم الاول اذا كان من اهل القسم الاول ويكون عليه اذا كان من اهل القسم الثالث الاتي فهذه لا تكون له ولا ولا عليه لانه ناسي وذاهل ولا جت على باله لم تأتي في باله فهذا تكون لا له ولا عليه. لانه لم ينوي خيرا فيؤجر على النية ولا فعل شرا فيعاقب على الفعل لماذا؟ قال لانه لم ينوي خيرا ولا فعل شرا اي لم ينوي خيرا فيؤجر على النية الصالحة مثل ما كان من الاول ولا فعل شراء فيعاقب على على الفعل هذا القسم الثاني القسم الثالث قال وتارة يتركها عجزا وكسلا يتركها عجزا وكسلا والفرق بين العجز والكسل ان العجز عدم القدرة على فعل الشيء العجز عدم القدرة على فعل الشيء والكسل عنده قدرة على فعله لكن ما لم ينشط عنده فتور عن الفعل لكن يقدر على عليه فتركها عجزا او كسلا تركها عجزا وكسلا عنها ما معنى عجزا او كسلا؟ يعني راغب في الفعل وحريص عليه ونفسه طامعة وراغبة فيه لكن الذي منعه من ذلك العجز والكسل الذي منعه من من ذلك العجز والكسل مثل ان لا يكون عنده قدرة لا يكون عنده قدرة على مباشرة المعصية لكن له رغبة وحريص على ذلك لكن جسمه ما يساعده لا قدرته عنده عاجز او ايضا عنده قدرة لكنه كسلان فاتر عن العمل راغب فيه وحريص عليه لكنه ليس نشيطا مع قيام الرغبة عنده على العمل هذا القسم الثالث تارة يتركها عجزا وكسلا عنها بعد السعي في اسبابها والتلبس بما يقرب منها والتلبس بما يقرب منها قال فهذا بمنزلة فاعلها هذا بمنزلة فاعلها واستدل ابن كثير رحمه الله بهذا القسم بما جاء في الصحيحين من حديث ابي بكرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا التقى المسلم بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار اذا التقى المسلم ان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ما معنى قول الصحابة رضي الله عنهم هذا القاتل يعني هذا حكمه واضح كونه قتل في النار لكونه قتل فما بال المقتول ايضا في النار ما بال مقتول وفي النار؟ ما باله قال فما بال المقتول قال عليه الصلاة والسلام انه كان حريصا على قتل صاحبه. الحرص وين مكانه القلب كان حريصا على قتل صاحبه يعني في قلبه حرص شديد على قتل صاحبه لكنه صاحبه سبقه الى الامر اجهز عليه قبل ان يجهز هو على صاحبه ولهذا كان جميعا في النار القاتل والمقتول القاتل في النار لانه قتل والمقتول والمقتول ايضا في النار لانه كان حريصا على قتل صاحبه لانه كان حريصا على قتل صاحبه فافاد هذا الحديث ان حرص الانسان الشديد على المعصية ومقاربته منها وسعيه في تحصيلها تكتب عليه حتى وان لم تقع منه مثل ما ان هذا كان حريصا على القتل ولم يتمكن من الفعل لكون صاحب بدر الى قتله قبل ان يقتل هو صاحبه فعوقب بدخول النار كونه قتل آآ لكونه كان حريصا على قتل صاحبه هذان اه حصل منهما هذا وكان في النار وفي مقابل ذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام عجب رجلان يقتل احدهما صاحبه كلاهما يدخل الجنة عجب عجب ربنا من رجلين يقتل احدهما الاخر كلاهما يدخل الجنة كلاهما يدخل الجنة قالوا وكيف ذاك فذكر عليه الصلاة والسلام ان يكون احد المسلمين في قتال في سبيل الله فيقتله احد الكفار يقتله احد الكفار فيكون هذا الذي قتل في سبيل الله من اهل الجنة لانه قتل في سبيل الله ثم يمن الله على ذاك الكافر بالاسلام ويموت فيدخل الجنة فيكون القاتل والمقتول كلاهما في الجنة ويقول نبينا صلى الله عجب لرجلين يقتل احدهما الاخر كلاهما يدخل الجنة نكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلا ان يوفقنا جميعا لرضاه وان يصلح لنا شأننا كله وان يغفر لنا ذنبنا كله دقا وجله اوله واخر سره وعلنه ونسأله جل وعلا ان يصلح لنا جميعا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر ذنوب المذنبين وتب على التائبين واكتب يا ذا الجلال والاكرام الصحة والعافية والغنيمة والاجر العظيم للحجاج والمعتمرين ولعموم المسلمين اللهم تقبل منا انك انت السميع العليم واغفر لنا انك انت الغفور الرحيم وتب علينا انك انت التواب الكريم اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. نعم شيخنا بارك الله فيك. نعم. الحديث الاخير هل يدخل فيه ايضا هل يعني حديث يقول حديث آآ وهم في الاجر سواء وهم في الوزر سواء. الرجل الذي قال رجل اتاه الله مال. نعم. ورجل اتاه الله مال هذا كذلك هذا في باب العطاء يعني قول قول النبي عليه الصلاة والسلام هم في الاجر سواء لان ذاك عنده مال يتصدق منه وهذا يتمنى ان لو كان عنده مثله فيتصدق مثله قال هم في الاجر سوا هذا على عمله وهذا على نيته الصالحة. نعم احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم غفر الله لنا ولكم والمسلمين اجمعين. هذا سائل يقول في الركعة الاولى من صلاة العصر لم اقرأ سورة الفاتحة بعد دعاء الاستفتاح. واتيت بركعة بعد سلام الامام فهل هذا يجزئ؟ وما هو الحكم الصحيح اذا نسي اذا نسي المأموم اذا كان يصلي مأموما فلا حرج عليه لا حرج عليه اما اذا كان يصليها منفردا فان فانه بذلك تكون فاتته الركعة لان الفاتحة آآ لابد منها في كل ركعة لابد منها في كل ركعة لكن اذا كان متابعا للامام فنسيها فلا حرج عليه. نعم احسن الله اليكم هذا يقول هل يجوز الانصراف من مزدلفة؟ الى منى قبل الفجر لغير من رخص لهم النبي صلى الله عليه وسلم كالذي ينبغي على من لا رخصة له ان يجلس الى الفجر ويقف وقوف النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الفجر الى قرب اشراق الشمس لا الى ان تشرق وانما حتى يقرب اشراغ اشراق الشمس فينصرف الى منى هذا الذي ينبغي له لكن لو انصرف قبل الفجر بقليل لا حرج عليه لكنه فوت على نفسه فضلا عظيما وموقفا جليلا. نعم في سؤاله الثاني ايظا يقول هل يجوز رمي الجمرات قبل الزوال اي في الصباح الجمرات في ايام اه في في يوم النحر ترمى في الصباح في يوم النحر ترمى في الصباح واما اذا كان سؤاله عن ايام التشريق الثلاثة فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يرميها في ايام التشريق الثلاثة الا بعد زوال الشمس فكان عليه الصلاة والسلام يتحرى الى ان تزول الشمس فاذا زالت رمى ومر معنا قوله خذوا عني او لتأخذوا مناسككم فهذا هو هديه وطريقته صلوات الله وسلامه عليه ومن فظل الله الان اصبحت الجمرات واسعة جدا وتحتمل يعني الاعداد الكبيرة وهذي من نعمة الله ومن فضله على هذه الدولة وفقهم الله عز وجل وزادهم تأييدا وعونا واعانهم على خدمة حجاج بيت الله الحرام. فالجمرات الان يعني مبنية بشكل واسع يسر الناظرين ويريح الحجاج والمعتمرين نعم هذا السائل يقول هل يجوز ان يصلي احد لشخص اخر صلاة نافلة؟ لا لا يجوز الاصل بالعبادة عدم النيابة لا ينوب الانسان عن غيره في شيء من العبادات الا ما دل عليه الدليل قال الله تعالى وان ليس للانسان الا ما سعى فالنيابة في الحج جاءت بها النصوص جاءت بها النصوص ودل عليها ادلة فيجوز للانسان ان يحج عن غيره بشروط معلومة الحج عن الغير جائز ان كان الغير ميتا او كان مريضا اه مرظا لا يرجى برؤه او هرما طاعنا في السن لا يتمكن من السفر لاداء الحج فالنيابة عن مثل هؤلاء جائزة دلت الادلة عليهم دلت الادلة على جواز النيابة عنهم اما الصلاة فلا نعم. احسن الله اليكم هذا يقول اريد ان ان اعتمر لنفسي ولا حجة على امي وعن امي فهل يعتبر هذا الحج حج تمتع وبالتالي يجب الهدي ام لا اذا كنت اعتمرت عن نفسك فلك ان تجعل هذه العمرة عن والدتك والحج عن نفسك فتلبي بالعمرة من الميقات والنية عن والدتك ثم تتحلل منها واذا جاء اليوم الثامن من ذي الحجة تلبي بالحج وانت بهذا تكون متمتعا عليك هدي التمتع قال الله تعالى فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي والهدي هدي المتعة هو هدي وشكر لان الله عز وجل اكرم عبده باداء عمرة وحج في سفرة واحدة وسواء كان العمرة والحج للانسان او كانت العمرة له والحج لغيره او العكس فالدم اه لابد منه فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين واحب ان انبه الاخوة ان كتاب تفسير الناسك باحكام المناسك متوفر بكميات كبيرة في كبائن حول المسجد النبوي فعلى كل حاج ان يذهب متى تيسر له الى تلك الكبائن ويأخذ آآ نسخته اه وهي توزع مجانا في الكبائن التي اه خارج المسجد النبوي وهذا احد الاخوة اه ارسل فائدة تأكيد للفائدة التي مرت معنا بالامس يقول في صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها لكنا احسن الجهاد الحج الحج لكنا احسن الجهاد واجمله الحج اه نعم لكن احسن الجهاد واجمله الحج حج مبرور الحج حج مبرور هذا لفظ الحديث في صحيح البخاري برقم الف وسبعمئة واثنين وستين باب حج النساء جزى الله من افادنا هذه الفائدة خيرا وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين