الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد بين ايدينا كتاب فاضل ومؤلف عظيم للامام عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى جمع فيه فوائد متفرقة وتحفا نفيسة يحتاج اليها كل مسلم وهي في الغالب نصائح عامة وتوجيهات مسددة وفوائد عظيمة جدا ينبه عليها تزيد العبد ايمانا وحرصا على طاعة الله تبارك وتعالى عبادته والتقرب اليه وسمى رحمه الله تعالى كتابه الرياظ الناظرة والحدائق النيرة الزاهرة في العقائد والفنون المتنوعة الفاخرة ولعلنا جميعا نلمح من عنوان الكتاب المكانة العظيمة للكتب العلمية والفوائد في نفوس اهل العلم فالعلم عندهم ومباحثه وفوائده بمثابة الحديقة والبستان يبتهج به ويأنس انسا لا يجده من يدخل بستانا او حديقة او روضة من الرياظ لما يجدون للعلم من حلاوة ولذة وطعم ولما يكون في قلوبهم من انس وراحة وسعادة يجدونها مع كتب اهل العلم مع كتب العلم ولهذا نجد عددا من العلماء رحمهم الله يسموا مصنفاتهم باسماء معبرة عن هذا الشعور ومعبرة عن هذا المعنى مثل الروض المربع وروضة الناظر وبستان العارفين رياظ الصالحين الامام النووي رحمه الله تعالى الى غير ذلكم من كتب كثيرة لاهل العلم سموها بهذا الاسم قصدا لانهم فعلا يجدون في العلم ما يجده من يذهب الى بستان فيه من الثمار المتنوعات والزهور والجمال والبهاء والحسن يجدون ذلك في مسائل العلم ولطائفه بل يجدون ما هو الذ انفع واجدى واعظم اثرا على الانسان في حياته ولهذا سماه رحمه الله بهذا الاسم الرياض الناظرة والحدائق النيرة الزاهرة ومن يطالع الكتاب يجد حقيقة فيما بثه فيه ونثره فيه من فوائد وتحف يجد ان من يعيش مع مضامين هذا الكتاب يعيش في حديقة غناء وروضة بهيجة فيها من النفائس والفرائض اه اللطائف والتوجيهات البديعة والمعاني العظيمة ولا سيما في باب حسن هذا الدين والفوائد والثمار التي يجنيها المسلم من تمسكه بهذا الدين عقيدة وعبادة وخلقا ولهذا سترى في هذا الكتاب تنبيهات ربما لا تجدها مجموعة في كتاب اخر يتحدث عن فوائد العقيدة فوائد الصلاة فوائد الصيام فوائد الحج فوائد الاخلاق فوائد الصبر الى غير ذلك ويركز كثيرا على عرظ الفوائد والثمار التي يجنيها من يستمسك بهذا الدين عقيدة وعبادة وخلقا والكتاب لا يحتاج الى شرح نقرأ في هذا الكتاب وفوائده ويكون هناك تعليقات اه يسيرة اه من باب تجلية بعض المعاني او زيادة بعض اه الفوائد او التنبيه على بعض اه الفوائد ونسأل الله عز وجل ان يثيب هذا الامام وان يجزيه وجميع ائمة المسلمين خير الجزاء نبدأ مستعينين بالله متوكلين عليه نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى اله واصحابه واتباعه واسأل الله العون والتوفيق والسداد بمنه اما بعد فهذه كلمات طيبات نافعات ومقالات متنوعة في المهم من اصول الدين واخلاقه وادابه وهاك فصولا منثورة في مواضع متعددة نافعة قال رحمه الله تعالى الفصل الاول في عقائد الدين الكلية قال تعالى قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون وفي القرآن ايات كثيرة تشرح هذه الاصول الكلية وتفصلها وتبين اسماء الله وصفاته وافعاله والاءه وتفصلوا احوال اليوم الاخر وما فيه من الحساب والعدل والفضل والثواب والعقاب وتبين احوال الرسل عليهم الصلاة والسلام واوصافهم وهداهم وما دعوا اليه والكتب المنزلة عليهم وما فيها من الحقائق النافعة والهداية المتنوعة وقد جمع الله في هذه الاية بين الامر الموجه الى الظاهر والباطن قول اللسان والاعتراف والتحقق بالقلب بجميع الاصول وبين الخضوع والانقياد في الباطن والظاهر والاخلاص التام لله بجميع حقوق الدين. نعم بدأ رحمه الله تعالى بهذا الفصل في عقائد الدين الكلية وبدأ بهذه الاية العظيمة التي فيها ان دين الانبياء واحد وعقيدتهم واحدة وانهم وانهم كلهم مجتمعون على الدعوة الى هذه الاصول العظام والاستمساك بها قد صح في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال نحن الانبياء ابناء علات. ديننا واحد وامهاتنا شتى اي عقيدتنا عقيدة واحدة لا اختلاف بين نبي واخر في العقيدة فالعقيدة واحدة لكن الشرائع قد تختلف من نبي الى اخر بدأ رحمه الله هذه الاية الكريمة ثم نبه الى ان القرآن الكريم فيه ايات كثيرة جدا تشرح العقائد واصول الدين التي عليها يبنى دين الله تبارك وتعالى مما يتعلق باسماء الله تبارك وتعالى وصفاته مما يتعلق باحوال يوم القيامة الى غير ذلكم من تفاصيل العقائد التي جاءت مبثوثة في كتاب الله عز وجل ثم بين رحمه الله ان الاية التي صدر بها جمعت بين امرين امر الله سبحانه وتعالى عبادة بهما الامر الاول يتعلق بالقلب وهو الاعتقاد بحيث يكون القلب مقرا مؤمنا بكل ما دعا الله سبحانه وتعالى عباده الى اعتقاده والايمان به بدءا بالايمان بالله واسمائه وصفاته و آآ عظمته جل وعلا وجلاله وكماله ثم ما يتبع ذلك من عقائد هي فرع عن الايمان بالله تبارك وتعالى كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. فاذا هذا الامر الاول والامر الثاني هو العمل والاستسلام والانقياد لله تبارك وتعالى وهذا مأخوذ من قول الله في تمامها ونحن له مسلمون. اي منقادون فلا يكفي آآ الايمان القلبي والاقرار بل لا بد ان يتبع هذا الاقرار العمل والانقياد والاستسلام لله تبارك وتعالى فدين الله عقيدة وسريعة ايمان واعمال ولهذا في القرآن ايات كثيرة جدا ربما تصل الى الخمسين اية ان الذين امنوا وعملوا الصالحات فدين الله تبارك وتعالى آآ عقيدة وشريعة اقرار وعمل وانقياد واستسلام لامر الله تبارك وتعالى بعد هذه المقدمة شرع رحمه الله في سرد فوائد للايمان في سرد فوائد للايمان مما يجعل المؤمن يزداد استمساكا ومحافظة وعناية بهذا الايمان الذي يثمر هذه الفوائد العظيمة والاثار المباركة فبدأ بالثمرة الاولى فقال فهذه العقائد الصحيحة النافعة تملأ القلوب امنا وايمانا ويقينا ونورا وهداية وتعبدا لله وتألها له وانابة اليه في كل الاحوال ولجوءا اليه في كل النوازل والمهمات وطمأنينة بمعرفته وسكونا الى ذكره والثناء عليه وتوجب للعبد قوة التوكل على الله والاعتماد الكامل والاستعانة به في مزاولة الاعمال الدينية والدنيوية وكلما ضعفت ارادة العبد ووهت قوته في محاولة المهمات امده هذا الايمان الصادق بقوة قلبية اتبعها الاعمال البدنية وكلما احاطت به المخاوف كان هذا الايمان حصنا حصينا يلجأ اليه المؤمن فيطمئن قلبه وتسكن نفسه قال تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم هذه الفائدة الاولى من فوائد الايمان وهي في الحقيقة تتضمن فوائد عديدة فالايمان عندما يتمكن من قلب المؤمن تصح اه العقيدة في القلب ويكون القلب مستمسكا بها تثمر هذه العقيدة وهذا الايمان القلبي ثمارا عظيمة ثباتا وتوكلا على الله سبحانه وتعالى وقوة وذهابا للمخاوف لان الايمان يعتبر للمؤمن مفزع في ملماته في احواله كلها في فرحه وترحه في صحته ومرضه في طاعته ومعصيته في كل احواله يفزع الى هذا الايمان فكلما قوي الايمان في قلب المؤمن آآ ترتب على ذلك حصول هداياته للعبد والايمان له هدايات يهديهم ربهم بايمانهم فالايمان له هدايات وهذه الهداية تصحب المؤمن في احواله كلها. فمثلا اذا قام المؤمن بطاعة من الطاعات وعبادة من العبادات هداه ايمانه ان هذه الطاعة من توفيق الله ومنه وانه لولا فضل الله عليه ورحمته لما قام بهذه الطاعة ولما ادى هذه العبادة فيزداد عبادة ويزداد حمدا ويزداد التجاء الى الله عز وجل بخلاف رقيق الدين اذا قام بعمل من الاعمال الجليلة نظر الى نفسه ربما ايضا من بعمله يمنون عليك ان اسلم او نحو ذلك من آآ الامور السيئة الخاطئة بينما المؤمن يهديه ايمانه الى ان هذا توفيق من الله ومن وهداية ايضا اذا زلت به القدم ووقع في خطأ او في معصية او في ذنب من الذنوب يهديه ايمانه الى ان هذا عصيان لله ومخالفة لشرع الله تبارك وتعالى يهديه ايمانه الى التوبة والانابة الى الله يهديه ايمانه الى استشعار رؤية الله له داعيه عليه وعلمه به فتجد ايمانه معه ايضا اذا اصابه امرا مفرحا من مال حصله او خير ناله او نحو ذلكم يهديه ايمانه الى شكر المنعم وحمده سبحانه وتعالى وكذلكم اذا اصيب بمصيبة يهديه ايمانه الى الصبر والى ما هو اعلى من ذلك وهو الرضا والى ما هو اعلى واعلى وهو الشكر لله سبحانه وتعالى وهكذا تمضي هدايات الايمان مع المؤمن في احواله كلها اذا حصل له مخاوف امور اخافته افزعته يهديه ايمانه الى الفزع الى الله واللجوء الى الله سبحانه وتعالى فيتبدل خوفه امنا وقلقه طمأنينة الا بذكر الله تطمئن القلوب الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب واورد في هذا المعنى قول الله سبحانه وتعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ثم قال جل وعلا انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين فالايمان يهدي العبد الى اللجوء الى الله الفزع الى الله سبحانه وتعالى التوكل على على الله الاعتصام بالله. ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم هذه فائدة عظيمة من فوائد الايمان بل هي تتضمن آآ العديد من الفوائد ثم ذكر رحمه الله الفائدة الثانية قال رحمه الله تعالى وهذا الايمان الصادق واليقين الصحيح يحمل صاحبه على العزة والقوة والشجاعة القولية والفعلية فانه متى يتيقن العبد ان الله هو النافع الضار. المعطي المانع وان من اعتز به فهو عزيز. ومن التجأ الى غيره فهو الذليل وان الخلق كلهم فقراء الى الله. لا ينفعون ولا يضرون. اوجب له ذلك القوة بالله والالتجاء اليه والا يخاف ولا يرجو احدا غير الله. ولا يطمع الا في فضله. وبهذا له التحرر من رق المخلوقين والا يعلق قلبه باحد منهم في نفع ولا دفع ضر. بل يكون الله وحده مولاه وناصره يتولاه في طلب المنافع ويستنصره في دفع المضار فيتم له من كفاية المولى وتيسير ما لا يتم لمن لم يكن معه هذا الايمان. ويحصل له من قوة القلب وشجاعته ما لا يصل اليه من لم يبلغ ودرجته وهذا كله من ثمرات الايمان الصحيح. هذه ايضا فائدة عظيمة وثمرة مباركة من ثمار الايمان الصحيح انه يعطي المؤمن قوة قلبية وعزة آآ طمأنينة في قلبه وايضا يطرد عنه ما ينتاب غيره من آآ مخاوف وقلق واضطراب ونحو ذلك. فالايمان يبعد هذه عن القلب ويجعل القلب قلبا مطمئنا ولهذا نجد في السنة النبوية في الادعية التي اه تتعلق بالكرب الذي يصاب به الانسان نجد ان كل تلك الادعية هي رجوع الى وفزع الى الايمان وتوحيد الله سبحانه وتعالى واخلاص الدين له لان القلب اذا علق بالايمان وربط بالايمان زالت عنه زال عنه قلقه واضطرابه القلب خلق ليكون مؤمنا بالله فان لم يشغل بالايمان قلق واضطرب. هذا اصل لا بد ان يعلم فزوال اضطراب القلب انما يكون بالعودة به الى الايمان. ولهذا الدعوات والاذكار المأثورة عن النبي عليه الصلاة والسلام كلها حول هذا اه المعنى عودة بهذا القلب لما خلق له. الا وهو الايمان بالله اللجوء الى الله الصدق مع الله الاخلاص لله تبارك وتعالى فاذا عمر القلب بما خلق له زالت عنه تلك الامور وتبددت اذا امن بان الله هو النافع الضار المعطي المانع الخافظ الباسط الى غير ذلكم هذا الايمان يملأ قلبه قوة شجاعة ثقة بالله لا يخاف الا من الله لا يلجأ الا الى الله لا يطلب عزه الا من الله تبارك وتعالى ومن كان بهذا الوصف فشأنه كما قال المصنف من اعتز به فهو عزيز ومن التجأ لغيره فهو ذليل. لماذا؟ لان الفقراء لان الخلق كلهم فقراء الى الله ولا يغنوا عنه من الله شيئا. واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يظروك بشيء لن يظروك الا بشيء كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف نعم ومن ثمراته ايضا انه يسلي العبد عند المصائب ويهون عليه الشدائد والنوائب. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. وهو العبد الذي تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله وان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه. فيرضى ويسلم للاقدار المؤلمة. وتهون وتهون عليه المصائب المزعجة لصدورها من عند الله وايصالها الى ثوابه قال تعالى ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون. ولهذا يوجد عند المؤمنين الصادقين حين تصيبهم النوازل والقلاقل والابتلاء من الصبر والثبات والطمأنينة كوني والقيام بحق الله ما لا يوجد عشر معشاره عند من ليس كذلك وذلك لقوة الايمان اليقين وهذه الفائدة الثالثة من فوائد الايمان وهي ثمرة عظيمة من ثمار الايمان انه يصلي عند المصائب سلوان للمؤمن عند مصابه مهما كان المصاب سواء كان في نفس الانسان او في ولده او في تجارته او غير ذلكم الايمان يسليه لماذا لانه اذا اصيب بمصاب فزع الى هذا الايمان فهداه ايمانه الى ان ما اصاب من مصيبة انما هي باذن الله ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه في علم ان المصاب من عند الله وبقدر الله وباذن الله وان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه فيهديه هذا الايمان الى الصبر على المصاب محتسبا اجر ذلك عند الله سبحانه وتعالى فيفوز في هذا المقام بثواب الصابرين كما ان الاخر الذي انعم الله عليه بنعمة فحمد الله عليها يفوز بثواب الشاكرين وكل منا هذين مبتلى هذا مبتلى مبتلى بالسراء وهذا مبتلى بالضراء ولنبلونكم ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون هذا مبتلى بالنعمة وهذا مبتلى بالمصيبة النعمة ابتلاء والمصيبة ايضا ابتلاء والمبتلى بالنعمة يفوز ان شكر والمبتلى بالمصيبة يفوز ان صبر وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له فالمؤمن في سرائه يفوز بثواب الشاكرين وفي ضراءه يفوز بثواب الصابرين فاذا الايمان يسلي المؤمن يصلي المؤمن لانه يهديه الى ان ما اصابه من عند الله وابتلاه الله سبحانه وتعالى بهذا المصاب لينقله الى امر اعظم وهو عالي الدرجات وتكفير السيئات وحط الخطايا والذنوب فكل مصاب يصاب به العبد هو كفارة ورفعة درجات عند الله سبحانه وتعالى فيحتسب ذلك عند الله ولهذا اورد المصنف او اشار المصنف الى الاية الكريمة ومن يؤمن بالله يهدي قلبه الله جل وعلا يقول ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال القمة رحمه الله في معنى الاية واشار اليه المصنف قال علقمة رحمه الله هو المؤمن تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم هذا معنى قوله يهديهم ربهم بايمانهم فالايمان له هدايات عظيمة يفوز بها المؤمن في احواله كلها ثم قال ثم اشار رحمه الله ان هذه المصائب المزعجة التي اه تصيب المسلم اولا يعلم ان المسلم ان من عند الله يعلم انها من عند الله. والامر الثاني يعلم انها توصل الى ثواب الله تأمل الامرين يعلم انها من عند الله وايضا توصل الى ثواب الله كم من انسان له اه منزلة عالية في الجنة نالها بصبره على المصاب الذي ابتلاه الله به في هذه الحياة فترتفع به درجاته في اعلى المقامات ورفيع الرتب ومن الناس من يبتلى بمصاب يصبر عليه السنة والسنتين والثلاث العشر والعشرين لا يتسخط ولا يجزع بل ترى فيه حمدا وشكرا لله لا تجده في كثير من الاصحاء ورضا بما قدر الله له لا تجده في كثير من المنعم عليهم بالنعم. بعض الناس عنده نعم وتجدوا مع النعم المتوافرة عليه في صحته في عافيته في بدنه الى غير ذلك تجده جازع جزوعا اه متسخطا ولا يكون عنده اه حمد لله وشكر له سبحانه وتعالى على نعمه جل وعلا فاذا الايمان هذا الامر العظيم اذا وجد في قلب المؤمن وتمكن من قلبه جاءت هذه الهدايات هداية الايمان مع المؤمن في كل احواله نعم ومن ثمرات الايمان الصادق انه يقوي الرغبة في فعل الخيرات والتزود من الاعمال الصالحات ويدعو الى الرحمة والشفقة على المخلوقات وذلك بسبب داعي الايمان وبما يحتسبه العبد عند الله من الثواب الجزيل. وهذه ايضا ثمرة عظيمة جدا من ثمار الايمان انه يقوي العبد على فعل الخيرات على الصدقات على البذل على العطاء على الاحسان لماذا؟ لان ايمانه يهديه الى ان آآ آآ يهديه الى الايمان بالرب الشكور بالرب اه الكريم الرب الرحيم الغفور وان انه كلما ازداد عطاء وكرما واحسانا كلما ازداد العبد كرما وعطاء واحسانا زاد ثوابه اجر عند الله ايضا ايمانه يهديه الى الايمان بالدار الاخرة وما فيها من اجور وما فيها من الثواب وما فيها من آآ الجزاء والحساب في عمل ويكثر من الاعمال ويدفع ايمانه الى مزيد من الاعمال بخلاف من لا ايمان عنده او من او من ايمانه ضعيف ولهذا العلماء رحمهم الله قالوا في ومنهم المصنف في كتابه فتح الرحيم الملك العلام قال رحمه الله تعالى الايمان باليوم الاخر على درجتين درجة الايمان الجازم ودرجة الايمان الراسخ الايمان الجازم هو الحد المطلوب من كل مسلم. بمعنى انه اذا نزل عن الجزم اصبح شكا والشك كفر فالحد الجازم هو الحد الذي مطلوب من كل مسلم ان لم يوجد فما بعده الا الكفر والايمان الراسخ هو تمكن هذا الايمان بالقلب واستحضار العبد له فاذا حضر هذا الايمان ورسخ في القلب واصبحت الاخرة بين عينيه واصبح عمله للاخرة دفع هذا الايمان الى ماذا الى العمل والاكثار من الطاعات والتزود ليوم المعاد بخلاف الشخص الذي يغفل عن الدار الاخرة او الذي لا يؤمن بالدار الاخرة تجد العمل يضمحل عنده ويضعف تماما او يعمل لينال مصلحة انية تجده يقدم اعمال لينال بها مصالح انية لا يرجو شيئا اه يلقى الله سبحانه او لا يقدم شيئا ليلقى الله سبحانه وتعالى به اما لعدم ايمانه او لغفلته عن هذا المعنى فاذا الايمان من فوائده العظيمة انه اذا قوي في القلب دفع العبد الى المزيد من العمل والبذل والعطاء والتقرب الى الله سبحانه وتعالى نعم ومن ثمراته ايضا انه ينهى عن الشرور والفواحش كلها. ما ظهر منها وما بطن. ويحذر من كل خلق رذيل قال تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا فذكر في هذه الاية ما يثمره الايمان من اعمال القلوب والجوارح والقيام بحق الله وحق الخلق فهذه الاخلاق الحميدة هل يتوصل اليها؟ هل يتوصل اليها بغير الايمان وهل يعصم العبد من انحلال الاخلاق المؤدية الى الهلاك الا الايمان وهل اودت بكثير من الخلق الامور المادية والشهوات البهيمية والاخلاق السبعية وهبطت بهم الى الهلاك الا حين روح الايمان وهل تؤدى الامانات والحقوق؟ وهل تؤدى الامانات والحقوق الواجبة بغير وازع الايمان وهل تثبت القلوب عند المزعجات وتطمئن النفوس عند الكريهات الا بعدة الايمان وهل تقنع النفوس برزق الله وتتم لها الراحة والحياة الطيبة في هذه الدار الا بقوة الايمان وهل يتحقق العبد بالصدق في اقواله وافعاله ومعاملاته ويكون امينا شريفا معتبرا عند الله وعند خلقه الا بالايمان فكل اس تنبني عليه هذه الامور الجليلة سوى الايمان فهو منهار وكل رقي مادي لا يصحبه الايمان فهو هبوط ودمار الاوان الايمان يحمل العبد على الصبر على قضاء الله والشكر لنعم الله والشفقة على عباد الله والتخلق بكل خلق جميل والتخلي من كل خلق رذيل ومصداق ذلك ما هو في كل متصف بالايمان ومفقود ممن لم يكن كذلك. فان وجدت موصوفا ببعض هذه الصفات وهو غير ملتزم للاسلام فعن الدين الاسلامي قد اخذها وقد يصبغها بصبغة بغير وقد يصبغها بغير صبغة الدين فليأتي المعترض بمثال واحد يخرج عن هذا الاصل ان كان صادقا. فان الدين يهدي للتي هي ويدعو الى كل خير قال تعالى يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وقال ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون هذه الثمرة الخامسة من ثمار الايمان انه ينهى عن الشرور والفواحش ما ظهر منها وما بطن يحذر من الاخلاق الرذيلة والتعاملات السيئة لانه الدين الخلق دين المعاملة الحسنة دين الرفق دين اللطف دين الكرم دين السخاء والبذل والعطاء والاحسان دين النصح هذه كلها معاني اشتمل عليها هذا الدين فاذا من ثمار هذا الايمان وفوائده العظام انه يهدي لكل خلق كريم وكل تعامل فاضل ولكل ادب رفيع ولهذا اشار المصنف رحمه الله الى ان المعاني الفاضلة لا تتحقق ولا توجد في المجتمعات الا بهذا الايمان فاذا وجد الايمان وجدت تعاملات الحسنة وجد ايضا اداء الحقوق الواجبة اديت الامانات آآ ايضا تقنع النفوس بما اتاها الله سبحانه وتعالى لا تتطلع الى ما عند الغير لا تتمنى ما فضل الله به غيرها عليها معاني عظيمة سردها كلها لا لا تكون الا من الايمان الايمان هو الذي اه يثمرها ثم قال رحمه الله كل اس تنبني عليه هذه الامور الجليلة سوى الايمان فهو منهار وكل رقي مادي لا يصحبه الايمان فهو هبوط ودمار وهذا ينبه على معنى عظيم جدا ربما بعض المسلمين لما غفل عنه اصبح عنده نوع من التعلق بعض المبادئ والتعاملات التي يتعامل بها الكفار بل اصبح بعض المسلمين اذا اراد ان يتحدث عن بعض التعاملات الفاضلة الجميلة مثلا الوفاء بالوعد الدقة بالموعد اه الى غير ذلكم من التعاملات تجده اذا اراد ان يستشهد يحيل على الكفار وكأنه ليس بين ايدينا كتاب الله سبحانه وتعالى كأنه ليس بين ايدينا القرآن كانه ليس بين ايدينا سنة النبي عليه الصلاة والسلام كانه ليس بين ايدينا تاريخ الصحابة المجيد وتاريخ التابعين لهم باحسان وائمة الدين وعلماء المسلمين ووالله ان القلوب لتألم اشد الالم حينما ترى في بعض الكتاب من المسلمين اذا اراد ان يستشهد على خلق فاضل او ادب كريم او معاملة حسنة يقول قال الكاتب فلان من هو احد الكفار تأمل كلام الشيخ رحمه الله يقول كل اس كل اس تبنى عليه هذه الامور الجليلة سوى الايمان فهو منهار وكل رقي مادي لا يصحبه الايمان فهو هبوط ودمار وهذا حق حتى التعاملات حتى التعاملات التي تكون من من اولئك وتقع منهم هي في الحقيقة تعاملات انية وامور وقتية يقدمونها وهم لا يرجون بها ما عند الله سبحانه وتعالى وترجون من الله ما لا يرجون لا يرجون بها ما عند الله تجده يتعامل ويتفانى في التعامل اما لشهرة اما لسمعة اما لمصلحة اما لدفع مثلا مضرة او نحو ذلك. اما المؤمن عندما يقدم الاخلاق الفاضلة يرجو بها الدرجات العالية في جنات النعيم. وقد سئل النبي عن عن اكثر ما يكون به دخول الجنة قال تقوى الله وحسن الخلق ونبينا عليه الصلاة والسلام قال ادناكم مني منزلة يوم القيامة احاسنكم اخلاقا او كما جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه. فالمسلم يقدم الاخلاق الفاضلة قربة يتقرب بها الى الله ويرجو بها ثواب الله سبحانه وتعالى. اما ذاك الكافر عندما يأتي بمعاملات مثلا جميلة او فهي ليست قائمة على اساس ولهذا كل هذه الامور كما وصفها المصنف ما نهايتها الى الانهيار والى الدمار ولهذا لما يذهب عن تلك المجتمعات الرقيب الذي هو يطالعه من يتعامل بتلك المعاملات ونظره الى الاخرين تذهب عنه ولهذا يقال ويذكر كثيرا عندما مثلا في الليل او نحو ذلك عندما تنطفئ الانوار في تلك المجتمعات كل الاخلاق تذهب مع مع ذهاب النور وانواع الاعتداءات والظلم والسطو الى اخره لا تحسب بينما المؤمن لو كان في في مكان ما وانطفأ النور ولا يراه احد قريبا منه مال يتمكن من اخذه او مثلا شهوة يتمكن من الوصول اليها او غير ذلك تجده لا يقدم على شيء من ذلك لماذا؟ لان عنده ايمان يزع ودين يردع هم الكافر لما تذهب تلك المعاني تجده يكون في غاية الانحطاط وفي غاية السفول وفي غاية الاعتداء وفي غاية الظلم بينما المؤمن عنده ايمان ايمان يردعه دين يزعه عن اه مثل هذه التعاملات. ثم نبه رحمه الله على معنى مهم جدا يجدر ان ننتبه له يقول رحمه الله ان وجدت مثل هذه الاخلاق او الفاضلة عند اولئك هي مأخوذة من الاسلام ومأخوذة من الدين وقد يصبغها بغير صبغة الدين يسمعها بغير صبغة الدين والا يقول رحمه الله فليأتي المعترض بمثال واحد يخرج عن هذا الاصل يعني فعلا يكون خلق فاضل ولا يكون الدين هو الذي دعا اليه فالدين الاسلامي واديان الانبياء الذين بعثهم الله سبحانه وتعالى اجمعين بعثوا بالاخلاق الفاضلة والاداب الرفيعة والتعاملات اه الحسنة بالبر بالصلة بالكرم بالاحسان الى غير ذلكم من المعاني التي جاء بها دين الاسلام هذا الذي ينبه عليه المصنف يجهل مسلم يحرص على هذه الاخلاق الفاضلة يقدمها ويقوم بها قربة يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى ومن لا يكون كذلك ينقطع في اول الطريق من لا يكون كذلك ينقطع في اول الطريق. لانه ان تعامل ربما لا يقابل من الاخرين بالمعاملة الحسنة فينقطع بينما المؤمن لا ينقطع لانه يقدم ويقدم من الاعمال والتعاملات والاخلاق الفاضلة بشيء يرجوه ليس ممن يتعامل معه وانما يرجوهم من الله سبحانه وتعالى وترجون من الله ما لا يرجون نعم ومن ثمرات الايمان انه يأمر بالعدل والقسط في جميع المعاملات واداء الحقوق المتنوعة الواقعة بين الناس وينهى عن الظلم في الدماء والاموال والاعراض والحقوق كلها وهل يمكن صلاح هذه الامور الا بالعدل والقسط الذي هو روح الدين وقوامه قال تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين. ان يكن غنيا او او فقيرا فالله اولى بهما واذا اعتبرت تفاصيل العدل في الاحكام الشرعية المتعلقة بالعقود والمعاملات من معاوظات وشركات وحقوق المواريث والزوجية والاقارب والمعاملين وجدتها في غاية العدل والانتظام مصلح للاحوال الجالب للمنافع الدافع للمضار والمفاسد ثم ذكر رحمه الله هذه الثمرة العظيمة من ثمار الايمان انه دين يأمر بالعدل بالقسط في المعاملات في اداء اه الحقوق ينهى عن الظلم والعدوان في الدماء في الاموال في الاعراض نبينا عليه الصلاة والسلام في آآ في خطبته في حجة الوداع قال ان دمائكم واموالكم واعراض واعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا. في بلدكم هذا في شهر كم هذا فدين الاسلام جاء بتحريم اه الدماء تحريم الاموال تحريم الاعراض فلا يعتدى عليها. دين اه جاء بالعدل والنهي عن الظلم جاء بالوفاء جاء بهذه المعاني العظيمة ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي فتجد الدين الاسلامي وهذا الايمان يأمر المسلم بالعدل في تعاملاته كلها في اموره كلها لا يظلم لا يعتدي لا يبغي ثم انه يتجنب المؤمن يتجنب الظلم ويتجنب البغي ويتجنب العدوان ويقوم بالعدل ويقوم بالانصاف والتعاملات الحسنة يقوم بها ايمانا وديانة وتقربا الى الله سبحانه وتعالى وطلبا لرضاه قال تعالى يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم فهذا هو الايمان وهذه معانيه العظام وهذا ما يدعو اليه ويقول رحمه الله اعتبر ذلك تفاصيل العدل في احكام الشرع سواء متعلقة بالعقود والمعاملات او المعاوظات والشركات او الحقوق آآ وحقوق المواريث والزوجية والاقارب وغير ذلك تجد دين الاسلام قائم على العدل في ذلك كله واشار الى ذلك اشارة سريعة والا بسط ذلك يطول جدا وفي الايات الكريمة في القرآن الكريم اعتنى رحمه الله تعالى في تفسيره وتفسير عظيم مبارك اعتنى في تفسيره بتجلية هذه المعاني وابرازها المعاني التربوية المعاني الايمانية المعاني في التعامل في الاداب في الاخلاق ايضا في الثمار والاثار. اعتنى بهذا عناية عظيمة جدا ولهذا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لما كتب مقدمة ذكر فيها محاسن التفسير ذكر من بينها انه انه كتاب اعتنى بالجانب التربوي والمعاني آآ التربوية عناية فائقة وفعلا من يطالع تفسير الشيخ رحمه الله يجد انه اجاد كثيرا في مثل هذه الجوانب وافاد. الشاهد ان من ثمار الايمان انه يأمر بالعدل في التعاملات كلها آآ اذكر في هذا المقام قصة طريفة ومفيدة تتعلق بالتعامل مع الزوجات والعدل العدل مع الزوجات اه احد الافاضل من اه الدعاة كان مرة سافر الى احدى دول الكفر الى احدى دول الكفر ولما اراد ان يدخل في المطار كانت المأمور مأمور الجوازات في الدخول امرأة واخذت الجواز ونظرت فيه وبدأت تسأله بعض الاسئلة التي قد هي تعتبر معتادة عند الدخول من اين جئت؟ الى ماذا تذهب؟ ماذا تريد في اه دخولك فسألته بعض الاسئلة قالت متزوج قال عندي ثلاث زوجات يقول تعمدت ما ما قلت انا متزوج قلت عندي ثلاث زوجات يقول فصرخت صوت عالي استنكار ثلاث زوجات يقول لما انتهت من هذا الفزع قلت لها لكن انا مع زوجاتي كذا وكذا وكذا وكذا ويقول واخذت اسرد لها العدل الذي امرنا الله سبحانه وتعالى به مع الزوجات. قال وامر ايضا اضيفه لك. في حياتي كلها والله ما كشفت ستر تنقض الا هؤلاء الثلاث الزوجات يقول فلما شرحت لها هذا المعنى قالت والله اتمنى ان اكون زوجتك الرابعة قال تتمنى بعد الصراخ الذي كان في الاول قالت والله اتمنى ان اكون زوجتك الرابعة لما يتكلمون عن تعدد الزوجات يتكلمون عنه وهم يجهلون فوائده واثاره اه كيف ان الاسلام جاء بالامر بالعدل وان من لا يستطيع ان يعدل فليكتفي بواحدة فالاسلام دين العدل عندما يقع مثلا ظلم من اشخاص مع زوجاتهم هذا الظلم لا ينسب للاسلام لكن خصوم الدين ينسبونه للاسلام. يقول انظروا فلان او انظروا علان هذا هو الاسلام. بينما تلك اخطاء اشخاص اما الاسلام دين العدل الاسلام دين العدل يأمر العدل في كل التعاملات مع الاولاد اتقوا الله واعدلوا بين اولادكم لم يقبل عليه الصلاة والسلام ان يشهد على هبة وهبها رجل لابنه لانه لم يعطي ابناءه مثله. قال اتقوا الله واعدلوا بين اولادكم. فدين الاسلام دين العدل في اه تعاملاته كلها. نعم قال رحمه الله تعالى فصل تابع لما قبله وهذا الايمان الصحيح الشامل لاصول الايمان وحقائقه يتضمن الخضوع الكامل لله. والانابة اليه في كل الاحوال الذي هو غاية صلاح القلوب والارواح فيدخل فيه الاخلاص لله في عبوديته. والاحسان المتنوع بكل وجه لله الخالق. ويدخل فيه الايمان بكل كتاب انزله الله وبكل رسول ارسله الله وبكل حق نزلت به الكتب وجاءت به الرسل واتفقت عليه الفطر السليمة والعقول المستقيمة وهو الدين المزكي للقلوب المطهر للنفوس المنمي للاخلاق دين الحكمة والفطرة دين العقل الصحيح والنقد الصريح دين يبرأ من الوثنيات والالحاد وانحلال الاخلاق دين قد جاء باباحة جميع الطيبات والمنافع وتحريم الخبائث والمضار. يأمر بكل معروف شرعا وعقلا وينهى عن كل منكر وبغي وعدوان. دين فيه صلاح القلوب والاجساد. والسعي لكل منفعة دينية ودنيوية معينة على الدين دين نزل من عند العزيز الحميد لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. تنزيل من حكيم حميد. لا مبطل من نقد اصل من اصوله. ولا يخبر بما تحيله ولا يخبر بما تحيله العقول. بل بما تشهد به العقول صحيحة او لا تهتدي الى تفصيله وبيانه دين جميع الانبياء والمرسلين. وعليه جميع الاصفياء والعلماء الربانيين. ائمة الهدى ومصابيح الدجى. ونبذ كل مشرك وجاحد ممن مرضت عقولهم وانحلت اخلاقهم وطغت عليهم المادة فدمرت اديانهم تدميرا المؤمن بالله حقا قد تنعم بعبادة الله راجيا ثوابه. وتنعم بنصيبه من الدنيا على الوجه الاكمل فانه تناوله من فانه تناوله من حله ووضعه في محله قاصدا به قيام ما عليه من الواجبات. مستعينا به على عبادة ربه المؤمن وصفه التواضع للخلق وللحق. يتبع الحق اين كان ويدين بالنصيحة لعباد الله على اختلاف مراتب والجاحد وصفه التكبر على الحق وعلى الخلق والاعجاب بالنفس لا يدين بنصيحة احد من الخلق المؤمن سليم القلب من الغش والغل والحقد. صدوق اللسان حسن المعاملة. وصفه الحلم والوقار والسكينة والصبر والرحمة والوفاء والثبات لا يذل الا لله. قد صان قلبه ووجهه عن بذله وتذلله لغير ربه قد جمع بين السعي في فعل الاسباب النافعة والتوكل على الله والثقة به وطلب العون منه في كل الامور وبقوة توكله وثقته وطمعه بربه قد يسره الله لليسرى وجنبه العسرى اذا اتته الدنيا والنعم والمحاب تلقاها بالشكر وصرفها فيما ينفعه ويعود عليه بالخير واذا اصابته المكاره تلقاها بالصبر والاحتساب وارتقاب الاجر والثواب والرجاء لفرج الله بزوالها فيكون ما عوض من الخير والايمان والطمأنينة اعظم مما فاته من محبوب او حصل له من مكروه فهذه الخصال الجميلة من عقائد صادقة واخلاق راقية واداب سامية هل يمكن ان يتصف بها الا المؤمن حقا وهي من اكبر البراهين على ان الدين بعقائده واخلاقه هو الدين الحق. الذي يؤول اليه اولو الالباب والحجى وارباب البصائر والنهى. ولا يزهد فيه الاراء الا الارذال. الذين اختاروا الضلالة على الهدى بالسعادة لها في على المؤمنين على المؤمنين الاخيار. وحنيني المتتابع على الصادقين الابرار. الذين عمرت قلوبهم بمعرفة الله ومحبته ولهجت ولهجت السنتهم بذكر الله والثناء عليه وعمرت اوقاتهم بطاعته وخدمته نعم لها في قال رحمه الله تعالى لها في على المؤمنين الاخيار وحنيني المتتابع على الصادقين الابرار الذين عمرت بمعرفة الله ومحبته ولهجت السنتهم بذكر الله والثناء عليه وعمرت اوقاتهم بطاعته وخدمته وحنوا بهذا الايمان الحقيقي لعلها وحنوا وحنوا بهذا الايمان الحقيقي على الخلق بالرأفة والرحمة والنصح ومنعهم هذا الايمان من كل خلق رذيل كما حثهم على كل خلق جميل اين الايمان الصحيح من اهل الرياء والتملق والنفاق واين الايمان ممن دأبهم الفسوق والعصيان والشقاق اين الايمان من المعرضين عن معرفة الله ومحبته الناكبين عن طاعته وخدمته واين الايمان ممن ملئت قلوبهم بالتعلق بالحب والتعظيم والخوف والرجاء للمخلوقين. وخلت من تعلقها برب العالمين اين الايمان من الطعانين اللعانين واين الايمان من الكذابين والنمامين؟ واين الايمان من المعاملين بالربا والغشاشين؟ فليس الايمان بالتحلي والتمني وانما الايمان ما وقر في القلوب وصدقته الاعمال عند التمحيص والتحقيق والامتحان يظهر الكاذب وصادق الايمان. عقد رحمه الله هذا الفصل ووصفه بانه تابع لما قبله وهو عقده رحمه الله بيان مضامين الايمان وما يشتمله من عقائد وصحيحة عليها قيام هذا الدين واشار رحمه الله تعالى الى شيء منها ثم اخذ يبين ان هذا الدين هو الدين الذي يزكي القلوب وهو الدين الذي اه اه يتوافق مع الفطر السليمة والعقول المستقيمة فهو دين الفطرة ودين العقل لم يأمر بشيء وقال العقل السليم ليته لم يأمر به ولا نهى عن شيء وقال العقل السليم ليته ولا نهى عن شيء وقال العقل السليم ليته اه لم ينهى عنه فهو دين يتوافق مع الفطر والعقول السليمة هو دين العقل الصحيح والنقل الصريح والحكمة والفطرة ايضا دين يبرأ من الوثنيات والالحاد والشقاق وسيء الاخلاق يبرأ من ذلك كله ويحذر من ذلكم اشد التحذير ثم لم يأتي هذا الدين بامر تحيله العقول جاء بمحارات العقول ولم يأتي بمحالات العقول ولهذا يقول رحمه الله لا يخبر بما تحيله العقول بل بما تشهد به العقول الصحيحة او لا تهتدي الى تفاصيله وبيانه لكنه لم يأتي بشيء تحيله العقول يعني تحكم العقول السليمة انه محال هذا الدين الذي هذا وصفه عليه جميع الانبياء والمرسلين عليه جميع الاصفياء العلماء الربانيين ائمة الهدى لكن ينبذ هذا الدين من؟ قال كل مشرك وجاحد ممن مرظت عقولهم انحلت اخلاقهم طغت عليهم المادة من كانوا فهذه الشاكلة هم الذين ينبذون هذا الدين ثم اخذ يذكر اوصافا للمؤمن وان المؤمن خلقه التواضع والمعاملة الحسنة بخلاف الجاحد وصفة التكبر والتعالي المؤمن سليم القلب بخلاف الجاحد فان في قلبه من الغل والنفاق والشقاق وسيء الاخلاق اخذ يبين رحمه الله هذه المعاني العظيمة ثم قال لها في على المؤمنين الاخيار وحنين متتابع على الصادقين الابرار. اي ان هؤلاء هم الذين ينبغي ان يحرص الانسان عليهم وان يحرص على معرفتهم ومعرفة اخلاقهم وادابهم وان يحذر اشد الحذر ممن ليسوا كذلك ثم ختم رحمه الله بقوله اين الايمان الصحيح ممن كان كذا؟ اين الايمان الصحيح ممن كان كذا؟ الى اخره. وهذا نظير ما جاء في الحديث لا الزاني حينزه وهو مؤمن فاذا كانت هذه الامور المشار اليها تصادم الامام من اصله فهذا يدل على انتفاء الايمان عنه بالكلية. واذا كانت اعمالا هي من كبائر الذنوب ولا تصادم الايمان من اصله فالمنفي عنه من الايمان هو كماله الواجب وهو ينبه بهذا الى ان الايمان الصحيح الايمان الصادق الايمان الراسخ لا يكون صاحبه من اهل الرياء والنفاق لا يكون من اهل الفسوق والعصيان والشقاق لا يكون من آآ الكذابين النمامين من اهل آآ الربا والغش ونحو ذلك فهذا يدل وجود هذه الاشياء تدل على ضعف الايمان لا تدل على ذهابه وانما تدل على ضعف الايمان وان ايمانه ان الايمان لم يتمكن ولم يرسخ اذا تمكن الايمان ورسخ فجميع هذه الامور لا يتعامل بها المؤمن ولا يقع في شيء منها فليس الايمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن الايمان ما وقر في القلب وصدقته الاعمال وقوله رحمه الله في اثناء كلامه وعمر اوقات بطاعته وخدمته آآ التعبير بان يقال عبادته هو الذي جاءت به نصوص وآآ الادلة وفي استعمالات السلف رحمهم الله تعالى ومثل هذه العبارة اه تأتي في بعظ يعني وفي الندرة في بعظ استعمالات اهل العلم ومراد ومرادهم بها اه بهذا التعبير اي القيام بما شرعه الله سبحانه وتعالى من الاعمال والطاعات والعبادات وما من شك ان التعبير باللفظ الذي جاء في القرآن وجاء في السنة وفي استعمال الصحابة والتابعين هو آآ الاولى نسأل الله عز وجل ان يزيننا جميعا بزينة الايمان. امين. وان يجعلنا هداة مهتدين وان يصلح لنا جميعا ديننا الذي هو عصمة وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. وان يغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره. سره وعلنه اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق. نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين