بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الرياض الناظرة والحدائق الزاهرة في العقائد والفنون المتنوعة الفاخرة قال رحمه الله الفصل الرابع في فوائد الصوم. قال تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. فذكر تعالى للصوم هذه الفائدة العظمى المحتوية فوائد كثيرة وهي قوله لعلكم تتقون. اي ليكون الصيام وسيلة لكم الى حصول التقوى ولتكونوا بالصيام من المتقين. وذلك ان التقوى اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من فعل المحبوبات لله ورسوله وترك ما يكرهها الله ورسوله. فالصيام هو الطريق الاعظم لحصول هذه الغاية جليلة التي توصل العبد الى السعادة والفلاح. فان الصائم يتقرب الى الله بترك ما تشتهيه نفسه. من طعام وشراب وتوابعها تقديما لمحبة الله على محبة النفس. وكذلك اختصه الله من بين الاعمال فقال الصوم لي وانا اجزي به. نعم. الحمد لله رب العالمين اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فهذا فصل عقده المصنف الامام عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في بيان فوائد الصوم والصوم عبادة افترضها الله سبحانه وتعالى على عباده وكتبها عليهم في السنة شهرا واحدا وشهر رمضان الذي شرفه الله عز وجل واعلى قدره فانزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والصيام افترظه الله على امة الاسلام كما افترظه على الامم ممن قبلهم كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم وهذا فيه من تنشيط العامل وتقوية عزمه ما لا يخفى لانك اذا عرفت من سبقك في طريق الخير واعمال البر ازددت نشاطا وجدا في ان تفوز بما فاز به من سبقك وقول الله تبارك وتعالى لعلكم تتقون الامر فيها كما قال المصنف رحمه الله تعالى هذه فائدة مشتملة على فوائد كثيرة فالصوم وسيلة عظيمة لتحقيق التقوى لان الصوم منع النفس وحبسها مما نهى الله تبارك وتعالى الصائم عنه من طعام وشراب وجماع من طلوع الفجر الى غروب الشمس كل يوم من نهار اه رمظان او من ايام رمضان وهذا المنع الذي يتكرر مع المسلم كل يوم في نهار رمضان هو رياضة للنفس وكبح لجماحها وتحقيق لتقوى الله عز وجل فالصوم يعطي الصائم دربة على الصبر ومنع النفس وحبسها من تتبعها لمشتهياتها ومبتغياتها فيمنع نفسه طاعة لله يترك طعامه وشرابه وشهوته ويكون في امكنة لا يراه فيها احدا من الناس لكنه يتركك كل ذلك لله ولهذا اختص من بين الطاعات بقول الله سبحانه وتعالى الصوم لي وانا اجزي به لان الصوم سر بين الصائم وبين الله وهو يقوي في في المسلم تقوى الله تبارك وتعالى وينمي ذلك ولهذا ينبغي على كل من يكرمه الله باداء هذه الطاعة ان يعنى عناية شديدة باخذ العبر منها والدروس النافعات فمن اكرمه الله بالصيام عن الطعام والشراب والشهوة في نهار رمضان ومنع نفسه عن ذلك وقد الفه في السنة كلها يدرك من ذلك انه عنده قوة على منع النفس وحبسها وليتذكر في هذا المقام ان ثمة نوع من الصيام مطلوب منه ليس مختصا بشهر رمضان ولا مختصا بالنهار دون الليل او الليل دون النهار بل هو صيام مستمر دائم مطلوب من المسلم في ايامه ولياليه وحياته كلها الا وهو الصوم عن الحرام وحبس النفس عن الحرام ومنعها عن الحرام ينبغي على المسلم ان يعلم ان العين عليها صيام صيام واجب وهو منعها عن النظر الى الحرام الاذن عليها صيام واجب في كل وقت ومنعها من سماع الحرام اللسان عليه صيام واجب وهو من الكلام بالحرام الفرج عليه صيام واجب وهو منعه من فعل الحرام وغشيان الحرام اليد عليها صيام واجب جميع جوارح العبد عليها صيام وان يحبسها ويمنعها من تلك الامور المحرمات وصيامه في رمضان يدربه على ذلك. ويعينه على تحقيقه كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون قال المصنف رحمه الله اي ليكون الصيام وسيلة لكم الى حصول التقوى ليكون الصيام وسيلة لكم لحصول التقوى ولتكونوا بالصيام من المتقين قال وذلك ان التقوى اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من فعل المحبوبات لله ورسوله وترك ما يكرهه الله ورسوله هذا خلاصة التقوى وحقيقتها تقوى الله عز وجل فعل للاوامر وترك للنواهي كما قال طلق ابن حبيب رحمه الله قال تقوى الله ان تعمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله فتقوى الله عز وجل فعل للاوامر وترك للنواهي والصيام عون للصائم على ذلك قال فالصيام هو الطريق الاعظم لحصول هذه الغاية الجليلة التي توصل العبد الى السعادة والفلاح فان الصائم يتقرب الى الله بترك ما تشتهيه نفسه من طعام وشراب وتوابعهما تقديما لمحبة الله على محبة نفسه واذا كان بهذا الوصف وفقه الله عز وجل لتحقيق هذا الصيام فعليه ان يستفيد من ذلك عبرة في حياته كلها فيمنع نفسه ويصومها عن كل ما حرمه الله ويحبسها عن كل ما حرمه الله من نظر محرم او سماع محرم او كلام محرم او شهوة محرمة او اخذ محرم او مشيا محرم كل ذلكم يمنعها صياما وحبسا للنفس وهو صيام واجب كما قدمت لا يختص بشهر من الشهور ولا بليل دون نهار او نهار دون ليل بل هو مستمر دائم مع المسلم في حياته كلها نعم وبالصيام يزداد الايمان ويتمرن العبد على الصبر النفسي الدافع لاندفاع النفس البهيمية في شهواتها الضارة وبالصيام يستعين العبد على كثير من العبادات من صلاة وقراءة وذكر وصدقة ويردع النفس عن الوقوع في الامور المحرمة من اقواله وافعاله. وذلك من اصول التقوى. وبالصيام يعرف العبد نعمة الله عليه في اقداره على ما يتمتع به من مأكل ومشرب ومنكح وتوابعها. فبالامتنا منها في وقت وحصول المشقة بذلك واباحته في بقية اوقاته يذوق طعم الجوع والظمأ ويعرف مقدار دار النعمة ويحنو على اخوانه المعدمين الذين لا يكادون يجدون القوت دائما وبالصيام يكون العبد صابرا على الطاعات وعن المخالفات. وعلى اقدار الله المؤلمة بصبره عن المفطرات. التي يؤلم النفس تركها يؤلم النفس تركها ويكون من من الشاكرين لله بمعرفة مقدار نعمة الله عليه بالسعة والغنى وبنعمته الكبرى بتوفيقه للصيام. فان نعم الله الدينية اكبر من نعمه الدنيوية هذه جملة من فوائد الصيام واثاره العظيمة المباركة التي يجنيها الصائم فمنها انه يزيد الايمان. منها انه يزيد الايمان وزيادته للايمان اولا من جهة كون الصيام نفسه نفسه ايمان فالصيام ايمان وفعله زيادة للايمان ومن جهة اخرى فان الصيام يعين على اعمال الايمان الاخرى وينمي وينميها في العبد ويقوي من رغبته على فعلها وقد المح رحمه الله الى هذا المعنى فيما سيأتي من كلامه رحمه الله. قال ويمرن العبد على الصبر النفسي الدافع لاندفاع النفس البهيمية في شهواتها الضارة. النفس فيها شيء من الاندفاع شيء من الانفلات. شيء من التتبع للشهوات فيأتي الصيام كابحا لشهوات النفس ممرنا العبد على ظبط نفسه فها هو في نهار رمضان ممتنعا عن مألوفاته التي اعتاد عليها من طعام وشراب وجما مانعا نفسه منها طاعة لله وتقربا اليه فاذا هذا يعطي الصائم ولا شك اه دربة ومرنة او تمرينا للنفس مرانا للنفس على كبح جباح النفس في تطلعاتها في اه تعلقاتها فيها شهواتها وملذاتها قال وبالصيام يستعين العبد على كثير من العبادات وهذا امر يجده كل صائم نفسه يجد ان الصيام قوى فيه رغبة على الصلوات على الصدقات على تلاوة القرآن وذكر الله تبارك وتعالى الى غير ذلك من الاعمال الصالحة كما انه يردع النفس عن الوقوع في الامور المحرمة من اقوال وافعال قال وبالصيام يعرف العبد نعمة الله عليه في اقداره على ما يتمتع به من مأكل ومشرب ومنكح وهذه ايضا فائدة عظيمة يجعل العبد يشعر بالنعمة هذا الطعام الذي يتناوله الانسان كل كل يوم اذا توقف عن عن تناوله في رمضان هذا التوقف بحد ذاته يذكره هذه النعمة العظيمة. نعمة هذا الطعام ونعمة هذا الشراب فهو مذكر للعبد بعظيم نعمة الله تبارك وتعالى عليه ايضا عندما يحصل هذا التذكر يجعل الصائم يحنو على الفقراء والمعدمين ويحرص على البذل لانه يذوق شيء مما يذوقونه يحس بصيامه الجوع الذي يحسون به والعطش الذي يحسون به فتجده يدفعه هذا الصيام الى الحنو على المعدومين المعدمين وبالصيام يكون العبد صابرا على الطاعات وعن المخالفات وعلى الاقدار المؤلمات اي ان اي ان الصيام يحقق للصائم انواع الصبر الثلاثة وقد جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال صوم شهر الصبر وثلاثة ايام من كل شهر صوم الدهر فسمى رمظان شهر الصبر فاذا رمظان والصيام فيه تمرين للصائم على الصبر بانواعه الثلاثة الصبر على طاعة الله والصبر عن معصية الله والصبر على اقدار الله المؤلمة نعم. قال رحمه الله تعالى وقد اخبر صلى الله عليه وسلم ان الصيام احد مباني الاسلام الخمسة وانه يكفر الذنوب المتقدمة كلها. وان الله يحبه ويرضى عن صاحبه. ويعطيه عظيما وان من صام رمضان ثم اتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر. ومن صام من كل شهر ثلاثة فكذلك فان الحسنة بعشر امثالها. وذلك يعدل صيام الدهر. فضلا من الله ومنة ومن تيسير الله للصيام وتسهيله ان الله شرعه في وقت واحد وشهر واحد ليتفق المسلمون كلهم على وتهون المشقة باشتراكهم في الصيام. فان الاشتراك في العبادة له نفع عظيم ومساعدة جسيمة في العبادات حكم واسرار ولطف كبير. واما منافع الصيام البدنية فقد ذكر الاطباء انه يحفظ الصحة ويذيب الفضلات المؤذية ويريح القوى ويرد اليها قوتها. وهو من افضل انواع الحمية عن تناول عن تناول ما يؤذي البدن. فهو جامع لمصالح الدين والدنيا والاخرة. والله اعلم ذكر هنا جملة من فضائل الصيام مشيرا الى احاديث صحاح ثابتة عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال اخبر صلى الله عليه وسلم ان الصيام احد مباني الاسلام الخمسة كما في حديث ابن عمر بني الاسلام على خمس وذكر منها الصيام وانه يكفر الذنوب المتقدمة كلها من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وان الله يحبه ويرضى عن صاحبه ويعطيه اجرا عظيما وقد مر معنا بذلك وما الحديث الصيام لي وانا اجزي به والعطية على قدر وعظم المعطي وان من صام رمظان ثم اتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر وهذا صح به الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم وغيره ان من صام من كل شهر ثلاثة ايام فكذلك اي فكأنما صام الدهر كله. مشيرا الى ايضا ما ثبت في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال صيام شهر الصبر وثلاثة ايام من كل شهر صيام الدهر وبين ذلك رحمه الله بقوله فان الحسنة بعشر امثالها وذلك يعدل صيام الدهر قوله فان الحسنة بعشر امثالها هذا عائد على الحديثين الحديث الذي يتعلق بصيام الست من شوال لان شهر رمضان ثلاثين يوما وست من شوال ستة ايام والحسنة بعشر امثالها كأنما كأنما صام الدهر لان السنة ثلاث مئة وستين يوما ومثله ايظا من صام رمظان وثلاثة ايام من كل شهر فكأنما صام الدهر لان من صام ثلاثة ايام من كل شهر فكأنما صام الشهر كله. لان الحسنة بعشر امثالها لان الحسنة بعشر امثالها فان الحسنة بعشر امثالها وذلك يعدل صيام الدهر فاذا مضى مستمرا على هذا الصيام فكأنما صام الدهر كله. وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى ومن ثم ذكر ايظا فائدة لطيفة وعظيمة في كون الله جل وعلا من تسهيله وتيسيره للصيام ان شرعه في وقت واحد طلب من الجميع ان يصوموا في ذلك الوقت وهو شهر واحد من السنة شهر رمظان وانظر الى المسلمين منتظرين صلاة المغرب في بيوت الله تبارك وتعالى في شهر رمضان وفي لحظة واحدة يؤذن المؤذن بالنداء ويبدأ الجميع مسمين بالله تبارك وتعالى متناولين لطعام الافطار. الافطار. هذه الصورة البهيجة العظيمة كانت سببا لاسلام خلق شاهدوا هذا المنظر البديع وهذه العبادة وهذه الالفة وهذا الاجتماع فهذا من تيسير الله سبحانه وتعالى للصيام وتسهيله جل وعلا ان شرعه في وقت واحد وشهر واحد. ليتفق المسلمون كلهم على الصيام وتهون المشقة وتهون المشقة باشتراكهم في هذا الصيام فان الاشتراك في العبادة له نفع عظيم ومساعدة جسيمة قال ولله في العبادات حكم واسرار ولطف كبير ثم ختم باشارة وهي كما قدم رحمه الله في كلامه عن فوائد الصلاة تبعا وليست اصالة وهي فوائد الصيام البدنية ولا شك ان الصيام له فوائد بدنية عظيمة جدا ومنها ما اشار اليه رحمه الله مما نقله عن بعض الاطباء انه يحفظ الصحة ويذيب الفضلات المؤذية ويريح القوى يرد اليها قوتها وهو من افضل انواع الحمية والحمية هي رأس الدواء الحمية هي رأس الدواء والصيام فيه فيه هذه الحمية بمنع الانسان نفسه من الطعام شهرا كاملا من طلوع الفجر الى غروب الشمس قال فهو جامع اي الصيام لمصالح الدين والدنيا والاخرة. نسأل الله الكريم ان يبلغنا واياكم جميعا شهر رمضان وان يعيننا جميعا فيه على الصيام والقيام على الوجه الذي يرضيه عنا انه سميع مجيب. نعم. قال الله تعالى الفصل الخامس في فوائد الحج. قال تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين. واخبر صلى الله عليه وسلم انه احد اركان الاسلام. وما العظام وان من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه وان الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة. وكل هذا في الصحيحين. واخبر ان الحج والعمرة ينفيان الذنوب والفقر كما في الكير خبث الحديد والذهب والفضة. وورد في فرضه وفضله وثوابه احاديث كثيرة. وذلك لما فيه من المنافع العامة والخاصة. وقد بين تعالى مجمل حكمه ومنافعه في قوله ليشهدوا منافع لهم اي منافع دينية واجتماعية ودنيوية. وقال جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد. فان به تقوم احوال المسلمين ويقوم دينهم ودنياهم. فلولا وجود بيته في الارض وعمارته بالحج والعمرة والتعبدات الاخر لاذن هذا العالم بالخراب. ولهذا هذا من امارات الساعة واقترابها هدمه بعد عمارته. وتركه بعد زيارته. فان الحج مبني على المحبة والتوحيد الذي هو اصل الاصول كلها. فان حقيقته استزارة المحبوب لاحباب وايفاده وايفادهم اليه ليحظوا بالوصول الى بيته. ويتمتعوا بالتذلل له والانكسار له في مواضع النسك. ويسألوه جميع ما يحتاجونه من امور دينهم ودنياهم. فيجزل لهم من ما لا يصفه الواصفون. وبذلك تتحقق محبتهم لله. ويظهر صدقهم بانفاق نفائس اموالهم وبذل مهجهم في الوصول اليه. فان افضل ما بذلت فيه الاموال واتعبت فيه الابدان واعظمه فائدة فائدة وعائدة ما كان في هذا السبيل وما توسل به الى هذا العمل الجليل. وما توسل به الى هذا العمل الجليل ومع ذلك فقد وعدهم باخلاف النفقات والحصول على الثواب الجزيل والعواقب الحميدة ثم عقد رحمه الله تعالى هذا الفصل في فوائد الحج والحج ركن من اركان الاسلام وفريضة من فرائض الدين وواجب على المسلم في حياته كلها مرة واحدة فان الحج مرة وما زاد فهو تطوع هذه المرة الواحدة ايضا هي في حق المستطيع كما قال الله سبحانه وتعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا فهو فريضة في العمر كله مرة واحدة وليس واجبا الا على من كان مستطيعا وهذا من يسر الاسلام وسماحة الدين قد قال عليه الصلاة والسلام ان هذا الدين يسر وهذه صورة من صور يسر هذا الدين وسماحته قال اخبر صلى الله عليه وسلم انه احد اركان الاسلام ومبانيه العظام كما في حديث ابن عمر المتقدم وان من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه وهذا ثبت في الصحيح وان الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة. وهذا ايضا ثبت في الصحيح والحج المبرور هو الذي كان لله تبارك وتعالى خالصا ولسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام موافقا فيكون الحاج في حجة مؤديا لهذه الطاعة بالاخلاص والاتباع ومن علامات وامارات بر الحج ان تحسن حال الحاج بعد الحج فان كانت قبل الحج سيئة تكون بعد الحج حسنة واذا كانت حسنة فانها تكون احسن لان من ثواب الحسنة الحسنة بعدها فان الحسنة تنادي اختها فالحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة واخبر ان الحج والعمرة ينفيان الذنوب والفقر كما ينفي الكير خبث الحديد وهذا ايضا ثبت في الحديث تابعوا بين الحج والعمرة فانهما ينفيان الفقر كما ينفي الكير خبث الحديد قال ورد في فضله فرظه وفضله وثوابه احاديث كثيرة وذلك لما فيه من المنافع العامة والخاصة وقد بين تعالى مجمل حكمه ومنافعه في في قوله ليشهدوا منافع لهم. واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ظامر يأتين من كل فج عميق لماذا ما الغاية؟ ما المقصد؟ قال ليشهدوا منافع لهم فالله عز وجل دعا عباده الى اداء هذه الفريضة العظيمة ليشهدوا منافع الحج. ولهذا قال العلماء ينبغي على كل من اكرمه الله سبحانه وتعالى بالحج ان يهيئ نفسه لشهود منافع الحج والاستفادة من عبر الحج ودروسه العظيمة فان الحج مدرسة ايمانية تربوية مباركة يتفاوت الناس تفاوتا عظيما في تحصيل ما فيها من دروس واكتساب ما فيها من عبر تفاوتا عظيما ولهذا ينبغي على من اكرمه الله سبحانه وتعالى باداء هذه الفريضة ان يهيئ نفسه لشهود منافع الحج اي ما فيه من عبر وعظات ودروس نافعات تفيد الحج تفيد الحاج واعمال الحج كلها مدرسة وعبر وما من آآ عمل من اعمال الحج الا وفيه عبر وعظات ودروس نافعات وفي هذا المعنى كتب اهل العلم في اه ثنايا كتب التفسير وبعض شروحات الاحاديث واوردت خلاصة لكلام اهل العلم في كتابين مطبوعين احدهما بعنوان دروس عقدية مستفادة من الحج واخر بعنوان الحج وتهذيب النفوس وكل منهما حول هذا المعنى استخلاص الدروس والعبر والعظات التي ينبغي ان يستفيدها الحاج من ادائه لهذه الطاعة العظيمة والعبادة الجليلة تعاونا لتحصيل ما فذكره الله سبحانه وتعالى بقوله ليشهدوا منافع لهم اي منافع دينية واجتماعية ودنيوية ثم قال رحمه الله جعل الله قال الله تعالى جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس جعل الكعبة البيت الحرام قياما للناس. ما معنى قياما للناس شرح هذا المعنى رحمه الله. قال فانه فان به تقوم احوال المسلمين جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس قال اي به تقوم احوال المسلمين ويقوم دينهم ودنياهم اذا الكعبة لها اهمية عظمى ومكانة عالية ومنزلة عليا هي قيام للناس فلولا يقول وجود بيته في الارض وعمارته بالحج والعمرة والتعبدات الاخرى لاذن هذا العالم بالخراب لاذن هذا العالم بالخراب فاذا قيام الناس بوجود هذا البيت والقيام بانواع العبادات والقربات من حج واعتمارا وغير ذلك من طاعات امر الله سبحانه وتعالى بها ولهذا جاء عن ابن عباس اه رضي الله عنهما فيما نقله اه اهل العلم في كتب التفسير انه قال لو لم يحج الناس هذا البيت لو لم يحج الناس هذا البيت لاطبق الله السماء على الارض لو لم يحج الناس هذا البيت لاطبق الله السماء على الارض وهذا معنى قول آآ المصنف لاذن هذا العالم بالخراب لانه ليس هناك قيام للناس بدون وجود هذا البيت ووجود هذه الطاعات من حج واعتمار ولهذا لا ترى لا تزال ترى وفود الرحمن لا تزال ترى وفود الرحمن من أنحاء الدنيا باستمرار في الحج لاداء فريضة الحج وعلى مدار العام متقربين لله سبحانه وتعالى باداء العمرة آآ وهذا كله من من هذا المعنى الذي اشار اليه رحمه الله تعالى قيام الناس بوجود هذا البيت واداء اه هذه الطاعة العظيمة من حج واعتمار وانواع القربات التي شرعها الله سبحانه وتعالى لعباده قال ولهذا من امارات الساعة واقترابها هدمه بعد عمارته وتركه بعد زيارته واذا حصل هذا فهذا آآ اوان خراب العالم وزوال الدنيا فان الحج مبني على المحبة والتوحيد الذي هو اصل الاصول كلها فان حقيقته استزارة المحبوب لاحبابه وايفادهم اليه ليحظوا بالوصول الى بيته ويتمتعوا بالتذلل له والانكسار له في مواضع النسك ويسألوه جميع ما يحتاجونه من امور دينهم ودنياهم فيجزل لهم من قراء ما لا يصفه الواصفون وهو بهذه الجمل يشير الى ما جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الحاج والعمار وفد الله دعاهم فاجابوه وسألوه فاعطاهم دعاهم فاجابوه دعاهم الى هذه الطاعة فقالوا لبيك اللهم لبيك. اتوا ملبين ومستجيبين ومعلنين الاستجابة والطواعية والامتثال لامر الله تبارك وتعالى وسألوهم وسألوه فاعطاهم. وهذا فيه ان الحاج مستجاب الدعوة وانظر هذه الاظافة الكريمة الحاج والعمار وفد الله. اظاف الله سبحانه وتعالى اظافهم الى نفسه ولهذا يقال عن الحجاج ظيوف الرحمن هذا المعنى مأخوذ من قول نبينا عليه الصلاة والسلام في الحديث وفد الله واذا علم المسلم ان الحجاج وفد الله والعمار وفد الله اي ضيوف الرحمن فلهم حق عليه من الاحترام والتوقير ومعرفة اه اه قدرهم والدعاء لهم ومعاونتهم ومساعدتهم كل هذه المعاني مطلوبة من المسلم ويحذر اشد الحذر والعياذ بالله ان يعمل على متن خديعتهم او غشهم او المكر بهم او الاساءة اليهم او ظلمهم او نحو ذلكم وكيف يقع مثل هذا العمل تجاه هذا الوفد الكريم وفد الله دعاهم فاجابوه وسألوه فاعطاهم. ثم انظر المعاني العظيمة التي يذكرها عن حال الحجيج هؤلاء الذين يفدون من انحاء الدنيا لاداء هذه الفريضة وعدد منهم يكونون كبار سن وقد بدأ بعضهم يجمع لاداء هذه الطاعة القليل من المال يضيف الى القليل على مر السنوات حتى بعد ستين او سبعين اجتمع له من المال ما يتمكن به من اداء الحج بعضهم من شبابه يبدأ يجمع قليل المال ويتبعه بالقليل الى ان يتيسر له اما في الستين او السبعين او الثمانين لاداء هذه الفريضة العظيمة يقول رحمه الله وبذلك تتحقق محبتهم لله ويظهر صدقهم بانفاق نفائس اموالهم وبذل مهجهم في الوصول اليه فانه افضل ما بذلت فيه الاموال واتعبت فيه الابدان واعظم واعظمه آآ واعظمه فائدة وعائدة ما كان في هذا السبيل وما توسل به الى هذا العمل الجليل. نعم. ومن فوائد الحج ان فيه تذكرة لحال الانبياء والمرسلين. ومقامات الاصفياء المخلصين. كما قال تعالى واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى. والصحيح في تفسيرها ان هذا عام في جميع مقاماته في الحج من الطواف وركعتيه والسعي والوقوف بالمشاعر ورمي الجمار والهدي وتوابع ذلك. ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يقول في كل مشعر من مشاعر الحج خذوا عني مناسككم. فهو تذكرة ابراهيم الخليل والمصطفين من اهل بيته. وتذكير بحال سيد المرسلين وامامهم. ومقاماته في الحج التي هي اجل المقامات وهذا التذكير اعلى انواع التذكيرات. فانه تذكير باحوال عظماء الرسل ابراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم. ومآثر ومآثرهم الجليلة وتعبداتهم الجميلة. والمتذكر بذلك مؤمن بالرسل معظم لهم متأثر بمقاماتهم السامية مقتد باثارهم الحميدة ذاكر لمناقبه وفضائلهم فيزداد به العبد ايمانا ويقينا. هذه ايضا فائدة عظيمة وجليلة القدر من فوائد الحج العظام انه يذكر بحال الانبياء والمرسلين. يذكر بحال الانبياء والمرسلين ومقامات الاصفياء المخلصين واعمال الحج كلها تذكر بالانبياء ولا سيما بخليل الرحمن عليه السلام وبناء اهل البيت وابنه اسماعيل ومقاماتها العظيمة التي قامها طاعة لله سبحانه وتعالى فالحج يذكر بابراهيم الخليل ويذكر بسيد بسيد ولد ادم صلوات الله وسلامه عليه في اعماله ووقوفه وطاعته ومناجاته لله تبارك وتعالى وقد وصفت حجته في السنة وصفا دقيقا تسمع وصف الصحابة لحج النبي صلى الله عليه وسلم كانك تراه يصفون اعماله بدءا من الميقات وانتهاء الى اخر عمل من اعمال الحج مثل ما جاء في حديث جابر في صحيح مسلم وغيره وصف دقيق لاعمال النبي صلى الله عليه وسلم وحجته. فاذا هذه المقامات التي يقومها الحاج والتنقلات والمناسك والمشاعر هذه كلها تذكر بالنبيين تذكر بالنبيين وقد جاء احاديث احاديث عديدة في السنة فيها ذكر حج الانبياء ولهذا اقترح ان يكون هذا مشروع بحث لاحد طلاب العلم ينفع الله به الحج والتذكير بالانبياء او التذكير بالنبيين هذا يعني مشروع حقيقة نافع جدا ومفيد لحجاج بيت الله الحرام عندما تعرض ما جاء من حديث مثل ما جاء ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ان آآ في مسجد الخيف قال صلى فيه سبعون نبيا وسماعه لتلبية موسى عليه السلام وكذلك ما ما جاء ايضا في حج عيسى عليه السلام ليهلن عيسى ابن مريم هذا البيت اه حاجا او معتمرا او ليفنينهما ان يكون قارنا بين الحج والعمرة جاءت احاديث في هذا المعنى حول حج الانبياء فتجمع وايضا يجمع ما ما فيها من معاني ايضا جاء ذكر يونس في بعض الاحاديث وذكر الجؤار يا ولهم جؤار في التلبية فهذه كلها لو تجمع وينطلق من هذا الذي ذكره الشيخ رحمه الله تعالى هنا في هذه الفائدة الجليلة ان الحج فيه تذكير بحال الانبياء والمرسلين ومقامات الاصفياء والمخلصين. ولعله باذن الله تبارك وتعالى على ما مشارف الحج نسعد مجموع نافع لاحد طلبة العلم جمع فيه مثل هذه المعاني والاحاديث اه التي تنبه على ما اشار اليه المصنف رحمه الله مما في الحج من تذكير بالانبياء عليهم صلوات الله وسلامه واشار من ذلك الى نثت يسيرة مثل قوله جل وعلا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى قوله خذوا عني اه مناسككم فهذا كله فيه تذكير اه النبيين واحوالهم واعمالهم العظيمة في حجهم لبيت الله الحرام. نعم. وشرع ايضا لما فيه من ذكر الله الذي تطمئن به القلوب ويصل به العبد الى اكمل مطلوب. كما قال صلى الله عليه وسلم انما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لاقامة ذكر الله. هنا ايضا فائدة عظيمة وهي ان الحج في عون على اقامة ذكر الله بل انما شرع الحج لذلك. ولهذا جاء في حديث حسنه بعض اهل العلم واخذ منه ابن القيم رحمه الله قاعدة في كتابه الوابن الصيب قاعدة جليلة في اه العبادات وان النبي عليه الصلاة والسلام سئل اي الحجاج اعظم اجرا؟ قال اكثرهم لله ذكرا. وسئل عن اعمال اخرى فاجاب بالجواب نفسه فاخذ ابن القيم من ذلكم قاعدة وهي ان افضل الناس في كل عبادة اكثرهم لله ذكرا فيها فالناس يتفاوتون في الصلاة في الصيام في الحج في كل الطاعات بحسب حالهم فيها مع الذكر فاعظم الناس في كل طاعة اكثرهم لله ذكرا فيها. فافضل الحجاج اكثرهم ذكرا افضل العمار اكثرهم ذكرا لله. افضل المصلين ان اكثرهم ذكرا لله افظل الصائمين اكثرهم ذكرا لله فافظل آآ الناس في كل طاعة اكثرهم ذكرا لله فيها نعم. ومن فوائد الحج ان المسلمين يجتمعون في وقت واحد وموضع واحد على عمل واحد ويتصل بعضهم ببعض ويتم التعاون والتعارف ويكون وسيلة للسعي في تعرف المصالح المشتركة بين المسلمين والسعي في تحصيلها بحسب القدرة والامكان. وبذلك تتحقق الوحدة الدينية والاخوة الايمانية. ويرتبط اقصى المسلمين بادناهم فيتفاهمون ويتعارفون ويتشاورون في كل ما يعود بنفعهم. وبذلك يكتسب العبد من الاصدقاء ايها الاحباء ما هو اعظم المكاسب ويستفيد بعضهم من بعض. واما ايضا هذه فائدة من فوائد الحج العظيمة وهي ما يكون في الحج من اجتماع المسلمين من مشارق الارض ومغاربها في مكان واحد وعلى عمل واحد وفي وقت واحد وبتلبية واحدة وشعائر واحدة ولباس واحد فهذا الاجتماع يقوي الاخوة الايمانية والرابطة الدينية ولهذا الحج رابطة اسلامية رابطة اسلامية عظيمة جدا تقوي اه الصلات تقوي اه التعاون تقوي المحبة بين المسلمين وهذا وهذه منفعة عظيمة من منافع الحج التي يشهدها حجاج بيت الله الحرام في حجهم لبيت الله فاذا التقوا اه حصل التعارف وحصل التشاور وحصل التعاون وحصل ايضا التآزر والتكاتف الى غير ذلك من المعاني العظيمة ما هو الصور المشرقة المشرفة التي تتحقق في اثناء الحج؟ نعم. واما توابع ذلك من المصالح الدنيوية. واما توابع ذلك من المصالح الدنيوية بالتجارات والمكاسب الحاصلة في مواسم الحج ومواضع النسك فانها تفوت العد. وكل هذا داخل في قوله ليشهدوا منافع لهم. موسم عظيم لا يشبهه شيء من مواسم الاقطار. كم انفقت فيه نفائس الاموال؟ وكم اتعبت في السعي اليه الابدان وكم حصل فيه شيء كثير من اصناف التعبدات؟ وكم اريقت في تلك المواضع العبارات؟ وكم اقيلت فيه العثرات وغفرت الذنوب والسيئات وكم فرجت فيه الكربات وقضيت الحاجات وكم ضج المسلمون فيه بالدعوات مستجابات وكم تمتع فيه المحبون بالافتقار الى رب السماوات؟ وكم اسبغ الباري فيه عليهم من ومواهب وكرامات. وكم عاد المسرفون على انفسهم كيوم ولدتهم امة الامهات. وكم حصل فيه من تعارف من تعارف نافع واستفاد به العبد من صديق صادق. وكم تبادلت فيه الاراء والمنافع؟ وكم تبادلت فيه الاراء والمنافع المتنوعة وكم تم للعبد فيه من مآرب ومطالب متعددة ولله الحمد على ذلك ثم ختم بان ايضا من منافع الحج منافع دنيوية. كما قال الله سبحانه وتعالى ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم فالحج اضافة الى ما فيه من المنافع الدينية العظيمة ايضا فيه فوائد دنيوية اشار الشيخ الى شيء منها وقال هي داخلة في قوله تبارك وتعالى ليشهدوا منافع لهم ثم ذكر كلمات جميلة خطابية وعظية مؤثرة وهي مما اه اه ذكرت سابقا آآ تفيد ان هذا الكتاب مفيد جدا الخطباء الوعاظ يستفيدون منه فوائد عظيمة جدا في تحريك المشاعر و حث الناس وترغيبهم بمثل هذا الاسلوب الجميل العظيم المؤثر من هذا الامام المصلح المربي رحمه الله وغفر له. نعم. قال رحمه الله تعالى فصل تابع لكل فيما تقدم هذه الشرائع المتقدم ذكرها قد المتقدم ذكرها قد تبين انها من اعظم الضرورات وانه ولا غنى للخلق عنها للفوائد الجليلة المترتبة عليها والاضرار الكثيرة الناشئة عن فقدها. وانها اعظم منن على عباده واعظم محاسن الدين الاسلامي. وان كل دين خلا منها وكل طريق فقدت منه فانه شر محض وضرر صرف. وانه اذا وجد خير في شخص او طائفة من الناس فانظر وتأمل تجد بلا شك اصله ومنبعه مأخوذا من الدين الاسلامي. وان وان غيرت صبغته وسمي بغير اسمه. كما انك لا تجدوا شرا وضررا الا وجدت منبعه من مخالفة الدين الاسلامي. لا يشذ عن هذا شيء. فالخير كان الدين والشر حيث فقد الدين الصحيح. فليأت المرتاب بمثال واحد يخالف هذا الاصل ان كان صادقا والا فليذعن الى هذا الدين الذي اذعن له صفوة الخلق واولو الالباب من الانبياء واتباعهم اهل العقول الوافية والاخلاق العالية ثم ختم المصنف رحمه الله تعالى الفصول الخمسة التي عدد فيها فوائد العقيدة والصلاة و الزكاة والصيام والحج بهذا الفصل الذي وصفه بانه تابع لكل ما تقدم اي ما تقدم من ذكر للعقائد الصحيحة التي عليها قيام هذا الدين والاعمال الكاملة المشتملة على هذه الفوائد الجليلة التي اشار الشيخ رحمه الله الى نماذج وجمل منها مما يدل على كمال هذا الدين وعظمه وعظم ما يدعو اليه. من عقيدة وشريعة وكمال عقائده واعماله فعقائده اصح العقائد. واعماله اكمل الاعمال وادابه ازكى الاداب وافضلها فاذا تبين ذلك وعلم يتبين انها من اعظم الضرورات هذه العقيدة التي دعا اليها الاسلام وهذه الفرائض التي دعا اليها الانسان مشتملة على هذه الفوائد الجليلة هي من اعظم الضرورات. وحاجة الانسان اليها اشد الحاجات فهو محتاج الى هذه العقيدة والى هذه الصلاة والى هذا الصيام والى هذه الزكاة وهذا الحج اذا اه فوائد واثار وثمار هذه اه الاعمال المباركة طاعات العالية الرفيعة التي دعا اليها الاسلام. لا غنى للخلق عنها. للفوائد الجليلة المترتبة عليها. والاضرار الكثير الناشئ عن فقدها. فمتى وجدت هذه الاعمال وجدت الخيرات. ومتى فقدت حلت الشرور والاظرار. وانتبه هنا الى امر لا يغيب عن بالك. وهو ان الشيخ رحمه الله ذكر ذلك عقب مباني الاسلام الخمسة. مباني الاسلام الخمسة هذه المباني التي من حفظها وحافظ عليها واستمسك بها فاز باذن الله تبارك وتعالى وكان من الناجين المفلحين معاذ بن جبل رضي الله عنه قال يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار فلم يزده عليه الصلاة والسلام على هذه الخمس وذاك الاعرابي الذي عدد له النبي عليه الصلاة والسلام هذه المباني الخمس فقام وهو يقول والله لا ازيد على ذلك ولا انقص قال افلح ان صدق. في رواية دخل الجنة ان صدق. فهذه المباني الخمسة فيها فوائد واثار ثمار عظيمة لا حد لها ولا حد دينية ودنيوية واجتماعية خيراتها لا حد لها ولا حد فهذه الامور الخمسة ظرورية للانسان. وحاجته اليها اشد الحاجات. ان لم يقم بها فسدت عليه اموره كلها وانفرط امره. وفي الدعاء المأثور اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. لان الامر ينفرط فاذا ضاعت هذه الامور الخمسة وفرط فيها ضاع امر الانسان كله. واصبحت حياته كلها تماما وخسران والعياذ بالله. فعلى المسلم ان يعتني بهذه الفرائض الخمس. وان يكرر النظر ويعيد التأمل في فوائد هذه الفرائض والاعمال التي بني عليها الاسلام وان يجاهد نفسه على تحقيقها وتكميلها العناية بها حتى يفوز بثمارها العظيمة واثارها المباركة العائدة او او التي يناله اهلها في دنياهم واخراهم. ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يصلح لنا جميعا ديننا الذي هو عصمة امننا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا ان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا. وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين. وفرج هم المهمومين ان واقضي الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين. اللهم كن لاخواننا المسلمين المستضعفين المضطهدين في كل مكان عونا ونصيرا وحافظا ومؤيدا يا ذا الجلال والاكرام اللهم وعليك اعداء الدين فانهم لا يعجزونك. اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم. اللهم من ارادنا واراد امننا وايماننا واسلامنا وسلامنا بسوء فرد كيده في نحره واشغله في بنفسه واجعل تدميره عن تدبيره تدميرا عليه يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا. واهد قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به ان مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا ما على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاك الله خيرا وبارك الله فيكم ادامكم الله الصواب وفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين