بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الرياض الناظرة والحدائق الزاهرة في العقائد والفنون المتنوعة الفاخرة قال رحمه الله تعالى الفصل السادس في الصدق والامانة. قد امر الله بالصدق واداء الامانات في عدة ايات واثنى على الصادقين الذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون. قال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. وقال هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم. لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. رضي الله عنه ورضوا عنه. ذلك الفوز العظيم. وقال ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها. وهذا شامل لجميع الامانات. من الولايات الصغار والكبار وامانات الاموال والحقوق والاسرار وغيرها. وفي الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة. ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا. واياكم والكذب فان الكذب يهدي الى الفجور. وان الفجور يهدي الى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا. وانما حث الشارع على الصدق اداء الامانة ورعايتها لانها لانها مقدمة الاخلاق الجميلة. وهي الداعية اليها كما نص عليه في الحديث في قوله فان الصدق يهدي الى البر. والبر اسم جامع لكل خير وطاعة الله واحسان الى الخلق. والصدق عنوان الاسلام. وميزان الايمان. واس الدين وعلامة على كمال المتصف به. وان له المقام الاعلى في الدين والدنيا. وهو صريح الاخلاص. فان المخلص قد ظاهره وباطنه. والصادق كذلك. وبالصدق يصل العبد الى منازل الابرار. وبه تحصل النجاة من جميع الشرور. وبالصدق واداء الامانة تحصل البركة والطمأنينة. ويكون صاحبها صبرا عند الله وعند الخلق. قال صلى الله عليه وسلم البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فان صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما. وان كذبا وكتما محقت بركة بيعهما متفق عليه. فاخبر وهو الصادق المصدوق ان البركة مقرونة بالصدق والبيان. وان المحق والتلف مقرون بالكذب والكتمان. والمشاهدة اكبر شاهد على ذلك. فانك لا تجد صادقا في معاملته مؤتمنا في اماناته. وقد استوى ظاهره وباطنه الا وجدت رزقه رغدا بابه جارية على السداد ومعاملاته مستقيمة. وقد حاز مع ذلك الشرف وحسن السمعة والاعتبار تسابق الناس الى معاملته. وبذلك تتم له سعادة الدنيا والاخرة. كما انك لا تجد كذابا غشا شاشا سيء المعاملة الا وجدته بعكس حال الصادق. لا ترى صادقا الا مرموقا بين الناس بالمحبة والثناء والتعظيم. ولا كاذبا الا ممقوتا بهذا الخلق الاثيم. الصادق يطمئن الى العدو والصديق والكاذب لا يثق به الصديق والقريب. ما احلى حديث الصادقين وما اقبح اقوال الكاذبين الصادق الامين مؤتمن على الاموال والحقوق والاسرار. ومتى حصل منه كبوة او فصدقه شفيع شفيع مقبول والكاذب لا يؤمن على مثقال ذرة ولو قدر صدقه احيانا لم يكن لذلك موقع ولا حصل به ثقة ولا طمأنينة. بالصدق تبرم العهود الوثيقة وتطمئن لها القلوب على الحقيقة ما كان الصدق في شيء الا زانه ولا الكذب في شيء الا شانه. الصدق طريق الايمان والكذب بريد النفاق. اللهم تفضل علينا بالصدق في اقوالنا وافعالنا وجميع احوالنا يا جواد يا كريم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا فصل عقده الامام عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى في بيان فظيلة الصدق وفضيلة الامانة وبيان ما بينهما من تلازم وبيان ما يترتب عليهما من اثار عظيمة وثمار مباركة وخيرات عميمة في الدنيا والاخرة وعقد الشيخ مقارنات للتوضيح والبيان بين من كان خلقه الصدق والامانة والوفاء ومن كان بخلاف ذلك وبين رحمه الله تعالى ان هذه الخلال الفاضلة والاخلاق الكاملة اذا تحلى بها العبد واتصف بها سعد في دنياه واخراه واطمأن الناس الى معاملته بينما اذا كان بخلافها لم يسعد هو في نفسه وكان الناس ايضا على غير امنة وطمأنينة من جهته وهذا مما يدل على كمال هذا الدين وعظمته وجماله وحسنه وانه لا يدعو الا الى كل خير وفضيلة ورفعة ولا ينهى الا عن كل شر كل امر ردين والصدق وصفه المصنف رحمه الله تعالى بصفات تدل على مكانته العظيمة ومنزلته العلية. قال هو عنوان الاسلام وميزان الايمان واس الدين وعلامة على كمال المتصف به والصدق معناه ان يستوي ظاهر المرء وباطنه وسره وعلنه وان يكون ما يقوله بلسانه مطابق لما قر في قلبه واعتقده بجنانه فالصادق هو من استوى ظاهره وباطنه بخلاف من يظهر ما لا يبطن ويعلن ما لا يسر ولهذا قال الله سبحانه وتعالى عن اهل النفاق وهم ابعد ما يكون عن الصدق والتحلي به قال اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون اي كاذبون في ان ما يقولونه بالسنتهم ليس مواطئا ولا مطابقا لما قام في قلوبهم واعظم الصدق واجله قدرا الصدق مع الله رب العالمين بان يكون العبد صادقا مع الله والصدق مع الله جل وعلا يكون بتوحيد الارادة كما ان الاخلاص له تبارك وتعالى يكون بتوحيد المراد فالمخلص مراده واحد بالعمل وهو الله سبحانه وتعالى والصادق ارادته واحدة بهمة عالية وعزيمة صادقة وحسن اقبال على الله تبارك وتعالى ولهذا الصدق يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح كلها تكون صادقة ومن اوصافها في المؤمن الصدق فاليد واللسان والعين والنظر كل هذه الجوارح مطلوب منها ان تكون صادقة ولهذا تأمل في قول النبي عليه الصلاة والسلام العين تزني وزناها النظر والاذن تزني وزناها السماع الى ان قال والفرج يصدق ذلك فعمل الجوارح تصديق عمل الجوارح تصديق الحسن يقول ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي. ولكن الايمان ما وقر في القلب وصدقته الاعمال ولهذا الصادق مع الله تبارك وتعالى اجتمع فيه الصلاح صلاح القلب وصلاح اللسان وصلاح الجوارح باستقامة ذلك كله على طاعة الله وحسن الاقبال عليه وانبعاث الهمة في التقرب اليه وطلب مرضاته والبعد عن ما يسخطه سبحانه وتعالى ولهذا قال الشيخ رحمه الله الصدق عنوان الاسلام وميزان الايمان واساس الدين وعلامة على كمال المتصف به والصدق اساس في قبول الاعمال وقبول الطاعات وهو في الوقت نفسه منبع للخيرات وبلوغ الكمال فالصادق بصدقه يترقى في منازل الكمال وفي الرتب العالية ويفوز بعالي المقامات ورفيع الرتب وكما هو واضح في الحديث الذي ساقه المصنف الصدق يهدي الى البر يهدي الى البر يعني يقود صاحبه ويسوقه الى ابواب البر الكثيرة فالصدق بوابة بوابة تأخذ بصاحبها الى ابواب البر الكثيرة والبر عرفه رحمه الله بانه اسم جامع لكل خير وطاعة لله واحسانا الى عبادة يجمع ذلك كله ولهذا اقرأ في اية البر التلازم بين البر والصدق اية البر في سورة البقرة قال الله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين هذه كلها عقائد مكانها القلب ثم ذكر الاعمال قال واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك اي المتصفين بهذه الصفات التي تتناول الظاهر والباطن اولئك الذين صدقوا اولئك الذين صدقوا فاذا اه الصدق يهدي الى البر والصدق يجمع الاعتقاد الصحيح الذي يقوم بالقلب والعمل الزاكي الذي يتقرب به العبد الى الله سبحانه وتعالى فليس الصدق مجرد دعوة يدعيها الانسان اذ من السهل على كل احد ان يقول عن نفسه انه صادق لكن لا عبرة بالدعاوى ما لم يقم عليها بينات في حال الانسان وفعاله فالصدق مع الله حقا ان يصلح الانسان في اعتقاده وايمانه وان يصلح ايضا في طاعته وعباداته واعماله وتقرباته الى الله سبحانه وتعالى وعرظ الشيخ رحمه الله ما يترتب على الصدق الامانة من خيرات وبركات في الدنيا والاخرة وان الصدق والامانة سبب للبركة في رزق الانسان وطمأنينة الناس اليه ورغبتهم في التعامل معه واورد في ذلكم قول النبي عليه الصلاة والسلام البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فان صدقا وبينا بورك لهما في ايهما وان كذبا وكتما محقت بركة بيعهما وبين بيانا مختصرا مدلول هذا الحديث وله بيان موسع لهذا الحديث ونافع جدا في كتابه بهجة قلوب الابرار وهو كتاب جمع فيه رحمه الله ما يقرب من المئة حديث من الاحاديث الجوامع عن النبي عليه الصلاة والسلام وشرحها في كتاب اسماه بهجة قلوب الابرار في شرح جوامع الاخبار وجوامع الاخبار احاديث تبلغ المئة حديث جمعها هو رحمه الله تعالى وشرحها في كتاب بهجة قلوب الابرار وهو كتاب عظيم ومؤلف قيم يجدر بطالب العلم ان منه نعم قال رحمه الله تعالى الفصل السابع في العدل وفوائده وتوقف الصلاح عليه قد امر الله بالعدل في مواضع كثيرة من كتابه. وامر بالعدل بين الناس في المقالات والمذاهب والدماء والاعراض وسائر الحقوق. ونهى عن الظلم في كل شيء. وذم الظالمين وذكر عقوباتهم الدنيوية والاخروية في ايات متعددة. قال تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى. وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. وقال يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين. ان يكن غنيا او فقيرا فالله اولى بهما. وقال تعالى قل امر ربي بالقسط والله لا يحب الظالمين. ان الظالمين لهم عذاب اليم. وفي الحديث الصحيح يقول الله تعالى يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا والشريعة المحمدية كلها عدل وقسط ورحمة. لا جور فيها بوجه من الوجوه. لا في اصولها ولا في فروعها نعم هذا فصل عقده رحمه الله تعالى لبيان العدل وفوائده وتوقف الصلاح وتحقق المصالح مصالح العباد الدينية والدنيوية بوجوده فالعدل به قيام الامور وانتظام المصالح وصلاح احوال الناس واطمئنان كل احد على نفسه وعلى ما له وعلى عرضه فاذا وجد العدل انتظمت مصالح الناس واذا فقد العدل اختل الامر عم الفساد واستشرى في الناس وذكر رحمه الله ان العدل مطلوب من المسلم مع كل احد ليس العدل مع القريب او الصديق او الحبيب بل العدل مطلوب مع كل احد ولهذا قال رحمه الله مبينا المجالات المتنوعة التي العدل مطلوب فيها قال في المقالات والمذاهب والدماء والاموال والاعراض وسائر الحقوق حتى مع العدو من بين من بينه او من بين الانسان وبينه عداوة وشنئان مطلوب مع ان يعدل معه والا يظلمه والا يقوي له ما لا ما لم يقل وان لا ينسب اليه ما لا يعتقد حتى ولو كان عدوا او خصما فالعدل مطلوب من المسلم في كل مجال قال في المقالات والمذاهب من كان على خلاف مذهب الانسان او له مقالات خاطئة يجب ان يكون الانسان عدلا معه بالا ينسب اليه ما لا يقول او يضيف اليه من العقائد ما لا يعتقد فهذا من الظلم وهو خلاف العدل فاذا المسلم مطلوب منه ان يكون عدلا مع كل احد حتى مع المخالف حتى مع المخالف وساق رحمه الله تعالى ايات في فضل العدل والحث عليه والترغيب فيه وبيان مكانته العظمى وما يترتب عليه من اثار حميدة وعوائد مباركة ثم اخذ يبين رحمه الله مجالات العدل وان العدل يكون في اعظم مقاماته باخلاص الدين لله لان صرف العبادة لغير الله هو اظلم الظلم واشنعه ثم ذكر المجالات الاخرى التي آآ يطلب من المسلم ان يكون فيها عدلا بعيدا عن الجور والظلم. نعم. قال رحمه الله تعالى فالتوحيد اصل العدل والشرك ضده اصل الظلم. قال تعالى ان الشرك لظلم عظيم. فالعدل وضع الشيء موضعه الحقوق كاملة فاعظم الحقوق على الاطلاق حقه تعالى على عباده ان يعبدوه وحده ويخلصوا له الدين قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقال وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وفي حديث معاذ المتفق عليه حق الله على عباده ان يعبدوه لا يشركوا به شيئا. فمن قام بهذا الحق فعبد الله وحده وادى هذا الحق وقام بحقوقه مخلصا له فقد قام باعظم العدل ومن جعل هذا الحق لغير مستحقه بان عبد غير الله وتعلق بغيره رغبة ورهبة وتألها فقد وعدل عن العدل. قال تعالى ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. اي يعدلون به غيره ويسوون بسواه ممن ليس فيه من اوصاف الالوهية شيء. ولا يملك لنفسه ولا غيره مثقال ذرة من النفع او الدفع فمن اظلم ممن سوى المخلوقات الفقيرة الناقصة من كل وجه بالرب الغني الكامل من جميع الوجوه. نعم هذا المقام الاول من مقامات العدل العدل بالتوحيد الاخلاص لله تبارك وتعالى وكما ذكر رحمه الله تعالى التوحيد اصل العدل توحيد اصل العدل وبين ذلك بيان ان العدل وضع الشيء موضعه كما ان الظلم وضع الشيء في غير موضعه فمن جعل العبادة كلها لله تبارك وتعالى ولم يجعل لاحد فيها نصيب فقد قام بالعدل وسلم من الظلم ومن جعل شيئا من العبادة ولو قل لغير المستحق لها وهو الله تبارك وتعالى فقد وقع في اشنع الظلم ولهذا كان الشرك اظلم الظلم واشنعه قد قال الله تعالى والكافرون هم الظالمون وقال تعالى ان الشرك لظلم عظيم فاظلموا الظلم واشنعه واشده وضع العبادة في غير موضعها وجعلها في غير موضعها موضع العبادة ان تكون لله تبارك وتعالى خالصة كما انه جل وعز تفرد بالخلق والرزق والايجاد لا شريك له فان الواجب ان يفرد بالعبادة فلا يجعل معه شريك قال الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون اي تعلمون انه لا خالق لكم غير الله تبارك وتعالى وساق رحمه الله ايات في التوحيد في بيان ان التوحيد هو الغاية التي خلق الخلق لاجلها وخلقوا لتوحيدها وخلقوا القيام بها ان التوحيد هو مقصود بعث المرسلين وانزال كتب رب العالمين جل وعلا والله عز وجل يقول وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وهو حق الله تبارك وتعالى على عباده وقد قال عليه الصلاة والسلام في حديث معاذ وحق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشرك به شيئا فاذا اصل العدل التوحيد والاخلاص لله تبارك وتعالى والبراءة من الشرك كله قال فمن قام بهذا الحق من قام بهذا الحق فعبد الله وحده وادى هذا الحق وقام بحقوقه مخلصا له فقد قام باعظم العدل اي انه حقق العدل في اعظم مقاماته واجل منازله وسلم من الجور والظلم في هذا الباب العظيم ومن جعل هذا الحق لغيره ومن جعل هذا الحق الذي هو العبادة لغير مستحقه بان يعبد غير الله وتعلق بغيره رغبة ورهبة وتألها فقد ظلم وعدل عن العدل وعدل عن العدل عدل اي مال وانحرف وذكر رحمه الله قول الله تعالى ثم الذين كفروا بربهم يهدلون اي يعدلون به غيره ويسوون به غيره فالشرك المشرك قد عدل غيره بربه قد عدل غير الله بالله. اي سوى غير الله بالله في حق الله تبارك وتعالى الذي هو العبادة وهذه الاية نظير قول الله سبحانه وتعالى عن اه فيما ذكره عن اهل النار تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين فهذه اه الاية تبين ان حقيقة الشرك تسوية غير الله بالله وعدل غيره به وجعل غيره مساويا له تبارك وتعالى في حقوقه ولا شك ان هذا هو اظلم الظلم كيف يسوى التراب او المخلوق من التراب برب العالمين وخالق الخلق اجمعين كيف يصرف الانسان ذله وخضوعه وانكساره ودعائه ورجاءه لمخلوق من من المخلوقات لا يملك لنفسي نفعا ولا ظر ولا حياة ولا موتا ولا نشورا فضلا عن ان يملك شيئا من ذلك لغيره يقول رحمه الله تعالى فمن اظلم فمن اظلم ممن سوى المخلوقات الفقيرة الناقصة من كل وجه الرب الغني الكامل من جميع الوجوه ولا شك ان من سوى بين الله وغيره فقد وقع في اعظم الظلم واشنعه وكان بهذا الظلم ان مات عليه مخلدا في نار جهنم ابد الاباد لا يقضى عليه فيموت ولا يخفف عنه من عذابها جزاء لهذا الظلم الشنيع الذي وقع فيه. قال الله تعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها. كذلك نجزي كل كفور وهم يسترخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير تذوقوا فما للظالمين من نصيب والمراد بالظالمين هنا اي الكافرين المشركين الذين وقعوا في هذا الظلم الشنيع الذي هو تسوية غير الله بالله نعم وقال صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. فذكر اولهم الامام العادل وقال المقسطون على منابر من نور الذين يعدلون في اهليهم وحكمهم وما ولوا فعلى الامام الاعظم ان يقيم العدل في جميع رعيته. قريبهم وبعيدهم غنيهم وفقيرهم. وان يكونوا في هذا سواء وعليه ان يستنيب لكل عمل الكفؤ الامين. ويوصيهم على اقامة العدل ويحذرهم الجور وظلم العباد في الدماء والاموال والاعراض. ويتفقدهم في ذلك الامر الذي هو اساس الصلاح الديني والدنيوي فلا يصلح الدين الا بالعدل. ولا تصلح الدنيا وتستقيم الامور على السداد الا بالعدل. ويوم واحد من امام عادل خير خير للعباد من ان يمطروا اربعين صباحا. لان العدل يسعد به الراعي والرعية وبالعدل تعمر الاسباب الدنيوية. ويحصل التعاون على المصالح الكلية والجزئية. وبالظلم خراب وفساد الاحوال وفتح ابواب الفتن وحصول العداوات والبغضاء. هذا مجال ايضا من اه مجالات العدل في من او في حق من ولاه اه اه الله جل وعلا او تولى امر وكان واليا حاكما فمن كان في مثل هذا المقام وفي هذه المنزلة فانه مطلوب منه العدل ويطلب منه في في هذا المجال اعظم من غيره لان قيام صالح العباد وراحتهم وطمأنينتهم وتحقق الخيرات لهم مترتبة على حاله من عدل او ظلم فاذا كان عدلا ترتب على ذلك من الخيرات البركات واجتماع القلوب وائتلاف النفوس شيئا عظيما. واذا كان باغيا ظالما تناثرت النفوس وكثرت آآ الشرور وعما اه العدوان ولهذا مطلوب من من ولي امر المسلمين في ولاية عامة او خاصة ان يتقي الله تبارك وتعالى وان يعدل بينهم وقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله امام عادل امام عادل اي قام برعيته بالعدل الذي قامت به السماوات والارض واشار رحمه الله عندما يتحقق للناس وجود الامام العادل القائم بالقسط والعدل كيف ان الخيرات تكثر تعم وتنتشر ويرتاح الناس يقول يحصل بالعدل تعمر الاسباب الدنيوية ويحصل التعاون على المصالح الكلية والجزئية وبالظلم خراب الديار. وفساد الاحوال وفتح ابواب الفتن وحصول العداوات والبغضاء وذكر رحمه الله ان يوم واحد من امام عادل يوم واحد من امام عادل خير للعباد من ان يمطروا اربعين صباحا. ومعلوم كم يحصل من الخير عندما يمطر الناس اربعين صباحا وكيف ان هذا ينفع اه الزروع والماشية تتحقق به خيرات عظيمة جدا يوم واحد من امام عادل خير من ان يمطروا اربعين صباحا. وهذا مستفاد من حديث خرجه الامام احمد رحمه الله تعالى في مسنده وابن ماجة في سننه قال حد يقول عليه الصلاة والسلام حد يعمل في الارظ خير لاهلها من ان يمطروا اربعين صباحا. حد يعمل في الارض خير من ان يمطر اهلها اربعين صباحا. هو حديث حسن فهذا كله مما يبين فوائد العدل وكيف ان الناس اذا اكرمهم الله سبحانه وتعالى بالامام العادل كيف ان هذه الخيرات تحصل وتعم وتنتشر ولهذا كان من محاسن هذه الشريعة وما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام ما يحقق هذا الباب ويعين عليه وهو ان المسلم مطلوب منه ان يحرص على الدعاء للراعي وولي الامر وان يحذر من الدعاء عليه ومن لا فقه عنده في هذا الباب يعكس القضية اذا كان مطلوب والناس الناس محتاجون الى امام عادل فعليهم بالدعاء واللجوء الى الله سبحانه وتعالى الذي بيده ازمة الامور فيدعى للوالي بالصلاح بالعافية بالسداد بالعدل بالتوفيق يدعى لهم بذلك الائمة كالفضيل واحمد وغيرهم يقولون لو كانت لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان لو كانت لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان يعني يقول لا اخص نفسي بها لجعلتها للسلطان. لماذا؟ لان اذا وفق الناس بسلطان منصف وعادل وقائم بالحقوق والى اخره الناس كلها تستفيد فاذا من الحكمة والعقل ان يدعى للسلطان ولا يدعى عليه قد جاء النهي عن ذلك في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام قال لا تسبوا امرائكم لا تسبوا امرائكم ليس من الخير سب الامير بل يدعى له يدعى له يدعى له بالصلاح بالهداية بالتوفيق حتى اذا صدرت اخطاء منه ليس معنى ان اذا صدرت من الاخطاء ان يقال جزاه الله خيرا على هذه الاخطاء لا اتقوا الله يهديه الله يصلحه الله يبصره بالحق الله يسدده نسأل الله ان يلهمه الصواب ان يلهمه السداد ان يوفقه ان يعينه على ما حمله يدعو له دعوات يخصه بها يلح على الله تبارك وتعالى بذلك فهذا يترتب عليه خير عظيم وقد ذكر لي احد الافاضل ان انه كان يمشي مع الامام الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في المطاف يطوف وكان يطوف بالبيت رحمه الله فسمعه في طوافه يكثر من الدعاء لولي الامر يكثر من الدعاء لولي الامر. لماذا؟ لانه يدرك رحمه الله المكانة العظيمة للدعاء لولاة الامر بالصلاح بالهداية بالتوفيق بالسداد بالمعافاة فهذه هذا جانب مهم اذا كان وجود الامام العادل تتحقق به هذه الخيرات اذا من مصلحة اه الرعية ان يدعو لائمتهم وان يدعو الله سبحانه وتعالى ان يولي عليهم خيارهم ويلح على الله تبارك وتعالى بذلك والله سبحانه وتعالى هو الذي بيده ازمة الامور وبيده التوفيق وبيد مقاليد السماوات والارض مالك الملك سبحانه وتعالى نعم وعلى القضاة والحكام بين الناس ان يحكموا بينهم بالعدل. قال تعالى يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله. واكثر الاحكام والخصومات ترد على القضاة فاذا عرفوا الحق وحكموا بالعدل استحقوا الثواب وسلموا من العقاب. ووصلت الحقوق الى اهلها واستقامت امور واذا حكموا بالجهل او بالهوى فقد باءوا بالخسران وضاعت الحقوق وانتصر الظلمة على المظلومين الامور وتفاقم الشر والفساد واختلت احوال العباد وهذا ايضا جانب من جوانب العدل العظيمة المطلوبة العدل من القضاة بمعرفة الحق والبصيرة بشرع الله واحكامه سبحانه وتعالى وان يحكم بها بين الناس دون حيث او ظلم بل يقيموا حكم الله سبحانه وتعالى ويمضي حكم الله فاذا تحقق ذلك ايضا كان ذلك سببا عظيما من اسباب الخير والبركة في المجتمعات بينما اذا حكم بين الناس بغير حكم الله وبغير شرع الله سبحانه وتعالى اختلت امورهم وعم الشر والفساد بينهم وخربت احوالهم فالعدل به قيام مصالح الناس. نعم. والعدل ايضا واجب في جميع المعاملات بين الناس. وهو وان تؤدي ما عليك كاملا كما تطلب حقك كاملا. فمتى بنيت المعاملات على هذا الاصل؟ تحسنت المعاملات وتمت الثقة والتبادل العادل بين المتعاملين. فاتسعت دائرة الاسباب والتجارات والصناعات والحرف النافعة ووثق المتعاملون بعضهم ببعض وقلت الخصومات والمشاجرات وانحسم النزاع كله او معظمه وكل ذلك بسبب عدل ومتى كان الامر بعكس هذه الحال ورفع من المعاملات روح العدل وحل محله وحل محله البخش تطفيه واستقصى الانسان على حقه وان امكنه الزيادة فعل. وبخس الحق الذي عليه وغش وطفف ومنع ما عليه واخذ ماله. فويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون. واذا كالوهم او وزنوا وهم يخسرون. الا يظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم. وويل لهم مما يترتب على البخس والتطفيل من العقوبات الدنيوية التي اولها نزع البركة ومحق الرزق وسوء المعاملة وتوقف كثير من المعاملات والاسباب النافعة. كل معاملة فقدت روحها وهو العدل فهي معاملة ضارة غير نافعة. قال تعالى ولا تبخسوا الناس اشياءهم ولا تعثروا في الارض مفسدين. وقال صلى الله عليه وسلم من غشنا فليس منا ان فالغش والمعاملات الجائرة الظالمة ليست من الدين. وصاحبها متعرض لعقوبة الله العاجلة الاجلة قد سقط بين الناس شرفه واعتباره واتضحت سفالة اخلاقه وتبين خساره. نعم هذا ايضا جانب من جوانب العدل العدل في جميع المعاملات بين الناس. وبينه رحمه الله بقوله ان اؤدي ما عليك كاملا كما تطلب حقك كاملا اي كما انك تريد ان تصل اليك حقوقك كاملة لا ينقص منها شيء فايضا اعطي الناس حقوقهم كاملة لا تنقص منها شيء فاذا قامت التعاملات بين الناس على هذا الاصل فهذا هو حقيقة العدل حقيقة العدل في التعاملات ان تؤدي الحقوق الى الناس كاملة كما تحب ان تؤدى اليك كاملة وهذا ضابط نافع جدا مستفاد من قول النبي عليه الصلاة والسلام ان تأتي للناس الذي تحب ان يؤتى اليك ومن قوله عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب بنفسه فاذا كان الانسان في تعاملاته بهذه الصفة فهذا هو العدل الذي به تنتظم المصالح مثلا اذا قيل كيف يكون العدل في تعامل الابن مع والده في تعامل الابن مع والده يقال العدل في هذا الباب ان يعامله الابن معاملة يحب ان يعامل بها اذا كان هو الاب فهذا الشيء الذي يحب ان ان يصل اليه كاملا فليعامل به الاخرين. ايضا مثلا في البيع والشراء وسائر التعاملات العدل هو ان يؤدي الانسان الحقوق الى الاخرين كما يحب ان تؤدى اليه. اما اذا كان والعياذ بالله يستوفي ويستقصي وربما اخذ ايظا زيادة اذا كان الحق له واما اذا كان عليه طفف وبخس ووظلم وجحد فمن كان بهذه الصفة فويل له. ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون الا يظن اولئك انهم مبعوثون الا يظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين. نعم. والعدل يكون في الحقوق الزوجية فعلى كل واحد من الزوجين من الحقوق الشرعية العادلة للاخر ما يناسبه. فمتى قام كل منهما بما عليه التامت الزوجية وتم للزوجين حياة سعيدة طيبة. وحصلت الراحة والبركة. ونشأت العائلة نشأة الحميدة ومتى لم يقم كل منهما بالحق الذي عليه تكدرت الحياة وتنغصت اللذات وطال الخصام وتعذر او تعثر الالتئام. واختلت التربية النافعة وتضرر كل منهما في دينه ودنياه. كما قال تعالى وعاشروهن بالمعروف. وقال ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف. وقال الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم. فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن. فان اطعنكم فلا عليهن سبيلا. فمدح الله الحافظة لنفسها. الحافظة لمال زوجها وما عليها من حقوق الله وحقوق الزوج وذم من عكست القضية واباح لزوجها القائم بحقها تقويمها بالاسهل فالاسهل بالوعظ النافع ثم بالهجر ان لم ان لم ينفع الوعظ ثم بالضرب الخفيف ان كان فيه نفع وذلك كله بشرط ان يكون قائما بحقها. فمتى اراد منها القيام بحقه؟ وهو مانع لحقها فانه مطفف لا يمكن من تقويمها بالهجر والضرب حتى يستقيم. والمقصود ان العدل بين الزوجين وقيام كل منهما بواجب الاخر فيه الخير العاجل والاجل. وفقد العدل فيه الضرر الحاضر والمستقبل وكذلك العدل في القيام بحقوق الاولاد والاقارب على اختلاف مراتبهم والقيام بصلتهم الواجبة تحبه والمستحبة به والمستحبة به تتم الصلة بين الاقارب والمنافع الدينية والدنيوية المتبادلة بينهم. وبذلك يكتسبون الشرف عند الله وعند الخلق. وبه تنظر هذه البيوت التي قامت على هذه الروح الطيبة بعين تعظيم لعلها تنظر وبه تنظر هذه البيوت التي قامت على هذه الروح الطيبة بعين التعظيم وبه يتساعدون على صالح الدين والدنيا والقطيعة بعكس ذلك كله. وذلك راجع الى العدل وجودا وعدما. قال صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته. فالامام راع على الناس وهو مسؤول عن رعيته الرجل راع على اهل بيته وهو مسؤول عن رعيته. والمرأة راعية على بيت زوجها. وهي مسؤولة عن رعيتها. والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عن رعيته فكلكم راع ومسؤول عن رعيته. فذكر صلى الله عليه الولايات كلها كبارها وصغارها. وان كل من تولى اي ولاية يكون مسئولا عن رعيته. وعليه سلوك العدل المتعلق بتلك بتلك الولاية بحسبها. فان كان قائما بالعدل مؤديا للحقوق فليبشر بثواب الله وان كان مقصرا مفرطا او متعديا فلا بد ان يجازى على عمله الذي اضاع. العدل به تقوم ولايات وتصلح الافراد والجماعات وتمشي الامور على الاستقامة في كل الحالات كما ان العدل مطلوب في الولايات العامة فايضا هو مطلوب في الولايات الخاصة. وكما جاء في الحديث الذي ذكره المصنف رحمه الله آآ كل راع كل راع وكل مسؤول عن رعيته فالعدل مطلوب من الجميع ومن ذلكم بيت الزوجية الزوج مع زوجه وكذلكم العكس فالعدل مطلوب من الجميع. واذا كان في هذا المجتمع المصغر الذي هو بيت الزوجية. اذا كان قائما على العدل بحيث ان كل طرف قائما بحقه آآ بانصاف وعدل ووفاء بالحقوق فان اه مثل هذه البيوت تنظر بعين الاعتبار والشرف والتقدير والاحترام لانها بيوت قامت على العدل بينما اذا اخل احد الزوجين او كل منهما اخل بحق الاخر ظلم الاخر وتعدى عليه اختل البيت ولم يتمكنوا من التربية ولا اصلاح البيت ولا رعايته ولا تنتظم مصالح البيت فهذا البيت الذي هو مجتمع مصغر لا ينتظم الا بالعدل. كما ان المجتمع كله لا ينتظم الا بالعدل فمطلوب من الزوجين كل منهما مع الاخر ان يقوم بالعدل والعدل منهما ان يقوم كل منهما بالمطلوب منه تجاه الاخر وللزوج على زوجه حقوق يجب عليه ان يقوم بها وللزوجة على زوجها حقوق يجب عليها ان تقوم بها واذا فرط احدهما في حق الاخر فعلى الطرف الاخر ان يقوم بحقه ان يقوم بحقه وان يعمل على ايظا تحصيل حقه ان يؤدي هو الحق المطلوب منه ويسعى ايضا في الوقت نفسه بالاساليب المناسبة والطرائق الشرعية في ان ينال الحق الذي له لا ان يقابل ظلما بظلم وجورا بجور واعتداء باعتداء لان مثل هذه الامور تختل بها الحياة الزوجية وهذا يبين الخطأ الذي قد يقع في بعض البيوت مثلا عندما تكون مثلا المرأة مقصرة في حقوق زوجها فيعامل التقصير بالظلم والبغي والعدوان فيختل البيت بينما اذا ادى الذي عليه وعمل على تحصيل حقه وكذا ايضا العكس في المرأة مع زوجها فبمثل هذا تتحقق المصالح فلا يقوم ولا تنتظم مصلحة عامة او خاصة الا بتحقيق العدل فبالعدل تنتظم مصالح الناس وتتحقق لهم الخيرات وتعم البركات وبالظلم تزول اه الخيرات وتعظم الشرور وبهذا انتهى رحمه الله تعالى من آآ الكلام عن العدل وفوائده العظيمة واثاره المباركة مفصلا ذلك في جوانبه ومجالاته المتنوعة. نعم قال رحمه الله تعالى الفصل الثامن في وجوب النصيحة وفوائدها. ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الدين النصيحة ثلاثة. قالوا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ورسوله وائمة المسلمين وعامتهم. اخبر صلى الله عليه وسلم خبرا متضمنا للحث على النصيحة والترغيب فيها ان الدين كله منحصر في النصيحة. يعني ومن قام بالنصيحة فقد قام بالدين. وفسره تفسيرا يزيل الاشكال ويعم جميع الاحوال وان موضوع النصيحة خمسة امور لاستكمالها باستكمالها يكمل العبد اما النصيحة لله فهي القيام بحقه وعبوديته التامة. وعبوديته تعم ما يجب اعتقاده من اصول الدين كلها واعمال القلوب والجوارح واقوال اللسان من الفروض والنوافل. فعل فعل المقدور منها نية القيام بما يعجز عنه. قال تعالى في حق المعذورين ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج اذا نصحوا لله ورسوله. الشيخ كان ليس على الضعفاء ولا على المرظى. ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج اذا نار اذا نصحوا لله ورسوله فاشترط في نفي الحرج عن هؤلاء ان يكونوا ناصحين لله ورسوله. وذلك بالنيات الصادقة والقيام بالمقدور له ومن اعظم النصيحة لله الذب عن الدين وتفنيد شبه المبطلين وشرح محاسن الدين الظاهرة والباطنة. فان شرح محاسن الدين وخصوصا في هذه الاوقات التي طغت فيها الماديات جرفت بزخارفها وبهرجتها اكثر البشر وظنوا بعقولهم الفاسدة انها هي الغاية ومنتهى الحسن والكمال اكبر عن ايات الله وبيناته ودينه. ولم يخطر بقلوب اكثرهم ان محاسن الدين الاسلامي فاقت بكمالها وجمالها وجلالها كل شيء. وان محاسن غيرها ان فرض فيها محاسن فانها فانه ويضمحل اذا قيس بنور الدين وعظمته وبهائه. وانه الطريق الوحيد الى صلاح البشر وسعادتهم. ومحال ان تحصل السعادة بدونه. اما سعادة الدين فواضح لكل احد منصف. واما سعادة الدنيا فان الامور المادي المحضة اذا خلت من روح الدين فانها شقاء على اهلها ودمار. والمشاهدة اكبر شاهد على هذا. فان المادة قد ارتقت فان امور المادة قد ارتقت في هذه الاوقات ارتقاء هائلا. يعجز الفصيح عن التعبير عنه. ومع ذلك فهل عاش هؤلاء مع انفسهم ومع غيرهم ومع بقية الامم عيشة سعيدة هنية طيبة؟ ام الامر بالعكس ما يخرجون من طامة الا تلقتهم طامة اكبر منها. ولا خلصوا من كوارث وعذاب الا دخلوا في عذاب منه ولا والله ينجيهم من هذا غير الدين الصحيح. وسيعلمون. ويعلم غيرهم عواقبهم الوخيمة واما النصيحة لكتاب الله فهي الاقبال بالكلية على تلاوته. نعم. هذا فصل عقده رحمه الله تعالى في بيان اه النصيحة وفوائدها وبناه على حديث تميم الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم وفصل رحمه الله في هذه المجالات الخمس للنصير للنصيحة وتحقيقها وتتميمها وبين اه خلال ذلك الفوائد والاثار وعن هذا الفصل آآ لعل هذا الفصل يرجى الحديث عنه الى لقاء الغد باذن الله تبارك وتعالى نسأل الله الكريم ان ينفعنا بما علمنا انه سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل. جزاكم الله الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق. نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين نعم. يقول السائل اذا كان الحاكم امرأة فهل ندعوا لها؟ جاء في الحديث الصحيح الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ان انه قال ما افلح قوم ولوا امرهم امرأة وفي مثل هذا المقام ان قدر وجود مثل ذلك فالدعاء الذي يقال اللهم ولي علينا خيارنا وبمثل اه او نحو هذه الدعوات آآ التي آآ يكون بها عدم بقاء مثل هذه المرأة في الحكم لانه لا خير في مجتمع تحكمه امرأة ما افلح قوم نفي للفلاح والخير واستقامة الامور اذا كان الذي اه اه اذا كان الذي اه تقوم بحكم المجتمع امرأة فيدعى الله سبحانه وتعالى ان يبدلهم برجل وان يولي عليهم خيارهم وان ييسر لهم من اه يحكمهم بالعدل نعم هل الدعاء للسلطان او الحاكم بالصلاح وغيره؟ واجب على كل مسلم ومن قصر يعاقب هذا من النصيحة هذا من النصيحة للسلطان والحاكم ان يدعو له وابلغ الدعاء ما كان خفية بين الانسان وبين ربه ولهذا ليس هناك مجال لما ذكره السائل متابعة الناس تتبعهم في هذا الباب اما اذا قدر ان شخصا يعلن على الملأ بالتحذير من الدعاء لولاة الامور و ينهى عن ذلك ويطلب الدعاء على ولاة الامور فمثل هذا وجوده لا شك انه خطر على الناس في فهومهم ومصالحهم فمثل هذا يحتاج الى ما اشار اليه السائل فالدعاء بين الانسان وبين اه بين الله تبارك وتعالى فيحرص المسلم في دعائه ان يخص السلطان بدعوة يدعو الله له بالتوفيق بالسداد آآ المعافاة حسن آآ آآ آآ حسن العمل صلاح النية والذرية وصلاح النية والعمل يدعى له بمثل هذه الدعوات التي تجمع الخيرات للسلطان لمن يحكمهم. نعم هل طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين؟ نعم. بالنسبة للزوج الزوجة الطاعة اصبحت للزوج وهي مقدمة لكن ينبغي عليها ان تحرص على موازنة الامور آآ آآ ان تجمع بين آآ حق زوجها بالطاعة واعتبار ما لاهلها ووالديها عليها من حق فبعض الزوجات في مثل هذا المقام لا لا تكون موفقة فتوجد بتعاملها نفرة بين الزوج واهله او اه اه اه ايضا نفرة من اهله تجاه اه الزوج لكن اذا كانت حصيفة حسنة التعامل تستطيع باذن الله تبارك وتعالى ان تقرب بين وجهات النظر وان تعامل الجميع بالمعاملة الحسنة اللائقة. نعم هل خدمة الزوج واجبة على الزوجة؟ خدمة الزوج مطلوبة من الزوجة وهذا بحسب آآ العرف فيما تخدم به زوجها وهذا يتفاوت من مكان الى اخر ومجتمع الى مجتمع وايضا مستوى الاسر واحوالها فهذه امور متفاوتة والاصل في البيت الزوجي ان يكون قائما على المسامحة لا على المشاحة هذا الاصل وان يتفانى كل واحد منا الزوجين بكسب الاخر معاملة وتقديرا واحتراما وفاء ونحو ذلك. اما اذا كانت قائمة على المساحة وكل يكتب بالورقة انت مطلوب منك كذا وانت مطلوب من كذا وانت لم تفعل كذا اذا لا افعل كذا هذا ما تستقيم به احوال البيوت الزوجية لكن الاصل ان تكون قائمة على المسامحة واذا قصرت الزوجة اليوم فكم يوم قد احسنت واذا قصر الزوجة اليوم كم من يوم ايضا قد احسن؟ لا لا يفرك مؤمن مؤمنة ان عاب منها خلقا رضي منها خلقا اخر. ولن يجد الانسان مهما كان زوجة كاملة. واذكر مرة كنت اه بعد صلاة الفجر في مجلس الشيخ ابن باز رحمة الله عليه. واتصل عليه سائل قد طلق زوجته في مسألة تتعلق بالطعام ربما كان يريد طعاما فكانت لا تجيده او نحو ذلك فطلقها ثم اتصل صبيحة ذلك اليوم بالشيخ. فاخذ الشيخ ينصحه وقال كلمة رددها ثلاث مرات اعجبتني كثيرا وهي نافعة والله قال له رحمة الله عليه قال له الدنيا ما فيها حور عين الدنيا ما فيها حور عين الدنيا ما فيها حور عين يكررها الشيخ يعني لا تنتظر انك ترى في الدنيا امرأة كاملة مكملة مهما كانت المرأة لابد ان ترى فيها قصورا ونقصا والمرأة خلقت من ظلع فلابد من شيء من الاعوجاج لابد شيء من التقصير لابد شيء من الخلل هذا لابد منه ولا يقف الانسان